تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جيل النصر والتمكين ... الصفات وكيفية الوصول موضوع للحوار ...



الصفحات : [1] 2

شيركوه
09-29-2004, 02:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعلن ان شاء الله
افتتاح الحوار رسميا


ارجو من كل الاخوة والاخوات

ان يدلوا بدلوهم هاهنا


تفضلوا


الموضوع اصبح بين ايديكم


اطلب اولا من الاخوة والاخوات الذين حضروا كتابات ان يضعوها هنا

فلهم الاولوية لانهم قد تعبوا على موادهم

ثم من اراد من الاخوة والاخوات وهكذا دوايك


يالله


سموا بالله وابدؤوا على بركة الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)

شيركوه
09-29-2004, 08:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ساعيد عليكم الحلقتين الاوليين لعلها تعينكم كافكار رئيسية

في البداية يمكنكم وضع تصوراتكم الخاصة آراءكم


===============

الباب الثالث مراحل التمكين وأهدافه
الفصل الأول : مراحل التمكين
1-1-2- المبحث الثاني : مرحلة اختيار العناصر التي تحمل الدعوة :
1-1-2-7- صفات جيل التمكين :

** في هذا المبحث – اعني به الثاني – يتحدث الدكتور عن كيفية اعداد جيل النصر وهي مرحلة ان شاء الله سنتطرق لها في البرنامج الاعدادي او فيما سيسبق البرنامج الاعدادي باذن الله تعالى – في حال قدر الله ووصلنا لهذه المرحلة المتقدمة بهمتكم ان شاء الله – ولكن الذي يهمني الان هو عرض هذه الصفات الرائعة التي تحلى بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحلى بها كل جيل حمل دمائه ورفعها بكفيه قربانا لله تعالى تحلى بها كل جيل كتب اسم امته بنور الشمس وماء الذهب واسأل الله العلي القدير ان يمن علينا فنكون من امثالهم .... قولوا آمين ...وسأستعرض الان فقط كعناوين رئيسية المراحل التي سيمر بها الجيل ليصل الى ما سيصل اليه ان شاء الله :
أولاً :
اهداف مرحلة اختيار العناصر التي ستحمل الدعوة :
الهدف الأول :
الاصطفاء : وهو يتضمن عدة ابواب :
القدرة الروحية
القدرة العقلية
القوة البدنية
القدرة الحركية
القدرة الانتاجية
الهدف الثاني:
التوظيف : وهون يتضمن نقاط سريعة لم يفصلها الدكتور :
تحديد الهدف لكل عمل من الاعمال
تحديد الوسائل التي تكفل للعمل النجاح
تحديد الفرد والافراد الملائمين لعمل
تحديد الاطار الزمني للعمل
الهدف الثالث :
الاعداد والتربية : لم يفصل فيها نقاطا ولكنه تحدث عن وجوب التهيئة وتنمية قوى الافارد العقلية والخلقية والجسدية ليكونوا اقوياء قادرين على حمل اعباء الدعوة والجهاد في سبيل الله وهذه المرحلة هي اهم المراحل
الهدف الرابع :
الانضباط : وقد فصل فيها الدكتور كثيرا الا انه لم يعط نقاطا بل سرد ما يزيد عن العشرين سطراً في الانضباط واهميته ++ وحقيقة انا ارى ان هذا ما نفتقده كثيرا في كل عمل اسلامي الا من رحم ربي وهؤلاء معروفون اين اراضيهم ونرى آثر الانضباط في اعمالهم التي تزلزل الدنيا كلما حركوا بنانهم ++
ثانياً :
التربية الروحية : لتزكية الروح وتربيتها طرق عدة من اهمها :
التدبر في كون الله وفي مخلوقاته وفي كتابه ...
التامل في علم الله الشامل وإحاطته الكاملة بكل مافي الكون ...
عبادة الله من أعظم الوسائل لتربية الروح واجلها قدراً ...
النوع الاول العبادة المفروضة ...
النوع الثاني : العبادات بمعناها الواسع ...
ثم ذكر اثر تربية الروح ...

شيركوه
09-29-2004, 08:50 PM
التربية العقلية :
1- تجريد العقل من المُسَلَّمات المبنية على الظن والتخمين ...
2- الزام العقل بالتحري والتثبت ...
3- دعوة العقل الى التدبر والتامل ....
4- دعوة العقل الى التامل في حكمة ما شرع الله ....
5- دعوة العقل الى النظر في سنة الله في الناس عبر التاريخ البشري

وذكر الدكتور اثارا للتربية العقلية ...

رابعاً :
تربية الجسم :
تكلم الدكتور عن منهج الشريعة في تربية الجسم وساق الايات لبيان هذا المعني ثم تكلم عن ضبط الشريعة لحاجات الجسم البشري :
1- حاجة الطعام والشراب
2حاجة الملبس
حاجة المأوى
حاجة الزواج والأسرة
حاجة التملك والسيادة
حاجة العمل
حاجة النجاح
حاجة الراحة والاسترواح
( ويجدر بي ان اذكر ان ما ساقه الدكتور من حاجات الجسم البشري يذكرني بما درسناه في العام السابق عن هرم ماسلو للحاجات البشرية حيث الحاجات العضوية تاتي في بداية الهرم و فيما نرتقي تصبح الحاجات اكثر كمالية )
( طبعاً فصل الدكتور في ذكر الحاجات وكيفية ضبطها في الشريعة بشكل جميل )
خامساً :
تربية الحس الإجتماعي :
1- الدعامة الأولى : تنمية حب الإنسان لأخيه الإنسان المؤمن
الدعامة الثانية : استجابة الإسلام لحاجات المجتمع كاستجابته لحاجات الفرد :
التعاون والتكافل
التناصر والتواصي بالحق
الحث على التراحم بين افراد المجتمع
الدعامة الثالثة : تحديد الصفات التي يجب ان تسود المجتمع : ( وساق الدكتور آيات من سورة الشورى : 36 ... 43 و تكلم عنها في بضعة اسطر )
الدعامة الرابعة : تاكيد خيرية هذا المجتمع الذي انصهر في تعاليم الاسلام : ( وفصل الدكتور تفصيلا جميلا في عدة اسطر )
سادساً :
عدة القائمين على مرحلة الاعداد والتربية :
1- الخبرات والتجارب : ( فصل فيها الدكتور تفصير جميلا في ما يقارب الثلاث صفحات )
ان يكون ذا سياسة حكيمة :
2-1- تحري اوقات الفراغ والنشاط والحاجة عند المدعوين
2-2- ان يحرص على سلاح التاليف بالعفو عند المقدرة
2-3- عدم مواجهة احد بعينه عند التاديب ... :
2-4-اعطاء الوسائل صورة ما تصل اليه :
2-5- ان تكون له مقدرة على ضرب الامثال:

شيركوه
09-29-2004, 08:58 PM
7- سابعاً :
صفات جيل النصر والتمكين :
وقد قسمها الدكتور الى صفات ايمانية وصفات سلوكية واخلاقية وصفات حركية ودعوية وصفات نفسية
وهي ان شاء الله ستكون اولى مراتب العمل في هذا المشروع حيث نذكر تلك الصفات الجليلة التي نريد الوصول اليها حتى نتشوق اليها ونعل عظيم قدرها وجليل نفعها في بناء الامة ثم سنذكر ما سبف من التربيات و سنعمل مع بعضنا باذن الله لننال هذا المجد .......... وان طال الزمن وبعد ......... فطريق الالف ميل تبدا بخطوة ......... ولنكن نحن البادين باذن الله تعالى


ان التمكين للمؤمنين ليس بالضرورة معناه اقامة دولة التوحيد والخلافة ........ لا ....... فالتمكين في كتاب الله له صور شتى
احداها اقامة شرع الله تعالى والحكم بكتابه في دولة النصر والعزة الخلافة الراشدة ........ ولكن من صور التمكين ايضاً :
تبليغ الرسالة للناس رسالة التوحيد رسالة لا اله الا الله ...... ومنها هزيمة الاعداء ومنها نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين ومنها اقامة الدولة كما ذكرت ......... ان للتمكين صورا عديدة وعلنا نشهد بعضها في ايامنا بل في كل يوم ........ ولكننا لا ننتبه اليها
ولو تمعنا في كتاب الله لوجدنا امثلتها ......... الحقيقة اخوتي واحبابي اريد القول بان هذا الكتاب قد فتح عيني على اشياء كثيرة كنت اظنها ليست بنصر او ليست من اشكال النصر ........ ولكنها كذلك ....... واحداها نيل القادة الشهادة في سبيل الله فهو تمكين لهم في الارض وكم من امة احياها موت ابطالها ........... فهاهي امة الغلام احياها موت الغلام رضوان الله عليه .... الا ليتنا نموت ميتة تحيي هذه الامة ........ امة الخير ....... نحن امة عظيمة لو اننا نعلم قدرنا ...... نحن امة عظيمة نامت في صحراء ليلا ... وهبت عليها عواصف فغطتها الرمال الا انها الان قد اهتزت وبدات تتحرك لتنهض ولتنفض عنها غبار الوهن ولسوف تقوم ن بين الرمال لتشع من جديد وليرق فجرها في ظلام الكفر والظلم والعدوان وليمحق الحق كل باطل مستشر باذن الله تعالى ......... فهيا بنا احبابي واخوتي ......... يدا بيد نحو الجنة ان شاء الله ... اخوكم في الله ابو الزبير ينهي مقدمة مشروع منتدى صوت ......... مشروع امة النصر ان شاء الله والموضوع قد اصبح بين ايديكم ونعلن من الان ان شاء الله بدا الحوار .......... والعمل الجاد الدؤوب ان شاء الله تعالى .........
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)

عراقية ابية
09-30-2004, 01:05 PM
السلام عليكم و رحمة الله .......

الحقيقة يجب ان نبدأ العمل بتحديد نقاط القوةو الضعف لدينا ........

و لنبدأ بنقاط القوة .على كل واحدمنا ان يعرف نقاط القوة لديه . للتنمية و الاستفادة منها

و كذلك نقاط الضعف للتخلص منها او الحد منها

و كذلك الفرص لاستغلالها بالطرق السليمة

و كذلك المعوقات لتجنبها ...

و عذرا للانقطاع

لكن هناك انشاء الله شرح لكل منها

و لكن حبذا المساهمة في هذه النقاط

السلام عليكم

عراقية ابية
09-30-2004, 04:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخواتي و اخواني بالنسبة لموضوع استغلال المواهب والقدرات لدي ما ياتي و من الله التوفيق

بالنسبة لنقاط القوة على كل انسان ام يجلب ورقة و قلم لتدوين مزاياه التي يمتاز بها عن غيره او التي يراها في نفسه انها نقطة قوة فعلى سبيل المثال من يرى من نفسه انه يحب ان يكون العمل الذي يقوم به متقنا يضعها مثلا في هذه القائمة
من يجد انه سريع الحفظ يستغلها في انجاح المشروع
من يجد انه ذا علم واسع يستفيد منه
و الانثلة كثيرة و كل واحد اعلم بقدراته
لكن يجب ان نعطي لانفسنا الفرصة لاكتشاف المواهب
و اسفة للانقطاع لكن اخاف ان ينقطع النترنيت

السلام عليكم .................

Saowt
09-30-2004, 07:20 PM
السلام عليكم

ونحن بانتظار المزيد :) يا اخوتي واخواتي اين انتم ؟هيا هيا السلام عليكم

منال
09-30-2004, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة اخى فرقانى انا لم انهى البحث بعد لكن اثناء تنقلى بين المنتديات وجدت هذه المقولة لعلها تكون نافعة......واعتذر عن التاخير لانى اريد ان اكتب واعى اولا كل شىء قبل ارساله

.تعاني الأمّة من نوعين من المشاكل تحتاجان إلى نوعين من الحلول:
الأول: مشاكل آنيّة تحتاج حلاًّ سريعاً
الثاني: مشاكل تاريخية تحتاج حلاًّ على مراحل متعدّدة.

ويجب أن يضع الدعاة والعلماء والجماعات والأحزاب النوعين في المشاكل إطار الاهتمام وفي إطار السعي إلى إيجاد الحلول لهما.
ويمكن أن نمثّل للمشاكل الأولى الآنية بما يثيره المستغربون من حين وآخر من تشكيك في قضايا تتعلّق بالقرآن والوحي والرسول والصحابة واللغة إلخ...، وهذا يمكن أن يُردّ عليه ويدحض ويفنّد حسب ما يقتضي الموقف.
وكذلك يمكن أن نمثّل لهذه المشاكل الآنية بالمفاهيم التي تأتي من الحضارة الغربية: كمفهوم القومية والديمقراطية والاشتراكية والليبرالية إلخ...، والتي تتطلّب تحديد الموقف الشرعي منها لكي تتضح صورة التعامل معها.
وكذلك يمكن أن نمثّل أيضاً لهذا النوع من المشاكل الآنية بما قد يطرأ من احتلال لبعض البلاد الإسلامية، وما يستوجب من دفع لذلك الاحتلال

أما المشاكل الأخرى وهي المشاكل التاريخية فيمكن أن نمثّل لها بضعف الجانب الجماعي في حياة الأمّة وهو ما اتضح في ظاهرة التشرذم الواسعة الانتشار في الكيان الإسلامي وهو ما يحتاج إلى نشر الوعي الشرعي بأهمية الجماعة والحكم الشرعي فيها، وتهيئة الأجواء المناسبة لحلّ هذه المشكلة إلخ...
ويمكن أن نمثّل للمشاكل التاريخية بضمور الجانب المعنوي والنفسي في شخصية المسلم المعاصر، ويمكن أن نمثّل للمشاكل التارخية أيضاً بسقوط الإمامة العظمى، والمراحل المطلوب قطعها من أجل إعادتها إلخ...
لكن الملاحظ أن الدعاة والعلماء والجماعات والأحزاب يصرفون الجهود والأوقات ويضعون الحلول للمشاكل الآنية، ونحن بالفعل نلحظ نجاحاً في حلّ تلك المشاكل، ولكننا لا نلحظ أي تقدّم في المشاكل التاريخية، من أن حال الأمّة لن يتغيّر ولن يتحسّن إلا في حال وضع الحلول لنوعي المشاكل: الآنية والتاريخية، ومن الجدير بالذكر أن المشاكل التاريخية لن يحلّها جيل واحد لكن المهم أن يكون هناك تقدّم في حلّها، وسيكون ذلك أولاً بوعي المشكلة ثم ثانياً بوضع الحلول المتدرّجة لها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأحد في 20 ربيع الأول 1425ﻫ المشرف
الموافق 9 أيار (مايو) 2004م غازي التوبة

هذا ما نقلته لكم ورجاء اخى فرقانى اختى صوت يا ريت ناخد الموضوع جد شوية
ارجوانكم متزعلوش بس يا ريت نخلى التعليقات والمزاح بعيد عن الموضوع ده علشان اللى يجى يقرا زائر ولا حاجة ميستغربش وجزاكم الله كل خير ووفقكم الى ما فيه الخير والصلاح

أم ورقة
10-02-2004, 09:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


يقول الله تبارك و تعالى:


{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (41) سورة الحـج


فهذه من صفات جيل النصر و التمكين...
المقيمون للصلاة المؤتون للزكاة
الآمرون بالمعروف المتناهون عن المنكر


لو نظرنا الى هذه الاربع امور فقط.... و حاولنا ان نلتمسها في أبناء هذه الأمه

و لو فكّرنا فقط بـ " مقيمي الصلاة"
كم نسبتهم؟


فليذهب احد و يترصد حركة الدخول و الخروج من المساجد؟؟ و يعمل لنا احصائية؟
هل النتائج ستكون مشرفة؟

هل اصلاً المساجد الموجودة في بيروت مثلاً تستوعب كل المسلمين الموجودين في بيروت؟

و ها نحن نتكلم عن بيروت فقط..... تلك البقعة الصغيرة على الخريطة.... فكيف لو أردنا ان نتكلم عن العالم الاسلامي كله !


