مشاهدة النسخة كاملة : من صفحات التاريخ: صفحات مشرقة ومضيئة جدا
Saowt
02-19-2007, 09:37 PM
حين علم النبي صلى الله عليه وسلم بنقض بني قريظة للعهد أوجس في نفسه خيفة على نساء المسلمين وأطفالهم فجمعهن في حصن فارع وكان هذا الحصن لحسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوب الثلاثة آلاف مؤمن تختنق وجلاً ليس من عدو أمامهم بل من خنجر الغدر المسلّط على ظهورهم الذي ينتظر الفرصة لتحقيق مآرب كفار قريش ومن والاهم من غطفان ويهود بني قريظة... فأرسلوا أحد رجالهم ليستطلع أحوال حصن فارع ويزودهم بالأخبار أملاً في ألاّ يجدوا أحداً من الرجال يدافعون عن الحصن فينقضوا على من فيه من النساء والصبيان المسلمين.
كانت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله قد لمحت قدوم اليهودي يطوف حول الحصن فاستدركت الأمر وفهمت بذكائها وعقلها الوافر مآرب يهود بني قريظة من هذا الطواف... واستشعرت بقلب المرأة المؤمنة مكمن الخطر قبل حدوثه.. تقول رضي الله عنها في هذه الحادثة: (مر بنا رجل من يهود، فجعل يطوف بالحصن وقد حاربت قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدافع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نحور أعدائهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت، فاحتجزتُ ـأي شددت معجريـ; ثم أخذتُ عموداً، ثم نزلتُ من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته)
هذا ما فعلته سيدة بني عبد المطلب حين ظهرت الحاجة لقوة المرأة في الساعات العصيبة لتسد الثغرات التي لا يسدها الرجال... فتتسربل بدرع القوة حين تحتاجها الأمة في الدفاع عن أرضها حين يقتحم العدو دارها...
إن ما فعلته صفية بنت عبد المطلب كان رسالة لبني قريظة حين ارتد إليهم قتيلهم... مرادها أن محمدًا ترك في حصن فارع جموعاً من الرجال يدافعون عن النساء والصبيان... ولم يكن أولئك الرجال سوى صفية بنت عبد المطلب!!!
امرأة أرهبت يهود بني قريظة فأعادتهم بخفي حنين... فما بالنا لو اجتمع عشر من نساء الأمة لهنّ قلب صفية وشجاعة صفية وحكمة صفية فكيف سنكون يا معشر نساء المسلمين؟
الأمة اليوم تحتاج لشحذ همة الكبير والصغير.. النساء والرجال... لنقف صفاً واحداً عملاً بقوله تعالى : (والْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ) (التوبة:71).
رحم الله صفية بنت عبد المطلب المرأة القوية الصابرة ، وجزى الله عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقفها ودفاعها عن الأمة وقت المحن كل خير.
Saowt
02-21-2007, 05:39 PM
كان أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه بموقع القاضي، إذا هو برجلين قد اختصما إليه، فادعى أحدهما فقال: أيها القاضي إني اشتريت من هذا دارا عمرتها ووجدت فيها كنزا، وإني دعوته إلى أخذه، فأبى علي.
فقال له القاضي: ما تقول؟؟
قال: ما دفنت وما علمت به، فليس هو لي، ولا أقبضه منه.
فقال القاضي: هل لكما في أمر منصف؟
قالا: نعم
قال للمدعي: ألك ابن؟
قال: نعم
وقال للآخر: ألك بنت؟
قال: نعم
قال: اذهبا فزوج ابنتك من ابن هذا وجهزوهما من هذا المال، وادفعوا فضل ما بقي إليهما يعيشان به، فتكونا قد صليتما بخيره وشره،
ويروى أنهما رزقا ب13 ولدا كلهم من حفظة القرآن...
mohammad
02-24-2007, 05:55 AM
تسجيل حضور ومتابعة بلهفة وتفاعل وانسجام
Saowt
02-24-2007, 07:56 AM
سجّل سجّل..
هناك قصة رائعة سمعت آخرها وقد رواها أحمد حسون أود أن أدرجها لكنني لا أجدها...
Saowt
02-24-2007, 08:19 AM
هذا نموذج لتوبة الرعيل الأول من هذه الأمة، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني" فرده..
فلما كان من الغد أتاه فقال: "يا رسول الله إني زنيت" فرده الثانية
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال: "أتعلمون بعقله بأساً؟ أتنكرون منه شيئاً؟"
قالوا: ما نعلمه إلا وفيّ العقل، من صالحينا فيما نرى،
فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم أيضاً، فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله
فلما كان الرابعة حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم
فجاءت الغامدية، فقالت: "يا رسول الله إني زنيت فطهرني"، وإنه ردها
فلما كان الغد، قالت: "يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله إني لحبلى"،
قال: "أما لا، فاذهبي حتى تلدي"
فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت: "هذا قد ولدته"
قال: "اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه"
فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت: "هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام"،
فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال: "مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس {وهو الذي يأخذ الضرائب} لغفر له" رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت.
وفي رواية فقال عمر: "يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها!"
فقال: "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل".
Saowt
02-25-2007, 09:28 AM
ذكر ابن الجوزي في كتابه "المنتظم" حيث قال:
ركب السلطان جلال الدولة يوماً إلى الصيد، فلقيه سوادي يبكي: فقال: ما لك؟
قال: لقيني ثلاثة غلمان فأخذوا حمل بطيخ كان معي، هو ما أملك، وهو بضاعتي!
فقال له: امض إلى العسكر، فهناك قبة حمراء، فاقعد عندها، ولا تبرح إلى آخر النهار، فأنا أرجع وأعطيك ما يغنيك..
فلما عاد السلطان، قال للشرابي "مقدم الشراب": قد اشتهيت بطيخاً ففتش العسكر وخيمهم لعلك تجد شيئاً من ذلك
ففعل الشرابي، فوجد البطيخ، فقال: عند من رأيتموه؟
فقيل: في خيمة الحاجب فلان،
فقال: أحضروه،
فأحضر، فقال له: من أين لك هذا؟
قال: الغلمان جاؤوا به،
فقال: أريدهم الساعة.
فمضى وقد أحسوا بالشر فهربوا خوفاً من أن يقتلهم، وعاد فقال: قد هربوا لما علموا أن السلطان يطلبهم،
فقال: أحضروا السوادي،
فأُحضر، فقال له: أهذا الذي أخذ بطيخك منك؟
قال: نعم،
قال: خذه، وهذا الحاجب مملوك لي، وقد سلمته إليك، ووهبته لك، حين لم يحضر الذين أخذوا بطيخك، والله لئن خليته لأضربن عنقك،
فأخذ السوادي بيد الحاجب فأخرجه، فاشترى الحاجب نفسه من السوادي بثلاثمائة دينار، قال: ورضيت؟
قال: نعم،
قال: اقبضها، وامض راشداً·
*********************************** ********
روى ابن الجوزي في "الشفاء في مواعظ الملوك" أن السلطان جلال الدولة بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي كان جالسا في مجلس حكمه إذ دخل عليه رجلان يستغيثان من ظلم وقع عليهما، ولم يجدا ناصراً ولا معيناً ينصفهما، فلما استمع إليهما قال: خذا بيدي، واحملاني إلى الوزير،
فامتنعا، فقال لهما: لا بد من ذلك،
فأخذ كل واحد منهما بيد، ومشى معهما ، فبلغ ذلك الوزير نظام الملك فقام حافياً، وتلقاه متعجباً مستفسراً: ما هذا الذي أرى!!؟
قال السلطان: أنت الذي أحوجتني إلى هذا، لقد عينتك لتدفع عني الظلم، فإذا لم تدفع عني أخذاني يوم القيامة هكذا، يخاصماني أمام ربي، وما يدريني أن يأمر بي فأطُرح في النار!!
وما اطمأن حتى علم بإنصاف الرجلين، والأخذ على يد من ظلمهما·
Saowt
02-26-2007, 06:19 PM
هل سمعتم بمعركة ملاذكرد؟؟؟
حفظ التاريخ لنا موقفاً عظيماً لقائدٍ مسلمٍ سلجوقي تركماني هو ألب أرسلان الملك العادل أبو شجاع من عظماء المسلمين، خرج إليه طاغية الروم أرمانوت في جحافل أمثال الجبال، في نحوٍ من مائتي ألف مقاتل، لا يدركهم الطرف، ولا يحصرهم العدد، كتائب متواصلة، وعساكر متزاحمة، كلما مر ببلدٍ من بلاد المسلمين أقطعها بطارقته وقال: هذه لك يا فلان، وهذه لك يا فلان، يوزعها عليهم حتى وزع بغداد عاصمة الخلافة..
فخرج إليه ألب أرسلان رحمه الله في خمسة عشر ألف فارس فقط، فقال لجنده: أنا صابرٌ في هذه الغزاة صبر المحتسبين، وملاقيهم وحسبي الله عز وجل. فلما التقى الجمعان، ورأى ألب أرسلان كثرة جند الروم، ورأى ما يحير الألباب، ويطير الصواب؛ فأرسل يطلب الهدنة، ورفضها أرمانوت.
كان يقرب العلماء ويأخذ بنصحهم وما أروع نصيحة العالم الرباني أبي نصر محمد بن عبدالملك البخاري الحنفي، عندما قال للسلطان ألب أرسلان: إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره و إظهاره على سائر الأديان. وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين.
فلما كان تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان ، فبكى الناس لبكائه، ودعا فأمنوا، فقال لهم من أراد الإنصراف فلينصرف، فما ههُنا سلطان يأمر ولا ينهى. وألقى القوس والنشاب ، واخذ السيف، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قتلت فهذا كفني.. ليودع كل واحدٍ صاحبه.
فودع كل واحد من جيش المسلمين صاحبه، وتواعدوا على الموت، ولما تواجه الفريقان، نزل السلطان فصلى وسجد لله وعفر وجهه في التراب، ودعا واستنصر، وابتهل وتضرع، وبكى ثم قال: يا أمراء! من أحب أن ينصرف فلينصرف فما هاهنا سلطان يأمر، ولا عسكرٌ يؤمر، فإنما أنا اليوم واحدٌ منكم، وغادٍ معكم، فمن تواضعه لله أعلن تخليه عن الملك في ميدان المعركة تواضعاً لملك الملوك.
قالوا: نحن معك تبعناك وأعناك فافعل ما تريد.
فلبس الكفن الأبيض وتحنط ثم قال: إني عازمٌ على الحمل فاحملوا معي
فحملوا معه حملةً صادقة، فوقعوا في وسط العدو فألقى الله في العدو الرعب، فجعلوا يقتلون منهم كيف شاءوا، فلم ينج من النصارى إلا شريدٌ أو أسير، وأنزل الله نصره على المؤمنين، وأسر طاغية الروم أرمانوت، أسره مملوكٌ من مماليك المسلمين، فلما جيء به إلى ألب أرسلان وفي عنق النصراني حبل ملك النصارى، وقائد الجيش الذي كان يوزع بلاد المسلمين وهو يسير إلى المعركة جيء وفي رقبته حبل، قال ألب أرسلان: ما تظن أني صانعٌ بك؟
قال:لا أشك أنك تقتلني!
قال: أنت أقل في عيني من أن أقتلك، اذهبوا به فبيعوه.
فطافوا به جميع العسكر والحبل في عنقه ينادى عليه بالدراهم والفلوس فما يشتريه أحد من المسلمين، حتى انتهوا في آخر العسكر إلى رجل من المسلمين قال: إن بعتمونيه بهذا الكلب الذي معي اشتريته،
فجاءوا بالجندي ومعه الكلب الثمن، وبملك النصارى إلى ألب أرسلان مجروراً بالحبل، فأخبروه بأن هذا يريد شراءه بالكلب، فقال ألب أرسلان: الكلب خير منه؛ لأنه ينفع، وهذا لا ينفع، لكن خذوا الكلب، وادفعوا له هذا الكلب،
ثم أمر بعد ذلك بإطلاقه وجعل الكلب قريناً له مربوطاً في عنقه وأوصله إلى بلاده؛ فلما رأى الروم ما حل بملكهم عزلوه عن الملك وكحلوا عينيه -أي: غوروهما وأذهبوهما- بعد أن رأوا أنه لا يساوي شيئاً، وهكذا كان حفظ الله للمسلمين عظيماً.
Saowt
02-27-2007, 08:53 PM
ها هو الإمام الأعظم أبو حنيفة، قد جلس بالمسجد يوما، فدخل عليه بعض الخوارج شاهري سيوفهم، فقالوا: يا أبا حنيفة، نسألك عن مسألتين، فإن أجبت نجوت وإلا قتلناك.
قال: اغمدوا سيوفكم فإن برؤيتها ينشغل قلبي.
قالوا وكيف نغمدها، ونحن نحتسب الأجر الجزيل بإغمادها في رقبتك!
قال: سلوا إذن،
قالوا: جنازتان بالباب، إحداهما رجل شرب خمر فمات سكران. والأخرى امرأة حملت من الزنى فماتت في ولادتها قبل التوبة، أهما مؤمنان أم كافران؟
فسألهم: من أي فرقة كانا؟.. من اليهود؟
قالوا: لا.
قال: من النصارى؟..
قالوا: لا.
قال: من المجوس؟
قالوا: لا.
قال: ممن كانا؟
قالوا: من المسلمين.
قال: قد أجبتم!
قالوا: هما في الجنة أم في النار؟
قال: أقول فيهما ما قال الخليل عليه السلام فيمن هو شر منهما (فمن تبعني فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم). وأقول كما قال عيسى عليه السلام: ان تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
فنكسوا الرؤوس.. وانصرفوا.
((منقول من أحد مواضيع منتدى صوت))
Saowt
03-05-2007, 09:22 PM
وشت جارية للخليفة المهدي بيعقوب بن داود.. وأخبرته بأن يجهز له المكائد لينقلب عليه ويقتله ويمسك زمام الأمور بدلا عنه.. فاغتاظ الخليفة المهدي أشد الغيط وقال: جاءنا فقيرا فقبلناه.. والآن يتآمر علينا ليقتلنا؟؟ وأمر برميه في بئر وأن يطوى عنه خبره وعن كل الناس.
يقول يعقوب بن داود: حبسني المهدي في بئر وبُنيت عليّ قبة فمكثت فيها خمس عشرة سنة حتى مضى صدر من خلافة الرشيد وكان يُدلى إلي كل يوم رغيف وكوز من ماء وأوذن بأوقات الصلوات.. واشتغلت فترة حبسي بشيء كنت قد غفلت عنه.. اشتغلت بذكر الله ووالله وجدت به راجة لم أكن لأعلمها لو أني لم أُحبس..
فلما كان في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آتٍ في منامي فقال:
حنا على يوسف رب فأخرجه *** من قعر جب وبيت حوله عمم
قال: فحمدت الله وقلت: أتى الفرج.
