مشاهدة النسخة كاملة : من صفحات التاريخ: صفحات مشرقة ومضيئة جدا
Abuhanifah
09-30-2007, 09:11 PM
جزاك الله خيرا أخت صوت على هذه الصفحات المشرقة من تاريخنا الاسلامي وصدق الفاروق رضي الله عنه حيث قال: " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام واذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"
Saowt
10-01-2007, 03:59 PM
وجزاك الله خيرا مثله أخي أبو حنيفة.. أهلا بك متابعا جديدا لمشاركات هذا الموضوع..
كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضباً، وجعلت مكة تغلي كالمِرْجَل ضد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحِجْر بعد وقعة بدر بيسير ـ وكان عمير من شياطين قريش ممن كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة ـ وكان ابنه وهب بن عمير في أساري بدر، فذكر أصحاب القَلِيب ومصابهم، فقال صفوان: والله إن في العيش بعدهم خير.
قال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دَيْن على ليس له عندي قضاء، وعيال أخشي عليهم الضَّيْعةَ بعدي لركبتُ إلى محمد حتى أقتله، فإن لي قِبَلَهُمْ عِلَّةً، ابني أسير في أيديهم.
فاغتنمها صفوان وقال: عليّ دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيإلى، أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم.
فقال له عمير: فاكتم عني شأني وشأنك.
قال: أفعل.
ثم أمر عمير بسيفه فشُحِذَ له وسُمَّ، ثم انطلق حتى قدم به المدينة، فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب ـ وهو في نفر من المسلمين يتحدثون ما أكرمهم الله به يوم بدر ـ فقال عمر: هذا الكلب عدو الله عمير ما جاء إلا لشر.
ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه، قال: فأدخله علي، فأقبل إلى عمير فلَبَّبَهُ بحَمَالة سيفه، وقال لرجال من الأنصار: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به،
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ـ قال: أرسله يا عمر، ادن يا عمير، فدنا وقال: أنْعِمُوا صباحاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة.
ثم قال: ما جاء بك يا عمير؟
قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، فأحسنوا فيه.
قال: فما بال السيف في عنقك؟
قال: قبحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئاً؟
قال: اصدقني، ما الذي جئت له؟
قال: ما جئت إلا لذلك.
قال: بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية في الحِجْر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائل بينك وبين ذلك.
قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق،
ثم تشهد شهادة الحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره.
وأما صفوان فكان يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر.
وكان يسأل الركبان عن عمير، حتى أخبره راكب عن إسلامه فحلف صفوان ألا يكلمه أبدًا، ولا ينفعه بنفع أبدا. ورجع عمير إلى مكة وأقام بها يدعو إلى الإسلام، فأسلم على يديه ناس كثير.
نقلا عن موقع القصص.
بوركتِ ياغالية
زادك الله علما ونفع بكِ
Saowt
10-28-2007, 01:27 PM
هذى سلسلة روايات دون تعليق تتلألأ هكذا لتبحث عن عقول يقظة وقلوب نقية فتستقر بهما محدثة ما نرجو له من اثر فعال مستمر والله من وراء القصد.
لوشبعوا لما أحسوا بالجوعى
روى عن عمر بن الخطاب أنه كان ذا تقوى وعدل وضمير حى وهذا ما حدا به في عام المجاعة المعروف «بعام الرمادة» ألا يأكل إلا الخبز والزيت حتى أسود جلده، فيكلمه بعض الصحابة في ذلك، فيقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع!
لو سرقوا ما عزوا
* رأى عمر بن الخطاب يوماً فتاة صغيرة تتمايل من الجوع. فقال: من هذه؟
فقال ابنه عبد الله: هذه ابنتي.
قال: فما بالها؟
قال: إنك تحبس عنا ما في يدك فيصيبنا ما ترى.
فقال: يا عبد الله، بيني وبينكم كتاب الله، والله ما أعطيكم إلا ما فرض الله لكم. أتريدون مني أن أعطيكم ما ليس لكم فأعود خائنا؟!
** ودخل عمر بن عبد العزيز على امرأته يوماً فسألها أن تقرضه درهماً يشتري به عنبا، فلم يجد عندها شيئاً... فقالت له: أنت أمير المؤمنين وليس في خزائنك ما تشتري به عنبا؟!
فقال: هذا أيسر من معالجة الأغلال والأنكال غداً في نار جهنم...
وقد اجتهد في مدة ولايته - مع قصرها- حتى رد المظالم، وصرف إلى كل ذي حق حقه، وكان مناديه ينادى في كل يوم: أين الغارمون؟ أين الراغبون في الزواج؟ أين اليتامى؟ أين المساكين؟ حتى أغنى كلاً من هؤلاء.
لو عدلوا لساروا بلا حراس
وهذا على بن أبى طالب علي يمشي في الأسواق وحده وهو خليفة، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال، فيفتح عليه القرآن، ويقرأ، (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين) (القصص: 83) ثم يقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من الناس.
