no saowt
11-10-2004, 02:25 PM
تحرص مدينة طرابلس على التمسك بكل العادات الدينية والرمضانية، التي يتجمّع معظمها في الأيام الأخيرة من هذا الشهر، حيث يقبل أهلها على ممارسة هذه الشعائر، التي تعطي المدينة ميزة تفاضلية عن بقية المدن الإسلامية، مما يجعلها قبلة أنظار الكثير من المسلمين، الذين يتوافدون إليها من مختلف المناطق اللبنانية والسورية، إما لزيارة الأثر الشريف الذي تحتفظ به، أو حضور احتفال ختم صحيح البخاري، أو المشاركة في ختم القرآن الكريم، في صلاة التراويح وغيرها من النشاطات الدينية، التي تعمّ المساجد والزوايا وتتخللها ابتهالات وتسابيح ومدائح نبوية.
ويشهد الجامع المنصوري الكبير بعد صلاتي الفجر والظهر، من يوم الجمعة الأخير من رمضان، إقبالاً كثيفاً من المؤمنين الذين يتقاطرون من كل حدب وصوب لزيارة الأثر الشريف والتبرك به. وهو عبارة عن شعرة واحدة من لحية الرسول محمد، أهداها السلطان عبد الحميد الثاني عام 1309 هجرية الى مدينة طرابلس، لمناسبة إعادة بناء <<المسجد التفاحي>> في حارة النصارى، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم الجامع الحميدي، تيمناً باسم السلطان عبد الحميد. وكان من المفترض أن يحتضن هذا المسجد الأثر الشريف، إلا أن علماء طرابلس ومشايخها وقضاتها ووجهاءها، في تلك الحقبة، خافوا عليه من السرقة، لأن المسجد يقع خارج أسوار المدينة، التي كانت تغلق ليلا؛ فارتأوا ان يوضع في الجامع المنصوري الكبير، كونه أكبر مساجد المدينة ويصلي فيه الوالي والمفتي والمشايخ. وقد تمّ بناء غرفة خاصة ألحقت بالمسجد، أطلق عليها اسم غرفة الأثر الشريف، تستخدم على مدار السنة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم. فيما عهد الى مؤقتي المدينة، من آل الميقاتي، خدمة هذا الأثر وإخراجه مرتين في العام، أمام الناس، لزيارته والتبرك به. ويتكفل رئيس جمعية الاصلاح الاسلامية، الشيخ الدكتور محمد رشيد ميقاتي وإمام الجامع المنصوري الشيخ علي الشلبي، بإخراج الأثر الشريف وعرضه أمام المؤمنين، ومن المفترض أن يصار الى إخراج الأثر الشريف بعد صلاتي فجر وظهر يوم الجمعة المقبل.
وفي المعلومات التاريخية، أن السلطان عبد الحميد أرسل هذه الهدية الى طرابلس، في باخرة حربية كبيرة ضمّت قادة الأسطول العثماني. وخرج علماء المدينة ومشايخها وأهلها من المسلمين والنصارى، يتقدمهم المفتي الشيخ حسين الجسر لتسلّم الأثر من قائد الجيش العثماني. وقد عاشت المدينة أسابيع من الفرح احتفالا بالمناسبة، حيث وزّعت الحلوى والعصير وذبحت الخراف وقرئت الموالد وعقدت حلقات الذكر.
ختم البخاري
يعود احتفال ختم البخاري الى عصر المماليك، أي الى ما قبل حوالى سبعمئة عام، حيث كان المسلمون يبدأون بقراءة كتاب صحيح الإمام البخاري، اعتبارا من نصف شهر رجب وحتى يوم الجمعة الأخير من رمضان. ويقيمون احتفالاً كبيراً في مسجد الأمير طينال، تقرأ فيه سيرة الرسول محمد وسير الخلفاء الراشدين والعشرة المبشّرين بالجنة والأئمة الأربعة والصحابة والتابعين. وتشرح فيه أركان الاسلام وتتخلّله ابتهالات ومدائح نبوية. وقد عهد بخدمة احتفال ختم البخاري الى آل الخطيب. حيث يدأب الشيخ الدكتور محمد الخطيب (أستاذ مادة الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية) على إحياء هذه العادة بشكل سنوي؛ وإقامة هذا الاحتفال الذي توارثه عن آبائه وأجداده. وقد أُقيم الاحتفال بعد ظهر الجمعة الماضي، في حضور حشد غفير من المؤمنين.
يقول الدكتور الخطيب <<إن ختم البخاري هو نفحات إيمانية تربط الانسان المسلم بخالقه. وترفعه الى شيء من الروحانية، التي لا يشعر بها إلا المشارك بهذا الختم. وأنا ورثت هذه العادة عن أبي وأجدادي؛ وأعمل للحفاظ عليها وخدمتها إجلالاً لهذه الشعيرة الدينية الهامة، التي ما تزال طرابلس تتميّز بها، من دون باقي المدن الإسلامية.
