تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [[ .. مرايا .. ]]



الصفحات : [1] 2

مختلف
12-01-2005, 12:36 AM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هل نظر أحدكم فى المرآة التي لديّ يوماً ما ..؟!
إنّها ليست مرآةً عاديّة ترى فيها وجهك .. إنّما هي مرآة نرى فيها قلبك ..
قبل أن تنظر فيها توقّف لحظة لأريك أجمل الصور التي ظهرت فى المرآة وهى لشبابٍ مثلك فى مثل عمرك ..
وبعدها انظر فى المرآة وحدك بعيداً عنّا جميعاً وقل لنفسك ما رأيك فى نفسك الحقيقيّة .. !!

الصورة الأولى لأربع شباب كانوا يتسامرون .. ثلاثة أخوة و الرّابع صديق نعمت الصّحبه و نعم الصديق ..
الثلاثة هم عروة وعبد الله ومصعب أبناء الزّبير بن العوام رضى الله عنهم جميعاً .. وصديقهم عبد الله بن عمر .. فقال لهم تمنّوا ..

أى كل يقول أمنيته .. فقال مصعب أتمنّى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة و سكينة بنت الحسين ..
وقال أخوه عبد الله أتمنّى الخلافة ..وقال عروة أتمنى أن يؤخذ العلم منّي .. فقال ابن عمر أمّا أنا فأتمنّى أن يغفر الله لي !!!
فنالوا جميعاً ما تمنّوا و لعل الله غفر لابن عمر ..

ألا تفكر لمَ حقّق الله أمانيهم .. ؟
لأنّهم حقاً أعزاء على الله .. رفعوا رايته وأعزّوا دينه وأقاموا دولة حكمت العالم نتّحسر عليها حتى الآن ..

أليست مرآة عجيبة .. ؟!
إذا نظرت أنت فيها الآن هل ترى نفس الصورة ؟؟!!
أم أنّك شخص آخر تفكّر بطريقة أخرى .. لا يهمك الخلافة ولا أن يؤخذ العلم منك .. و لا أن تجمع بين زوجتين هما ربيبتا علمٍ ذواتا دينٍ .. أو أن يغفر الله لك .. !!

ما الأهم .. وإن لم يكن هذا هدفي فما الذى يمكن أن يكون ..؟

الآن أتركك لتنظر فى المرآة الّتي أعطيتها إيّاك ..
وغداً مرآةٌ جديدة ..

mohammad
12-01-2005, 11:36 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

((لا تعليق))

جهاد
12-01-2005, 01:04 PM
رائع . أسلوب راقي جداً في الطرح
حفظك الباري يالحبيب

من هناك
12-01-2005, 01:54 PM
انا اتمنى رفع راية الإسلام

فـاروق
12-01-2005, 02:06 PM
انا اتمنى ما تمناه ابن عمر...لله دره من صحابي جليل...

مختلف
12-02-2005, 12:27 AM
بارك الله بكم أحبّتي في الله .. وجزاكم الله خيراً على المرور ..

أدخل بعض المنتديات مثل صوت و السّقيفة .. فأجد الشّباب مملوء بالأمل بالدّولة الإسلاميّة القادمة .. يتحدّثون عنها وكأنّهم سيشكّلون حكوماتها قريباُ .. وذلك لأنّهم -لا أزكّيهم على الله- يشعرون بقربهم من الله .. وأدخل منتديات أخرى للتّصفح فقط فأجد الشّباب يتحدّثون فى سفاسف الأمور و مع هذا تجده يائس بلا أمل ..

و الطريق والله سهل .. هو البدء فى التّعرف على الله ..
أسأل الله أن يهدينى و إيّاكم و شباب المسلمين ..

مختلف
12-02-2005, 12:36 AM
المرآة الثانية ..
لن أوردها لأحد من الصّحابة و لا التّابعين .. حتى لا يقول قائل هؤلاء غيرنا .. أو اليوم لا يوجد مثل هذا .. !!
إنّما أرويها لأناسٍ عاديين دعوا الله بصالح أعمالهم التى عملوها خالصة لوجه الله و لم يطّلع عليها أحد .. فاستجاب لهم الله ونجّاهم من كربٍ عظيم ..

هى لثلاث شباب قد تكونوا تعرفونها ..سأرويها أولاً ولكم أن تقرؤها .. !!
هم ثلاثة باتوا فى غارٍ .. فانحدرت صخرة عليهم فأغلقت باب الغار .. فقالوا إنّ الله لن ينجينا إلا بصالح أعمالنا ..
فقام الأول فقال : يا رب إنّ لى أبوان كبيران لم أقدّم على طلباتهم أهلي (زوجتي وأولادي)أو مالي .. وكان دائماً يقدّم بيده لهما الشّراب .. ولكنّه ذات ليلة تأخّر وذهب إليهما فوجدهما نائمين .. فجلس بجوارهما حتّى لا يوقظهما .. حتى طلع الفجر وسقاهم الشّراب .. !!
فانفرج جزءٌ من الصّخرة .. وهذا أفضل الأعمال .. برّ الوالدين ولو لم يكن فضل عظيم ما فرّج الله لهم ..

أما الثّانى فكانت له ابنة عمّ كان يحبّها حبّاً شديداً .. فأرادها لنفسه فامتنعت حتّى إذا جاءها وقتٌ اضطّرتها ظروفها للمال .. فقال لها أعطيك المال و تخلي بيني و بين نفسكِ ..!!
فوافقت .. حتّى إذا خلت بينه و بينها قالت له : اتّق الله .. فانصرف عنها وهى أحبّ النّاس إليه ..وترك لها المال ..
فانفرج جزءٌ آخر من الصّخرة ..

أمّا الثّالث فقد استأجر رجالاً وأعطاهم أجرهم .. غير واحد مشى قبل أن يأخذ أجره .. فاستثمر له أجره ثم جاءه بعد حين يطلب أجره ..
فقال له كل هذا من أجرك الإبل والنقر والغنم والرّقيق .. فقال له لا تستهزئ بي .. فقال : لا أستهزء بك فأخذه كله .. فانفرجت الصّخرة فخرجوا يمشون ..

فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما قال : سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ،فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ،قال رجل منهم اللهم كان لى أبوان شيخان كبيران ،و كنت لا أغبق (أقدم عليهم)قبلهما أهلا و لا مالا فنأى بى (بعد)طلب الشّجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما ،فحلبت غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما و أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت و القدح على يدى انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر و الصبية يتضاغنون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما ،اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ،فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه ،قال الأخر: اللهم إنه كانت لى ابنة عم كانت أحب الناس إلى فأردتها على نفسى فامتنعت كنى حتى إذا ألمت بها سنة من السنين فجائتنى فأعطيتها عشرين و مائة دينار على أن تخلى بينى و بين نفسها ففعلت ،حتى إذا قدرت عليها ،قالت اتق الله و لا تفض الخاتم إلا بحقه ،فانصرفت عنها و هى أحب الناس إلى و تركت الذهب الذى أعطيتها ،اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ،فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ،و قال الثالث: اللهم استأجرت أجراء و أعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذى له و ذهب ،فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلي أجري ،فقلت : كل ما ترى من أجرك:من الإبل و البقر و الغنم و الرقيق،فقال يا عبد الله لا تستهزئ بى !فقلت لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا ،اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ،فانفرجت الصخرة و خرجوا يمشون))
وإلى مرآةٍ جديدة

من قلب بغداد
12-02-2005, 06:04 PM
السلام عليكم

في زمـــننا ... ندُر وجود قلوبٍ كتلك ..!.. و ان
وجدتْ فمنـــكوبه .. و كلما زادت قرباً زادت شوقاً
للرحيـــل .. و للقيا الرحيم الكريم ... اسأل الله تعالى ان
يرزقنا لقياه و ان يجمعنا بالحبيب المصطفى و بالاحبة و الصحابة اجمعين
جــزاكم الله خيراً و وفقكم الله و ايانا الى ما يحب
و يرضى

مختلف
12-03-2005, 09:33 PM
بارك الله بكِ أخيّتي من قلب بغداد ..
لا يزال هناك أملٌ في شباب أمة محمّد صلى الله عليه وسلّم ..
ولا يزال هناك .. رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

مختلف
12-03-2005, 09:38 PM
المرآة الثالثة

كان المسلمون بعد فتح الأندلس (أسبانيا) - التي فتحت على يد شباب المسلمين- يتبعون الدّولة الإسلاميّة وخلافتها ويقيمون شرع الله .. ومرت مئات القرون وهم على هذا الحال .. و أثناء هذه القرون لم يكلّ الأعداء عن الإيقاع بالدّولة الإسلاميّة في الأندلس .. وكانوا دائماً يُرسلون الجواسيس ليتحسّسوا أخبار الشّباب وأحوال دينهم وعقيدتهم ..

وذات مرّة دخل الجواسيس على مجموعة من الشّباب يشادون فى الحوار فاندّسوا ليسألوا مستبشرين ماذا هنالك ..فقالوا لهم : نختلف فى سند الحديث وروايته أيّنا على صواب .. !!
فقال الجواسيس: لا ليس الآن (( أي لن تقع الدولة الآن )) لعلمهم أنّ العقيدة القويّة هى أساس البنيان الصّحيح ..
ومرّت مئات من السّنوات والجواسيس لا يملّون .. فوجدوا ذات مرة شاب يبكى فسألوه : ما يبكيك؟
قال: أبكي على حبيبتى التي تركتني ..!!!
قالوا الآن ..((أي تقع الدّولة))

وصدقوا ووقعت الأندلس فى يد الفرنجة بعد ثمانية قرون .. وأصبحت اليوم أسبانيا العنصريّة التى لا تذكر للإسلام هناك إلا بعض الآثار الإسلاميّة التى تبكينا على ماضينا الذى محوه نهائياً ..

بشرى
12-11-2005, 09:30 PM
وعليكم السلام ورحمة الله...
هل من مرايا أخرى؟؟

مختلف
12-12-2005, 01:03 PM
حيّاكِ الله أختي بشرى ..
المرايا كثيرة ولكن النّاظرين قلّة للأسف ..

يتبع بمرآة جديدة بعد قليل بإن الله ..

مختلف
12-12-2005, 01:37 PM
المرآة الرّابعة ..

أرجو أن تشاركوني أفكاري .. وتنتقدون مالا يروق لكم من كلامي .. فأنا ما سألت و ما تحدّثت عما بداخلي إلا لأننّي أشعر حقاً أنّنا أخوة ..

من هم الذين يحملون همّ الأمّة كله على أكتافهم ..؟!
من هم الذين يرفعون الجباه بعد أن مرّغها حكّامنا في وحل الإستسلام والمهانة !!.؟؟
من هم .. .؟؟؟ من هم ..؟؟
هل تعرفونهم ..؟ هل قرأتم كيف كان المجد والتاريخ ينحنيان عند أقداهم .؟!
أين ما نفعله نحن لنصرة دين الله ..؟
بل أين الأهداف التى من أجلها نحيا .. ؟؟
أين أحلامكم للأمة ؟؟؟
من سيصنع لنا اليوم التاريخ؟؟؟؟

أين نحن من العالم و لمَ نقبل أن نقف آخر الصفوف بعدما كنّا أوّلها ؟؟!!
أصبحنا مسلمون بشهادة الميلاد نتثاقل حتى عن أبسط أمور الإسلام .. فتنظر فتياتنا إلى الحجاب أنه كبّلهن بالقيود ..والصلاة لا وقت عند شبابنا لها ..

مع أنّ الوقت يتّسع بالسّاعات على النّت لو كان الكلام حلواً
لقد كان عمر أسامة بن زيد أقلّ من سبعة عشرة عاماً حينما قاد الجيوش
و أسلم عمر بن الخطاب وملأ الدنيا بعدله و تحدّى الكفّار يإسلامه وقال من أراد أن تثكله أمّه فليقابلنى خلف هذا الوادي .. كان عمره ستّ وعشرون سنة ..

وكان ابن عفّان فى السّادسة عشر من عمره حينما كان يتحدّى عمه بإسلامه و يلفّه فى حصير و يدخن عليه ليرجع وهو يرفض الرجوع ..
البراء بن مالك قاتل يوم اليمامة مائة فارس مبارزة .. غير من قتله دون مبارزة !!
أخوتي إنه حديثٌ من القلب ..
هل يخرج من بيننا من يحرّرنا من أغلالنا ..
لقد كان همّ الغرب أن يمحوا هويتنا فأصبحنا مسلمون بشهادة الميلاد فقط واتفقوا على ألا نفخر بأجدادنا و ها هم قد نجحوا
الشّباب يعرفون سيرة نجوم السّينما أكثر ممّا يعرفون عن سيرة الخلفاء الراشدين!!!!!!

هل النصارى الذين انتشروا على الشبكة العنكبوتيه فلا يخلوا منهم موقع كبير .. أفضل منكم !!
كرّسوا جهودهم لخدمة دينهم فمن للإسلام يخدمه ؟؟؟أو من يرد على أباطيلهم و ينصر دينه ..
تتخرج فتياتهم من الجامعات لتعمل بكل فخر خادمة فى كنائسهم فماذا فعلنا نحن ؟؟؟؟؟
قلما تطأ أقدامنا المساجد ..

فما الّذي أوصلنا إلى ذلك .. ؟؟
أوصلتنا أنفسنا الضّعيفة وأوصلنا حسدنا وحقدنا على بعضنا ..
ووراء كل ذلك بعدنا عن ديننا الذي هو نقطة إلتقائنا ونقطة انتشارنا ..
فطلبنا غير الدّين .. ورجعنا إلى الوراء وضعنا في أوراق التّاريخ ..

وأختم المرآة الرّابعة بهذه الكلمات المبعثرة ..

عندما نسمو بأنفسنا .. عندما نسمو بأهدافنا ..
وتصبح تلك الأهداف ملء السّمع والبصر والحس ..
وفي بؤرة الشّعور دائماً ..
عندها ستتولّد بين أيدينا أعاجيب ممّا لا قد يخطر لنا على بال ..
عندما نسمو بأهدافنا ..
تحلو الرّحلة .. ويطيبُ السّير .. ويعذُب العذاب ..
وتهون المشاقّ .. ويتجدّد العزم ..
وتشحن الطّاقة في كل مرحلة من مراحل الطريق ..
عندما نسمو بأهدافنا ..
تتيقظ مداركنا .. وتتنبه قوانا الخاملة ..
وتتفاعل عواطفنا على الوجه الأروع ..
وسنجد أنفسنا يومها نتجه في تلقائية نحو السماء ..
ونحن في حالة فرح وبهجة لا تعبر عنّها الكلمات ..
لأنّها أعجز من أن تصف أشواق روح منطلقة في الأعالي ..
تطوف حول العرش ..!
عندما نسمو بأهدافنا ..
وتصبح هذه الأهداف هي زادنا إذا تحدّثنا ..
وهي رصيدنا إذا تحرّكنا .. وهي أحلامنا حتّى في منامنا ..
لأنها غدت هي شعارنا .. إذا قمنا أو قعدنا .. وإذا استيقظنا أو نمنا ..
عندها ستنساب الأفكار رائعة مشرقة على شفاهنا إذا تحدّثنا ..
وعلى سطورنا إذا كتبنا .. شعرا أو نثراً ..
وسيكون لها وقعها وأثرها في القلوب ..
ذلك لأنها تأتي هذه المرة وفيها روحها وشحنتها القوية ..
ذلك .. لأنها من السماء تتولد منها وإليها تعود ..... !!
عندما نسمو بأهدافنا ..
كما يريد الله سبحانه .. وهو يربينا بآياته الربانية المنزلة ..
وكما يريد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ..
وهو يربينا بسنّته المطهّرة المعطرة الزكية ..
وهل مثل تربية محمد تربية ؟؟..
عندها نصبح من أهل السماء ..
وإن كانت أقدامنا ما زالت تدق الأرض في صلف ..!
عندما نسمو بأهدافنا ..
نسمو بين الخلق .. شاؤوا أم أبوا ..
رضوا أم كرهوا ..!
لأنّنا أصبحنا مشدودين إلى السماء .. متطلّعين إلى الأعلى ..
فلا يمكن أن نتلطخ بوحل الأرض ..ما دمنا كذلك ..
اللهم إلا إذا غفلنا عن تلك الأهداف .. فما أسرع ما نجد أنفسنا نهوي في وسط المستنقع !!
… ويتوب الله على من تاب ..
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..
عندما نسمو بأهدافنا ..
عندما نسمو بأهدافنا ..
عندما نسمو بأهدافنا ..!!!

لا يزال الحديث ذو شجون .. وتتولد من المرايا مرايا أخرى كثيرة ..
ونلقاكم في مرآة جديدة بإذن الله ..

بشرى
12-12-2005, 07:16 PM
عندما نسمو بأهدافنا ..
تحلو الرّحلة .. ويطيبُ السّير .. ويعذُب العذاب ..
وتهون المشاقّ .. ويتجدّد العزم ..

عندما نسمو بأهدافنا ..
تتيقظ مداركنا .. وتتنبه قوانا الخاملة ..
وتتفاعل عواطفنا على الوجه الأروع ..
وسنجد أنفسنا يومها نتجه في تلقائية نحو السماء ..
ونحن في حالة فرح وبهجة لا تعبر عنّها الكلمات ..
لأنّها أعجز من أن تصف أشواق روح منطلقة في الأعالي ..
تطوف حول العرش ..!

كل المسلمين اليوم (من أصحاب القلوب الحية) تعود دماؤهم ويغلي وجدانهم مما يشهده العالم الإسلامي اليوم. ويحاول العلماء من خلال خطب المساجد والمنابر وأجهزة الأعلام إثارة عواطف جياشة في نفوس الشباب خاصة فهل تكفي العاطفة وحدها، تتصاعد ثم لا تعرف أين تصب؟ وهل تُصلح حماسه خطبة ما غفل عنه المسلمون سنين طويلة؟ أم أن الأمر يحتاج إلى جهود جبارة تترجم هذه العواطف إلى أخلاق، إلى عمل ودراسة مخلصة وتدبير محكم ليلاً ونهاراً، حتى يتحقق للمسلمين النصر الذي وعدهم الله ربه؟

أنقل لكم ما يقوله الشيخ محمد الغزالي في هذا الباب: "العرب بالطريقة التي يعيشون بها لا يستحقون نصراً، لكي يستحق العرب النصر يجب أن يسألوا أنفسهم: هل نكون بأخلاق الجبابرة الذين سكنوا بيت المقدس قديما فبعث الله اليهم "يوشع بن نون" فدمّر عليهم، واستوقفهم الشمس فلم تغرب حتى الحق بهم الهزيمة؟ إذا كان العرب باخلاق الجبابرة الأقدمين فليأخذوا مصير الجبابرة الاقدمين..

أظن ان العرب يدخلون بيت المقدس مرة أخرى يوم يدرسون أخلاق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): يكن داخلاً في موكب الخيلاء.. بل كان الرجل يخوض بناقته بركة ويرى أن يعرض الإسلام بتواضع. متى يدخل العرب فلسطين وبيت المقدس؟ يوم يرون رجلاً كصلاح الدين. قالوا: جمع الغبار من معاركه وأوصى أن يكون وسادة له في قبره، حتى إذا حوسب قال للملائكة: هذا الغبار كان في سبيل الله!!.

أين أخلاق صلاح الدين.. اين أخلاق عمر؟

وبعبارة أخرى: لن يستخلف المسلمون في الأرض حتى يملكوا مقومات الاستخلاف: أولها الاخلاق، وثانيها العلم وثالثها: المال. فهلاّ حيينا طاقات شبابنا في هذه الينابيع الثلاثة فندلهم على أول الطريق؟..

بارك الله بك... ونفع بك... وجعلنا هداة مهديين...

سليل الصحابة
12-12-2005, 09:04 PM
الله يبارك فيك اخوي مختلف
من الرائع ان نجد من يذكرنا بما علينا لاننا اصبحنا نتناسى اشياء كثيرة ومنها محاسبة النفس والذات وتقوية ديننا

مختلف
12-14-2005, 12:55 PM
حيّاك الله أخي سليل الصّحابة ..

أختي بشرى .. جُزيتِ خيراً على الإضافة القيّمة ..
وأتمنّى لو تجعليها المرآة الخامسة .. بارك الله بكِ

والموضوع مفتوح للجميع .. لإضافة ما لديهم من مرايا

من قلب بغداد
02-01-2006, 09:04 AM
للرفع


وذات مرّة دخل الجواسيس على مجموعة من الشّباب يشادون فى الحوار فاندّسوا ليسألوا مستبشرين ماذا هنالك ..فقالوا لهم : نختلف فى سند الحديث وروايته أيّنا على صواب .. !!
فقال الجواسيس: لا ليس الآن (( أي لن تقع الدولة الآن )) لعلمهم أنّ العقيدة القويّة هى أساس البنيان الصّحيح ..
ومرّت مئات من السّنوات والجواسيس لا يملّون .. فوجدوا ذات مرة شاب يبكى فسألوه : ما يبكيك؟
قال: أبكي على حبيبتى التي تركتني ..!!!
قالوا الآن ..((أي تقع الدّولة))


حقيقه مره و مؤلمه

جهاد
02-01-2006, 01:22 PM
حقيقة لا تنطبق على واقعنا , لأن الحبيبة صارت من الأمور التحصيل حاصل و الشاب ممكن يغير حبيبته مليون مرة دون أن يتألم ....

mohammad
02-01-2006, 05:02 PM
ياسر العظمة يطالبك بتغيير اسم الموضوع يا مختلف تحت طائلة رفع دعوى قانونية في المحكمة السورية العليا:-)

محبتكم في الله
02-03-2006, 02:30 AM
حياكم الله
صدقت اخ جهاد

اختي الغالية من قلب بغداد
يا كثر الحقائق المؤلمة التي نتعرض لها او نسمع عنها
.........
مثلا" انا اليوم اشعر بالحزن
مرايا اليوم
باختصار كيف نتعامل مع من نحبهم
لم اقل مع من نعرفهم لالاء
لان فعلا كل شي قريب منا فيه ازمة ما اعرف ليه
تعطي تخسري
تحبي الخير يكون المقابل جفاء
......
مراضاة العباد صعبة لما؟؟؟

Saowt
02-12-2006, 02:43 PM
إن من أخطر عوائق التمكين غياب القيادة الربانية وذلك أن قادة الأمة هم عصب حياتها، وبمنزلة الرأس من جسدها، فإذا صلح القادة صلحت الأمة، وإذا فسد القادة سار هذا الفساد إلى الأمة، ولقد فطن أعداء الإسلام لأهمية القيادة في حياة الأمة الإسلامية، ولذلك حرصوا كل الحرص على ألا يمكنوا القيادات الربانية في حياة الأمة الإسلامية، ففي خطة لويس التاسع أوصى ب"عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية من أن يقوم بها حاكم صالح" كما أوصى ب "العمل على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة".

وصرح المستشرق البريطاني "مونتجمري وات" في جريدة التايمز اللندنية قائلا: "إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى".

وقال المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" تحت عنوان "عودة الإسلام" في دراسة نشرها عام 1976م: "إن غياب القيادة العصرية المثقفة، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من علم وتنظيم، إن غياب هذه القيادة قد قيدت حركة الإسلاك كقوة منتصرة، ومنع غياب هذه القيادات الحركات الإسلامية من أن تكون منافسا خطيرا على السلطة في العالم الإسلامي لكن هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية هائلة إذا تهيأ لها هذا النوع من القيادة".

كلسينا
02-14-2006, 03:35 PM
بارك الله فيك أخ مختلف .

مختلف
03-04-2006, 11:29 AM
المرآة الخامسة

التفرّق .. والإختلاف .. وشتات الأمر .. هي المنافذ الّتي أُتي المسلمون من خلالها عبر التاريخ ..
ولو رجعنا إلى صفحات التّاريخ لوجدنا أوّل هزيمة حلّت بالمسلمين كانت بسبب اختلاف رأيهم .. وافتراق كلمتهم .. كما حصل في غزوة أحد .. حين نزل الرّماة عن الجبل بالرّغم من تحذير النّبي صلى الله عليه وسلم لهم .. حتى قال لرئيسهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه .. ( أنضح عنا الخيل بالنبل لا يأتوننا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا تؤتين من قبلك ) وقال لهم في تحذيرٍ واضح .. وإجراء احتياطي بليغ (إذا رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ) ..

