منال
10-06-2004, 09:01 AM
من رسالة:'رمضان فرصة للتغيير' محمد بن عبدالله الهبدان .
ورمضان فرصة الجميع للتغيير:
1- ليصبح العبد من المتقين الأخيار: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[183]} [سورة البقرة]. فقوله:{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام؛ ببيان فائدته الكبرى، وحكمته العظمى، وهي تقوى الله، والتقوى: حساسيةٌ في الضمير، وخشيةٌ مستمرة، وحذرٌ دائم، وتوق لأشواكِ الطريق ؛طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس، وأشواكُ الفتنِ والموبقات، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك ..
خل الـذنوب صغيرهـا وكبيرهـا ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقـرن صـغيرةً إن الجبالَ مـن الحصى
هذا هو مفهوم التقوى، فإذا لم تتضح لك بعد، فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله:' هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل' . هذه حقيقة التقوى، وهذا مفهومها..فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة؟
يوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى، جمعهم الله بعد فرقة، وأعزهم بعد ذلة، وفُتحت لهم البلاد، كل ذلك تحقيقًا لموعودِ الله:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[96]} [سورة الأعراف].
فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى؛ وهو خير لباس:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [54] فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[55] } [سورة القمر].
2- ورمضان فرصة للتغيير..لمن كان مفرطاً في صلاته: فلا يصليها مطلقاً، أو يؤخرها عن وقتها, أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد . ليعلم المتهاون في صلاته، أنه يرتكب خطأ مهلكًا، و إن لم يتدارك نفسه؛ فهو آيل إلى عذاب مخيف، جاء في الحديث عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا قَالَ: [ أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ] رواه البخاري.
إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص، في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك، ومُجريات حياتك، أدعوك إلى مراجعة نفسك، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان، إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر، ولا يغرك ما أنت فيه، من الصحة والعافية، والشباب والقوة، فالصحة سيعقبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، والقوة آيلة إلى الضعف، فاستيقظ يا هذا من غفلتك، فالحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة، فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة، وإلف المساجد، وعمارتها بالذكر والتسبيح، فاستعن بالله، واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة، والتبكير إليها، يقول تعالى في وصف المؤمنين:{ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ[23]} [سورة المعارج] . ويقول سبحانه:{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[34]أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ[35]}[سورة المعارج] .
3- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلي بتعاطي الحرام: من خـمر ومخدرات، أو دخان و مسكرات، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية، أو يوهنها، أو يقلل من شأنها، تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار، فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو، أو يكرهه الشارع، من مألوفاته التي اعتاد أكلها، أو شربها، أو مقاربتها.
أخي الصائم: إني أشجع فيك إيمانك ويقينك بالله، الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام، وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا ؟! ولكن شعورك بنظر الله إليك، ومراقبته لك، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام. فالإرادة التي استطاعت أن تصوم لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، أتعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية؟! والعزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء، لهذه الفترة الطويلة أثناء النهار . . أتنهار في آخر لحظات الإسفار، وإرخاء الليل الستار؟! أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات؟ وأين العزيمة؟ استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء، فالنصر صبر ساعة، والفرج قريب، وإن الله مع الصابرين .
4- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات: فيغير من حاله، ففي رمضان تتهيأ النفوس، وتقبل القلوب، فينتهز هذه الفرصة، فيحافظ على شيء منها، فهي مكملة لفرائضه، متممة لها، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ فَإِنْ أَتَمَّهَا وَإِلَّا قِيلَ انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ] رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي وأحمد.
وأقل الوتر ركعة، وأقل الضحى ركعتان، وعدد السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ] رواه مسلم .
ولماذا لا تجعل من رمضان فرصة، لأن يكون لك أيام تصومها لله رب العالمين فمن صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً، فهذه ستة من شوال، ويوم عاشوراء، وعرفة، وصوم الاثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر . فبادر شبابك قبل هرمك..وصحتك قبل سقمك.. وحياتك قبل موتك.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ] رواه البخاري ومسلم .
5- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبرًا، وحفظًا وعملًا: أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير، فترتب لنفسك جزءًا من القرآن، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال، ولا تنس الفضل الجزيل لمن قرأ كلام الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ] رواه الترمذي.