ختم القرآن
تحتفل بعض مساجد المدينة مساء الجمعة المقبل، بختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، حيث يحرص المصلّون على تلاوة جزء من القرآن يومياً، ليصار الى ختمه على مدار ثلاثين يوما، بمشاركة الفرق الإنشادية .
ويشهد الجامع المنصوري الكبير بعد صلاتي الفجر والظهر، من يوم الجمعة الأخير من رمضان، إقبالاً كثيفاً من المؤمنين الذين يتقاطرون من كل حدب وصوب لزيارة الأثر الشريف والتبرك به. وهو عبارة عن شعرة واحدة من لحية الرسول محمد، أهداها السلطان عبد الحميد الثاني عام 1309 هجرية الى مدينة طرابلس، لمناسبة إعادة بناء <<المسجد التفاحي>> في حارة النصارى، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم الجامع الحميدي، تيمناً باسم السلطان عبد الحميد. وكان من المفترض أن يحتضن هذا المسجد الأثر الشريف، إلا أن علماء طرابلس ومشايخها وقضاتها ووجهاءها، في تلك الحقبة، خافوا عليه من السرقة، لأن المسجد يقع خارج أسوار المدينة، التي كانت تغلق ليلا؛ فارتأوا ان يوضع في الجامع المنصوري الكبير، كونه أكبر مساجد المدينة ويصلي فيه الوالي والمفتي والمشايخ. وقد تمّ بناء غرفة خاصة ألحقت بالمسجد، أطلق عليها اسم غرفة الأثر الشريف، تستخدم على مدار السنة في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم. فيما عهد الى مؤقتي المدينة، من آل الميقاتي، خدمة هذا الأثر وإخراجه مرتين في العام، أمام الناس، لزيارته والتبرك به. ويتكفل رئيس جمعية الاصلاح الاسلامية، الشيخ الدكتور محمد رشيد ميقاتي وإمام الجامع المنصوري الشيخ علي الشلبي، بإخراج الأثر الشريف وعرضه أمام المؤمنين، ومن المفترض أن يصار الى إخراج الأثر الشريف بعد صلاتي فجر وظهر يوم الجمعة المقبل.
وفي المعلومات التاريخية، أن السلطان عبد الحميد أرسل هذه الهدية الى طرابلس، في باخرة حربية كبيرة ضمّت قادة الأسطول العثماني. وخرج علماء المدينة ومشايخها وأهلها من المسلمين والنصارى، يتقدمهم المفتي الشيخ حسين الجسر لتسلّم الأثر من قائد الجيش العثماني. وقد عاشت المدينة أسابيع من الفرح احتفالا بالمناسبة، حيث وزّعت الحلوى والعصير وذبحت الخراف وقرئت الموالد وعقدت حلقات الذكر.
ختم البخاري
يعود احتفال ختم البخاري الى عصر المماليك، أي الى ما قبل حوالى سبعمئة عام، حيث كان المسلمون يبدأون بقراءة كتاب صحيح الإمام البخاري، اعتبارا من نصف شهر رجب وحتى يوم الجمعة الأخير من رمضان. ويقيمون احتفالاً كبيراً في مسجد الأمير طينال، تقرأ فيه سيرة الرسول محمد وسير الخلفاء الراشدين والعشرة المبشّرين بالجنة والأئمة الأربعة والصحابة والتابعين. وتشرح فيه أركان الاسلام وتتخلّله ابتهالات ومدائح نبوية. وقد عهد بخدمة احتفال ختم البخاري الى آل الخطيب. حيث يدأب الشيخ الدكتور محمد الخطيب (أستاذ مادة الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية) على إحياء هذه العادة بشكل سنوي؛ وإقامة هذا الاحتفال الذي توارثه عن آبائه وأجداده. وقد أُقيم الاحتفال بعد ظهر الجمعة الماضي، في حضور حشد غفير من المؤمنين.
يقول الدكتور الخطيب <<إن ختم البخاري هو نفحات إيمانية تربط الانسان المسلم بخالقه. وترفعه الى شيء من الروحانية، التي لا يشعر بها إلا المشارك بهذا الختم. وأنا ورثت هذه العادة عن أبي وأجدادي؛ وأعمل للحفاظ عليها وخدمتها إجلالاً لهذه الشعيرة الدينية الهامة، التي ما تزال طرابلس تتميّز بها، من دون باقي المدن الإسلامية.
ختم القرآن
تحتفل بعض مساجد المدينة مساء الجمعة المقبل، بختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، حيث يحرص المصلّون على تلاوة جزء من القرآن يومياً، ليصار الى ختمه على مدار ثلاثين يوما، بمشاركة الفرق الإنشادية .