فمكثت حولًا لا أرى شيئًا فلما كان رأس الحول الثاني أتاني ذلك الآتي فقال لي:
عسى فرج يأتي به الله إنه *** له كل يوم في خليقته أمر
قال: فمكثت حولا لا أرى شيئا ثم أتاني ذلك الآتي بعد الحول فقال:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه *** يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائِفٌ ويفك عانٍ ***ويأتي أهله النائي الغريب
فلما أصبحت نوديت فظننت أني أوذن بالصلاة فدلي لي حبْلٌ أسود وقيل لي: اشدد به وسطك
ففعلت فأخرجوني... فلما قابلت الضوء غشي بصري... وكان شعري قد نبت علي كالأنعام.. فأخذ من شعري وألبسوني ثم انطلقوا بي فأدخلوني على الخليفة فقيل لي: سلّم على أمير المؤمنين.
فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين المهدي.
فقال: لست به، حكم ثم مات.
قلت: السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي.
قال: ولست به، حكم ثم مات.
قلت: السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الرشيد.
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا يعقوب إنه والله ما شفع فيك إلي أحدٌ غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك ورثيت لك من المحل الذي كنت فيه فأفرجت عنك.
"من كتاب: الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا القرشي" والكتاب كله يعد رائعة من أثمن الكتب وأحسنها
مقاوم
03-06-2007, 03:00 AM
تسجيل مرور ...... وشكر ..... و ................................... ................ امتنان
Saowt
03-06-2007, 06:14 AM
أهلا..... أهلا..... أهلا....
أنا أيضا أسجل لكم جزيل شكري وامتناني لمتابعتكم هذه الصفحات.... بارك الله بكم!!!
كلسينا
03-06-2007, 08:49 PM
سبحان مفرج الكروب . بارك الله فيك أختي .
يقول الشاعر ضاقت ولما أشتدت حلقاتها فرجت ولم أكن أحسب بأنها ستفرج .
مقاوم
03-07-2007, 05:05 AM
سنقبل قول الشاعر منك بهذا الشكل يا حج من باب إنما الأعمال بالنيات
لكن أبيات الإمام الشافعي تقول:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** صدرا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج
:) :)
Dr_B2
03-07-2007, 07:13 AM
اللهم أخرج من بيننا من يواصل تلك الصفحات في واقعنا المرييييييييير
Saowt
03-07-2007, 05:07 PM
سمعت انها تقول
ولرب نازلة يضيق بها الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج
ألا تشاركونا صفحاتنا هذه يا مقاوم وكلسينا..
Saowt
03-07-2007, 07:43 PM
في باب: جمع الحرام إلى الحلال ليكثره***جاء الحرام على الحلال فبعثره
حج لبان وهو {الذي يبيع اللبن} في سفينه من مصر لجدة وقد جمع لحجه 13جنيه..
وعندما ركب السفينة رأى قردا ينزل من أعلى شراع السفينه متجها نحوه فخطف القرد الصرة التي بها الجنيهات وتسلق الصارية وعندما وصل للأعلى أخذ يرمي جنيه في البحر وجنيه للحاج حتى رمى 6جنيهات في البحر و7 للحاج
فحزن الحاج حزنا شديدا فهو لا يملك إلا هذه الجنيهات وهو مقبل على حج ونفقة.. فرأى شيخا على السفينة فأخبره بما فعله القرد
فسأله الشيخ: ماذا تعمل؟؟
قال الرجل: لبان..
قال الشيخ: وهل كنت تخلط اللبن بالماء؟
قال اللبان: نعم
فرد الشيخ: ثمن الماء ذهب للماء وثمن اللبن عاد لك.
*********
جاء أحدهم إلى الإمام الشافعي ليشكو له بأن معاشه لا يكفيه و كان معاشه 5 دراهم.. فقال له الإمام: اذهب إلى رب عملك واطلب منه أن ينقص منه درهما,
فتعجب الرجل وقال: أقول لك إن الخمسة لا تكفيني فكيف تريدني أن أعيش ب 4؟؟
فقال له الإمام: افعل ما أخبرتك به,
ذهب الرجل وعاد في الشهر التالي فقال للإمام: إن ال 4 لا تكفيني..
فقال له الإمام: إذا اطلب من رب عملك أن ينقص منها درهما آخر!
هنا احتج الرجل وقال: إن الأربعة لم تكفيني وتريدني أن أبقى ب 3 دراهم؟؟
فقال له الإمام: افعل,
ثم ذهب الرجل وعاد بعد شهر فسأله الإمام عن حاله فقال الرجل: إن الثلاثة دراهم قد كفتني,
هنا قال الإمام: هذه هي الدراهم التي تستحقها.. وفيها ينطبق قول الشاعر:
جمع الحرام إلى الحلال ليكثره***جاء الحلال على الحرام فبعثره
نقلا غير حرفي عن الدكتور عمر عبد الكافي في محاضرة ألقاها... ولم يذكر اسم الدرس..
mohammad
03-08-2007, 02:07 AM
رضي الله عن الشيخ عمر... ما أعذب حديثه وأقربه إلى القلب...
Saowt
03-09-2007, 06:05 AM
وقال عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز:
قال لي رجاء بن حيوة: ما رأيت أكرم أدباً ولا أكرم عشرة من أبيك.. سمرت عنده ليلة فبينا نحن كذلك إذ عشى المصباح ونام الغلام فقلت: يا أمير المؤمنين قد عشى المصباح ونام الغلام فلو أذنت لي أصلحته..
فقال: إنه ليس من مروءة الرجل أن يستخدم ضيفه ثم حطّ رداءه عن منكِبيه وقام إلى الدبة فصبّ من الزيت في المصباح وأشخص الفتيلة ثم رجع وأخذ رداءه وقال: "قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر".
دهس عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يجلس على أرض المسجد وهو في طريقه لصلاة الفجر ولم يكن آنذاك إضاءة فبادره الرجل قائلا: أأنت أعمى؟
فرد عمر "لا"
هاج الصحابة على الرجل كيف يحدث امير المؤمنين بهذه الطريقة
فنهاهم عمر بقوله لم تغضبون من رجل سألني سؤالا وأجبته؟؟
كلسينا
03-09-2007, 08:21 PM
بارك الله فيكي أختي .
قد يكون الإنسان بحاجة للتذكير دائماً وبحاجة لسماع قصص تترك في رأسه أثر وهي بعيدة عن واقع حياته .
فما له إلا أن يبحث عن صوت وأين تكتب .
أخي مقاوم ممنونك على التمريقة .
Saowt
03-09-2007, 08:50 PM
وبك بارك الله
لكن لم هي بعيدة عن الواقع؟؟
كلسينا
03-09-2007, 09:58 PM
عن واقعنا اليوم . وليس عن الواقع بصورة عامة .
Saowt
03-11-2007, 01:24 PM
قال عبد الله بن عباس أخبرني أبو سفيان أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجارا بالشأم في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟
فقال أبو سفيان: أنا أقربهم نسبا.
فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره.
ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه.
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟
قلت: هو فينا ذو نسب.
قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟
قلت: لا.
قال: فهل كان من آبائه من ملك؟
قلت: لا.
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟
فقلت: بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟
قلت: بل يزيدون.
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟
قلت: لا.
قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
قلت: لا.
قال: فهل يغدر؟
قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندرى ما هو فاعل فيها.
قال: فهل قاتلتموه؟
قلت: نعم.
قال: فكيف كان قتالكم إياه؟
قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه.
قال: ماذا يأمركم؟
قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة.
فقال للترجمان: قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله، لقلت رجل يأتسى بقول قيل قبله. وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك، قلت رجل يطلب ملك أبيه وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك: أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك: بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه.
ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين. فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران:64].
قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، وأخرجنا.
فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بنى الأصفر.
ثم توجه للروم قائلا: يامعشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟
فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال: ردوهم علي. وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت. فسجدوا له ورضوا عنه..
فكان ذلك آخر شأن هرقل.
Saowt
03-12-2007, 09:07 PM
روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من طريق قسامة بن زهير قال: وقف أعرابي على عمر بن الخطاب فقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة *** جهّز بنياتي وأمهنّه
أقسم بالله لتفعلنه
قال: فإن لم أفعل يكون ماذا يا أعرابي؟
قال:
أُقْسِم أني سوف أمضينه
قال: فإن مضيت يكون ماذا يا أعرابي؟
قال:
والله عن حالي لتسئلنه *** ثم تكون المسألات ثمة
والواقف المسئول بينهنّه *** إما إلى نار وإما إلى جنة
فبكى عمر حتى اخضلت لحيته بدموعه، ثم قال: يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لِشِعْرِه، والله ما أملك قميصاً غيره.
Saowt
03-19-2007, 09:06 PM
روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعه وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ فقال: لا.. فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فأنطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة" رواه مسلم وزاد في رواية البخاري قال قتادة قال الحسن: "فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له"
كلسينا
03-19-2007, 10:26 PM
الله يعكيكي العافية
Saowt
03-20-2007, 05:55 AM
"يعكيني"؟؟
شكرا.. الله يعافيك
مقاوم
03-20-2007, 09:09 AM
الله يعكيكي العافية
ليك مع مين غلط!!
كلسينا
03-20-2007, 11:25 AM
دائماً الكتابة قريب منتصف الليل لازم يكون عليها عذر
lady hla
03-20-2007, 11:56 AM
....... السلام عليكم ........
...... السيد كلسينا .... مسموحلو يغلط عاطول ..... ما حدّ يناقشني بالموضوع .....!!!......
..... الله يصبرنا عليهن يا مقاوم ..... وقع وما تسمى عليه ......!!!.......
سلامي اليك
lady hla
القدس
Saowt
03-20-2007, 12:23 PM
مع مين يعني غلط؟؟
ما تروّعه يا أخي مقاوم!!
سامحته سامحته
lady hla
03-20-2007, 05:17 PM
........ السلام عليكم ........
...... باركَ الله بكِ ...... قلبك صافي ..... عاطول ..... يا صوته .....!!!.....
سلامي اليك
lady hla
القدس
كلسينا
03-20-2007, 07:25 PM
يعني سماح بدون شوكولا وبدون أي ضرائب أخرى !!!
أحمدك يارب أحمدك يا رب .
أخي مقاوم بتضل العلقة بيناتنا هينة وعلى طول شبه محلولة .
بس الله لا يعلق واحد فيمنا بلسان التانيين ، هونيك العلقة البلا نهاية وبلا فائدة
Saowt
03-23-2007, 10:29 AM
كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكافي، يعمل نهاره أجمع، حتى إذا جنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل لحمًا فطبخه، أو سمكة فيشويها، ثم لا يزال يشرب، حتى إذا دبّ الشراب فيه غنى بصوت وهو يقول:
أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فلا يزال يشرب ويردّد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وكان أبو حنيفة يسمع جلبته ويصبر، وتُفَسد عليه ليلته..
حتى إذا كانت ليلة سكت فيها صوت الجار السكير، فسأل عنه، فقيل: أخذه العسس منذ ليال، وهو محبوس، فصلّى أبو حنيفة صلاة الفجر من غد، وركب بغلته، واستأذن على الأمير، قال الأمير: ائذنوا له، وأقبلوا به راكبًا، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط،
ففُعل، ولم يزل الأمير يوسّع له من مجلسه، وقال: ما حاجتك؟
قال: لي جار إسكاف، أخذه العسس منذ ليال، يأمر الأمير بتخليته؟؟
فقال: نعم وكلّ من أخذه بتلك الليلة إلى يومنا هذا..
فأمر بتخليتهم أجمعين، وركب أبو حنيفة، والإسكافي يمشي وراءه، فلمّا نزل أبو حنيفة مضى إليه فقال: يا فتى أضعناك؟ قال: لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله خيرًا عن حرمة الجوار ورعاية الحقّ!
وما زال به أبو حنيفة حتى أقلع عن الخمر. وأصبح من رواد حلقات العلم ثم تفقه وصار من فقهاء الكوفة.
كلسينا
03-23-2007, 04:11 PM
هذا يفيدنا بأنه علينا النزول إلى الشارع والإحتكاك بالناس وعمل على التقرب والتودد من العاصين
قبل الملتزمين لأنهم من بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويدعوهم إلى الله .
وهذا على المشايخ ورجال العلم قبل التلاميذ . بدل إنتظار الوافدين إليهم في حلقاتهم ومساجدهم
Saowt
03-30-2007, 07:44 PM
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه الجارود فإذا بامرأة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت: إيه يا عمر.. عهدتك يا عمر وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تزع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت
فقال الجارود: لقد اجترأت أيتها المرأة على أمير المؤمنين..
فقال عمر رضي الله عنه: دعها!! أما تعرفها؟؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات فعمر أحق أن يستمع لها.. والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضرني صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها
Saowt
03-31-2007, 01:23 PM
من الصور المشرقة في تاريخنا الإسلامي التي تعبر أوضح تعبير عن الضمير الإسلامي هو موقف عمر بن الخطاب مع أم اليتامى حينما دخل إلى وزارة التموين الإسلامية بعد حديثه المشهور معها وحمل كيسا من الدقيق وقال لحارس بيت مال المسلمين: احمل علي..
فقال له الحارس متعجبا: احمل عنك أم عليك يا أمير المؤمنين؟؟
فقال له عمر رضي الله عنه: ثكلتك أمك أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟؟ احمل علي..
وحمل الدقيق على ظهره وكأنه حمال؟؟؟
أمير المؤمنين.. ناشر لواء العدالة.. أحد العشرة المبشرين بالجنة..
يا رافعا راية الشورى وحارسها جزاك الله خيرا عن محبيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
جاه الخليفة والدنيا بقبضته له في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص وسيرته أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجته الحلوى فقال لها من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
فقالت وفرت من مصروفي الشخصي فقال لها:
ما زاد عن قوتنا اليومي فالمسلمون أحق به فقومي لبيت المال رديها
أمير المؤمنين وحامل لواء الشريعة يطبق الإسلام على نفسه وأهل بيته قبل ان يطالب المسلمين بتطبيق قوانينه.. حمل الدقيق على ظهره وذهب إلى أم اليتامى وجلس أمام النار ووضع الدقيق في الماء ووضع عليه السمن والعسل ونظرت إليه أم اليتامى وقالت له: والله إنك أحق بالخلافة من عمر بن الخطاب..
رجال لم يتربوا على موائد النصب والاحتيال والمنظمات والأحزاب والتهريب والمقاهي وموائد الميسر وشواطئ البحار الدافئة.. إنما تربوا في جامعة كان عميدها المصطفى صلى الله عليه وسلم!!!
mohammad
04-02-2007, 02:14 AM
هذا يفيدنا بأنه علينا النزول إلى الشارع والإحتكاك بالناس وعمل على التقرب والتودد من العاصين
قبل الملتزمين لأنهم من بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويدعوهم إلى الله .
وهذا على المشايخ ورجال العلم قبل التلاميذ . بدل إنتظار الوافدين إليهم في حلقاتهم ومساجدهم
وعلى الأمراء - قبل كل هذا - أن يوسعوا للعلماء سجونهم... أقصد صدورهم
كلسينا
04-02-2007, 11:16 AM
خي الكريم لم يمر عبر تاريخنا العريق أن أتفق عالم رباني مع صاحب سلطة إلا من رحم ربي من السلاطين والأمراء . فهل ترى أصحاب السلطة اليوم من هذا النوع ؟
فلا داعي لطلب المستحيل ، لتأخير الدعوة أو التكاسل فيها .