فلمّا خالف الرّماة واختلفوا .. قُتل أميرهم .. واحتل مكانهم .. وضُرب الجيش الاسلامي من الخلف .. وحصلت مقتلة عظيمة في المسلمين .. وكاد المشركون أن ينفذوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

وفي بلاط الشّهداء ( بواتييه ) .. عندما قرع المسلمون أبواب أوروبا .. وكانوا قاب قوسين أو أدني من قلبها .. حتى قال أحد المؤرّخين الأوربيين ( خط انتصار (المسلمين) طوله ألف ميل من جبل طارق حتى نهر اللوار كان غير مستبعد أن يكرر في مناطق أخرى في قلب القارة الأوروبية حتى يصل بالساراكنز (يقصد المسلمين) إلى حدود بولندا ومرتفعات أسكتلندا، فالراين ليس بأصعب مرورا من النيل والفرات وإن حصل ما قد ذكرت كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في التايمز بدون معارك بحرية ولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد ولكان وعاظ الجامعة اليوم يشرحون للطلاب المختونين قداسة وصدق الوحي النازل على محمد ) !!

وفي آخر يوم من أيام المعركة .. اشتدّت رحى الحرب ولاح النّصر للمسلمين .. بالرغم من أنهم أجبروا على توقيتها ومكانها .. فلمّا تشاغلوا بالغنائم .. اضطّرب صفّهم .. ونفذ عدوّهم إلى قلب جيشهم .. وقتل أميرهم عبد الرّحمن الغافقي رحمه الله ..

لست هنا بصدد ذكر أحداث تاريخيّة دميت قلوب المسلمين حزناً عليها .. وتقرّحت أعينهم بكاء منها .. ولكن أقول ..

هل كتب على هذه الأمة أن تقتل نصرها بيدها ؟؟ وتغتال حتّى أصغر مظاهر تفوّقها ( المقاطعة الاقتصادية ) في مقبرة الاختلاف والتشرذم ؟؟

نحن اليوم عشرات بل مئات الملايين .. صفّ واحد .. في مواجهة أعداء الله المستهزئين برسوله صلى الله عليه وسلم .. نستخدم أقصى ما يمكننا استخدامه كشعوب ضدّ عدوّنا الذي أعلن صليبيته وبغضه وحقده رغم تستّره بأكذوبة احترام الأديان وحرّيتها ..

حتى إذا رضخ العدو أو كاد .. وأدرك قبح جرمه .. وبدأ نزولاً ليقبّل الأرض اعتذاراً وهزيمة .. وخنوعاً وندماً .. لتطاوله على مقام النّبوة .. جاء من بني جلدتنا ومن نحن في أمسّ الحاجة لدعمه ومؤازرته .. وتشجيعه ونصرته .. ليغمز ويلمز في صحّة موقفنا .. ويشكّك في مدى تأثيره ..!!

ثمّ يعزم غيرهم على الضّرب بإجماع المسلمين عرض الحائط .. وتخفيف الهبّة الإسلاميّة الموحّدة ضد عدوّهم بالذّهاب لعبّاد الصّليب في عقر دارهم لممارسة النّفاق الإجتماعي معهم وحفظ ماء وجوههم بعد أن انكشف للعالم أجمع حقيقة بغضهم للمسلمين ..

ولولا أنّنا نخشى أن ننشغل عن نشر أوراق المقاطعة وصورها التي تثلج صدور قوم مؤمنين .. وعن نشر دين الله .. وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم .. في هذه الفرصة المواتية .. ببنيّات الطريق ... التي صنعناها بأنفسنا .. وجعلناها جبالا .. وقد كانت بُنيّات !!

لرددنا على هؤلاء المرجفين وفضحناهم علناً .. في قولٍ شطحوا به .. فتلقفته وسائل الإعلام وطارت به فرحاً ..
لكن .. لن نقرّ أعين هؤلاء بالإلتفات إلى فتاويهم المخزية حتّى ..

فيا معشر الرّماة .. الجبل الجبل .. لا تنزلوا عن الجبل ..

فـاروق
03-04-2006, 12:10 PM
انا اوافق على كلامك..الا نقطة واحدة وهي اتهام من سيذهب الى الدنمارك بانه سيمارسون النفاق الاجتماعي...

يا اخي هذا الكلام كبير...وفي اتهام للناس...

لا تقل لي كما قال بلال.انا لا اتهم احد..الكلام واضح...

انا معك ان تقول ليس هذا بالقرار الصائب..وانه يضعف موقف الامة...ولكن لا تتهم الاشخاص وترميهم بالعبارات وتحكم عليهم

جهاد
03-04-2006, 07:17 PM
لماذا يعتبر الذهاب الى الدنمارك للدفاع عن الرسول عليه الصلاة و السلام نفاقاً اجتماعياً ؟؟

فـاروق
03-04-2006, 08:46 PM
.لو غيرت الاسم كنت ساوافقك...لانني اتبع الاشخاص واتعلق بهم ولا احاول ان افهم ديني وجل همي في هذه الحياة ان اثبت انني على صواب ...!!!

سامحك الله

من هناك
03-05-2006, 06:38 PM
السلام عليكم،
سأضيف مرآة اخرى. احياناً نكتب ويكون في كلامنا مزح او جد ولكن القارئ لا يستطيع ان يفهم شعورنا المرافق لهذ هالكلمات وهكذا نقع في فخ الشيطان ونفتح له باب التأويل والتفسير والوسوسة.

انا كنت استغل رباطة جأش الأخ فاروق واحاول ان استفزه إلى اقصى حد كي اصل انا وإياه إلى خيار صعب بين ابيض او اسود ولا فرق بيهما ولكن هذه الطريقة اثبتت خطأها على الأنترنت وقد جرحه كلامي بسبب عدم وضوح الصورة خلف ذلك الكلام.

لذلك احببت ان اعتذر منه امامكم واطلب منه السماح وإن شاء الله يبقى المنتدى واحة للأخوة الصادقة

:)

فـاروق
03-05-2006, 07:35 PM
السلام عليكم

بارك الله بك...وزادك من فضله و رزقك الخير كله...

من هناك
03-05-2006, 11:02 PM
جزاك الله خيراً

مختلف
03-06-2006, 11:41 AM
الأخت من قلب بغداد .. جُزيتِ خيراً على رفع الموضوع ..

الأخ محمّد .. ولمَ لا يكون ياسر العظمة هو من سرق اسم مسلسله منّي .. تذكّر بأنّنا نعيش في الوطن العربي وكل شيء جائز ..:)

الأخت محبّتكم في الله والأخ كلسينا شكراً على مروركما ..

الأخت صوت .. بارك الله بكِ .. لا تبخلي بمثل هذه الإضافات القيّمة على الموضوع ..

الأخ فاروق .. لم أحكم على أشخاص .. بل على مواقف .. فتنبّه بارك الله بك .. ولاحظ بأنّي لم أذكر اسماء في موضوعي بالرّغم من حنقي على من أفتى بعدم جواز المقاطعة .. ووصف المقاطعين بالغباء .. !!

الأخ بلال .. أهلاً وسهلاً

الأخ جهاد .. مسبقاً أعلم بما سيقال في ذلك المؤتمر .. من تجربةٍ سابقة لي .. سيذهبون هناك ويستدرّون عطف الدّنماركيين للكفّ عن شتم رسولنا .. ويندّدون بغضب العملاق الإسلامي المتصاعد على المسخ الأوروبيّ الحقير .. ويربطون ذلك بالبطالة والفراغ الإيماني والخواء العاطفي .. ثمّ سيعرّجون على نظريّة صدام الحضارات .. وبأنّ ديننا دين سلام وحب لا يؤيّد أعمال العنف .. وفي الختام سيرمون بطوق النّجاة للحكومة الدّنماركية والحكومات الأوروبيّة لتبرير موقفها ممّا حصل .. !!

جهاد
03-07-2006, 11:38 AM
أخي العزيز مختلف . بارك الله فيك , نعم تحليلك جيد و بالفعل قد يحصل , و أين الخطأ ؟؟؟
يعني لو حصل ما تقول هل تعتبره نفاقاً اجتماعياً ؟؟؟

أرجو توضيح النقطة التي تعتبرها نفاقاً , و لست أحقق معك لا و الله , بل لعل عندك وجهة نطر خافية عني ...

و اقبل مودتي :)

من هناك
03-07-2006, 02:43 PM
جزاك الله خيراً يا مختلف
إن شاء الله يتعلمون هذه المرة




الأخ جهاد .. مسبقاً أعلم بما سيقال في ذلك المؤتمر .. من تجربةٍ سابقة لي .. سيذهبون هناك ويستدرّون عطف الدّنماركيين للكفّ عن شتم رسولنا .. ويندّدون بغضب العملاق الإسلامي المتصاعد على المسخ الأوروبيّ الحقير .. ويربطون ذلك بالبطالة والفراغ الإيماني والخواء العاطفي .. ثمّ سيعرّجون على نظريّة صدام الحضارات .. وبأنّ ديننا دين سلام وحب لا يؤيّد أعمال العنف .. وفي الختام سيرمون بطوق النّجاة للحكومة الدّنماركية والحكومات الأوروبيّة لتبرير موقفها ممّا حصل .. !![/COLOR][/B]

كلسينا
03-07-2006, 03:02 PM
مين يلي بدهم يتعلموا ، الدنمركيين ولا البراغماتيين الإسلاميين ولا جهاد ورفاقه ، عم ترجع يا أبو الليل للطريقة القديمة
الأجوبة المسيسة الضبابية شو القصة ( لزوم عدة شغل جديدة لدكان جديد):-)

Saowt
04-02-2006, 09:16 AM
المرآة السادسة
....

وعرفت لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكِّر أمته دائما بالأمانة، حيث يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: ما خطبنا رسول الله إلا قال: 'لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". وعرفت أن السبب في ضعف أمتنا وتخلفها وانهزامها هو غياب الأمانة، وأن الأزمة الكبرى التي تعاني منها أمتنا حكاما ومحكومين هي أزمة أمانة.

فلولا غياب الأمانة لما هتف المسلمون وصفقوا لحكام ظالمين ذاقوا ظلمهم، وتجرعوا علقمهم، ورأوا تحالفهم مع أعداء الله ضد إخوانهم، وكيف أرسلوا الجيوش لنصرتهم على المسلمين، وكيف جعلوا أرضهم وبحرهم وجوهم منطلقًا لجيوش الأعداء وسفنهم وطائراتهم التي تحمل القتل والدمار والاحتلال لأرض الإسلام، وكيف نهبوا خيرات البلاد وأقوات الشعوب وحولوها إلى أرصدتهم وأرصدة أبنائهم في البنوك العالمية، وكيف دبروا لكي يبقى الحكم فيهم وفي أبنائهم، وكيف تسببوا لأمتهم بالهزائم المتتالية.

ولولا غياب الأمانة لما وصل الفاسدون والساقطون والتافهون واللصوص والمرتشون والمنافقون والرويبضات والإمَّعات إلى معظم ومختلف مواقع المسؤولية في ديار المسلمين، فعاثوا في الأرض فسادا، وجعلوا المسلمين والعرب أذلّ الشعوب وأهونهم على أعداء الله، وأجهلهم وأفقرهم، وهم أصحاب الدين القيِّم، والمبادئ السامية، والقيم الرفيعة، والعلوم الغزيرة، والحضارة السامقة، والأخلاق النبيلة، والتاريخ المشرق، والأرض الخصبة، والمناخ المعتدل، والموقع المهم، والثروات الثمينة، لقد خان الذين أوصلوا هؤلاء إلى مواقع المسؤولية اللهَ ورسولَه، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ولي من أمر أمتي شيئًا فولّى رجلاً وهو يجد من هو أصلح منه فقد خان الله ورسوله"، ويقول: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمّر عليهم أحدًا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً حتى يدخله جهنم". ويقول: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، فقيل: وكيف إضاعتها؟ قال: "ذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".

ولولا غياب الأمانة لعرف المسؤولون والحكام معنى المسؤولية التي يحملونها، وأنها أمانة ثقيلة سيُسألون عنها يوم القيامة، ولما تصارعوا عليها، ولأعطوها حقها، ولتعلموا من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر عندما طلب أن يوليه: "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها"، ولاقتدوا بالمسؤولين الأتقياء الناجحين من أجدادنا الأوائل، من أمثال الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي سألته زوجته عن سبب بكائه فقال: "يا فاطمة, إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أسودها وأحمرها، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيت أن لا تثبت لي حجة فبكيت".

ولولا غياب الأمانة لما أصبح إهمال الآباء والأمهات تربية أبنائهم على القيم والفضائل والدين ظاهرة واضحة في مجتمعاتنا، ولما أصبح المعلم المخلص الحريص على تعليم طلابه وتربيتهم عملة نادرة في مدارسنا وجامعاتنا، ولما أصبح الإهمال شائعًا بين موظفينا وعمالنا، ولما صار التقصير والجهل غالبًا على طلابنا، ولما أصبحت فريضة الجهاد شبه معطلة بيننا، بالرغم من أن أوطاننا محتلة، وكرامتنا ممتهنة، وديننا محارب، ولَقَامَ العلماء بواجبهم في دعوة الناس وتعليمهم، ولما هادنوا الحكام ونافقوهم وسكتوا عن ظلمهم، ولحرضوا أمتهم على الجهاد لتحرير أوطانهم ومقدساتهم المغتصبة، ولكانوا قدوة لهم في جهاد أعداء الله، ولما وقف القادة والضباط والجنود متفرجين على أعراض المسلمين التي تنتهك، وعلى أطفالهم الذين يقتلون، وعلى وجهائهم وعلمائهم الذين تمتهن كرامتهم في سجون الأعداء، ولما بقيت الأسلحة والدبابات والطائرات صامتة في مخازنها حتى أكلها الصدأ، ولما أصبحت السلعة المتقنة في بلاد المسلمين ندرة، ولما اضطررنا أن نُقبل على شراء السلع الأجنبية، ونعزف عن شراء السلع المصنعة بأيدي مسلمين، ولما انتشر الغش إلى هذه الدرجة الخطيرة في ديارنا، ولما انتشر السفور والزنا والخمر والمخدرات بين أبناء وبنات المسلمين، ولاتبعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته".

ولولا غياب الأمانة لما وجدنا وزراء يسرقون التبرعات التي تأتي إلى الأيتام، ولا وجدنا مسؤولين يبذِّرون في المال العام، ولا عانينا من موظفين يستغلون وظائفهم لمصالحهم الخاصة ومصالح أقربائهم، ولا نوابًا في البرلمان لا يأبهون بهموم الناس ومشكلاتهم وفقرهم وجوعهم، وليس لهم همٌّ ولا إنجاز إلا زيادة رواتبهم الكبيرة أصلاً، وتحصيل رواتب تقاعدية ضخمة مدى حياتهم، وصرف سيارة فارهة وجواز دبلوماسي لكل منهم، ليسافروا كيف ومتى شاءوا، في الوقت الذي يحرم معظم أبناء شعبهم الذين انتخبوهم من السفر، وإذا ما سمح لأعداد قليلة منهم وجدوا صنوف العذاب والاضطهاد، ولا نسمع لهؤلاء النواب صوتًا يطالب بحقوق الناس، ولا نرى منهم موقفًا يعبر عن تعاطفهم معهم.

ولولا غياب الأمانة لما نسي هؤلاء المفرطون قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة"، ولارتعدوا وارتدعوا من قوله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقال: أدِّ أمانتك، فيقول: أي رب، كيف وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية، وتمثل أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه، فيراها فيعرفها، فيهوي في أثرها حتى يدركها، فيحملها على منكبيه، حتى إذا ظن أنه خارج زلت عن منكبيه، فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين، ثم قال: الصلاة أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة"، يقول الراوي: وأشياء عددها، وأشد ذلك الودائع.

إن التأمل في واقع أمتنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي يؤكد أننا نعيش بالفعل أزمة أمانة، تذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة"، وقوله: "أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة، ورُبَّ مصلٍ لا خلاق له عند الله تعالى".

والمطلوب من الطلائع المؤمنة التي أخذت على عاتقها مهمة إنقاذ البشرية من الضلال والتيه والشقاء، أن تتخلق بالأمانة بمفهومها الواسع؛ لأن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وعدنا الله ورسوله بها لن تتحقق إلا على أيدي المؤمنين الأمناء، الذين استجابوا لربهم عز وجل القائل: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}، ولنبيهم الأمين صلى الله عليه وسلم القائل: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك'، والقائل: 'أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم".



د.خالد يونس الخالدي

كلسينا
04-05-2006, 07:25 PM
بارك الله بجهودك . وجزاك الخير .

Saowt
04-06-2006, 12:47 PM
المرآة السابعة:

شاع في بعض أوساط الناس الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتبروا ذلك تدخلا في شؤون الغير، وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان، فعن أبي بكر رضى الله عنه قال: يا أيها الناس! إنكم لتقرؤون هذه الآية: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْhttp://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: { إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه } [رواه أبوداود].

تأمل في سفينة المجتمع كما صورها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: {مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا}.

ومع الأسف الشديد ظهرت في بعض المجتمعات ظاهرة خطيرة وهي الاستهزاء بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ولمزهم وغمزهم، والله عز وجل قد توعد الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بعذاب أليم.

وننبه الأحبة الكرام إلى خطورة الأمر، قال في حاشية ابن عابدين: إن من قال: "فضولي" لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد. وفي "الدر المختار" قال في فصل الفضولي: "هو من يشتغل بما لا يعنيه، فالقائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضولي، يخشى عليه الكفر".

اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

من هناك
04-06-2006, 02:39 PM
جزاك الله خيراً على التذكرة.
انا اعاني في هذه البلاد لإقناع المسلمين انه لا يجب ان نتعامل مع الأجانب كما يتعاملون معنا. لا بد لنا من فتح الابواب معهم من اجل دعوتهم.

تصوروا انه صعب جداً على الإنسان هنا ان يلقي تحية إلى آخر في موقف الباص رغم انهم قد يقفون سوياً جنباً إلى جنب لمدة طويلة احياناً وفي ساعات مختلفة من الليل والنهار.

كلسينا
04-06-2006, 08:30 PM
هذا أحسن وقت لتعرض فيه بعض ما عندك من الزاد ( ليس الأكل طبعاً ) ولكن مواد الصياغة وفتح أبواب التعارف والحوار ات الهادءة
جرب وخبرني كم بوكس حتاكل وشو حيصير معك . لأنني كلما أقتربت من الشارع أعاني ما أعانيه وتصيبني إحباطات لا مثيل لها .
ببقى بخبرك بمحل تاني ، قبل ما تكحشنا صوت ، وتقول صارت المرايا ممرات لعابري السبيل .

Saowt
04-06-2006, 09:36 PM
لا... انا ما بعمل هيك....
هو الأخ مختلف رح يطلب منكم وبكل لباقة تتحدثوا احاديثكم الخاصة برّا..

Saowt
04-09-2006, 02:39 PM
المرآة الثامنة:
أخرج الإمام مسلم في صحيحه (2673) قول النبى صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويبقي في الناس جهالاً يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون". والأمة حين تشتبه عليها السبل، وتعم الفتن وتكثر المحن، ويكون الهرج والمرج، تكون في أشد الحاجة إلى العلماء الربانيين الذين يقومون بتبيان الحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد الناس إلى طريق الهداية بعيداً عن غلو المغالين، وتحريف المبطلين. ويصبح من أهم واجبات العلماء العودة بالأمة إلى هدي الكتاب والسنة وإحياء الأمة بعد موتها وبعثها من غفوتها ونومها، وسوقها إلى ربها سوقاً جميلاً.. فهم صمام الأمان في مجتمعاتهم، يدلون من ضل إلى الهدى ويصبرون على الأذى، فهم ورثة الأنبياء وقدوة المؤمنين الأتقياء.

Saowt
04-23-2006, 09:13 AM
المرآة التاسعة:

عن شداد بن الهادِ رضي الله عنه، أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال:أهاجر معك
فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيًا فقسَّم، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا ؟
قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم.
فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا ؟
قال: قسمته لك،
قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أُرمى هاهنا - وأشار إلى حلقه - بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة
فقال صلى الله عليه وسلم: " إن تصدق الله يصدقك " .
فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم يُحملُ قد أصاب السهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهو هو ؟
قالوا : نعم،
قال: صدق الله فصدقه".
ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: " اللهم هذا عبدك، خرج مهاجرًا، فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك".

الإيمان الصادق هو الذي يدفع المؤمن إلى البذل والتضحية، كما قال الله عز وجل: "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون" [الحجرات: 15].

أما من يدعي الإيمان ويبخل عن البذل في سبيل الله، ويجبن عن الجهاد لإعلاء كلمة الله فهيهات هيهات... أين الصدق؟؟
وإنما يكون عمل الجوارح تصديقًا لما في القلب، فلما كانت قلوب المنافقين خالية من الإيمان كافرة بالرحمن قال سبحانه عنهم "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحرِّ قل نار جهنم أشد حرًا لو كانوا يفقهون" [التوبة: 81].

ووصف الله عز وجل عبادتهم فقال: "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى، يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" [النساء: 142].

فنسأل الله عز وجل إيمانًا صادقًا، وشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.

كلسينا
04-23-2006, 06:53 PM
اللهم آمين آمين آمين

Saowt
05-09-2006, 10:33 AM
المرآة العاشرة:

بعد انتصار المسلمين بقيادة خالد بن الوليد في معركة اليرموك على الروم... سأل هرقل عظيم الروم جنوده: من الذين يحاربونكم, أبشر أم ملائكة؟؟...

فاستأذن أحد قواده ليجيب بصراحة فقال: إن الذين يحاربوننا بشر, لكنهم ليسوا كالبشر.. إنهم يقومون الليل ويصومون النهار, إذا جنّ الليل سمعت لهم دويّا بالقرآن كدويّ النحل, فإذا ما أشرقت الشمس فإنهم أسود فرسان, يصومون ويصلون, ونحن لا نصوم ولا نصلي, لا يشربون الخمر ونحن نشربها, لا يأتون الفواحش ونحن نأتيها, وما من واحد منهم إلا ويتمنى أن يموت قبل صاحبه, يحملون علينا فيصدقون, ونحن نحمل عليهم فيصبرون, أما نحن إذا حملوا علينا فلا نصدق ولا نصبر...

انتفض هرقل وهو يزدجر غضبا وحنقا فيقول: لئن كانوا كما قلت فو الله ليملكن موقع قدميّ هاتين!!!!...

وما هي إلا أيام وشمس النصر تملأ الدنيا بهاء وضياء وسناء..

وهرقل يقول: يا سوريا سلام عليك لا لقاء بعده !!!...

أي والله لا لقاء من بعده مادام هؤلاء رجال حملوا في صدورهم آيات القرآن واتبعوا سنة الحبيب وصحبه, ولم يعرفوا طعم الخمر, ولا ارتكبوا الفواحش والزنا, وما عرفوا النفاق والخيانة في حياتهم!!!...

لا لقاء من بعده ما دام هؤلاء رجال نظفت قلوبهم وأثوابهم, وأيديهم, وأعينهم ليحملوا راية التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها خالصة لوجه الله على أكفهم!!!!...

هل لنا يا أمة المليار وأمة الحبيب أن نقف وقفة صدق ونسأل أنفسنا: لم وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من الذل والإستكانة والحملة الصليبية المتصهينة تعيث في الأرض فسادا وقتلا وتدميرا؟؟؟.. بل القنوات الفضائية وحفلات سوير ستار, وستار أكاديمي تلهو وتلعب بالفسوق والفجر والمجون وأمة الإسلام تحترق؟؟....

بلاد الرافدين وفلسطين مسرى الحبيب وأفغانستان تستباح أعراضها وتهتك حرماتها من قبل بلد الحرية والديمقراطية بحجة محاربة الإرهاب؟؟ ومع ذلك فإنهم يطالبون بالإصلاح ونشر الديمقراطية والحرية في بلادنا؟؟؟....