خاتمة وملاحظات
كانت هذه تذكرة بأحوال حكامنا فى الخلافة الراشدة تلك التى من فرط تشاؤم الناس بالحاضر وقياسهم عليه يئسوا من المستقبل غافلين عن حديث النبى الصحيح " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا عضوضا، أو عاضا( وراثيا )، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم يكون ملكا جبريا، ثم يرفعه الله إذا شاء أن يرفعه، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"، والأمر عند المؤمنين بكلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو مسألة وقت، ولنا في فتح القسطنطينية ما نستأنس به ههنا.
Abuhanifah
10-30-2007, 02:24 PM
أتمنى ان تصبح هذه الصفحات المشرقة من الحاضر....
على فكرة في اي خلافة نحن الآن "ملكا عضوضا، أو عاضا( وراثيا )" أم " ملكا جبريا"
(أعتقد جبريا والله أعلم) جزاك الله خيرا
Saowt
12-07-2007, 08:03 PM
بعد الانتهاء من المعركة مر مصعب بن عمير بأخيه أبي عزيز بن عمير الذي خاض المعركة ضد المسلمين وأحد الانصار يشد يده،
فقال مصعب للأنصاري: شد يدك به، فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك،
فقال أبو عزيز لأخيه مصعب: أهذه وصاتك بي؟
فقال مصعب: إنه -أي الأنصاري- أخي دونك!!
فالله الله على روابط الايمان التي كانت تجمع الصحابة دون روابط النسب....
((منقول من مشاركة لأختي أم ورقة))
Saowt
12-08-2007, 08:22 AM
في يوم من الأيام دخل عليه أحد أبنائه، وقال له: يا أبت! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحداً.
فقال الخليفة لابنه: لا تعجل يا بني؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في المرة الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة.
فانصرف الابن راضياً بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه، وعلم أن رفق أبيه ليس عن ضعف، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه.
إنه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه..
Saowt
12-16-2007, 05:55 PM
لما ولي معاوية بن أبي سفيان الشام ألح على عمر الفاروق في غزو البحر، وكتب له معاوية: (إن قرية من قرى حمص ليسمعُ بنباح كلابهم، وصياح دجاجاتهم). فاحتار عمر وكتب إلى عمرو بن العاص واليه على مصر: (صف لي البحر وراكبه؛ فإن نفسي تنازعني عليه). فكتب عمرو: (إني رأيت خلقاً كبيراً يركبه خلقٌ صغير، ليس إلا السماء والماء، إن ركد خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين –بالنجاة– قلة، والشك كثرة، هم فيه كدود على عود، إن مال غرق، وإن نجا برق).
قرأ عمر الكتاب ثم كتب إلى معاوية: (والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وبالله لمسلمٌ واحدُ أحب إلي مما حوت الروم).
ولما ولي عثمان الخلافة كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر، وذلك بعد أن بدأ معاوية باستكمال الاستعدادت، فوافق عثمان على طلبه، وكتب إليه: (لا تنتخب الناس، ولا تقرع بينهم، خيرهم، فمن اختار الغزو طائعاً فاحمله وأعنه).
فبنى معاوية أسطولاً إسلاميا، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الجاسي فاستطاع فتح قبرص. وولى عثمان عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر فبدأ بغزو جنوب ليبيا، ثم غزا بلاد النوبة، بالإضافة إلى أن معاوية سيطر على الشواطىء في بلاد الشام وآسيا الصغرى، فلما رأى الروم خسائرهم المتوالية في البر جمع قسطنطين بن هرقل أسطولاً رومياً به ألف سفينة لضرب المسلمين، فأرسل معاوية -بعد إذن عثمان- مراكب الشام بقيادة بُسر بن أرطاة، واجتمع مع بن أبي سرح في مراكب مصر، ومجموعها مائتا سفينة فقط، وكانت المعركة التي يترجح أنها وقعت على شواطىء الاسكندرية، سنة 32 للهجرة.
والتقى الجيشان في عرض البحر، وطلب المسلمون من الروم: إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل، حتى يكتب لأحدنا النصر، وإن شئتم فالبحر، فأبى الروم إلا الماء، وبات الفريقان تلك الليلة في عرض البحر، وقام المسلمون الليل يصلون ويدعون ويذكرون، وبات الروم يضربون النواقيس.
ولما صلى المسلمون الفجر أمر عبد الله جنده أن يقتربوا من سفن أعدائهم فاقتربوا حتى لامسوها، ونزل الفدائيون إلى الماء وربطوا السفن العربية بسفن الروم بحبال متينة، وبدأ الروم القتال، وصار قاسياً، وسالت الدماء حتى احمرت صفحة المياه، وترامت الجثث في الماء، وضربت الأمواج السفن حتى ألجأتها إلى الساحل، وقتل من المسلمين الكثير، وقتل من الروم ما لا يحصى، وصمد المسلمون، فكتب الله لهم النصر بما صبروا، واندحر الروم، وكاد قسطنطين أن يقع أسيراً في أيدي المسلمين، لكنه فر مدبراً والجراحات في جسمه حتى وصل جزيرة صقلية، فسأله أهلها عن أمره، فأخبرهم فقتلوه حنقاً عليه.
والصواري جمع صار، وهي الخشبة المعترضة وسط السفينة، وسميت المعركة كذلك لكثرة صواري المراكب واجتماعتها، أو لكثرة ساريات السفن التي التحمت في القتال في ذلك اليوم (1200 سفينة عربية ورومية).