على من أراد التصدر لهاذا العمل تحمل تبعاته والقيام به ، أو فليفتح محل أنترنت ويجي يقعد جنبي :?
نسأل الله العفو والعافية ونستعيذ به من البخل الكسل ، والفتن ما ظهر منها وما بطن .
Saowt
04-04-2007, 09:33 AM
جاء في "صحيح مسلم" في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يُضيف هذا الليلة رحمه الله؟
فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله..
فانطلق به إلى أهله فقال لامرأته: هل عندك شيء؟
قالت: لا؛ إلا قوت صبياني.
قال: فعلليهم بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل.. فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه.
فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة.
فأنزل الله تعالى فيهما في كتابه العزيز: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة"
Saowt
04-05-2007, 07:52 PM
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين، أرسل جنودا إلى بعض البلاد البعيدة ليفتحوها ويدخلوا الإسلام فيها. وفي هذا الوقت كان يعيش شاب اسمه كلاب، وكان له أب وأم كبيرين جدًا، وكان كلاب يساعد أبويه في كل شيء، فيحلب لهما اللبن، وينظف البيت ويلبي طلباتهما، فقد كان أبواه لا يقدران على ذلك.
وفي يوم من الأيام سمع كلاب أن الجهاد أحب الأعمال إلى الله وكان يحلم أن يموت شهيدًا ليدخل الجنة فطلب أن يكون في جيوش عمر بن الخطاب وقَبِلَه عمر، ففزع أبو كلاب وقال له: يا بني من يرعاني ويرعى أمك؟ ألا تعلم أنى شيخ كبير؟ أنا لا أتحمل بعدك عني..
فجلس كلاب مع أبيه وظل يلح عليه حتى قبل الأب، وكان يظن أن كلابًا لن يتأخر، ومرت الأيام والأسابيع ولم يرجع كلابًا. وذات يوم كان الأب يجلس تحت شجرة فرأى حمامة تحمل الطعام في منقارها الصغير لأولادها في العش فتذكر ابنه كلاباً وظل يبكي حتى أصيب بالعمى. أشفق أمير المؤمنين لحال أبي كلاب.. فكتب خطابًا يطلب فيه من كلاب أن يرجع.
وجاء كلاب إلى عمر بن الخطاب فأمره عمر أن يحلب اللبن، ثم أخذ منه اللبن وأعطاه للأب فلما وضع الأب اللبن على فمه وكان أعمى قال: إنني أشم رائحة كلاب أين هو؟
فقام الولد يقبل أباه ويبكي، وظل كلاب يرعى أبويه حتى ماتا ثم ذهب للجهاد مرة أخرى
Saowt
04-06-2007, 09:21 PM
كان لا يفتأ يردد لنفسه هذا اللحن المهيب ((ماذا تقول لربك غدا؟؟))
عبارة قد نتلوها نحن في دعة ويسر؛ اما هو فكانت تزلزله زلزالا شديدا..!!
يقول الأحنف بن قيس:
((كنت مع عمر بن الخطاب فلقيه رجل فقال: يا أمير المؤمنيين انطلق معي فأعدني على فلان فقد ظلمني.. فرفع عمر درته وخفق بها رأس الرجل وقال له: تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم، مقبل عليكم، حتى إذا شغل بأمر من أمور المسلمين أتيتموه: أعدني.. أعدني؟؟
فأنصرف الرجل غضبان أسفا، فقال عمر: عليّ بالرجل
فلما عاد، ناوله مخفقته وقال له: خذ واقتص لنفسك مني
قال الرجل: لا والله ولكني أدعها لله.. وانصرف،
وعدت مع عمر إلى بيته فصلى ركعتين ثم جلس يحاسب نفسه ويقول: يا ابن الخطاب.. كنت وضيعا فرفعك الله، وكنت ضالا فهداك الله، وكنت ذليلا فأعزك الله.. ثم حملك على رقاب الناس، فجاءك رجل يستعديك فضربته، فماذا تقول لربك غدا إذا أتيته؟!!
lady hla
04-08-2007, 01:36 PM
....... السلام عليكم ........
....... سلمت يداكَ يا صوته على هذه الصفحات المشرقة ... والمعاني الجميلة ......!!......
سلامي اليك
lady hla
القدس
Saowt
04-08-2007, 07:22 PM
شكرا لمرورك حلا...
في أعقاب يوم من أيام الفتح الإسلامي العظيم، قُدِّم للصحابي القائد عبد الرحمن بن عوف طعام طيب له ولأصحابه معه.. ولكنه نحى الطعام جانباً وأخذ يبكي!
فقيل له: "ما يبكيك في يوم فتح الله على المسلمين فتحاً عظيماً؟!"
قال: "إنكم لم تروا ما رأيت، لقد حضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواته الأولى فقاتلنا معه، ومنا من قتل ومضى إلى ربه، ولم يأخذ من أجر الدنيا شيء...
ومنهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد، فلم نجد ما نكفنه به إلا ثوبه، وكان قصيرا، فكنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدت رأسه!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غطوا رأسه واجعلوا على رجليه شيء من نبات الإخر" فدفناه هكذا.!
وها نحن اليوم وما منا من أحد إلا وهو أمير على مصر من الأمصار، وبين يديه ما يشتهي من طيبات الدنيا، فنخشى أن تكون طيباتنا قد عجلت لنا في حياتنا الدنيا!
كلسينا
04-08-2007, 08:04 PM
سبحان الله لله درهم من رجال .
بس كان الله راحمهم من أجهزة المخابرات :)
ليس أجهزتنا اليوم ولكن الأجهزة التي عانا منها أحمد بن حنبل وابن تيمة رحمة الله عليهما .
Saowt
04-10-2007, 06:35 PM
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستدعى أبا سفيان، فقال له: خذ مائة ناقة، أما الأنصار الذين تكسَّرت سيوفهم على رؤوس الناس من الصباح فلم يعطهم النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، ثم قال: أين صفوان الذي يقول: الآن بطل السحر؟
قال: خذ مائة ناقة،
قال: أين عباس بن مرداس؟
قال: أنا سيد حنين
قال: خذ خمسين ناقة،
فقال وكان شاعراً:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع
يقول: تعطني نصف مائة وهؤلاء تعطيهم من مائة ناقة فكيف تعطيني النصف؟
فتبسم صلى الله عليه وسلم وأخذ يردد الأبيات، ويقول وقد كسره صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يتعلم الشعر، قال:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة
فتبسم أبو بكر وكان عالماً بالشعر، وقال: صدق الله حيث قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:69].
ثم وزَّع صلى الله عليه وسلم، وقال: أين الأقرع بن حابس سيد بني تميم؟
قال: هأنا يا رسول الله!
قال: خذ مائة ناقة، أين عيينة بن حصن سيد غطفان؟
قال: أنا من جزارة،
قال: خذ مائة ناقة،
فلما وزعها صلى الله عليه وسلم أتى حكيم بن حزام قال: أعطني من هذا المال يا رسول الله!
قال: أتنظر إلى هذين الجبلين وقد امتلأ الجبل بالضأن؟؟ -أي: الغنم-
قال: نعم!
قال: خذها لك،
فأتى في اليوم الثاني، وقال: يا رسول الله! زدني،
قال: خذ مائة من الإبل،
فأتى في اليوم الثالث: قال: زدني!
فنظر إليه صلى الله عليه وسلم (وهو من سادات قريش وكان حكيم بن حزام يكسو الكعبة سنة، وتكسوها قريش سنة)، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم وقال: يا حكيم! إن هذا المال حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيه، فينظر كيف تعملون.
فقال: يا رسول الله! والله لا أرزأ أحداً بعدك -أي: لا أسأل أحداً بعدك من الناس-
حتى أنه ترك عطاءه في عهد أبي بكر وعمر تركه، فقال عمر: أشهدكم أيها الناس أن حكيم بن حزام رفض عطاءه الذي كتب له من بيت المال من أجل كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فلما أتم صلى الله عليه وسلم توزيع الغنائم؛ نظر الأنصار أنهم لم يصبهم شيء -لا بعير ولا شاة ولا بقرة- فاجتمعوا في سور هناك في حديقة طويلة، وقال بعضهم: غفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم! هذه سيوفنا تقطر من دماء غطفان وهوازن، وقد أعطى صناديد نجد وتركنا،
فسار الكلام بينهم حتى انتشرت هذه المقالة، فبلغت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستدعى صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة سيدهم وقد مات سعد بن معاذ، وقال: {يا سعد! ما مقالة بلغتني عنكم؟
قال: يا رسول الله! هو ما سمعت،
قال: أين رأيك وفقهاء الأنصار؟
قال: وهل أنا إلا من قومي؟ -أي: أرى ما يرى قومي-
قال: اجمع لي قومك ولا يدخل معكم في الحديقة أحد..
فجمعهم رضي الله عنهم جميعاً، وأخرج كل من كان من سواهم، إلا رجلاً يقول للأنصار "خال": فلما دخل صلى الله عليه وسلم، سلَّم على الأنصار فردوا.. واستقبلوه عليه الصلاة والسلام، قال: هل من غيركم أحد معكم؟
قالوا: إلا ابن بنتنا -أي: يقول لهم: خال-
قال: ابن بنت القوم منهم؛
فتكلم صلى الله عليه وسلم، فقال: يا معشر الأنصار! ما مقالة بلغتني عنكم؟
أما أتيتكم ضُلاَّلاً فهداكم الله بي، أما كنتم متفرقين فجمعكم الله بي، أما كنتم فقراء فأغناكم الله بي؟
فنكسوا رؤوسهم، وهم يقولون: المنة لله ورسوله،
فرفع صلى الله عليه وسلم رأسه، وقال: يا معشر الأنصار! والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدَّقتم: أتيتنا فقيراً فأغنيناك، وأتيتنا طريداً فآويناك، وأتيتنا شريداً فنصرناك
قالوا: المنة لله ولرسوله.
قال: يا معشر الأنصار! ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ والله ما تذهبون به خير مما يذهبون به، ثم قال: والله لو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً ووادياً لسلكت شعب الأنصار ووادي الأنصار، اللهم اغفر للأنصار وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار، الأنصار شعار والناس دثار. يا معشر الأنصار! إنكم سوف تلقون بعدي أثرة -أي: أناس يستأثرون بالدنيا عليكم. فاصبروا حتى تلقوني على الحوض،
قال أنس: والله ما انتهى إلا ودموعنا قد أخضلت منها لحانا -رضي الله عنهم وأرضاهم- قالوا: رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة وحظاً عن الناس.
Saowt
04-16-2007, 02:33 PM
حكي أن رجلاً كان يعرف بدينار العيار.. وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظماً فتفتت في يده ففكر في نفسه وقال: ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً والجسم تراباً..
فندم على تفريطه، وعزم على التوبة ورفع رأسه الى السماء وقال: إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمني
ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب.. فقال: يا أماه ما يصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده؟؟
قال: يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه..
فقال: أريد جبة من صوف وأقراصاً من شعير وغُلَّين (أي قيدين) وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني
ففعلت به ما أراد فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء والعويل ويقول لنفسه: ويحك يا دينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ولا يزال كذلك إلى الصباح..
فقالت له أمه: يا بني ارفق بنفسك..
فقال: دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً يا أماه إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل ولا أدري أيؤمر بي إلى ظل ظليل أو إلى شر مقيل..
قالت: يا بني خذ لنفسك راحة
قال: لست للراحة أطلب.. كأنك يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها..
فتركَتْه وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرآن فقرأ في بعض الليالي: "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" الحجر : 92- 93. ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها فقالت له: يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى؟؟
فقال بصوت ضعيف: يا أماه إن لم تجديني في عرصات القيامة فاسألي مالكاً خازن النار عني..
ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى فغسلته أمه وجهزته وخرجت تنادي: أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار
فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة وعليه حلة خضراء وهو يقرأ الآية: "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" ويقول: وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ألا أخبروا عني والدتي بذلك
Saowt
04-19-2007, 09:06 PM
ورد في بعض كتب السير والتراجم أن أبا بكر رضي الله عنه اتخذ عمر قاضياً يقضي بين الناس إذا اختلفوا، فما أتاه أحد، ولا اختلف عنده أحد، ولا احتكم إليه أحد، فقال عمر: ما حاجتي إلى قوم عرف كل منهم الذي عليه فأداه، وعرف الذي له فلم يتجاوزه.
لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض أقبل رجل بحق معه فدفعه إلى صاحب الأقباض فقال الذين معه: ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ولا يقاربه..
فقالوا: هل أخذت منه شيئاً؟
فقال: أما والله لولا الله ما أتيتكم به
فعرفوا أن للرجل شأناً فقالوا: من أنت؟
فقال: لا والله لا أخبركم لتحمدوني ولا غيركم ليقرظوني ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه
بعدها، أرسل سعد رجلا من غبراء الناس لم يذكر له اسم، ولا عرف بميزة، أرسله سعد ليبشر عمر بفتح القادسية، وأرسل معه ما أخذ من إيوان كسرى ملك الفرس، وكان فيه التاج والذهب واللؤلؤ والجوهر، وأشياء مما لم تكن تخطر على بال أولئك المسلمين الذين عاشوا حياة شظف وبادية ليس فيها شيء من هذا الترف.
فجاء هذا المسلم البسيط من أقصى شمال الجزيرة إلى المدينة وعنده هذه الثروة العظيمة! لم تحص عليه، ولم تدرج عليه، ولم يوقع باستلامها، ولم يدخل في بوابات لتفتش جيوبه، وإنما سلمت له هكذا، ومضى بها في هذا الطريق الطويل، وقدم بها على عمر رضي الله عنه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين! إن سعداً يبلغك السلام، ويبشرك بنصر الإسلام والمسلمين، وهذا ما في إيوان كسرى.
فنظر عمر إلى هذا فاستعظمه واستكثره، ثم بكى وقال: إن قوماً أدوا هذا لجدّ أمناء،
فقال علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين، عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا.
Saowt
04-30-2007, 07:46 PM
قال القاضي التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة:
إن شيخاً من التجار كان له عند بعض القواد مال جليل ببغداد، فماطله به وجحده إياه. قال: فعزمت على التظلم إلى المعتضد. فقال لي بعض إخواني: عليّ أن آخد لك المال ولا تحتاج التظلم للخليفة، قم معي الساعة، فقمت معه فجاء بي إلى خياط في سوق الثلاثاء يخيط ويقرئ القرآن في المسجد، فقص عليه قصتي، فقام معنا.