كيف نتوقع ان يستجيب ربنا دعاءنا و ينصرنا على أعدائنا ، و قليل منّا هم المحافظون على الصلاة؟


و الله ان سبيل النصر و التمكين قد بيّنها لنا ربنا في كتابه ، و بيّنها لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سنّته....

إنما أين المقتدي بها... و أين المتّبع لها....

عراقية ابية
10-02-2004, 11:25 AM
هذه مقالة منقولة .........عن الهمة ........

و عذرا على طولها لكنلم اجد شيء يستحق الحذف

بسم الله

ما هي الهِمَّة ؟
الهَمُّ : ما هُمَّ به من أمرٍ ليُفْعَل .
و " الهمة " : هي الباعث على الفعل ، وتوصف بعلوٍّ أو سفول .
وفي " المصباح " : " الهِمَّة " بالكسر : أول العزم ، وقد تطلق على العزم القوي ، فيقال : له همة عالية .
وقيل : " علو الهِمَّة " : " هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور "(انظر رسائل الإصلاح2/86) .
وقيل : " خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل "(صيد الخاطر ص:189) .
قال الجرجاني : و " الهِمَّة " : " توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره "(التعريفات ص : 320) .
وقال " ابن القيم : " علو الهِمَّة أن لا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضي بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله ، وقربه والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به ، بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية ، فالهِمَّة العالية على الهمم ، كالطائر العالي على الطيور ، لا يرضى بمساقطهم ، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ، ... فعلو همة المرء ، عنوان فلاحه ، وسفول همته عنوان حرمانه "أهـ .(مدارج السالكين3/3 ـ 4) .
و " الهِمَّة " طليعة الأعمال ومقدمتها ، قال أحد الصالحين : " هِمَّتك فاحفظها ، فإن " الهِمَّة " مقدمة الأشياء ، فمن صلحت له " هِمَّته " وصدق فيها ، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال "(بصائر تربوية ص :137) .
الهِمَّـةُ مولُودَةٌ مَعَ الأدميّ :
قال ابن الجوزي في " لفتة الكبد إلى نصيحة الولد " : " وما تقف هِمَّة إلا لخساستها ، وإلا فمتى علت الهِمَّة فلا تقنع بالدون ، وقد عُرف بالدليل أن " الهِمَّة " مولودة مع الآدمي ، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حُثَّتْ سارت ، ومتى رأيت في نفسك عجزًا فسل المنعم ، أو كسلاً فسل الموفق ، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته ، فمن الذي أقبل عليه ولم ير كل مراد ؟ ، ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ ، أو حظي بغرض من أغراضه ؟ " أهـ .
وقوله ـ رحمه الله ـ : " وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات بسبب عجز أو كسل ، أو ركون إلى وسوسة الشيطان ، وركوب الهوى وتسويل النفس الأمارة بالسوء ، فهنا تحتاج " الهِمَّة " إلى إيقاظ وتنبيه وتذكير برضا من تطلب ؟ ، وفي أي نعيم ترغب ؟ ، ومن أي عقاب ترهب ؟ ، كما فعل ذلك البطل الذي لا نعرف اسمه ، لكن حسبه أن الله يعلمه ، وهو وحده الذي يثيبه .
عن عبد الله بن قيس ، أبي أمية الغفاري قال : " كنا في غزاة لنا ، فحضر عدوُّهم ، فصِيحَ في الناس ، فهم يثوبون إلى مصافهم ، إذا رجل أمامي ، رأسُ فرسي عند عجُز فرسه ، وهو يخاطب نفسه ويقول : " أي نفس ألم أشهد مشهد كذا وكذا ؟ ، فقلت لي : " أهلُكَ وعيالُك ، فأطعتك ورجعتُ " ؟ ، " ألم أشهد مشهد كذا وكذا ؟ " ، فقلت : " أهلُك وعيالُك ، فأطعتك ورجعت ؟ ، " والله لأعرضنك اليوم على الله ، أخذكِ ، أو تركك " ، فقلت : " لأرمُقنَّه اليوم " ، فرمقته ، فحمل الناسُ على عدوهم ، فكان في أوائلهم ، ثم إن العدوَّ حمل على الناس فانكشفوا ، فكان في حُماتهم ، ثم إن الناس حملوا ، فكان في أوائلهم ، ثم حمل العدو ، وانكشف الناس ، فكان في حُماتهم ، قال : " فوالله ما زال ذلك دأبَه حتى رأيته صريعـًا ، فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنةً "(صفة الصفوة4/421) .
لابد للسَّالك من " هِمَّةٍ " تُسيِّرهُ وتُرَقِّيه ، و " علمٍ " يُبصِّرُهُ وَيَهدِيهِ :
قال الإمام المحقق " ابن القيم الجوزية " ـ رحمه الله تعالى : " إن الله سبحانه وتعالى لما اقتضت حكمته ورحمته إخراج آدم وذريته من الجنة ، أعطاهم أفضل منها ، وهو ما أعطاهم من عهده الذي جعله سببـًا موصِّلاً لهم إليه ، وطريقـًا واضحـًا بيِّن الدلالة عليه ، من تمسك به ؛ فاز واهتدى ، ومن أعرض عنه شقي وغوى ، ولما كان هذا العهد الكريم ، والصراط المستقيم ، والنبأ العظيم ، لا يُوصَل إليه أبدًا إلا من باب العلم و الإرادة ، فالإرادة باب الوصول إليه ، والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقف فتحُه عليه ، وكمال كل إنسان ، إنما يتم بهذين النوعين " همة تُرقِّيه " ، و " علم يُبصِّرُه ويهديه " ، فإن مراتب السعادة والفلاح ، إنما تفوت العبد من هاتين الجهتين ، أو من إحداهما ، إما أن لا يكون له علم بها ، فلا يتحرك في طلبها ، أو يكون عالمـًا بها ، ولا تنهض همته إليها ، فلا يزال في حضيض طبعه محبوسـًا ، وقلبه عن كماله الذي خُلِق له مصدودًا منكوسـًا ، قد أسام نفسه مع الأنعام راعيـًا مع الهَمَل ، واستطاب لِقيعات الراحة والبطالة ، واستلان فراش العجز والكسل ، لا كمن رُفع له عَلَم فشمَّر إليه ، وبورك له في تفرده في طريق طلبه فلزمه ، واستقام عليه ، قد أبت غلبات شوقه إلا الهجرة إلى الله ورسوله ، ومقتت نفسه الرفقاء إلا ابن السبيل يرافقه في سبيله .
ولما كان كمال الإرادة بحسب كمال مرادها ، وشرفُ العلم تابعـًا لشرف معلومه ، كانت نهاية سعادة العبد الذي لا سعادة له بدونها ، ولا حياة له إلا بها ؛ أن تكون إرادته متعلقة بالمراد الذي لا يبلى ولا يفوت ، وعزمات همته مسافرة إلى حضرة الحي الذي لا يموت ، ولا سبيل له إلى هذه المطلب الأسني ، والحظ الأوفى ؛ إلا بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليله وحبيبه الذي بعثه لذلك داعيـًا ، وأقامه على هذا الطريق هاديـًا ، وجعله واسطة بينه وبين الأنام ، وداعيـًا لهم بإذنه إلى دار السلام ، وأبى سبحانه أن يفتح لأحد منهم إلا على يديه ، أو يقبل من أحدٍ منهم سعيـًا إلا أن يكون مبتدئـًا منه ، ومنتهيـًا إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أهـ .
أقسام الناس من حيث القوتان العلمية والعملية :
قال " ابن القيم " ـ رحمه الله ـ : " كمال الإنسان مدراه على أصلين ، معرفة الحق من الباطل ، وإيثار الحق على الباطل ، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة ؛ إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين ، وهما اللذان أثنى الله سبحانه على أنبيائه ـ عليهم الصلاة والسلام ـ في قوله تعالى : ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار )(ص/45) ، فالأيدي : القوة في تنفيذ الحق ، والأبصار : البصائر في الدين ، فوصفهم بكمال إدراك الحق ، وكمال تنيفـذه ، وانقسم الناس في هذا المقام أربعة أقسام ، فهؤلاء أشرف الأقسام من الحق ، وأكرمهم على الله تعالى .
القسم الثاني : عكس هؤلاء ، من لا بصيرة له في الدين ، ولا قوة على تنفيذ الحق ، وهم أكثر هذا الخلق ، وهم الذين رؤيتهم قذى العيون ، وحُمَّى الأرواح ، وسقم القلوب ، يُضيقون الديار ويغلون الأسعار ، ولا يُستفاد من صحبتهم إلا العار والشنار .
القسم الثالث : من له بصيرة في الهدى ومعرفة به ، ولكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه ، ولا الدعوة إليه ، وهذا حال المؤمِن الضعيف ، والمؤمنُ القوي خير وأحب إلى الله منه.
القسم الرابع : من له قوة وهمة وعزيمة ، لكنه ضعيف البصيرة في الدين ، لا يكاد يميز أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، بل يحسب كل سواء تمرة ، وكل بيضاء شحمة ، يحسب الورم شحمـًا ، والدواء النافع سمًّـا .
وليس في هؤلاء من يصلح للإمامة في الدين ، ولا هو موضع لها سوى القسم الأول، قال الله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )(السجدة/24) ، فأخبر سبحانه أنهم بالصبر واليقين بآيات الله نالوا الإمامة في الدين ، وهؤلاء هم الذين استثناهم الله سبحانه من جملة الخاسرين ، وأقسم بالعصر " الذي هو زمن سعي الخاسرين والرابحين " على أن من عداهم فهو من الخاسرين ، فقال تعالى : ( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )[العصر/1 ـ 3] "أهـ .
ومن كانت له هاتان القوتان استقام له سيره إلى الله ، ورجي له النفوذ ، وقوي على رد القواطع والموانع بحول الله وقوته ، فإن القواطع كثيرة ، شأنها شديد ، لا يخلص من حبائلها إلا الواحد بعد الواحد ، ولولا القواطع والآفات لكانت الطريق معمورة بالسالكين ، ولو شاء الله لأزالها ، وذهب بها ، ولكن الله يفعل ما يريد ، " والوقت ـ كما قيل ـ سيف فإن قطعته ، وإلا قطعك " ، فإذا كان السير ضعيفـا ، والهمة ضعيفة ، والعلم بالطريق ضعيفـًا ، والقواطع الخارجة والداخلية كثيرة شديدة ، فإنه جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وشماتة الأعداء ، إلا أن يتداركه الله برحمة منه من حيث لا يحتسب ، فيأخذ بيده ويخلصه من أيدي القواطع ، والله ولي التوفيق "أهـ .
الهمـة محلُّها القلب :
الهمة عمل قلبي ، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته ، فتحلق به إلى أعلى الآفاق ، طليقةً من القيود التي تكبِّل الأجساد .
إن يسْلُـب القومُ العِدا مُـدْ ـكـي وتُسْـلِمْـني الجمـوعْ
فالقـلب بيـن ضـُـلُــو عِـهِ لم تُسْـلِمِ القلـبَ الضلوعْ
ونقل " ابن قتيبة " عن بعض كتبه الحكمة : " ذو الهمة إن حُطَّ ، فنفسه تأبي إلا عُلُـوًّا ، كالشعلة من النار يُصَوِّبُها صاحبها ، وتأبى إلا ارتفاعـًا "(عيون الأخبار3/231) .
همـة المؤمن أبلغ من عمله :
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من همَّ بحسنة ، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة "(روه البخاري) .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من سأل الله الشهادة بصدقٍ ، بلَّغـه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه "(رواه مسلم) .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل ، فغلبه عليها نوم ، إلا كُتب له أجر صلاته ، وكان نومُه صدقةً عليه)(رواه أبو داود) .
فليس الشأن فيمن يقوم الليل ، إنما الشأن فيمن ينام على فراشه ، ثم يصبح ، وقد سبق الركب بعلو همته ، وطهارة قلبه ، وقوة يقينه ، وشدة إخلاصه ، وفي ذلك قيل :
من لي بمثل سيرك المــدلل تمشي رويدًا وتجيء في الأول
وما أحسن قول الشاعر مخاطبـًا الحجيج ، وقد انطلقوا للحج :
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سِرتم جُسـومـًا وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عُذرٍ وعـن قـدَر ومن أقام على عُذرٍ كمـن راحــا
وقد يتفوق المؤمن بهمته العالية كما بيَّن ذلك الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله : " سبق درهم مائة ألف " ، قالوا : " يا رسول الله كيف يسبق درهم مائة ألف ؟! " ، قال : " رجل كان له درهمان ، فأخذ أحدهما ، فتصدق به ، وآخر له مال كثير ، فأخذ من عرْضها مائة ألف "(رواه أحمد وغيره ، وإسناده حسن) .
لماذا يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ ؟
" والسبب الذي يجعل كثيرًا من الناس يطلبون الأدنى من الأمور ، ويقصدون ما لا يملك لهم ضرًّا ولا نفعـًا ـ فساد العلم ، وكثرة الجهل ، وضعف الهمَّة ، فكلما صحَّ العلم ، وانتفى الجهل ، وصحَّت العزيمة ، وعظمت الهمَّة ، طلب الإنسان معالي الأمور ، فبعض الناس همُّـه لقمـة يسدُّ بها جوعته ، وشربة روية تذهب ظمأه ، ولباس يواري سوأته ـ وهو مذهبٌ ذمَّ أهل الجاهلية أصحابه ، وفي مثل هؤلاء يقول حاتم طيِّئ :
لَحَـى اللهُ صُعْلُـوكًا مُنَـاهُ وهَمُّـهُ مِنَ العيْشِ أن يَلْقى لُبُوسًا ومطْعَمًا
يرى الخُمْصَ تَعْذِيبـًا وإن يلْقَ شَبْعَةً يَبِتْ قلبُهُ مِنْ قِلَّةِ الهـمِّ مُبْـهَـمًا
ومن الناس من يكون مطلبه التمتع بمتاع الحياة الدنيا كحال طَرَفَة بن العبد " ، الذي قال عن غايته من الحياة :
ولولا ثلاثٌ هُـنَّ مِنْ عِيشَـةِ الفَـتَى وجَدِّكَ لم أحْفِلْ مَتى قـامَ عُـوَّدي
فَمِنْهُـنَّ سَبْقـي العَاذِلاتِ بِـشَـرْبةٍ كُمَيْتٍ مَتَى مَـا ما تُعْلَ بالماء تُزبِدِ
وَكَـرِّي إذا نادَى المُضَافُ مَحَنَّـبـًا كَسيـد الغضـَا نبَّهْـتَهُ المُتَـوَرِّدِ
وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدجنِ والدَّجْنُ مُعْـجِبٌ بِبَهْكَنَـةٍ تحت الخِـبـَاءِ المُعَمَّـدِ
كثير من الناس همُّـه من دنياه همُّ هذا الشاعر المسكين ، شربة خمر ، والتمتع بامرأة حسناء ، وقليل من الناس تنهض همته إلى الدفاع عن الخائف المستجير .
وهذا " جميل بثينه " شاعر قصر همته على ملاحقة النساء يجيب من أمره بالجهاد في سبيل الله :
يقـولون جاهدْ يا جميلُ بغـزوةٍ وأي جهـاد غيـرهنَّ أريـدُ
لكل حديـثٍ بينهـنَّ بشـاشـةٌ وكـلُّ قتيـلٍ عندهـنَّ شهيدُ
وقد يكون مسعى الناس ومطلبهم أمورًا يعدُّ طالبها سامي الهمَّة عالي القصد كحال امرئ القيس ، عندما أفاق من سكره وعبثه على زوال ملك أبيه ، فانقلب جادًا طالبـًا إعادة هذا الملك :
ولوْ أنَّ ما أسْعَى لأدْنَى مَعِيشَـةٍ كَفَـانِي ولمْ أطْـلُبْ قلِيلٌ مِنَ المَـالِ
ولكِنَّمـَا أسْعَى لِمَجْـدٍ مُـؤثَّـلٍ وقد يُـدْركُ المـَجْـدَ المُـؤَثَّلَ أمْثالي
ولقد طال تطلابه للملك ، حتى قضى نحبه في طلبه :
بَكَى صَاحِبي لَمَّا رأى الدَّرْبَ دُونَهُ وأيْقَـنَ أنَّــا لاحِقـان بِقَيْـصَـرَا
فَقُـلْـتُ لـهُ لا تَبْـكِ عَيْنُـكَ إنَّمَا نُـحَـاوِلُ مُـلْكًا أوْ نَمُـوتَ فَنُعْـذَرا
لقد ضيَّع حياته أولاً في المتع والشهوات ، وقضى شطر عمره الثاني في طلب الملك الضائع ، وانتهت حياته ، ولم يحصِّل مطلوبه ، ومات كما مات المتنبي من بعده ، طلبا الملك والإمارة ، فأعياهما الطلب "أهـ .بتصرف .
وما أكثر الذين طلبوا الملك للرياسة ، وألحوا في طلبه ، فحامت حوله همتهم ، وطافت به عزيمتهم .
كان " الأبيوردي " يدعو عقب كل صلاةٍ " اللهم مَلِّكني مشارق الأرض ومغاربها " ، وله في ذلك الأشعار الفائقة التي تكشف عن شخصية ونفسية شديدة الشبه بشخصية المتنبي .
وقيل لـ " يزيد بن المهلب " : " ألا تبني دارًا " ؟ ، فقال : " منزلي دار الإمارة أو الحبس " .
وقال آخر :
وعِش مَلِكًا أو مُت كريمًا وإن تمت وسيفُـك مشهور بكَفِّك تُعذرِ
تفَـاوتُ الهِـمَّمِ حتَّـى بينَ الحيَواناتِ :
تتفاوت الهمم في جميع الحيوانات :
فـ " العنكبوت " من حين يولد ينسج لنفسه بيتـًا ، ولا يقبل مِنَّـة الأم ، و " الحية " تطلب ما حفر غيرها ، إذ طبعها الظلم ، و " الغراب " يتبع الجيف ، والقصر لا يقع إلا على الحِّي ، و " الأسد " لا يأكل البايت ، و " الفيل " يتملق حتى يأكل ، و " الخنفـساء " تُـطْـرَدُ فتعـود .
قال المُتَلَمِّـسُ :
إن الهـوانَ حِمـارُ البيت يألَفْـه والحُـرُّ يُنـكِـره والفيـلُ والأسَـدُ
ولا يٌقيــم بـدار الذلِّ يألَـفها إلا الذليــلان عَيْـرُ الحي والوتـدُ
هذا على الخَسْف مربوط برُمَّتِهِ وذا يُـشَـجُّ فمـا يأوِي لــه أحـدُ
تفاضُل الناسِ بتفاوتِ هممهِمْ :
قال الله تعالى : ( إن سعيكم لشتَّـى )[الليل/4]
والهمـة رزق من الله عز وجل ، والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، ومن حكمته سبحانه أن فاضل بين خلقه في قواهم العملية ، كما فاضل بينهم في قواهم العلمية.
على قدر أهل العـزم تأتي العزائـم وتأتي على قـدر الكـرام المـكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغـارُها وتصغـر في عين العظيم العظائـم
اجتمع عبد الله بن عمر ، وعروة بن الزبير ، ومصعب بن الزبير ، وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة ، فقال لهم " مصعب " : " تمنَّوا " ، فقالوا : " ابدأ أنت " ، فقال : " ولاية العراق ،و تزوُّج " سُكَينة ابنة الحسين " ، و " عائشة بنتَ طلحة بن عبيد الله " ، فنال ذلك ، وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم ، وجهّـزها بمثلها ، وتمنى " عروة بن الزبير " الفقه ، وأن يُحمل عنه الحديثُ ، فنال ذلك ، وتمنى " عبد الملك " الخلافة ، فنالها ، وتمنى " عبد الله بن عمر" الجنة .
ويدل على تفاوت الهمم أن من الناس من ينشط للسهر في سماع سمر ، ولا يسهل عليه السهر في سماع القرآن الكريم ، ومنهم من يحفظ بعض القرآن ، ولا يتوق إلى التمام ، ومنهم من يعرف قليلاً من الفقه ، ومنهم قنوع بصلاة ركعتين في الليل ، ومنهم من يطلب معالي الأمور ، دون أن تكون له إرادة وسعي في تحقيقها ، فهذا مغتر بالأماني الكاذبة :
وما نيل المطـالب بالتمنِّـي ولكـن تُـؤْخذُ الدنيـا غِـلابـا
وما استعصى على قومٍ منال إذا الإقــدام كـان لهم ركابـا
ولو علت بهم الهمم لجدَّت في تحصيل كل الفضائل ، ونَبَتْ عن النقص ، فاستخدمت البدن ، كما قال الشاعر :
ولكـل جسـم في النُّـحـول بَلِـيَّـةٌ وبــلاء جسمـي من تفـاوت همتي
وقال " المتنبي " :
وإذا النـفــوس كُــنَّ كبـــارًا تعبـت في مـرادهـا الأجســـامُ
وآخر يقول :
وقائــلةٍ : لِـمْ غيـرتك الهـمومُ وأمـرك ممـتثـل فـي الأُمَــمْ
فقلـتُ : ذرينـي عـلى غُصَّتـي فـإن الهمــومَ بقــدر الهِـمَـمْ
وقال الإمام " ابن دقيق العيد " :
الجسـم يُـذيبـه حقـوق الخدمـة والقـلب عذابـه علـوُّ الهـمـهْ
والعمـرُ بذاكَ ينْقَـضِي فـي تعـبٍ والراحـة ماتت فعليـها الرحمـهْ

