تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [[ .. مرايا .. ]]



الصفحات : 1 [2]

Saowt
03-19-2007, 10:32 AM
إلى كل زوجين حبيبين: أنتما تستحقان حياة كريمة بعيدة عن كل منغص أو مكدّر.. لماذا تكونان نسخة مكررة لما يحدث في البيوت التي تئن من وطأة المشكلات؟ وهل الوصول إلى حياة كريمة وسعادة هانئة عسيرة المنال؟

أيها الزوج: لماذا تعير سمعك لكل فاشل في حياته الزوجية يملي عليك سياسة أنت في غنىً عن مثلها؟

ثم أنت أيتها الزوجة الحبيبة: لماذا تسمعين لكل امرأة فشلت في التعامل مع زوجها كي تملي عليك الخطط التي لا تناسب حياتك مع زوجك وحبيبك؟

أيها الزوجان الحبيبان: تأملا في حياة من يتحدث معكما, فإن كانا سعيدين ناجحين في حياتهما فاستفيدا من خبرتهما, وإن كانا غير ذلك فلستما بحاجة إلى فشل يضاف إليكما ويخيّم على حياتكما, ثم تزداد بعد ذلك مع مرور الزمن تعقيداً وتوتّراً..

أيها الزوجان الحبيبان: لا تناقشا موضوعات جديدةً ما لم تنهيا موضوعات قديمة لم تتفقا على إنهائها بصورة سليمة, لأنكما والحالة هذه, قد لا يصغي أحدكما للآخر.. عالجا المواقف والموضوعات القديمة, واتّفقا على توصيات بشأنها ثم افتحا حواراً في الموضوعات المستجدة, ولذا قد يحار أحدكما في أمر الآخر إذا لمس صدوداً منه أو إعراصاً عنه, والموضوع قد لا يستحق ذلك, فنكتشف أن السبب مردّه إلى تذكّر الماضي المزدحم بمواقفه المبتورة والتي انتهت حواراتها بغضب أحد الطرفين..

أيها الزوجان الحبيبان: وأنتما تفكران بما مرّ, لا تنسيا الأولاد, فهم يقومون برصد كل شيء عن حياتكما, وإن لم يتحدثوا أمامكما, نعم الأولاد يتحدثون ويشعرون ويتألمون ومع ذلك لا يملكون حولاً ولا قوة, وكأنّ لسان حالهم يقول: كفى أيها الوالدان واتقيا الله تعالى فينا! ! لماذا نستقبل حياتنا ومنذ نعومة أظفارنا بالمشكلات والمنغصات؟ أما آن لكما أن تفكرا فينا؟

أيها الزوجان الحبيبان: لو اطّلعتما على ما يدور ويختلج في قلوب أولادكم لسارعتما إلى كل سبب يقرّبكما إلى بعض, وتناسيتما كل ما يعكّر صفو حياتكما..

أعود وأقول: أنتما تستحقان حياة كريمة بعيدة عن كل منغص أو مكدّر, وكذا الأولاد يستحقون أن يعيشوا في كنف أحلى وأسعد زوجين, وليس ذلك بعزيز عليكما متى ما صدقت النوايا وتصافحت القلوب, وثقا ثقة تامّة بأن الأولاد سيحسون بالأمان والطمأنينة والحب, وسينعكس أثر ذلك عليهم وعلى أولادهم من بعدهم بإذن المولى جل جلاله, لا تشعرا الأولاد باليتم, فكم من ولد عاش أشدّ من اليتيم بسبب والديه المفرطين!!! هذا وقت التضحية.

Saowt
03-28-2007, 08:47 PM
أخيتي..
إذا كنت من عشاق الجمال والزينة، من عشاق الرشاقة والحسن، من عشاق الأناقة وحسن المظهر، فأبشري. فإن الله تعالى لم يعطيكِ في الجنة الصحة فحسب، وإنما أعطاكِ أيضاً الرشاقة والحسن والجمال، فستلجِ دار النعيم إن شاء الله، وأنت على صورة أبيك آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة والخلقة، التي خلق الله عليها أبا البشر آدم، فقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقه وأحسن تصويره، طوله في السماء ستون ذراعاً. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن)).
وإذا حباكِ الله تعالى في الجنة بحسن المظهر، وقوة الجسم وجماله، فإن من كرمه سبحانه وحبه لأوليائه أنه لا يدعكِ حتى يضيف إلى ذلك جمال الباطن، وصفاء النفس، وطهارة الروح. عن أبي هريرة رضي الله عنه، في الحديث الذي يصف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم دخول أهل الجنة، ومنهم الزمرة الذين يدخلون الجنة نورهم كالبدر قال: ((أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء)). ولا يزال حسنك في ازدياد فتكوني مكحلة العينين، في عمر القوة والصحة ابنة ثلاث وثلاثين سنة، لا تعديها أبداً. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل أهل الجنة جرداً مرداً، كأنهم مكحلون، أبناء ثلاث وثلاثين)). جرداً مرداً: خاص بالرجال أي بدون لحية أو شارب.
ثم إنك فوق ذلك كله منزه في دار النعيم عن كل قذارات الدنيا وأذاها من بصاق، أو مخاط، أو بول، أو غائط، فإن أهل الجنة كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبصقون، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون)). ولكي يكون نعيمكِ فيها دائماً متصلاً، لا يقطعه قاطع، فقد جعلك الله تعالى تحيا فيها في يقظة دائمة، بلا نوم يقطع عليكِ لذات النعيم. فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة)).

* إلى الخيام والقصور:
أخيتي الحبيبة.. بعد تلك الحفلة الملائكية الباهرة، وذلك الاستقبال الرائع في جنات الخلود، آن الأوان أن تذهبي إلى بيتك في الجنة ولعلكِ تظني الآن أن الملائكة ستقودكِ إلى مسكنك الجديد في دار النعيم وعذراً حبيبتي في الله، فأنتِ مخطئة في هذا الظن، إنكِ ستذهبي إليه من تلقاء نفسكِ، وكأنك ولدت فيه، وترعرت في ربوعه. يقول صلى الله عليه وسلم: ((يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا،حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة، منه بمنزله كان في الدنيا)). لربما انزعجت قليلاً أيتها المؤمنة من كلمة الخيام، فهل صحيح أن في الجنة خيام، نعم والله إنها خيام، ولكن ليست كالخيام، فما في الجنة من الدنيا إلا الأسماء، أما المسميات فلا تمت لما في الدنيا بصلة. واسمعي إلى وصف هذه الخيام من رسول الأنام صلى الله عليه وسلم: ((إن للمؤمن من الجنة لخيمة من لؤلوة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً)).
إنها لؤلؤة واحدة طولها ستون ميلاً وهذه هي الخيمة، فما بالكِ بالقصر، الذي أعده الله لكِ في جنات عدن. قال تعالى يصف لك قصركِ إن كنت من المتقين: ((لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد)). (سورة الزمر: 20).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ((أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفاً في الجنة، وهي القصور الشاهقة ((من فوقها غرف مبنية)) طباق فوق طباق، مبنيات محكمات، من خزفات عاليات)) ويتمم لكِ النبي صلى الله عليه وسلم وصف قصركِ، فيقول: ((إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام)).

* دار النعيم كأنك تريها:
والآن يا ولية الله، هل تحبي أن تنزلي من قصركِ لتأخذي جولة في دار النعيم، اسمحي لي إذاً أن أصحبك في تلك الجولة السريعة، عبر آيات الكتاب، وأحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم.

* بناء الجنة وتربتها:
يا الله، ما هذا البناء، إن أبنية الجنة كلها من ذهب وفضة، فالقصور لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وأما التراب الذي تمشي عليه، فمن الزعفران الطيب الرائحة، وأما الحصى الذي يتخلله، فمن اللؤلؤ والياقوت. هذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لدار النعيم لما اشتاق إليها أصحابه كما تشتاقي إليها أنتِ الآن، فقالوا يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه)).

* أشجار وثمار:
وبينما أنتِ تمرحي في دار الخلود، إذ خلت لبك ما ترى من كثرة الأشجار، ووفرة طيب الثمار، وغرائب الأطيار، فأشجارها لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها، من كثرة أغصانها، وطول عمودها، وانسياب أركانها وأعوادها ولقد أودع الله تعالى فيها من جمال الشكل، وحسن المنظر، وبهاء اللون، ورونق المظهر، وامتداد الظل، وطيب الثمار، ما لا يخطر على بال، ولا رأته عين، ولا سمعته أذن، ويكفي في ذلك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب)).
فتصور نفسك أيها المسافر، وأنت تملك واحدة من تلك الأشجار كيف ستكون تشوقك؟ وكيف سيكون سرورك وفرحتك؟ وكيف هي أشجار كثيرة، عديدة ومتنوعة، من رمان إلى أعناب، إلى ما لا يحصى من أنواع الفواكه التي تشتهيها نفسك، ما يربط بينها وبين ثمار الدنيا إلا أسماء لكنها في الطعم أحلى من العسل، وألين من الزبد، كأمثال القلال في الحجم والضخامة، لا فيها بذور أو قشور تنقص تمام التنعم بها.
((إن للمتقين مفازاً، حدائق وأعناباً)) (النبأ: 31- 32)
((وفاكهة مما يتخيرون)) (الواقعة: 20)
((إن المتقين في ظلال وعيونه، وفواكه مما يشتهون)) (المرسلات 41: 42)
يا طيب هاتيك الثمار وغرسها *** في المسك ذاك التراب للبستان
وكذلك الماء الذي يسقي به *** يا طيب ذاك الورد للظمآن
فأي نعيم بعد هذا النعيم، وأي تجارة رابحة بعد هذه التجارة، وأطرف ما تقع عيناك من أشجار الجنة، شجرة طوبى التي هي مصنع الملابس الجاهزة، المعد لسكان دار النعيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)). فطوبى لمن أحسن غراس هذه الأشجار في الدنيا بذكر الله تعالى، وتهليله، وتسبيحه، وحمده، وتكبيره. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت إبراهيم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم: إن الجنة طيبة ا لتربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وغراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر)). فاغرسي أخيتي بساتين الأشجار بأسهل الأذكار في كلمات خفيفة سهلة، وما أكثر الغافلين عنها، المشتغلين بلغو الكلام، وربما لهذا الحرام، مساكين هؤلاء الغافلون، شغلهم غراس الدنيا، فاشتغلوا به ونسوا حظهم في الأخرة. ترى هل هذا هو كل النعيم الموجود في الجنة؟ هل هناك ألوان أخرى؟