فلما مشينا تأخرت وقلت لصديقي: لقد عرَّضت هذا الشيخ وإيانا لمكروه عظيم هذا إذا حصل على باب الرجل صفع وصفعنا معه، فهذا الرجل لم يلتفت إلى شفاعة فلان وفلان، ولم يفكر في الوزير، فكيف بهذا الفقير!!؟ فضحك وقال: لا عليك، فجئنا إلى باب القائد فحين رأى غلمانه الخياط أعظموه وأهووا لتقبيل يده، فمنعهم من ذلك وقالوا: ما جاء بك أيها الشيخ فإن صاحبنا غير موجود فإن كان لك أمر يتم بنا فبادرنا إليه، وإلا فادخل وأجلس إلى أن يجئ، فقويت نفسي بذلك ودخلنا إلى المجلس فلما جاء القائد ورأى الشيخ أعظمه فخاطبه الشيخ في أمري فقال: والله ما عندي إلا خمسة آلاف درهم تسأله أن يأخذها وأعطيه رهناً في باقي ماله. فقبضت الرهن وأشهدت الشيخ وصديقي على أن الرهن عنده إلى أجل فأجاب إلى ذلك.
فخرجنا من عنده حتى بلغنا مسجد الخياط قلت له: قد رد الله عليّ هذا المال فأحب أن تأخذ منه ما أحببت بطيبة من قلبي. فقال: ما أسرع ما كافأتني على الجميل بالقبيح، انصرف بارك الله في مالك.
>> يتبع>>
Saowt
05-01-2007, 08:22 PM
فسألته عن خبره.. وذكرت له تعجبي منه، وألححت عليه..
فقال: إن سبب ذلك أنه كان عندنا في جوارنا أمير تركي من أعالي الدولة وهو شاب حسن فمرت به ذات يوم امرأة حسناء عليها ثياب مترفة ذات قيمة، فقام إليها وهو سكران، فتعلق بها يريدها على نفسها ليدخلها منزله، وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها: يا مسلمين أنا امرأة ذات زوج، وهذا الرجل يريدني على نفسي، ويدخلني منزله، وقد حلف زوجي بالطلاق أن لا أبيت في غير منزله، ومتى بت ههنا طلقت منه، ولحقني بسبب ذلك عار لا تدحضه الأيام ولا تغسله المدامع!
قال الخياط: فقمت إليه فأنكرت عليه، وأردت خلاص المرأة من يديه فضربني بدبوس في يده ؛ فشج رأسي، وغلب المرأة على نفسها، وأدخلها منزله قهرا، فرجعت أنا فغسلت الدم عنى، وعصبت رأسي وصليت بالناس العشاء، ثم قلت للجماعة: إن هذا قد فعل ما قد علمتم، فقوموا معي إليه لننكر عليه، ونخلص المرأة منه، فقام الناس معي، فهجمنا عليه داره، فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي والدبابيس يضربون الناس، وقصدني هو من بينهم، فضربني ضربا شديدا مبرحا، حتى أدماني وأخرجنا من منزله، ونحن في غاية الإهانة فرجعت إلى منزلي، وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع، وكثرة الدماء، فنمت على فراشي، فلم يأخذني نوم، وتحيرت ماذا أصنع حتى أنقذ المرأة من يده في الليل ؛ لترجع فتبيت في منزلها حتى لا يقع.. الطلاق!
فألهمت أن أؤذن الصبح في أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله فتذهب إلى منزل زوجها فصعدت المنارة، وجعلت أنظر إلى باب داره، وأنا أتكلم على عادتي قبل الأذان، هل أرى المرأة قد خرجت، ثم أذنت فلم تخرج، ثم صممت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلاة حتى يتحقق الصباح؛
فبينا أنا أنظر هل تخرج المرأة أم لا
إذ امتلأت الطريق فرسانا ورجالة وهم يقولون: أين الذي أذن هذه الساعة؟!
فقلت: ها أنا ذا، وأنا أريد أن يعينوني عليه
فقالوا: انزل
فنزلت، فقالوا : أجب أمير المؤمنين
فأخذوني، وذهبوا بي لا أملك من نفسي شيئا حتى أدخلوني عليه، فلما رأيته جالسا في مقام الخلافة ارتعدت من الخوف، وفزعت فزعا شديدا فقال: ادن، فدنوت فقال لي: ليسكن روعك، وليهدأ قلبك، وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي.
فقال: أنت الذي أذنت هذه الساعة؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين.
فقال: ما حملك على أن أذنت هذه الساعة، وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منه؛ فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي وغيرهم؟!
فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين حتى أقص عليه خبري؟
فقال: أنت آمن.
فذكرت له القصة فغضب غضبا شديدا، وأمر بإحضار ذلك الأمير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا! فأحضرا سريعا فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات، ومعهن ثقة من جهته أيضا، وأمره أن يأمر زوجها بالعفو والصفح عنها والإحسان إليها، فإنها مكرهة ومعذورة،
ثم أقبل على ذلك الشاب الأمير فقال: له كم لك من الرزق؟ وكم عندك من المال؟ وكم عندك من الجوار والزوجات؟
فذكر له شيئا كثيرا.
فقال له: ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك؟! حتى انتهكت حرمة الله، وتعديت حدوده، وتجرأت على السلطان، وما كفاك ذلك أيضا، حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف، ونهاك عن المنكر؛ فضربته وأهنته وأدميته؟؟
فلم يكن له جواب؛ فأمر به فجعل في رجله قيد، وفي عنقه غل ثم أمر به فأدخل في جوالق [وعاء] ثم أمر به، فضرب بالدبابيس ضربا شديدا حتى خفت! ثم أمر به فألقي في دجلة! فكان ذلك آخر العهد به!
ثم أمر بدرا صاحب الشرطة أن يحتاط على ما في داره من الحواصل والأموال التي كان يتناولها من بيت المال، ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط: كلما رأيت منكرا صغيرا كان أو كبيرا ولو على هذا! ـوأشار إلى صاحب الشرطةـ؛ فأعلمني، فإن اتفق اجتماعك بي، و إلا فعلى ما بيني وبينك الأذان؛ فأذن في أي وقت كان، أو في مثل وقتك هذا.
قال: فلهذا لا آمر أحدا من هؤلاء الدولة بشيء إلا امتثلوه ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفا من المعتضد، وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن!.
mohammad
05-02-2007, 03:19 AM
الله أكبر...
مسألة رمي الأمراء والحكام في الأنهار لم تعد سهلة هذه الأيام
حتى البحر يُخشى عليه من النتن فيما لو ألقي فيه هؤلاء السفلة وأذنابهم
Saowt
05-02-2007, 08:14 PM
أهلا بمرورك يا محمد.... نوّر الموضوع بتواجدك يا أخي...
قال لهم النجاشي: ما هذا الذي فارقتم فيه قومكم, ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحد من الملل؟
قال جعفر: أيها الملك كنا أهل جاهلية نعبد الأصنام و نأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع لرحم ونسيئ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف.. حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفته فدعانا لتوحيد الله وأن لا نشرك به شيئا وأن نخلع ما كنا نعبد وأمرنا بصدق الحديث وأداء الامانه وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وأمرنا بالصلاة والصيام والصدقة والزكاة والحج.. فآمنا به وصدقناه.. وحرمنا ما حرم علينا وحللنا ما احل لنا.. فتعدى علينا قومنا فعذبونا و...
فقال له النجاشي: هل عندك من ما جاء به هذا الرجل؟
قال له جعفر: نعم
فقال له النجاشي: إقرأ علي..
فقرأ جعفر من سورة مريم وذكر له قصة زكريا ويحيى عليهما السلام
mohammad
05-03-2007, 03:09 AM
هذه الصفحات تضيء قلوب الكثيرين وهي أكبر من أن يضيئها حضوري
بارك الله فيك
Saowt
05-04-2007, 07:09 PM
كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟
قال: "نعم يريد أن يدخلكم الجنة به"
قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة؟
فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم"
قال: فناولني يدك.
فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين؛ إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعل إحداهما لله، والأخرى دعها معيشة لعيالك"،
قال: فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط فيه ستمائة نخلة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذاً يجزيك الله به الجنة".
فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل، فأنشأ يقول:
هداك الله سبل الرشاد *** إلى سبيل الخير والسداد
بيني من الحائط بالوداد *** فقد مضى قرضاً إلى التناد
أقرضته الله على اعتمادي *** بالطوع لا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في المعاد *** ارتحلي بالنفس والأولاد
والبر لا شك فخير زاد *** قدمه المرء إلى المعاد
قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك! بارك الله لك فيما اشتريت،
ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:
بشرك الله بخير وفرح *** مثلك أدى ما لديه ونصح
قد متع الله عيالي ومنح *** بالعجوة السوداء والزهو البلح
والعبد يسعى وله قد كدح *** طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح".
Saowt
05-05-2007, 08:26 PM
ومثلٌ آخرُ من سيرة عمر رضي الله عنه.. فقد وفد إلى المدينة رسول من عامله على أذربيجان، وقد وصلها في ساعة متأخرة من الليل، فكرِه أن يطرُق باب أمير المؤمنين، فتوجه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتاً فيه الأنينُ والحنينُ إلى الله يقول: يا رب، أنا واقف ببابك، متمسك بحبالك، هل قبلت توبتي فأُهنئ نفسي، أم رددتها فأُعزيها؟
فقال الرسول: من أنت يرحمُك الله؟
فقال: أنا عمر بن الخطاب،
فقال: يا أمير المؤمنين.. ألا تنام الليل؟
فقال عمر: إني إن نمت الليل كله أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمتُ النهار أضعت رعيتي!!
ويمكثا في المسجد حتى صلاة الفجر، وبعد الصلاة يدعو عمر رسول عامله إلى بيته، ويسأل عمر زوجته أم كلثوم: ماذا عندك من الطعام لضيفنا؟
فقالت: ليس عندنا إلى الخبزُ وبعضُ حصاةِ الملح!!
فيتناولان هذا الطعام الخشن ويسأل عمر ضيفه فيم جئتنا؟
فيقول: إن عاملك هناك أرسلني بهذه الهدية إليك، عُلبة فيها بعض الحلوى لا تصنع إلا هناك،
قال عمر رضي الله عنه: أويأكل عامة المسلمين هناك هذا الطعام؟
قال: لا، هذا طعام الخاصة
قال: أو َأعطيت كلَّ فقراء المسلمين في المدينة مثل ما أعطيتني؟
قال: لا، هذه لك وحدك،
قال عمر: بلغ الأمير هناك أن يأكل مما يأكل منه عامة المسلمين، وألا يعود لمثلها،
وأمر الرسول أن يذهب بهذه الحلوى إلى فقراء المسلمين في المسجد، وأن يقسمها فيما بينهم. وقال: حرام على بطن عمر أن يذوق حلوى لا يُطعَمُها فقراء المسلمين!!
كيف لا وهو الذي خاطب بطنه من قبل بعد أن حرمه اللحم أشهراً عدة في عام المجاعة: قرقر أيها البطن أولا تقرقر، فوالله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين.
لله درُّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لقد أدرك أعلام العلماء من السلف الصالح، أثر القدوة الحسنة في تهذيب النفوس، والسمو بها، وحملها على عظائم الأعمال فوعظوا أنفسهم، قبل أن يعظوا غيرهم، لذلك كان تأثيرهم في معاصريهم شديداً، وهيبتهم عند أولي الأمر عظيمة.. يقول الشاعر المسلم:
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت سقيم
Saowt
05-13-2007, 08:02 PM
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه.. حتى جئنا عشيرة شيبان بن ثعلبة وفيهم (مفروق) قد غلبهم لسانًا وجمالاً.
فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟
قال مفروق: إنا لا نزيد على الألف، ولن تُغلب ألف من قلة.
قال أبو بكر: وكيف المَنَعة فيكم؟
فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى.. وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد.. لعلك أخو قريش؟
قال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو ذا.
قال مفروق: إلام تدعونا يا أخا قريش؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد".
قال مفروق: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" [الأنعام: 151].
قال مفروق: دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
ثم ردَّ الأمر إلى هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا.
قال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى تركَنا ديننا واتِّباعَنا دينك، لمجلس جلست إلينا لا أول له ولا آخر؛ لذل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة أن الزلة مع العجلة، وإنا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدًا، ولكن نرجع وترجع وننظر.
ثم قال: وهذا المثنى [يقصد الصحابي الجليل المثنى بن حارثة الشيباني الذي لم يكن أسلمَ بعد] شيخنا وصاحب حربنا.
قال المثنى: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك.. وإنَّا إنما نزلنا على عهدٍ أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدِثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فَعَلنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم..".
تعقيب:
اشترط بنو شيبان لإسلامهم ـ أو على الأقل: التحالف مع المسلمين ـ شرطاً واحداً هو عدم مشاركتهم للمسلمين مستقبَلاً في قتال يلي مياه خليج العرب، فهم يخشون محارَبة الفرس الذين يقعون في الضفة الأخرى من الخليج.
ولأجل هذا الشرط توقف حوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان، رغم حاجته الشديدة لهم ولقوتهم وشدة بأسهم التي ملأت شهرتها الآفاق؛ فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم طالب هوىً ودنيا، لفرح بهم فرحاً شديداً، ولوافق فوراً على شرطهم الشكلي، مبرراً ذلك بالضرورة السياسية و(التكتيكات) المطلوبة من سياسي محنك!
إن محمداً صلى الله عليه وسلم أول من يعلم أن الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، ومن الممكن أن يخوض المسلمون حرباً ضد كسرى. ورسول الله متيقن أن دعوة الإسلام ستتجاوز الخليج قريباً، وسيشهد ذلك كثير ممن يسمعه من بني شيبان.
وفي الحديث الشريف قاعدة ربانية وسنة كونية ثابتة: "إن دين الله عز وجل لن ينصره إلا مَن حاطَهُ من جميع جوانبه" ودلَّت أحداث التاريخ على صدق هذه القاعدة، وبُعد نظر قائلها المعصوم صلى الله عليه وسلم.
فحدثت المفاجأة بعد أقل من عشر سنين من تلك الجلسة بين رسول الله وبني وشيبان، حين أسلم بنو شيبان بعد أن ظهَرَت دولةَ الإسلام، وأخذوا الإسلام (طبقوه) من جميع جوانبه، فقاد المثنى بن حارثة الشيباني أول فاتح للعراق وبلاد فارس، وصاحب الخطط العسكرية الناجحة في التعامل مع جيش الفرس المدجج بأفضل أنواع الأسلحة والجياد والفيلة، وأنسب خطط التعامل مع مستنقعات (أهوار) وأنهار العراق، وكان قومه مِن أجرأ المجاهدين في قتال الفرس!!
وهذا مصداق بشرى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم: "أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم..".
وهنا يعود السؤال: ما الذي حلَّ ببني شيبان فقلب خوفهم من الفرس شجاعة؟!
Saowt
05-14-2007, 11:49 AM
كان يهودي اسمه أهبان ولديه غنم يرعاها في المدينة.. فطلع عليه ذئب فخطف نعجة من النعاج. لحق به أهبان وقال له: يا ذئب نعجتي!! يا ذئب نعجتي!!
فرمى الذئب النعجة وجلس وقال: يا أهبان أتمنعني من رزق ساقه الله لي؟
تلفت أهبان يمنة ويسرة فلم يجد أحدا... ثم نظر إلى الذئب وقال: عجبا أذئب يتكلم؟
قال الذئب: ألا أدلك على خير من ذلك و أعجب منه؟؟ نبي بين هذه النخلات هاجر من مكة إلى يثرب يحدث الناس بما مضى وبما هو آت إن آمنت به دخلت الجنة
قال أهبان: والقطيع؟
قال له الذئب: لا تخف سأرعى لك غنمك حتى تعود..