هل نحتاج يا أمة الإسلام أن نتلقى مبادئ الإصلاح ممن هم أهل الإرهاب والقتل والفساد؟؟؟...
أجل والله يا أمة الإسلام نحن بحاجة إلى الإصلاح, أي والله, ولكن كيف؟؟؟؟....

الإصلاح يا أمة الإسلام أن نعود إلى كتاب الله ونقتدي بسنة الحبيب وصحبه..
الإصلاح أن نصلح ذات بيننا ونقف يدا واحدة لدفع البغي والظلم والطغيان عن أمة القرآن؟؟
الإصلاح أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لجمع الأمة ولمّ شملها وشعثها كما فعل أجدادنا العظام...
الإصلاح يا أمة الإسلام أول ما يجب أن نبدأ به إصلاح الفرد من الداخل ونبذ الأحقاد والضغائن من قلوبنا...
الإصلاح يا أمة الإسلام أن نجعل من قول الله تعالى نبراسا ننير به درب طريق أمتنا: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).

Saowt
05-15-2006, 02:00 PM
المرآة الحادية عشر:

انقلبت المفاهيم!! فؤمِّن الخائن وخُوِّن الأمين.. وساد أراذل الناس!!

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يُصَدَّق فيها الكاذب ويُكَذَّب فيها الصادق ويُؤْتَمَن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة" قيل: وما الرويبضة؟ قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة" رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما
وفي البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: "إذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"

سنون خداعة.. أصبح أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع.. وصورت وسائل الإعلام والصحف الفسقة بالأبطال.. وأهل الغيرة وحماة الدين بالمتزمتين الأصوليين!!
والله إن الإنسان ليعجب إذا رأى من يتصدر الصحف ووسائل الإعلام!!!!
حثالة من أهل الشهوات أو من أصحاب الأفكار المريضة الملوثة بمرض التبعية
بينما جعل أهل الخير والصلاح بمعزل عنها ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد

إذا عيـّر الطائي بالبخل مادرٌ *** وعيـّر قسًّا بالفهاهـة باقـل
وقال السها للشمس أنت كسيفة *** وقال الدجا للبدر وجهك حائل
فيا موت زر إن الحيـاة ذميمة *** ويا نفس جدي إن دهرك هازل

كلسينا
05-15-2006, 02:07 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

Saowt
05-29-2006, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

المرآة الثانية عشر:

أنت واقف تحت الشمس وقد بلغ منك العرق بمقدار ذنوبك إلى الكعبين أو الساقين أو الصدر أو الفم فيغمرك العرق.. وأنت في هذا الموقف تتمنى أن ينتهي بأسرع ما يمكن وبأي طريقة وحولك يقف أصدقاؤك الذين كنت معهم على غير طاعة الله لا يستطيعون أن يفعلوا لك شيئا ولا حتى أن يكونوا كما كانوا يفعلون في الدنيا "رجالا" في مواقف المعصية فهم مشغولون بأنفسهم أيضا.

وبينما أنت في هذا الموقف العصيب تنظر على مقربة منك فترى ظلا عظيما ممتدا يقف تحته الكثير من الناس كنت تعرفهم بأشكالهم بل حتى منهم من تعرفه باسمه بل ومنهم من وقفت وتكلمت معه مرات ومرات ما بالهم هناك وأنا هنا؟؟؟ بل ما لهم مستظلين وأنا في عرق ذنوبي غريق.

نعم أليسوا هم من كانوا يدعونني إلى صحبتهم ويلحّون عليّ في ذلك؟؟ أليسوا هم من كانوا يحذرونني من صحبة رفاقي ويخبرونني بهذا المشهد ويرجونني ألا أكون في موضعي هذا؟؟ حينها يملأ الندم قلبك ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا)).

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" وفي الآية ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)).

ولعل من أفضل العبارات التي تصوغ شكل الصاحب والرفيق عبارة الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى من القرن السادس الهجري حيث قال رحمه الله: "ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال: أن يكون عاقلا حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا".

ويختم ابن الجوزي رحمه الله تعالى فيقول: "ومن اجتمعت فيه هذه الخصال كلها فإن صحبته لا ينتفع بها في الدنيا فقط بل ينتفع بها في الآخرة وعلى هذا يحمل كلام بعض الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى: استكثروا من الأخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة ".

وخير ختام لهذا الكلام قول الله تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
أخي.. إنها دعوة لإعادة النظر في أصدقائك وتوصيفهم تبعا للقواعد التي ذكرناها سابقا فإما أن تنال بهم الشفاعة يوم القيامة وتكون معهم في تلك المكانة العظيمة وإما أن تبدأ بالأخذ بنصيحتي وتستعد باختيار أصدقاءك فستحتاج إليهم في ذلك المقام.

Saowt
06-07-2006, 11:40 AM
المرآة 13:

سجّل مقياس درجة التقوى لعصرنا الحالي انخفاضاً كبيراً في مستوى الإيمان وهذا يرجع إلى شدة البرودة التي سادت جميع أرجاء ضمائر الناس..
كما سجلنا هبوب رياح محملة بالعلمانية والانحلال وتسرّب تيارات غربية على الوطن الإسلامي في الأوساط الفكرية والعقائدية، وعن طريق الصور التي التقطناها من القرآن والسنة لاحظنا تشكّل غيوم من الفتن كقطع الليل المظلم كما لاحظنا نشوء زوابع من البدع والخرافات شوّهت وجه الإسلام وأدّت إلى تولّد براكين من الأحقاد وزلازل من الشحناء بين المسلمين.

أما توقعاتنا لغد إن شاء الله:
فإنه سيعود الصفاء لعقول الشباب المسلم ما إن تمسّك بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسينقشع الضباب من على الطريق مما يجعل رؤية فجر الإسلام واضحة، وفي الصباح ستسقط بعض الأمطار الخفيفة على القلوب المؤمنة لتزيل بعض الأتربة الغربية الملوثة.

وأخيراً:
ننصح أخواتنا المسلمات بارتداء الحجاب الإسلامي نظراً لشدة الرياح المحمّلة بالانحلال والضلال.
كما ننصح الشباب المسلم بارتداء نظارات غضّ البصر عند الخروج في الصباح. مع تمنياتنا بقضاء إجازة سعيدة على كوكب الأرض خالية من الأتربة الغربية، والاستمتاع بالأيام في ظل الإسلام

جهاد
06-07-2006, 04:14 PM
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً ....
و جعل ما تكتبون في موازين حسناتكم .

من هناك
06-07-2006, 09:55 PM
هل هذا الذي يركض جهاد ما غيرو او تقليد؟

mohammad
06-08-2006, 04:09 AM
سجّل مقياس درجة التقوى لعصرنا الحالي انخفاضاً كبيراً في مستوى الإيمان وهذا يرجع إلى شدة البرودة التي سادت جميع أرجاء ضمائر الناس..
كما سجلنا هبوب رياح محملة بالعلمانية والانحلال وتسرّب تيارات غربية على الوطن الإسلامي في الأوساط الفكرية والعقائدية، وعن طريق الصور التي التقطناها من القرآن والسنة لاحظنا تشكّل غيوم من الفتن كقطع الليل المظلم كما لاحظنا نشوء زوابع من البدع والخرافات شوّهت وجه الإسلام وأدّت إلى تولّد براكين من الأحقاد وزلازل من الشحناء بين المسلمين.

أما توقعاتنا لغد إن شاء الله:
فإنه سيعود الصفاء لعقول الشباب المسلم ما إن تمسّك بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسينقشع الضباب من على الطريق مما يجعل رؤية فجر الإسلام واضحة، وفي الصباح ستسقط بعض الأمطار الخفيفة على القلوب المؤمنة لتزيل بعض الأتربة الغربية الملوثة.

وأخيراً:
ننصح أخواتنا المسلمات بارتداء الحجاب الإسلامي نظراً لشدة الرياح المحمّلة بالانحلال والضلال.
كما ننصح الشباب المسلم بارتداء نظارات غضّ البصر عند الخروج في الصباح. مع تمنياتنا بقضاء إجازة سعيدة على كوكب الأرض خالية من الأتربة الغربية، والاستمتاع بالأيام في ظل الإسلام


هذه الموسيقا... من أين تنبعث؟؟

هل الكلام منقول ام خاص بصوت؟؟

Saowt
06-08-2006, 06:31 PM
ام خاص بصوت؟؟
شو هيدي؟؟ نكتة الموسم؟؟؟؟
ومن ثم لم نشر هذه الإشاعات؟؟؟؟؟؟؟؟

mohammad
06-08-2006, 06:41 PM
ما فهمت.. يعني خاص بالمنتدى.... ولا منقول؟؟؟

مش هيدي نكتة الموسم... ازا بدك منحكيلك ياها بعدين

Saowt
06-09-2006, 10:09 AM
لو سمحت أخي محمد...
اختصاصي المنقول... لكن حالما يكتب في المنتدى بيصير حقوق الطبع والنشر محفوظة لصوت..


المرآة 14:



::::بيانات العملية::::


نوع العملية: تخلية القلب وتحليته
المريـــــــض: شاب مسلم يعاني من شوائب في قلبه التي تعكر من صفائه، وأثر ذلك عليه بارتفاع ضغط الدم لنقص هرمون التسامح (هرمون التغاضي عن الأخطاء) فهو لا يشفع لأحد زلته، ولا يرضى بالمبادرة بالسلام، يحاسب على كل كلمة، ليس في صدره سعة لغيره...

كذلك بدا واضحا بعد تخطيط القلب أن الشاب يعاني من اضطرابات قلبية لترسب مادة دهنية تسمى حسد القرين فهو دائما يحس بالغيرة من غيره أو صديقه وذلك لتفوقه في جانب معين، أو أنه يحظى باحترام الجميع....

::::اجراءات الطبيب::::
1) تخدير المريض (البنج) بمادة ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ أي الاقتناع بأهمية التسامح وصفاء القلب وضرورة التغيير.
2) تطهير مكان جرح العملية بمادة﴿ إنما المؤمنون إخوة﴾ فلا إخوة بلا إيمان ولا إيمان بلا أخوة.

3) فتح الجرح وإخراج القلب و﴿ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين﴾
4) حقن القلب بدواء مضاد لدهون الحسد « دب إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء وهي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»

5) إعادة القلب إلى مكانه «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»
6) خياطة الجرح بشعرة معاوية فإذا شد الناس أرخى، وإذا أرخوا شد.

ثم كتب الطبيب الوصايا والإرشادات الصحية التالية:
1) أن يتناول قبل النوم حبة واحدة من اللهم إني عفوت عمن ظلمني.
2) أن يداوم على الرياضة الروحية بحيث أن يدعو (الدعاء) بالمزيد من الخير لكل من يحسد.. أو من يضمر له الحسد.
3) وكثرة مغالبة النفس تذللها.

كلسينا
06-09-2006, 01:19 PM
جازك الله الخير شو غاطة عالصوفيين هذه الأيام ؟
عندهم شيئ من الجمال لا نستطيع إنكاره . رغم معارضتنا الشديدة لبعض أفكارهم ، وخصوصاً صاحبتك سحر الحلبي . والحلوليين منهم
ولكن فيهم ذوقيين ، تدرس مناهجهم وهي غنية جداً .

Saowt
06-09-2006, 09:05 PM
وجزاك خيرا مثله...
شو جاب سيرة الصوفيين هلأ؟؟
بعدين سحر صارت صاحبتي؟
قول استغفر الله العظيم... 3 مرات كمان

كلسينا
06-09-2006, 09:11 PM
حاضر أستغفر الله العظيم 3 مرات .

من هناك
06-09-2006, 10:06 PM
كيف صارت سحر صاحبتك يا ست صوت؟

Saowt
06-10-2006, 03:50 PM
انا بريئة.. صدقوني
اسال الحاج كلسينا وخلينا نعرف كيف صارت صاحبتي!!!

Saowt
06-10-2006, 08:16 PM
المرآة 15:

شهادة وفاة اعطيها لكل من يصادق انسان لاجل مصلحه دنيئه ولايفكر بمصلحه الاخرين الا بمصلحته الشخصيه فقط لاغير حتى اصبح عاجزا تكوين له صداقه بمعنى الكلمه ولكن كون صداقه مصالح ولكن ما يؤرقني انه يعتقد انه على صواب دائما والكل على خطا وهذا ينطبق على شخص واحد فقط يسمى"المصلحجي"

شهادة وفاة
الى كل من نزعت من قلبه الرحمه والعطف والحنان من لب قلبه.. فيعامل الناس كالخدم عنده وهذا كله بسبب ماذا؟ لانه عنده مال ولديه منصب راقي لايستطيع احد يوصل اليه ولايعلم ان الذي اعطاه هذا المنصب يستطيع اخذه مره اخرى ويجعله فقيرا بائسا فيكون ميت القلب والعاطفه ولكن جثه ظخمه بغرورها وكبريائها تتحرك وبلا شك ينطبق هذا الكلام لشخص واحد وهو "الانسان المتكبر والمغرور"

شهادة وفاة
الى كل ولي امر غاب عن اسرته وتركها تصارع الحياه الى كل ولي امر لم يسال عن حال ابنه في المدرسه او عندما يغيب عن المنزل لفتره.. او لم يهتم به ولم يهتم ببناته وزوجته التي صبرت عليه ايامن عسيره.. الى كل ولي امر لم يقدم الحنان لابنائه ويقسو عليهم مما جعلهم ينحرفون الى طريق اخر.. ونسى ان ابنائه بشر وليس "حيوانات" لكي لايهتم بهم.. حتى الان تجدون ان اهتمام الناس للحيوانات اكثر من اهتمام البشر لابنائهم ولااستطيع غير قول جمله"لاحول ولاقوه الا بالله العلي العظيم"

شهادة وفاة
الى كل ام لم تستحق كلمه"ام"من الاساس وكان همها الوحيد هو ماطرح من موضات في الاسواق وهمها وشاغلها الشاغل مكياجها وعطورها وصديقاتها ونست ان لها زوجا يجب ان تعطيه حقه كاملا ولها ابناء سوف تحاسب عليهم يوم القيامه ...فنعم تستحق شهاده الوفاه بجداره مع مرتبه الشرف لكي تعلقها في الجدار كي يراها الناس على حقيقتها

شهادة وفاة
الى كل زوجه غيوره ومن شده غيرتها تريد ان تقطع اواصر العلاقه بين زوجها واهله بين زوجها وحمياتها بين زوجها واصدقائه لكي تستمكن حتى تتمكن به لوحدها وتجعله مقيدا داخل المنزل لا يخرج الا رجلها على رجله.... فهي محاسبه واذا لم تنل جزائها وحقها في الدنيا سوف تناله في يومن لا ريب فيه

شهادة وفاة
يستحقها كل شخص حرم اهله وحرم زوجته وحرم ابنائه وحرم نفسه ايضا من المال واخذ يكنز المال!!! ولديه المال الكثير ولكن لايصرف منه الا ليبل نشف ريقه

شهادة وفاة
لكل شاب لعب با حساس فتاه بريئه فتاه مغفله فاخبرها بانه يحبهاولايستطيع العيش بدونها

شهــــــــــــادة وفـــــــــــــاة
لكل من يتكلم بأعراض الناس ولدية زوجة واخوات ومحارم!!!

Saowt
06-12-2006, 10:10 PM
المرآة 16:

جلس على كرسي مكتبه في بيته وهو مثقلٌ بهموم العمل بعد أن صنع كوباً من الشاي، قام بتشغيل جهازه الشخصي المتهالك الذي يحتاج تشغيله إلى فترة طويلة وبعد أن ظهر سطح المكتب فتح على برنامج الفوتوشوب لتصميم عمل كبير، مضت قرابة الساعة والنصف على بداية عمله ولما قارب الانتهاء إذا بمربع يظهر يقول بشيء من الاستخفاف: لقد قمت بعملية غير شرعية، ثارت أعصابه، لا، ولكن فات الأوان ليس له إلا أن يضغط زر موافق ليهدم كل ما بنى وليس له إلا
هذا الخيار شاء أم أبى.

ومجيء هذا المربع يعني أن يغلق الجهاز البرنامج الذي تعمل فيه الآن، وإذا لم تحفظ عملك قبل مجيء هذا المربع الخطير يعني أن تفقد كل ما عملته في لحظة واحدة.
ملّ من هذا التهديد فلقد كان يأتيه بين الفينة والأخرى، فقام بعمل فورمات للجهاز بعد أن حفظ ملفاته الضرورية على أسطوانة فاستراح من هذه الآفة الخطيرة.

وكما أن الجهاز يحتاج إلى فورمات إذا أصابته عاهة مستديمة فالقلب أيضاً بحاجة إلى فورمات حينما يمتلئ بالخنا والفسق والمجون ويطفو حينها الإيمان كما الخشبة ويخشى عليه من الغرق.

وأفضل فورمات نعملها للقلب هي كثرة سماع الذكر الحكيم والقرآن الكريم والمحاضرات وشيء من النشيد الإسلامي الخالص للترويح عن القلب. ولقد ذكر لنا أن أحد الشباب مغرم بسماع الأغاني وكان يقول: لا أستطيع تركها وهي حياتي، وكثيراً من الكلمات التي تثير الإحباط واليأس. لكن هذا الشاب أكثر من سماع القرآن وسماع المحاضرات والدروس فأنساه الله كل الأغاني بعد أن يحفظ منها الكثير الكثير.

في الختام أحب تذكيرك أخي المقصر –وكلنا ذاك– بأرجى آية في كتاب الله: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر 53

مختلف
06-14-2006, 02:11 AM
أخت صوت .. جزاك الله خيراً على صقل هذه المرايا البرّاقة واللامعة ..
في موازين حسناتك بإذن الله .. :)

يا ليت فقط تقومين بتزقيم مزاياكِ .. وإضافة مرايا جديدة بين الفينة والأخرى ..

Saowt
06-14-2006, 04:00 PM
ما معنى تزقيم؟؟؟

من هناك
06-14-2006, 04:56 PM
قصده ترقيم مراياك ::)

Saowt
06-14-2006, 05:05 PM
إذا هيك بسيطة...أنا سألت أحدهم ما معنى تزقيم... عاد قال لي من كلمة زقوم!!!!:eek:

مختلف
06-14-2006, 07:04 PM
:D
عفواً .. كانت زلّة كيبورد ..

fakher
06-14-2006, 07:15 PM
تزقيم تعني تلقيم

Saowt
06-16-2006, 01:19 PM
المرآة 17:

كتب التاريخ عن رجل أحيا أمة، حمل دعوة ورسالةً موجهةً إلى الأمم كافة رسالةً واضحة "أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"....
وكتب التاريخ عن رجال آمنوا به وبرسالته ونصروه وأيدوه ودافعوا عنه وحملوا دعوته ورسالته ونشروها بين الأمصار... كتب عن "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" هم خير أمثلة وخير قدوة لكل زمان ومكان.. .كتب عن رجال لم يكن ولائهم إلا لله ولرسوله وللمؤمنين و"لم يوادوا من حاد الله ورسوله"...
كتب التاريخ عن جيل من الصحابة والتابعين الذين زهدوا في دنياهم وبدّلوها بجنات عرضها كعرض السموات والأرض وأزواج مطهرة ورضى من رب العالمين.......

وسيكتب التاريخ عن زماننا... عن شباب كأني بهم من بقايا بدر والقادسية واليرموك، عن رجال عرفوا معنى الرجولة.. سيكتب التاريخ عن شباب ترى أحدهم كأنه "قرآناً يمشي على الأرض".. أخلصوا أنفسهم لله عز وجل، تركوا ديارهم وأموالهم وأزواجهم وأطفالهم من أجل الله... ومن أجل دينه سبحانه......

سيكتب التاريخ عمن صنعوه، عمن باعوا أنفسهم لله عز وجل وأقرضوه قرضاً حسناً بأن لهم الجنة، تعالت نفوسهم فوق نفوس البشر، ملك على أنفسهم حب هذا الدين فطلقوا الدنيا وعافوها بما فيها من زخرف وفتن.. باعوا الحياة ليشتروا بصداقها حوراً وأنهاراً جارية...

سيكتب التاريخ عن رجال قاموا في عهد الظلم والجور، في عهد الخنوع والذل، في عهد الاضطهاد والاستسلام، ليقفوا في وجه الكفر وأهله الذين أعلنوها حرباً ضروساً على الإسلام وأهله وليحيوا فريضة الجهاد... لا يضرهم من خذلهم من إخوانهم ولا من خالفهم ممن حولهم ولا من سعى لقتلهم وسجنهم ولم يخشوا في الله لومة لائم...

سيكتب التاريخ عن رجال ماتوا لتحيا أمم وشعوب ماتوا ليحيا هذا الدين، سيكتب عن زمن القابضين على الجمر، العاضّين على الإيمان بالنواجذ المتمسكين بكتاب الله ونهجه يوم أن هجره البشر...

سيكتب التاريخ صفحات وصفحات من مداد هؤلاء الأطهار الأشراف الذين قال فيهم رسول الله أن المؤمن الحق منهم بخمسين من الصحابة....... نسأل الله أن يجعلنا منهم وأن يستخدمنا وأن لا يستبدلنا وأن يحيي بنا دينه....

Saowt
06-21-2006, 10:24 AM
المرآة 18:

كل منا من الآن يختار الحال التي يرغب أن يقبض عليها وأسأله تعالى أن يقبضني ساجدا لوجهه الكريم.. آمين.. كثيرة هي الأمنيات التي تحدو أذهاننا صباح مساء, أمنيات في الزوجة والعمل والمركز الإجتماعي والمال والمسكن.. ولكن من منا جلس مع نفسه يتفكر في شكل الخاتمة التي يرجوها لهذه الحياة؟؟
لا شك أن الناس يتفاوتون في أمنياتهم ورؤاهم لهذه اللحظة، وما من شك أن هذا الاختلاف ما هو إلا انعكاس لأحلام حياتهم كلها.. فتعالوا بنا نتأمل كيف تمنى الآخرون خاتمتهم:

** لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتدّ عليه الكرب فلما أخذ يشهق بكت ابنته،
فقال: يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.. كلها لأجل هذا المصرع..

** أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعدّ أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت، سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه وقد اشتدّ نزعه وعظم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله: خذوا بيدي!!
قالوا: إلى أين؟.
قال: إلى المسجد..
قالوا: وأنت على هذه الحال؟؟
قال: سبحان الله!! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه؟؟ خذوا بيدي
فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده.... نعم مات وهو ساجد..

** واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له: ما يبكيك وأنت أنت!! يعني في العبادة والخشوع والزهد والخضوع..
فقال: أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم ثمّ لم يزل يتلو حتى مات

** أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول:
من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ ومن يستغفر لك من الذنوب ثم تشهد ومات..

** وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه: اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم.. بكى ثم قال: يا من لا يزول ملكه.. ارحم من قد زال ملكه.... ثم لم يزل يبكي حتى مات..

** أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به الموت جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه.. فبكى عبد الملك ثم قال: يا ليتني كنت غسالاً.. يا ليتني كنت نجاراً.. يا ليتني كنت حمالا.. يا ليتني لم ألِ من أمر المؤمنين شيئاً.. ثم مات

** وهذا مشهد من عصرنا الحديث:
** شاب أمريكى من أصل إسبانى، دخل على إخواننا المسلمين فى أحد مساجد نيويورك في مدينة 'بروكلين' بعد صلاة الفجر وقال لهم أريد أن أدخل فى الإسلام.
قالوا: من أنت؟
قال: دلوني ولا تسألوني.
فاغتسل ونطق بالشهادة، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجب منه رواد المسجد جميعاً.
وفى اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك؟
قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبى بالمسيح عليه السلام ولكننى نظرت فى أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً فبحثت عن الأديان وقرأت عنها فشرح الله صدري للإسلام ، وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق فجاءنى المسيح عليه السلام فى الرؤيا وأنا نائم وأشار لى بسبابته هكذا كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمدياً .
يقول: فخرجت أبحث عن مسجد فأرشدنى الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.
بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء ودخل هذا الشاب الصلاة مع المصلين ، وسجد فى الركعة الأولى، وقام الإمام بعدها ولم يقم أخونا المبارك بل ظل ساجداً لله فحركه من بجواره فسقط فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جل وعلا.