Saowt
03-30-2007, 09:07 PM
* يا من أنعم الله عليها بنعمة الزواج في مجلس به مطلقة أو فتاة أوشكت على العنوسة..
لا تتحدثي عن مغامراتك العاطفية والرومانسية مع زوجك ولكن إذا كان ولا بد فقولي (ولستِ كاذبة في ذلك) الزواج له متاعب ومشاغل قد تعيق المتزوجة من الحرية وطلبات الزوج والأولاد والبيت كثيرة ومنهكة ولا تنتهي أبداً..
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد

* يا من أنعم الله عليه بنعمة الوظيفة في مجلس به عاطل عن العمل أو موظف براتب منخفض
لا تتحدث عن مشاريعك الاستثمارية والعقارية ورحلاتك الصيفية ولكن إذا كان ولابد فقل (ولست كاذباً في ذلك) الأرزاق بيد الله وبركة المال في الكيف لا في الكم.. وكم من صاحب أموال لا يجد السعادة ولا يذوق طعمها
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد

* يا من أنعم الله عليها بنعمة الأمومة في مجلس به امرأة حرمها الله نعمة الحمل والإنجاب
لا تتحدثي عن أطفالك وجمالهم وبراءتهم وسعادتك بتربيتهم ولكن إذا كان ولابد فقولي (ولستِ كاذبة في ذلك) الأطــفــال والأبناء مـسـؤولــيــة كــبــيـرة وخـطـيـرة وبقدومهم قد تـقـل الرومانسية والخصوصية بين الزوجين
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد

* يا من أنعم الله عليه بنعمة الشهادات العلمية في مجلس به شخص لم تسعفه الظروف لمواصلة تعليمه..
لا تتحدث عن مؤهلاتك العلمية وثقافتك الواسعة ودرجاتك العلمية ولكن إذا كان ولابد فقل (ولست كاذباً في ذلك) الـعـلـم لـيـس بـالـشـهـادات والـدرجـات والجامعات وكم من عالم جليل وقدير تفوق وهو لا يقرأ ولا يكتب
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد

* يا من أنعم الله عليهم بنعمة الوالدين في مجلس به أُناس فقدوا أحد والديها أو كليهما..
لا تتحدثوا عن حنان وعطايا وهبات أمهاتكم أو آبآئكم لكم ولكن إذا كان ولابد فقولوا (ولستم كاذبين في ذلك) فقدان الوالدين قد يزيد من سرعة النضج وقوة الشخصية وقد يكسب الشخص خبرات وقدرات عالية في تحمل المسؤوليات والمهام
فالجرح يزيد.. ولا يحتمل المزيد

* يا من انعم الله عليه بالمال..
بالصحة..
بالجمال..
بالحرية..
بالنجاح..
بالسمع.. بالبصر... بالكلام.. باللمس..
بأي نعمة ملموسة أو لا
بأي نعمة يفتقدها غيره
تذكر أن الله هو ولي النعم...

والتضامن مع الناس شيء جميل.. جرح المشاعر بقصد أو بدون قصد شيء مخز ومهين.. لا ترقص فوق جراح الآخرين وتذكر أن حين ترقص فوق جراحهم فإنها تزيد وتزيد ولكنك بجهلك تقتلهم لأن للأسف جراحهم لا تحتمل المزيد

Saowt
04-01-2007, 08:27 PM
لماذا نغضب إذا أنتهكت حرماتنا ولو بكلمة؟؟
ولا نغضب من إنتهاكنا لحرمات الله؟؟

فكر بالأمر
هل ستحاول أن تغيّر حالك؟؟
أم ستكون إمعة وتقف ببغاءً تردد وتتبع غيرك ولا تعرف أن تقود أحداً.. حتى نفسك

ضع شيئاً واحداً في بالك فقط هو أن الله يراقبك
وستموت وحدك.. وسوف تسأل وحدك.. وستبعث وحدك
وستدخل الجنة أو النار وحـــــــــــدك

فمالك ومال للناس ماذا يفعلون
إنج بنفسك
فطالما حرصت فيما فات أن تلبي رغبات نفسك
فمؤكد لو أن نفسك تتحدث لقالت
أرجوك لا تلقيني في النار

Saowt
04-04-2007, 06:32 PM
ومعنى ذلك أن تتعرف على مواهبك التي منحك الله, فتوظفها في بابها, سواء علماً أو عملاً أو مهنة, فإن لكلٍ مذهبا ومشربا صنوان وغير صنوان, وقد علم كل أناس مشربهم, ولكل وجهة هو موليها, والناس أجناس, فحق على العاقل أن يمهر فيما يجيد, وكلٌّ ميسّرٌ لما خُلق له..

ومن يلاحظ حياة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن كلَّ واحد منهم أجاد في بابه, فأبو بكر برز في الخلافة والقيادة مع العدل والزهد والإخلاص والصدق؛ وعمر قوي في ذات الله شديد على أعدائه, عادل في حكمه؛ وعثمان رحيم شفوق ذو تهجد وصدقات وبر وحياء ورقّة؛ وعلي شجاع صارم خطيب نجيب فقيه؛ وأبيٌّ سيد القراء؛ ومعاذ إمام العلماء؛ وخالد رمز الأبطال؛ وابن عباس ترجمان القرآن؛ وحسان مقدم الشعراء؛ وزيد بن ثابت كبير علماء الفرائض؛ وأبو هريرة شيخ الرواة, وهكذا فاكتسب معارفك بنفسك.. بمهارتك وتجاربك ومزاولتك للأعمال ومباشرتك للحياة.



إن الكتب تلقن الحكمة, لكنها لا تخرّج الحكماء, وإن الذين امتازوا في العلوم والفنون لم يتعلموا في المدارس فحسب بل تعلموا في مدرسة الحياة ومصنع التجار.. إن كتابا في السباحة يعطي مفاتيحٌ في هذا الباب لكن لا يمنع الجاهل بالسباحة من الغرق, لكن أفضل طريقة له أن يهبط إلى النهر ليتعلم فيه مباشرة.


ومثله الخطيب البارع فإنه لم يمهر ويتميز لأنه قرأ مجلدات في فن الخطابة, بل لأنه صعد المنابر وأخطأ وأصاب, وفشل ونجح, وجرب وتدرب, حتى بلغ الغاية في هذه الموهبة. فإذا أردت البراعة في أي علم أو عمل أو موهبة فاغمس نفسك فيه وانصهر في معاناته, واحترق بحبه, والشغف به إلى درجة العشق وللناس فيما يعشقون مذاهب.. فلا تظن أن النجاح سوف يقدم لك هبة على طبق من ذهب وإن أقبح نصر هو ما كان عن هبة لكن النجاح الغالي هو ما حصل بجهد وعرق ومشقة ودموع ودماء وسهر وتعب ونصب وتضحية وفداء.


إن الناس لا يرحمون الفاشل, وإن الساقط مغضوب عليه وكما قيل: إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه, لأن الناس لا يحترمون إلا كل ناجح متفوق, فتراهم ينظرون إليه خاشعة أبصارهم, إذا كنت عالما أو غنيا أو مرموقا أو مصلحا, أما البليد الغبي الفاشل الساقط فلا تلمحه العيون, لأنها لا تراه أصلا.
فعليك بطريق التعب والمشقة حتى تصل.. "وجاهدوا في الله حق جهاده".. وإياك ثم إياك والكسل والتواني والتسويف والأماني فإنها رؤوس أموال المفاليس.. "رضوا بأن يكونوا مع الخوالف".. إن الله يحب المجاهدين ويكره العجزة الفاشلين, وإن ألذ خبز هو ما حصل بعد عرق الجبين, وإن أهنأ نوم ما كان بعد تعب, وإن أحسن شبع ما سبقه جوع, وإن الورد لا يفوح حتى يعرق, وإن العود لا يزكو حتى يحترق.


أسألك يا نفسي.. يا من تدري بأسرار زماني.. ماذا فعلت حتى يضيق مكاني؟؟
فقولي لي.. هل من مبرر لحرماني؟؟
أيا نفس أفيقي!؟
إن هناك لحبك مريد.. إنه رب مجيد
انظري كم أعطاك وأنت تنكرين؟؟
وكم دنا منك وأنت تبتعدين؟؟
وكم سأل عنك وأنت في المعاصي تغرقين؟؟

Saowt
04-15-2007, 11:27 AM
أي الأعضاء أنت؟؟
نعم أنت أنت لا غيرك.. أين كان موقعك وأين كانت شخصيتك؟
ما تأثيرك في نفسك ومَن حولك؟
ما تأثيرك في مجتمعك؟
ما تأثيرك في أسرتك؟
هل أنت عضو فعّال فيهم أم قمة أم هامشي لا تأثير لك ؟
ماذا يستشعر من حولك بذكرك أو رؤيتك؟

من الناس موتى.. تحيا القلوب بذكرهم؛ ومنهم أحياء تموت القلوب برؤيتهم؛ نعم تحيا القلوب بذكرهم لأنهم مصابيح الدجى وأئمة الهدى، والناس شهداء الله في الأرض فلنظرتهم لشخصيتك إن كانوا هم على الخير قدرها الذي لا يهمل...