ذهب أهبان إلى جماعته وسألهم عن رسول في يثرب.. قالوا: نعم
قال: أين؟
قالوا: في دار بني النجار
فذهب إليه فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام: "يا أهبان.. ماذا قال لك الذئب؟"
قال أهبان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.
Saowt
05-17-2007, 08:00 PM
((ويكون اللقاء الموعود.. خليفة محمد صلى الله عليه وسلم.. إنه هو وكما جاء وصفه في الآثار، هامة شامخة وثياب مرقعة.. واعتزاز لا حدود له بالدين الذي أعزّ أصحابه.. عمر يتسلم المفاتيح.. ويصدح بلال بأذان جميل، صام عنه منذ رحيل حبيبه.. وعند "أشهد أن محمدا رسول الله" تشهق الحناجر بالبكاء.. ويعجز بلال عن الإكمال.. لقد تذكروا حبيبهم سيد الإسراء.. أول الفاتحين وسيد الأولين والآخرين))
كان المسجد الأقصى بيد النصارى من الروم من قبل بعثة النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif بنحو ثلاثمائة سنة، يعيثون فيه فسادًا، ويقيمون فيه شعائر الكفر، حتى أنقذه الله من أيديهم بالفتح الإسلامي على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الخامسة عشرة من الهجرة..
فقد وجه عمر الفاروق رضي الله عنه أبا عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة لفتح بيت المقدس، وحشد له جيشًا قوامه خمسة وثلاثون ألف مقاتل بإمرة سبعة قوّاد، فحاصروا بيت المقدس في أيام برد شديدة، واستمر الحصار أربعين يومًا، فلما رأى الروم حالهم يضعف ولا مدد يأتيهم من الخارج طلبوا مفاوضة المسلمين ابتغاء الفرج.
فقام راهب منهم وصعد سور المدينة، وقال للمسلمين: ماذا تريدون منا في هذه البلدة المقدسة، ومن قصدها يوشك أن يغضب الله عليه ويهلكه؟؟
فقال أبو عبيدة رضي الله عنه: نعم، إنها شريفة، وفيها أسري بنبيِّنا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif إلى السماء، وإنها معدن الأنبياء وقبورهم فيها، ونحن أحقّ منكم بها، ولا نزال عليها أو يملكنا الله إياها كما ملكنا غيرها.
فقال الراهب: فما الذي تريدون منا؟
فتقدم أبو عبيدة رضي الله عنه فعرض عليهم الإسلام أو يكتب معهم كتابًا يأمنون فيه على دمائهم وأموالهم ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون أو يقاتلهم، فكان جواب الراهب: إنكم لو أقمتم علينا عشرين سنة ما فتحتم هذه البلدة.
واتسعت المفاوضات، ولما رأوا إصرار المسلمين على القتال وعزمهم الأكيد على فتح المدينة أذعنوا للصلح وتسليم المدينة، ولكنهم اشترطوا أن لا يسلّموها إلا لخليفة رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوافقهم أبو عبيدة على ذلك، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأتي إليهم، فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة بدابّة ومعه غلامه يتعاقبان على الدابة ليتسلم مفاتيح بيت المقدس، يذهب إلى هناك بثوبه المرقع ولكنه يحمل الدنيا في يديه.
فعندما بلغ الخليفة أسوار المدينة كان دور الركوب لغلامه، فنزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وركب الغلام وعمر يمسك بخطام البعير، فلما رآه النصارى آخذًا بخطام الراحلة وغلامه فوقها أكبروه، فبكى راهب النصارى ونادى بأعلى صوته: انزلوا فاعقدوا معه الأمان فإنه صاحب محمد http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif، ففتحت الأبواب، ودخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس. دخل بيت المقدس في اليوم الخامس والعشرين من ربيع الأول في العام الخامس عشر الهجري، ودخلت من ورائه الجيوش الإسلامية وراياتهم فوق الرؤوس، واجتمع المؤمنون لهذا الفتح العظيم.
وحان وقت صلاة الظهر فأمر عمر بن الخطاب بلالاً أن يؤذن، فارتفع صوت بلال بالأذان من فوق منارة بيت المقدس، فإذا بصوت عمر رضي الله عنه يسابقه بالبكاء، ثم بكى كبار الصحابة، وبكى الجيش كله، وارتج المسجد الأقصى بالبكاء.
وهكذا سلمت القدس لخليفة رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif ولأمين هذه الأمة، ولا تسلم أبدًا إلا لأمين يسير على دربهم، وهكذا يفتحها الأمناء ويضيّعها الخونة. وهكذا صار المسجد الأقصى بيد أهله ووارثيه بحق وهم المسلمون، قال تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [النور: 55].
Saowt
05-19-2007, 09:16 PM
.. وعندما جاء وفد من بني لحيان إلى المدينة وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث معهم دعاة، أرسل معهم عشرة من المسلمين، كان خبيب منهم، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، فانطلقوا حتى وصلوا إلى موضع يقال له الرجيع، غدر اللحيانيون بهم..
فلجأ العشرة إلى الجبل يتحصنون به فأحاط بهم القوم، ودعوهم للنزول وأعطوهم الأمان، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل على ذمة كافر، اللهم أخبر عنّا نبيك.
فرموهم بالنبل فقتلوا عاصماً وستة من أصحابه، ونزل خبيب وزيد وآخر لم يذكر اسمه على العهد والميثاق، فلما تمكنوا منهم أوثقوهم فقاومهم الرجل فقتلوه وأخذوا خبيباً وزيداً إلى مكة وباعوهما فيها.
فاشترى خبيباً أبناء الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل أباهم يوم بدر، وسجنوه في دار عقبة بن الحارث وكانت امرأة عقبة تحضر له الطعام، فقال لها: إذا أرادوا قتلي فآذنيني،
فلما أجمعوا أن يقتلوه آذنته، فقال لها: أعطني حديدة أستحدُّ بها، فأعطته موسى.... وغفلت عن صبي لها فدرج إليه فلاطفه خبيب، وأجلسه على فخذه ففزعت أمه وخشيت أن يقتله، فقال لها خبيب: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله،
فكانت تقول: والله ما رأيت أسيراً خيراً من خبيب قط، والله لقد وجدته يأكل يوماً قطفاً من عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة يومئذ ثمرة قط.... وإنه لرزق رزقه الله خبيباً.
وراحوا يساومونه على إيمانه، ويعدونه بالنجاة إن هو ترك دين محمد، وعاد إلى آلهتهم، ولكن خبيبًا ظل متمسكًا بدينه إلى آخر لحظة في حياته، فلما يئسوا منه أخرجوه إلى مكان يسمى التنعيم، وأرادوا صلبه، فطلب أن يمهلوه كي يصلي ركعتين فأمهلوه فركع ركعتين ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أن مابي جزع الموت لزدت. ((فكان بذلك أول من سنَّ صلاة ركعتين عند القتل))
ثم رفع يده إلى السماء ودعا عليهم: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق منهم أحدًا، ثم أنشد يقول:
وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًــا *** عَلَى أي جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإلهِ وإنْ يَشَـــأ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْوٍ ممَـــزَّعِ
ثم قاموا إلى صلبه، وقبل أن تقترب منه سيوفهم، قام إليه أحد زعماء قريش وقال له: أتحب أن محمدًا مكانك، وأنت سليم معافى في أهلك؟؟
فيصيح خبيب فيهم قائلاً: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.
مما جعل أبا سفيان يضرب كفًا بكف ويقول: والله ما رأيت أحدًا يحب أحدًا كما يحب أصحاب محمدٍ محمدًا.
كانت كلمات خبيب هذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتها، فتناوشه في جنون ووحشية.. وعادت جماعة المشركين الى أوكارها الحاقدة في مكة باغية عادية، وبقي جثمان الشهيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسويف..
كان خبيب رضي الله عنه عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منها صليبا، قد يمم وجهه شطر السماء وابتهل الى ربه العظيم قائلا: اللهم انا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا.
واستجاب الله دعاءه، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا إياه عن مقتل الخبيب فقال وعليك السلام يا خبيب.. قتلته قريش.
وقال: لا يترك خبيب مصلوبا
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة أن يذهب إلى مكة ليحضر جثته أو يدفنها فذهب أحد الصحابة وانتظر دخول الليل حتى ينام أهل مكة وعندما قام بفك وثاقه إذ بالجسد الطاهر يسقط على الأرض فخاف الصحابي أن تسمع قريش صوت ارتطام الجسد بالأرض فأسرع واختبأ فلم ير أحدا فذهب كي يحمل الجسد فلم يجده فبحث عنه يمنة ويسرة حتى اصبح الصباح ولم يجد الجسد فابتلعته الأرض ((فَسُمِّيَ بَلِيع الأرض))
فرجع إلى رسول الله فأبلغه بالذي حدث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليك فقد دفنته الملائكة.
Saowt
05-30-2007, 04:26 PM
بينما عمر على المنبر يخطب يوم الجمعة إذ ترك الخطبة فقال: يا سارية الجبل، (مرتين أو ثلاثاً)، ثم أقبل على خطبته، فقال بعض الحاضرين: لقد جن، إنه لمجنون!!
فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يطمئن إليه، فقال: لشد ما ألومهم عليك إنك لتجعل لهم على نفسك مقالاً، بينا أنت تخطب إذ أنت تصيح يا سارية الجبل، أي شيء هذا؟
قال: إني والله ما ملكت ذلك.. رأيتهم يقاتلون عند جبل يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم، فلم أملك أن قلت: يا سارية الجبل، ليلحقوا بالجبل،
فلبثوا إلى أن جاء رسول سارية بكتابه: إن القوم لقونا يوم الجمعة، فقاتلناهم حتى إذا حضرت الجمعة ودار حاجب الشمس سمعنا منادياً ينادي: يا سارية الجبل، مرتين، فلحقنا بالجبل، فلم نزل قاهرين لعدونا حتى هزمهم الله وقتلهم.
هذا هو عمر.. ابن الخطاب الذي قال فيه وهب بن منبه صفته في التوراة قرن حديد أمير شديد أشد أمتي في أمر الله عمر، الذي هاجر جهاراً طاف بالكعبة سبعاً وصلى ركعتين ثم قال يا كفار قريش من أراد أن تفقده أمة أو ترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فما تبعه أحد، عمر بن الخطاب الذي بنى من المجد صرحاً.
Saowt
06-01-2007, 08:35 PM
قال عنه الذهبي في السير: الإمام الحبر، المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال رضي الله عنه: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبتُّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أولُ شيء تكلم به أن قال: "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصَلُّـوا والناسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام". رواه أحمد والترمذي وغيرهما، وهو حديث صحيح.
سَمِعَ عبدُ الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف، فأتى النبيَ صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي:
فما أول أشراط الساعة؟؟ وما أول طعام أهل الجنة؟؟ وما ينـزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبرني بهن جبريل آنفا".
قال: جبريل؟!
قال: نعم.
قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة!
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: "مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ"
ثم قال: "أما أولُ أشراط الساعة فنار تحشرُ الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أولُ طعامِ أهل الجنة فزيادة كبدِ حوت، وإذا سبق ماءُ الرجل ماء المرأة نـزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعت".
قال عبدالله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ، فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا.
قالوا: ما نعلمه.
قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟
قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا!
قال: أفرأيتم إن أسلم؟
قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم!
قال: أفرأيتم إن أسلم؟
قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم!
قال: أفرأيتم إن أسلم؟
قالوا: حاشى لله ما كان ليسلم!
قال: يا ابن سلام اخرج عليهم،
فخرج، فقال: يا معشر اليهود اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق
فقالوا: شرُّنا وابن شرِّنا وانتقصوه!
قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.
Saowt
06-14-2007, 05:32 PM
في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين يتسابقون لفعل الخير ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمة التي يلقى صاحبها الخير الكبير والثواب الكثير في الدنيا والآخرة..
وقعت أحداث هذه القصة فى عهد خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعندها كان عمر بن الخطاب يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق ويأتي بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة..
في أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته.. وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعله أبو بكر الصديق داخل هذا البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذي لا يعلم عمر سره!!
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبو بكر الصديق يزور هذا البيت ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر!!
حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد.. وأراد أن يعرف ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء..
سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ (يقصد أبو بكر الصديق)
فأجابت العجوز وقالت: والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف دون أن يكلمني!!
جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة: "لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر"
Saowt
06-15-2007, 09:08 AM
عن ابن مسعود قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان، فيأخذه، فيضعه في كتفي محمد إذا سجد؟!
فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم، وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا، وجعل بعضهم يميل على بعض، وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم، ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلقت جويرية فأخبرت فاطمة فجاءت، فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تشتمهم.
فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم، صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: «اللهم عليك بقريش!» ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته، ذهب عنهم الضحك، وخافوا دعوته، ثم قال: «اللهم عليك بأبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عقبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط»، وذكر السابع، ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر!
قال أبو إسحق: الوليد بن عقبة غلط في هذا الحديث. هذا إسناد صحيح!
Saowt
06-17-2007, 09:04 AM
إلى صاحب العظمة -خليفة المسلمين- هشام الثالث جليل المقام:
من جورج الثاني ملك انكلترا والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الجليل المقام...
بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقيّ العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة. وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت على رأس البعثة من بنات أشراف الإنكليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص..
من خادمكم المطيع
جورج. م. أ
جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث...
بسم الله الحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين، وبعد:
إلى ملك انجلترا وإيكوسيا واسكندنافيا الأجلّ..
اطلعت على التماسكم، فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي. أمّا هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهو من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا... والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس
هشام الثالث..
هكذا كنّا فمتى نعود ؟!!
lady hla
06-17-2007, 10:07 AM
....... السلام عليكم .......
...... الحقيقة .... وجودك على عتبات المنتدى .... هو المشرق ........!....
سلامي اليك
lady hla
القدس
Saowt
06-17-2007, 03:04 PM
بارك الله بك يا حلا (يا عسّولة)...:)
lady hla
06-17-2007, 03:58 PM
....... السلام عليكم ........
..... الله يبارك فيك ... والله زمان على عسولة .... طبعاً مع الحفاظ على حقوق صاحبتها ...!....
سلامي اليك
lady hla
القدس
Saowt
06-17-2007, 05:51 PM
لو سمحت أرسلي لها سلامنا..
وأعلميها بأن هذه الصفحات بانتظار زيارتها..
السلام عليكم
lady hla
06-17-2007, 06:55 PM
....... السلام عليكم ........
..... تكرمي ... إن شاء الله ......!.....
سلامي اليك
lady hla
القدس
Saowt
06-18-2007, 05:22 PM
حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله، في الصلاة والصوم والصدقة، فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة..
فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أن لسانه لا ينطق بالشهادة.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه من أحد حيّ؟
قيل: يا رسول الله.. أم كبيرة السن
فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك.
فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه.
فتوكأت، وقامت على عصا، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى.. كيف كان حال ولدك علقمة؟
قالت: يا رسول الله.. كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك؟
قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة..