** أخي في الله تأمل طويلا في هذه الخاتمة:
وهذا زوج نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة ' سالم اكسبريس ' يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج يقول: صرخ الجميع [[إن الباخرة تغرق]] وصرخت فيها هيا اخرجي.
فقالت: والله لن أخرج حتى ألبس حجابى كله
فقال: هذا وقت حجاب؟؟ اخرجي!! فإننا سنهلك!!!.
قالت: والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابى بكامله فإن مت ألقى الله على طاعة فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها.. فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به وقالت استحلفك بالله هل أنت راضٍ عنى؟
فبكى الزوج.
قالت: هل أنت راضٍ عنى؟
فبكى.
قالت: أريد أن أسمعها.
قال: والله إني راضٍ عنك.
فبكت المرأة الشابة وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت... فبكى الزوج وهو يقول: أرجو من الله أن يجمعنا بها فى الآخرة فى جنات النعيم.

**وهذه أيضا....
وها هو رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا وجه الله، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده فى الفراش، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً: يا رب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان فى آخر لحظات حياتي. ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان فى غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله خر ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها .

**ختامها مسك:
وهذا شيخنا المبارك عبد الحميد كشك رحمه الله يقبض فى يومٍ أحبه من كل قلبه فى يوم الجمعة يغتسل، ويلبس ثوبه الأبيض، ويضع الطيب على بدنه وثوبه ويصلى ركعتى الوضوء، وفى الركعة الثانية وهو راكع يخر ساقطاً فيسرع إليه أهله وأولاده، فوجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.
وقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه.

كلسينا
06-22-2006, 07:27 PM
سبحان الله تذكرني هذه المرآة بمن ينسى الموت وتأخذه دوامة الحياة ، ناسياً قول أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين إن هذه الحياة الدنيا كمن دخل من باب وخرج من الآخر .
ويذكرني الشاب الأمريكي بالآية الكريمة التي تقول بأن هناك من أهل الكتاب من يؤمن بالله و بما أنزل إليك وما أنزل إليهم ولا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .
سبحان مثبت القلوب . اللهم ثبتنا على الإيمان وتوفنا وأنت راضٍ عنا وأحشرنا مع الأبرار يا رب العالمين ، وأجعل الدنيا آخر همنا يا رب العالمين .

Saowt
06-23-2006, 12:58 PM
اللهم ثبتنا على الإيمان وتوفنا وأنت راضٍ عنا وأحشرنا مع الأبرار يا رب العالمين ، وأجعل الدنيا آخر همنا يا رب العالمين
اللهم آمين آمين

Saowt
06-29-2006, 11:46 AM
المرآة 19:

... وانفردت بنفسي في حجرتي.. وأحضرت ورقتين وقلماً، وكتبت في رأس الأولى: قائمة بنعم الله عليّ.. وكتبت في رأس الثانية: قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب

وبدأت أكتب ما أتذكره من نعم الله علي في ذات نفسي فيما حولي مما تتعلق به حياتي
وشرعت أكتب وأكتب، وأنا أرى نعم الله تتوالد أمام عيني كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها أو تقوم عليها ومما كتبته نعمة العقل.. والذاكرة.. والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج.. والبراعة في عرض الأفكار.. وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان.. ومجرد اللسان نعمة كبرى.. ونعمة البصر.. وعدم الحاجة إلى استخدام نظارة نعمة أخرى.. ونعمة القراءة والكتابة.. وهكذا..

واكتملت الورقة الأولى، ولم يكتمل شريط العرض لاستعراض نعم الله علي... وسحبت ورقة أخرى، وواصلت تدوين النعم: نعمة الوجود أصلا.. نعمة الصحة والسلامة البدنية وكمال الأعضاء، نعمة العلم، والقدرة على التعليم، نعمة الشم، والسمع، والحركة، الخ الخ

وإذا بي أقف عاجزاً بعد أن أكملت الورقة الثانية مما أتذكره من نعم الله ، ولقد رأيت نفسي أشبه بالغريق في خضم بحر عظيم.. واكتفيت بما كتبت وأنا أردد: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ"

وانتقلت إلى القائمة الثانية وقلبي لحظتها قد بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله
وشرعت أكتب ما أتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي وزلات التي اغترفتها ولا أزال متلطخا بكثير منها، وكذلك لم أنس أن أكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض، والتكاسل عنها
ومما كتبته: خطايا باللسان كثيرة.. من غيبة وسخرية بالناس، وكذب وهذر قول في سفساف الأمور.. وخطايا بالعين من نظر لا يحل إلى أمور لا يرضى عنها الله.. ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه... وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه كالاستماع إلى الأغاني.. ومنها صور كثيرة من عقوق الوالدين.. ونحو هذا كثير

وكتبت وكتبت وكتبت، وإذا بهذه الأخرى تتوالد كأنها الدود، وهالني أني رأيت هذا الزحم من الهفوات والزلات والمخالفات وشرعت أسحب ورقة أخرى لأواصل رحلة البحث وإذا بي أمام قائمتين على طرفي نقيض تماماً..

أما الأولى فنعم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتي كلها.. نعم تغمرني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي، ومن فوقي ومن تحتي، وفي من حولي مما يتعلق به أمري ومن لحظة ولادتي إلى يوم الناس هذا.. أعطاني كل ذلك بلا سؤال مني، لعلمه هو بما ينفعني

وأما الثانية فقائمة يطأطئ لها الرأس حياء.. قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات وهفوات وقصور وتقصير وجرأة على الله تعالى.. ولم أشعر إلا بدمعات تنساب على خدي وأنا أعيد النظر متأملا هذه تارة وهذه تارة، وتذكرت الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه: "إني والأنس والجن في نبأ عجيب.. أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، و يتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أحوج ما يكونون إليّ"..

عندها شعرت بموجة غامرة من الحياء تغمرني من الله سبحانه بل شعرت بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله.. وكيف لا يحبه قلبي وهو يتعامل معي على هذه الشاكلة العجيبة.. وأنا أتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة...؟؟؟

ودخلت معي نفسي في سلسلة عتاب، ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. قفزت إلى ذهني خاطرة جعلتني أجهش بالبكاء.. تذكرت كيف أتعامل مع أبنائي؟؟ كيف أني أرى بأني قائم بأمرهم كله، ومن ثم فعليهم طاعتي، وعدم مخالفتي وأني لا أتحمل ما يفرط منهم من مخالفات، فأنزل بأحدهم عقابا يناسبه! بل أحيانا بما لا يناسبه!! وإنما هي فورة غضب عارمة وقلت لنفسي : فكيف لو عاملني الله بما أعامل به أبنائي؟؟ كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها؟؟ إذا لأهلكني منذ زمن...

وأيقنت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما، فكيف لا يحبه العباد سبحانه أشد الحب وأعلاه وأعظمه؟؟ حقا ساعة خلوت فيها مع الله لأقوم بهذه التجربة، لكنها كانت خير ساعات عمري.. لقد خرجت منها وقلبي يمور بمشاعر متباينة, الخوف والرجاء والحياء والحب..

الخوف من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام والهفوات والزلات والرجاء لأن من أنعم ابتداء، سينعم انتهاء.. ومن أعطى بلا سؤال، لن يبخل مع السؤال والإلحاح فيه.. والحياء من رؤية هذا الحشد من المعاصي والذنوب في مقابل تلك النعم التي لا تزال تتوالى.. والحب لأنه يستحق أن يمتلئ القلب بحبه جل جلاله..

يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله!!! وقد قال علماؤنا أن ذرة من أعمال القلوب تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح... فلله الحمد رب العالمين.. ثم قلت وأنا أبتسم: وهذه وحدها من أعظم نعم الله علي وعندها خررت ساجدا وأنا أبكي، وأردد: املأ قلبي بحبك.. املأ قلبي بحبك.. املأ قلبي بحبك.... يا رب.. يااااااااااا رب ... ياااااااااااا رب

جهاد
06-29-2006, 12:02 PM
الفكرة جميلة وفقكم الله , لكن عندي اعتراض على طريقة عرض النعم و عرض المعاصي :
بالنسبة لعرض النعم :
فيها بعض "التفنيص" :
والبراعة في عرض الأفكار.. وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان
أما في ذكر المعاصي فالرسول عليه الصلاة و السلام نهانا عن ذكرها :" و اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا "

فهل توافقونني الرأي؟؟

و جزاكم الله خيراً ..

Saowt
06-30-2006, 09:36 PM
لا أعتقد ذلك يا جهاد..
فعندما يتذكر أحدنا نعم الله فسيسردها كلها... وهذا يكون ضمن التحدث بنعمة الله تعالى...
ما بعرف.... لكن أعتقد أن ورودها هنا مطلوب.. فمن أركان التحدث بنعمة الله: الاعتراف بها باطناً. والتحدث بها ظاهرا. وتصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها، فإذا فعل ذلك فقد شكرها، مع تقصيره في شكرها.


المرآة 20:
عاش اليهود في كنف دولة الإسلام في الأندلس، بكل خير ورفاهية ورغد عيش، فلا أحد يفكر أن يظلمهم أو يصادر حقوقهم، وانتظم كثير منهم في سلك الوظائف العامة، حتى ولي بعضهم مناصب خطيرة مثل الوزارة والحجابة، وزاد ثراء هذه الطبقة، وعاشوا على أفضل ما يكون في ظل عدالة الشريعة الإسلامية، وسماحة المسلمين المعهودة مع الذين لم يقاتلهم في الدين.

ولما سقطت دولة الإسلام في الأندلس في 21 محرم سنة 897هـ، وجاء الحكم الصليبي الإسباني للبلاد، كان أول قرار تم اتخاذه هو إنشاء ديوان التحقيق أو التفتيش الإسباني, وكان الهدف منه مطاردة الكفار بزعمهم وحماية المذهب الكاثوليكي من الشبهات والضلالات، وكان اليهود هم أول ضحايا سياسة العنصرية والمحو التي رسمتها إسبانيا الصليبية، وكان القرار الذي أصدره الملكان فريناندو وإيزابيلا في 22 جمادى الأولى 897هـ ـ 30 مارس 1492م، والقاضي بأن يغادر سائر اليهود الذين لم يتنصروا من أي سن وظرف إسبانيا في غضون أربعة أشهر من تاريخ القرار، ولا يعودوا إليها أبدًا، ويعاقب المخالفون بالموت والمصادرة، فتنصر كثير منهم حفاظًا على أرواحهم وأموالهم وهام الباقون على وجوههم في الأرض، بين الحرمان والتجريد والتشريد.
الجدير بالذكر أن الدولة العثمانية قد وافقت على إيواء هؤلاء اليهود المطرودين في ولاياتها وذلك أيام السلطان سليمان القانوني، وكان ردهم على هذا المعروف العظيم، التآمر على إسقاط هذه الدولة وذلك عبر تنظيم يهود الدونمة الشهير.

Saowt
07-01-2006, 02:37 PM
المرآة 21:

يقول أحدهم: عندما تجاوزت الثلاثين من العمر بدأت تلوح شعرات بيضاء في رأسي ولحيتي وهي مرحلة عمرية قطعناها -والله المستعان- ثم ازداد الوقار مع مرور السنوات وبعدما تجاوزت الأربعين وقفت مع نفسي لم لا أغيّر كما غيّروا, وأدخل على نفسي عاملاً معنوياً بصبغ الشعر, وفعلاً عدت في الصورة شباباً كأنني ابن الثالثة والعشرين, ولست كذلك, إلا أنّ ما يقلقني كثيراً أولئك الذين فعلوا مثل ما فعلت, وبدت بعض ممارساتهم وتصرفاتهم أشبه بتصرفات الطائشين, وسوّغوا لأنفسهم أفعالاً يستحي المرء من ذكر طرف منها حتى قلت في نفسي: أهذا ابن التاسعة والأربعين من عمره؟ ثم تجاوز الأمر ما ذكرت إلى الجرأة على بعض محارم الله تعالى والولوغ في معاصٍ لا أتوقع أن يقعوا فيها لوكان الوقار ظاهراً بادياً لكنهم أخفوه, وبإخفائه اختفت الرزانة والاتزان والحكمة..

ولك أخي أن تتأمل التساؤل التالي: هل تتوقع من امرئ قد امتلأ رأسه بالشيب وكذا لحيته أن يصدر منه شئ مما أشرت إليه آنفاً؟ كلا سيضرب ألف حساب لهذه الشعرات البيض حتى لا ينتقد في تصرفاته كيف ومثله ينتظر منه الرزانة والاتزان والحكمة والمشورة والأبوّة الحانية, وربما يكون من أهل الحل والعقد, لا أقول: هذا كل من صبغ شعره بالسواد, وإنما بعضهم, فيا من صبغت شعرك, أذّكرك بما يلي:

1 – تذكّر بأنك لا زلت كبيرا, والكبير يتأكد قربه من الله تعالى لا سيما أن أمامه قبر وحشر ونشر.
2 – لا يغريك السواد بأن تنسى نفسك فتزلّ بقول أو فعل يقبح صدوره من مثلك.
3 – إياك والإغراق في الحديث عن النساء وكثرة المزاح فيما دون السرّة.
4 – أنت تحت المجهر, والسواد لا يحيلك صغيراً، والناس ليسوا بأغبياء فهم إن لم يعرفوا سنّك فلا أقلّ من قرب توقعاتهم جداً.
5 – قال الشاعر:
نسوّد أعلاها وتأبى أصولها *** ولاخير في فرع يفضحه الأصل

6 – لا تستخف دمك في بعض المجالس بتعليق أو طرفة لايحسن صدورها من مثلك.
7 – تذكّر صورتك قبل أن تصبغ قبل صدور أيّ تصرف قد تندم عليه.
8 – لا تكثر الحديث عن الأعمار فقد يظن بك ما خفت الوقوع فيه.
9 – لا تقلل من شأن من لم يصبغ شعره وهو في مثل سنّك.
10 – وأخيراً: ما نصيبك من نوافل العبادات في مثل هذا السنّ من قيام الليل وصيام النهار وقراءة القرآن, والصدقة.. إلخ

كلسينا
07-04-2006, 08:00 PM
مع الأسف فاجئني أحد الأخوان ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، والحريصين على العبادات . بإختصار (شديد الإلتزام حريص حتى في صغائر الأمور ) .
بوقوعه بما لا أعرف كيف أنصحه فيه لأنه شديد الكتمان بالموضوع ، والمشكلة الأكبر أن ولده من علم بالأمر وأخبرني ، من باب فشة الخلق فقط والفضفضة ، لخوفه من علم والده بأنه يعلم بالأمر ؟؟؟
أكره أن أتخلى عن صديقي وأنا أراه يهوى ، ولكن المشكلة عندما عرض علي طرف من الموضوع وشعر أنني لا أقبل به وحاولت نصحه، وأوهمني بأنه أقتنع ونهى الأمر . فلا أستطيع أن أتطفل على خصوصياته بما أنه لا يحب أن يفصح عنها .
نسأل الله مثبت القلوب أن يثبت قلوبنا على الإيمان ويسدد خطانا .

Saowt
07-11-2006, 09:56 PM
الأخ كلسينا... شكرا لمشاركتك... لكن عليك أن تعيد وتكرر وتذكره بالخطأ الذي ارتكبه... علّ هذه النصيحة صادفت وقتا صفيّ قلبه وعقله.... وأنكر خطأه وتاب.... بارك الله بك واسأل الله له الهداية.

المرآة 22:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة..

الأمانة في الوظيفة
من معاني الأمانة وضع كل شيء في المكان الجدير به، واللائق له، فلا يسند منصب إلا لصاحبه الحقيق به، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايته إليها.

((فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلامن أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها))

إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، فقد يكون الرجل رضي السيرة، حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعله منتجاً في وظيفة معينة.

ألا ترى إلى يوسف الصديق، إنه لم يرشح نفسه لإدارة شؤون المال بنبوته وتقواه فحسب، بل بحفظه وعلمه أيضاً (اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم) [ يوسف: 55] وأبو ذر لما طلب الولاية لم يره الرسول جلداً لها فحذره منها.

والأمانة تقضي بأن نصطفى للأعمال أحسن الناس قياماً بها فإذا ملنا عنه إلى غيره -لهوى أو رشوة أو قرابة- فقد ارتكبنا -بنتيجة القادر وتولية العاجز- خيانة فادحة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".

وعن يزيد بن أبي سفيان قال: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام، يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله: "من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم".

والأمة التي لا أمانة فيها، هي الأمة التي تبعث فيها الشفاعات بالمصالح المقررة، وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء، لتهملهم وتقدم من دونهم، وقد أرشدت السنة إلى أن هذا من مظاهرالفساد، الذي سوف يقع آخر الزمان.

جاء رجل يسأل رسول الله: متى تقوم الساعة؟ فقال له: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة! فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة.

ومن معاني الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملاً في العمل الذي يناط به، وأن يستنفد جهده في إبلاغه تمام الإحسان، أجل إنها لأمانة يمجدها الإسلام:
أن يُخلص الرجل لشغله وأن يعني بإجادته .
وأن يسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه.
فإن استهانة الفرد بما كلف به -وإن كان تافهاً- تستتبع شيوع التفريط في حياة الجماعة كلها، ثم استشراء الفساد في كيان الأمة وتداعيه برمته.

قال رسول الله: إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء يعرف به! فيقال: هذه غدرة فلان...
وفي رواية: لكل غادر لواء عند إسته، يرفع له بقدر غدرته، ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة.

أي ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها.
ومن الأمانة ألا يستغل الرجل منصبه الذي عين فيه، لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته، فإن التشبع من المال العام جريمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العامل إذا استعمل، فأخذ الحق وأعطى الحق، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته.

عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة، فقام إليه رجل أسود من الأنصار -كأني أنظر إليه- فقال: يا رسول الله، أقبل عني عملك! قال: ومالك؟؟ قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقول الآن: من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نُهي عنه انتهى.

وحدث أن استعمل النبي رجلاً من الأزد يقال له: ابن اللتبية، على الصدقة، فلما قدم -بها- قال: هذا لكم، وهذا أهدى إليّ! قال راوي الحديث: فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولآني الله فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدية أهديت إليّ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً؟؟.

والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة! فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير، ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت.!
قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون* واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم). [ الأنفال: 27 - 28].
*********************************** ***
من كتاب خلق المسلم - للشيخ محمد الغزالي ص: 43.

ومن الأمانة ألا يستغل الرجل منصبه الذي عين فيه، لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته، فإن التشبع من المال العام جريمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العامل إذا استعمل، فأخذ الحق وأعطى الحق، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته.

Saowt
07-28-2006, 03:41 AM
بفضل الله تعالى الإحسان لا ينقطع بين الناس بعضهم مع بعض.. والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.. وما من مضطر أو صاحب حاجة ألمّت به إلا وتُقضى غالبا من أحد إخوانه المسلمين، عرفه أو لم يعرفه وهذا ما تميّز به المجتمع المسلم, ولاشك أن الإنسان في الغالب يبذل ما يبذله من وجوه الإحسان إلى الآخرين لوجه الله تعالى, لكن قد يفسد إخلاصه ويعكّر صفوه

ما يلحظ عليه -أحيانا– من كثرة ورود هذا المعروف وهذا الإحسان على لسانه في المجالس! فيقول مثلا: نعم أنا وقفت مع فلان وقفة جبّارة في محنته المالية.. أو وجدت متعطلا في الطريق ثم قمت بإسعافه حيث عملت كذا وكذا.. أو ساهمت مع من ساهم في دعم مشروع كذا وكذا.. أو أنا لم أقصّر إطلاقا في مساعدة قريبي فلان.. أو تبرعت لكفالة أيتام بلد كذا..

يسوق ذلك كله من أفعال الخير التي ينبغي أن يتكتّم عليها رجاء موعود الله أمام الملأ، ويتزيّن به في المجالس وهو أصلا لم يُسأل عن ذلك, ولم يكن مضطرا لذكره وليست هناك مصلحة ظاهرة في الاستشهاد به!!

إنه والله الدّاء الذي استشرى.. أن يتحدّث المرء بما عمل من بذل المعروف والإحسان إلى الآخرين رجاء ثـناء الناس والإطراء وكسب محبتهم وحتى تُقضى حوائجه وأموره!

وهل هناك مصيبة أعظم من أن تأتي يوم القيامة مُفلسا من ذلك كله, ويقال لك: "اذهب فخذ أجرك من الذين عملت لهم –رياءً وسمعة–"؟؟

ولتـتذكّر قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نُوَفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}

أخي.. صبّر نفسك على الإخلاص, وعلى كتمان العمل الصالح أيّا كان ما لم تكن تقصد الإقتداء وحث الناس على فعل الخير.. فلا يزال أناس يعملون أعمالا كأنهم يمنّون بها على الله ويكررون ذكرها حتى تفسد بذلك نواياهم..

وقد يكون الباعث على ذلك التسلية ومسامرة الآخرين فيبطل بذلك عمله الصالح الذي ورد ذكره على لسانه وهو لا يشعر..

روي أنه إذا كان يوم القيامة يُجاء بالأعمال في صحف محكمة فيقول الله عز وجل: اقبلـــوا هذا... ورُدُّوا هذا!! فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل.. فيقول: إنّ عمله كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي....

عن عبد الله بن المبارك قال: قيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟!!
قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق...

وعن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: "ما صَدَقَ الله عبد أحَبَّ الشهرة"

قال صلى الله عليه وسلم: "أتخوّف على أمتي الشرك، قالوا: يا رسول الله، أتشرك أمتك من بعدك!!؟" قال: نعم، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا حجرا ولا وثنا ولكن يُراؤون بأعمالهم" رواه أحمد وابن ماجه

فعلينا أن نحاسب أنفسنا وأن ننتبه لهذا الأمر الخطير ولنعلم أن الله تعالى إذا أحب عبدا من عبيده فإن ذلك يكون في قلوب الخلق من حيث لا يشعرون، ولا يكن هَمُّ الانسان هذا الشيء ولكن هذا مما يُعزِّي العبد المؤمن..

أختم حديثي بحديث رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ناد مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" أخرجه أحمد والترمذي

Saowt
08-03-2006, 02:23 PM
المرآة 24:


ما عدت أشعر به إنه بالداخل، هذا مؤكد، ولكني ما عدت أشعر به منذ أمد, حقيقة لا أدري متى كان هذا أو أين أو حتى كيف؟ كل ما يدور بداخلي الآن أني لا أشعر به, لقد فقدته, كان موجودًا بداخلي, شعرت به حقا, ولكنه ما لبث أن مات.
إني أذكره بينما كان حيًا متقدًا بحرارته، كنت أشعر معه بالحياة تدب في أوصالي، وكلما أقدمت جوارحي على مرضاة الله؛ امتلأ هذا القلب الحي سرورًا وسعادة، وعلى النقيض من ذلك تظلمه المعصية، وتسدل الستور من حوله؛ فلا تسمح للضياء بالولوج إليه.

قال ابن القيم رحمه الله: والقلب المريض: [قلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما، ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر والعجب وحب العلو، والفساد في الأرض بالرياسة ما هو مادة هلاكه وعطبه، وهو ممتحن بين داعيين: داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة، وداع يدعوه إلى العاجلة، وهو إنما يجيب أقربهما منه بابًا وأدناهما إليه جوارًا، فالقلب مريض فإما إلى السلامة أدنى، وإما إلى العطب أدنى].