ماذا فعلت في الرسالة التي معك؟ والأمانة التي حملتها؟ هل أنت في أدائها فعال أم قمة أم هامشي لا تأثير لك؟.
الكل يتمنى الحصاد لكن قليل من يزرع... الكل يتمنى الفوز لكن قليل من يجتهد... الكل يتمنى النجاح لكن قليل من يذاكر... الكل يتمنى الاستحواذ لكن قليل من يدفع... الكل يتمنى الخير لكن قليل من يطبق...

إن الأماني بحر لا ساحل له؛ فإلى متى نتمنى؟؟
إلى متى نريد الوصول دون بذل الجهد والتفكير في الأسباب والأهداف؟؟
إلى متى ننظر إلى النتيجة دون الاجتهاد؟؟
إلى متى نريد الثمرة ولا نتكلف عنت الزرع؟؟
إلى متى نعيش في التيه دون حث النفس مشقة التكليف؟؟
إلى متى ننتظر النصر دون تحقيق أسبابه؟؟
إلى متى التسويف في الطاعة والمبادرة بالمعصية؟؟
إلى متى نؤمل ونتمنى ونحلم بتغيير واقع لا اجتهاد لنا فيه؟؟ إلى متى؟؟

يا مسلمون.. نحن في دار عمل وكل منا مسؤول عن حركاته وسكناته ومؤاخذ بألفاظه هل حفظها أم ضيعها؟ لو كان ينفع البكاء لبكينا بدل الدموع دما! ولو كان ينفع التأوه لصرخنا! ولو كان ينفع العويل لما سكتن !

إن المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى.. والإحساس بالتقصير لا يكفي؛ لا بد أن يكون معه بذل وعطاء وتقويم لما قصرنا فيه والختام يكون بمدى موقعك من الحدث وعضويتك وكيانك في حياتك الدنيا ليرتفع بذلك قدرك ومنزلتك في الآخرة.

يا إخوتاه هذه نصيحة لي ولكم..
العمل العمل.. والبدار البدار.. والتفاعل التفاعل.. حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم

نسأل الله الصدق في القول والإخلاص في العمل

Saowt
04-17-2007, 06:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الكون أختاه يشعر بطاعتك، وهو في الوقت ذاته يشعر بمعصيتك، وذلك لأن الكون كله قد انقاد وأسلم، بل واستسلم للحي الذي لا يموت. فقد قال الله تعالى للسماوات والأرض: "ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين"

وقال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*" (18) سورة الحـج

ولذلك فأنت حين تتوبين إلى الله فالكون كله يفرح بتوبتك تبعا لطاعة الله (وقد يتحرك الكون).. فالملائكة تدعو لك بالمغفرة والثبات.. والشياطين تحزن لتوبتك والكواكب والنجوم والبحار والأشجار تتمايل طرباً برحمة الله ومغفرته لك.

ولا عجب في ذلك فقد كانت الجبال والطيور تردد التسبيح مع نبي الله داود عليه السلام.. "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ" (79) سورة الأنبياء

بل لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل من الأمم السابقة تحركت الأرض بكل ما عليها من أشجار وأنهار وجبال من أجل توبته لله جل وعلا.. فعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه، فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة فقال: لا.
فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا
فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله.. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له.. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة"

وفى رواية "فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى إلى هذه أن تباعدي. وقال قيسوا ما بينهما فوجده إلى هذه أقرب بشبر فغفر له"

فسبحان الله.. سخّر اللـه عز وجل الأرض كلها بجبالها وأنهارها وكل ما عليها لك تتحرك من أجل تائب واحد.. فكيف لو تاب المسلمون جميعاً؟!! فسارعي أختاه من الآن وليكن شعارك: "وعجلت إليك ربي لترضى"..

Saowt
04-20-2007, 05:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أحسست يوما بأنك مرهق من ركض السنين.. وأن ابتسامتك تختفي خلف تجاعيد الأيام وأن الحياة أصبحت لا تطاق..

إن شعرت أن الدنيا أصبحت سجنا لأنفاسك وأن الساعات لا تعني إلا مزيدا من ألم وأن كل شيء أصبح موجعا ارسم على وجهك ابتسامة من قهر واسكب من عينك دمـعـة مـن فرح..
إن طعنك صديق أو احتلك الضيق..

إن فقدت كل شيئ جــمــيل وتحطم طموحك على كف المستحيل افتح عينك للهواء والنور..

لا تهرب في الظلام.. عد إلى النور واحضن عروقك المفتوحة وجراحك التي أصبحت تحتاج لك أكثر.. أشعرها بوجودك.. واشعر أنت بوجودها..

تعلم فن التسامح وعش بمنطق الهدوء.. لا تجعل قلبك مستودعا للكره والحقد والحسد والظلام..

لا تـنظر إلى من حولك بأكثر من ابتسامة تجتاز المسافات وتخترق حواجــــز الصراع.. ابتسم لهم رغم كل ما فيك من أوجاع.. فأنت هكذا تعيش أقوى من ألمك ومن شيــطان نفسك ومن حب ذاتك..

احمل في قلبك ريشة ترسم بها لوحة يتذكرك بها الآخرون ولا تجعله يحمل رصاصة تغتال بها كل الجمال حولك..

مسكين جدا أنت حين تظن أن الكره يجعلك أقوى وأن الحقد يجعلك أذكى وأن القسوة والجفاف هي ما تجعلك إنسانا محترما..
تعلم أن تضحك مـــع من معك وأن تشاركه ألمه ومعاناته.. عـــش مـعـه وتـعايــش به.. عش كبيرا.. وتعلم أن تحتوي كل من يمر بك.. لا تصرخ عندمـــا يتأخر صديقك ولا تجزع حين تفقد شيئا يخصك..

تذكر أن كل شيء قد كان في لوحة القـدر قبل أن تكون شخصا من بين ملايين البشر
إن غضب صديقك اذهب وصافحه واحتضنه..
وإن غضبت من صديقك افتح له يديك وقلبك..
وإن خسرت شيئا.. فتذكر أنك قد كسبت أشياءً وإن فاتك موعد فتذكر أنك قد تلحق موعــدا ً..
مهما كان الألم مريرا ومهما كان القادم مجهولا افتح عينك للأحلام والطموح فغــدا يوم جديـــد.. وغدا أنت شخــــص جديد..

لا تحاول أن تجلس وأن تضحك الآخرين بسخرية من هذا الشخص أو ذاك فقد تحفر في قلبه جرحا لن تشعر به ولكنه سيعيش به حتى آخر يوم من عمره فهل على الدنيا أقبح من أن تنام وأن يناموا وصديقك يئن من جرحك؟!! ويتوجع من كلماتك؟!

كن قلبا وروحا تمرّ بسلام على الدنيا حتى يأتي يوم رحيلك إلى الآخرة فتجد من يبكي عليك من الأعماق لا من يبكي عليك بحكم العادات والتقاليد..

ولا تدري متى يكون الرحيل!! ربما يكون أقرب من شربة الماء أو أقرب من أنفاس الهواء.. صدقني.. ساعتها سترى أن الحياة يمكن أن تكون جميلة حتى في عز الألم وفي وسط المعاناة ستجد أن ابتسامة ما تخرج من أعماقك تخرج من زحمة اليأس والمرارة تخرج من صميم الذات [عندها ستتذكر كم أنت إنسان]

Saowt
04-22-2007, 07:40 PM
إلى حفيدات أسماء في العفة والطهر والنقاء.. إلى السائرات على درب عائشة وحفصة وسمية.. إلى الطاهرات النقيات التقيات العفيفات..
إلى المغرورات بزخارف الغرب والشرق الزائفة.. إلى المبهورات بحضارة المتخلفين.. إلى كل من عصت ربها وشقَّت ستور خدرها فخرجت من بيتها كاسية عارية مائلة مميلة فاتنة مفتونة أُطلِق صيحة التحذير وصرخة النذير..

الهمسة الأولى: أيتها الأخت المؤمنة.. يا من أنعم الله عليكِ بصحة البدن.. يا من أكرمكِ الله بنعمة الإسلام.. احمدي الله سبحانه واشكريه.. وتقرَّبي إليه وأطيعيه.. فإن طاعته فيها سعادة الدنيا والآخرة.. والقرب منه منوطٌ بعزَّ الآخرة والأولى.. قال تعالى: "ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً".

الهمسة الثانية: حافظي على حجابكِ وعفافِك.. فالحجاب طهارةٌ وعفٌة ونقاء.. قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن".. نعم.. إنه زينة وعلامة للمرأة الطاهرة الشريفة.. كيف لا؟ وهو دليل حيائها.. وعلامة نقائها.. وهو صيانةٌ لها من شياطين الإنس والجن.. فاحرصي على حجابكِ رحِمكِ الله فإنه سرُّ سعادتكِ.

الهمسة الثالثة: احذري دعاة التبرج والسفور.. فإنهم يريدون الشرَّ لك.. وكوني سداً متيناً أمام أفكارهم.. وحصناً منيعاً أمام شهواتهم.. نعم يا أختاه.. لقد أرَّقهم وأقضَّ مضاجعهم حياؤكِ وعفَّتُكِ.. فأرادوا أن يُلحِقونكِ بركب الفاجرات الغربيات.. من أجل قضاء شهواتهم.. وتحقيق رغباتهم.. فاحذريهم.. إني لكِ من الناصحين..

الهمسة الرابعة: صوني لسانَكِ عن الغيبة والنميمة.. فإنهما يمحقان الحسنات.. ويأكلان أجور الطاعات.. قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه". ثم اجتنبي تلك المجالس التي يحصل فيها مثل هذه المعاصي والآثام.. وأكثري من ذكر الله وقراءة القرآن.. فإنهما من أسباب النجاة من هذه الأمور..