منال
10-03-2004, 10:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته-وبعد
فان امر النصر والتمكين يتلخص فى هذه الاية:
"يايها الذين ءامنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم"
هذا امر منه تعالى مؤمنينن ينصروا الله باقيام بدينه،والدعوة اليه،وجهاد اعدائه والقصد بذلك وجه الله،فانهم اذا فعلوا ذلك نصرهم الله وثبت اقدامهم؛

اى يربط على قلوبهم بالصبر والطمانينةوالثبات ويصبر اجسامهم على ذلك ويعينهم على اعدائهم،فهذا وعد من كريم صادق الوعد ان الذى ينصره بالاقوالوالافعال سينصره مولاه وييسر له اسباب النصر من الثبات وغيره.
(نقلا من كتاب تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان)

كيف ينصر الله المؤمنين حتى يقوموا بالشرط وينالوا ما شرط لهم من النصر والتثبيت؟
ان لله فى نفوسهم ان تتجرد له والا تشرك به شيئا شركا ظاهرا او خفيا،والا تستبقى فيها معه احدا ولا شيئا، وان يكون الله احب اليها من ذاتها ومن كل ما تحب وتهوى،وان تحكمه فى رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها وسرها وعلانيتها ونشاطها كله وخلجاتها...فها نصر الله فى وات النفوس.وان لله شريعة ومنهاجا للحياة تقوم على قواعد وموازين وقيم وتصور خاص للوجود كله وللحياة،ونصر الله يتحقق بنصرة شريعته ومنهاجه ومحتولة تحكيمها فى الحياة كلها دون استثناء...فها نصر الله فى واقع الحياة............
وبعد فهذا شرط الله على الذين ءامنوا،فاما شرطه لهم فهو النصر وتثبيت الاقدام وعد الله لا يخلفه،فاذا تخلف فى فترة فهو اجل مقدر لحكمة اخرى تتحقق مع تحق النصر والتثبيت ،ذلك حين يصح ان المؤمنين وفوا بالشرط ثم تخلف عنهم- فترة- نصر الله
(نقلامن كتاب فى ظلال القران)
ولعل هناك تعليقات على هذا الكلام فيمابعد ان شاء الله وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم

أم ورقة
10-03-2004, 01:50 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ما بعرف انا شو لازم زيد بعد يا فرقاني

انما سأضيف الذي كنت قد ذكرته سابقاً،
و هو انه كيف نريد ان يكون هنالك جيل نصر و تمكين و المسلمون ليسوا كالجسد الواحد؟

المسلم لا يساعد المسلم و لا ينصره....

و شعار أغلبنا " يا رب نفسي"


فكيف نريد نصراً و تمكيناً و نحن كذلك؟

Jinane
10-04-2004, 08:16 AM
أصبحت هذه الأمة مقصد الطامعين، وقبلة العابثين، ينفذون المجازر في حق أبنائها من مذبحة دير ياسين وتل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا إلى إلى.. يراق الدم الإسلامي بلا حساب، وتُذبح النساء والأطفال والشيوخ بلا خوف ولا حياء، وتُهدم البيوت، وتُدمر المخيمات على أهلها العزل بلا مبالاة، والعرب خاصة - والمسلمون عامة - من مشرقهم ومغربهم عاجزون عجز الموتى، والعالم المتحضر يتفرج على المأساة ولا يُحرك ساكناً، ولا يُسكِّن متحركاً.

أما لهذا الظلام من آخر؟ أما لهذا الليل من فجر؟ أما آن لهذه الأمة أن تعرف غايتها، وتهتدي إلى طريقها؟ أما آن لها أن تجمع كلمتها، لتقتل عدوها، بدل أن يضرب بعضها رقاب بعض؟ أما آن أن تذكر نفسها بعد أن نسيت نفسها، أما آن لها أن تغسل ذل الانكسار بعز الانتصار؟ أما آن لها أن تمحو أيام الهزائم والنكسات السود، بيوم أبيض، كيوم خالد في اليرموك، أو سعد في القادسية، أو عمرو في أجنادين، أو طارق في الأندلس، أو صلاح الدين في حطين، أو قطز في عين جالوت، أو محمد الفاتح في القسطنطينية؟

ولكن رغم كل هذا لا يجب علينا أن نيأس ، فسنة الله أن يعقب الليل الغاسق بفجر صادق، وأشد ساعات الليل حلكة وسواداً هي السويعات التي تسبق بزوغ الفجر، ولكن لله في خلقه قوانين صارمة لا تحابي، وسنناً ثابتة لا تتبدل. ولا بد لنا أن نعيها، ونتعامل على بصيرة معها.

أمام هذه الحال يبقى السؤال : كيف ننتصر ومن يقودنا ومن هم جنود النصر والتمكين؟

Jinane
10-04-2004, 08:22 AM
نبدأ بتعريف النصر:

النصر لا يأتي عفواً ولا يخبط خبط عشواء..
إن للنصر قوانين وسنناً سجلها الله في كتابه الكريم، ليعرفها عباده المؤمنون ويتعاملوا معها على بصيرة.

القوانين هي:

1- إن النصر من عند الله عز وجل " إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
قد ينصر الله القلة على الكثرة كما نصر أصحاب طالوت - على قلتهم - على جند جالوت مع كثرتهم.
وقد ينصر من ليس معه جيش ولا سلاح قط، كما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الغار.

2- إن الله لا ينصر إلا من نصره " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا لله ينصركم ويثبت أقدامكم".
إنما تتحقق النُصرة لله تعالى بنُصرة دينه، وإعلاء كلمته، وتحكيم شرعه في خلقِه.

3- إن النصر لا يكون إلا بالمؤمنين، فالنصر لهم، والنصر بهم، فهم غاية النصر وعدته " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين "
قد ينصر الله من يريد نصره بالملائكة ينزلهم من السماء إلى الأرض، كما في غزوة بدر والخندق وحنين.
وقد ينصر الله من يريد نصره بالظواهر الطبيعية يُسخرها في خدمته، كما سلط الريح على المشركين في الخندق
وقد ينصر الله من يريد نصره بأيدي أعدائه وأعداء الله أنفسهم، مما يقذف في قلوبهم من رعب يدمر معنوياتهم، ويقتل شخصياتهم، كما حدث ليهود بني النضير

ولكن كل هذه الأدوات تتوقف على وجود " المؤمنين"

في غزوة حنين " انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين"
وفي بدر " أنّني معكم فثبّتوا الذين آمنوا"

فما هي صفات " المؤمنين" الذين هم جيل النصر والتمكين المنشود ؟.........

وللحديث بقية بإذن الله ..

منال
10-06-2004, 03:23 AM
ان النصر مع الصبر
"واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين"

فى افتتاح هذا الخطاب بالاستعانة بالصبر ايذان بأنه سيعقب بالندب الى عمل عظيم وبلوى شديدة،وذلك تهيئة للجهاد.

والاستعانة المامور بها هنا راجعة لامرين هما الصبر والشكر ،وقد قيل ان الايمان نصفه صبر ونصفه شكر،ومعظم الفضائل ملاكها الصبر اذ الفضائل تنبعث من مكارم الاخلاق،والمكارم راجعة الى قوة الارادة وكبح زمام النفس عما لايفيد كمالا او عما يورث نقصانا.

واما الاستعانة بالصلاة فلان الصلاة شكر،والشكر يذكر بالنعمة فيبعث على حب المنعم والامتثال له،وكلنا يعلم ان الصلاة سر بين العبد وربه وفى ذلك تجلية الاحزان وكشف الغم ،وقد ورد ان النبى-صلى الله عليه وسلم-كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة....

ويكون-صلى الله عليه وسلم-بين اهله فيسمع النداء فيقوم من بينهم كان لم يعرفهم ولا يعرفونه؛وكيف لا يقوم من ينادى ب"الله اكبر" اذعانا وحبا وتعظيما وامتثالا،فهو نداء يرسل ايقاعاته فى سمع وقلب كل مؤمن يصغى اليه

يقول الاديب والكاتب مصطفى صادق الرافعى:--(الله اكبر!بين ساعات وساعات من اليوم ترسل الحياة فى هذه الكلمة ندائها يهتف:ايها المؤمن ان كنت اصبت فى الساعات التى مضت فاجتهد للساعات التى تتلو،وان كنت اخطأت فكَفِّر،وامح ساعة بساعة،الزمن يمحو الزمن،والعمل يغير العمل،ودقيقة باقية فى العمر هى امل كبير فى رحمة الله)

لا تضطربوا هذا هو النظام.....لا تنحرفوا هذا هو النهج
لا تتراجعوا هذا هو النداء
لن يكبر عليكم شىء ما دامت كلمتكم:الله اكبر
وللحديث بقية ان شاء الله تعالى

وختاما اعتذر لكما اخى الفاضل فرقانى واختى الغالية من لبنان...سامحونى فقد فهمت خطأ
ولكن لكثرة المزاح الذى رايت فى الاونة الاخيرة هو ما جعلنى اعتقد اختى انك تمزحين
اللهم اغفر لى خطأى وجدى وهزلى وعمدى ....اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شىء قدير

منال
10-07-2004, 06:27 AM
"يايها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
(ال عمران:200)
هذه الاية بها وصبة جامعة تجدد عزيمة المسلمين وتبعث هممهم الى دوام الاستعداد للعدو
فتامرهم بالصبر الذى هو جماع الفضائل وخصال الكمال
ثم بالمصابرة وهى الصبر فى وجه صابر اخر وهو شديد على نفس الصابر لما يلاقيه من مقاومة من قد يساويه او يفوقه؛ثم ان المصابر ان لم يثبت على صبره حتى يُملّ مقاومه فانه لا يجتنى من صبره شيئا،لان نتيجة الصبر تكون لاطول الصابرين صبرا ..............
فامصابره هى اساس النجاح والتفوق والنصر.