قال: ولم؟
قالت: يا رسول الله كان يؤثر عليَّ زوجته، ويعصيني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيرا،
قالت: يا رسول الله وما تصنع؟
قال: أحرقه بالنار بين يديك.
قالت: يا رسول الله... ولدي... لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي.
قال: يا أم علقمة، عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه، فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة..
فقالت: يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنطلق يا بلال إليه.. انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياءً مني
فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله. فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمة من يومه، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه، وحضر دفنه. ثم قال على شفير قبره: "يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها. فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها"
Saowt
06-20-2007, 02:03 PM
** قال عمربن الخطاب لأصحابه يوماً: تمنوا..
فقال رجل منهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله عز وجل
فقال: تمنوا،
فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله عز وجل وأتصدق به،
ثم قال: تمنوا،
قالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين.
قال عمر: لكني أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح
** اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضاً
فلم يعجبه ذلك، فذكر له القنع يعني الشبور، فلم يعجبه ذلك، وقال: هو من أمر اليهود،
فذكر له الناقوس فقال: هو من أمر النصارى،
فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأري الأذان في منامه، فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت، فأراني الأذان،
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما منعك أن تخبرني؟
فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت.
Saowt
06-21-2007, 06:46 PM
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:
طاف عمر بن الخطاب ليلة، فاذا بامرأة في جوف بيتها، وحولها صبيان يبكون، وإذا قدر على النار قد ملأتها ماء، فدنا عمر بن الخطاب من الباب، فقال لها: يا أمة الله! أيش بكاء الصبيان؟
فقالت: بكاؤهم من الجوع.
قال: فما هذه القدر التي على النار؟
فقالت: قد جعلت فيها ماء هو ذا أعللهم به حتى يناموا، وأوهمهم أن فيها شيئا
فجلس عمر رضي الله عنه فبكى، ثم جاء الى دار الصدقة، وأخذ غرارة وجعل فيها شيئا من دقيق وسمن وشحم وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة، ثم قال: يا أسلم احمل عليّ.
فقال أسلم: يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك
فقال ابن الخطاب: لا أم لك يا أسلم، بل أنا أحمله لأني أنا المسؤول عنهم في الاخرة.
فحمله على عنقه حتى أتى به منزل المرأة، وأخذ القدر فجعل فيها دقيقا وشيئا من شحم وتمر، وجعل يحركه بيده، وينفخ تحت القدر..
قال أسلم: وكانت لحيته عظيمة، فرأيت الدخان يخرج من خلال لحيته حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا، ثم خرج وربض بحذائهم كأنه سبع، وخفت منه أن أكلمه، فلم يزل كذلك حتى لعب وضحك الصبيان. ثم قام..
فقال: يا أسلم أتدري لم ربضت بحذائهم؟
قلت: لا يا أمير المؤمنين.
قال عمر: رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي
Saowt
06-28-2007, 02:33 PM
مر هذا الرجل الفقير المعدوم وعليه أسمال بالية وثياب رثة، جائع البطن حافي القدمين، مغمور النسب، لا جاه ولا مال ولا عشيرة، ليس له بيت يأوي إليه ولا أثاث ولا متاع.. يشرب من الحياض العامة بكفيه مع الواردين وينام في المسجد.. مخدته ذراعه وفراشه البطحاء لكنه صاحب ذكر لربه وتلاوة لكتاب مولاه لا يغيب عن الصف الأول في الصلاة والقتال
مر ذات يوم برسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه بإسمه وصاح به: "يا جليبيب ألا تتزوج؟"
قال: يا رسول الله ومن يزوجني؟
ثم مر به مرة أخرى فقال له مثل قوله الأول وأجاب بنفس الجواب.. ومر ثالثة فأعاد عليه السؤال وأعاد هو نفس الجواب
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جليبيب إنطلق الى بيت فلان الأنصاري وقل له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويطلب منك أن تزوجني ابنتك
فمضى إليه وقال له الأنصاري:على رسول الله السلام وكيف أزوجك ابنتي ولا مال ولا جاه؟
وتسمع زوجته الخبر فتتعجب وتتساءل: جليبيبhttp://www.alsareha.net/vb/images/smilies/fg67.gif
فتسمع البنت المؤمنة كلام جليبيب ورسالة رسول الله فتقول لأبويها: أتردان طلب رسول الله لا والذي نفسي بيده..
وحصل الزواج المبارك والذرية المباركة والبيت العامر المؤسس على تقوى الله.. وفي يوم من الأيام نادى منادي الجهاد وحضر جليبيب المعركة وقتل بيده سبعة من الكفار ثم قتل في سبيل الله
وتوسد الثرى راضيا عن ربه وعن رسوله وعن مبدئه الذي مات من أجله.. ويتفقد الرسول صلى الله عليه وسلم القتلى فيخبره الناس بأسمائهم وينسون جليبيبا في غمرة الحديث لأنه ليس لامعا ولا مشهورا.. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر جليبيبا ولا ينساه ويقول: لكنني أفتقد جليبيبا
ويجده وقد تدثر بالتراب فينفض التراب عن وجهه ويقول له: قتلت سبعة ثم قتلت؟ أنت مني وأنا منك أنت مني وأنا منك أنت مني وأنا منك
Saowt
06-30-2007, 07:44 PM
دخل الإمام أبو الحسن الحمد بن سنان رضي الله عنه على حاكم المصر أحمد بن طولون ذات يوم وقال له: يا ابن طولون اتقي الله!!
فعجب الجالسون حوله واستشاط ابن طولون غضبا وأمر به إلى السجن وقال لحرسه: جوعوا له أسدا ثلاثة أيام..
جوع الأسد حتى اشتد به الجوع وأدخلوا العالم قبل الأسد في حجرة ثم جاء حارس الأسد بالأسد وأدخله على العالم أبي الحسن وأغلق الباب عليهما ليخلو الأسد بفريسته..
وبعد مضي يوم طلب ابن طولون من الحارس أن يرى ما فعل الأسد بالعالم (ظنا منه أنه سيجد بقايا العالم من دم وعظام) ونزل الحارس إلى السجن ثم جاء لحجرة العالم الرباني الصالح نظر إليه فرأه ساجدا لله تعالى والأسد واقف في حراسته لم يمسه بسوء..
أخبر الحارس الحاكم ابن طولون بما شاهده.. فقال ابن طولون: ائتوني به
فجيء به ودخل عليه مرفوع الرأس عزيزا بالله فقال له: كيف حالك؟
فقال: حالي بخير كما تراني
قال: كيف كان شعورك عندما دخل الأسد عليك؟
فقال له العالم: كنت أقرأ قول الله تعالى "واصبر لحكم ربك فانك بأعييننا"
فقال له: فماذا كنت تخاف والأسد معك؟
فقال له العالم: كنت أخاف أن يمسني الأسد بلعابه فينجس ثوبي فلا أستطيع الصلاة..
Saowt
07-01-2007, 06:59 AM
سعيد بن المسيب علم من أعلام التابعين، وأحد فقهاء المدينة السبعة في زمانه، تميزت حياته بالعلم والورع والزهد والتواضع، ولد سنة خمس عشرة للهجرة بعد تولي عمر بن الخطاب الخلافة بسنتين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشأ فيها، فتلقّى عن الصحابة رواية الأحاديث ومسائل العلم.
وتزوج سعيد بن المسيب بابنة أبي هريرة رضي الله عنه، فكان صهره، وإذا رآه قال: "أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة".
ولذا أكثر من الرواية عنه، ولما نبغ في الحديث والفقه جلس للتدريس فتتلمذ عليه كبار علماء زمانه، ومنهم: سالم بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن شهاب الزهري، وقتادة، وعمرو بن دينار، وكان من بينهم تلميذ يدعى كُثير بن أبي وداعة، ففقده أيامًا ثم جاء... ولندعه يحكي قصته كما جاءت في طبقات ابن سعد، وحلية الأولياء.
قال ابن أبي وداعة: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟
قلت: توفيت أهلي فاشتغلت بها.
فقال سعيد: ألا أخبرتنا فشهدناها،
ثم أردت أن أقوم فقال: هل استحدثت امرأة؟
فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني، وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة؟
فقال سعيد: أنا.
فقلت: أوَ تفعل؟
قال: نعم، ثم حمد الله وصلى على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين.
فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح، فصرت إلى منزلي وجعلت أفكر ممن آخذ وممن أستدين؟ فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي، وكنت صائمًا فقدمت عشائي وكان خبزًا وزيتًا، فإذا بالباب يقرع، فقلت: من هذا؟
فقال: سعيد،
ففكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب، فإنه لم يُرَ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب، فظننت أنه قد بدا له الرجوع عن زواجي، فقلت: يا أبا محمد ألا أرسلت إليّ فآتيك؟
قال: لا، أنت أحق أن تؤتى.. إنك كنت رجلاً عزبًا لا زوج لك، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك،فإذا هي قائمة من خلفه في طوله، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب ثم تقدمت إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكيلا تراها.
ثم صعدتُ إلى السطح فناديت الجيران فجاءوني وقالوا: ما شأنك؟
قلت: ويحكم! زوّجني سعيدُ بن المسيب ابنته اليوم، وقد جاء بها إليّ على غفلة، وها هي في الدار.
فنزلوا إليها في داري، فبلغ أمي الخبر فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام.
قال: فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل النساء وأحفظهن للقرآن، وأعلمهن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعرفهن بحق الزوج، ومكثت شهرًا لا يأتيني سعيد بن المسيب ولا آتيه، فلما أن كان قرب الشهر أتيت سعيد في حلقته، فسلمت عليه فرد عليّ السلام ولم يكلمني حتى تفوّض (تفرق) المجلس، فلم يبق غيري، فقال: ما حال ذلك الإنسان؟
فقلت: خيرًا يا أبا محمد، على ما يحب الصديق ويكره العدو، فانصرفت إلى منزلي فوجه لي بعشرين ألف درهم.
وكانت بنت سعيد بن المسيب قد خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاه العهد، فأبى سعيد أن يزوجها، وزوجها بأحد طلابه.
إن هذه القصة الرائعة من تاريخنا المشرق بالمواقف الصادقة لتدل على حرص سعيد بن المسيب على اختيار الزوج الصالح لابنته، ولو كان فقيرًا فسيغنيه الله من فضله.
وفي هذه القصة عبرة للآباء والأولياء بالبحث عن الرجل الكفء في دينه وخلقه لبناتهن دون النظر للأمور الدنيوية، فما عند الله خير وأبقى، وإن خير الزاد التقوى.
كما في القصة دعوة لعدم المباهاة في حفلات الزواج والاقتصار على وليمة النكاح كل حسب طاقته دون تبذير أو إسراف.
ولا شك أن الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، وإذا جمعت بين الصلاح والعلم فقد جمعت خيرين عظيمين، ولذا روي أن ابن أبي وداعة لما أراد الذهاب لمجلس سعيد بن المسيب بعد زواجه قالت له زوجته بنت سعيد: اجلس أعلمك علمَ سعيد، وهذا يدل على غزارة علمها الذي نهلته من أبيها رحمهم الله جميعًا.
Saowt
07-08-2007, 08:39 PM
يقول: باع أبي بيتا له بعشرين دينارا وجهزني للحج وطلب العلم..
فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وحوله غلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم..
فلما انقضى المجلس قلت له: يا إمام حدثني،
فقال: حصلنا على الصبيان (أي لم يبق إلا الصبيان)! يا غلام احمله..
فحملني كما يحمل الصبي فأخرجني وأنا يومئذ غلام مدرك، ثم إنني كررت عليه وراددته وقلت: يا إمام حدثني.. فلم يجب،
ثم إنني ألححت فقال لأحد غلمانه: يا غلام خذ هذا فاضربه خمسة عشر سوطاً، فضربني بدرة مثل درة المعلمين خمسة عشرة درة
فوقفت على الباب أبكي، فلما خرج ورآني على هذه الحال قال لي: ما يبكيك أو أوجعتك؟
فقلت: إن أبي باع منزله بعشرين ديناراً ووجه بي إليك لأتشرف بك وبالسماع منك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربتني وظلمتني لا لشيء إلا لأني أطلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا جعلتك في حل، لأسائلنك غداً بين يدي الله،
فتأثر الإمام مالك، وعلم أنه طالب علم وجامع سنة بحق، فقال: فما كفارة ذلك؟
فقلت: أن تحدثني بكل سوط ضربتنيه حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فحدثني خمسة عشر حديثا وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني.
فقلت له: يا إمام، زد من الضرب وزد في الحديث
فضحك الإمام مالك وقال: اذهب
-------------------------------------------------------
ويقال أن هذا الفتى كان البخاري رضي الله عنه
Saowt
07-11-2007, 08:32 PM
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوياً من الليل في ليلة ذات ريح شديدة وقر (يعني بردا)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يأتي بخبر القوم ويكون معي يوم القيامة؟
فلم يتقدم أحد من شدة البرد والجوع والخوف.. ثم أعادها النبي صلى الله عليه وسلم ثانية وثالثة ثم قال: يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم.
فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني بأسمي فقال: يا حذيفة إذهب فأتنا بخبر القوم ولا تحدثّن شيئا حتى تأتينا..
قال حذيفة: فمضيت كأنما أمشي في حمام (أي في جو دافئ هادي) لا برد ولا ريح، فدخلت في القوم والريح وجنود الله تعالى تفعل بهم ما تفعل لا تقر بهم قرارا ولا تبقي خيمة ولا نارا فإذا أبو سفيان وكان أبو سفيان يومئذ كافرا فإذا هو يصلي ظهره بالنار فأردت أن أرميه ولو رميته لأصبته فذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تحدثّن شيئا حتى تأتينا"
فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمشي في مثل الحمام يعني في جو دافئ هادي فأخبرته بخبر القوم فلما فرغت أصابي البرد فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كان يصلي فيها فلم أزل نائما حتى أصبحت فلما أصبحت قال النبي صلى الله عليه وسلم "قم يا نومان"
Saowt
07-19-2007, 05:11 PM
يُروى أنه جاء وفد إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو جالس مع نفر من أصحابه وقالوا له: يا محمد من أين جئت بهذا القرآن؟
قال صلي الله عليه وسلم: من عند الله.
قالوا : الم تقل انه انزل بلسان العرب.
قال الرسول : بلى
.
قالوا له: فمن اين جئت بهؤلاء الكلمات الأربع من أين جئت بكلمة قسورة والعرب تقول أسد ولا تقول قسورة ومن أين جئت بكلمة يَسْتَهْزِئُ والعرب تقول يهزأ ومن أين جئت بكلمة عجابا والعرب تقول يعجب وعجيب ومن أين جئت بكلمة كبارا والعرب تقول كبير ؟؟؟؟
فقال لهم رسول الله من تردون حكمة من اكثر رجال العرب بلاغه قائلوا قس بن ساعده وكان ان ذاك من اكثر العرب علما بأمور اللغه وكان طاعن فى السن فلما احضروه قال له محمد اقعد فجلس ثم قال قم فقام ثم قال اقعد فغضب الرجل العجوز وقال له:
"أتستهزئ بي يا ابن قسورة العرب، وأنا شيخٌ كُبّارا، إن هذا لشيءٌ عُجاب".