الهمسة الخامسة: احرصي -رعاكِ الله- على التفقُّه في أحكام دينِك.. وأمورِ عقيدتِك.. وأوصيك بقراءة الكتب النافعة.. والوصايا الجامعة.. من كتب علمائنا ودعاتنا.. كما لا تنسَيْ حضور مجالس الذكر والعلم.. فإنها من أسباب تحصيل ذلك.. وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة".

الهمسة السادسة: أيتها المؤمنة.. لا زال التاريخ يذكر لنا سِيَر العظماء من النساء.. اللائي ضحّين بجهدهنَّ ووقتهنَّ.. فربّين العظماء والأبطال.. وساهمن في إعداد نماذج مشرقة.. تحدَّث عنها العالَم.. وصَفَّق لها التاريخ.. وقديماً قالوا: وراء كلَّ تربية عظيمة امرأة عظيمة.. فهل ستكونين ممن نقشت اسمها في جدار الزمن.. ورسمت فعلها في لوحة التاريخ.. وذلك بإنتاج جيلٍ متميِّزٍ فريد.. تغرسين فيه حبَّ دينه وأمته.. وتزرعين فيه روح الفداء.. فيُثمرُ عقيدة التضحية.. فهيا يا أختاه.. فإن الجهد لن يضيع.. والعمل لن يبور.. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

الهمسة السابعة: أيتها الكريمة.. احرصي على كثرة النوافل.. وداومي على البذل والإنفاق.. وكوني من السبَّاقات.. إلى جنةٍ عرضها الأرض والسماوات.. قال تعالى: "وسابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم".. وقال: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".. فهيا يا أختاه.. فالميدان فسيح.. والطريق طويل.. فتزودي بزاد الإيمان.. وتسلحي بسلاح الطاعة.. والموعد الجنة..

الهمسة الثامنة: أيتها الفاضلة.. هل سمعتِ بقصة أم صالح؟
إنها امرأةٌ عجوز.. سمعت عن فضل الدعوة إلى الله تعالى وعظيم ثوابها.. فخرجت مع أولادها إلى قرية من القرى.. لتعليم النساء ونصحهنَّ وتوجيههنَّ.. فلله درُّها.. وأين اللواتي يقتدين بفعلها؟

قال تعالى: "ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".. فهل ستخضعين لهذا النداء الرباني العظيم.. وهل هل ستنقادين لهذا التوجيه الإلهي الجليل؟ أرجو ذلك..

الهمسة التاسعة: أيتها المؤمنة.. لا زال الكثير من النساء يتشوقن إلى من يشاطرهنَّ همومهنَّ.. ويناصفهنَّ أحزانهنَّ وآلامهنَّ.. فهم بحاجةٍ إلى الصالحات أمثالِك.. فبادري رعاكِ الله بالقرب من أخواتك.. وكوني عوناً لهم على الطاعة..

بل كوني مرشدة لهم إلى الخير والفلاح.. فأنتِ أهلٌ لذلك -إن شاء الله- وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النعم".

الهمسة العاشرة: أوصيكِ بالقراءة في سِيَر من سلف من النساء الصالحات.. اللاتي ضربن نموذجاً رائعاً في القدوة الحسنة.. والمثال النادر.. والنوع الفريد.. حقاً إن في سيَر تلك النساء عبراً ودروس.. ودرراً وجواهر..

ولولا ضيق المكان.. لذكرتُ لكِ نماذج مضيئة.. وصوراً مشرقة.. من أخبارهم وآثارهم.. ولعلي أن أفرد ذلك في موضوع لاحق -بإذن الله-.. ولكني أحيلكِ إلى كتب السِّيَر.. ففيها الشيء الكثير.. والله يتولاكِ.. ويُسعدكِ ويرعاكِ

Saowt
04-24-2007, 03:23 PM
ما هذه الدور؟ ولماذا تبنى؟ وهل وصل بنا الحال إلى هذه القسوة على الآباء؟ أين بر الوالدين؟ أين رد الجميل؟ أين تنفيذ الأمر الإلهي بالإحسان إلى الوالدين؟ أين... وأين؟

كلها أسئلة تدور في أذهاننا حينما نمر على تلك الدور التي بنيت في بعض البلدان الإسلامية كمصر، والتي أرى أنها تعبر عن وضع سيء نعيشه ونحياه فنحن من البداية خالفنا عهدنا مع ربنا وتركنا العمل بكتابه وسنة نبيه فلا غرابة بعد ذلك أن نفرط ونترك الإحسان إلى الوالدين ولا غرابة أن نجد تلك الدور في بلادنا ولا غرابة أن نجد هذه القسوة والغلظة في نفوس الأبناء تجاه آبائهم ولا غرابة أن نجد الرجل يحب زوجته ويقدمها على حب أمه أو أن يجفو أباه ويبر صديقه..

وهنا أسأل الأبناء: ألم تقرأوا في القرآن ما ورد في حق الوالدين أو تقرأوا ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولكنها الدنيا التي تعمي القلوب وتنسي ذوي الإحسان من الآباء والأمهات فلنرجع إخوتي ونعيد النظر في برنا للوالدين وكذلك النظر في تلك الدور وهل نحن نحتاجها فعلا أم أنها مجرد وسيلة لتحسين الصورة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

Saowt
05-13-2007, 08:17 PM
هل تتوقعون أن تكون هناك علاقة ما بين الشجر والإنسان؟؟

كلما نظرت إلى شجرة النخيل الشامخة المغروسة في فناء بيتنا... أحسست بحب عميق نحوها يتجدد مع الأيام.. إذا شعرت بالفرح أحسست بفرحها بي، وإذا شعرت بالأسى وجدتني أهرع إليها أحدثها عما بي!

أشعر أحياناً نحوها بالغيرة!! فهي تجمع ما بين الشموخ.. وأصالة المنبت.. وبركة العطاء.. والنظافة.. وعلو المكانة عند البشر ونبي الرحمة.. فقد مدحها الرسول عليه الصلاة والسلام.. وبكت على النبى عندما ترك الوقوف على جذعها في المسجد.. فقد كانت تحبه وتحب حديثه!

كلما نظرت إليها تمنيت أن أكون عالية المقام مثلها.. حلوة المذاق كثمرها.. نافعة كسعفها.. طيبة الرائحة كماؤها.. أحبها.. وأغار منها... وأعود وأحبها أكثر وأكثر.. كلما رأيت منها تحملها للعطش..فهي صبورة لا تطلب الكثير..

فقط هي تطلب الرعاية والحنو.. وتطلب من يحرص على غرسها مستقيمة، في أرض خصبة، منذ أن تكون فسيلة صغيرة، ويحميها من الريح حتى لا يثنى جذعها الغض، فيسندها حتى تقوى وتتطاول في السماء ويقوى جذعها، وحين ذاك تستعصي على أي ريح قوية أن تثنيها..

تحتاج إلى من يشذبها.. كلما كثر منها السعف الجاف!.. فتعود إلى جمالها ويعود لها سعف جديد أخضر يعطيها غذاءها من الشمس؛ وبين الحين والآخر.. يغذيها بالسماد المغـذي.. بكل الحب... ويرويها بالماء، ولا يبخل عليها حين حملها بالثمار، حتى تكون حلوة المذاق..

فكلما ارتوت من الماء عند الحمل.. كلما زادت حلاوة الثمرة التي تحملها في عثوقها.. وعند حلول موسم جني الثمار... ستأتي أكلها بكل الطيب من الخير..

بيني وبينها علاقة لا أستطيع تفسيرها.. كلما نظرت إليها أكاد أسمع حديثها.. لا أدري إن كانت تسمع هي الأخرى حديثي لها.. ولكني موقنة أن كل شيء يسبح بحمد الله ولكنكم لا تفقهون تسبيحه..

هل أدركتم الآن سبب غيرتي.. وفي ذات الوقت مدى حبي للنخلة؟؟...
النخلة هي المرأة.. والمرأة هي النخلة.
* كلما اعتنيت بها، أعطتك؛ وإذا أهملتها، لم تجد منها عطاءً.
* إذا أخطأت، قومتها؛ وإن تركتها، نشزت ومالت عن الإستقامة.
* كلما رويتها من الحنان والحب، كلما كانت ثمرتها لك أحلى وأطيب مذاقاً.
لا تكلفك شيئاً.. غير إختيار الفسيلة الطيبة المنبت! ووفر أنت لها الأرض الطيبة الخصبة.
فانظر أمرك عند شراء فسيلة النخل... وعند اختيار الزوجة.

روى البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت إمرأة من الأنصار -أو رجل-: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرا؟ قال: {إن شئتم}. فجعلوا له منبرا. فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تـئن أنين الصبي الذي يسكن، قال:
{كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها} رواه البخاري

كان رسول الله، إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع المنبر واستوى عليه، اضطربت تلك السارية كحنين الناقة، حتى سمعها أهل المسجد، حتى نزل إليها رسول الله، فاعتنقها فسكتت. حديث صحيح (النسائي- 1323).

وفي رواية أخرى عن جابر -رضي الله عنه-: كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُـنع له المنبر فكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار، حتى جاء النبي فوضع يده عليها، فسكنت. (العشار: هي الناقة ذات الحمل.)

عن ابن عباس، وعن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر، ذهب إلى المنبر. فحن الجذع، فأتاه فاحتضنه، فسكن. فقال: {ولو لم أحتضنه.. لحنّ إلى يوم القيامة}. حديث صحيح (إبن ماجه 1162).