وقوله"ورابطوا"اى اربطوا الخيل للحراسة فى غير الجهاد خشية ان يفاجأكم العدو،وهو امر للمسلمين ان يكونوا دائما على حذر من عدوهم،وتنبيها لهم على ما يكيد به الاعداء من مفاجأتهم على غرة.
وقد كانت المرابطة معروفة فى الجاهلية وهى ربط الفرس فى الثغور اى الجهات التى يستطيع منها العدو الوصول الى الحى مثل الشعاب بين الجبال

واعقب هذا الامر بالتقوى لانها جماع الخيرات وبها يرجى الفلاح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Jinane
10-07-2004, 04:59 PM
قبل أن نذكر صفات المؤمنين لا بد أن نشير بأن للأمم روحاً تحيا به، كما للفرد روح، فإذا فقدت روحها أصبحت جثة بلا حياة.

وطبعاً روح أمتنا هو " الإسلام "..
هو الذي أحياها بالأمس ، وهو الذي نثر هذه الأمة في كل بقاع الأرض ، يعلمون القران والسنة، وينشرون العدل والرحمة، ويخرجون الناس من ضيق الدنيا إلى سعتها..

الإسلام هو الذي حركها لصد كل عدو عنها .. من الصلبيين إلى التتارإلى إلى ..

أما الذين يريدونها أن تعيش بغير روح – أعداؤها – فقد أرادوا أن تكون غثاء كغثاء السيل.

Jinane
10-07-2004, 06:22 PM
عراقية أبية :

* تعريف الهمة بأنها :
- هي الباعث للفعل والعمل
- هي العزم القوي
- هي أن تتكل على الله ، ولا تتعوض عنه بشيء ، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي.. علو همة المرء ، عنوان فلاحه ، وسفول همته عنوان حرمانه .
- هي طليعة الأعمال ومقدمتها
- هي مولودة مع الآدمي

تقصر بعض الهمم مع الوقت بسبب كسل أو عجز أو ركوب الهوى وتسويل النفس ولكن متى رأيت في نفسك عجزاً فسل المنعم، أو كسلاً فسل الموفق، فلن تنال خيراً إلا بطاعته، فمن الذي أقبل عليه ولم ير كل مراد؟ أو حظي بغرض من اغراضه؟

* أقسام الناس من حيث القوتان العلمية والعملية :
منازل الخلق تختلف حسب أربع أقسام:
القوة في تنفيذ الحق ، فهؤلاء أشرف الأقسام من الحق ، وأكرمهم على الله تعالى .
القسم الثاني : عكس هؤلاء ، من لا بصيرة له في الدين ، ولا قوة على تنفيذ الحق ، وهم أكثر هذا ..
القسم الثالث : من له بصيرة في الهدى ومعرفة به ، ولكنه ضعيف لا قوة له على تنفيذه ، ولا الدعوة إليه ، وهذا حال المؤمِن الضعيف ، والمؤمنُ القوي خير وأحب إلى الله منه.
القسم الرابع : من له قوة وهمة وعزيمة ، لكنه ضعيف البصيرة في الدين ، لا يكاد يميز أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ..

* الهمـة محلُّها القلب :
الهمة عمل قلبي ، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه ..

* همـة المؤمن أبلغ من عمله :
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من همَّ بحسنة ، فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة "(روه البخاري) .

*الذي قال عن غايته من الحياة :
الهمة ممكن تستخدم للخير أو للشر ..

الهمـة رزق من الله عز وجل ، والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، ومن حكمته سبحانه أن فاضل بين خلقه في قواهم العملية ، كما فاضل بينهم في قواهم العلمية.

الكثير من الشعراء تغنوا بالهمة والعزيمة ونذكر منها:
على قدر أهل العـزم تأتي العزائـم وتأتي على قـدر الكـرام المـكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغـارُها وتصغـر في عين العظيم العظائـم

وأضافت كذلك عراقية ابية:
من الصفات ايضاً القوة ..يجب ان نبحث عليها في كل فرد ونعمل على تنميتها للإستفادة منها ..ولا شك بان لكل فرد نقاط قوة ولكن لا يعرفها ..

--
هذا ملخص للنقاط التي ذكرتها الأخت عراقية أبية ..إن شاء الله ما بكون فيها نقص بالتلخيص ..

أما النقاط التي ذكرتها منال وام ورقة بإذن الله غداً

Jinane
10-08-2004, 07:28 AM
أم ورقة:

صفات جيل النصر و التمكين:
المقيمون للصلاة
المؤتون للزكاة
الآمرون بالمعروف
المتناهون عن المنكر

القليل منا من يحمل هذه الصفات .. وطبعا هي من الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الوضع ..

ولا شك بأن صفات جيل النصر والتمكين لن نستخلصها إلا من كتاب الله عز وجل ومن السنة النبوية الشريفه على صاحبها افضل الصلاة والتسليم

وكذلك من الصفات: التوحد ضد الاعداء وعدم الفرقة

Jinane
10-08-2004, 07:30 AM
منال:

تعاني الامة من نوعين من المشاكل:
مشاكل انية وتحتاج للحل السريع لكي نتمكن من النهوض مثل الهجمة الغربية على الدول الإسلامية وطبعا يجب ان يلعب الدعاة والعلماء دور كبير في حلها..

أما المشكلة التاريخية هي فقدان الامة شعروها بأهميتها و فقدانها لروح الجماعة والتوحد ..

والحل يكون على مرحلتين :
وعي المشكلة ومن ثم وضع الحلول لها..

وأيضا من صفات الجيل المنشود:
نصرة الله بإقامة شرعه وإن فعلوا ثبت الله أقدامهم ونصرهم على عدوهم

واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين"إن النصر مع الصبر

المصابرة هي أساس النجاح والنصر والتفوق.
المرابطة لكي لا يأخذنا العدو على غرّة
التقوى جماع الخيرات وبها يرجى الفلاح

منال
10-11-2004, 09:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها:

إن آخر هذه الأمة لن يَصْلُحَ إلا بما صَلُحَ به أولها, فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رَبَّى هذه الأمة على هذه المعاني, فرباها على المسئولية الشخصية في طلب العلم الشرعي والتعب وراء تحصيله بدليله, وربى هذه الأمة على مسئولية التزكية لهذا العلم للنفس وللغير, و ربى هذه الأمة على مسئولية المشاركة، وأن تكون الأمة جسداً واحداً،

إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى كما قال عليه الصلاة والسلام, وكما قال في الحديث الآخر المتفق عليه:'مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى' رواه البخاري ومسلم وأحمد. فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .

فلا بد إذاً من دعوة لهذه الأمة:

دعوة إلى الدين كله لا بعضه، فلا ندعو إلى بعض الدين ونغفل عن بعضه } أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ [85] { 'سورة البقرة' . إننا لا نقبل تجزيء الإسلام، أو علمنته، فالدين جاء ليعلم الإنسان كيف يتوضأ، وكيف يصلي، وكيف يبيع ويشتري، وكيف يحكم, جاء ليهيمن على حياة الإنسان كلها، دقيقها وجليلها, ولا يجوز التفريط بشيء من الدين، أو اعتبار أن جزءً من الحياة غير داخل في مسألة الهداية الربانية .

ولا بد أن تكون الدعوة إلى الدين لا إلى الهوى، فالدين واحد أما الأهواء فهي شتى:} ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[18] {'سورة الجاثية' . } وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ [49] {'سورة المائدة' . يجب أن ندعو إلى دين الله : كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلاً , لسنا ندعو إلى أهوائنا، ولا إلى أمزجتنا، ولا إلى رغباتنا، ولا إلى آرائنا الشخصية، وإنماً ندعو إلى دين الله تعالى.

أما آراؤنا فقد نعرضها، ولكننا لا نُلزم بها أحداً؛ لأنها تحتمل أن تكون خطأ، وتحتمل أن تكون صواباً .

ولابد أن تكون دعوتنا إلى الدين فوق مستوى أن ندعو إلى لافتةٍ خاصةٍ، أو رايةٍ خاصةٍ، واسمٍ خاصٍ، أو حزبٍ خاصٍ، أو شخصٍ معينٍ, و إنما نحن نهتم بالدين، وندعو إلى الدين، ولا يهمنا بعد ذلك أي جنس تكون، وأي لون تكون، وأي اسمٍ تنتحل، فإن المهم هو أن تكون ملتزماً بحقيقة الدين، وجوهره ومظهره.

فلا بد من هذا:

أولًا: أن نقوم بدعوة جادةٍ إلى دين الله عز وجل .

وثانياً: أن تكون هذه الدعوة موجهةً للأمة كلها فليست الدعوة إلى الإسلام حكراً على فئةٍ خاصةٍ، فالذي يُهمُنا أن ننقذ الناس بدين الله تعالى .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

من خطبة:لكي ينتصر الإسلام ...للشيخ/سلمان العودة

منال
10-11-2004, 09:37 AM
من كلام د.مهدى قاضى
منتديات شبكة التبيان
.=.=.=.=.=.=.=.=
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

تمــــــــــر أمتنا حالياً بفترة هي من أشد وأحرج الفترات التي مرت عليها على مدى تاريخها,.... وكــــــــــل الأمة مسؤولة عن هذا الواقع, وعليها أن تسارع وتبذل الجهود للتغيير ولإعادة الأمة إلى عزها ووضعها الطبيعي الذي يفترض أن تعيشه بين الأمم..أمة قائدة لا تابعة.. عزيزة لا ذليلة.. تحمي أبناءها وتحفظهم بإذن الله من كيد الأعداء وتنكيلهم.

وإن أهــــــــــــــــم جانب تقوم به الأمة لتُصلِح أوضاعها هو انطلاقتها القوية في العودة الصادقة إلى الله وتوبتها من أي ذنب وأي أمر لا يرضاه, وبذلها الجهود للواجب الكبير واجب الدعوة أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وتبصيرا وهداية للغير ممن غفل عن الحق والهدى, وهذا هو الطريق الذي سيوصل الأمة إلى العزة والقوة والجهاد والنصر فيه بإذن الله, قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) (محمد:7), وقال سبحانه: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..الآية(الرعد:11), وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر: ( إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم أذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعـــــــــــــوا إلى دينكم) (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني).

وهنـا يأتي دوري ودورك أخي المسلم في أن نبدأ هذا المسير وهذه الانطلاقة. --


وفريضــــــة صيام شهر رمضان هذه الفريضة العظيمة والركن الهام من أركان الدين حكمتها الأساس تحقيق التوبة والتقوى والابتعاد عما لا يرضي الله والمسارعة إلى ما يحبه ويأمر به, قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكــــــم تتقـــــــــــــون) (البقرة:183).

وتحقيـــق التقوى بالتزام أوامر الدين وواجباته (ومنها واجب الدعوة الذي تزداد أهميته ووجوبه في مثل هذا العصر الذي بعدت فيه الأمة) وترك ما يحرمه هـــــو أهـــــــــــــــــــــــــــــــــ م ما يحبه الله في رمضان وفي أي وقت آخر, وأهــــــــــــم مـن الازدياد في الأعمال الصالحة المستحبة, وفي الحديث القدسي الصحيح: (وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضت عليه..) رواه البخاري وابن حبان, وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس) رواه الترمذي وحسنه الألباني, وفي الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه: ( لََــرَدُّ دَانِـقٍ من حرام أحب إلى الله من إنفاق مائة ألفٍ في سبيل الله).

وإذا تمعنـــــــــت أخي المسلم الغيور حكمة الصيام ثم تأملت واقع الأمة وآلامها والذبح والإذلال والمخاطر التي تتعرض لها في شتى بقاع الأرض, لا نشك في أن قلبك الطيب وفكرك النير سيستشعر بإذن الله ضرورة ووجوب وأهمية وحتمية وفرضية انطلاقتنا لتغيير ما بأنفسنا وإصلاح وتذكير من حولنا لتَصْلُح أحوالنا ويأتينا النصر ونفلح في دنيانا وآخرتنا.

--

أخــــي المسلـم:

إن نياح الثكالى,

وبكاء اليتامى,

وآلام الجرحى,

وصرخات المعذبين,

وحسرات المشردين,

ومعاناة المأسوريــــن,

كلهـــــــــــــــــــــــــا تدعوك لهذا التغيير وهذه الانطلاقة.

----


جــــراحُ المسلميــــنَ أســـىً كئيــــبُ----- فمــــا لــكَ لا تُحــــسُّ ولا تُنيـــــبُ !

ومـــا لــكَ لا تبـــالـــي بــالمخـــازي----- تجلِّلهـــــم !! فمــا هذا الغــــروبُ ؟!

ليـــاليهم مــــآس ٍ فـــــي مـــــــــآسي----- فلا فجــــــرٌ بعيــــدٌ أو قـــــريــــــبُ

وقــــد أضحــى ثــراهـــم دونَ حــام ٍ----- وبيــــنَ بيـــوتهـــمْ شــــبَّ اللهيـــبُ

تلفُّهـــمُ الهمــــومُ بكــــــلِّ حــــــــدب ٍ----- ولولا الصبـــــــرُ ما كانت تطيـــــبُ

كــــأنَّ مصــــائب الدنــــــيا جبــــالٌ----- رســـتْ فــــوقَ القلـوب ِ فلا تغيـــــبُ

يكــــادُ الصخـــرُ منْ حـَزَن ٍ عليـــهمْ----- يــذوبُ وأنـــتَ قلبـــكَ لا يــــــــذوبُ

أتغفــــــو؟؟ ما خُلقـــتَ لمثــل ِ هــــذا----- وقلبــــــكَ لم يؤجـجهُ الـــــــوجيـــبُ

أأنـــتَ وريــــثُ مـــنْ أحيــــوا بعلــم ٍ----- عقــــــولَ النـاس ِ فكــراً, لو تجيـبُ

فليتـــكَ والهمــــــــــــــومُ مخيــــماتٌ----- إلــــى الإيمــــان ِ والتقـــــوى تؤوبُ

ولـــــو لـــمْ تكـــنْ منــــا لهــــانـــــتْ----- مصيبتنــــا بمثلـــــكَ يـــــــا حبيــــبُ

فإن لمْ تستجـــــبْ مــــــنْ بعـــدِ هـــذا----- فلسـتُ أخــــالُ أنــَّكَ تستجيــــبُ(1) ---

فهـــلا جعلت أخي المسلم شهر رمضان الكريم الذي يمر في هذه الأيام وامتنا في هذه المعاناة بداية المسير للصلاح والإصلاح, ولعمل كل ما يرضي الله وكل خير وكل ما يعين الأمة على استعادة مجدها في أي جانب من جوانب الحياة.

ابــــدأ أخي ولا تتأخر فالعمر قصير والواقع مرير, والأمة تنتظر نصرك فلا تخذلها!. قال تعالى: ( وتوبــــــــوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحـــــــــــــون) ( النور:31), وقال سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونــــوا مع الصادقيـــن).. الآية (التوبة:119) .

وتذكـــر أجرك الكبير باستجابتك لأمر خالقك واجتهادك في طاعته, فالجائزة جنة الخلد, ودرجاتها ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض. قال تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) (الأعراف:43).

--------------

(1)من قصيدة"هل يستجيب الحبيب"للشاعر عبدالناصرمنذر رسلان

يتبع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منال
10-13-2004, 06:41 PM
خطـــــــــــــــــوات عملية تعين على الانطلاقة والثبات عليها:

1- عليك بالصحبة الصالحة واحرص عليها, ومنهـا!! الشريط النافع تسمعه في سيارتك أو بيتك.

2- ابتعـد عن الصحبة التي لا تعينك على الاستقامة, ومنهـا!! أي وسيلة تعرض وتُسهِّل ما لا يرضاه العظيم سبحانه, وتذكر قوله تعالى: (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) (الزخرف:67).

3- استشعر وذكِّـر نفسك دائمـــاً بواقع الأمة وآلامها,.. كي لا يضعف العزم وحتى يتجدد الحماس للتمسك ولبذل الجهد للدعوة, وتذكَّـــــر أنك تؤخــــــــر نصرها بتقصيرك!.

4- ادعُ الله وألح في دعائك بأن يعينك على الهدى وأن يحفظك من كيد الشياطين.