هنا الحقيقه
12-17-2007, 03:38 PM
بارك الله بك اخت صوت على بدائع الاختيارات
فعلا صفحات مضيئة جدا
ولكن لا اعلم هل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه لم يرى البحر ولا السفن من قبل واحتاج ان يصفه له عمرو؟!!
نبحث ونرى
Saowt
12-29-2007, 09:12 PM
ابحث ورَ يا أخي..
إنه صوتٌ يشبه دَوِىَّ النحل، تعالَ نقترب من القصر، ها قد اتضح الصوت: إنهن جواري زبيدة زوجة الخليفة يحفظْنَ ويرتلْنَ القرآن الكريم.
كانت زبيدة تتمنى بينها وبين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب اليافع، وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به، فقد عاد ابن عمها هارون الرشيد مع أبيه الخليفة "المهدي" من ميدان المعركة بعد أن حققا النصر على الروم، وستكون الفرحة فرحتين، فرحة النصر، وفرحة الزواج من هارون، فنصبت الزينات وأقيمت الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد العرب وازينت زبيدة بالحلى والجواهر، والمسك والعنبر والروائح الطيبة تنتشر فى مكان العرس، والناس مسرورون بهذا الزواج المبارك.
وتزوجت زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه، وكان شديدًا عليه، تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
وتولى هارون الرشيد الخلافة، فازداد الخير فى البلاد، واتسع ملكه، لدرجة جعلته يقول للغمامة حين تمر فوقه: "اذهبي فأمطري أَنَّى شئت، فإن خراجك سوف يأتى إليَّ".
ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم في الخير، وفي إعمار بلاد الإسلام، فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ، وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات في الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها، وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد، وقالت له: اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا. وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمباني المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون، وأرادت زبيدة أن تولي ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛ فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه، فقال لها الرشيد: ويحك، إنما هي أمة محمد، ورعاية من استرعاني طوقًا بعنقي، وقد عرفت ما بين ابني وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة؛ فقد زينه في عينيك ما يزين الولد في عين الأبوين، فاتَّقي الله؛ فوالله إن ابنك لأحب إليّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان أهلا لها، ونحن مسؤولون عن هذا الخلق؛ فما أغنانا أنا نلقي الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم؛ فدعيني حتى أنظر في أمري.
وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين"، ثم للمأمون من بعده.
وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين، وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ، وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسي بها عنكَ، قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض. فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت في هذا الكلام لبلغاء الرجال.
وتُوُفِّيت السيدة زبيدة في بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير والبر، فرحمة الله عليها.
Saowt
02-22-2008, 10:05 AM
وكّله عليه الصلاة والسلام أن يحرس الجيش في المعركة في غزوة من الغزوات ثم قال: من يوقظنا للصلاة؟؟
قال بلال: أنا يا رسول الله..
فنام الجيش وقام بلال يصلي طيلة الليل فلما أقبل الفجر واقترب السحر حدّث بلال نفسه ألا يضطجع قليلا ليرتاح؟!
فاضطجع فنام وأتت صلاة الفجر والرسول عليه الصلاة والسلام نائما والجيش نائم.. وطلعت الشمس والأمة نائمة، وبعد طلوعها وارتفاعها كان أول من استيقظ عمر بن الخطاب فيرى هذه المأساة التي يراها لأول مرة أن الرسول المعصوم نائم لم يصلي الصلاة والجيش معه (وهي حكمة من الله أن يُنوم رسوله ليكون قدوة للناس إذا ناموا وأن تصيبه سنة النوم ليكون عذرا لمن غلبه النوم)...
يستيقظ عمر ويقترب من الرسول عليه الصلاة والسلام ويستحي أن يقول للمعلم الأول: قم للصلاة. فإن التلميذ لا يقول لشيخه هذا والطالب لا يقول لمعلمه هذا والرواية في البخاري.. فأخذ عمر يقول بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام: الله أكبر الله أكبر....
ويعيد التكبير حتى استيقظ الرسول عليه الصلاة والسلام ودعا حبيبه ودعا مؤذنه وأجلسه أمامه:
أما أيقظتنا؟
قال: يا رسول الله، أخذ بعيني الذي أخذ بعينك.. (يقول العذر واحد أنت نمت وأنا نمت والذي غلبك غلبني والذي انتابك انتابني).
فتبسم صلى الله عليه وسلم وأقرّه وأدّى الصلاة وأذّن بلال بعد طلوع الشمس وصحّت صلاتهم وقُبلت.
هنا الحقيقه
02-22-2008, 10:13 AM
جزاك الله خيرا
Abuhanifah
05-12-2008, 02:26 PM
بالأذن من الأخت صوت أضع قصة محنة التابعي عروة بن الزبير رضي الله عنه:
روي أن عروة خرج إلى الوليد بن عبدالملك ، حتى إذا كان بوادي القرى ، فوجد في رجله شيئاً ، فظهرت به قرحة الآكلة (71) ، ثم ترقى به الوجع ، وقدم على الوليد وهو في محْمل ، فقيل : ألا ندعوا لك طبيباً ؟ قال : إن شئتم ، فبعث إليه الوليد بالأطباء فأجمع رأيهم على أن لم ينشروها قتلته ، فقال شأنكم فقالوا : اشرب المُرقد(72) ، فقال : امضوا لشأنكم ، ماكنت أظن أن خلقاً يشرب مايزيل عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل ، ولكن هلموا فاقطعوها .