Saowt
07-19-2007, 05:17 PM
يُروى أنه جاء وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع نفر من أصحابه فقالوا له: يا محمد من أين جئت بهذا القرآن؟
قال صلى الله عليه وسلم: من عند الله.
قالوا: ألم تقل أنه أنزل بلسان العرب؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بلى.
قالوا له: فمن أين جئت بهؤلاء الكلمات الأربع: من أين جئت بكلمة قسورة والعرب تقول أسد ولا تقول قسورة؛ ومن أين جئت بكلمة يَسْتَهْزِئُ والعرب تقول يهزأ؛ ومن أين جئت بكلمة عجاب والعرب تقول يعجب وعجيب؛ ومن أين جئت بكلمة كبارا والعرب تقول كبير؟؟؟؟
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترضون حكمة من أكثر رجال العرب بلاغة؟
قالوا: قس بن ساعدة
وكان ذاك من أكثر العرب علما بأمور اللغة وكان طاعنا في السن، فلما أحضروه قال له محمد صلى الله عليه وسلم: اقعد.. فجلس
ثم قال له: قم.. فقام
ثم قال: اقعد.. فغضب الرجل العجوز وقال له: أتستهزئ بي يا ابن قسورة العرب، وأنا شيخٌ كُبّارا، إن هذا لشيءٌ عُجاب.
Saowt
07-22-2007, 09:54 AM
وقد حصل أن افتقد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافته درعاً أثيرةً عليه فوجدها بيد ذمي يبيعها في الكوفة، فتخاصما إلى القاضي شريح.
فقال علي رضي الله عنه: وجدت درعي هذه مع هذا الرجل، وقد سقطت مني في ليلة كذا في مكان كذا، وهي لم تصل إليه ببيع ولا هبة.
فقال الذمي: بل هي درعي وفي يدي ولا أتهم أمير المؤمنين بالكذب.
فطلب شريح من علي شاهدين على ادعائه، فقال علي: نعم مولاي قنبر وولدي الحسن يشهدان لي. فقال شريح: ولكن شهادة الابن لأبيه لا تجوز يا أمير المؤمنين.
فقال علي رضي الله عنه: سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟ أما سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحسن والحسين سيدا شباب الجنة".
فقال شريح: بلى، غير أني لا أجيز شهادة الولد لوالده.
عند ذلك التفت علي رضي الله عنه إلى الذمي فقال: خذها فليس عندي شاهد غيرهما.
فقال الذمي: ولكني أشهد أن الدرع لك يا أمير المؤمنين، وتابع: يا الله!! أمير المؤمنين يخاصمني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!! أشهد أن الدين الذي يأمر بهذا لحق. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. اعلم أيها القاضي أني اتبعت جيش أمير المؤمنين إلى صفين، فسقطت درعه عن جمله الأورق، فأخذتها.
فقال علي رضي الله عنه: أما وأنك قد أسلمت فإني وهبتها لك، ووهبت لك معها هذه الفرس.
ولم يمض زمن طويل حتى شوهد الرجل يقاتل الخوارج في النهروان تحت راية علي رضي الله عنه ويمعن في القتال حتى استشهد.
السلام عليكم
احب هذا الموضوع كثيرا فبارك الله بكِ اختى الغالية صوت وان شاء الله اقرا ما فاتنى
Saowt
07-23-2007, 09:55 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الله يا منال
أهلا بك في كل وقت وحين
السلام عليكم ورحمةالله
بارك الله بكِ اختى الغالية تقريبا باقى لى صفحة او اثنتين
اعجبنى ذكرك للمصدر كدا بيكون سهل نرجع للكتاب يارب يبارك فيك ويحميك
Saowt
09-04-2007, 06:04 AM
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاة زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية، فخطبها قالت: لست بناكحته.
قال: بلى. فانكحيه
قالت: يا رسول الله أوامر في نفسي.
فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا"... الآية.
قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحا؟
قال: نعم.
قالت: اذن لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه وقالت: أنا خير منه حسبا، وكانت امرأة فيها حدة. فأنزل الله {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة...} (http://javascript<b></b>:openquran(32,36,36)) ".
http://al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=248&CID=416#TOP)قوله تعالى: وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا*ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا*الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا*ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما.
وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والحاكم والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال "جاء زيد بن حارثة رضي الله عنه يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اتق الله وامسك عليك زوجك فنزلت {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} (http://javascript<b></b>:openquran(32,37,37))
قال أنس رضي الله عنه: فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه الآية. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها. فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سموات.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور
بوركتِ اختى الغالية
متابعة معاكِ عشان الموضوع دا عاجبنى
بارك الله فيك على مجهودك الطيب
Saowt
09-07-2007, 10:22 AM
بعد ارتداد الأسود العنسي في اليمن ودعوته أنه نبي، واتباع قومه له وبعد أن ظن أن الأمور قد مالت تجاهه أخذ يعذب معارضيه ممن آتاهم الله إيمانا راسخا بدينهم القويم، ومنهم صاحبنا أبو مسلم الخولاني، فقد كان رجلا صلبا في إيمانه، عنيدا في الجهر بالحق، زاهدا في الدنيا، فأراد الأسود العنسي أن يبطش به ليرتدع أصحابه، فأمر بالحطب بأن يكدس في ساحة من ساحات صنعاء وأن تضرم فيه النار، ودعا الناس ليروا كيف سيشهد فقيه اليمن له بالنبوة، وقد قيده وأتى الأسود العنسي محاطا بحرسه وجلس على كرسي مواجه للنار، فقال له الأسود العنسي: أتشهد أن محمد رسول الله؟
فقال أبو مسلم: نعم أشهد أنه عبد الله ورسوله، وأنه سيد المرسلين، وأنه خاتم النبيين أيضا.
فقطب الأسود العنسي وقال: وتشهد أني رسول الله؟
فقال أبو مسلم: إن في أذني صمما، فلا أسمع ما تقول!
فقال الأسود: إذن ألقيك في النار،
فقال أبو مسلم: إن فعلت اتقيت بهذه النار نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.
فقال الأسود: لن أعجل عليك، وسأتيح لك فرصة أخرى،
فسأله السؤالين نفسهما، فأجابه بما أجاب، وزاده غضبا وهمّ أن يقذفه إلى النار حتى قال له أحد المقربين: إنه رجل طاهر النفس مستجاب الدعوة، وإنك إن ألقيته في النار ونجاه الله منها؛ هدمت كل ما بنيته في لحظة واحدة، وإن أحرقته النار ازداد الناس إعجابا به، ورفعوه إلى مصاف الشهداء، فمُنّ عليه بإطلاق سراحه وانفه من البلاد وأرح منه واسترح. فأخذ الأسود العنسي برأيه.
فتوجه أبو مسلم إلى المدينة وكان يمنّي النفس برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن وصل والرسول صلى الله عليه وسلم قد انتقل للرفيق الأعلى، فحزن عليه، ثم صلى في المسجد النبوي ما شاء حتى أتاه عمر بن الخطاب وحين علم أنه من اليمن، قال له: ما فعل صاحبنا الذي سجر له عدو الله النار، فأنجاه الله منها؟
قال أبو مسلم: هو بخير ونعمة من الله.
قال عمر بن الخطاب: ناشدتك الله.. ألستك هو؟
فقال: بلى.
فقبله عمر بين عينيه وقال: أتدري ما فعل الله بعدو الله وعدوك؟
قال أبو مسلم: لا.. ما الخبر؟؟
قال عمر بن الخطاب: أبشرك.. قتله الله تعالى وطهر البلاد من نجسه،
ففرح أبو مسلم وقال: الحمدلله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أقرّ عيني بمصرعه.
فقال له عمر: وأنا أحمد الله الذي أراني في أمة محمد من فعل به كما فعل بخليل الرحمن أبينا إبراهيم عليه السلام.
* ودخل على معاوية بن سفيان ذات مرة ورأى الناس يعظمونه فقرب منه وجعل يقول: السلام عليك يا أجير المؤمنين.
فقال له الناس من حول معاوية: قل يا أمير المؤمنين.
فلم يأبه بكلمتهم حتى التفت إليهم معاوية وقال: دعوا أبا مسلم، فهو أعلم بما يقول.
ثم قال له أبو مسلم: إنما مثلك بعد أن ولاك الله أمر الناس كمثل من استأجر أجيرا وأوكل إليه أمر غنمه، وجعل له الأجر على أن يحسن رعيها، ويحفظ أبدانها، ويرفر أصوافها وألبانها، فإن هو قام بما عهد إليه حتى تكبر وتمسن العجفاء وتصح السقيمة أعطاه أجره وزاده، وإن هو لم يحسن رعيها وغفل عنها حتى هلكت عجافها، وهزلت سمانها، وضاعت أصوافها وألبانها، منع الأجر عنه، وغضب عليه وعاقبته، فاختر لنفسك ما فيه خيرك وأجرك..
فرفع معاوية رأسه وكان مطرقا إلى الأرض، وقال: جزاك الله عنا وعن الرعية خيرا يا أبا مسلم، فما علمناك إلا ناصحا لله ولرسوله، ولعامة المسلمين.
*وذات مره أعتلى معاوية المنبر وشرع في خطبته وكان قد حبس عن الناس عطاياهم لمدة شهرين، فناداه أبو مسلم وقال: يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك وأمك، فبأي حق تحسبه عن الناس؟!
فغضب معاوية وجعل الناس يترقبون ماذا يفعل، وأمر الناس أن يمكثوا في أماكنهم، ونزل من المنبر وتوضأ، ثم صعد على المنبر وحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن أبا مسلم قد ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا مال أبي وأمي، وقد صدق فيما قال، وإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والماء يطفئ النار؛ فإذا غضب أحدكم فليغتسل) أيها الناس: اغدوا على أعطياتكم على بركة الله عز وجل.
جزى الله أبا مسلم الخولاني خير الجزاء؛ فقد كان مثلا فذا في الصدع بكلمة الحق.
Saowt
09-07-2007, 10:34 AM
مشكورة أختي منال لمتابعتك الموضوع..
وجزاك ربي خيرا مثله..
نسيت أن أخبرك مصدر قصة أبي مسلم الخولاني.. فهي مقتبسة من درس سمعته للدكتور طارق السوديان من سلسة روائع لتابعين
قصة جميلة جدا رغم انى سمعت نصفها الاول بس ما عرفت الثانى
بوركتِ يالغالية وجزاك الله خيرا على مجهودك:)
Saowt
09-13-2007, 07:40 AM
أشكر لك يا منال متابعتك.. أهلا أهلا بك
جاء رسول كسرى إلى المدينة لمقابلة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، فسأل عن قصره المنيف، أو حصنه المنيع، فدلوه على بيته، هو أدنى من بيوت الفقراء، فوجده نائما في ملابسه البسيطة تحت ظل شجرة قريبة، فقال مقولته الشهيرة: “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”.
وراع صاحب كسرى أن رأى "عُمرا" *** بين الرعية عطلا وهو راعيها
وعهده بملوك الفرس أن لها *** سورا من الجند والأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى *** فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الروح مشتملا *** ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينيه ما كان يكبره *** من الأكاسر والدنيا بأيديها
وقال قولة حق أصبحت مثلا *** وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم *** فنمت نوم قرير العين هانيها
Saowt
09-18-2007, 02:30 AM
كان ابن سيرين على قدر من الثراء، وكان له ثلاثون ولدًا، ولكنه امتُحن بفقد المال والولد؛ فقد توفي أبناؤه جميعًا فلم يبق منهم غير عبد الله.
كما فقد أمواله حينما أصيب بخسارة كبيرة في تجارته، وقد تعرض للسجن، فقد حُبس في دين ركبه لغريمٍ له، فقد كان اشترى زيتًا بأربعين ألف درهم، فوجد في زقٍ من هذه الصفقة فأرة، فما كان منه إلا أن صب الزيت كله، ولم يبع شيئًا منه، فقد أبت عليه أمانته وخلقه وورعه أن يطعمه الناس أو يبيعهم إياه؛ حيث ظن أن الفأرة كانت في المعصرة.
وقد ضرب ابن سيرين أروع الأمثلة في الأمانة والصدق وحسن الخلق حتى وهو في سجنه، حيث إنه لمّا حبس في دينه، وهو من هو في زهده وورعه وعلمه، وكانت شهرته قد طبقت الآفاق وعرفه الناس وعلموا فضله ومكانته، فقد تعاطف معه سجانه، وأبت عليه مروءته أن يبات هذا العالم الجليل في جنبات السجن، وأن يقضي ليله خلف القضبان كالمجرمين، فقال له: "إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، وإذا أصبحت فتعال"، فما كان من ذلك العالم القدوة إلا أن أجابه بثقة وإيمان: "لا والله لا أعينك على خيانة السلطان".
وتجلت أمانته وصدقه في موقف آخر تعرض له وهو في سجنه أيضا؛ فحينما حضرت الوفاة أنس بن مالك أوصى أن يغسّله محمد بن سيرين، فلما أتوه في ذلك قال: "أنا محبوس"! قالوا: قد استأذنّا الأمير فأذن لك. فإذا به يجيبهم بتلك الهمة العالية، والوعي الشديد: "إن الأمير لم يحبسني، وإنما حبسني الذي له الحق"، فلما أذن له صاحب الحق خرج فغسّله.
Dr_B2
09-18-2007, 02:51 AM
رائع
أئمة وأعلام في الورع والتقوى وتحري الحق
من هناك
09-18-2007, 04:04 AM
جزاك الله خيراً على هذه العبرة
Saowt
09-18-2007, 12:09 PM
وجزاكم وجزاكم
Saowt
09-21-2007, 03:01 AM
أورد ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي وكان رجلاً قد حبب إليه الجهاد والغزو في سبيل الله...
يقول أبو قدامة: .. خرجت مرة مع أصحاب لي لقتال الصليبيين على بعض الثغور، فمررت في طريقي بمدينة الرقة، واشتريت منها جملاً أحمل عليه سلاحي، ووعظت الناس في مساجدها وحثثتهم على الجهاد والإنفاق في سبيل الله، فلما جن علي الليل اكتريت منزلاً أبيت فيه، فلما ذهب بعض الليل فإذا بالباب يطرق عليّ، فلما فتحت البابفإذا بامرأة متحصنة قد تلفعت بجلبابها فقلت: ما تريدين؟
قالت: أنت أبو قدامة؟
قلت: نعم
قالت: أنت لذي جمعت المال اليوم للثغور؟
قلت: نعم!
فدفعت إليّ رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية، فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها: إنك دعوتنا إلى الجهاد ولا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما فيَّ وهما ضفيرتاي وأنفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي.
قال أبو قدامة: فعجبت والله من حرصها وبذلها، وشدة شوقها إلى المغفرة والجنة. فلما أصبحنا أنا وأصحابي من الرقة، فلما بلغنا حصن مسلمة بن عبد الملك فإذا بفارس يصيح وراءنا وينادي يقول: يا أبا قدامة يا أبا قدامة، قف عليَّ يرحمك الله.