كان الحسن البصري رحمه الله تعالى إذا حدّث بحديث حنين الجذع يقول: يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه). من فتح الباري 6/697)

وبعد.. هل أدركتم بعد هذا الدليل، أن النخلة كانت تعرفني، وتنتظرني لكي تتحدث إليّ، وتشاركني لحظات أنسي وهمي..؟

فإن كانت لديك نخلة (زوجة).. غرستها بيدك في صحن بيتك.. فثق بأنها تعرفك، وتحبك، وتثق بك، وتصغي لحديثك معها، وتأنس بك وبوجودك معها. فلا تنساها وتغـفل عن رعايتها، حتى لا ُتـحرم نفعها.

وتذكر أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هي من كنوز الجنة... جعلني الله وإياك من أهلها!!!

Saowt
05-14-2007, 12:13 PM
أمر غريب يحصل لي..
لماذا لا أرى فمي على انعكاس صورتي في المرآة؟!
أمسح المرآة بقطعه قماش لعل غبشا ركبها أو وسخا أتلفها، فلا أرى سوى انعكاس الضوء عليها من شدة لمعانها..
تزداد دقات قلبي سرعة حتى تكاد تخرج من صدري من قوتها، أغَضِب الله عليّ فمسخني أم أنني لم أقدر نعمة فمي ولم أحسن شكرها فسلبها مني؟؟ لا.. لا.. الله أكرم وأرحم من أن يصنع بعبده هذا، إذا ما المشكل وما الخلل؟!

نظرت للمرآة مرة أخرى فإذا بفمي موجود دون ملامح عليه كأنه قطعه ورق بيضاء لم تمسّها يد رسام، أضع يدي على فمي لعلي أحس بأسناني أعض أصابعي فأصرخ من الألم، ما الخطب وما الخبر؟؟

أسناني موجودة لكنها ليست على المرآة، يضيق صدري كأن جبلا وضع عليه يزداد خوفي من أن يكون في أمر نفسي أو أن عيناي بهما أمر، أحاول الخروج من الغرفة بحثا عن مرآة أخرى فيتكرر المشهد أرجع فأعض أصابعي وأصرخ من الألم ولا تزال صورة وجهي تعكسها كل المرايا التي في بيتي دون ملامح على الفم، أستسلم وأحاول الفرار من واقعي المرعب، وبينما أنا أشيح بوجهي عن المرآة إذا بي ألحظ صورة فم دون رأس أو وجه بجانب انعكاس وجهي، ازداد خوفي وهممتُ بالهروب أين أعيش أنا؟؟ أهذه مرآة أم شاشه لعرض أفلام الرعب؟!

أهمّ بالخروج فإذا بالفم تتحرك شفتاه ويناديني: قف مكانك لم العجلة؟!.
يعتريني إحساس بأن قلبي سيخرج من صدري من شده الخفقان، أتذكر قصه الصحابي سلمة بن الأكوع مع الذئب الذي أخبره بخبر النبي وكان سببا في إسلامه وشاهدي من القصة هنا قوله للذئب: "أذئب يتكلم؟!"، وأنا قلت للفم: "أفمٌ يتكلم"، تبسم ابتسامة أرعبتني وقال: وهل غيره يتكلم؟!

قلت: هات ما عندك قبل أن يتوقف قلبي، (وأنا ما أريد إلا التخلص منه والهروب مما أشاهده)، قهقه بسخرية وابتسم (ويا لها من ابتسامة قبيحة تشمئز منها العيون) وأكمل قائلا: هل تعلم من أنا؟!

فأجبته: أنت فمي عكسته صورة المرآة بالخطأ بجانبي!
قال: لا لم تعكسني المرآة.. بل أنا من تخلي عنك لأنك لا تستخدمني إلا بما لا ينفعك ويغضبني!

حرك شفتيه وقال: أتعلم لم هربت أنا منك؟؟ لأنك لم تكن تعرف قيمتي، جعلت البسمة تهجرني والنظرة الحسنة تفارقني، لم أنت مقطب الحاجبين دائما لدرجة أنهما يُنزلان الشفتين غصبا نحو العبوس والحزن، كنت دائما ما تجعلني أهرب منك بإغلاق شفتاي على أسنانك لكي أبدو طبيعيا لا متجهماً، فكرت سنوات طوال ماذا ينقصك وأنت صاحب قلب كبير ونفس طموحة وعقل يسابق أقرانه نحو الرقي في سلم الحياة، لم لا تحاول الوصول للمثالية في حياتك وإن كنت لن تصل إليها ولكن الدرجة العالية في المثالية والرقي خيرا من الدرجات السفلى؟

التبسم والابتسامة تضفي الرضا بالأساس على نفس صاحبها وتضفي التفاؤل بين جوانحه وجوانب قلبه، فكم من بسمه أسرت قلبا وكم من ابتسامة امتصت غضب الآخرين وسخطهم، هل جربت أن تغضب وأنت مبتسم؟!

بادرته بالسؤال: أأغضب وأنا مبتسم كيف؟؟ نقيضان لا يمكنهما أن يكونا في شعور واحد، المشاعر والأحاسيس مركبةٌ فينا تركيبا فكيف تريدني أن أتمرد على الطبيعة ونواميس الكون؟؟

قال: لم التسرع في الأحكام والهجوم دون استيعاب للموضوع؟؟ انتظر لتسمع وتفهم وربما تقتنع، يقول الشيخ عبد الحميد البلالي في كتيبه ابتسم: ((كلا فلا بد أن تكون لنا إرادة قوية تتعالى على الهم والمصيبة، ولنتذكر أننا لن نغير شيئاً مما قدره الله تعالى علينا بغضبنا وهمنا وعبوسنا، وأننا سنخسر الكثير من صحتنا عندما نغضب ونخسر الآخرين عندما نعبس وقد نخسر الدين عندما يتجاوز الهم والغضب إلى الاحتجاج على قدر الله تعالى.. ولنستيقن دائماً بالقاعدة التي أخبرنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم" فإذا لم تكن البشاشة من طبعنا فلنتعلم كيف نبتسم ولنحاول أن يكون ذلك من طبيعتنا بعد أن نتذكر ثمار الابتسام والضحك))

طبيعة الإنسان هي التي تسيطر عليه في غالب الأحيان فإن كان عصبيا غضوبا ضيق النفس والبال والخاطر، هاج وماج وانفعل وثار على أبسط الأسباب، فلذلك التعود أساس العادة والنفس كالطفل متى ما فطمتها من أمر لم تعد عليه بل ستعتاد عليه. هل سمعت ابن القيم يقول في التبسم والابتسام: ((إن الناس ينفرون من الكثيف ولو بلغ في الدين ما بلغ، والله ما يجلب اللطف والظرف من القلوب فليس الثقلاء بخواص الأولياء، وما ثقل أحد على قلوب الصادقين المخلصين إلا من آفة هناك، وإلا فهذه الطريق تكسو العبد حلاوة ولطافت وظرفا، فترى الصادق فيها من أحب الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقاله النفس وكدورة الطبع))

جرب الابتسام في حياتك، ستجد فيها لذة لا تعدلها لذة.. أما جربت أنت ذاتك في أحد الأيام بعدما غضبت غضبا شديدا من أمر حَزَبَك يتطاير الشرر من عينيك وجلست مغضبا، فخطرت في بالك قصة الفيلسوف الألماني كانت الذي آذاه ديكُ جاره فكلما هم بالتفكير أو الكتابة، اقتحم صوت الديك غرفة خلوته وبدأ يقفز فوق حبل أفكاره حتى يسقط تلك الأفكار عن هذا الحبل من شده الإزعاج، ولو أن كانت كان مسلما لعرف أن الديك يصيح إن شاهد الملائكة فيذكر الله ويدعوه بأن يفتح عليه فتوح العارفين ولكنه كان محروما من ذلك، أعود لقصة الفيلسوف كانت ضاق ذرعا بالديك فأرسل خادمه وقال له بنبرةٍ غاضبة تذهب إلى صاحب الديك فتشتري منه مصدر إزعاجي ولو بأعلى الأثمان وتذبحه ثم تطبخه لغدائي، خرج الخادم مسرعا مخافة أن يُغضب سيده وأحضر الديك بعد قطع أحبال صوته ونتف ريشه وتحمير جلده ووضعه على مائدة سيده الذي كان بضيافته أحد أصدقائه، جلس كانت على المائدة جلوس المنتصر الذي ظفر بعوده وغرس أصابعه في جسد الديك المزعج وتلذذ بطعمه ولعل الرقبة التي كانت تحمل الأحبال الصوتية كانت بداية وجبة الفيلسوف، وبدأ يتحدث بنشوة المنتصر مع صديقه ويحكي له ما كان بينه وبين الديك وكيف أنه تغلب عليه وهنا خاطب الخادم سيده على استحياء فقال ((يا سيدي خرجت لأشتري الديك فلم أجد صاحبه فاشتريت ديكا من السوق وهاهو بين يديك))، فأنصت كانت فإذا بالديك الذي يقفز كل يوم على حبل أفكاره يصيح بأعلى صوته.

هل عرفت أن الأمور كلها في يدك أنت لا في يد الظروف التي حولك؟؟ أسقط سلبياتك على نفسك ولا تعلقها على غيرك، حاول وبعد المحاولة قيم الوضع، الاستسلام المبكر طريق سريع للفشل والهمة والعزم سبيل للنجاح والنهوض بعد السقوط دعامة للإنسان وتثبيت.

سأعود إلى مكاني الآن وأنا على ثقةٍ بأنك لن تخذلني مجددا لأنك تمتمت مع غيري وكنت صاحب عقل نير وقلب متفهم وأنا على ثقةٍ بأنك ستكون مبتسما ما قدرت على ذلك، اجعل من قلبك قلبا مبتسما ومن روحك روحا باسمه هاشةً باشة ومن نفسك نفسا متفائل وتأكد بأني دونما إرادة سأجعل شفتاي تتباعدان دائما، ابتسم فالابتسامة طريق للقلوب، هي الزائر الذي لا يستأذن قبل دخوله وهي الرجل الوقور وهي الفتاة الصغيرة المرحة، نعم هكذا أريدك كما أنت الآن مبتسما متفائلا وتأكد طالما حاولت فإنك ستنجح.