لكنني لم أتوقف، لم أسترح لقلبي وهو يتأرجح بين النور والظلام، لا أعلم هل نفسي تحب الظلام أم تعشق النور؟ يشعر المرء المتذبذب بين الاثنين أنه كالمجنون، يصل إلى أعلى مراتب الطاعات والقرب من الله؛ فيشعر بأن الأمر قد انتهى وأنه لا بد له أن يستقيم، ولكنه لا يلبث حتى يناديه الظلام يشده إلى دائرته، ويأبى أن ينفلت من إطاره فيقع في براثن المخالفة، ويهوي إلى عمق المبارزة لله، ثم يفيق بعد أن يصعق من هول الهبوط وعظم البعد؛ فيهرع مسرعًا إلى الله لاجئاً متضرعًا أن ينقذه من هوى الظلمات.

وبينما صاحبنا بين هذا وذاك، إذ به يترك الحبل لنفسه على الغارب تجره إلى الظلمات، يناديه عقله: أن قم، أفق قبل فوات الأوان، لكنه لم يصرف جهدًا في النجاة، بل ظل يسقط ويسقط ويسقط....

فلما وصل إلى القاع؛ وصل إلى فقد الشعور بقلبه، أماته بيده، لم يعد يشعر فيه بألم المعصية ولا لذة الطاعة، فقد كل شعور من حوله، بل فقد طعم الحياة نفسها.

لقد مات قلبي
أعلنها صرخة مدوية في جنبات المكان: لقد مات قلبه، فما عاد يشعر بشيء، ولكنه عاد يسأل نفسه هل لهذا الميت من حياة؟ هل له من عودة؟ كيف وقد مات؟ كيف وقد قتل نفسه بيده؟
قال ابن القيم رحمه الله: [[ضد هذا وهو القلب الميت الذي لا حياة به، فهو لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط؟ فهو متعبد لغير الله؛ حبًا وخوفًا ورجاء ورضًا وسخطًا وتعظيمًا وذلاً، إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه، فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه، فهو بالفكر في تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور، ينادي إلى الله وإلى الدار الاخرة من مكان بعيد، ولا يستجيب للناصح ويتبع كل شيطان مريد، الدنيا تسخطه وترضيه، والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه، فهو في الدنيا كما قيل في ليلى:



عدو لمن عادت وسلم لأهلها ومن قربت ليلى أحب وأقربا

بشرى إلى أصحاب القلوب الميتة:

تعالى معي نتأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: [[كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ قال: لا، فقتله، فكمل به مائة.
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقالوا: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد؛ فقبضته ملائكة الرحمة، قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره]]


رواه البخاري ومسلم.

لهذا الحديث الشريف فوائد كثيرة أحصاها العلماء رحمهم الله، لكن ما يعنينا منها ها هنا نقاط هي:
1-لقد قتل تسعة وتسعين نفسًا:
ترى هل نظن أن مثل هذا ما زال صاحب قلب سليم أو مريض؟ بل إنك تلمح في قتله للراهب -وهو الذي جاء يسأله عن التوبة فأكمل به المائة- إصرارًا عجيبًا، بل وعدم وجود أدنى شعور بالندم على الفعل، لكن العجيب حقًا هنا أنه قتل الراهب، ثم تنص رواية الحديث أنه خرج من عنده يسأل عن أعلم أهل الأرض.
يا للعجب، إنه ما زال يريد التوبة، إن قرار الإحياء الذي اتخذه قاتل المائة نفس كان قرارًا محسومًا، لا يقبل التأجيل ولا التأخير أو التعطيل لأي سبب كان، لقد كان مصمماً على إحياء هذا القلب بعد أن مات.
ألا تعجب من كونه لم يتوقف ولو للحظات بعد قتله للراهب يقول فيها لنفسه: ها قد عدت ثانية، ها قد ارتكبت ما ترتكبه، دائمًا لن يتوب مثلك لن يقبلك الله؟!!
كلا، لم يقل لنفسه أياً من هذه الكلمات المحبطة المعتادة، بل وضع ذلك كله جانباً، وانطلق يعلم تماماً ما الذي يريده [التوبة] .
2-قبول التوبة من جميع الكبائر:
وهذه القصة أصل عظيم في الدلالة على قبول التوبة من المذنب وإن تفاحش ذنبه، وتعاظم إثمه مهما بلغ، طالما صلحت رغبته في التوبة.
وقد نطقت بذلك آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [53] سورة الزمر.
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم]] رواه مسلم.
3- سعة رحمة الله عز وجل وخطورة تقنيط الناس منها:
تدل القصة برواياتها المتعددة على سعة رحمة الله تعالى، وأنها تغلب غضبه، وأن صدق العبد في التوجه إلى الله يمنحه-فوق قبول الله له- توفيقًا وهداية إلى الطريق المستقيم، وقد صرحت الروايات المختلفة بتدخل العناية الإلهية بما يفيد سعة رحمة الله ومزيد فضله على العبد التائب.
ففي رواية البخاري وروايات أخرى في مسلم [[فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه اقرب بشبر فغفر له]].

وفي إبعاد أرض المعصية، وتقريب أرض التوبة ما يشعر بأن الله لا يقبل التوبة عن عباده وفقط، بل يزيدهم فوق القبول من فضله، ويؤيد هذا ما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [[يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة]] رواه البخاري ومسلم.

وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: [[قد دعا الله تعالى إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله، ومن زعم أن عزيرًا ابن الله، ومن زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول الله تعالى لهؤلاء: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة المائدة [74]، ثم دعا إلى التوبة من هو أعظم قولًا من هؤلاء، من قال: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} سورة النازعات [24]، وقال: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} سورة القصص [38] ]]
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: [من أيَّس عباد الله من التوبة بعد هذا؛ فقد جحد كتاب الله عز وجل] تفسير ابن كثير[4/59].

هل تراك أخي صاحب القلب الميت قلبك من بين القلوب تفقد فيه الأمل فلا تظنه يحيا؟ فما بالك بقلوب الكفار والملحدين الذي خربت قلوبهم بنكران وجود الله؟!!


فهلم بنا إلى إحياء هذا القلب الميت


وإلى حين اللقاء لكم مني خير تحية وأطيب سلام


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Saowt
08-13-2006, 04:40 PM
المرآة: 25

كان النصح وصالح التوجيه من حظوظ فاطمة من أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبناؤها الحسن والحسين يذهبان بأوفر سهم من عطف النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه.. حتى لينزل من المنبر -وشأن المنبر في الإسلام جليل- ليصلح صلوات الله وسلامه عليه من ثياب الحسن والحسين؛ فقد كانا يتعثران فيها بطولها وهو يرى ذلك من منبره فلا يطيقه.

ولكن هذه الرحمة تغدو أدبًا وينقلب ذلك الرفق تربية فيها شيء من الشدة الضرورية عندما يأخذ الحسن والحسين تمرتين، إِي وربِّي تمرتين اثنتين من تمر الصدقة، ويرفع كل منهما تمرته إلى فمه، فينكر ذلك عليهما النبي صلى الله عليه وسلم إنكارًا لا هوادة فيه، ويمد يده الشريفة إلى فيهما فيخرج هاتين التمرتين قبل أن يذيبهما اللعاب، ويأخذا طريقهما إلى جوفيهما، وهو يقول: "كخ كخ إنهما من تمر الصدقة التي لا تحل لمحمد ولا لآل محمد"!!

ويا ويل الناس مما يفعل بعض الأبناء، ثم لا يكون توجيه ولا تربية يكون الأبناء بهما قرة عين الآباء في الدنيا والآخرة..

وهل نتأمل تصرف الرجال من الحسن والحسين وهما في سن الأشبال، لنعرف اشتغالهما بمعالي الأمور، وحرصهما على أن تكون أعمال الآخرين رائدة صحيحة؟! فما أكثر الذين لا يلفت أنظارهم من ناشئتنا العزيزة إلا ما يدعو إلى السخرية والتنديد بالآخرين.

*** لقد رأى الحسن والحسين رجلاً يتوضأ فلا يحسن الوضوء، فأزمعا أن ينصحا الرجل لتصلح عبادته، ويحسن مفتاح دخوله إلى الصلاة، ولكن كيف؟!
إن من النصح ما يغضب ويثير إذا لم تنطلق إليه بوصايا الإسلام بالحكمة والرفق والموعظة الحسنة والمداخلة الذكية، ولقد كان ذلك في حساب ابني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما يتقدمان إلى الرجل فيقولان: إننا نتنازع أيُّنا أحسن وضوءًا، فهل لك أن تنظر إلى كل واحدٍ منا وهو يتوضأ فتحكم أيُّنا أصح وضوءًا؟!

وأبدى الرجل استعداده لما طلبا في فرح وغبطة بالنفوس الكبيرة وإن غلفتها أجسام ناشئة صغيرة!
وتوضأ الحسن فأحسن، وتوضأ الحسين فأصاب، ورأى الرجل ذلك فقال: بارك الله عليكما، والله إن وضوءكما لخير من وضوئي.


ولن أستطرد في تقديم الأمثال للناشئة العزيزة من شباب الحسن والحسين، فذلك مراد لا ينفد، ولكني أوثر مثالاً يعرف منه الأبناء والآباء على السواء كيف تثنى الأخلاق الفاضلة عنان الأعداء وتردهم أصدقاء خلصاء!!

قال الجرداني: عن عاصم بن المصطفى قال: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي رضي الله عنهما، وأعجبني سمته وهيأته وحسن رؤيته، فأثار مني الحسد ما كان يجنه صدري (يخفيه) من البغض لأبيه، فقلت: أنت ابن علي بن أبي طالب؟
قال: نعم.
فبالغت في شتمه وشتم أبيه، فنظر إليَّ نظر عاطف رؤوف. ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:199-201].
ثم قال: خفض عليك الأمر، أستغفر الله لي ولك، إنك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك!!

قال عاصم: فندمت على ما فرط مني.
فقال: لا تثريب عليك، يغفر الله لك وهو أرحم الراحمين.. أمِنْ أهل الشام أنت؟!
قلت: نعم.
قال: حياك الله وعافاك، انبسط لنا في حوائجك وما يعرض لك، تجد عندنا أفضل ظنك إن شاء الله تعالى.
قال عاصم: فضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، ووجدت أنها قد ساخت بي (هبطت) ثم تسللت عنه لواذًا، وما على الأرض أحد أحب إليَّ من أبيه ومنه.

بشرى
08-29-2006, 01:04 PM
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء". قالوا: إنا نستحي يا رسول الله، قال: "ليس ذلكم، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" رواه الترمذي

فالحياء الشرعي للعين أن تحفظ نفسها من النظر إلى ما حرم الله، فإن العين إذا اشتد حياؤها صانت صاحبها ودفنت مساوئه ونشرت محاسنه. قال ابن حبان: "ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس".

النظر بريد الزنا:
النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فزنى العين النظر، وزنى اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" رواه البخاري.

وقال تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"، يقول القاسمي في تفسير هذه الآية: "سر تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور".

لا تتبع النظرة النظرة:
النظرة... سهم من سهام إبليس المسمومة، ورائد الشهوة، النظر المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة، وقد أمر الله تعالى عباده بأن يغضوا أبصارهم "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ......."، يقول سيد قطب: "إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة، ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين. فعلميات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ، ولا يرتوي.
والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن والأجسام، كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم.

والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك وليست لك الآخرة" رواه أبو داود.

إن النظرة كأس مسكر، وسكره العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر، فسكران الخمر يفيق وسكران العشق أنّى يفيق!!"



كل الحوادث مبدأها من النظـر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوتر

والعبد ما دام ذا طرف يقلبـه **** في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجتـه **** لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر

Saowt
08-31-2006, 06:59 PM
طلب ملك الروم من أحد الخلفاء أن يرسل إليه رسولاً عاقلاً.. فأرسل إليه الإمام أبا بكر الباقلاني.. فلما أقبل الباقلاني على مجلس الملك، أمروه أن يدخل راكعاً فأبى..
فقال الملك: أدخلوه من الباب الآخر.. وكان باباً صغيراً، لا بد للداخل منه أن يحني رأسه..
فلما أقبل الباقلاني على الباب.. ولى الباب ظهره.. ودخل يمشي القهقرى على قفاه..
ثم اعتدل ووقف أمام الملك.. فلما رأى الملكُ فطنته وعقلَه، أمر عازفاً عنده أن يضرب بآلة معه.. وكان لا يسمعها أحد إلا تمايل لها وطرب واهتز.. فلما سمعها الباقلاني ورأى الناس يتمايلون.. مال على أصبع يده أو رجله واجتهد حتى جرحه ونزف منه الدم..
فأشغله ألم الجرح عن السماع خوفاً من تسلط الشيطان..

رأت عائشة رضي الله عنهما رجلاً يحرك رأسه طرباً يمنة ويسرة.. فقالت: أف.. شيطان.. أخرجوه.. أخرجوه..

نعم.. صوت الشيطان الغناء..
ألا ترى أنه يثير الغرائز والآثام ويدعو إلى الاختلاط وأنواع الحرام؟؟
ولعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا؟!
وكم من حر أصبح به عبداً للصبيان والصبايا؟!
وكم من غيور تبدل به اسماً قبيحاً بين البرايا؟!
وكم من غني أصبح به فقيراً بعد المطارف والحشايا؟!
وكم من معافى أحل به أنواع البلايا؟!

بالله عليكم..
هل سمعتم مغنياً غنى يوماً في التحذير من الزنا وشرب المسكرات؟ أو الأمر بغض البصر والعفة عن الشهوات؟ أو حفظ أعراض المسلمين؟!! أو شهود صلاة الجماعة مع المؤمنين؟
كلا.. ما سمعنا عن شيء من ذلك.. بل يبدأ أغنيته بوصف الخد والقد.. والعينين والوجنتين.. وما تكاد تسمع فيها إلا الحبَّ والغرام والعشق والهيام.. مع ما فيه من فتنة الرجال بأصوات النساء.. والنساء بأصوات الرجال.. وما فيه من تغنج ودلال..

وإنك لتعجب.. وتعجبين.. إذا علمت أن قوله تعالى للمؤمنات: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن}.. معناه: أن لا تضرب المرأة برجلها الأرض بقوة وهي لابسة خلاخل في قدميها.. حتى لا يسمع الرجال صوت الخلاخل فيفتنون..

عجباً..
إذا كان هذا حراماً.. فما بالك بمن تغني وتتمايل.. وترفع صوتها بالضحكات والهمسات.. كيف بمن تتكسر في صوتها.. وتتميع في كلامها.. تتأوه ووتتغنج.. فتثير الغرائز والشهوات.. وتدعوا إلى الفواحش والمنكرات.. وهذا كله من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.. وقد توعد الله من فعل ذلك بقوله: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}..

وهذا الوعيد في الذين يحبون أن تشيع الفاحشة.. فقط مجرد محبة.. لهم عذاب أليم.. فكيف بمن يعمل على إشاعتها؟؟

Saowt
09-04-2006, 04:22 PM
الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

يا بني.. هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة .. كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار ..
أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة! وأوقفت الدمعة مرات، فجرى أنين القلب.

يا بني.. بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً مكتمل العقل، متزن العاطفة.. ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة.. وإن شئت بعد فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل!

يا بني.. منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل! والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيداً! فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة
مع التغيرات النفسية والجسمية.. وبعد هذه البشرى حملتك تسعة أشهر في بطني فرحة جذلى، أقوم بصعوبة، وأنام بصعوبة، وآكل بصعوبة، وأتنفس بصعوبة. لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك! بل نمت محبتك مع الأيام، وترعرع الشوق إليك!

حملتك يا بني وهناً على وهن، وألماً على ألم.. أفرح بحركتك، وأسر بزيادة وزنك، وهي حمل علي ثقيل!

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان.. اشتدّ بي الأم حتى عجزت عن البكاء، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة! حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك
بدموع فرحي، وأزلت كل آلامي وجراحي، بل حنوت عليك مع شدة ألمي وقبلتك قبل أن تنال منك قطرة ماء!

يا بني.. مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشاً، وصدري لك إذا.. سهرت ليلي لتنام.. وتعبت نهاري لتسعد.. أمنيتي كل يوم: أن أرى ابتسامتك. وسروري في كل لحظة أن تطلب شيئاً أصنعه لك هي منتهى سعادتي!

ومرت الليالي والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف وعاملة
لم تسكن، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفر، أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك، واستقام
شبابك، وبدت عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يمينا وشمالاً لأبحث لك عن المرأة التي طلبت!

وأتى موعد زواجك، واقترب زمن زفافك، فتقطع قلبي، وجرحت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك!

ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك. اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك، لقد أنكرتني وتناسيت حقي! تمر الأيام أراقب طلعتك، وأنتظر بلهف سماع صوتك. لكن الهجر طال والأيام تباعدت!

أطلت النظر إلى الباب فلم تأت! وأرهفت السمع لرنين الهاتف حتى ظننت بنفسي الوسواس! هاهي الليالي قد أظلمت، والأيام تطاولت، فلا أراك ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام!

يا بني.. لا أطلب إلا أقل القليل.. اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك، وأبعدهم حظوة لديك!
اجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق...

يا بني اتصل بي ولو لدقائق تسمع صوتي، فأنا كنت من سنين عديدة أتمني سماع صوتك، بل كان فرح لي يوم نطقت كلمتك الأولي

يا بني.. احدودب ظهري، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام... لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك!

لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه، وجميل إحسانه.. وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاًً لا تجازيه... لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات! فأين الجزاء والوفاء؟!

يا بني.. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري.. وأتعجب فأي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي، وتتثاقل زيارتي؟! هل أخطأت يوماً في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟! اجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم.. وامنحني جزءاً من رحمتك.. ومن علي ببعض أجري.. وأحسن فإن الله يحب المحسنين!

يا بني أتمنى رؤيتك! لا أريد سوى ذلك! دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك. يا بني.. تفطر قلبي، وسالت مدامعي, وأنت حي ترزق! ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجود كرمك!

يا بني.. أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن ! جعلت الكمد شعارها، والغم دثارها! وأجريت لها دمعاً، وأحزنت قلباً، وقطعت رحماً..

يا بني.. هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، وأطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن.. لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما في الحديث: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه" رواه أحمد.

يا بني.. أعرفك منذ شب عودك، واستقام شبابك، تبحث عن الأجر والمثوبة، لكنك اليوم نسيت حديث النبي صلى الله عليه وسلم... "إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم
الجهاد في سبيل الله" متفق عليه. هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق، فأين أنت عن أحب الأعمال؟!

يا بني.. إنني أعيذك أن تكون ممن عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه!" قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة" رواه مسلم.

يا بني.. لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنها إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة.. لا، لن أفعل.. لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي! أفق يا بني.. بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً، والجزاء من جنس العمل.. وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك.. وعند الله تجتمع الخصوم!

يا بني.. اتق الله في أمك.. "والزمها فإن الجنة عند رجليها" كفكف دمعها، وواس حزنها، وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها! واعلم "أن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها"..

Saowt
09-07-2006, 08:39 PM
إن القيادة هي التي تصنع الوعي في الأمة، ولكن ما العمل إذا كانت القيادة نفسها غير واعية كما هو حادث الآن في أمتنا؟ هذه إشكالية كبيرة... ولكن ربما كان حلها موجوداً في تاريخنا الإسلامي، ففي فترات كثيرة من تاريخنا الإسلامي كانت القيادة فاقدة الوعي، لكن في هذه الفترات كان الوعي يأتي من أسفل وليس من أعلى، يأتي من الأمة وليس من القيادة. كان العلماء يقودون الأمة فكرياً وثقافياً ويقودون الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء، وهذه الأمور هي عصب الحياة، وفي الوقت نفسه يطلبون من القيادة الجهاد، وما نموذج العز بن عبد السلام مع المماليك بغائب، ولم يكتف العلماء بذلك بل كانوا يحثون الناس على الجهاد ويجاهدون بأنفسهم، وما نموذج ابن تيمية في الجهاد ضد التتار بغائب.
أثرياء الأمة كان لهم دور أيضاً، سواء في قيادة الحركة الثقافية والعلمية أو مساعدتها، وخير دليل على ذلك هو نموذج تلك المرأة المسلمة التي أنفقت على أحد طلبة العلم، وتحملت مصروفات سفره من أجل ترجمة مخطوط علمي جنت الأمة ثمرته في مرحلة تقدمها .
قاد أهل الوجاهة في المجتمعات الإسلامية حركة إنشاء المستشفيات، وكذلك قادوها في إنشاء المدارس. إن الأمة وليست الحكومات كانت هي التي تدير الأمور الصحية والعلمية .
وعليه فإننا نقول: إن العلماء هم قادة حركة الوعي في الأمة من أجل تحقيق طموحها في مكانة محترمة في العالم، ولكن حركة الوعي لن تؤتي أكلها إلا إذا استجابت لها الأمة، وتحركت تحركها الكبير الواعي بكل فئاتها، أي إلا إذا تحرك الرأي العام وانضم إلى حركة الوعي، وساعتها ستتعرض القيادة الغافلة إلى ضغوط هائلة تجبرها على التفاعل والحركة، حتى لا يفوتها القطار .

من يقود حركة الوعي؟
لكن في الجانب الآخر هناك من يتضررون من الوعي، فهناك فئتان تريان هذا خطراً عليهما، وهما في خير وعافية ما دمنا نغط في جهل ونوم عميق أو غيبوبة عن واقع الحياة ، وهؤلاء هم: أولاً أعداء الأمّة: وهم كل من يريد محاربة الوعي بتخلفه وخرافاته وأساليبه القديمة سواء كانوا أفراداً أو جماعات.
ثم التجّار الانتهازيون: وهم الذين يطرحون بضاعتهم الفاسدة في أسواق المسلمين منتهزين ومستغلين انغماس الناس في أمورهم الدنيوية وابتعادهم عن مصادر ثقافتهم الدينية فيضيفون إلى جهلهم جهلا ، وإلى تخلّفهم تخلّفاً، لأنهم إذا افتضحوا كسدت بضاعتهم، ولا يفتضحون إلا من خلال وعي عميق ودقيق لما يثيرونه من أفكار هدّامة.
من هنا، فإنّ مسؤولية صياغة الوعي وتنويره ونشره مسؤولية تضامنية تقع على جهات عديدة، كلّ بحسب موقعه وقدرته.
فالدولة هي المسئولة الأولي عن صياغة الوعي، فهي بما تملك من أجهزة ومؤسسات ودستور وقوانين وصلاحيات قادرة على أن تزيد في رصيد الوعي لدى الأمة، هذا إذا كانت نابعة من ضمير الأمة، وكانت تستهدف بفعالياتها وخدماتها تطوير مناشط الوعي لديها.
وهناك العلماء، وهم ليسو علماء الدين فقط ، وإن كان هؤلاء ينبغي أن يكونوا من أصحاب المسؤولية الكبرى، الذين ينذرون الأمة بأي خطر داهم، ولكن هذا العنوان يتسع ليشمل المفكرين وأساتذة الجامعات والباحثين والدارسين كلاً في حقله ليقدموا للأمة من يرتفع بوعيها في مواجهة التحدّيات.
وهناك المثقفون، الذين بلغوا درجة واسعة من الفهم والتبصر وتكونت لديهم رؤية نظرة متعمقة في مجال معين أو مجالات عديدة، فهؤلاء يستطيعون إثراء الوعي والبصيرة في ساحات مختلفة من المجتمع بقدر ما يملكه من سلامة وقوة الفكر والخطاب الثقافي المناسب والشمولية في الرؤية والفهم .
وهناك أجهزة الإعلام، بكلّ أشكالها المرئية والمسموعة والمقروءة والجامعة، فالصحف والإذاعات والمجلات والدوريات والفضائيات وشبكة المعلومات [الإنترنت] تسهم كلها في مد جسور الوعي مثلما تعمل على تسميمه أيضاً، وما أكثر الدسم الذي يختلط بالسموم، وما أخطر الإعلام الذي يعمل على تسطيح الوعي بدلاً من تعميقه.