قال أبو قدامة: فقلت لأصحابي: تقدموا عني وأنا أنظر خبر هذا الفارس.
فلما رجعت إليه، بدأني بالكلام وقال: الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً.
فقلت له: ما تريد؟
قال: أريد الخروج معكم للقتال.
فقلت له: أسفر عن وجهك أنظر إليك فإن كنت كبيراً يلزمك القتال قبلتك، وإن كنت صغيراً للجهاد رددتك.
فكشف اللثام عن وجهه فإذا بوجه مثل القمر وإذا هو غلام عمره سبع عشرة سنة.
فقلت له: يا بني! عندك والد؟
قال: أبي قد قتله الصليبيون وأنا خارج أقاتل الذين قتلوا أبي.
قلت: أعندك والدة؟
قال: نعم
قلت: ارجع إلى أمك فأحسن صحبتها فإن الجنة تحت أقدامها
فقال: أما تعرف أمي؟
قلت: لا
قال: أمي هي صاحبة الوديعة
قلت: أي وديعة؟
قال: هي صاحبة الشكال
قلت: أي شكال؟
قال: سبحان الله ما أسرع ما نسيت!! أما تذكر المرأة التي أتتك البارحة وأعطتك الكيس والشكال؟؟
قلت: بلى
قال: هي أمي، أمرتني أن أخرج إلى الجهاد، وأقسمت عليَّ أن لا أرجع وإنها قالت لي: يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر، وهَب نفسك لله واطلب مجاورة الله، ومساكنة أبيك وأخوالك في الجنة، فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيَّ.. ثم ضمتني إلى صدرها، ورفعت بصرها إلى السماء، وقالت: إلهي وسيدي ومولاي، هذا ولدي، وريحانةُ قلبي، وثمرةُ فؤادي، سلمته إليك فقربه من أبيه وأخواله..
ثم قال: سألتك بالله ألا تحرمني الغزو معك في سبيل الله، أنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد، فإني حافظ لكتاب الله، عارف بالفروسية والرمي، فلا تحقرَنِّي لصغر سني..
قال أبو قدامة: فلما سمعت ذلك منه أخذته معنا، فوالله ما رأينا أنشط منه، إن ركبنا فهو أسرعنا، وإن نزلنا فهو أنشطنا، وهو في كل أحواله لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى أبداً.. فنزلنا منزلاً.. وكنا صائمين وأردنا أن نصنع فطورنا.. فأقسم الغلام أأن لا يصنع الفطور إلا هو.. فأبينا وأبى.. فذهب يصنع الفطور.. وأبطأ علينا..
فإذا أحد أصحابي يقول لي: يا أبا قدامة اذهب وانظر ما أمر صاحبك!!
فلما ذهبت فإذا الغلام قد أشعل النار بالحطب ووضع من فوقها القدر.. ثم غلبه التعب والنوم ووضع رأسه على حجر ثم نام..
يتبع
مقاوم
09-21-2007, 03:10 AM
جزاك لله خيرا يا صوت
هذه القصة من أروع القصص وخاتمتها رائعة
ومن لم تبكيه هذه القصة فليراجع قلبه!!
فـاروق
09-21-2007, 10:24 AM
دعنا نجد قلبنا اولا...ثم نراجعه...
مقاوم
09-21-2007, 12:45 PM
دعنا نجد قلبنا اولا...ثم نراجعه...
له له له ..... عجل أخي فاروق
فنحن في رمضان أولا ، شهر جلي القلوب
وثانيا يقول الله عز وجل: "إلا من أتى الله بقلب سليم"
لا بد أن تجده وبسرعة!!
Saowt
09-22-2007, 07:33 AM
فكرهت أن أوقظه من منامه.. وكرهت أن أرجع الى أصحابي خالي اليدين.. فقمت بصنع الفطور بنفسي وكان الغلام على مرأى مني.. فبينما هو نائم لاحظته بدأ يتبسم.. ثم اشتد تبسمه فتعجبت ثم بدأ يضحك ثم اشتد ضحكة ثم استيقظ..
فلما رآني فزع الغلام وقال: يا عمي أبطأت عليكم دعني أصنع الطعام عنك.. أنا خادمكم في الجهاد.
فقلت: لا والله لست بصانع لنا شيء حتى تخبرني ما رأيت في منامك وجعلك تضحك وتتبسم.
فقال: يا عمي هذه رؤيا رأيتها..
فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها.
فقال: دعها.. بيني وبين الله تعالى
فقلت: أقسمت عليك أن تخبرني بها
قال: رأيت يا عمي في منامي أني دخلت إلى الجنة فهي بحسنها وجمالها كما أخبر الله في كتابه.. فبينما أنا أمشي فيها وأنا بعجب شديد من حسنها وجمالها.. إذ رأيت قصراً يتلألأ أنواراً، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وإذا شُرفاته من الدرّ والياقوت والجوهر، وأبوابه من ذهب، وإذا ستور مرخية على شرفاته، وإذا بجواري يرفعن الستور، وجوههن كالأقمار.. فلما رأيت حسنهن أخذت أنظر إليهن وأتعجب من حسنهن فإذا بجارية كأحسن ما أنت رائي من الجواري وإذ بها تشير إلي وتحدث صاحبتها وتقول: هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية..
فقلت لها: أنت المرضية؟؟؟
فقالت: أنا خادمة من خدم المرضية.. تريد المرضية؟؟ ادخل إلى القصر.. تقدم يرحمك الله فإذا في أعلى
القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر، قوائمه من الفضة البيضاء، عليه جارية وجهها كأنه الشمس، لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية..
فلما رأتني الجارية قالت: مرحباً بولي الله وحبيبه.. أنا لك وأنت لي.. فلما سمعت كلامها اقتربت منها وكدت أن أضع يدي عليها فقالت: يا خليلي يا حبيبي أبعد الله عنك الخناء قد بقي لك في الحياة شيء وموعدنا معك غدًا بعد صلاة الظهر.. فتبسمت من ذلك وفرحت منه يا عم.
فقلت له: رأيت خيرًا إن شاء الله.
ثم إننا أكلنا فطورنا ومضينا الى أصحابنا المرابطين في الثغور ثم حضر عدونا.. وصف الجيوش قائدنا..
وبينما أنا أتأمل في الناس.. فإذ كل منهم يجمع حوله أقاربه وإخوانه.. إلا الغلام.. فبحثت عنه ووجدته
في مقدمة الصفوف.. فذهبت إليه وقلت: يا بني هل أنت خبير بأمور الجهاد؟؟
قال: لا يا عم هذه والله أول معركة لي مع الكفار.
فقلت: يا بني إن الأمر خلاف على ما في بالك، إن الأمر قتال ودماء.. فيا بني كن في آخر الجيش فان انتصرنا فأنت معنا من المنتصرين وإن هُزمنا لم تكن أول القتلى..
فقال متعجبا: أنت تقول لي ذلك؟؟
قلت: نعم أنا أقول ذلك.
قال: يا عم أتود أن أكون من أهل النار؟
قلت: أعوذ بالله.. لا والله.. والله ما جئنا إلى الجهاد إلا خوفًا منها..
فقال الغلام: فإن الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ وَمَنْ
يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ) هل تريدني أوليهم الأدبار فأكون من أهل النار؟
فعجبت والله من حرصه وتمسكه بالآيات فقلت له يا بني إن الآية مخرجها على غير كلامك.. فأبى يرجع فأخذت بيده أُرجعه إلى آخر الصفوف وأخذ يسحب يده عني فبدأت الحرب وحالت بيني وبينه.. فجالت الأبطال، ورُميت النبال، وجُرِّدت السيوف، وتكسرت الجماجم، وتطايرت الأيدي والأرجل.. واشتد علينا القتال حتى اشتغل كلٌ بنفسه، وقال كل خليل كنت آمله.. لا ألهينك إني عنك مشغول.. حتى دخل وقت صلاة الظهر فهزم الله جل وعلا الصليبين...
فلما انتصرنا جمعت أصحابي وصلينا الظهر وبعد ذلك ذهب كل منا يبحث عن أهله وأصحابه.. إلا الغلام فليس هنالك من يسأل عنه فذهبت أبحث عنه.. فبينما أنا اتفقده وإذا بصوت يقول: أيها الناس ابعثوا إلي عمي أبا قُدامة ابعثوا إلي عمي أبا قدامة..
فالتفتّ إلى مصدر الصوت فإذا الجسد جسد الغلام.. وإذا الرماح قد تسابقت إليه، والخيلُ قد وطئت عليه
فمزقت اللحمان، وأدمت اللسان وفرقت الأعضاء، وكسرت العظام.. وإذا هو يتيم مُلقى في الصحراء.
فأقبلت إليه، وانطرحت بين يديه، وصرخت: ها أنا أبو قدامة.. ها أنا أبو قدامة..
فقال: الحمدلله الذي أحياني إلى أن أوصي إليك، فاسمع وصيتي.
فبكيت والله على محاسنه وجماله، ورحمةً بأمه التي فجعت عام أول بأبيه وأخواله وتفجع الآن به، أخذت طرف ثوبي أمسح الدم عن وجهه.
فقال: تمسح الدم عن وجهي بثوبك!! بل امسح الدم بثوبي لا بثوبك، فثوبي أحق بالوسخ من ثوبك..
قال أبو قدامة: فبكيت والله ولم أحر جواباً..
فقال: يا عم، أقسمت عليك إذا أنا مت أن ترجع إلى الرقة، ثم تبشر أمي بأن الله قد تقبل هديتها إليه،
وأن ولدها قد قُتل في سبيل الله مقبلاً غير مدبر، وأن الله إن كتبني في الشهداء فإني سأوصل سلامها إلى أبي وأخوالي في الجنة.. يا عم إني أخاف ألا تصدق أمي كلامك فخذ معك بعض ثيابي التي فيها الدم، فإن أمي إذا رأتها صدقت أني مقتول، وقل لها إن الموعد الجنة إن شاء الله..
يا عم إنك إذا أتيت إلى بيتنا ستجد أختاً لي صغيرة عمرها تسع سنوات.. ما دخلتُ المنزل إلا استبشرتْ
وفرحتْ، ولا خرجتُ إلا بكتْ وحزنتْ، وقد فجعت بمقتل أبي عام أول وتفجع بمقتلي اليوم، وإنها قالت لي عندما رأت علي ثياب السفر: يا أخي لا تبطئ علينا وعجل الرجوع إلينا، فإذا رأيتها فطيب صدرها بكلمات.. وقل لها يقول لك أخوكِ الله خليفتي عليكي.. ثم تحامل الغلام على نفسه وقال: يا عمّ صدقت الرؤيا ورب الكعبة، والله إني لأرى المرضية الآن عند رأسي وأشم ريحها.. ثم انتفض وتصبب العرق وشهق شهقات، ثم مات.
قال أبو قدامة: فأخذت بعض ثيابه فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من أن أرجعَ إلى الرقة وأبلغَ
رسالته لأمه..
Saowt
09-22-2007, 07:36 AM
أهلا بكما يا أيها المشرفان..
أخي فاروق... هو موجود موجود لكنه قد يكون بحاجة لإعادة تأهيل وترميم..
شكرا لمروركما الكريم أخواي
Saowt
09-23-2007, 12:51 PM
فرجعت إلى الرقة وأنا لا أدري ما اسم أمه وأين تسكن.. فبينما أنا أمشي وقفت عند منزل تقف على بابه فتاة صغيرة ما يمر أحد من عند بابهم وعليه أثر السفر إلا سألته: يا عمي من أين أتيت؟
فيقول: من الجهاد.
فتقول له: معكم أخي؟
فيقول: ما أدري مَن أخوك..
ويمضي وتكرر ذلك مرارًا مع المارة ويتكرر معها نفس الرد.. فبكت أخيرًا وقالت: ما لي أرى الناس يرجعون وأخي لا يرجع؟؟
فلما رأيت حالها أقبلت عليها.. فرأت علي أثر السفر.. فقالت: يا عم من أين أتيت؟
قلت: من الجهاد.
فقالت: معكم أخي؟
فقلت: أين هي أمك؟؟
قالت: في الداخل.
ودخلت تناديها.. فلما أتت الأم وسمعت صوتي عرفتني وقالت: يا أبا قدامة أقبلت معزيًا أم مبشرًا؟؟
فقلت: كيف أكون معزيًا ومبشرًا؟
فقالت: إن كنت أقبلت تخبرني أن ولدي قُتل في سبيل الله مقبل غير مدبر فأنت تبشرني بأن الله قد قبل هديتي التي أعدتها من سبعة عشر عامًا. وإن كنت قد أقبلت كي تخبرني أن ابني رجع سالمًا معه الغنيمة فإنك تعزيني لأن الله لم يقبل هديتي..
فقلت لها: بل أنا والله مبشر إن ولدك قد قتل مقبل غير مدبر..
فقالت: ما أظنك صادقًا
وهي تنظر إلى الكيس ثم فتحت الكيس وإذ بالدماء تغطي الملابس فقلت لها: أليست هذه ثيابه التي ألبستيه إياها بيدك؟
فقالت: الله أكبر..
وفرحت.. أما الصغيرة شهقت ثم وقعت على الأرض ففزعت أمها ودخلت تحضر لها ماء تسكبها على وجهها.. أما أنا فجلست أقرأ القرآن عند رأسها.. ووالله ما زالت تشهق وتنادي باسم أبيها وأخيها.. وما غادرتها إلا ميتة.. فأخذتها أمها وأدخلتها وأغلقت الباب وسمعتُها تقول: اللهم إني قد قدمت زوجي وإخواني وولدي في سبيلك، اللهم أسألك أن ترضى عني وتجمعني وإياهم في جنتك....
Saowt
09-29-2007, 08:00 PM
لما أجرى عمرو بن العاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000190&spid=239) -وكان والياً على مصر- سباقا للخيل سبق أحد الأقباط ابناً لـعمرو بن العاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000190&spid=239)، فأخذ هذا الابن درة وضرب بها القبطي، وقال: أتسبق ابن الأكرمين؟!
فغضب القبطي وسافر من مصر إلى المدينة ينشد عدالة عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000002&spid=239)، ولما استمع عمر بن الخطاب الى شكوى الرجل القبطي تأثر كثيرا وغضب غضبا شديدا فكتب الى والي مصر عمرو بن العاص رسالة مختصرة يقول فيها: إذا وصلك خطابي هذا فاحضر إليّ وأحضر ابنك معك،
وحضر عمرو بن العاص ومعه ولده امتثالا لأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعقد عمر بن الخطاب محكمة للطرفين تولاها بنفسه، فلما حق له الحق وعرف الواقعة أعطى درته للقبطي، وقال: اضرب بها ابن الأكرمين.
ثم لما ضربه، قال: جل بها على صلعة عمرو بن العاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000190&spid=239)، فوالله! ما ضربك إلا من سلطان أبيه،
فقال القبطي -وقد رأى العدالة-: قد ضربت الذي ضربني يا أمير المؤمنين! وإني مسلم لله رب العالمين، قال: والله! لو ضربته لما منعتك منه.
ثم التفت إلى عمرو بن العاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000190&spid=239) وهو يقول كلمته الأثيرة الشهيرة الذائعة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!