Saowt
05-18-2007, 06:11 PM
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خير المرسلين السراج المنير الذي تركنا على بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أما بعد

فإن المغريات في هذا الزمان كثيرة والمشغلات عن الهدى والخير أصبحت تخترق بيوتنا، بل أصبحت تلاحقنا حتى فيما نستعمله من أجهزة اتصالات وغيرها، وإنه من الأولى على المسلم -لا سيّما الشاب المستقيم- الذي يرجو ما عند الله والدار الآخرة أن يفطن لنفسه حتى لا يقع في مدارج الهاوية وينتكس ويرجع بعدما أقدم في طريق الهداية، وإن مما يعين النفس ويسلي الفؤاد ذكر أحوال الثابتين الذين صبروا على الحق لا عن الملهيات بل على المهلكات من ويلات التعذيب والتنكيل والتجويع –يا ترى هل كنا سنصبر لو كنا مكانهم؟؟-.

من هؤلاء وهم كثر خباب بن الأرَتّ.. هل عرفت قصة ثباته لقد كان صغيرًا في قومه قبل البعثة في نجد، أغارت عليهم قبيلة فاستاقت النعم والصبيان وسبت النساء وكان صاحبنا خباب من الصبيان كانت العادة أن يباع الغلمان ليكونوا خدمًا، ولقد كان كذلك خباب، فأصبح يُتداول كالعبد بين الناس حتى وصل به الحال إلى أن صار في سوق النخاسين بمكة. فجاءت امرأة يقال لها أم أنمار فتفرست في الغلمان فرأت خباب ابن بضعة عشر عامًا أحسنهم وأفطنهم فشرته بدراهم معدودة، ثم أخذته، وفي الطريق سألته: من أين أنت؟
فقال لها: من قبيلة من قبائل العرب.
فاستغربت وقالت: عربي من نجد تباع وتشترى؟؟

فذكر لها قصته. حتى إذا وصلت لدارها أخذت تعلمه صنعة الحدادة وتصليح السيوف، فأجاد الصنعة وبرز في ذلك فعرفه الناس وكسبت من وراءه أم أنمار مالاً. وقد سمع بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به وصدقه فعلمت به أم أنمار فأخبرت أخًا لها شديد البأس فجاءه في محله وقال قد سمعنا عنك أنك صبئت يا خباب
فقال: ما صبئت ولكن آمنت بالله وبرسوله.
فأخذ يضربه ومن معه حتى استوى على الأرض ودمه قد سال فعلم الناس بما حدث له، وكان يأتيه النبي صلى الله عليه وسلم يثبته ويذكره بأحوال من سبق يقتلون وينشرون ما يصدهم ذلك عن دينهم وفي أحد المرات رأت أم أنمار النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنده يكلمه فاشتاظت غضبًا وجاءته بعد ذلك في المحل وأخذت قطعة من حديد فأحمتها في النار ثم وضعتها على رأسه حتى بدأ يدخن وما أطفأه إلا ما سال من دم رأسه وأغمي عليه.

وهكذا يستمر مسلسل التعذيب يسحب في البطحاء في الشمس وتوضع على ظهره الصخرة المحماة وما زال ذلك الجبل صامدا لا يتدهده من مكانه وهو ينظر إلى السماء لعلمه بوحدانية الله ونصره لعباده وينطق الشهادة وهم منشغلون بتعذيبه –يا له من ثبات عظيم بينما نحن في زمن أصبح اللعب والترف والنعمة سببًا للنكوص وأصبح المرء بمجرد مفارقته للصالحين حتى يبدأ في الرجوع القهقرى-.

حتى أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة ونترك الحديث له حيث قال كما ذكر ذلك البخاري: هاجرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير، ومنا من أينعت له ثمرته، قتل يوم أحد، فلم نجد ما نكفنه إلا بردة، إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه، وأن نجعل على رجليه من الإذخر.

وتمر الأيام ويعيش خباب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعاصر أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وكانوا يجلونه ويقدرونه لأنه كان سادس رجل في الإسلام وكان يقال عنه بأنه سدس الإسلام، وقد كان عمر إذا قدم خباب قام وقال أقوم لمن هو خير منا أوذي في الله وصبر، ولمن يكن يحب أن يحمد وقد سأله عمر عن أشد ما وجد في حياته من عذاب فقال: أعفني،
فأصر عمر يريد أن يعلم الصحابة الصبر والثبات، فقال خباب: أوقدوا ذات يوم نارًا حتى إذا استوت وجمرت أخذوني وسحبوني على ظهري حتى سال ما في ظهري من ماء وودك حتى انطفأ!! وقام ورفع عن ظهره فبكى عمر بكاء شديدًا.

ثم إن الله وسع عليه في آخر حياته فكان له مال كثير وكان يخشى دائمًا أن تكون قد تعجلت طيباته في الدنيا لأنه رأى عمارًا ومصعب ين عمير وغيرهم من الصحابة قد ذهبوا ولم يجدوا نعيمًا. ولكنه لم يفتنه المال بل ضرب أروع مثال في النفقة والبر فقد كان ينفق على الفقراء كثيًرا ولم يربط وكاء فيه مال قط، وكان لا يحب أن يحرجهم، فوضع ماله في ناحية الدار يعرفها الفقراء فمن احتاج منه شيء مر وأخذ منه قدر حاجته هل بعد ذلك من ثبات في السراء والضراء رضي الله عن خباب وألحقنا بركبهم فهم السابقون الأولون من المهاجرين ففي ذلك عبرة لمن اعتبر.
تلك ذكرى لمن له اليوم قلب *** ولمن ألقى السمع وهو شهيد

Saowt
05-23-2007, 05:01 PM
أليس عجيباً؟؟
أن نهدر الساعات الكثيرة في الثرثرة غير المجدية، وأحياناً في الغيبة المحرمة ثم نمنّ بعد ذلك على الله بسُويعات ندعو الله تعالى فيها.. نعوذ بالله أن نكون ممن قال فيهم: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لاَّ تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17] .

أليس عجيباً؟؟
أن نهدر الأموال الكثيرة في سفاسف لا نحتاج إليها، أو أن حاجتنا إليها قليلة، حتى إذا جاء الإنفاق في سبيل الله بَخِلْنا {هَا أَنتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ومَن يَبْخَلْ فَإنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِه} [محمد: 38] .

أليس عجيباً؟؟
أن يدَّعي المرء حب الله ورسوله ثم يتردد كثيراً في التضحية في سبيله وإن فعل ذلك فعله وهو متذمر متألم، يود لو يتخلى عن ذلك فوراً! {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].

أليس عجيباً؟؟
أن يدَّعي المرء الخوف من الله تعالى، وهو يوافيه بالمعاصي ليل نهار، ولا يتردد لحظة واحدة في التكاسل عن القيام بحق الله تعالى في كل مجالات الحياة! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف 2].

Saowt
06-01-2007, 08:08 PM
الوصية الأخيرة....
اذكروا الوقوف بين يدي الله تعالى واعلم أن هذه الدنيا دار ممر لا مقر.. واسأل الله تعالى حسن الخاتمة.. واقرؤوا قصة محمد الشاب الذي أصيب بمرض الايدز.. مسلم ولا يعرف عن الإسلام إلا اسمه.. سواء هو أم والداه.. انشغلوا بلهو الحياة والشهوات في الخارج.. فماذا تكون خاتمته؟؟!!

لا تقل غداً أتوب وفي آخر عمري أتوب أو أحج فيغفر لي ذنبي فأنت لا تعلم بأي ساعة تموت!!

قال تعالى: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" صدق رب العزة والجلال

في النهاية حاذروا من الشرك بالله بشتى صوره فهو أعظم المحرمات على الإطلاق.. قال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله"..

وكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك فلا بد له من توبة مخصوصة.. قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً.." صدق الله العظيم

وقد ذكر الكتاب مختصر لصور من الشرك بالله فاقرؤوها جزاكم الله خيراً لتتجنبوا الوقوع فيها..


أسألك يا نفسي.. يا من تدري بأسرار زماني.. ماذا فعلت حتى يضيق مكاني؟؟
فقولي لي.. هل من مبرر لحرماني؟؟
أيا نفس أفيقي!؟
إن هناك لحبك مريد.. إنه رب مجيد
انظري كم أعطاك وأنت تنكرين؟؟
وكم دنا منك وأنت تبتعدين؟؟
وكم سأل عنك وأنت في المعاصي تغرقين؟؟
ألا تتفكري!!!؟؟

Saowt
06-10-2007, 06:29 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، أيها الحبيب:
لقد أخبرنا الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.

http://straightpath.jeeran.com/photos/168838_l.jpg
فهل فتشت في قلبك، وقلبت بداخله لتنظر إن كان مَعْلَم الإيمان بالقضاء والقدر قد سكن في قلبك أم لا؟ وهل ترى أن قلبك مطمئن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك؟ وهل تراه مطمئناً بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك؟ وهل ترى هذه الطمأنينة في قلبك عندما علمت أن ربك قد فرغ من كتابة مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ، وذلك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؟ وهل ترى هذه الطمأنينة في قلبك وأنت تطالع كتاب ربك، فعلمت أنه ما من مصيبة وقعت على الأرض، أو وقعت على الإنسان إلا وهي مكتوبة في هذا اللوح المحفوظ وذلك قبل أن يخلقها ربك؟

