no saowt
11-06-2002, 05:14 AM
حبيبى وسيدى ... ذكرت عدلك بين الناس ، وتواضعك لكل الناس ، و زهدك عن لعاعات الدنيا ... وذكرت حب الصحب الكرام لك ، واستباقهم لإرضائك و الفوز بدعوة منك أو بشارة ....
وذكرت حبك للشباب ورعايتك لهم ... ذكرت كيف نصروك عندما خذلك الشيوخ والكبار ، فكنت لهم الأب الحانى والمربى الخبير ، والمعلم البصير ، فقربت البعيد ، وعلمت الجاهل ، وحنوت على المحتاج ، وربيت الجميع .... ذكرت كيف علمتهم التوازن وعدم التهور ، وكيف أفهمتهم " أن هذا الدين متين " وأن يوغلوا فيه برفق ، فقطعت دابر الغلو والتطرف . ومنعت التسيب والطيش الذى يعانيه شباب اليوم بأحكم أسلوب وأفضل منهاج ، فتحول بحكمتك – هذا الشباب – إلى ضراغم تحمى حمى الإسلام وترعى حدوده ...
وذكرت رفعك للنساء وذودك عن كرامتهن وإعلائك لمكانتهن ، وتمنيت لو يفهم هؤلاء الناعقين وراء كل أخضر العينين ليعرف أنك أنت الذى حررت العبيد وحررت النساء وحررت البشرية جمعاء ، وتمنيت لو تفهم نساء أمتك أن عزتهن فى طريقك ، ورفعتهن فى سنتك ، وحقوقهن فى شريعتك لا غيرها لا غيرها ، وتمنيت لو يفهم هؤلاء – الذين يحسبون أنفسهم رجالا من أبناء أمتك – فيظلمون النساء ظلما فاحشا ، ويحجرون عليهن بشتى الدعاوى التى حاربتها أنت يا حبيبى وسيدي ، ولكنها عادت إلينا اليوم تتمسح بمسوح الرهبان وتلبس ثياب الخاشعين ، فاللهم نشكو إليك بعد الأمة عن حبيبها ومحررها ، ونشكو إليك سطوة الفاجر وضعف الثقة ..
يا حبيبى وسيدى ... ها هى لحظة الوداع قد حانت ... ها هى لحظة الفراق الأليمة قد أطلت ، وها هو عمرك المديد العامر قد أرخى سدوله ، وها هى دموع المحبين حولك تسيل حزنا وفرقا ... تلك اللحظة التى ينفطر منها قلب كل محب ، ولابد لكل محب أن ينفجر باكيا عندها ... فها أنت ذا مسجى على سريرك ... تغمض العينين اللتين طالما بكتا خشية و شوقا ... ها هو الجسد الذى ظل مجاهدا صابرا عابدا يرقد بلا حراك .... ها هو وجهك الوضاء الباسم يسكن فى هدوء سرمدى ... ها هو الوجل والبكاء والصدمة العنيفة المهيبة تصيب الجميع ... لا أحد يصدق ... لا أحد يتخيل .... لا أحد يتصور كيف تكون الحياة بدونك ... إنه محمدا رسول الله حقا .... ولكنه بشر يموت ، و سبحان الحى الذى لا يموت .... ما أصعب الفراق يا حبيبى ما أصعب الفراق ... حبيبى مات حقا و لكنه باق فينا ... كتابا حيا ، و حى فينا بسنته ، و سيرته .... حى فينا بمنهجه وطريقه الذى رسم ... حى فى قلوب المؤمنين ....حى فى جهاد المجاهدين .... حى فى سير السائرين والسالكين ... حى فى صفوف العاملين المستمسكين بحبل الله المتين ... وإن قلوا ... وإن ضعفوا .
فتحت عيناى مرة أخرى لأمسح دمعة فراق ، لكنها مشفوعة بعهد وميثاق ، ومختومة بأمل ودعاء .... فتحت عيناى لأرقب نفسا ضعيفة تحوم حول الحمى ، وشبابا ضائعا فى غيابات الجهل والتيه ، وبنات هائمات على رؤوسهن لا يدرين ما السبيل ؟ و أمة مفككة الأوصال والمعالم .... مشوهة الهوية ؟ وقلت لو أن رسول الله عاد إلينا الآن ... هل كان سيظن أنّا حقا أمته ؟ وأتباع دينه وملته ؟ لا أدرى .. ولكنى واثق فى رحمة الله وهى أوسع لنا – واثق فى عدل الله – و هو أحكم العادلين - واثق فى عودة الأمة كلها إلى ربها من جديد ، عودة المحب الى الحبيب ، و فى أوبتها و حوبتها و توبتها الخالصة ، واثق فى رجوع الشباب والبنات والشيوخ والأطفال لدينهم وربهم ونبيهم رجوع المسافر إلى أرضه بعد أن كان هو الغريب ، عائدون جميعا – بإذن الله - للسير خلف محمد حبا و عملا وجهادا لا يغيب ، حتى يفرح بنا رسول الله فى الجنة كما فرح بصحابته فى نظرته الأخيرة إليهم وهو يودعهم قبل ذهابه الى أعلى وخير رفيق ...
فتحت عيناى على هذا الأمل ، و لست أدرى هل أراه حقيقة أم أنه حلم بعيد ، و لا أعرف هل يطول العمر لأراه حقيقة أم يقصر ، ولكنى أعرف أننى خرجت من هذه الرحلة مع الحبيب و قد ازددت له حبا ، و ازددت لصحبته شوقا ....