5- تذكـر أيها الغيور أن الإنكبـاب على الترفيه ولو بالحلال في مثل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة غير مستساغ, فكيـف باللهو بما يحرم ولا يجوز شرعاً.

6- تأمـل دائماً حقارة الدنيا وقصرها وسرعــــة انقضائها.

7- تذكَّـر قـرب الموت منا, وأنه قد يفجؤنا في أي لحظة,..وتذكر القبر وما فيه!, والجنــــــة وعظمة نعيمها, والنــــــار وشدة عذابها.

8- وأخيــــــرا تذكر أيها المبتغي رحمة الله وفضله والدرجات العلى أن من علامـــــــــات قبول عملك في رمضان وغيره أن تكون فيـه وبعـــــــده أحســــن حالاً تائبا منيباً مجتهداً في كل خير بعيـدا عن كل شر.


-

ولنقــــــــــل: (بإذن الله)..

بدأ المسيرُ إلى الهدف--- والحرُّ في عزمٍ زحـف

والحرّ إن بدأ المسيــر--- فلـــن يكلَّ ولـــن يقف
---------------------------------
انتهى من كلام د.مهدى قاضى
جزاه الله خيرا ووفقه وايانا الى كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

lady hla
10-13-2004, 07:12 PM
.............. السلام عليكم ......................


......... عصرنا الجاهلي .......... !!!!!!!!...........

......... الحياة الجاهلية التي كانوا يعيشونها الناس قبل عصر الاسلام وكيف تبدلت تلك الحياة ....... بعد ارسال رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ........ وكيف تغيرت الحياة من الفساد والضياع واليأس ....... إلى حياة كريمة ........ شعر الانسان بقيمته البشرية .......... وعادت له كل أحاسيسه الطبيعية التي خلقها الله عز وجلّ له .... وكيف كرمّه....... بالهداية عن طريق الرسل ..................!؟............... ..

.................. فبإختصار ........ نحن في هذا الزمن ....... في هذا الجيل .......... للأسف . .......... نعيش حياة الجاهلية بكل ما فيها من صفات الفسق والظلم ......... كأننا رجعنا مرة أخرى لذاك العصر المظلم ......... الذي لا تشرق عليه شمس ولا يعتريه النور أبدا ........ ولا يجب أن نستغرب من ذلك ........... فالزمن يتكرر .............. ؟؟؟!!............

............. لهذا نرى بأن الناس تعيش حياة الاحباط ........... والذلّ ........ والخوف ........ واليأس .................. ينقصهم الايمان ......... بمعنى الكلمة ..... أن نزرع حبّ الخالق . والعبادة فينا ......... لأعماقنا ....... الإيمان بكل شيء خلق ....والرضا بكل شيء يهبنا الله إياه ........ سواء كان شيء نحبه أو شيء نكرهه ....... فالله أدرك بعبادة ........ ......!.....والثبات .....على الدين والمبادئ ......... نجد بأن الأمل يسكننا .......... وهو الذي يبعث لنا الحيوية ........... والكرامة .......... وبذلك ننسى الحياة التافهه التي كنا نحياها .........؟!...... ونبتعد عن الهزل .......واللعب ...... لنكون أناس جدّيين ......بعيدين عن الأشياء التي تميت القلب والروح ........ وتنسينا الإحساس بباقي المسلمين ............... فهي تذكرنا بكيفية الوقوف الى جانب المسلمين في الضّراء والسّراء........ وبذلك نصبح مثل البنيان المرصوص ........ لا يعيبه شيء ... ولا يترك مجال للكفار ..... لإقتحامه ........... واللعب فيه .............. واحتلاله ............... هذه من صور التعاون التي يجب أن تكّون في حياتنا .....!!!..............وأخيرا ينقصنا الإصلاح ..... لنفوسنا ......... نبتديها ....... من أعماقنا ....... ثم نسعى لإصلاح اللآخرين وهدايتهم .... لنكون لهم القدوة .......... حتى لو كان عددنا قليلا .......... لن نبقى هكذا .......؟!...... فالله جلّ جلاله ............ لن يتركنا ولن ينسانا ......... فهو معنا في كل لحظة وفي كل مكان ......هو أقرب إلينا من أنفسنا .......!؟..............فلماذا التخاذل بحجة . القوة .والضعف ..... الكثرة والقلة .............. النصر والهزيمة ..........فهذه أمور بيد الله جلّ جلاله ..... وليست بيد أحد ............... ينقصنا الهداية ....... من جديد ........ فعلا كأننا في عصر الجاهلية ............... ؟!................ لنجعل ذاك العصر يختفي من حياتنا ..... لنبدأ حياتنا من جديد ...... كأننا ولدنا من جديد ............!؟........... ولنترك الحجج ........ والكلام الذي لن يجلب لنا سوى التعاسة والظلم واليأس......وليكن الأمل .... والإيمان هما سبيلنا في الحياة ...........!؟...................
................................... ................................... ..................................


................................... ................................... ................................... .[/color][/b]


سلامي اليك
lady hla
القدس

منال
10-13-2004, 09:26 PM
السلام عليكم
:)
كل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم ومن الجنة اقرب وعن النار ابعد
اهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وقد تحررت مقدساتنا وجفت دماء شهدائنا وردت الينا عزتنا وكرامتنا

شيركوه
10-15-2004, 01:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








كل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم ومن الجنة اقرب وعن النار ابعد
اهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك اعاده الله علينا وقد تحررت مقدساتنا وجفت دماء شهدائنا وردت الينا عزتنا وكرامتنا




اللهم آمين آمين

Jinane
10-17-2004, 12:30 PM
كما أسلفنا النصر لا يكون إلا بالمؤمنين وللمؤمنين.. هؤلاء لا ينزون من السماء، لكنهم ينبتون من الأرض .

لقد صور الله سبحانه وتعالى جيل الإسلام الأول:" ومَثَلُهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار"

هذا يجب أن يكون أكبر هم الدعاة والواعين أن ينشأ في هذه الأمة جيل مؤمن جديد يستحق أن يسمى " جيل النصر" ..

جيل يعود بالإسلام إلى ينابيعه الصافية، ويفهمه فهماً صحيحاً متكاملاً، إسلام يجعل حياة الفرد كلها لله ، إسلام يدعو إلى العدل، إسلام ينتصر للمظلوم ويعاقب الظالم..

هذا هو الإسلام الذي يفهمه جيل النصر ، ويؤمن به ويدعو إليه .وبه أبصر عقله، واستنار قلبه. بهداه يبصر الطريق، ويعرف نفسه، ويعرف ربه، ويعرف عدو ه من صديقه.

جيل من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.. فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، والمرأة تكمل الرجل ويكملها:" بعضكم من بعض".

والمرأة شريكة الرجل منذ قال الله تعالى لأدم:" أسكن أنت وزوجك الجنة"

وهي مكلفة مثله :" ولا تقربا هذه الشجرة".

وهي مجزية على عملها مثله:" أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى".

وقد كان للمرأة على مر العصور دور في نصرة الإسلام . وهل ننسى دور خديجة بنت خويلد ؟ أو سمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام؟ أو موقف أمهات المؤمنين؟

* سمات هذا الجيل في القران والسنة:
جيل لا تخفى سماتهم وأوصافهم على من قرأ القران الكريم، أو درس السنة النبوية.

الحق غايتهم :" وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون".
- يأمرون بالمعروف وينهون عن الباطل :" والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطعيون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم".
- أهل التوحيد حقاً :" إياك نعبد وإياك نستعين".
- الغرباء الذين يحيون ما أمات الناس من سنن النبوة، ويصلحون ما أفسدوه منها.. فطوبى لهم
- القابضين على دينهم في أيام الفتن العاملين به رغم المعوقين .

---
وللحديث تتمة بإذن الله

شيركوه
10-17-2004, 08:16 PM
السلام عليكم

جزاكن الله خيرا جميعا
وبارك بكن

اسال الله ان ينفع بكن

السلام عيكم

منال
10-20-2004, 08:19 AM
ونظرا لنوم كثير من المشتركين فى الموضوع نضيف ما يلى
واكمالا لكلمات الاخت الفاضلة جنان

أن الواجب على الأمة التآمر بالمعروف ، والتناهي عن المنكر ، والتعاون على البر والتقوى والصدق في ذلك في كل بلد وفي كل قرية وفي كل قبيلة عليهم أن يتناصحوا ويتواصوا بالحق والصبر عليه ويتعاونوا على البر والتقوى ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر حتى لا تصيبهم كارثة بسبب ذنوبهم وأعمالهم ، يقول سبحانه : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ أي : جنس الإنسان إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هؤلاء هم الرابحون وهم المنصورون فلابد من هذه الصفات الأربع : الإيمان الصادق ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر في الجهاد وغيره .

وفي المدن والقرى وفي القبائل لابد من هذه الخصال الأربع ، فمن أراد نصر الله والسلامة لدينه وأراد حسن العاقبة فليتق الله وليصبر على طاعة الله وليحذر محارم الله أينما كان ، هذا هو سبب نصر الله له وهو من أسباب نجاته في الدنيا والآخرة ، فالرجل في بيته وفي المسجد وفي الطريق وفي السيارة والطائرة والقطار وفي محل البيع والشراء وفي الجهاد وفي كل مكان ، يجب عليه أن يتقي الله وأن ينصر دين الله بقوله وعمله وفي جهاده وفي جميع شئونه ، وهكذا المرأة في بيتها وفي كل مكان عليها أن تتقي الله وأن تنصر دين الله بقولها وعملها حسب الطاقة لقول الله سبحانه : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

وقوله سبحانه : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم متفق على صحته ،

فالمرأة تبذل النصيحة مع الزوج ومع الأولاد ومع من في البيت من أقارب وخدم ومع الجيران ومع الزميلات ومع الجليسات ترجو بذلك ما عند الله من المثوبة ، وأن ينفع بها عباده ، وكل واحد من الرجال عليه أن يتقي الله وينصر دينه في قوله وعمله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر عن صدق وإخلاص ورغبة ورهبة كما قال سبحانه في سورة الأنبياء عن عباده الصالحين : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ وقال في سورة المؤمنون : إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ فهذه أسباب النصر ، هذه أسباب حماية الله لعباده من كل سوء وأسباب نصره لهم ، وهي من أعظم الأسباب في دخول الجنة والنجاة من النار ،

ولابد مع هذا كله من الحرص على الأسباب الدينية والحسية التي يعلم أنها من أسباب النصر لقوله تعال : وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ويقول سبحانه : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ الآية ، ويقول عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ

وهذا هو الواجب على المؤمنين أن يأخذوا حذرهم من عدوهم عند القتال ، وأن يعدوا له ما استطاعوا من قوة من السلاح والعدد ، والحرس الجيد ، وتكون الملاحظات جيدة ، والثغرات مسدودة ، والسلاح محمول عند الحاجة حتى ولو كانوا في الصلاة ، فلا يجوز أن يقول المجاهد أنا مؤمن ويكفي ، بل لابد من الأسباب الحسية المعنوية ، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل المؤمنين وأكمل المتوكلين ، والصحابة أفضل المؤمنين بعد الأنبياء ، ومع هذا كله أصابهم ما أصابهم يوم أحد لما أخل الرماة بالشيء الذي يجب عليهم وأخلوا بالموقف الذي أمروا بلزومه .

فالمعاصي من أسباب الخذلان ، كما أن معصية الرماة سبب الهزيمة يوم أحد ، وهكذا المعاصي كلها في كل وقت من أسباب الخذلان إذا ظهرت ولم تنكر تكون من أسباب الخذلان وتسليط الأعداء ، وحصول الكثير من المصائب ، كما أنها من أسباب قسوة القلب وانتكاسه نعوذ بالله من ذلك قال الله تعال : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وقال تعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

فالمعصية إذا ظهرت ضرت العامة إذا لم تنكر ولم تغير . فالمؤمنون مأمورون بالاستقامة على تقوى الله والجهاد لأعداء الله ، وأن يصبروا على التقوى والعمل الصالح أينما كانوا مع الإيمان بأن الله سبحانه سوف ينصرهم ويمكنهم من عدوهم ، ويجعلهم بعد خوفهم في أمن وعافية وبعد القلق في استقرار وراحة بسبب إيثارهم حقه ونصرهم دينه وتعاونهم على البر والتقوى وصدقهم في ذلك ونصحهم لله ولعباده ، ومتى أخلوا بشيء فليعلموا أنه خطر عليهم ، وأنه متى أصابهم مصيبة بسبب الخلل فمن عند أنفسهم كما قال عز وجل : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ويقول سبحانه : مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وهو القائل سبحانه في سورة آل عمران بعد ما ذكر كيد الكفار : وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ وهو القائل سبحانه في سورة النور : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا الآية ، وفي سورة محمد يقول سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

وأعظم العدو الشيطان ، فهو أعظم العدو للإنسان فإنه يجري منه مجرى الدم ، فعليك أن تجاهده بتقوى الله وترك معصيته ، وأن تحذر مكائده ووساوسه ، وأن تكثر من الاستعاذة بالله منه مع الإكثار من الحسنات والحذر من السيئات في جميع الأوقات ، فهذا هو طريق السلامة من شره ومكائده بتوفيق الله وإعانته ،

ولابد مع ذلك من جهاد النفس ، والإكثار من ذكر الله ، والاستقامة على دينه ، والحفاظ على حدوده . والحذر من مكايد عدو الله في كل زمان ومكان .

يقول الله سبحانه : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ويقول تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ويقول عز وجل : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ويقول سبحانه عن زوجة العزيز : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ويقول عز وجل في سورة النازعات : وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى فهذه أسباب النصر ، وهذه أسباب النجاة من الأعداء ، وهذه أسباب السلامة من مكايد الأعداء جنهم وإنسهم ، حضرهم وبدوهم ، قريبهم وبعيدهم ، وهي أسباب النصر عليهم ، والسلامة من مكائدهم وهي أن تتقي الله في جميع الأحوال ، وأن تحافظ على دينه ، وأن تحذر معصيته أينما كنت في الجهاد وغيره ، هذه أسباب حفظ الله لك ، وحفظ الله لدينه بك ، ونصر الله لك على عدوك وخذلان عدوك ،

ومتى فرط المؤمنون في هذه الأمور فهم في الحقيقة ساعون في تأييد عدوهم في نصره عليهم ، والمعنى أن معاصي الجيش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم أحد فعلى المؤمنين جميعا في أي مكان أن يتقوا الله ، وأن ينصروا دينه ، وأن يحافظوا على شرعه ، وأن يحذروا من كل ما يغضبه في أنفسهم ، وفيمن تحت أيديهم وفي مجتمعهم كل على حسب طاقته كما قال الله سبحانه : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لما فيه رضاه ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين ، وأن يعيننا على حفظ أنفسنا من شر جميع أعدائنا ، وأن يعيننا على ذكره ، وشكره ، وحسن عبادته ، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين جميعا لما يرضيه ولما يمكنهم من عدوهم ويعينهم عليه ، وأن ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل ، وأن يجمع كلمتهم على التقوى ، وأن يصلح جميع الشعوب الإسلامية وقادتهم ، كما أسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خير ، وأن يعينهم على كل ما فيه رضاه ، وأن ينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين إنه جل وعلا جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .

من كلام احد رؤساء هيئة كبار العلماء حفظه الله ونفع به

والسلام عليكم

منال
10-25-2004, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد لا ادرى هل اصبت ففى ادراج هذه النصيحة هنا ام لا :roll:
ننصيحة هامة لعموم المسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ


فقد اشتد الزمان ، وتكالب الأعداء ، وتعاظمت الفتن ، وتتابعت المحن ، وتوالت المصائب على الأمة الإسلامية ، حتى غدا الحليم حيرانا ، و صار أعداء الإسلام أشد ما كانوا به ائتمارا ، وأعدى ما كانوا عليه عدوانا ، وأعظم ما كانوا رغبة في الكيد له والنكاية ، يبتغون يه ضرا وخسرانا .