أيها الحبيب:
لقد قال لنا الملك الديان القوي المتين: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة:51) فهل ترضى؟
إن الذي يتولى أمورك وشئونك هو ربك -سبحانه- الذي بيده ملكوت السموات والأرض والذي بيده مقاليد الأمور، الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون، الذي يملك السمع والأبصار، والمتصرف في هذا الكون بكل أنواع التصرفات من الإحياء والإماتة، والإعزاز والإذلال، والهداية والإضلال والعطاء والمنع، والنفع والضر، وغيرها.
هل ترضى بغير الله أحداً؟


أيها الحبيب:
فليستقر في قلبك، ولتعقد على قلبك، وليكن ذلك يقيناً في قلبك أن أهل السموات السبع والأرضين السبع، ومن فيهن وما بينهما لو اجتمعوا على إماتة ما الله محييه ما كان ذلك بممكن في استطاعتهم. بل ولو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع، ومن فيهن وما بينهما على إعزاز ما الله مذله، ما كان ذلك بممكن في استطاعتهم.
بل ولو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وما بينما على خفض ما الله رافعه ما كان بممكن في استطاعتهم. "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" (آل عمران:26)

ولو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع، ومن فيهن، وما بينهما على هداية من الله مضله، ما كان ذلك بممكن في استطاعتهم. "مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً" (الكهف: من الآية17)

ولو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع، ومن فيهن، وما بينهما على ضر من هو نافعه،ما كان ذلك بممكن في استطاعتهم. "قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الأعراف:188)

أيها الحبيب:
أيليق بك بعد ذلك أن تخشى من مخلوق مربوب مثلك، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ونشوراً فضلاً عن غيره؟ فلتتوجه إلى ربك ولتقل: "اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي"

ولتذكر أيها الحبيب:
هذه الوصية التي علمها النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- إذ قال له: "يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه اله عليك، ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف"

أيها الحبيب:
عليك أن ترضى بقضاء ربك وقدره، وليطمئن قلبك إلى ذلك، وإياك والتسخط أو الاعتراض على ما قدر ربك، وقضى عليك، فالأمر إليه -سبحانه-، وليس إلينا، فليكن توكلك واعتمادك على ربك، على الحي الذي لا يموت. "وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ" (الفرقان: من الآية 58)
فلتعتمد على ربك في جلب المصالح ودفع المضار، فلا خاب من توكل على الله، فهو حسبك ونعم الوكيل. ولتسلم إلى قدره وشرعه ولتتلقى أوامر ربك -سبحانه- بالسمع والطاعة، والامتثال والانقياد، ولتكن وقافاً عند نواهيه، وحدوده ولا تتعداها.

فمن لم يؤمن بالقضاء والقدر وينقاد للأمر والنهي فهو مكذب بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ولو نطق بها بلسانه. "رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (الممتحنة: من الآية 4)
"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران: 8)
منقول

Saowt
07-03-2007, 07:41 PM
أنا حزين لا لأني عصيت ولكن لأني فقدت لذة الطاعة


يا الله أللطاعة لذة؟؟
نعم انشراحا في الصدر.. وشعور جميل لا يستطع أحد التعبير عنه.. قد تتوهم السعادة في المعصية أو يزينها لك إبليس
وربما لأنك لم تذق جيدا حلاوة ولذة الطاعة..

تسمع قرآن نعم ولكن مع مئة أغنية!!
تصلي نعم ولكن بلا خشوع!!
لا تعطي نفسك الفرصة لتتذوق..

نعم فأنت كالمصاب بالإنفلونزا لا يستطيع التمييز بين مذاق الأطعمة.. اختلط عليك الأمرلأنك كلما أردت تذوق لذة الطاعة صحبتها بالمعصية فى نفس الوقت (باللذة الزائفة) فأفسدت عليك المذاق الحقيقي للطاعة

مسكين.. متى تذوقها خالصة؟ أو على الأقل بنسبة كبيرة من النقاوة؟؟
ساعتها لن تطلب تغييرها بأي شيء آخر.. ساعتها ستهرب من سماع الباطل ورؤيته وعمله بنفسك.. ستهرب من المعصية بنفسك خوفا من أن تحرم اللذة الحقيقية.

ما رأيك في معسكر خاص تمنح فيه نفسك الفرصة مدة طويلة من الإستقامة؟؟
ابدئها بأسبوع ثم زد فيه ما شئت.. ولكن أثبت حتى تذق الطعم الحقيقي (قرآن فقط بلا أغاني- صلاة بخشوع- توقف عن إطلاق البصر والمعاصي التي لا يعلمها إلا الله وتعلمها أنت في نفسك.. وإذا أردت ما يعينك في هذه الرحلة أو حتى تصل لبدايتها)

وحتى تزيل هذه الشوائب
((إن الحسنات يذهبن السيئات))

ولا تنس فإن من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا ومن تقرب إلى الله ذراعا تقرب له باعاً ومن أتاه يمشى اتاه هرولة

وهنيئا لك شرابا لذيذا من الطاعة

Saowt
11-01-2007, 01:48 PM
فيما ينشغلُ الغربُ بقضاياهم الاجتماعية والاقتصاديّة والسياسيّة وحتّى الدينيّة، ويتبارزون لإنتاج الأفضل في كلّ مجال. يعلنون عن الجوائز الإبداعيّة ويحصدونها، ويتصدّرون المحافل بإنجازاتهم، ويتفاخرون بعلمائهم وأدبائهم ومفكّريهم، نبقى نحنُ قوقعتنا، نترنّم بالحبّ قضيّتنا الكُبرى التي فرضت نفسها بقوّة منذ زمن طويل.
...

هل نحتاجُ لإثباتات ودلائل؟!
لا أعتقد فكلنا يدركُ ذلك، ويكفي أن نستوعب حقيقة وجود أغنية وطنيّة واحدة بين آلاف أغنيات الحب والعشق والهيام، أي آلاف القصائد المكتوبة، والأقلام المُجنّدة، والخبرات المُسخّرة، من أجل أن يُحبّ الإنسان العربيّ على هواه!
...

هوس الحب بدأ يتنقّل خلسة بين شخصٍ وآخر.. لقد وجدوا في القصائد معانٍ جميلة، وتناهى إلى أسماعهم أغنياتٍ لذيذة، فارتدوا وهم الحب وإن لم يعرفوه ولم يشاهدوه، وأصبح من لم يعشه يوماً يبحث عنه، ويفصّل له ثوباً على مقاسه، يحيكه بالوهم، ويتباهى به ظناً منه بأنه يناسبه.
...

فوضى الحب عارمة، تجتاحُ العقول، وتستأثرُ لنفسها بالطاقات الحيوية للشباب، وحتى الشّيوخ، فلا تذرُ شيئاً إلا جعلته رميماً.. وإن شئنا أن نرتب تلك القلوب المشحونة وهماً فلاشك وأننا سنخفق، إذ أنّ أوعيتها قد امتلأت بمعانيه الرّخيصة، فتلاشت كل قيمه الرّاقية من غير رجعة.
...

لستُ في مقام إصدار الأحكام، ولا يحق لي أن أعدم الحب وأدبه وأقلامه وجمهوره، فهو من أروع العواطف على الإطلاق وأجملها، ولولاه ما كان على الأرض للمرء متسع للحياة، ولا كان للبسمة معنى جميلاً، ولا لخفق القلوب طيبٌ وبهاء..
إلا أنني ما زلتُ أتجوّلُ في مملكة الحب، أشفقُ على أنين أهله وعذاباتهم، وأسرعُ الخطى إلى أولئك الذين يظنون بأنهم يكتبون عن هذه العاطفة كما هذبها الشرع ونقّاها، فإذا بي أصطدم بتجاوزات كثيرة يقدّمها الأدب في ظلال الحب.. لقاءات وخلوة، أحاديث سمر، والكل يَعذُر.. فالقضيّة هنا لا تحتمل الاعتراض، ألا يكفي المسكين معاناته ممن يحب، دعوه إذاً يلتقي محبوبته خلسة، بعيداً عن عيون الناس ليبثّها أشواقه..
...

أدركُ أن الكثير سيعذلني.. ولكنها دعوة للتفكير بقليل من عقلانيّة، في قضايا واضحة، حددها الشّرع وبيّنها، ليس الحب بعيب ولا يوجد نصّ يحرّمه، إنما هنالك نصوص كثيرة في الشّرع تتحدث عن تلك الطرق الملتوية التي يسلكها الناس إليه وفي سبيله.
آن لنا أن نجلس مع الحب في مواجهة حقيقيّة، وأن نفتش في قضايانا الهامّة عن قضيّة أكثر أهميّة فنسلّط الأضواء عليها، ونتباحثها ونروّج لها، ليبدأ معمل صناعة المسلم الحقيقي يصدّر بضاعته المتميّزة، وليتذوقها الجمهور دواء وشفاءً وحلوى، ولتكن محطاتنا لإعلادة هيكلة الأمة، لا الوقوف على أطلالها المحطّمة، وبكاء المحبوبة التي لن تعود يوماً.

Saowt
11-19-2007, 11:37 AM
إن الداء العضال والمرض الخطير الذي انتشر في واقع المسلمين اليوم هو التبعية المطلقة للغرب الفاجر أو الشرق الملحد؛ فصار غالب المسلمين إمعة لهم وببغاوات لحديثهم وأبواقاً تصيح بنفَسهم؛ فإن قالوا: حقوق المرأة، أثيرت القضية عندنا بمفهومهم، وإن قالوا: حقوق الشواذ، أنشأنا مؤتمرات بمسميات ترضي الشعوب، وإن ظهرت عندهم موضة عقدية أو فكرية أو اجتماعية، تفشت عندنا وماعت عندها ثوابتنا.. فشبهاتهم وشهواتهم تنال قلوب كثير من المسلمين بعد أن ظهرت على أجسادهم بل يدَّعون أن ذلك حرية وهم عبيد لأفكار الغرب ومعتقداتهم.