اللهم إنى أشهدك أنى أحب محمدا .... فاللهم احشرنى تحت لوائه ارزقنى صحبته فى الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين
منقول
وذكرت حبك للشباب ورعايتك لهم ... ذكرت كيف نصروك عندما خذلك الشيوخ والكبار ، فكنت لهم الأب الحانى والمربى الخبير ، والمعلم البصير ، فقربت البعيد ، وعلمت الجاهل ، وحنوت على المحتاج ، وربيت الجميع .... ذكرت كيف علمتهم التوازن وعدم التهور ، وكيف أفهمتهم " أن هذا الدين متين " وأن يوغلوا فيه برفق ، فقطعت دابر الغلو والتطرف . ومنعت التسيب والطيش الذى يعانيه شباب اليوم بأحكم أسلوب وأفضل منهاج ، فتحول بحكمتك – هذا الشباب – إلى ضراغم تحمى حمى الإسلام وترعى حدوده ...
وذكرت رفعك للنساء وذودك عن كرامتهن وإعلائك لمكانتهن ، وتمنيت لو يفهم هؤلاء الناعقين وراء كل أخضر العينين ليعرف أنك أنت الذى حررت العبيد وحررت النساء وحررت البشرية جمعاء ، وتمنيت لو تفهم نساء أمتك أن عزتهن فى طريقك ، ورفعتهن فى سنتك ، وحقوقهن فى شريعتك لا غيرها لا غيرها ، وتمنيت لو يفهم هؤلاء – الذين يحسبون أنفسهم رجالا من أبناء أمتك – فيظلمون النساء ظلما فاحشا ، ويحجرون عليهن بشتى الدعاوى التى حاربتها أنت يا حبيبى وسيدي ، ولكنها عادت إلينا اليوم تتمسح بمسوح الرهبان وتلبس ثياب الخاشعين ، فاللهم نشكو إليك بعد الأمة عن حبيبها ومحررها ، ونشكو إليك سطوة الفاجر وضعف الثقة ..
يا حبيبى وسيدى ... ها هى لحظة الوداع قد حانت ... ها هى لحظة الفراق الأليمة قد أطلت ، وها هو عمرك المديد العامر قد أرخى سدوله ، وها هى دموع المحبين حولك تسيل حزنا وفرقا ... تلك اللحظة التى ينفطر منها قلب كل محب ، ولابد لكل محب أن ينفجر باكيا عندها ... فها أنت ذا مسجى على سريرك ... تغمض العينين اللتين طالما بكتا خشية و شوقا ... ها هو الجسد الذى ظل مجاهدا صابرا عابدا يرقد بلا حراك .... ها هو وجهك الوضاء الباسم يسكن فى هدوء سرمدى ... ها هو الوجل والبكاء والصدمة العنيفة المهيبة تصيب الجميع ... لا أحد يصدق ... لا أحد يتخيل .... لا أحد يتصور كيف تكون الحياة بدونك ... إنه محمدا رسول الله حقا .... ولكنه بشر يموت ، و سبحان الحى الذى لا يموت .... ما أصعب الفراق يا حبيبى ما أصعب الفراق ... حبيبى مات حقا و لكنه باق فينا ... كتابا حيا ، و حى فينا بسنته ، و سيرته .... حى فينا بمنهجه وطريقه الذى رسم ... حى فى قلوب المؤمنين ....حى فى جهاد المجاهدين .... حى فى سير السائرين والسالكين ... حى فى صفوف العاملين المستمسكين بحبل الله المتين ... وإن قلوا ... وإن ضعفوا .
فتحت عيناى مرة أخرى لأمسح دمعة فراق ، لكنها مشفوعة بعهد وميثاق ، ومختومة بأمل ودعاء .... فتحت عيناى لأرقب نفسا ضعيفة تحوم حول الحمى ، وشبابا ضائعا فى غيابات الجهل والتيه ، وبنات هائمات على رؤوسهن لا يدرين ما السبيل ؟ و أمة مفككة الأوصال والمعالم .... مشوهة الهوية ؟ وقلت لو أن رسول الله عاد إلينا الآن ... هل كان سيظن أنّا حقا أمته ؟ وأتباع دينه وملته ؟ لا أدرى .. ولكنى واثق فى رحمة الله وهى أوسع لنا – واثق فى عدل الله – و هو أحكم العادلين - واثق فى عودة الأمة كلها إلى ربها من جديد ، عودة المحب الى الحبيب ، و فى أوبتها و حوبتها و توبتها الخالصة ، واثق فى رجوع الشباب والبنات والشيوخ والأطفال لدينهم وربهم ونبيهم رجوع المسافر إلى أرضه بعد أن كان هو الغريب ، عائدون جميعا – بإذن الله - للسير خلف محمد حبا و عملا وجهادا لا يغيب ، حتى يفرح بنا رسول الله فى الجنة كما فرح بصحابته فى نظرته الأخيرة إليهم وهو يودعهم قبل ذهابه الى أعلى وخير رفيق ...
فتحت عيناى على هذا الأمل ، و لست أدرى هل أراه حقيقة أم أنه حلم بعيد ، و لا أعرف هل يطول العمر لأراه حقيقة أم يقصر ، ولكنى أعرف أننى خرجت من هذه الرحلة مع الحبيب و قد ازددت له حبا ، و ازددت لصحبته شوقا ....
اللهم إنى أشهدك أنى أحب محمدا .... فاللهم احشرنى تحت لوائه ارزقنى صحبته فى الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين
منقول