كلسينا
09-10-2006, 08:02 PM
سلمت يداك أخت صوت .
المشكلة كما ذكرت متشعبة الأطراف . ولكن الطرف الأساسي فيها والذي أشتغل عليه الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام هو الإنسان .
(الإنسان المسلم ) اليوم حاله يرثى لها ، فهو يدرك الصح ويعرفه ويدرك الخطأ ويعرفه ، ولكنه إذا ما تحمس لعمل ما بإتجاه الإصلاح وفق المشروع الذي يدرك ويقر بأنه صحيح وضروري العمل عليه ، لا يملك الجلد على المتابعة ولا يملك الصبر على عدم التجاوب المتوقع ، كما أنه غالباً يفضل القوالب الجاهزة والمشاريع الممولة ، ويكره القيام بعملية البناء والإقتداء بالرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام ،مع إصراره على أنه يحبه ويقتدي به بتربية اللحية وتقصير الثوب وما إلى هنالك من مظاهر خارجية وأقوال . ولكن الفعل وتطبيق المنهج وفق السنة مقتدياً به عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، بات مستحيل
ونعود ونقول وسنبقى نقول بإذن الله . إن الكتا ب والسنة بمضامينها وليس بمظاهرها ، هي المصعد الوحيد للأعلى يلي بيحب يركب ويللي ما بدو ستين سنة ما يكون بدو .
لماذا لا تشاركين في موضوع مشروع إسلامي قيد الدرس الذي وصلته في أسفل التوقيع ؟
ولماذا لا تشاركين في إعادة هيكلت وبناء صناع الحياة على النهج المحمدي إن شاء الله ؟
فالصبايا بحاجة لعون كل أخت مسلمة ملتزمة ومتعلمة . كفانا نظري ولنبدأ بتجربة عملية .

Saowt
09-12-2006, 09:25 AM
لماذا لا تشاركين في موضوع مشروع إسلامي قيد الدرس الذي وصلته في أسفل التوقيع؟
ولماذا لا تشاركين في إعادة هيكلت وبناء صناع الحياة على النهج المحمدي إن شاء الله ؟
فالصبايا بحاجة لعون كل أخت مسلمة ملتزمة ومتعلمة . كفانا نظري ولنبدأ بتجربة عملية .
-سأشارك إن شاء الله حالما أجد نفسي قادرة على المشاركة به... يعني ريثما أصل إلى ما وصلتم إليه
-ومن ثم بالنسبة لصناع الحياة.. حاولت ولم أستطع التأقلم هناك.....
-سنبدأ سنبدأ عمليا..... انتظر قليلا فقط

المكان: غرفة العناية المركزة
الأشخاص: طبيب وأطباء مساعدون ومريض
الحدث: حالة غيبوبة مفاجئة

يسارع الاطباء لإسعاف المريض بالمحاليل والأدوية اللازمة ولكن المريض لا يستجيب.. وفجأة، يزيد تدهور الحالة فقد توقف القلب... تسرع يد الطبيب إلى جهاز تنبية القلب الكهربائي ويبدأ فى تحفيز القلب..

100 فولت... لا فائدة
1000 فولت... لا فائدة
وظل يحاول حتى وصل إلى أقصى حد مسموح به ثم تلفت لمن حوله وقال "إنا لله وإنا إليه راجعون"

وبدأ الطبيب يتذكر هذا المريض الذي كانت تربطهما علاقة قوية فكم من مرة نصحه بالذهاب للمستشفى وإجراء فحوصات شاملة بعدما كنت تصيبة أزمات بسيطة سابقة ولكن المريض دوما كان يقول (أنا كده كويس) حتى ازدادت حالته سوء وأصبحت ميئوسا منها وقضى نحبه بين يديه


- أهو كل واحد فينا زي المريض ده بالضبط
- كل واحد فينا صحته الإيمانية وشحنة الإيماني ضعيف جدًا وما بيحاولش يصلح من نفسه
- كل واحد فينا نصحه صاحبه أو أخوه أو أبوه إنه يتوب لربنا أو يحضر محاضرة دينية أو يحافظ على الصلاة فى المسجد لكن دايمًا كان بيقول ( أنا كده كويس)


كل واحد فينا ربنا بعتله رسائل تنبيه مرة وإتنين وتلاته علشان يتوب لكن كل مرة كان بيعرض عن الرسائل دي :

- مرة لما سقط فى المادة الفلانية... وبدل ما يتوب لربنا ويحس إن دي رسالة تنبيه.. إزداد فى المعصية أكتر وأكتر
- مرة لما فقد شخص عزيز عليه وكلها يومين أو تلاتة بالكتير ورجع تانى زى ما كان
- مرة لما كان على وشك إنه يموت لكن ربنا نجاه فى آخر لحظة وبدل ما يتوب لربنا ويقضى باقى حياته فى طاعة لله رجع تاني زي ما كان

يعنى خلاص استنفذ كل الفرص اللي أمامه.. بقى زيه زي المريض اللي الدكاترة جربوا معاه كل حاجة لكن خلاص مفيش أمل.

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36

خلي بالك.... وصول الكلام ده ليك رسالة ليك من ربنا علشان تتوب... وربما تكون دي آخر رسالة ليك... يا ترى هتتوب ولا لسه هتفكر... مستني إيه لسه... مستنى إيه؟؟ مستنى لما يجيلك الموت فجأة ووقتها..

حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100}

ووقتها ربنا مش هيكون ظلمك فإنت اللى أخترت النهاية دي لنفسك:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد} فصلت46

لغاية دلوقتى لسه الفرصة فى إيدك فأوعى تضيعها منك وقرر من دلوقتى تتوب من ذنوبك اللي إنت عارفها كويس أوي... توب وعيش جنة الإيمان فى الدنيا وإن شاء الله تكون فى جنة النعيم فى الآخرة


{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد16
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر53

Saowt
09-15-2006, 10:32 AM
ها هي الأمة تنتظر قدوم شهر رمضان المبارك، ومن هذه الأمة أنت أخي الشاب، وقد استوقفني هذا القدوم كثيرا، ودعتني نفسي للمشاركة في الترحاب به، غير أن الأماني اجتالت في خاطري كثيراً، بمن توجه له هذه المشاركة، فرأيت أن الشباب على وجه العموم هم الأمل، وبعد الله هم عون أمتهم على النجاح، فجاءت هذه الرسالة مؤملاً أن تكون عربون وفاء بيني وبين أخواني الشباب. فجاء خطابي يحمل في طياته كثيراً من الآمال تجاه هذه الفئة من الأمة، فكانت هذه النداءات:

أخي الشاب: أجدني مضطراً للقاء بك هذه الوهلة على جانب من الرصيف، أو في زوايا الملاعب الرياضية، أو حتى في تجمعاتكم الليلية على ضفاف البحر أو على أطراف صحرائنا الجميلة فأعطني بضع دقائق من وقتك، وآمل وأنت تقرأ حديثي أو تسمع لكلماتي أن تدرك جلياً أن مشاعر الأخوة هي الوحيدة التي ساقتني للقاء بك عبر بوابة الكلمة الهادفة.

أخي الشاب: لعله ولج أذنك كثيراً هذه الأيام حداء المحبين لاستقبال شهرهم، ولعلك رأيت بعينيك ابتسامات عريضة على ثغور كثير من المسلمين، واستعداد بهيج لاستقبال هذا الضيف الكريم ولكأني بك تتساءل لماذا هذا الحداء؟ وما السبب الحقيقي لهذه البسمات، وما الشيء الجديد في عالم هذا الشهر لمثل هذه الاستعدادات؟

ومن حقك أن أقول لك: إن رمضان بالذات شهر له ميزة، ووقت له فضل، وزمان له مكرمات، ولو تأملت قليلاً في هذا الشهر لأدركت حفظك الله برعايته أن قليلاً من أسرار رمضان توصل إلى عالم عظيم من الفرحة والسرور.

أخي الشاب: جاء رمضان ولك أن تتأمل أخي الشاب بين رمضان الفائت، ورمضان القادم: كم من قوم رحلوا؟ كم من أخ جمعتنا به الأيام رحل إلى عالم الآخرة؟؟ ولكأني به اليوم رهين قبر، وأسير ظلمات، فما أجدرك أخي الفاضل بمحاسبة نفسك قبل رحيل كهذا الرحيل. لقد حفظ لنا الزمن آمالاً كانوا يعيشونها، وطموحات يسعون لتحقيقها، وكانوا ينتظرون رمضان لتحقيق بعض هذه الآمال، وإنجاز هذه الطموحات غير أن الموت عاجلهم، والقدر فاجأهم، فكان الرحيل بلا ميعاد.

بات القوم ولكأني بهم ما بين فرح مسرور، فتح له باب إلى الجنة فرأى فيها ما يتمناه فقال: يا رب عجّل بقيام الساعة!، وآخر ضاق قبره عليه حتى اختلفت أضلاعه، وعاش بقرب أنيس لا أسوأ منه، ورأى بعينيه وعاش بحاله منظر الحيات والعقارب تتسلى على جسده فقال: يا رب لا تقم الساعة.

أخي الشاب: أولائك الذين حدثتك عنهم في الصورة السابقة رحلوا، ونسيهم أهلهم وذووهم، وجاء رمضان هذه الوهلة على آخرين تعرضوا لحوادث مؤلمة، فعاشوا مضاجعين للأسرة البيض، لهم سنوات لم يشهدوا شمساً ولا قمراً ولم يروا ليلاً ولا نهاراً، فماذا يعني لهم رمضان هذا العام؟ غير تجديد الحسرة، ونفاذ الدمعة، وحسرات الحاضر المر وأنت حفظك الله برعايته في ريعان شبابك، وفي كامل قواك فماذا يا ترى أنت فاعل في ظل هذه النعم وتجاه مثل هذه المكرمات؟

أخي الشاب: عاد رمضان هذا العام وفي بلاد المسلمين أحزان ماثلة، وظلمات عاتية، عاد وقد خلّفت الحرب في بلاد المسلمين يتيم يترقرق الدمع في عينيه ألا يجد من يواسيه، وأسرة فقدت معيلها فباتت تساهر القمر، وتنتظر بلج الصبح لعرض شكواها على عامة المسلمين في سؤال عشاء، أو البحث عن كساء، وأحوال ترصدها العين، من أشلاء ودماء، وفراق وشتات، وأنت آمن في بيتك، مطمئن في حياتك، مسرور بأفراحك، فماذا أنت فاعل مع هذا القدوم المبارك؟؟

أخي الشاب: الجرأة على المعصية، والإقدام عليها، سبب من أسباب سوء الخاتمة أجارك الله تعالى، وقد صرّح ابن القيّم رحمه الله تعالى بمثل هذا فقال: "ومن عقوبات المعاصي أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه... ومن ثم أمر أخوف من ذلك وأدهى منه وأمرّ وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى فربما تعذّر عليه النطق بالشهادة كما شهد الناس كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك: حتى قيل بعضهم: قل: لا إله إلا الله فقال: آه! آه! لا أستطيع أن أقولها!....

وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فقال: ما ينفعني ما تقول، ولم أدع معصية إلا ركبتها ثم مات ولم يقلها. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! فمات ولم يقلها.. إلى غير ذلك من الأحوال المؤسفة التي تكون نهايتها مؤسفة نتيجة الإصرار على المعصية عافاك الله.

ومن عرف قدر هذه العواقب تفكّّّر في حاله، وحاسب نفسه قبل فوات الأوان. فكم من معصية استعذبها الإنسان مع مرور الزمن، وصار له إلف بها، وتعلّق بها حتى أصبحت وأمست تسيطر على فكره، وتحُدثه في خلواته فلما ازداد به هذا الحال وصار يعرف به في حياته كلها أصابته فاجعة الموت، إثر حادث على الطريق فإذا بالرجل يردد في سكرات الموت الشهوة التي تعلّق بها، واستمر المسكين على حاله حتى فاضت روحه وهو على هذه الحالة فإن لله وإن إليه راجعون من الخذلان.

أخي الشاب: أقبل رمضان وبين طياته حديث عظيم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» وشهر تفتح فيه أبواب الجنان ما أجدرنا إلى اغتنامه بصيام النهار الذي تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضله فقال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وصلاة الليل مع عامة المسلمين في بيوت الله تعالى، التي بلغ من فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

فإن أبيت إلا أن تكون حريصاً على المعصية، مصراً على التقصير في الطاعة، حتى في زمن الخيرات فأخشى أن يحال بينك وبين الهداية، وحينئذ تتحقق فيك عظيم الخسارة. فيا ليت شعري من يفيق من غفلته قبل فوات أزمان الطاعة فإن للربح أياماً، وللتجارة أوقاتاً. والخاسر من فاتته الفضائل وتمنى على الله الأماني. فإياك إياك.

وأخيراً أخي الشاب: هذه رسالتي بين يديك، ولم يكن دافعها إليك إلا فيض مشاعر الأخوة لشخصك الكريم، وأمنية تؤجج في نفسي آمالاً أن تكون بعد هذه الأسطر أحسن حال من سالف الأيام. حفظك الله وسترك، وأقر عين أمتك بصلاحك وتوبتك. إنه أكرم مسؤول.

Saowt
09-18-2006, 09:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.abo-almohnad.com/shek/images/A28.gif

إنّها لأَوقاتٌ حزينة.. ولكنّهُ حزنٌ يعقبهُ -بإذن الله- صفاء..
وإنّها لحظاتٌ مؤلمة.. ولكنّهُ ألمٌ يعقبهُ -بإذن الله - شفاء..
إنَّها ساعاتُ الاعتراف.. حينَ يعترفُ الإنسان أمامَ ربّه بالتقصير والخطأ..
وحينَ يُقِرُّ بأنّه قد سارَ زمناً على خُطى الشّيطان، وللمعصية قد وَطِئ..
إنَّها ساعاتُ الاعتراف..

حينَ يتأمّلُ الإنسانُ فيها شيئينِ اثنينِ في آنٍ واحد..
نِعَمٌ عظيمةٌ كُبرى تتوالى من الله الّلطيف..
ومعاصٍ عظيمةٌ كُبرى تتوالى من العبدِ الضّعيف..
أمنٌ وإسلام.. وعافيةٌ من الأمراضِ والأسقام..
طعامٌ وشراب.. وكساءٌ وثياب..
عيونٌ مبصرة.. وهناك من ابتُليَ بفقدِ عينيه..
وألسنةٌ ناطقة.. وهناك من ابتُليَ بِعِيٍّ في لسانه، وصَمَمٍ في أُذْنَيه..

نِعَمٌ في أنفسِنا.. وأهلينا..
ونِعَمٌ قبلنا.. وفيما يلينا..
عطاءٌ في حِلّنا وترْحالِنا..
وعطاءٌ في صيفنا وشتائنا..
نِعَمٌ نذكُرُها.. وربَّما نسينا أضعافها..
وطُرُقٌ واضِحةٌ للشّكر.. ورُبَّما سِرنا خِلافَها..
وأمامَ هذا العطاءِ المُتتالي.. وذاكَ الكرم المتوالي.. ينظُرُ الإنسانُ إلى نفسه.. وما الذي قدّمَهُ وبذَله من أجلِ خالِقِهِ وربّه..
فيَجِدُ أنَّهُ قد سُقِطَ في يد ..

ذنوبٌ لم تنقطع.. وآفاتٌ ما زالت في القلبِ لم تُنتَزَع..
حقوقٌ للكثيرِ من النّاسِ لم تؤدَّ بعد..
ومعاصٍ متنوّعةٌ يصعبُ فيها الحصرُ والعدّ..
كم هي النِّعَمُ المُسداه..
ومعَ شديدِ الأسف.. فَبِها نعصي الإله..
كم فاتنا في صلاتنا من ركَعات..
وكم هي مواطِنُ الفتنِ التي تركنا فيها الحقّ، وسِرنا نَتْبَعُ الشّهوات..

سارعنا كثيراً لتلبيةِ رغباتِ الهوى..
واختلطَ ما في القلب.. وعلى كثيرٍ من الغشِّ قد انطوى..
فيا أيَّتُها الجوارِحُ اعترفي بذنوبك..
فكم من مشهدٍ محرّمٍ صوّبَتِ العينُ النَّظرَ فيه..
وكم من قولٍ باطِلٍ أطربَ الأُذنَ فأصابها الضّياعُ والتِّيه..

وأمّا الّلسان وما أدراكَ ما الّلسان.. فقد دمّرَ الكثيرَ من بني الإنسان..
تكلّمَ بالباطل.. وهو قادِرٌ على قولِ الحقّ..
وشهدَ بالزّور.. وهو قادِرٌ على الكفِّ فلا ينطق..
كلماتٌ كثيرة تكلّمَ بها، فأضحَكَتِ النّاس في الأرض.. وأغضَبتِ الخالقَ في السّماء..
وعباراتٌ عديدة تفوّهَ بها، فأعجبتِ المخلوقين.. وإمّا في ميزانِ الله فهي هباء..

كم ظنَّ النّاسُ بنا خيراً، واللهُ بِحالِنا أعلمُ وأقْدَر..
وكم رأى النّاسُ من ظواهِرنا فجاملونا ونحنُ بالضّربِ أولى وأجْدَر..
نتزيّنُ أمامَ الخلق بجميلِ المنطق وحُسنِ الكلام..
ثمَّ نرتكِبُ القبائح إذا خلونا مع ربّنا ذي الجلالِ والإكرام..

فيا ربّي... إنّي لأعتَرِفُ بكلِّ ذنوبي وتقصيري..
ويا ربّي... إنّي لأُقِرُّ بما جنت يدايَ وقلبي وتفكيري..
ذكرتُ القليلَ من ذنوبي.. وقد نسيتُ الأكثر..
ومَعَ ذلك.. فإنّي لأرجو رحمةَ ربّي.. فهي أوسَعُ وأكبر..

سأظلُّ أطمَعُ في فضلكَ يا إلهي..
وسأظلُّ أذكُر نعمتكَ وأنا الغافِلُ اللاّهي..
لن أقنطَ من رحمتك.. وقد وسِعَتْ كُلّ شيء..
ولن أيأسَ من فضلك وقد شَمِلَ كلّ حي..

أنتَ ربّي ولا ربَّ لي سِواك..
وأنتَ خالقي ولا خالِقَ لي إلاّك..
فاغفر لعبدٍ قد عصى فأتاك..
يرجو عطاءً وافِراً ونَدَاك..

يا ربُّ عفوَك عن ضعيفٍ مذنبٍ *** فَعَل القبيحَ وقلبُه يتفطّرُ
لكنّه يرجُو إلهاً مُحسناً *** يُعطِي الكثيرَ على القليلِ و يغفِرُ
فاسكُبْ بفضلِك يا إلهي مِنّّةً *** في قلبه حُسْنَ الظُّنُونِ و أكثرُ
إنّي لأُعلِنُ لا غنى عَنْ فضلِهِ *** إنّي لأُعلِنُ هَلْ ذُنُوبِي أُنْكِرُ
فالخَلقُ كلُّ الخَلقِ مَاذَا عِنْدهُم *** والحلُّ كلُّ الحلِّ عِندَك أيْسَرُ
فاكتُب إلهي تائباً في جنّةٍ *** فهو الذليلُ بلِ الضعيفُ الأفقرُ
إنّي لأوقِنُ يا إلهي أنّني *** إن عُدتُ للشرعِ الحكيمِ أوقِّرُ
إنّي لأعلمُ يا إلهي أنّنا *** إن طُهَّرت أسرارُنا و المَظْهَرُ
فَلَسَوفَ تعفُو عَنْ كَثيرٍ سَابقٍ *** وَيَنَالُنَا مِنْكَ العطاءُ الأوفرُ
ولَسوفَ نَسعدُ باللقاءِ إذا دنى *** منّا الغفورُ فغايةٌ تُسْتمْطَرُ

Saowt
09-20-2006, 04:17 PM
كم رمضان مر عليك ؟
خمس رمضانات أو عشر او عشرين او أكثر أو أقل ؟!!

كيف حالك وكيف هي عبادتك في أشهر رمضان للأعوام السابقة ؟!
كيف أيمانك وقربك من الله سبحانه وتعالى ؟!!
والاهم كيف هو تقواك بعد رمضان؟
وهل حققت الغاية السامية من صيام رمضان وهي " لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ؟

هل أنت من النوع الذي يشعر بالحسرة والندامة اذا مضى جزء من رمضان ولم تقراء من القران الا الشي اليسير? ولم يتزود بزاد الطاعات والعبادات والقربات بما يتناسب وعظمة ومكانه هذا الشهر الفضيل ؟ ثم تعزم ان تنشط وتستغل مابقي من الشهر الكريم ثم تعود لحالك ولسابق عهدك وتجدد العزم لكن لا يتغير الا النزر اليسير وينتهي رمضان ولم تنتهي حسراتك وينتهي الشهر وانت انت لم تتغير لا عملاَ ولاتقوى ولا عبادة ؟!

اذا كنت كذلك فانت المعني بهذا الموضوع ...

واذا كنت صاحب همة عالية وتستغل ايام وساعات هذا الشهر امثل استغلال فتابع الموضوع فقد تجد فيه بعض الفوائد

اما إذا كنت من المضيعين الظالمين لأنفسهم الذين مازادهم رمضان الا إعراضا وصداً وأتبع خطوات شياطين الإنس من قنوات فضائية وأسواق ومعاكسات فنقول تعال معنا لعل الله أن يفتح على بصائر قلبك، فنحن ندعوك الي ان تعيش أياماً نجزم جزماً قطاع بأنها الأسعد وندعوك ليكون هذا الرمضان انطلاقة للتغيير وللأبد....

فتعال معي أخي الكريم أختي الكريمة لبعض الوصايا التي أوصي بها نفسي وأذكرك بها قبل دخول هذا الموسم العظيم علنا ان ننال الأجر العظيم ونحقق التقوى التي هي ثمرة هذا الشهر الفضيل .

الوصية الأولى :-
جدد التوبة مع الله سبحانه وتعالى، ,اقبل على الله سبحانه بقلب صادق خاشع منيب معترف بذنبه مقر بتقصيرة عازم على ان يقلع عن كل ذنوبه ولا يعود اليها نادم على عليها واذا كان لديك مظلمة لاحد فردها واذا كان بينك وبين اخ لك خصومة فبادر بالتصالح وطهر قلبك من ضغينة وحسد وحقد ، لكي لا تكون هذه الخصومة سبب في تاخر توبتك او سبب في منع المغفرة.

الوصية الثانية :-
أدعو الله سبحانة وتعالى والح عليه في الدعاء أن يبلغك رمضان وان يعينك فيه على صيامة وقيامه وحسن عبادته وان يتقبل الله جميع أعمالك وطاعاتك.

الوصية الثالثة :-
أبداء من الآن وهيئ نفسك للعبادة اذا كنت ممن هجر القرأن فضع لك ورد من اليوم وحاول ان تختم القرأن او نصفه قبل رمضان، المهم أن تضع لك ورد يومي قبل دخول رمضان، اذا كنت من المفرطين في السنن الرواتب وصلاة الضحى والأذكار والأوراد فحافظ عليها من اليوم ، قم الليل لو بخمس او ثلاث ركعات، أجتهد ان لايدخل رمضان الا وكانت هذه الاعمال جزء من برنامجك اليومي.

الوصية الرابعة :-
أحضر دورة علمية مختصرة أو أستمع الي شريط في أحكام الصيام، ركز في هذه الايام على أستماع أشرطة التفسير واشرطة قصص القرأن فهذا بأذن الله يساعدك على التدبر والتلذذ بالقراءة في رمضان وغيره. ( أنصح بالاستماع لاشرطة الشيخ صالح المغامسي أو مشاهدة برنامجه في القناة العلمية بعد صلاة الفجر)

الوصية الخامسة :-
اكتب الأهداف التي تنوي تحقيقها في هذا الشهر الكريم ولتكن أهدافك واضحة محددة بالكم والكيف مثل ان تقول
* ان اختم القران الكريم خمس مرات قراءة بتدبر.
* ان أحفظ 7 أجزاء من القرآن الكريم حفظا متقناً.
* ان أتصدق ب 2000ريال على الفقراء في الحي الذي أسكن فيه.
* أن ازور 15 بيتا من أقاربي .
* أن أعتمر عمرة واحدة في العشر الآواخر من رمضان.