روى أبو داود في سننه (4031) بسند حسن عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"، قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ: أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ.

وَقَالَ الْقَارِي: مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلًا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره، أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الْأَبْرَار (فَهُوَ مِنْهُمْ): أَيْ فِي الْإِثْم وَالْخَيْر، قَالَ الْعَلْقَمِيّ: مَنْ تَشَبَّهَ بِالصَّالِحِينَ يُكْرَم كَمَا يُكْرَمُونَ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِالْفُسَّاقِ لَمْ يُكْرَم وَمَنْ وُضِعَ عَلَيْهِ عَلَامَة الشُّرَفَاء أُكْرِمَ وَإِنْ لَمْ يَتَحَقَّق شَرَفه. قَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم: هذا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة: من الآية51) وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو رضي الله عنهما: مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة، فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر، وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْغاض ذَلِكَ، وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لهم كان حُكْمه كذلِكَ.

فالتشبه موالاة للمتشبه به، وتعظيماً له، وقد يجر التشبه في الظاهر إلى التأثر بالمعتقدات أو الأفكار في الباطن، ولذا يروى عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "لا يشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب القلوب" رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (34548).

والحقيقة أن التشبه بالكفار من النساء أو الشباب أو غيرهم نوع من الهزيمة النفسية، والشعور بالنقص والضعف والتبعية، يقول ابن خلدون في مقدمته (147): المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه، ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال فيمن غلبها.

أيها المسلمون: ليست المسألة ثوباً وتنتهي، ولكن قلوب تتبدل، ومعتقدات تتغير، وذوبان للشخصية المسلمة، ومرض يحيط بالمسلمين من كل جانب عبر موجات إعلامية فاسدة.

نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كل سوء.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

Saowt
02-18-2008, 11:27 AM
لكلٍ منّا أذنان اثنتان ولسان واحد؛ من أجل أن نستمع أكثر مما نتكلم، ولكن مشكلتنا بني البشر أننّا لا نتفكر بأنفسنا ولا بما حولنا وإلا لأصبحت أحوالنا أفضل، وحياتنا أرقى مما هي عليه الآن، خاصة هذه الأمة التي قال أسلافها في أمثالهم: إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب..

ومهما تحدثت في هذه النقطة بالذات فلن آتي بجديد على القارئ الكريم، وفي نفس الوقت أشعر أنكم تتفقون معي في أن الواحد منا ميالٌ دائماً إلى الكلام والحديث وإملاء الأوامر وإسداء النصائح أكثر منه إلى الاستماع وتلقي النصيحة والمعرفة من الآخرين، ولكن هناك أوقات - وهي بالطبع نادرة جداً - تشعر فيها بحاجتك إلى الامتناع عن الكلام، ليس بسبب انعدامه لديك، فكل منا لديه من الكلام بأنواعه ما يجعله يؤلف مجلدات بأكملها وليس كتبا، لكن أعنيه هنا وأقصده أن هناك شخصيات تلتقي بها فتحاورك وتبادلك الحديث وتأخذ منك وتعطيك حتى يصل بك الأمر إلى إعلان استسلامك السلمي التام غير المشروط، استسلاما فيه لذة..فتجد نفسك وقد توقفت عن الكلام سوى ببعض التعليقات العفوية المؤيدة لما تسمع، تخرج على استحياء منك، أما النفس فقد انعتقت من سطوة ذلك اللسان المهيمن عليها وسقطت في أسر الحنين إلى الإنصات والتلذذ بما تسمع من الطرف الأخر..

وهذا كما قلت يحدث نادراً ويتطلب وجود شرطين، يتمثل أحدهما في شخصية المتحدث وقدرته على أسر المتلقي والسيطرة عليه وإجباره على الاستماع. والآخر: وجود ذلك المتلقي المدرك لقيمة ما يقال. وقد سبق أن مررت بتجارب شخصية مماثلة ولكنها ليست كثيرة، وكان أخرها ما حدث معي حين التقيت معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور "أحمد السالم" قبل عدة أيام؛ وتشرفت حينها بتقديم نسخة من كتابي الموسوم بـ (حوار مع الإرهاب)، حيث إن هذا الرجل يأسرك باستقباله وحفاوته وطريقة حواره ونظرته للأمور لدرجة تشعر معها أن شخصاً قد عقد لسانك فلا تستطيع الكلام وتريد الإنصات لما يقول، ولا أقول هذا مجاملة وتزلفا، ولكن لأني أعلم كما تعلمون أن من البيان لسحرا، وأن من السحر الحلال ما يجعل الإنسان يتخلى عن مبادئ ومعتقدات هي أعظم ما يمتلك وينصرف عنها إلى ما يناقضها، فما بالكم حين أقول إن من السحر أيضاً ما يجعل المرء يحجم عن الكلام بفعل الحنين إلى الإنصات لما يسمع!

المصدر: http://www.asyeh.com

Saowt
09-16-2008, 05:41 AM
أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم رحمة الله

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان، فُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، وغُلقت أبواب جهنم، فلم يُفتح منها باب، وصُفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" [أخرجه البخاري ومسلم].


شهر كرّمه الله بتنزيل خير كتبه إلى خير رسله لتبليغه إلى خير أمة.. أفلا نكرّمه نحن.. وننزله منزلته التي يستحق؟! كيف بعد هذا نغفل ونلهو كما في الأيام العادية.. ونبتدع ألواناً من المعاصي نخص بها هذا الشهر الفضيل؟!

سهرات رمضانية حتى ساعات الفجر..
غناء ورقص ومجون..
نوم إلى ما بعد العصر..
تضييع لحقوق الأهل..
تعطيل لمصالح العباد..
عصبية وتجهم طوال النهار..
مرابطة أمام التلفاز طوال الليل..
كلها ظواهر نخص بها هذا الشهر الكريم!!

علام تحصل إذا صمت رمضان؟؟
مغفرة كل ذنوبك الماضية
وفي الحديث المتفق على صحته قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري

عتق رقبتك من النار

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أول ليلة من رمضان، فُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، وغُلقت أبواب جهنم، فلم يُفتح منها باب، وصُفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"

استجابة دعوتك
رمضان شهر إجابة الدعاء "وللصائم عند فطره دعوة لا ترد"

كنوز من الحسنات
يقول الله تعالى في حديثه القدسي: "كل عمل ابن آدم له يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي".

ليلة القدر ثوابها يفوق ثواب عبادة 83 سنة متواصلة!

فرح الله تعالى بك

"... ينظر الله إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته، ..."

في النهاية أقول كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في محاورته مع جبريل عليه السلام: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين" (أخرجه البخاري)

Saowt
10-17-2008, 09:53 AM
قال تعالى: 'وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين'

روي أن طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى، فذهب إلى طبيبه يبكي ويقول: يا رسول الله إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت، فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله، فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي..

وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول:ة إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة.
فقيل له: كيف ذلك؟
فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها

ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:ة إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة!!ة
قيل: كيف يا أمير المؤمنين؟
قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها

ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون، وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان!!!!!!! ة

فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا؟؟؟

ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا،ةسئل كيف ذلك؟؟؟
فقال: يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا...ة
فأي سجدة هذه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))..

فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك؟؟؟؟ وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟؟؟ هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله؟؟؟؟؟؟

وانظر إلى الرسول... ء
كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله: يا رسول الله أنت لا تنام؟؟ فيقول لها ((مضى زمن النوم)) ويدخل معها الفراش ذات يوم حتى يمس جلده جلدها...

ثم يستأذنها قائلا: ((دعيني أتعبد لربي))... فتقول: والله إني لأحب قربك... ولكني أؤثر هواك
ويقول الصحابة: كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟؟؟؟؟؟؟؟
وقالوا.. لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت: يموت الآن (من كثرة خشوعه)؟؟؟

وهذا عروة بن الزبير ((واستمع لهذه)) ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم... أصاب رجله داء الأكلة (السرطان) فقيل له: لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله، ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك. فقال: أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله؟؟
والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته. فقالوا: نسقيك المنقد (مخدر). فقال: لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم، فقالوا: نأتي بالرجال تمسكك، فقال: أنا أعينكم على نفسي.. قالوا: لا تطيق. قال: دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد، فإذا سجدت فما عدت في الدنيا، فافعلوا بي ما تشاؤون!!!ة
فجاء الطبيب وانتظر، فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول: ... لا إله إلا الله...ةرضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا... حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة..
فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال: أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام، ويعلم الله، كم وقفت عليك بالليل قائما لله... فقال له أحد الصحابة: يا عروة أبشر.. جزء من جسدك سبقك إلى الجنة
فقال: والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه.. فإذا سئل عن ذلك قال: أتدرون بين يدي من أقوم الآن؟؟؟؟؟!!!!! وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال: الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال
فأبين أن يحملها وأشفقن منها.... وحملتها أنا

وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك؟؟؟ قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة.. وأتخيل الكعبة أمام عيني.. والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا؟؟؟؟؟

يقول سبحانه وتعالى:
((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)) يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات، فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا.
فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله.. فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا

فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية؟؟؟

Saowt
12-06-2008, 03:40 PM
... القصة رواها البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يُسْلِفَه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشْهِدُهُم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقْدَمُ عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفةً منه إلى صاحبه، ثم زجَّجَ موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسَلَّفْتُ فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا، فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وأَني جَهَدتُ أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له، فلم أقدِر، وإني أستودِعُكَها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها، وجد المال والصحيفة، ثم قَدِم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي بشيء، قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة, فانْصَرِفْ بالألف الدينار راشدا)