ومن المفارقة العجيبة، أن يدرك أعداؤنا من عظمة هذا القرآن، ما لا ندركه، وأن يعملوا جاهدين على طمس معالمه، ومحو آثاره في العباد والبلاد، لخوفهم الشديد من عودة الأمة إلى هذا القرآن الذي يؤثر في النفوس، ويحييها، ويبعث فيها العزة والكرامة، يقول غلادستون:'مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان، وكان نشيد جيوش الاستعمار،كان نشيدهم :أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة، لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بكل قوتي' . فما موقفك أنت يا رعاك الله؟ أدع الإجابة لك، وأسأل الله أن يوفقك للخير وفعله .
6- ورمضان فرصة للتغيير .. للمرأة المسلمة: التي أصبح حجابها مهلهلاً، وعباءتها مطرزة، وثيابها فاتنة، وعطرها يفوح، وفي كل يوم إلى الأسواق تروح . . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ] رواه أبوداود والترمذي والنسائي والدارمي وأحمد .
فليكن - يا أخية - رمضان فرصة لأن تربى نفسك على البقاء في المنـزل، وعدم الخروج منه إلا لحاجة ماسة، وبضوابط الخروج الشرعية، وليكن رمضان فرصة لضبط النفس في قضايا اللباس، والموضة والاعتدال فيهما، بدون إفراط ولا تفريط، وليكن رمضان فرصة للحفاظ على الحجاب الشرعي؛ طاعة لله، وإغاظة للشيطان وحزبه .
7-ورمضان فرصة للتغيير.. للرجل والفتاة اللذين عبثا بالهاتف طويلاً: تلاعبًا بالمشاعر والعواطف، وقد تكون البداية قضاء وقت فراغ، ثم يستدرجهما الشيطان للوقوع في الفاحشة البغيضة، فتقع المصيبة، وينكسر الزجاج فأنى له أن يعود مرة أخرى ! فاتق الله أيها الشاب، واتقي الله أيتها الفتاة، وليكن رمضان فرصة لتغيير المسار، والابتعاد عن الأخطار، وهتك الأعراض.
8- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن تعود على حياة المترفين، ونشأ على حب الدعة واللين: أن يأخذ من رمضان درسًا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة، فربما تسلب النعمة، و تحل النقمة.
وللنقل بقية ان شاء الله
ورمضان فرصة الجميع للتغيير:
1- ليصبح العبد من المتقين الأخيار: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[183]} [سورة البقرة]. فقوله:{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام؛ ببيان فائدته الكبرى، وحكمته العظمى، وهي تقوى الله، والتقوى: حساسيةٌ في الضمير، وخشيةٌ مستمرة، وحذرٌ دائم، وتوق لأشواكِ الطريق ؛طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس، وأشواكُ الفتنِ والموبقات، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك ..
خل الـذنوب صغيرهـا وكبيرهـا ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقـرن صـغيرةً إن الجبالَ مـن الحصى
هذا هو مفهوم التقوى، فإذا لم تتضح لك بعد، فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله:' هي الخوفُ من الجليل، والعملُ بالتنزيل، والقناعةُ بالقليل، والاستعدادُ ليوم الرحيل' . هذه حقيقة التقوى، وهذا مفهومها..فأين نحن من هذه المعاني المشرقةِ المضيئة؟
يوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى، جمعهم الله بعد فرقة، وأعزهم بعد ذلة، وفُتحت لهم البلاد، كل ذلك تحقيقًا لموعودِ الله:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[96]} [سورة الأعراف].
فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى؛ وهو خير لباس:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [54] فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[55] } [سورة القمر].
2- ورمضان فرصة للتغيير..لمن كان مفرطاً في صلاته: فلا يصليها مطلقاً، أو يؤخرها عن وقتها, أو يتخلف عن أدائها جماعة في المسجد . ليعلم المتهاون في صلاته، أنه يرتكب خطأ مهلكًا، و إن لم يتدارك نفسه؛ فهو آيل إلى عذاب مخيف، جاء في الحديث عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا قَالَ: [ أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ] رواه البخاري.
إني أدعوك بكل شفقة وإخلاص، في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك، ومُجريات حياتك، أدعوك إلى مراجعة نفسك، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان، إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر، ولا يغرك ما أنت فيه، من الصحة والعافية، والشباب والقوة، فالصحة سيعقبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، والقوة آيلة إلى الضعف، فاستيقظ يا هذا من غفلتك، فالحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت، واجعل من رمضان فرصة للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة، فقد وفقك الله للصلاة مع الجماعة، وإلف المساجد، وعمارتها بالذكر والتسبيح، فاستعن بالله، واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية للمحافظة على الصلاة، والتبكير إليها، يقول تعالى في وصف المؤمنين:{ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ[23]} [سورة المعارج] . ويقول سبحانه:{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ[34]أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ[35]}[سورة المعارج] .
3- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن ابتلي بتعاطي الحرام: من خـمر ومخدرات، أو دخان و مسكرات، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية، أو يوهنها، أو يقلل من شأنها، تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار، فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو، أو يكرهه الشارع، من مألوفاته التي اعتاد أكلها، أو شربها، أو مقاربتها.
أخي الصائم: إني أشجع فيك إيمانك ويقينك بالله، الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام، وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا ؟! ولكن شعورك بنظر الله إليك، ومراقبته لك، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام. فالإرادة التي استطاعت أن تصوم لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، أتعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية؟! والعزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء، لهذه الفترة الطويلة أثناء النهار . . أتنهار في آخر لحظات الإسفار، وإرخاء الليل الستار؟! أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات؟ وأين العزيمة؟ استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء، فالنصر صبر ساعة، والفرج قريب، وإن الله مع الصابرين .
4- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات: فيغير من حاله، ففي رمضان تتهيأ النفوس، وتقبل القلوب، فينتهز هذه الفرصة، فيحافظ على شيء منها، فهي مكملة لفرائضه، متممة لها، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ فَإِنْ أَتَمَّهَا وَإِلَّا قِيلَ انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ] رواه ابن ماجة والترمذي والنسائي وأحمد.
وأقل الوتر ركعة، وأقل الضحى ركعتان، وعدد السنن الرواتب ثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ] رواه مسلم .
ولماذا لا تجعل من رمضان فرصة، لأن يكون لك أيام تصومها لله رب العالمين فمن صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفاً، فهذه ستة من شوال، ويوم عاشوراء، وعرفة، وصوم الاثنين والخميس، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر . فبادر شبابك قبل هرمك..وصحتك قبل سقمك.. وحياتك قبل موتك.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ] رواه البخاري ومسلم .
5- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن هجر القرآن قراءة وتدبرًا، وحفظًا وعملًا: أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير، فترتب لنفسك جزءًا من القرآن، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال، ولا تنس الفضل الجزيل لمن قرأ كلام الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ] رواه الترمذي.
ومن المفارقة العجيبة، أن يدرك أعداؤنا من عظمة هذا القرآن، ما لا ندركه، وأن يعملوا جاهدين على طمس معالمه، ومحو آثاره في العباد والبلاد، لخوفهم الشديد من عودة الأمة إلى هذا القرآن الذي يؤثر في النفوس، ويحييها، ويبعث فيها العزة والكرامة، يقول غلادستون:'مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان، وكان نشيد جيوش الاستعمار،كان نشيدهم :أنا ذاهب لسحق الأمة الملعونة، لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بكل قوتي' . فما موقفك أنت يا رعاك الله؟ أدع الإجابة لك، وأسأل الله أن يوفقك للخير وفعله .
6- ورمضان فرصة للتغيير .. للمرأة المسلمة: التي أصبح حجابها مهلهلاً، وعباءتها مطرزة، وثيابها فاتنة، وعطرها يفوح، وفي كل يوم إلى الأسواق تروح . . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ] رواه أبوداود والترمذي والنسائي والدارمي وأحمد .
فليكن - يا أخية - رمضان فرصة لأن تربى نفسك على البقاء في المنـزل، وعدم الخروج منه إلا لحاجة ماسة، وبضوابط الخروج الشرعية، وليكن رمضان فرصة لضبط النفس في قضايا اللباس، والموضة والاعتدال فيهما، بدون إفراط ولا تفريط، وليكن رمضان فرصة للحفاظ على الحجاب الشرعي؛ طاعة لله، وإغاظة للشيطان وحزبه .
7-ورمضان فرصة للتغيير.. للرجل والفتاة اللذين عبثا بالهاتف طويلاً: تلاعبًا بالمشاعر والعواطف، وقد تكون البداية قضاء وقت فراغ، ثم يستدرجهما الشيطان للوقوع في الفاحشة البغيضة، فتقع المصيبة، وينكسر الزجاج فأنى له أن يعود مرة أخرى ! فاتق الله أيها الشاب، واتقي الله أيتها الفتاة، وليكن رمضان فرصة لتغيير المسار، والابتعاد عن الأخطار، وهتك الأعراض.
8- ورمضان فرصة للتغيير .. لمن تعود على حياة المترفين، ونشأ على حب الدعة واللين: أن يأخذ من رمضان درسًا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة، فربما تسلب النعمة، و تحل النقمة.
وللنقل بقية ان شاء الله