وقال ابن قتيبة وغيره : لما دعي الجزار ليقطعها قال له : نسقيك خمراً حتى لا تجد لها ألماً ، فقال : لا أستعين بحرام الله على ما أرجو من عافية ، قالوا : فنسقيك المرقد ، قال : ما أحب أن اسلب عضواً من أعضائي وأنا لا أجد ألم ذلك فأحتسبه ، قال : ودخل قوم أنكرهم ، فقال : ماهؤلاء ؟ قالوا : يمسكونك فإن الألم ربما عَزَبَ معه الصبر ، قال : أرجو أن أكفيكم ذلك من نفسي ...
فوضع المنشار على ركبته اليسرى فنشروها بالمنشار فما حرك عضواً عن عضو وصبر حتى فرغوا منها ثم حمسوها وهو يهلل ويكبر ، ثم إنه أغلي له الزيت في مغارف الحديد فحسم به ، ثم غشي عليه ، وهو في ذلك كله كبير السن وإنه لصائم فما تضور وجهه ، فأفاق وهو يمسح العرق عن وجهه .
وروي أنه لما أُمر بشرب شراب أو أكل شيء يذهب عقله قال : إن كنتم لا بد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة فإن لا أحس بذلك ولا أشعر به ، قال : فنشروا رجله من فوق الآكله من المكان الحيَّ احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء وهو قائم يصلي فما تصور ولا اختلج فلما انصرف من الصلاة عزّاه الوليد في رجله .
وقيل : إنه قطعت رجله في مجلس الوليد ، والوليد مشغول عنه بمن يحدثه ، فلم يتحرك ولم يشعر الوليد أنها قطعت حتى كويت فوجد رائحة الكي . وقال الوليد : مارأيت قط شيخاً أصبر من هذا .
ولما رأى رجله وقدمه في أيديهم أو في الطست دعا بها فتناولها فقلبها في يده ثم قال : أما والذي حملني عليك أنه ليعلم أن مامشيت بك إلى حرام ، أو قال : إلى معصية . ثم أمر بها فغسلت وحنطت وكفنت ولفت بقطيفه ثم أرسل بها إلى المقابر .
وكان معه في سفره ذلك ابنه محمد ، ودخل محمد اصطبل دواب الوليد ، فرفسته دابة فخر ميتاً . فأتى عروة رجل يعزيه ، فقال : إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها . قال : بل أعزيك بمحمد ابنك ، قال : وماله ؟ فأخبره ، فقال : اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء ، وأخذت ابناً وتركت أبناءًا . فما سمع منه شيء في ذلك حتى قدم المدينة فلما قدم المدينة . أتاه ابن المنكدر ، فقال ، كيف كنت ؟ قال (( لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً )) (73)وقال : اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ، وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت ، وروي : اللهم إن كان لي بنون سبعة ... (74) .
ولما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في ابنه ورجله ، فبلغه أن بعض الناس ، قال : إنما اصابه هذا بذنب عظيم أحدثه ، فأنشد عروة في ذلك متمثلاً أبياتاً لمعن بن أوس :
لعمرك ما أهويت كفي لريبة *** ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولا قادني سمعي ولا بصري لها *** ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
ولست بماشٍ ماحييت لمنكر *** من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي
ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة *** وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي
وأعلم أني لم تصبني مصيبة من الدهر *** إلا قد أصابت فتى قبلي (75)
وكان أحسن من عزاه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فقال له : والله مابك حاجة إلى المشي ، ولا أربُ في السعي ، وقد تقدمك عضو من أعضائك وابن من أبنائك إلى الجنة ، والكل تبع لبعض - إن شاء الله تعالى - وقد أبقى الله لنا منك ماكنا إليه فقراء من علمك ورأيك نفعك الله وإيانا به ، والله ولي ثوابك ، والضمين بحسابك(76)، وعاش بعد قطع رجله ثماني سنوات(77). ولم يدع ورده من القرآن والقيام...
________________
71) الأكلة : التهاب شديد يميت عضو المصاب .
(72) المرقد : شيء يُشرب فينوم من يشربه ويرقده ويذهب عقله .
(73) سورة الكهف آية 63 .
(74) السير 4/429 – 434 ، وفيات الأعيان 3/255 – 256 – 257 ، صفة الصفوة 2/62 ، المعرفة والتاريخ 1/306 ، المنتظم 6/233 ، البداية والنهاية 9/102 – 104 ، حلية الأولياء 2/178 – 179 . * للإستزادة انظر المراجع السابقة .
(75) البداية والنهاية 1/104 (( بتصرف )) على أننا لا نقر قوله : (( مصيبة من الدهر )) لأن الله هو المتصرف بالدهر كما في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : (( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري .
(76) وفية الأعيان 3/256 .
(77) المرجع السابق 3/256 .
مقاوم
06-19-2008, 10:10 AM
الموضوع يئن شوقا للتحديث!!