وجميع الاهداف التي تنوي تحقيقها

ولتكن اهدافك طموحة وفي نفس الوقت واقعية يمكن تحقيقها.

الوصية السادسة :-
ضع جدولا زمنيا لانجاز الأهداف التي ذكرتها تضع فيه جميع أيام الشهر والمهام الرئيسية لكل يوم مع تحديد وقت الانجاز، أحرص على الالتزام بالجدول ولا مانع نت تعديله اذا دعت الحاجة.

الوصية السابعة :-
إذا كان لديك إعمال معلقة في بيتك أو مرتبط بها مع أحد أنجزها قبل دخول الشهر وإذا لم تستطع ولم تكن طارئة أجلها لبعد الشهر، وكذلك اتمم عمليات التسوق الخاصة بك وباسرتك الخاصة بالعيد قبل دخول شهر رمضان لكي لا تذهب ايام العشر وانت واسرتك كل يوم في سوق.

الوصية الثامنة :-
اذا كنت تنوي العمرة وقد حددت ضمن خطتك اليوم الذي ستعتمر فيه ونويت أن تذهب بالطائرة قم من الان بحجز المقعد واذا أمكن أحجز الشقة او الفندق من الان.

الوصية التاسعة :-
أذا كنت تاجراً أعمل على انجاز الأعمال المتأخرة والمتعلقة والتي قد تصبح طارئة مع دخول الشهر وحاول ان تجد آلية لتسيير عملك بأقل تواجد وتدخل منك ما أستطعت .

الوصية العاشرة :-
ثق واستعن بالله ولا تعجز، واسئل الله الاخلاص، وتذكر دائما قول الله تعالى "أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ" كلما فترت تذكر انها مجرد ايام معدودات فان ضيعتها ضيعت عمرك كمال قال عليه الصلاة والسلام "رغم انف عبد ادرك رمضان فلم يغفر له".

أسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن ادرك رمضان وغفر له ماتقدم من ذنبه وان يعتق رقابنا ورقاب اهلينا من النار ويعيينا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مختلف
09-22-2006, 01:38 AM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كم هي برّاقة ورائعة مراياكِ بانعكاساتها الإيمانيّة أخت صوت ..
كنتُ أعكف على صقل مرآة رمضانيّة .. ولكنّك سبقتني بها .. فلك أجرها وأجر من يعمل بالوصايا التي جاءت في ثناياها بإذن الله ..!

Saowt
09-22-2006, 09:49 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا لمرورك يا مختلف...
إنما سنكون بانتظار المرآة الرمضانية..... فزيادة الخير خير أيضا...

Saowt
09-22-2006, 03:38 PM
يقول:

ركبت سيارة الأجرة في إحدى العواصم العربية، وبدأت أتحدث مع السائق عن حاله، فحدثني عن مشكلة عائلية واجهته منذ خمس سنوات عندما طلبت منه زوجته الطلاق وتركت له ستة أولاد أصغرهم عمره سنة واحدة، فتفرغ لتربيتهم، وقام بدور الأم، حتى قال لي إنه كان يضطر لترك عمله من أجل أن يطبخ لهم.

فقلت له: ولماذا لم تتزوج أخرى لتساعدك في تربية الأولاد؟
فالتفت إلي وأجاب: ومن يتحمل أن يربي ستة أولاد معي وأنا حالتي المالية كما تشاهد؟؟

ثم تحاورنا في الموضوع وكان كثيراً ما يردد كلمات الشكر والحمد لله على ما قضى وأنه يأمل من هذا الابتلاء أن يكون سبباً في دخوله الجنة..

ورجل آخر متزوج ولم يرزق بالأبناء، وبعد مرور عشر سنين من المحاولات الدائمة والفشل في الإنجاب يتزوج بأخرى، فدخل في ابتلاء الضرة، ثم حملت الثانية بتوأمين، فقضى تسعة أشهر من حياته، وكانت كما يقول أسعد أيام حياته، وهو ينتظر التوأم، ولكن المفاجأة كانت أنه عندما ولدت زوجته مكث الولدان أياما ثم توافاهما الله تعالى، فصبر واحتسب، ولو رأيته الآن لتعلمت منه درساً في الصبر والرضا بقضاء الله تعالى إن الحديث عن الابتلاء سهل ويسير، وتقديم محاضرة في الصبر أسهل، لا يكلف المحاضر سوى التحضير، ولكن مكابدة الابتلاء والصبر عليه لحظة بلحظة مع الشعور بخير القضاء، وفائدة ما قدره الله، أمر صعب وعظيم

ولهذا نلاحظ أن بيت النبي تعرض لابتلاءات كثيرة، منها أنه فقد ابنه (القاسم) وهو صغير عندما بدأ المشي وعمره سبعة عشر شهرا، ثم فقد ابنه (عبدالله) وهو ابن أيام، وبعد النبوة توفيت زوجته خديجة، رضي الله عنها، وعمه أبو طالب في عام واحد، وفي السنة الثانية للهجرة توفيت ابنته (رقية)، ثم توفيت (زينب) أختها في السنة الثامنة للهجرة، وفي السنة التاسعة للهجرة توفيت (أم كلثوم)، ثم قبل وفاته بأيام أخبر (فاطمة) بأنها ستلحقه إلى الرفيق الأعلى، فتوفيت بعده بستة أشهر.

فما أعظم مصيبة رسول الله، حيث فقد أولاده في حياته، وكذلك باقي الأنبياء، فآدم وحواء ابتليا في أولادهم، وإبراهيم ابتلاه الله بذبح ابنه، ويعقوب ابتلاه الله بيوسف ابنه، وأم موسى ابتلاها الله بترك ابنها في البحر، وغيرها من الابتلاءات التي يبتلى بها المسلم!!

وكما قيل: من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته، فهذه خمسة بيوت من بيوت الأنبياء ابتلاها الله في أبنائها، وقد ذكرت في القرآن بتفاصيل دقيقة حتى تكون سنداً لكل أب أو أم يبتليهم الله تعالى في أبنائهم ليختبرهم ويمتحن صبرهم قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} (البقرة: 155) ثم ذكر الله: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} (البقرة: 156) ويكون الجزاء من الله وحده {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}

اللهم اجعلنا منهم

Saowt
09-24-2006, 09:17 AM
الحمد لله القائل: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}، والقائل: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم}.

ضاقت أفعى الفاتيكان بما يحتويه صدرها من سمٍّ فلم تستطع نفثه إلا في وجه محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام، في وقت أصبح الإسلام عرضة لكل نافث سم بسبب ضعف أبنائه وعمالة حكامهم، وشراء الكثير من علمائه دنياهم وبيعهم دينهم بأبخس الأثمان، إلا من رحم ربي وهم قليل.

فيا أفعى الفاتيكان إياك أن تنسى أنه لولا محمد ما استنارت الدنيا في وقت كنتم فيه عمياناً، وما خرجتم من عماكم وظلامكم إلا في ظل محمد وعلى فتات نوره. فلما استقامت لكم دنياكم بفتات محمد صلى الله عليه وسلم قفزتم على أمته بالفتن والحروب وإثارة القلاقل وشراء الذمم حتى طعمتم ما في أفواه أمته، واغتنيتم على جثث وأشلاء أبنائها، وبنيتم حضارتكم على حساب تقهقرها، فسحقاً لحضارة تورث أبناءها الوقاحة.

أبا الفاتيكان تقول: إن عقيدتكم منطقية على عكس عقيدة الإسلام!! فيا ابن الجاهلين أين منطقكم حين استبدت كنيستكم بآرائها، واستبد قساوستكم بالحكم، وقتلتم علماءكم وأنشأتم محاكم التفتيش التي لم تترك عالماً خالف الكنيسة ولا مسلماً إلا سحقته، فحاربتم العلم والعلماء بسبب استبدادكم وجهلكم وتمسككم بتحريفكم لكتابكم وكذبكم على نبيكم، اسأل جاليليو وإخوانه عن تاريخ كنيستكم التي بنيت على المنطق كما تدعي.

يا أبا الجاهلين أمحمد هو الذي لم يأتِ إلا بكل سيئ أم حروبكم الصليبة القديمة والحديثة؟
اسأل أهل بيت المقدس الذين قُتل منهم سبعون ألفاً حتى غاصت الخيل في دمائهم.

ويا أبا الجاهلين اسأل الهنود الحمرعن إبادتهم باسم الكنيسة والدين، وبناء مجدكم الحديث على دمائهم وأوطانهم. يا أبا الكذابين وشيخ المتعصبين وكبير المارقين: هل سئمتم من تحريفكم المستمر لكتابكم وانتهزت قوة مجنون أمريكا لتستعرض عضلاتك على دين الحق والنور المبين، أخرس الله لسانك... أخرس الله لسانك.

محمد جاء بدين الحق من ربه وأبلغه للعالمين، حمل رسالة السماء وأوصلها لكل بيت مدر ووبر، وتحمل في سبيل ذلك المشاق، وشرع ربه له الجهاد من أجل إيصال كلمة السماء أمام كل مارق مثلك معاند جاحد، وأوصاه ربه بدعوة من يحارب: فلو أسلم فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولو رفض الدخول وقَبِلَ الجزية على أن يسمح للمسلمين بنشر دينهم وله منهم المنعة والحماية فله ذلك، أما لو أصر على الكفر ومنع قومه من سماع الحق والدخول فيه فما بيننا وبينه إلا السيف. ليس حباً في الدماء وإنما لنشر كلمة السماء.

فأين حب الدماء فيمن يضع أمامك كل حل ممكن لتسمح له ليبلغ دعوة ربه، فما يقاتلك حباً في دمك وإنما حرصاً على إخراج قومك من جهنم والسماح لأهل الحق والنور بنشر كلمة السماء، أين هذا ممن قتلوا ملايين الأطفال بالعراق جوعاً، وقتلوا أهل أفغانستان كمداً، وساعدوا في قتل الفلسطينيين بأسلحتهم ومددهم لليهود.

أين أخلاق الفاتح الإسلامي من أخلاق الهمجي النصراني الذي انتهك العرض وسفك الدماء وسرق الأموال وجند العملاء نشر الفساد؟؟ أين أخلاقكم من أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم؟؟ أين أخلاقكم وقد انتشرت في شعوبكم الأمراض النفسية، وعقوق الآباء وإهمالهم، وزنا المحارم واغتصاب النساء والأطفال والشذوذ الجنسي، بسبب ضعف العقائد، وخفاء دور الدين في حياة شعوبكم؟؟

أين أنت وأين ربك بوش الذي تستمد قوتك من قوته وتنتهز حماقته حتى تنفث سمك إرضاء له وإرضاء لمن وراءه من يهود، لعنك الله ولعن بوش من ورائك.. تُخطّيء كل عقيدة تنزه رب العالمين عن كل نقص وتثبت له كل كمال!!! قبحك الله وقبح قولك، وجعلك عبرة لكل معتبر.

ويا كل عالم من علماء المسلمين قصّر في دعوته: ما حدث ويحدث إلا نتيجة لتقصيرك ويا كل حاكم ساعد في ضعف أمته اعلم أن لك كفلاً مما يحدث للإسلام والمسلمين وأنه ما رفع هذا رأسه إلا عندما أحنيت رقبتك.

ويا أمةُ: لك الله.
ويا إسلام: لك رب يحميك.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Saowt
10-05-2006, 01:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لأول مرة في حياتي أجد نفسي في مثل هذا الموقف.. منذ مطلع الرسالة، أجدني محتاراً..!؟
وعلى كل حال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أما بعد فإني أحمد الله عز وجل إليك، حمداً كثيراً طيباً، مباركاً فيه.. وأصلي وأسلم على رسوله الحبيب محمد، وهل مثل محمد أحد في البشر؟ صلى الله عليه وسلم..

وبعد.. وقبل.. قرأت رسالتك المثيرة، فلم استطع إكمالها، وبقيت أراوح في أولها، ومن رحمة الله بي أن وقت الصلاة حان قبل إتمامها، وبمجرد أن وصلت إلى عقدة القصة وحبكتها، وجدت نفسي أنهض وأبادر الباب، وأمشي إلى المسجد ولعل أحداً لو دقق لربما رآني أكلم نفسي في الطريق!! ولما عدت فرغت نفسي، وكتبت جواباً طويلاً مفصلاً ذا شجون، استغرق ثلاثا من الصفحات الكبيرة، ولو أني تركت العنان لمشاعري المتضاربة الحائرة لزادت على ذلك بكثير..

ماذا أقول؟!
سأحاول أن أضغط تلك الصفحات في نقاط موجزة.. والله المستعان..
أولاً:لأول مرة أجد نفسي عاجزاً أمام رسالة فلا أستطيع أن أرد عليها،ضاعت الكلمات، وخرس اللسان، والتبس الأمر، ولم أدر ماذا يمكن أن أكتب؟! لقد فكرت أن أجعل الجواب في صفحتين: الأولى لا تتضمن غير علامة تعجب كبيرة..! والثانية ليس فيها سوى علامة استفهام أكبر؟؟ ثم أوقع عليها وأبصم.! وبقيت فاغر الفم، حائر البال، متردداً هل أرد أم أضرب صفحاً عن الكتابة؟
ثم سألت نفسي: أيهما أحب إلى الله تعالى.. وقر قراري أن أستعين بالله فأكتب، والأمر إليه وحده.. ومرضاته هي التي أسعى إليها.. فكان هذا الرد

ثانياً: رأيت أنه لابد لي من أن أحييك وأثني عليك، وأبارك فيك هذه الروح النقية.. وإلا فما الذي يلزمك أن تذكر ما ذكرته في رسالتك الكريمة لولا صفاء فطرتك، وحسن نيتك، ونقاء سريرتك.. وثقتك بأخ لك لم تلده أمك.. فجزاك الله خيراً على هذه الثقة التي أرجو أن أكون أهلا لها.. وأسأل الله تعالى أن يجازيك عني خير الجزاء.. وأن يعينك على ما أنت فيه.. وأن يفرج عن كل مسلم تحت كل سماء

ثالثاً: يقولون: يبقى الإخاء ما بقي العتاب..! فدعني أسطر كلمات تتضمن شيئا من العتاب المشبع بروح الإخاء.. أخي ما قيمة الإخوة في الله إذا كنا سنغش بعضنا البعض؟! إننا لم نجتمع لأجل دنيا، ولا من أجل شهوة، ولا اجتمعنا على قيل وقال وهذر القول، ولغط الحديث وسفاسف الناس.. إنما اجتمعنا لنزداد حباً، وليعين بعضنا بعضاً على مزيد من القرب من ربنا جل جلاله، وليذكر بعضنا بعضاً بالحياة والموت وما ينتظرنا من مفاجآت بعد أن ننفض أيدينا من هذه الحياة.. لم نجتمع إلا لذلك ونحوه فلا معنى لكل ذلك إذا كانت علاقتنا ستقوم على أن يغش بعضنا بعضاً..
آه.. لا أدري هل أعاتبك.. ! أم أعاتب نفسي ابتداءً؟ أم أتعلّم من هذا درس سلوكيات جديدة وأنا أتعامل مع الآخرين..؟؟

رابعاً: على كل حال.. عزائي في هذه القصة الحزينة: قولك أنك تغيرت، وتتغير إلى الأحسن باستمرار، وأن ما تقرأه من مواضيع يؤثر فيك إيجاباً.. هذا عزاء كبير بالنسبة لي.. يجعلني أتحمل ما كان من مفاجأة في رسالتك.. وعزائي أيضا.. أنه اتضح لي خلال الفترة السابقة: مدى نضوجك الفكري، وسعة اطلاعك، وحسن اختياراتك، وصدق إخلاصك، وحرارة قلبك على الإسلام.. ونحو هذا.. فهل يعقل أن أفرط في كل هذه الصفات لأضرب الصفح عنك، وأدير ظهري لك لمجرد أمر عارض..

وأخيرا:
الكلام طويل وذو شجون، وله ذيول وفصول، والمشاعر المتضاربة التي لا زالت حتى الآن تعتمل في قلبي كثيرة جداً، ولكني سأكتفي بهذا القدر، وأنا أسوق إليك خالص الدعاء، أن يبارك الله فيك، وأن يوفقك حيثما كنت.. وأن ييسر عليك كل أمر يهمك..

غير أني آمل أن لا نفقدك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وواصل الدعاء لي، لعل الله ينفعني بدعوة صالحة منك
منقول

Saowt
10-06-2006, 07:51 PM
أي شخص كان قد رأني متسلقاًسور المقبرة في هذه الساعة من الليلكان سيقول :
أكيد مجنون..‏ أو أن لديه مصيبة والحق أن لديَّ مصيبة ..
*** *** ***

كانت البداية عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله أنه كان لديهقبراً في منـزله يرقد فيه وإذا مارقد فيه نادى) ‏رب ارجعون... رب ارجعون‏) ثم يقوم منـتفضاً ويقول: ها أنت قد رجعت فماذا أنتفاعل؟ حدث أن فاتـتني صلاة الفجر... وهي صلاة من كان يحافظعليها ثمفاتـته فسيحس بضيقة شديدةطوال اليوم عند ذلك... ‏تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني.. ‏فقلت لابد وأن في الأمرشيء.. ‏ثم تكررت للمرة الثالثة على التوالي.. ‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمورفتروح بي إلى النار. قررت أن أدخل القبر حتى أؤدبها.. ‏ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هومنـزلها ومسكنها إلى مايشاء الله.. ‏وكل يوم أقول لنفسي دع هذاالأمر غداً وجلست أسوف في هذا الأمر حتى فاتـتني صلاة الفجر مرة أخرىحينها قلت:كفى ... أقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ..ذهبت بعد منتصف الليل.. ‏حتى لا يراني أحد وتفكرت.. ‏هل أدخل منالباب؟حينها سأوقظ حارس المقبرة.. ‏أو لعله غير موجود.. ‏أم أتسورالسور؟ إن أوقظته لعله يقول لي تعال في الغد.. ‏أو حتى يمنعني،وحينها يضيع قسمي.. ‏فقررت أن أتسورالسور ورفعت ثوبي وتلثمت بشماغي واستعنت بالله وصعدت ..برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيراً كمشيع... ‏إلا أنني أحسست أننيأراها لأول مرة.. ‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة.. ‏إلا أنني أكاد أقسمأنني ما رأيت أشد منها سواداً ‏تلك الليلة... ‏كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب ..هذا هو صمت القبور بحق ...تأملتها كثيراً من أعلى السور.. ‏واستـنشقت هوائها‏ نعم إنها رائحة القبور.. ‏أميزها عن ألف رائحة..‏ رائحة الحنوط.. ‏رائحةبها طعم الموت ‏الصافي ...وجلست أتفكر للحظات مرت كالسنين.. ‏إيه أيتها القبور.. ‏ما أشد صمتك وما أشد ما تخفينه.. ‏ ضحك ونعيم.. ‏ وصراخ وعذاب اليم.. ‏ماذا سيقول لي أهلكلو حدثتهم؟ ‏لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم:الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم. قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحالة.. ‏

فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبة.. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات.. ‏هبطت داخل المقبرة.. وأحسست حينها برجفة في القلب.. ‏والتصقت بالجدار ولا أدري لأحتمي من ماذا؟ ‏

عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها... ‏أنا لست جباناً.. ‏لكنني شعرت بالخوف حقا!! نظرت إلى الناحية الشرقية والتيبها القبور المفتوحة والتي تـنـتظر ساكنيها.. إنها أشد بقع المقبرة سواداً، وكأنها تناديني.. ‏ مشتاقةإليَّ: متى ستكون فيَّ؟ أمشي محاذراً بين القبور.. ‏ وكلما تجاوزت قبراً تساءلت: ‏أشقي أم سعيد؟.. شقي بسبب ماذا... ‏أضيّع الصلاة؟... ‏أم كان من أهل الغناء والطرب أم كان من أهل الزنى.. ‏لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض قوة.. ‏ وأن شبابه لن يفنى.. ‏ وأنه لن يموت كمن مات قبله... ‏أم أنه كان يقول: ما زال في العمر بقية... سبحان من قهر الخلق بالموت ....أبصرت الممر...

‏حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبض قلبي فالقبور يميني ويساري.. ‏وأنا ارفع نظري إلى الناحيةالشرقية ..ثم بدأت.. أولى خطواتي.. ‏ بدت وكأنها دهر.. ‏أين سرعة قدميما أثقلهما الآن.. تمنيت أن تطول المسافة ولاتـنـتهي ابداً.. لأنني أعلم ما ينـتظرني هناك..

‏اعلم... ‏ فقد رأيت القبر كثيرا.. ‏ ولكن هذه المرة مختلفة تماماً ..أفكارعجيبة.. ‏ أكاد أسمع همهمة خلف أذني.. ‏ نعم... ‏أسمع همهمة جلـيّـة... وكأن شخصاً يتنفس خلف أذني.. ‏ خفت أن أنظر خلفي.. ‏خفت أن أرى أشخاصاً يلوحون إليّ من بعيد... ‏ خيالات سوداء تعجب من القادم فيهذا الوقت. بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان.. لا يهمني شيء طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه.. أخيراً.. أبصرت القبور المفتوحة.. ‏ أقسم للمرة الثانية أنني مارأيت أشد منها سوادا .. كيف أتـتـني الجرأة حتى أصل بخطواتي إلى هنا؟ بل كيف سأنزل في هذا القبر؟ وأي شئ ينـتظرني في الأسفل؟ ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف وأن أصوم ثلاثة أيام تكفيراً لقسمي ..ولكن لا.. ‏لن أصل إلى هنا ثمأقف.. ‏يجب أن أكمل ..ولكن لن أنزل إلى القبر مباشرة... ‏بل سأجلس خارجه قليلاً حتى تأنس نفسي ....ما أشد ظلمته.. ‏وما أشد ضيقه... ‏كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة.. ‏سبحان الله.. ‏يبدو ‏أن الجو قد إزداد برودة.. ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر...هل هذا صوت الريح؟! ‏ليس ريحاً... ‏لا أرى ذرة غبار في الهواء!!‏ هل هي وسوسة أخرى؟؟؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم... ‏ثم أنزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي أمام صدري أتأمل هذا المشهد العجيب ...إنه المكان الذي لا مفر منه أبداً ..سبحان الله.. ‏نسعى لكي نحصل على كل شئ... ‏وهذه هي النهاية: لاشئ ...كم تنازعنا في الدنيا؟.. ‏ اغتبنا.. تركنا الصلاة.. آثرنا الغناء على القرآن.. ‏والكارثة أننا نعلم أن هذا مصيرنا.. ‏ وقد حذّرنا الله منه ورغم ذلك نتجاهل .. ‏أشحت بوجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏ وكأني خفت أنيرد عليّ أحدهم :

يا أهل القبور.. ‏ مالكم؟ .. ‏أين أصواتكم؟ .. ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم؟.. ‏أينأموالكم.. ؟ ‏أين وأين.. ‏ كيف هو الحساب؟ .. ‏أخبروني عن ضمة القبر.. ‏ أتكسر الأضلاع؟ أخبروني عن منكر ونكير.. ‏أخبروني عن حالكم مع الدود.. ‏سبحان الله.. ‏ نستاء إذا قـدم لنا أهلنا طعام بارد أو لا يوافق شهيتـنا.. ‏واليوم.. نحن الطعام ..لابد من النـزول إلى القبر... قمت وتوكلت على الله،ونزلت برجلي اليمين، وافترشت شماغي، ووضعت رأسي.. ‏وأنا أفكر ..‏ماذا لو انهال عليَّ التراب فجأة؟! ... ‏ماذا لو ضُم القبر عليَّ مرة واحدة...؟ نمت على ظهري وأغلقت عينيَّ حتى تهدأ ضربات قلبي... ‏ حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد... ‏ما أشده من موقف وأنا حي.. ‏ فكيف سيكون عند الموت؟ فكرت أن أنظر إلى اللحد.. ‏ هو بجانبي.. ‏ والله لا أعلم شيئا ًأشد منه ظلمة.. ‏يا للعجب!!.. ‏


رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيارمن الهواء البارد يأتي منه!! .. ‏فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف؟ خفت أن أنظر إليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظرانإليَّ بقسوة..‏ أو أن أرى وجهاً شاحباً لرجل تكسوه علامات الموت ناظراً إلى الأعلى متجاهلني تماما ‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ‏ ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أياً من هذه المناظر رغم علمي أن اللحد خالياً .. ‏ ولكن تكفي هذه المخاوف حتى أمتنع تماماً عن النظر إليه ..تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضر (لاإله إلاالله .. إن للموت لسكرات) تخيلت جسدي عند نزولالموت يرتجف بقوة وأنا أرفع يدي محاولاً إرجاع روحي .. ..و تخيلت صراخ أهلي عالياً من حولي : أين الطبيب ؟! أين الطبيب ؟!(‏فلولا إن كنـتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين (تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون : لا إله إلا الله ... ‏تخيلتهم يمشون بي سريعاً إلى القبر .. وتخيلت أحب أصدقائي إلي وهويسارع لأن يكون أول من ينـزل إلى القبر .. ‏تخيلته يضع يديه تحت رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ... يصرخ فيهم : ‏

جهزوا الطوب ...وتخيلت أحمد .... ‏ يجري ممسكاً إبريقاً من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا عليَّ التراب .. ‏تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏تخيلت شيخنا يصيح فيهم: ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ..ثم رحلوا وتركوني فرداً وحيداً ... تذكرت قول الله تعالى ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة .. وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم )..نعم صدق الله ..تركت زوجتي .. فارقت أبنائي .. تخلـيّت عن مالي .. أو هو تخلى عني ..تخيّلت كأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادماً .. ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏وأشكال مخيفة .. ‏ينادي بعضهم بعضاً: ‏أهو العبد العاصي ؟...فيقول الآخر : نعم.. ‏فيقال: ‏أمشيع متروك ‏أم محمول ليس له مفر؟ فيجيبه الآخر: بل محمول إلينا ليس له مفر.. ‏فينادى: هلموا إليه حتى يعلم أن الله عزيز ذو انتقام..