غير أن الله تعالى قد جعل سبيل الحق مهيعا واضحا ، وطريق الهدى منارا لائحا ، ومن مناراته أن نتذكر ما يلي :


أولا : أن المجاهدين في سبيل الله ، هم خير الامة ، بذلوا مهجهم وأموالهم لهذا الدين ، وقدموا أرواحهم رخيصة لدرء العدوان على المسلمين ، فهم خير المؤمنين ، بلغوا من الدين ذروة سنامه ، وجردوا السلاح لكل كافر ومارق ، والطاعن عليهم مأزور ، والخائض في أعراضهم مريض القلب مثبور ، حبهم إيمان ، وبغضهم نفاق .



ثانيا : على المؤمنين لاسيما المجاهدين أن يعلموا ، أن الله تعالى أمرهم بأن يفعلوا ما قدروا عليه ، ووعدهم إن هم امتثلوا ما أمر بقوة وجد ، أن ينصرهم ولا بد ، قال تعالـــى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) فقد أمر نبيه بأن يرمي ، وأخبره أن الله تعالى هو الذي يحقق بالرمي هدفه ، ويبلغ غايته ، فعلينا السعي وعلى الله بلوغ الهدف ، علينا أن نؤدي ما علينا ، ولانزيد على ذلك ، أما نصر الله لدينه فذلك إليه ، ينزله متى شاء ، على من شاء ، يصطفى له من يشاء ، قال تعالــــى ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) ، فهو يختار عباده الذين ينصرهم ، وهو يختار الزمان الذي يحقق فيه النصر ، ويختار المكان ، ويختار القلوب التي تستحق النصر ، بعد أن يمتحنهـــــا ، قال تعالى ( أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) ، وذلك كله ليس إلينا ، بل ذلك إلى الله تعالى وحده ، قال سبحانه ( ولكن الله يؤيد بنصره من يشاء ) .


ثالثا : ما أوجبه الله تعالى على عباده ، قد يختلف باختلاف الأشخاص ، والأماكن ، فقد يكون الواجب بالنسبة لشخص إعداد نفسه بإصلاحها ، ولآخر حمل السلاح وقتال العدو المعتدي على أرض الإسلام ، وقد يكون الواجب في مكان لا يجوز أن يتعدي جهاد الكلمة لان حمل السلاح ضره أكبر من نفعه ، وهو جهاد الجدال بالتي هي أحسن ، وفي مكان آخر جهاد الجلاد للكفار فرض عين أو كفاية وهو أفضل متطوع به على كل الأحوال .


وقد يكون الواجب بالنسبة لشخص اتقاء الله فيمن ولاه من رعية تحت يده ، بعد اتقاء الله في نفسه ، فلا يخاطب بالأمر بالقتال ، لانه ليس من أهل الجهاد ، إما لانه لا يقدر عليه ، أو لانه لم يفترض بعدُ عليه ، و في قيامه به تضييع لفرض متعين عليه .



وقد يكون هذا الفرض بالنسبة لشخص أداء الأمانة من نشر علم تعلمه ، فهو قائم بالحكمة يقضي بها ويعلمها ، أو من دعوة تحملها ، أو قيام على صدقة أو نفع للمسلمين ونحو ذلك ، مما لا يجوز تضييعه ، ويأثم بالتفريط فيه ، والقاعدة الجامعة في هذا كله : أن كل عبد ميسر لما خلق له ، و( قد علم كل أناس مشربهـم ) وإذا قام كل مسلم بواجبه ، وأتقى كل مؤمن ربه بالقيام بحقه ، وعامل الناس بما أمره الله تعالى ، فقد قامت الامة بما يجب عليها ، وأدت فرض الله عليها ، وبهذا تنتقل على إلى الامر الرابع ، وهو : ـ

رابعا : على المؤمنين أن يعلموا أن نصر الله تعالى لدينه واقع لمحالة ، لايمكن أن يخلف الله وعده جل جلاله ، قال تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) .

ومعنى هذه الآية في سورة الحج ، أي من كان يظن أن الله تعالى لن ينصر دينه ، فليمدد بحبل إلى سقف بيته ،ثم يخنق نفسه حتى ينقطع فيختنق ، أي ليمت غيظا ، لان نصر الله لابد واقع ، ماله من دافع ، كما قال تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ) .


أما متى يقع ذلك النصر ، فذلك إلى الله وحده ، ولا يجوز لنا أن نستعجل ذلك قبل آوانه ، فالإنسان جاهل قليل الصبر خلق عجولا ، لا يعلم حكمة الله تعالى في تأخير النصر ، وما يحصل في ذلك من ابتلاء المؤمنين ، وإملاء الكافرين ، واتخاذ الشهداء من المجاهدين ، قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) ، وقد تأخر النصر على رسل كرام عليه السلام حتى استيئسوا ، ثم جاءهم نصر الله ، قال تعالى : ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولايرد بأسنا عن القوم المجرمين ) ، وقال تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) .



خامسا : على المؤمنين أن يتذكروا دائما ، أن إخلاص الأعمال لله تعالى وتصحيح النية ، أصل الأصول ، ومفتاح النصر والوصول.


وهو أعظم ما فرضه الله تعالى على عباده ، فأوجب الواجبات أن تكون نيات المؤمنين ابتغاء وجهه في إيمانهم وأعمالهم ، قال بعض العلماء : ذلك أن النية تقع موقع الأرواح من الأعمال ، وتقوم مقام جذور الشجرة من السوق والفروع والأغصان ، فكيف يكون حال الأجساد إذا نزعت منها الأرواح ؟ وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ؟

وقد عرف العلماء الإخلاص بقولهم ـ كما قال أبو القاسم القشيري ـ هو : (إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعات بالقصد ، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق ، واكتساب محمدة عند الناس ، أو محبة مدح الخلق ، أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى ) الرسالة القشيرية 95


وقد عظم الله تعالى أمر إخلاص العمل لوجهه الكريم ، حتى توعد بالنار من أراد بدينه زينة الحياة الدنيا قال تعالى ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيه وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) .


وقال الحق سبحانه ( فإذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) وإنما ذكر ما في الصدور ، لانه موضع الإخلاص ، ومعقد النيات ، فكانت الأعمال الظاهرة كلها تبعا لما في الصدور .


وقال أيضا ( يوم تبلى السرائر ) لان السرائر هي الأصل الذي يقوم عليه العمل كله ، فمن صحت سريرته ، حمدت سيرته ، ومن صدقت نيته ، صلح عمله .


وقال سبحانه ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) .



ومن بركات الإخلاص على المؤمنين :


1ـ قبول الله تعالى للعمل ، كما في الحديث ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه


2ـ أنه ينفي الغل من قلب المسلم كما في الحديث : قال صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله ، و مناصحة ولاة الأمر ، و لزوم الجماعة ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، و قال : من كان همه الآخرة ، جمع الله شمله ، و جعل غناه في قلبه ، و أتته الدنيا و هي راغمة ، و من كانت نيته الدنيا ، فرق الله عليه ضيعته ، و جعل فقره بين عينيه ، و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له رواه ابن حبان من حديث زيد بن ثابت.


3ـ يغفر الله تعالى به الذنوب ، ففي الحديث الصحيح : أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب البينة فلم تكن له بينة فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى قد فعلت ولكن قد غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله رواه أبو داود بإسناد صحيح.


4ـ أن الله تعالى إنما ينصر الأمة بإخلاص ضعفائها ، ففي الحديث الصحيح:
قال صلى الله عليه وسلم : إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ؛ بدعوتهم و صلاتهم و إخلاصهم رواه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه


5ـ أن الإخلاص يثبت العبد على العمل الصالح ، ويحبب إليه الطاعات ، لانه يجد فيها لذة أورثها قبول العمل من الله تعالى ، وإنما يتقبل الله تعالى من المتقين الذين يخلصون أعمالهم لله تعالى .


6ـ أن الله تعالى يثيب العبد على إخلاصه ، وحسن نيته ، وإرادة وجه ربه ، حتى لو لم يعمل ، وربما بلغه إخلاصه وحسن نيته ، مبلغ العاملين ، ولم يعمل مثل عملهم ، ويدل على ذلك هذا الحديث الجليل :


قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الدنيا لأربعة نفر ؛ عبد رزقه الله مالا و علما فهو يتقي فيه ربه ، و يصل فيه رحمه ، و يعلم لله فيه حقا،فهذا بأفضل المنازل ، و عبد رزقه الله علما ، و لم يرزقه مالا ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء .

و عبد رزقه الله مالا ، و لم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ، و لا يتقي فيه ربه ، و لا يصل فيه رحمه ، و لا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل .


و عبد لم يرزقه الله مالا و لا علما فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء) رواه أحمد والترمذي من حديث أبي كبشة الانماري .

وتأمل هذا الحديث ، كيف أخبر النبي صلى الله عليه سلم فيه أن صدق النية للفقير تبلغه مثل أجر المنفق ماله ، وأن سوء النية سبب في الإثم أيضا .

ومن هذا الباب أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) رواه مسلم من حديث سهل بن حنيف .

ومنه أيضا قوله صلى الله عليه سلم ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم نفقة ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم فيه وهم بالمدينة ، حسبهم العذر ) رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه .


هذا وآفات الإخلاص ثلاث : الرياء ، وطلب الدنيا بعمل الآخرة ، وإعجاب المرء بعمله ، بهذه الآفات يحبط العمل ، ويحصل الخسران ، ويحبس النصر على المؤمن في صراعه مع نفسه وشيطانه ، وعلى الأمة في حربها لأعدائها .


و قد وردت نصوص كثيرة في التحذير من ذلك كله فمن ذلك :


قوله صلى الله عليه وسلم : ثلاث مهلكات ، شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه ، وثلاث منجيات ، خشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الفقر والغنى ، وكلمة الحق في الغضب والرضا رواه البيهقي في شعب الإيمان


وقال صلى الله عليه وسلم : أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه، فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ولكنك قاتلت لان يقال : جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، حتى ألقي في النار و رجل تعلم العلم وعلمه ، وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه ، فعرفها قال : فما علمت فيها ؟ قال : تعلمت العلم ، وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت ليقال : عالم ، وقرأت ليقال قارئ ، فقد قيل : ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما علمت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكن فعلت ليقال : هو جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، رواه مسلم من حديث أبي هريرة .


فهؤلاء اجهدوا أنفسهم في أصناف الطاعات الشاقة ، ولكن لم تنفعهم طاعاتهم لانهم ما أرادوا بها وجه الله ، بل ضرتهم وأوردتهم النار عياذا بالله تعالى .


وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله : قال الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل فيصلي فزيد صلاته لما يرى من نظر الرجل ) رواه ابن ماجه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

وإنما ذكر أنه أخوف من المسيح الدجال ، لان العبد إذا هزمه الشيطان في نفسه ، فآثر الدنيا وهي هنا محمدة الناس على الآخرة ، هزمته فتنة الدجال ، وإن انتصر على نفسه فآثر آخرته على دنياه ، واخلص نيته لله تعالى ، فصلح بذلك عمله ، إذ كان بصلاح النية صلاح العمل ، انتصر على فتنة الدجال ، قال تعالى ( ذلك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .

فليحذر العبد أن يعمل أي عمل يريد به غير وجه الله تعالى ، ولنربي أنفسها أن نحقق نياتنا في كل أعمالنا ، قبل أن نعملها ، فإن وجدناها متجهه لغير الله تعالى ، ألزمناها الإخلاص ، وتذكرنا أن الرياء وطلب محمدة الناس والمكانة في قلوبهم بعمل الآخرة ، تحبط العمل وتوجب العذاب الأليم ، وتسقط العبد من عين الله تعالى ، إذ هو كأنه يخادع الله ، يظهر ما لا يبطن ، والله تعالى لا يُخدع لانه يعلم السر وأخفى ، وهو سبحانه ينظر إلى القلوب قبل الأعمال .

اللهم صل وسلم وبارك على عبده ورسولك وخير خلقك ، و مصطفاك من العالمين المبعوث رحمة للعالمين ، محمد وعلى آله وصحبه الأكرمين ، وهيئ لهذه الامة من أمرها رشدا ، وانصرها على أعداءها ، فأحصهم عددا ، وفرقهم بددا ، و ل اتبقي منهم أحدا .


اللهم انصر أهل الثغور والمجاهدين الذين يقاتلون في سبيلك ، في أفغانستان ، و الشيشان ، وفلسطين ، وكشمير ، وفي كل مكان .


اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحييا ما علمت الحياة خيراً لنا، وتوفنا إذا علمت الوفاة خيراً لنا .

اللهم ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة، و كلمة الإخلاص في الرضا والغضب، و القصد في الفقر والغنى، و نعيماً لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع، و الرضا بالقضاء، و برد العيش بعد الموت، و لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين.

المصدر: الموقع الرسمي للشيخ حامد العلي

http://www.h-alali.net

lady hla
11-11-2004, 05:14 PM
...........السلام عليكم ...................


................................... ................................... .....منقول ............!!!!.......


بسم الله الرحمن الرحيم

أجيالنا بين الواقع والأمل المنشود


الحمد لله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل ، المنعم بقبول القليل ، المتكرم بإعطاء الجزيل ، تقدس عما يقول أهل التعطيل ، وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل ، نصب للعقل على وجوده أوضح دليل ، وهدى إلى وجوده أبين سبيل .
أحمده كلما نطق بحمده وقيل ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزه عمَّا عنه قيل ، وأصلى على نبيه محمد الصادق النبيل ، وعلى أبى بكر الذي لا يبغضه إلا ثقيل ، وعلى عمر وفضل عمر فضل طويل ، وعلى عثمان ، وكم لعثمان من فعل جميل ، وعلى عليّ وجحد قدر علي تغفيل .

إخوتاه …

أجيالنا بين الواقع والأمل المنشود ، تلك ـ لعمر الله ـ قضية تثير الأسى ، والكلام عنها ذو شجون ، فإنَّ الصحوة الإسلامية منذ بدأت وهي تهفو لإيجاد جيل " التمكين " ، الجيل الذي وعد الله تعالى بقوله : " ‏وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "
الجيل الذي وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ــ " بشر هذه الأمة بالسناء والدين و الرفعة و النصر و التمكين في الأرض " [1]
وكلما أتى جيل ترقب أن تكون النصرة فيمن يليه ، فإذا الجيل الناشيء أسوأ ممن كان قبله ، قالوا : لعل الأبناء الذين سينشأون في بيت الملتزمين تأتي النصرة على أيديهم ، فإذا الأولاد أسوأ من الآباء ، وذلك لأنَّ الآباء لم يربوا تربية إسلامية صحيحة ، وذلك لأنَّ الالتزام الأجوف صار ظاهرة مريرة ، وصارت كل معاني الالتزام مبتسرة في المظهر فضاع الجوهر ، وحقيقة الأمر على أنَّ الدين كل واحد " ادخلوا في السلم كافة " أي الإسلام ، فالاهتمام بالجانبين حتم لازم ، فمظهر يدل على جوهر ، وجوهر يدلل عليه حسن المظهر ، عقيدة راسخة وإيمان قوي يصدقه عمل وطاعة لله تعالى ، يقين بالله وحسن توكل عليه يفرز عبادة وقربات إلى الله تعالى ، توحيد بالله وإخلاص يشده اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته الغراء ، تزكية للنفوس وتربية للقلوب تنتج برًا وحسن خلق .
كذا كان الأمل المنشود أن يستوعب أهل الصحوة حقيقة تلك الأمور في حياتهم وعند تربيتهم لأولادهم ، ولكن يبدو أنَّ المفاهيم اختلطت ، ومع كثرة الجدل ونفث الأعداء للشبهات ضاعت الحقيقة ، وتعددت المناهج ، وكان يقال بالأمس : إنَّ الأهداف مشتركة والوسائل مختلفة ، وإنَّي لأجزم الآن بأنَّ الأهداف بين أهل الصحوة قد اختلفت ، ساعد على ذلك اختلاف المنابع والمشارب ، لذلك دعونا الآن نطرح هذه القضية من جديد ، بداية من تحديد الأهداف وجلائها ووضوحها عند الجميع ، مرورًا بتفسير الواقع ودراسة الظواهر السلبية ، واقتراحات العلاج سائلين الله تعالى الهداية والتوفيق والرشاد .