سـمـاح
06-21-2008, 06:12 AM
هذه تحية شوق لاختي صوت علها تطل علينا مرة اخرى
تزوج حنظلة بجميلة في ليلة صبيحتها القتال في أحد ..استأذن حنظلة النبي الكريم أن يبيت عند زوجته .. حنظلة لا يعرف بالتحديد إن كان لقاءا أم وداعا ..؟!
ويأذن له نبي الرحمة والسلام ..ليبيت الليلة عند عروسه
مع نسمات الفجر الأولى .. حين سمع صيحة القتال ..بادر بالخروج .. وكان جنبا رضي الله عنه ..فلم يتمهل حتى يغتسل ....
انطلق حنظلة ..الذي جعل من هواى نفسه ترابا تطئه قدمه
وينطلق حنظلة المجاهد عريس البارحة ..يحمل سلاحه ليلحق بالنبي وهو يسوي صفوف المجاهدين ..يصف قلوبا للبيع في سبيل الله..
ويدخل حنظلة سوق الجنة .. ويشتد القتال ..في البداية ينتصر الباعة وحين يترك الرماة مواقعهم ..حين يتحول الباعة إلى شراه ..يضطرب قانون المعركة ..ويتقدم المشركون بظلامهم الكثيف ..ما زالت بعض القلوب تصمم على البيع ..وتصمد مع نبي الرحمة والسلام ..
مازال حنظلة يبرهن على حبه العظيم لله تعالى ….مازال يخجلنا في الحقيقة ..إنه يتقدم نحو أبي سفيان بن حرب .. يسرع نحوه ..ليضرب أرجل فرسه من الخلف ..ويقع أبو سفيان
يسقطه من فرسه على الأرض ..وكأنه يسقط الباطل الذي سرق أمنه وسلامه..الباطل الذي يطارد فكره ..ويصادر عقيدته ..يحرمه جميلة ويحرم جميلة منه ..وهنا يدركه شداد بن الأسود و يعين أبا سفيان على حنظلة ..
فيقتل أحدهما القلب الطاهر برمية رمح نافذة ..
ويقول أبو سفيان حنظلة بحنظلة ..يقصد أنه أخذ بثأر ابنه الذي قتل يوم بدر..
ويرحل عنا حنظلة ويبقى مسك دمه ليعطر أرواحنا..
يحمل إلينا نسمات الجنة..لتوقظ نفوسنا النائمة ..وتنعش هممنا…علنا يوما نمتطي خيول الشهادة ..ونترجل عن خيول الأمنيات!!
إنهم يشترون الجنة..سلعة الله الغالية ..ويفقهون قانون المتاجرة مع الله تعالى أما نحن فندرك جيدا ارتباط السلع الغالية بالأثمان الغالية .. لكنا نستسلم لهدهدة الأمنيات و سراب الكلمات علها تمنحنا شيئا من السلام الزائف !!
يبحث من بقي من الصحابة عن إخوانهم ..وتتفقد القلوب التي لم تزل تنتظر وعد السماء.. تلك التي سبقتها إلى السماء ..وتتلمس أيديهم الحزينة جسد حنظلة المخضب بالدماء ..ويعجبون لقطرات الماء تنساب من جبينه
والحقيقة أن قطرات الماء تلك ظلت لغزا عصيا على الفهم ..حتى سمع الصحابة صوت النبي يقول : إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحائف من فضة !!
وظلت الأوس قبيلة حنظلة تفاخر به وتقول منا غسيل الملائكة حنظلة ابن أبي عامر ..ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت ..ومنا من أجيزت شهادته بشهادتين خزيمة بن ثابت ..ومنا من اهتز لموته عرش الرحمن ..سعد ابن معاذ .
والحقيقة أن حنظلة يظل فخرا ووساما على صدر البشرية كلها وليس الأوس وحدهم !!
Saowt
07-25-2008, 09:34 PM
حصل خلاف بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها، فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم: ندخل بيننا عمر بن الخطاب،
فقالت عائشة: لا،
فقال صلى الله عليه وسلم: ندخل بيننا أبا بكر.
فقالت: نعم،
فجاء أبو بكر ودخل، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: تكلمي أو أتكلم؟
قالت: بل تكلم أنت ولا تقل إلا حقاً..
فالتفت إليها أبو بكر ولطمها على وجهها حتى خرج منه الدم، فقال صلى الله عليه وسلم: لم ندعك إلى هذا.. ولم نرد منك هذا..