‏رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين :‏ ما غرك بربك الكريم ؟ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..ماالذي خدعك حتى عصيت الواحد القهار؟ أهي الدنيا؟ .. أما كنت تعلم أنها دار فناء؟ وقد فنيت! أهي الشهوات؟ .. أما تعلم أنها إلى زوال؟ وقد زالت! أم هو الشيطان؟ .. أما علمت أنه لك عدو مبين؟أ مثلك يعصى الجبار ... والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته .. ‏لا نجاة لكمنَّا اليوم ... ‏ اصرخ ليس لصراخك مجيب ...فجلست اصرخ رب ارجعون ... ‏ رب ارجعون ... ‏وكأني بصوت يهز القبر والفضاء ... يملأنييئساً يقول :‏كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوميبعثون ( بكيت ماشاء الله أن أبكي .. ‏ثمقلت : الحمدلله رب العالمين .. ‏ مازال هناك وقت للتوبة ...استغفرالله العظيم وأتوب إليهثم قمت مكسوراً ... ‏ وقد عرفت قدري ... وبانلي ضعفي ..أخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر ،وعدت وأنا أردد قولجبريل للحبيب صلى الله عليه وسلم :عشما شئت فإنك ميت ، و أحبب من شئت فإنك مفارقه ، و اعمل ما شئتفإنكمجزي به

Saowt
01-09-2007, 06:56 PM
. نقطة! .. نقطتان!! ... ثلاث نقاط!!!


.
نقطة
. .
نقطتان
. . .
ثلاث نقاط


.
النقطة الأولى
لحظات مرت... أيام انقضت... أسابيع مضت سريعاً بل شهور!!!
وها نحن في نهاية العام!!!!
مرت وكأننا لم نعشها... انقضت بما فيها... وسُجّل لنا فيها وعلينا...
مضت سريعاً... فهل أدركنا ذلك؟؟؟؟؟


. .
النقطة الثانية
12 شهراً مضى!!! يا تُرى ماذا قدمنا فيها؟؟؟
ماذا قدمنا لهذا الدين؟؟؟ هل أعطيناه جزءاً من أوقاتنا؟؟؟
هل حافظت أخي العزيز على أداء الصلوات جماعة في المسجد؟؟؟
هل حافظتِ أختي الفاضلة على أداء الصلوات في أوقاتها؟؟؟
ما هو نصيب كتاب الله تعالى من القرآءة والتدبر؟؟؟
هل كنا نختم مرة في كل شهر؟؟
أم لم نقرأه إلا في شهر رمضان؟؟ هل حفظت منه شيئاً طوال هذا العام؟؟
ماذا عن برّ الوالدين؟؟؟ هل قمنا بهذا الحق على أكمل وجه؟؟؟
وماذا عن من فقد أحدهما أو كلاهما... هل خصيتهما بالدعاء؟؟؟
وهل نسينا أو تناسينا رحِمنا!!!
كم من الرحم لانراهم ولانعرفهم ولانسأل عن أحوالهم إلا في المناسبات!!!
وهل... وهل.... وهل....؟؟؟
أسئلة كثيرة تدور بالبال تحتاج منا إلى إجابات....
تحتاج منا إلى وقفة محاسبة في نهاية هذا العام أوقبل نهاية أعمارنا بالأصح...


. . .
النقطة الثالثة
أخي العزيز.... أختي الفاضلة....
وفي نهاية المطاف.... وفي نهاية العام.... وقبل نهاية آجالنا
علينا جميعاً بالتوبة التوبة، والعودة العودة.....
علينا بالتوبة من تقصيرنا وتفريطنا في أوقاتنا...
علينا بالتوبة من ذنوبنا ومعاصينا....
والعودة إلى الله تعالى.. العودة والإنابة إلى العزيز الغفور الرحيم...
العودة إلى غافر الذنب وقابل التوب...
ولنذرف الدموع حسرةً وندامة على مافرطنا في جنب الله...
وعلى وقت لم نذكر فيه الله عز وجل...
ولنبدأ بفتح صفحة جديدة في حياتنا مع أول ورقة من تقويم العام الجديد..
ولتكن صفحة بيضاء نقية،
وليسجل في صحيفتك من الحسنات ما يضاعفها الله لك...
صفحة بدايتها التوبة إلى الله.. وشعارها الدعوة إلى الله..
ومضمونها حب الخير للناس... وأن يكون ختامها مسك...
وأن يُختم لنا ولكم بُحسن خاتمة... إنما الأعمال بالخواتيم..

Saowt
01-12-2007, 08:45 PM
إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرار، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا وإذا حضروا لم يُعرفوا، مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة، فاحرص على طاعة الله، فإن ظهر أمرك واشتهر حالك فعش حياة العبودية لربك، واصرف هذا الظهور فيما يقربك من مولاك، وإلا فكن واحدا من هؤلاء الأفاضل، واعلم أن الله سبحانه مطلع ورقيب، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه...{يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد} المجادلة: 6

حدير وما أدراكم ما حدير أورد ابن الجوزي في صفة الصفوة رواية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا فيهم رجل يقال له: حدير وكانت تلك السنة قد أصابتهم سَنَة [شدة] من قلة الطعام، فزودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسي أن يزود حديراً، فخرج حديرٌ صابراً محتسباً وهو في آخر الركب يقول: لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب' فهو يرددها وهو في آخر الركب.

قال: فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً وهو في آخر الركب يقول: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب.

قال: فكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض، فابعث إليه بزاد. قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدفع إليه زاد حدير وأمره إذا انتهى إليه حفظ عليه ما يقول، وإذا دفع إليه الزاد حفظ عليه ما يقول، ويقول له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله، ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ جبريل يذكرني بك، فذكره جبريل وأعلمه مكانك.

قال: فانتهى إليه وهو يقول: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: نعم الزاد هو يا رب.
قال: فدنا منه ثم قال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله وقد أرسلني إليك بزاد معي ويقول: إني نسيتك فأرسل إلي جبريل من السماء يذكرني قال: فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: الحمد لله رب العالمين ذكرني ربي من فوق سبع سماوات ومن فوق عرشه ورحم جوعي وضعفي، يا رب كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك.

قال فحفظ ما قال ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما سمع منه حين أتاه وبما قال حين أخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو رفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه ذلك نوراً ساطعا ما بين السماء والأرض".

نسي التاريخ حديرا ونسي أن يحفظ لنا اسم أبيه وأمه، ومن أي قبيلة هو؟ وفي أي عام ولد؟ وفي أي عام مات؟ وكيف مات؟ لكن ربه لم ينسه، ذلك بأن ربك لا ينسى أولياءه المتقين وإن نساهم الناس، ويعرف أولياءه الصالحين وإن جهلهم الناس:{عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال} الرعد:9

Saowt
02-19-2007, 09:08 PM
إذا أردت أن تعيش سعيداً فعش مع القرآن، قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس: 58)، وقال بعض السلف: "فضل الله الإسلام ورحمته القرآن"، وقال بعضهم: "فضل الله القرآن ورحمته أن جعلنا من أهله".


فمن أدركه فضل الله ورحمته كان من أهل القرآن، ومن كان من أهل القرآن رزقه الله فرحاً يجده في قلبه، فرحاً حقيقياً ناجماً عن سكون القلب واطمئنانه.. "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)، وإذا أردت أن تموت حميداً فعش مع القرآن، وإليك أخي الكريم هذه الطائفة من القصص نحكي لك فيها اللحظات الأخيرة من حياة بعض حاملي القرآن عبر تاريخ المسلمين.


فهذا عبد الله بن عباس ترجمان القرآن الذي دعى له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فوهب حياته لتعلم القرآن وتفسيره وما فيه من أحكام وأسرار، يعتمد على تفسيره كل من أتى بعده، ظل على هذا الحال حتى مات فلما ذهبوا به ليدفنوه دخل نعشه طائر لم ير مثل خلقته من قبل ولم ير خارجا منه "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة" (الفجر: 27) وسمعوا بعد دفنه صوتاً على شفير القبر لا يدري من القائل: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". (صححه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/285، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/358 هذه قصة متواترة).


وآخر وهو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني صاحب القراءة المشهورة من القراءات العشر، رجل عاش حياته للقرآن وعى القرآن في صدره فلما مات غسلوه فنظروا ما بين نحره وفؤاده -منطقة الصدر- كورقة المصحف فيقول نافع مولى ابن عمر وهو ممن غسله: فما شك من حضره أنه نور القرآن. سير أعلام النبلاء للذهبي 5/287.


أما شيخ الإسلام وتحفة الأنام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الذي عاش حياته في سبيل الله، يجاهد بالكلمة والسنان، سجنه أعداؤه في آخر حياته فانكب على تفسير القرآن، نزعوا الأوراق من بين يديه فكان يكتب على الجدران، حتى منعوه من الأقلام فانكب على تلاوة القرآن يختمه الختمة تلو الختمة حتى كان آخر شيء قرأه قبل أن يموت: "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر".


قد يقول قائل: هذه قصص السابقين وحكايات الغابرين، أما الآن فلا يوجد مثل ذلك. نقول له: لا بل لا يزال الله يظهر حسن خاتمة من تمسك بكتابه ليدلك على صدق هذا الكتاب الذي من تمسك به نجا.


فهذا شيخ القراء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الشيخ عامر السيد عثمان، ابتلاه الله قبل وفاته بسبع سنين بقطع أحباله الصوتية فأصبح قارئ القرآن بلا صوت، هل يسكت أو يتوانى ويعجز؟ لا بل ظل يدرس لتلامذته عن طريق حركة الشفاة والإيماءات والشهيق حتى جاءه مرض الموت فأصبح قصيد الأسرة البيضاء في المستشفى، وقبل وفاته بثلاثة أيام سمعه أهل المستشفى يقرأ القرآن بصوت جهوري عذب ندي لمدة ثلاثة أيام حتى ختم فيهن القرآن من الفاتحة إلى الناس، ثم أسلم الروح إلى بارئها فرحمه الله رحمة واسعة.
(الجزاء من جنس العمل للعفاني 2/434) نقلاً عن المجلة العربية (عدد 171 ص70).


وها هو الشيخ محمد بكر إسماعيل صاحب كتاب الفقه الواضح وغيرها من المصنفات الكثير. هذا الرجل حفظ القرآن وهو ابن ست سنين ثم فقد بصره فلم ييأس بل تعلم القراءات العشر ثم التحق بالأزهر وحصل على الماجستير والدكتوراه حتى أصبح أستاذاً في التفسير وعلوم القرآن، وظل حياته يتعلم ويعلم ويؤلف الكتب حتى الليلة السابقة قبل وفاته بليلة كان يكتب كتاباً عن الأخلاق الإسلامية فكان آخر ما كتب في هذا الكتاب فصل (الإخلاص لله في القول والعمل) ثم لما كانت الليلة التالية قام لله يصلي فقرأ في الركعة الثانية: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" ثم ركع، ثم قام، ثم هوى ساجداً، فكانت آخر سجدة في حياته، ويبعث المرء على ما مات عليه. (جريدة الأهرام المصرية 25 يناير 2006).


فانظر لنفسك أخي في الله أي خاتمة تحب أن تختم حياتك بها، فإذا أردت حسن الخاتمة فالحق بهذا الركب واحفظ القرآن وتدبره واعمل به كي تكون من الناجين نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.

Saowt
02-24-2007, 01:46 PM
قيل إن العلم ثلاثة أشبار:
"إذا تعلم الإنسان الشبر الأول تكبّر، ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثاني تواضع، ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثالث علم أنه لا يعلم شيئاً" حلية طالب العلم / بكر عبد الله أبو زيد / مطبعة اليمامة ص 79

ومن هنا تعلم سرَّ وجود المتكبرين من أهل العلم، أنهم لم يتجاوزا الشبر الأول من العلم..
كثير من الناس هم (أبو شبر..) دخل في الشبر الأول من العلم ثم أسرع للخروج منه مدعياً حصوله على العلم فيجادل ويناقش ويتهم وهو خارج من شبر من العلم.
مصيبة الداخلين في شبر العلم الأول هو الفراغ الذي كان في عقولهم.. فيدخلون مندفعين فيصادف العلمُ الأول فراغاً في عقولهم فيتمكن ثم يتحكم فيلهي ويسهي.

عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْق" (رواه أحمد)
العلم محصلة ثلاثة أمور "معلومات صحيحة، تطبيق سليم، خشية لله رب العالمين"
لذلك قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} فاطر28

العلماء هم الذين يجمعون المعلومات الصحيحة والتطبيق السليم والخشية لله رب العالمين وبذلك هم أكثر الناس خشية..
خطورة الشبر الأول: هو امتلاك المعلومات الصحيحة دون تطبيق.. ومن يمتلك المعلومة ولا يطبقها.. فقد دخل في قوله تعالى {لم تقولون مالا تفعلون}.. لقد كان الصحابة يتعلمون الآية من القرآن ثم يطبقونها..

خطورة ( أبا شبر) هذا أنه ملك المعلومات فجادل ونافح عنها.. لكنه خسر التطبيق وخسر الخشية.. وما الذي يجنيه من خسرهما؟؟ لقد ملك كثير من الناس المعلومة.. لكنهم خسروا التطبيق.. فلم يذوقوا جلال الخشية من الله سبحانه وهذا حال كثير من المسلمين..
فالإيمان تصديق وعمل... ولا تنفع معلومة بلا عمل... فحاذر أن تكون أبا شبر. وترى نفسك سبّاحاً ماهراً وأنت تغرق في هذا الشبر من العلم.

Saowt
03-11-2007, 08:55 AM
أتعرفون أخوتي ما ميزة ذلك القلب الذي أتمناه؟؟؟
ذلك القلب الذي ما إن طرقت بابه وجدت الطيــبة مسكنه.. والإخــلاص زاده والوفــاء جوده..

وجــدته مثل النهر في عطــائه يعطي ولا ينتظر أن يأخذ إلا إذا وجد من حقه أن يُعــطى في بعض الأشياء التي تكون من حقوقه…
وجدت أن الدنيا لا تهمه بشي لأن قلبه متعلق برب العباد..
وجدته متسامحا راض يسعى للأخلاق الفاضلة التي تكسبه من حوله..

وجدته لا ينام وفي قلبه ذرة من الحقد أو الحسد والضغينة والكره الذي يفـــسده..
وجدته قلبا لا يحمل الا الحــــب بكل ما يحتويه..

وجدته قلبا نبضاته التسبيح وزفراته التهليل وشهيقه الدعاء في كل حين..
وجدته قلبا يصاحبك في حلك وترحالك ويخاف عليك من غدر الزمن..
وجدته قلبا يرشدك إلى الخير ويعينك على الكروب..
وجدته قلبا يحزن أذا أصابك مكروه..
وجدته قلبا لا يتخلى عنك عند المحن..
وجدت قلبا صــادقا في عبراته..

وجدته مثل نسمة عطر أذا هبت كستك حلة من المعاني الجليلة وتركت لك بصمة من قلب محب..
وجدته قلبا لا يعرف الغدر ولا الخيانه لأن حجمه أكبر من أن يصل إلى ذلك المستوى..
وجدته دائما مبتـــسما أذا رأك سعيدا في حياتك…
وجدته قلبا حينما يخــفق يخفق بالحــنان مثل الينبوع الدفاق في جريانه..
وجدته قلبا يتحمل أذى الغير ويتقبل منهم ما يضره ربما لا يرضى بذلك ولكنه ذو صدر رحب..
وجدته قلبا مفتوحا لك منصت في أفراحك ويشاطرك أحزانك وعندما يستمع إليك يستمع بعقله وقلبه..
وجدته قلبا لا يرضى الذل ولا المهانة ويأبى الظلم وعنده كرامة ومع ذلك فهو طاهر ونقي السريرة يعفو ويصفح.. لأن الدين ماءه الذي يروي به ظمأه والرسول عليه السلام قدوته..

وجدته قلبا عندما يحزن يصبر على ما أصابه ويحمد الله دائما..
قلبا حينما يبذل ويجتهد في سبيل أشياء لا تقدر بثمن لا يرجو إلا القبول من رب العباد لأن نيته خالصة لوجهه..
قلبا يحترق أذا رأى ما يغضب الله وغيرته على دينه غيرة عظيمة..
قلبا بعيدا كل البعد عن الأنانيه التي تخلفها الندامة..
قلبا يدعو للجميع بالخير وإذا لاقى منهم الأذى لا يدعو عليهم..

قلبا عندما يصدم بمن حوله يتصرف بعقل وحكمة..
قلبا عندما يجرح ولا يبرى جرحه تجده يحاول النسيان أو بالأحرى قد نسي..
ذلك القلب الذي حينما تسبح فيه تكتشف الشيء الكثير فيه تجد الياقوت ما يحمله والمرجان ما يحيط به..
قلبا كلما غصت في أعماقه سرت عينك وابتهج قلبك وكلما اكتشفت وغصت فيه أكثر حاولت عدم الخروج منه وعدم مفارقته باختصار قلبا إذا طرقت بابه وجدت الطيب مسكنه…

تهت وأبحرت كثير في صياغة هذه العبارات في وصف ذلك القلب ولكن يا إخوتي أتمنى أن يكون ذاك هو قلبي..

منقول

Saowt
03-18-2007, 03:43 PM
الحمد لله على إحسانه، الحمد لله كما ينبغي لعظيم وجهه وسلطانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.

أما بعد فاتقوا الله عباد الله كما وصاكم بذلك الله، فقال جل في علاه:
(يا أيها الذين آمنوا...)
( يا أيها الناس ....)

إخوة الإيمان، لا زالت قلوب كثير من الآباء وبالأمهات تئن من عقوق أبنائهم، ولا زالت عيونهم تدمع ألماً وقهراً من جرم أبنائهم، عقوق وقطيعة يندى الجبين لها، وتقشعر الأبدان عند سماعها، بل إن العقل ليكاد ينكرها لبشاعتها

غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً *** تُعَل بما أدني إليك وتُنهل
إذا ليلةٌ نابتك بالسقم لم أبت *** لذكرك إلا ساهراً أتململ


كأني أنا المطروق دونك بالذي *** طرقت به دوني وعيني تُهمِل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها *** لتعلم أن الموت حتمٌ مؤجل

فلما بلغت السن والغاية التي *** إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي منك سوءً وغلظةً *** كأنك أنت المنعم المتفضل

وسميتني باسم المفند رأيه *** وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل
تراه معداً للخلاف كأنه *** برد على أهل الصواب موكل

فليتك إذا لم ترع حق أبوتي *** فعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن *** علي بمالي دون مالك تبخل

أمسلمٌ تربى على الإسلام يعق والديه؟!! إنها جريمة كبرى ورزيةٌ عظمى، ألم يجعل الله حق الوالدين في القرآن بعد حقه سبحانه؟، فقال سبحانه (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) وأمرنا الله بشكرهما بعد شكره سبحانه، فقال عز وجل (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة على وقتها. قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين)، فأولاً: الصلاة على وقتها، هذا حق الله، ثم بر الوالدين.

ثم إن الله سبحانه وتعالى حرّم الإساءة إليهما ولو بكلمة أف، هذا في حق من يقضي حاجتهما لكن بتأفف، بتضجر يقضي حاجتهما، لكن بضيق صدر وعبوس وجه، فهذا من العقوق، فكيف بمن يرفض قضاء حاجتهما أصلاً؟! فالأمر أشد، بل كيف بمن يقطعهما البتة؟ بل كيف بمن يشتمهما؟ بل كيف بمن يضربهما؟!! نعم والله، إن من القلوب من هي أشد قسوة من الحجارة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار.

بعضهم يعتقد أنه ما دام الأب سيء الخلق فيستحق أن يُعامل بالمثل، ونقول والله لو كانا أبواك مشركين كافرين لما جاز لك عقوقهما، ولوجب عليك مصاحبتهما بالمعروف، ألم يقل سبحانه (وإنه جاهداك ..............فلا تطعهما) إن أمراك بالشرك، إن أمراك بالكفر فلا تطعهما (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، هذا في حق الأبوين المشركين، فكيف بأبويك المسلمين؟!

قضى الله أن لا تعبدوا غيره حتما *** فيا ويح شخص غير خالقه أمّا
وأوصاكمُ بالوالدين فبالغوا *** ببرهما فالأجر في ذلك والرحما


فكم بذلا من رأفةٍ ولطافةٍ *** وكم منحا وقت احتياجك من نعما
وأمك كم باتت بثقلك تشتكي *** تواصل مما شقها البؤس والغما

وفي الوضع كم قاست وعند ودادها *** مُشقاً يذيب الجلد واللحم والعظما
وكم سهرت وجداً عليك جفونها *** وأكبادها لهفاً بجمر الأسى تحما

وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** حنواً وإشفاقاً وأكثرت الضما
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وضقت بها ذرعاً وذوقتها سما

وبت قرير العين ريان ناعماً *** مكباً على اللذات لا تسمع اللوما
وأمك في جوعٍ شديدٍ وغربةٍ *** تلين لها مما بها الصخرة الصماء
أهذا جزاها بعد طول عنائها *** لأنت لذو جهل وأنت إذاً أعمى

وما أشد العقوق وما أبشعه حينما يكون الأبوان في حال كبرهما وضعفهما أشد ما يكونان حاجةً إليك، فتتخلى عنهما وتنسى جميلهما، بعضهم يُقدّم زوجته على أمه، وآخر تغره وظيفته ومنصبه، وآخر يطغيه ماله ومرتبه، وآخر يرسلهما إلى دار العجزة والمسنين، وآخر يصلهما لكن بتضجر وكأنه ينتظر بفارغ الصبر ساعة موتهما، ألوانٌ من العقوق وصنوف من الواقع في الجحود، ويل هؤلاء من رب العالمين، ويلهم من الله، لماذا يعيش هؤلاء؟ أي خيرٍ يريدونه وأي رحمةً يرجونها؟! وأي بركة في حياتهم ينتظرونها؟!! ليس لهم إلا السخط والغضب من رب العالمين، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن سخط الرب في سخط الوالد وإن رضا الرب في رضا الوالد) إنهم لو صدقوا في طلب مرضاة الله ورحمته لوجدوها في بر الوالدين.