أولاً : الهدف المنشود

تحديد الهدف هو أصل هذا الإشكال ، فكثير من الشباب يعيشون اليوم بلا هدف ، فإذا سألت واحدًا منهم ما هدفك ؟ ماذا تريد ؟ ما أقصى آمالك وأمانيك ؟ ما هي أحلامك ورغباتك ؟
فإمَّا أن يجيب بإجابات إنشائية لا يفقهها ، أو أن يردد أقوالاً سمعها من هنا أو هناك ولم يؤمن بها ولا صدقها ، وإنما يستعملها عند الحاجة إليها ، والدليل على ذلك ما يأتينا من أنَّ علامة وضوح الهدف في الأذهان أن يصير كقطب الرحى تدور حوله جميع حركاتك وسكناتك ، جميع أقوالك وأفعالك ، كلها في خدمة هذا الهدف .
أمَّا الغالبية الصادقة مع أنفسها فستقول : لا أدري .. لا أعرف .. ربما كذا …أو كذا .

أحبتي في الله ..

يجب على المسلم المعاصر أن يجعل له هدفاً محدداً ، أن يجعل لوجوده غاية عظمى ، أن يجعل لحياته رسالة سامية ..
إننا ـ أحبتي في الله ـ ما لم تتجسد في حياتنا قيم الإسلام ومثله العليا ، إذا لم يصبح الإسلام مقياس كل حكم ومفتاح كل قضية ، ومصدر كل تصور عندنا ؛ فلن يطول الزمن حتى يميل بنا الهوى ، وتعبث بنا النَّوَّات ؛ لأننا نعيش ـ وللأسف ـ في مجتمع جاهلي لا يمتُّ إلى جوهر الدين بصلة ، إننا نعيش في مجتمع بعيد عن القيم ، مجتمع تعطلت فيه كل حواس الخير ، نعيش في مجتمع ازدحمت فيه عوامل الإفساد ، فإن لم يكن شبابنا على قدر كبير من العقيدة وسمو الخلق ، وقوة الإيمان ؛ فإنهم سيضيعون حتماً لا محالة ، نسأل الله أن يثبتنا وشباب المسلمين على الإيمان ، اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا .
نعم ! إن لم تكونوا ـ إخوتي الشباب ـ مُهَدِّفِينَ حياتكم ، شديدي المحاسبة لأنفسكم ، دائمي المراقبة لربكم ؛ فستزل بكم الأقدام بعد ثبوتها ، وتذقوا السوء ، فإن لم تكونوا متورعين عن الشبهات ، مقبلين على الطاعات ، حريصين على النوافل والعبادات ؛ فستصابون حتماً بلوثات هذا المجتمع الذي تعيشون فيه ، وسيصيبكم نصيب كبير من شذوذه وانحرافه ، فما أنتم إلا جزء من هذا المجتمع .

إخوتاه ..

إنَّ أهل الدنيا قد اختاروها هدفًا ينشدونه ، فأسرار الكون عند علمائهم غاية ، والرفاهية والرخاء والظفر بملذات الحياة عند ساستهم وعوامهم هدفًا ، ولقد أشار القرآن الكريم إلى سوء عاقبة هؤلاء فقال ـ تعالى ـ : " والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم " وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الحرص على الدنيا وجعلها هدفًا ضد اتجاه المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " و لا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا و لا يزدادون من الله إلا بعدا " [2]
فلا يجوز للمسلم المعاصر الذي يعيش التحدي العالمي الكبير ، أن يعيش هكذا ضائعاً مهملاً ، أو مشغولاً بالطعام والشراب والجنس والشهوة ..لا ينبغي أن يكون شعاره في الدنيا قول الشاعر :
إنما الحياة طعام وشراب ومنام فإن فاتك هذه فعلى الدنيا السلام
فالمسلم صاحب رسالة ، صاحب هدف ، يجعل حياته وقفاً على هدفه ، ولسان حاله :
يهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر

إخوتاه ..

ما هدفنا إذن ؟ القرآن الكريم يهدِّف حياتك ، ويدلك على الوسائل لتحقيق هذا الهدف في عبارات موجزة ، جامعة شافية كافية .
يقول ربي ـ وأحق القول قول ربي ـ : " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم "
خذ الهدف : " وتكونوا شهداء على الناس " هذا هو هدفك نص عليه القرآن .
إنك خلقت وبعثت لهذه الأمة ؛ لكي تكون شهيداً على العالم ، بل على العالمين ، لما يبعث نبي الله نوح يقول الله له : هل بلغت ؟ ، يقول : نعم ، فيقال : من يشهد لك ؟ ، يقول : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل أنت جاهز للشهادة على قدرها ؟!!
" ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " هذا هدفك ينص عليه القرآن .
" ليكون الرسول شهيداً وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم المصير " هذه هي دعوة القرآن لتهديف الحياة .

إخوتاه ..

إن أخطر ما في قضية اليوم أن المسلمين ـ وللأسف الشديد ـ صار في قلوبهم شعور أن في هذه الدنيا من هو أفضل منه ، وهو أخطر ما يحطم القلب ، كثيراً ما أحرص وأقول لكم : إنكم ـ أحبتي في الله ـ أفضل من على ظهر الأرض ، أنتم ومن مثلكم ، ينبغي أن تعتقدوا هذه ، ورضي الله عن عمر حين قال : كنا أذل قوم ، فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .
" الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا " ، إننا ينبغي أن نوقن بذلك ، أن نؤمن بذلك ، أن نعيش لذلك ، أننا شهداء على الناس .
هل عرفتم هدفكم ؟
هدفك : دينك لحمك دمك وإن قتلت أو حرقت ، فإننا لا نعيش لأنفسنا بل نعيش لديننا ، هذا هدفي .
أما الغاية فهي رضا الله والجنة ، غايتك رضا الله ، أن تصل إلى رضا الله من خلال هذا الهدف ، " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
هذا هو هدف إخراجك ، أن تكون لترضي الله ، هذا هدفك ، أن تعيش لدينك .

إخوتاه ..

إننا بحاجة اليوم إلى أن نعيش الإسلام وبالإسلام وللإسلام ، ومن العجيب أنك اليوم تجد من لا يزال يجادل في أهمية طلب العلم والدعوة إلى الله ، المسألة لا تحتاج إلى نقاش .. اليوم لازلت تجد امرأة تجادل : أنعمل خارج البيت أم لا ؟ ! ، تجادل في أوامر الله !! ، الله يقول : " وقرن في بيوتكن " فانتهت القضية ، وهكذا شأن المؤمنين والمؤمنات أن يذعنوا لأوامر ربهم " وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
والسؤال الآن :
(1) : التركيز في الهدف ( تعلق القلب بالهدف )
إن الشاب الذي في المرحلة الثانوية ويريد أن يلتحق بكلية الطب مثلاً ، ينبغي أن يكون الالتحاق بكلية الطب هدفاً يرمي إليه ، ولكي يكون صاحب هدف فلابد أولاً من التركيز في الهدف ، بأن يكون هدفه نصب عينيه دائماً ، فلا يفارق مَخِيلَتَه ، عندما يأتي لينام يتذكر يوم النتيجة ، ويرى أقرانه وقد حصدوا أعلى الدرجات فتثور حميته وغيرته فينتفض جالساً ، ويكبُّ على كتبه ، فيكون هدفه نصب عينيه أمامه يدور دائماً في مخيلته .

نعم ـ إخوتاه ـ ..




حين تركز في الهدف فيصبح الإسلام غاية تتراءى لك ، فسوف يحدث انقلابًا جذريًا في حياتك ، وتعالوا نصدق مع أنفسنا : هل نحن نعيش لله أم لأنفسنا أم لأنفسنا ولله ؟!!
أسألكم بربكم .. هل حلمت ـ ولو مرة ـ أنك ستؤذن وتؤم في كل بقعة من الأرض لم تعلَ فيها راية الإسلام ؟ ، هل حدث مثل ذلك ؟ لماذا الإسلام ليس على بالك ؟، لماذا ليس على بالك دينك ؟ ، لماذا التمكين ليس في رأسك ؟

أخي الكريم …

ماذا تريد ـ يا عبد الله ـ الآن ، سل نفسك هذا السؤال ، ما الذي يدور بخلدك ؟ ما هي أحلامك وطموحاتك ؟ ماذا تنشد ؟ إنك ـ وللأسف ـ تريد أن تملك شقة واسعة ، وزوجة جميلة ، ومرتباً عالياً ، وسيارة فارهة ، تريد ملابس جميلة ، تريد أن يكون لك احترام وتوقير عند الناس ، أليست هذه وغيرها من الفانيات هي آمال السواد الأعظم من المسلمين اليوم ، فكيف بالله تتكلمون عن نصرة وتمكين ، إنها مجرد خواطر عابرة ، أو حماسات قلبية سرعان ما تفتر أمام مغريات الدنيا الزائلة ، نعم يا أخي ، صارت هذه همومنا ، آمالنا ، أحلامنا ، رغباتنا ، أهواؤنا ، أمَّا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان هدفه نشر الدين ، وكان يربط قلوب صحابته رضوان الله عليهم بهذا الهدف بحيث لا يفارقهم .
قال لسراقة في قصة الهجرة الشهيرة : كيف بك إذا لبست سواري كسرى ، وهو بعد مطارد ، ولم يكن قد مكِّن لرسول الله في الأرض .
وفي غزوة الأحزاب التي يقول عنها ربنا تبارك وتعالى : " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً "
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المعول ويضرب صخرة عرضت للصحابة فلم تنفع فيها المعاول : فقال صلى الله عليه وسلم: "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر ، وقال: " الله أكبر أُعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا"[3].
نعم فقلبه -صلى الله عليه وسلم - متعلق بالهدف ، يحفر الخندق وهم محاصرون خائفون قد أضرَّ بهم زمهرير البرد ، وهو ينظر إلى قصور الشام والمدائن واليمن ، أعرفت كيف ربى النبي أصحابه وفي أشد الصعاب جعل مفتاح النصر هو تعلق القلب بالهدف ، واليقين بأنَّ الله ما كان مخلف وعده رسله ، والثبات والصبر الذي هو ثمرة الاعتقاد الجازم .
(2) : أن يعيش حياته طبقاً لهدفه .

إخوتاه ..

إذا كان الإسلام عزيزاً عليكم ، وإذا كنتم قد جعلتموه هدفكم الذي تعيشون من أجله ، وتموتون من أجله ،فيلزمكم أن تجعلوا علاقاتكم وأعمالكم ومشاغلكم اليومية تتفق وتتطابق مع الإسلام في حياتكم العملية ، وألا يوجد بين معيشتكم وبين هدفكم أي نوع من التضارب أو التضاد .
إذا جعلت الإسلام هدفك ؛ فلن يكون هناك تضارب بين حياتك وبين الإسلام إطلاقاً
أريدك إذاً أن تعيش حياتك للإسلام ، فإنَّ الذين يعيشون اليوم باسم الإسلام لا يحتاجون مجرد إرشادهم ووعظهم وتذكيرهم ، وإصدار الصحف والنشرات لهم ؛ بل يحتاجون من ينتشلهم من الجاهلية التي تضغط على حسهم بالأمر الواقع ؛ ليعيشوا الإسلام ، ليعيشوه حقيقة لا ليتمنوه ، ولا ليعجبوا به ، ولا ليتكلموا عنه ، بل ليعيشوه ، نريد أن نعيش الإسلام ، نعيشه عيشة حقيقية ، أن نعيش الحياة كما عاشها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كما رسمها لتا ، نعيش لله ، فالطعام والشراب للتقوي على طاعة الله وعبادته ، وطلب الرزق للكفاف ، والزواج عفة وإحصان من غوائل الشيطان ، وفي بضع أحدكم صدقة ، والأخلاق السمحة أصل في التعامل مع الناس برهم وفاجرهم ،المسلم والكافر ، وعلو الهمة صفة لازمة ، وطلب العلم من المهد إلى اللحد ، والعبادة قربة " اسجد واقترب " فاستكثر من الوصال ، إنها حياة واقعية إلى أبعد حد ولكن الشيطان يثبطنا عنها ويصعبها لنا ، فيطرد عن ذهنك إرادتها فاستعينوا بالله ولا تعجزوا ، فالأمر بالله جد يسير .

إخوتاه ..

من علامات من يعيش وفق هدفه : أنْ يزيح من أمامه كل ما عارض هذا الهدف ، إنها التصفية والتخلية ، لذلك قال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم ـ : " ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع "
فإذا عشت الإسلام ، فكل ما يعارضه فتحت النعل ، لابد أن يكون الأمر هكذا ، فلا تنشغل بالترهات والشبهات التي ينفث بها أعداء الإسلام من حين لآخر ، ولا تستوقفك الدنايا مما يقع من سفاسف الأمور ، ولا تُعر اهتمامًا بأصحاب الدنيا وخلانها ، ولا تقع في وحل شهوة دنية ، وخذ الأمر بعزة وكبرياء المؤمن ، قل لنفسك حينها : أ أقع في مثل درهم أو غانية ، تالله ما لهذا خلقتُ ؟ إنَّ هذا ليصدني عن السبيل وما كنت لأذهب ديني وأضيع عمري ونفسي في مثل هذه الدنايا التي أربا بنفسي من الوقوع فيها .
وهذا مثال واقعي : فالطالب المتفوق في دراسته تجده يقوم وينام على هدفه أن يكون الأول على دفعته ، فانظر لمثل هذا إن جاءه زميل ثرثار أو جاءت فتاة تطلب منه أن يشرح لها كذا وكذا ليلة الامتحان ، إنني ما أتصور إلا أنه سيغلق الباب أمامها أو ينهي الحديث معها سريعًا ، ويقول : كيف لي أن أضيع مستقبلي من أجل هذا أو تلك ؟!!
وهذا أليق بك ـ أيها المؤمن ـ فمستقبلك معرض للخطر مع كثرة الالتفات ، " فاترك البحر رهوًا " ، تجاوز تلك العقبات ، امض في سيرك ، وهذا المعنى علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلمنا إذا صلينا ألا نتلفت بحواسنا ولا بقلوبنا " و إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله عز و جل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت " [4]
وقال صلى الله عليه وسلم : " الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول و لا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا فأولئك يلقون في الغرف العلا من الجنة يضحك إليهم ربك إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه" [5]
فأعلى الناس منزلة عند الله أكثرهم استقامة على أهدافهم ، الذين لا يلتفتون بوجوههم لأي عارض ، وعلى هذا فكن فإنَّ هذا السبيل سيقطع علينا من البداية الخوض في مشاكل كثيرة ، فبهذه العزيمة والهمة العالية والاعتزاز بالانتماء لهذا الدين ستتخلص من عقبات كثيرة ، كل منها قد يودي بك ويقطع عنك السبيل إلى ربك لو تمهلت ونظرت فالتفتت فحذار حذار .

إخوتاه ..