((إن هذا الموقف من خلاف بين الزوجين يحدث كثيراً في الحياة ويكثر في أوائل أيام الزواج، وبالأخص في السنوات الخمس الأولى، ولكن الجميل والمميز في هذا الموقف هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحسم الخلاف بقرار يتخذه في بيته وعلى زوجته وهو قادر على ذلك، بل اقترح اقتراحاً لعلاج المشكلة حتى يري آثار الرضى على وجه زوجته، واقترح في ذلك إدخال حكم، ثم اقترح أن يكون الحكم عمر الفاروق رضي الله عنهى، وعندما رفضته السيدة عائشة لم يعارضها ولم يجادلها ولم يستنتج بأن رفضها دليل على أن الحق معه في الخلاف، بل تلطف مع زوجته أكثر واقترح اسماً آخر وهو والدها فوافقت على ذلك، كل ذلك والحبيب صلى الله عليه وسلم يسير مع ما تريده زوجته وقت الخلاف ولم يصدمها لئلا يكبر الأمر أو يعظم.. فلما دخل أبو بكر رضي الله عنه للحكم سأل النبي صلي الله عليه وسلم عائشة أن تبادر بالحديث أو أن يبادر هو، وهو قادر بالطبع على تجاهل استئذانها والمبادرة بالحديث مباشرة ولكنها المداراة واللطف مرة ثالثة، فلما ردت عليه بأن يبدأ هو بالكلام وقالت ولا تقل إلا حقاً، لطمها أبوها لأن جملتها تعني الكثير مما لا يجوز في حق النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهو إنكار صريح لفعل أبي بكر رضي الله عنه وهي المداراة الرابعة من النبي صلي الله عليه وسلم لعائشة – رضي الله عنها))
Saowt
07-29-2008, 07:05 AM
ثم دخلت سنة ست عشرة فغزا سعد بن أبي وقاص بلاد الفرس، فكان فتح بهرسير وهي إحدى مدينتي كسرى مما يلي دجلة من الغرب، وقد بعث سعد بن أبي وقاص السرايا والخيول في كل وجه فلم يجدوا واحداً من الجند بل جمعوا من الفلاحين مائة ألف، فحبسوا حتى كتب إلى عمر ما يفعل بهم.
فكتب إليه عمر: إن من كان من الفلاحين لم يعن عليكم وهو مقيم ببلده فهو أمانه، ومن هرب فأدركتموه فشأنكم به.
فأطلقهم سعد بعد ما دعاهم إلى الإسلام، فأبوا إلا الجزية.
ولم يبق من غربي دجلة إلى أرض العرب أحد من الفلاحين إلا تحت الجزية والخراج.
وامتنعت نهرشير من سعد أشد الامتناع، وقد بعث إليهم سعد سلمان الفارسي فدعاهم إلى الله عز وجل، أو الجزية، أو المقاتلة، فأبوا إلا المقاتلة والعصيان، ونصبوا المجانيق والدبابات.
وأمر سعد بعمل المجانيق فعملت عشرون منجنيقاً ونصبت على نهرشير، واشتد الحصار، وكان أهل نهرشير يخرجون فيقاتلون قتالاً شديداً ويحلفون أن لا يفروا أبداً، ثم حوصروا فيه أشد الحصار، وقد انحصر أهل البلد حتى أكلوا الكلاب والسنانير، وقد أشرف رجل منهم على المسلمين فقال:
يقول لكم الملك: هل لكم إلى المصالحة على أن لنا ما يلينا من دجلة إلى جبلنا؟ ولكم ما يليكم من دجلة إلى جبلكم؟ أما شبعتم؟ لا أشبع الله بطونكم.
قال: فبدر الناس رجل يقال له أبو مقرن الأسود بن قطبة فأنطقه الله بكلام لم يدر ما قال لهم، فرجع الرجل وما عدنا نسمع شيئا...
فقال الناس لأبي مقرن: ما قلت لهم؟
فقال: والذي بعث محمد بالحق ما أدري ما قلت لهم، إلا أن علي سكينة، وأنا أرجو أن أكون قد أنطقت بالذي هو خير،
وجعل الناس ينتابونه يسألونه عن ذلك، وكان فيمن سأله سعد بن أبي وقاص، وجاءه سعد إلى منزله فقال: يا أبا مقرن ما قلت؟ فوالله إنهم هراب.
فحلف له أنه لا يدري ما قال.
فنادى رجل من البلد بالأمان فأمناه، فقال: والله ما بالبلد أحد فتسور الناس السور فما وجدنا فيها أحد إلا قد هربوا إلى المدائن.
فسألنا ذلك الرجل وأناساً من الأسارى فيها لأي شيء هربوا؟
قالوا: بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح فأجابه ذلك الرجل بأنه لا يكون بينكم وبينه صلح أبداً حتى نأكل عسل أفريذين بأترج كوثى.
فقال الملك: يا ويلاه إن الملائكة لتتكلم على ألسنتهم، ترد علينا وتجيبنا عن العرب، ثم أمر الناس بالرحيل من هناك إلى المدائن، فجازوا في السفن منها إليها، وبينهما دجلة، وهي قريبة منها جداً.
مقاوم
07-29-2008, 08:56 AM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وجزى الله أختنا صوت كل الخير على عودتها وإحيائها لهذا الموضوع المهم وثبتنا وإياها على طريق الهدى.
Saowt
08-23-2008, 02:30 PM
نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني (بايزيد), الملقب بـالصاعقة… الفاتح الكبير… فاتح بلاد البلغار والبوسنة وسالونيك وألبانيا… السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيغا جيوش الرابع)، لطرد المسلمين من أوروبا، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت انجلترا وفرنسا والمجر من بينها، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة والدامية… معركة (نيغبولي) سنة 1396م.
هذا السلطان الفاتح اقتضى حضوره للإدلاء بشهادة في أمر من الأمور أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري). دخل السلطان المحكمة… ووقف أمام القاضي، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي.
