Saowt
11-06-2004, 06:14 AM
ورد في القرآن الكريم لفظي السمع والبصر معاً (19) تسعة عشر مرةً، و ذكر في (17) سبعة عشر موضعاً لفظة السمع قبل البصر منها قوله تعالى: (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة ) المؤمنون: 78 وقوله (إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً) الإسراء :36.
والواقع أن كلاً من السمع و البصر من الحواس الغالية والهامة في الإنسان فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي، و يتلقى المدركات ، ويميز الأشياء و يتعرف عليها و لكن ذكر السمع قبل البصر في القرآن يكاد يكون قاعدةً مطردة.
وقد نفهم الحكمة من ذلك اعتماداً على بعض مكتسبات العلم التي منها:
1 ـ تبدأ وظيفة السمع بالعمل قبل وظيفة الإبصار. فقد تبين أن الجنين يبدأ بالسمع في نهاية الحمل و قد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث أصدروا بعض الأصوات القوية بجانب امرأة حامل في آخر أيام حملها، فتحرك الجنين استجابة لتلك الأصوات، بينما لا تبدأ عملية الإبصار بعد الولادة بأيام قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً) الدهر: 2.
2 ـ ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر هي أن تعلم النطق يتم عن طرق السمع بالدرجة الأولى، وإذا ولد الإنسان وهو أصم، فإنه يصعب عليه الانسجام مع المحيط الخارجي ويحدث لديه قصور عقلي وتردٍ في مدركاته وذهنه ووعيه. وهناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر وهم صغار أو منذ الولادة ومع ذلك فقد تعلموا درجة راقية من الإدراك و العلم حتى الإبداع ، و أبو العلاء المعري الشاعر المعروف مثالٌ على ذلك. ولكننا لم نسمع بأن هناك إنساناً ولد وهو أصم، أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في سلم المعرفة. وذلك لأن التعلم و الفهم يتعلقان لدرجة كبيرة بالسمع، و الذي يفقد سمعه قبل النطق لا ينطق. ولذلك ربطت الآية القرآنية العلم بالسمع أولاً ثم البصر فقال تعالى في سورة النحل: (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).
3 ـ العين مسؤلة عن وظيفة البصر أما الأذن فمسؤلة عن وظيفة السمع و التوازن. وقد تكون العبرة في هذا الترتيب أكثر من ذلك و الله أعلم بمراده.
والواقع أن كلاً من السمع و البصر من الحواس الغالية والهامة في الإنسان فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي، و يتلقى المدركات ، ويميز الأشياء و يتعرف عليها و لكن ذكر السمع قبل البصر في القرآن يكاد يكون قاعدةً مطردة.
وقد نفهم الحكمة من ذلك اعتماداً على بعض مكتسبات العلم التي منها:
1 ـ تبدأ وظيفة السمع بالعمل قبل وظيفة الإبصار. فقد تبين أن الجنين يبدأ بالسمع في نهاية الحمل و قد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث أصدروا بعض الأصوات القوية بجانب امرأة حامل في آخر أيام حملها، فتحرك الجنين استجابة لتلك الأصوات، بينما لا تبدأ عملية الإبصار بعد الولادة بأيام قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً) الدهر: 2.
2 ـ ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر هي أن تعلم النطق يتم عن طرق السمع بالدرجة الأولى، وإذا ولد الإنسان وهو أصم، فإنه يصعب عليه الانسجام مع المحيط الخارجي ويحدث لديه قصور عقلي وتردٍ في مدركاته وذهنه ووعيه. وهناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر وهم صغار أو منذ الولادة ومع ذلك فقد تعلموا درجة راقية من الإدراك و العلم حتى الإبداع ، و أبو العلاء المعري الشاعر المعروف مثالٌ على ذلك. ولكننا لم نسمع بأن هناك إنساناً ولد وهو أصم، أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في سلم المعرفة. وذلك لأن التعلم و الفهم يتعلقان لدرجة كبيرة بالسمع، و الذي يفقد سمعه قبل النطق لا ينطق. ولذلك ربطت الآية القرآنية العلم بالسمع أولاً ثم البصر فقال تعالى في سورة النحل: (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).
3 ـ العين مسؤلة عن وظيفة البصر أما الأذن فمسؤلة عن وظيفة السمع و التوازن. وقد تكون العبرة في هذا الترتيب أكثر من ذلك و الله أعلم بمراده.