رفع القاضي بصره إلى السلطان، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة، قبل أن يقول له: (إن شهادتك لا يمكن قبولها، ذلك لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة، والشخص الذي لا يؤدي صلاته جماعة، دون عذر شرعي يمكن أن يكذب في شهادته).
نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة… كان هذا اتهاماً كبيراً ، بل إهانة كبيرة للسلطان (بايزيد)، تسمر الحاضرون في أماكنهم، وقد أمسكوا بأنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان.. لكن السلطان لم يقل شيئاً، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء.
أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره، وعندما تم تشييد الجامع، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة.
هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين.. عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين.
روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي ، ص 25
أبو بكر البيروتي
08-24-2008, 01:20 AM
بصراحة لم ادر عن هذه المواضيع الا لليوم ..ولم اتركها حتى وجعتني عيناي ..فبارك الله بك وجزاك خير الجزاء على هذه القصص الرائعة ..
والله لو رجع للمسلمين اخلاقهم لدخل الناس في الاسلام افواجاً
Saowt
08-24-2008, 05:59 PM
أهلا بك أخي أبو بكر...
جزاك الله خيرا مثله...
الحمدلله انضم صوت جديد لمتابعة هذا الموضوع...
من هناك
08-24-2008, 06:52 PM
لا زلنا ننتظر من يضيف حتى نتابع الجديد
Saowt
08-29-2008, 12:11 PM
تم تحقيق حلم المسلمين، وهزم البيزنطيون، وفتحت مدينة القسطنطينية -أي مدينة اسطنبول أو إسلامبول، موكب السلطان (محمد الفاتح)، وهو يدخل المدينة من جهة (طوب قابي) ممتطياً جواده الأبيض، يحف به الوزراء والعلماء والقواد والفرسان.
كان الآلاف من أهالي المدينة قد التجؤوا إلى كنيسة (أيا صوفيا) ينتظرون الفرصة الأخيرة للخلاص، فقد أوهمهم بعض رجال الدين، بأن ملاكاً سينزل من السماء ويحرق المسلمين، وأن المسلمين لن يستطيعوا الوصول إلى كنيسة (أيا صوفيا) ، لأن الملاك لن يسمح لهم بتجاوز المنطقة التي تسمى الآن: (جامبرلي طاش)، وهي لا تبعد إلا مسافة 300 متر تقريباً عن الكنيسة.
أما باقي الأهالي، فقد دفعهم الفضول لرؤية هذا الفاتح الجديد، فتجمعوا على الطريق الواصل بين (طوب قابي) وكنيسة (أيا صوفيا).
وفجأة اندفع من بين هذه الجماهير، درويش من دراويش الجيش العثماني، وتقدم إلى الأمام وأمسك بعرف جواد السلطان مستوقفاً السلطان، والموكب كله، ومخاطباً السلطان:
- لا تنس أيها السلطان… لا تنس أنه بفضل دعائنا نحن الدراويش فتحت هذه المدينة.
ابتسم السلطان (محمد الفاتح) ابتسامة خفيفة، ثم مد يد على سيفه وسله من غمده حتى نصفه قائلاً:
- صدقت!… ولكن لا تنس حق هذا السيف أيضاً.
روائع من التاريخ العثماني، لأورخان محمد علي، ص 42
Saowt
09-16-2008, 04:03 AM
حين وصل المسلمون مدينة تستر المحصنة، حاصروها أشهراً طويلة. ودخل فصل الشتاء ببرده، وكان بين الجيشين مناوشات ومبارزات وفي إحدى المبارزات، قال المسلمون للبراء بن مالك (وكان مجاب الدعوة): يا براء أقسِم على ربك ليهزمنهم لنا.
فقال: اللهم اهزمهم لنا واستشهدني.
فهزمهم المسلمون حتى أدخلوهم خنادقهم واقتحموها عليهم ولجأ المشركون إلى الحصن فتحصنوا به.
وبعد انتصار المسلمين في تلك المبارزة، حدث أمر غيّر مجرى الأمور، فقد طلب رجل من أسرى مدينة تستر الأمان من قائد المسلمين أبو موسى الأشعري فأمنه، فبعث يدل المسلمين على مكان يدخلون منه إلى تستر، وهو مِن مدخل ماء النهر إلى الحصن. فندب الأمراء الناس إلى ذلك فانتدب رجال من الشجعان والأبطال، وجاؤوا فدخلوا مع الماء كالبط، وذلك في الليل. فيقال كان أول من دخلها عبد الله بن مغفل المزني، وجاؤوا إلى البوابين فأناموهم، وفتحوا الأبواب، وكبَّر المسلمون فدخلوا البلد، وذلك في وقت الفجر، إلى أن تعالَى النهارُ ولم يصلوا صلاة الصبح يومئذ إلا بعد طلوع الشمس.
فهنا نجد أن خيار الصحابة من المسلمين -ومعهم البراء بن مالك وأخوه أنس بن مالك وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم أجمعين- تركوا واجب صلاة الفجر على وقتها، خشية أن يمنعهم الانشغال بالصلاة عن استغلال فرصة فتح الحصن، فيضيع جهد إخوانهم الذين قاموا بالعملية الفدائية.. لذا كان فتح الحصن الذي فيه منفعة عظيمة متعدية، وقاموا بصلاة الصبح بعد طلوع الشمس حيث خطب فيهم أنس بن مالك لينبههم إلى أهمية صلاة الفجر، وحتى لا يتكاسل عنها المسلمون بلا مسوغ شرعي: "وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها".
Saowt
09-16-2008, 04:07 AM
خرج الخليفة سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز إلى البوادي، فأصابه سحاب فيه برق وصواعق، ففزع منه سليمان ومَن معه، فقال عمر: إنما هذا صوت نعمة فكيف لو سمعت صوت عذاب؟
فقال سليمان: خذ هذه المائة ألف درهم وتصدق بها.
فقال عمر: أوَ خيرٌ من ذلك يا أمير المؤمنين؟
قال: وما هو؟
قال: قوم صحبوك في مظالم لم يصلوا إليك،
فجلس سليمان فرد المظالم.
Saowt
09-16-2008, 04:12 AM
حاصر الفرنجة مدينة عكا، وللتضييق على أهلها ودفعهم للاستسلام، نصبوا منجنيقاً يرمي أسوارها، فأخذ أهلها يرمون الجنود الموكلين بالمنجنيق بالسهام، فأقام الفرنجة ساتراً ترابياً يحميهم، مما استدعى رميهم بكمية أكبر من السهام رمياً متواصلا لا ينقطع ليلاً ونهاراً؛ لمنعهم.
ثم قام الفرنجة بحصار عكا من جهة البحر، فقلت المؤونة في عكا، وشحَّت النبال.. فأرسلوا إلى صلاح الدين... فكيف سيفك الحصار عنهم ويمدهم بالمؤن؟
أرسل صلاح الدين إلى الإسكندرية يأمرهم بإنفاذ الأقوات واللحوم وغير ذلك في المراكب إلى عكا، فتأخر إنفاذها، فسيَّر إلى نائبه بمدينة بيروت في ذلك، فسيَّر سفينة عظيمة مملوءة من كل ما يريدونه، وأمر مَن بها فلبسوا ملابس الفرنج وتشبهوا بهم ورفعوا عليها الصلبان، فلما وصلوا إلى عكا لم يشك الفرنج أنها لهم، فلم يتعرضوا لها، فلما حاذت ميناء عكا أدخلها من بها، ففرح بها المسلمون، وانتعشوا وقويت نفوسهم.
وزاد ابن شداد أن المسلمين حلقوا لحاهم، ووضعوا الخنازير على سطح البسطة، فلما رآهم الفرنجة قد اقتربوا من عكا ظنوهم من إخوانهم لكن استغربوا وجودهم، فأخبروهم أنهم سمعوا أن عكا دخلها الفرنجة وأنهم يحملون الأقوات للجنود، فسمحوا لهم.. ولما اكتشفوا خديعتهم كان المسلمون قد اقربوا من عكا، ويسر الله لهم الريح فوصل المركب إلى شاطئ عكا بفضل الله تعالى.
Saowt
12-21-2009, 05:50 PM
روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في ليلة من الليالي يطوف يتفقد أحوال المسلمين، فرأى بيتاً من الشعر مضروباً، لم يكن قد رآه بالأمس، فدنا منه، فسمع فيه أنين امرأة، ورأى رجلا قاعداً، فدنا منه وقال له: من الرجل؟
فقال له: رجل من البادية قدمت إلى أمير المؤمنين لأصيب من فضله،
قال: فما هذا الأنين؟
قال: امرأة تتمخض قد أخذها الطلق.
قال: فهل عندها أحد؟
قال: لا،
فانطلق عمر لرجل لا يعرفه فجاء إلى منزله، فقال لامرأته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بنت فاطمة الزهراء رضي الله عنهما: هل لك في أجر قد ساقه الله تعالى لك؟
قالت: وما هو؟
قال: امرأة تتمخض ليس عندها أحد.
قالت: إن شئت،
قال: فخذي معك ما يصلح للمرأة من الخرق والدهن، وائتني بقدر وشحم وحبوب.
فجاءت به، فحمل القدر، ومشت خلفه حتى أتى البيت، فقال: ادخلي إلى المرأة، ثم قال للرجل: أوقد لي ناراً، ففعل، فجعل عمر ينفخ النار ويضرمها والدخان يخرج من خلال لحيته حتى أنضجها وولدت المرأة، فقالت أم كلثوم رضي الله عنها: بشر صاحبك يا أمير المؤمنين بغلام،
فلما سمعها الرجل تقول يا أمير المؤمنين ارتاع وخجل، وقال: واخجلتاه منك يا أمير المؤمنين أهكذا تفعل بنفسك؟
قال: من ولي شيئاً من أمور المسلمين ينبغي له أن يتطلع على صغير أمورهم وكبيره، فإنه عنها مسؤول ومتى غفل عنها خسر الدنيا والآخرة.
ثم قام عمر رضي الله عنه، وأخذ القدر من على النار وحملها إلى باب البيت، وأخذتها أم كلثوم، وأطعمت المرأة، فلما استقرت وسكنت طلعت أم كلثوم، فقال عمر رضي الله عنه للرجل: قم إلى بيتك وكل ما في البرمة، وفي غد ائت إلينا، فلما أصبح جاءه، فجهزه بما أغناه به وانصرف.