من علامات الحياة وفق الهدف : الاستعداد الجاد والمراقبة المستمرة
فهدف المسلم يحتاج إلى ذكاء ، يحتاج إلى مراقبة كل ما يصدر عنه من حركات وأعمال ، ولابد له من إعداد العدة ، فللسبيل شروط للسير وقواعد للمرور لابد من الانضباط بها .
انظر ـ على سبيل المثال ـ من يريد أن يقوم الليل لابد أنْ يتواصى بعدة أمور :
يقول ابن الجوزي : " لقيام الليل شروط ظاهرة ، وشروط باطنة .
أما الشروط الظاهرة :
1- التقليل من الأكل والشرب ما أمكن .
( فالذي هدفه قيام الليل لا يملأ معدته بكثير من الأكل والشرب ، ويقول أريد أن أقوم الليل ، لا يمكن أن تستطيع ذلك ، بل ربما لا تقوم للفجر ، فلابد إذاً أن تعيش حياتك لهدفك ولما تريد ) .
2ـ ألا يرهق جسده بالنهار . 3ـ أن يستعين بالقيلولة ..
ثم يقول ابن الجوزي : وله شروط باطنة وهي :
أولها : سلامة الصدر للمسلمين . ( فمثلاً : قد تغتاب إنسانًا فتحرم قيام الليل شهراً )
ثانياً : أن يكون عنده حب مقلق أو شوق مزعج ( فعندما تحب ربك ، فإنك ستقوم له ، أو شوق مزعج ، فتشتاق للقاء الله ، فيزعجك الشوق فتقوم)

إخوتاه ..

كذلك المسلم الذي يريد أن ينصر دينه ، صاحب هدف غالٍ ، إنَّ هذا الهدف النبيل يحتاج منك أن تراقب نشاطاتك ، فأي كلام ، أو أي حركات ، أو أي سكنات تنافي الإسلام ؛ فيجب أن تتخلص منها ، وإلا فإن الإنسان إن لم يراقب حركاته وسكناته ؛ فإنَّه من الممكن أن يجد نفسه في هذه الدنيا داخل شباك ، يبدو في الظاهر أنه يعيش ، إلا أنه ـ في الحقيقة ـ قد انتحر ، وقتل هدفه .
إن الحياة الجميلة الطيبة هي أن تحيا لهدفك ، أن تعيش لله رب العالمين ، قال الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " نريدك أن تعيش لله ، نريدك رجلاً بحق
قال عمر يوماً لأصحابه تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى ملء هذا البيت ذهباً أنفقه في سبيل الله ، وقال الآخر : أتمنى ملء هذا البيت عبيداً أحررهم لله ، وقال عمر : أما أنا فأتمنى ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي عبيدة أستعملهم في طاعة الله .
ولما قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد فقال أين أخي أبو عبيدة فقالوا يأتي الآن فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وساءله حتى أتى منزله فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت متاعا قال يا أمير المؤمنين إن هذا يبلغنا المقيل . أي يبلغنا الجنة .
هذا هو هدفك .. أن تصل للجنَّة ، وبعد ذلك انتهى كل شيء ، وليكن شعارك : ( ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها ) ، نعم أن يعيش حياته طبقاً لهدفه .
(3) : وجود روح الهدف :
إخوتاه ..
ما أحوجنا لوجود روح الهدف في العمل . إن لكل قول حقيقة ، فهناك فرق كبير بين العمل الذي يخرج حقيقة من خلال عاطفة الدعوة لدين الله ، وبين العمل الذي يتم بصورة تقليدية ، أو مجرد أداء الواجب ، نعم إننا في هذا العصر قد رضينا بعبادات قد تحولت إلى عادات ، صرنا نؤدي الصلاة بطريقة روتينية ، نحتاج إلى وجود روح ، نحتاج إلى حماسة القلب ، فإنَّ الله يريد منا شعورنا الحي ، وإرادتنا الواعية .
في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : " ــ إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم و أموالكم و لكن إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم "
وفي الحديث إشارة واضحة إلى أنَّ القلب محل نظر الرب ، فيا عجباً ممن يهتم بوجهه الذي هو نظر الخَلْق فيغسله وينظفه من القذر والدنس ويزينه بما أمكن لئلا يطَّلع فيه مخلوق على عيب ، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق فيطهره ويزينه لئلا يطلع ربه على دنس أو غيره فيه .
وقال صلى الله عليه وسلم " و اعلموا أنَّ الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه …." [6]
فلا يعبأ بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه مشغوف بما أهمه من دنياه ، فالله يريد منك قلبك وروحك ؛ أن يكون في العمل روح .
إخوتاه .. ليست الضجة الشكلية للعمل هي المطلوبة ، قال الله ـ تعالىـ : " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم "
ينبغي أثناء العمل أن تتحرك مشاعرنا بقدر ما تعتلج هذه الأعمال في مكنونات نفوسنا ، الغذاء الحسي الذي تناله قلوبنا وأرواحنا هو هدفنا الأساسي ، حين ينبض الهدف بالحياة ؛ يصبح العمل حياً ، وحين يموت الهدف يصبح العمل إجراءاً لا روح فيه .
إخوتاه ..
إن مجرد فهم الإنسان للهدف واطمئنانه بصحته عقلاً إنما هو خطوة البداية بسلوك هذا الطريق ، وهي وحدها لا تسمن ولا تغني من جوع ، إلا أن يكون في قلبك نارٌ متقدة لنصرة الدين ، تكون على الأقل في ضرامها مثل تلك النار التي توجد في قلب أحدكم حين يجد ابناً له مريضاً ، فلا يدعه حتى يسرع به إلى الطبيب ، الأمة مريضة ، إنني أريد أن توقد في قلوبكم نار ، نار الإسلام ، الغيرة على الإسلام وللإسلام ، هذه النار تأكل مشاغلكم عن الإسلام ، وكما قالوا : حب الله : نارٌ في القلب تأكل كل ما سوى المحبوب ، نعم نارٌ تأكل كل ما سوى الهدف .

ثانيًا : واقع المسلمين ورصد للظواهر السلبية
(1) الخلل في التكوين الاعتقادي السليم
من أخطر الظواهر السلبية في حياة المسلمين اليوم ، ظاهرة " الخلل الاعتقادي " فتجد عقائد فاسدة ، وإيمان متذبذب ، وعقيدة يتشدق بها كثيرون ولا أثر لها في الواقع ، وشركيات خطيرة يقع فيها السواد الأعظم من المسلمين ، فلا زلنا نعاني من " شرك القبور " ولا زلنا نسمع في شوارع المسلمين سبًا لله وللرسول وللدين ، ولا يزال شرع الله مهمشًا لا يتحاكم إليه في أغلب بلاد المسلمين ، وأغلب الناس يقع في عقيدة القضاء والقدر ، أمَّا الولاء والبراء فحدِّث ولا حرج ، فنوالي للمصلحة الشخصية والانتماء القومي وإنْ كان من أشد أعداء الدين ، ونعادي من لا يوافقنا في طريقتنا ، ومن يخالف مصالحنا وإنْ كان من أولياء الله الصالحين .
إنَّه غياب الوعي بحقيقة التوحيد ، فليس المهم أن تلمَّ بصورة التوحيد فحسب ، فإسلام الكلمة سرعان ما يزول أو يذوب عند أول فتنة ، بل أن تعي حقيقة التوحيد فينتج هذا الوعي إيمانًا قلبيًا راسخًا تصدقه الأعمال الصالحة الظاهرة ، والخلل في هذا الجانب هو السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة الخطيرة .

إخوتاه ..

المسلم المعاصر يواجه تحديًا عقديًا رهيبًا ، وتيارات عاصفة من الشبهات ، وليس ثمَّ سبيل سوى أن يعي المسلم حقائق الحياة بصورة صحيحة ، فتتفتح أمامه منافذ البصر و البصيرة و حوافز العمل و التحدي ليكون أقدر على الثبات في مجال الصراع و الإغراء 0
هذا الوعي المنشود يجعل المسلم يفهم معنى الإيمان و حقائق الإسلام فيرتبط العمل بمرضاة الله و يقيم المسلم سلوكه على هدى شريعة الله ، و يهذب المسلم عواطفه حتى لا يندفع في حب الفتنة و مظاهر الفساد ، فالوعي ميزة مهمة للأمة تنمو بنمو الإيمان و عمقه في نفس المسلم ، و تزداد بتزايد يقظة الوجدان الذي يراقب الله سبحانه ، و يظل ينظر إلى يوم الدين و يحسب حساب الآخرة ،و تتوسع مع توسع العلم و المعرفة و التجربة
ولتدارك هذا الخلل لابد من رصد الأسباب التي أدت إليه

أسباب الخلل الاعتقادي في المجتمع الإسلامي

(1) الغزو الثقافي و تيارات التبشير والتغريب
فمنذ فشل الحملات الصليبية تغيرت استراتيجية الصراع بين الغرب الكافر والشرق الإسلامي ، وتحول إلى الميدان الثقافي والفكري .
وقد ظهرت وثيقة خطيرة للويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية الثامنة التي منيت بالفشل أشار فيها إلى أنَّه لا سبيل إلى النصر على المسلمين عن طريق القوة الحربية ؛ لأنَّ تدينهم بالإسلام يدفعهم إلى المقاومة والجهاد صونًا لدينهم وأعراضهم ، وأنَّ السبيل الناجع هو : تطوير التفكير الإسلامي وترويض المسلمين عن طريق الفكر بدراسة ثقافتهم على يد العلماء الأوربيين ليأخذوا منها السلاح الذي نغزو به المسلمين مستقبلاً .
وتبنى هذا الاتجاه جماعة من المستشرقين والمبشرين ، وعمد هؤلاء إلى تشكيك المسلمين في دينهم ، وإبعادهم عن مبادئه ، وتفتيت وحدتهم ، وتهيئة أذهانهم لقبول الفكر الغربي تمهيدًا للغزو العسكري .
وتحرك هؤلاء يدفعهم حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين حتى قال قائلهم (وليم جيفورد ) : " متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذٍ أنْ نرى العربي يتدرج في سبيل حضارتنا التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه ".
وانتشرت البعثات التبشيرية في أرجاء العالم الإسلامي ورصدت لها المليارات من الدولارات ، وافتتحت المدارس التبشيرية في كل مكان ، وشجعت البعثات العلمية من أبناء الدول الإسلامية إلى الدول النصرانية الغربية .
وقد ذكر الأستاذ محمد الصواف في كتابه "المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام " أنَّ " تحت سلطة التبشير والمبشرين أكثر من 500 جامعة ومعهد وكلية ، وأنَّ عدد الذين يشرف عليهم المبشرون في توجيههم وتعليمهم من أبناء المسلمين أكثر من 5 مليون و حوالي 200 ألف " وهذه الإحصائية في السبعينيات من القرن الماضي فلعلها الآن أضعاف مضاعفة
وعقدت المؤتمرات التبشيرية ووضعت المخططات كما نطق بها القسيس " زويمر " الذي قال : يجب إقناع المسلمين بأنَّ النصارى ليسوا أعداءً لهم ، وينبغي أنْ يتبنى التبشير رجال من المسلمين لأنَّ الشجرة لابد أن يقطعها أحد أعضائها ، ولا يجب أن يتسرب اليأس إلى المبشرين إذا كانت النتائج ضعيفة في البداية "
بل ودخلت النساء الأوربيات مجال التبشير لتنصير النساء المسلمات .
وإذا كان التبشير لم ينجح في تنصير المسلمين فإنَّه ـ بلا ريب ـ ساعد على تخلي المسلمين عن عقائدهم ومبادئ دينهم ، وخلق أجيال مستهترة بالقيم الدينية ، وهذا هو الهدف الأساسي الذي سعى له الغرب ، يقول القس زويمر في مؤتمر للمبشرين :
" مهمة التبشير التي ندبتكم دول النصرانية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليس هو إدخال المسلمين ي النصرانية ، فإنَّ في هذا هداية لهم وتكريمًا ، وإنما مهمتكم أنْ تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله " [7].
وعلى نفس المنوال سارت حركة الاستشراق ، فعملت على تشويه صورة الإسلام وحجب محاسنه عن الشعوب النصرانية للحيلولة بينهم وبين الدخول فيه ، وعمدوا إلى تفتيت الوحدة الإسلامية ، وتحطيم المقاومة ـ كما هو الحال اليوم ـ وقاموا بتثبيط همة المسلمين ، وصرف أنظارهم إلى متع الحياة ليشتغلوا بها عن الجهاد في سبيل الله ودفع الغزاة ، وقاموا بدراسة الشخصية الإسلامية بقراءة متعمقة في تراث المسلمين ، وعملوا على إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف الأقطار .
ومن بعدها تفشت تيارات التغريب في البلاد الإسلامية ، ودعوا إلى أن يسير المسلمون سيرة الغربيين ويسلكوا مسلكهم في حياتهم بالفكر الغربي بكل نظمه وتقاليده وعاداته وتصوراته ، وعمد ت تلك التيارات إلى زعزعة الثقة بين الشباب المسلم في دينهم ، والزعم بأنَّ تخلف المسلمين من جراء اعتقاداتهم البالية ، فركزوا جهودهم في تفريغ العقل والقلب المسلم من القيم الإسلامية المستمدة من التوحيد والإيمان بالله ، ودفع هذه القلوب عارية أمام عاصفة هوجاء تحمل معها السموم عن طريق التعليم والصحافة والكتابة والسينما والمسرح وبيوت الأزياء ، وللأسف نجحوا في ذلك إلى حد بعيد ، ومن ثمَّ خرج هذا الجيل المنهزم نفسيًا والذي حمل معول الهدم في صرح المجتمع الإسلامي ، وسار بالأمة تحت شعارات فارغة كالتقدم والمدنية والحضارة ، ولا هي تقدمت ولا هي تمدنت وإنَّما صارت بلا هوية ، فلا دين ولا ثقافة ولا علم ، وإنَّما تبعية للغرب الكافر .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : اليهود و النصارى ؟ قال : فمن ؟ "
من أسباب الخلل الاعتقادي أيضًا
(2) انتشار العقائد الفاسدة على يد المبتدعة
فمن ذلك : انتشار " عقيدة الجبر" رغم بعدها عن عقيدة الإسلام الصافية ، وكان انتشار هذه الفكرة بين المسلمين في عصور الانحطاط والبعد عن صفاء الاعتقاد الذي كان عهد السلف الصالح ، وأدى ذلك لإشاعة روح التواكل والكسل ، والقعود عن العمل ، وأنت لا زلت تسمع من عامة النَّاس أننا مسيرون لا مخيرون .
ومن ذلك : انحراف التصوف ونشره للبدع ، لاسيما في عصر التصوف الفلسفي ورواج مذاهب " وحدة الوجود " و " الحلول والاتحاد " و"فكرة الظاهر والباطن " و"إسقاط التكاليف الشرعية " وهي الأفكار التي لا زال كثير من المسلمين يؤمن بها ، فأنت تراهم يصورون الحلاج المقتول ردة على أنَّه شهيد الاستبداد ، ولا زالوا يعظمون من قدر شخص كابن عربي القائل بوحدة الوجود ، ويرى الساسة إلى يومنا هذا أنَّ الصوفية أفضل التيارات والاتجاهات الإسلامية لأنَّها تدعو إلى التعامل مع الأحداث بسلبية ، وتدعو للتواكل ، وعلى كلٍ فقد نبتت البدع والخرافات ، وظهرت الطرق الصوفية التي انحدرت إلى هوة سحبقة ، وةلا تزال البلاد الإسلامية تشهد أنواعًا من الشرك العلني بتعظيم قبور الصالحين ، والتوسل إليهم ، وشد الرحال إلى قبورهم .
(3) انتشار الجدل الكلامي
فمع ظهور الفرق المحدثة كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية ونحوهم ، دار جدل كبير حول مسائل الاعتقاد ، نعم اندرست أغلب هذه الفرق بمسمياتها القديمة ، لكن من ورائها قضايا ومشكلات عقدية مزعومة ، كالبحث في صفات الله تعالى هل هي عين الذات أو غير ذلك ؟ وتوارث الأجيال هذه المسائل ، وصارت تدرس إلى يومنا هذا في كثير من جامعات ومعاهد المسلمين ، و : أنَّ خروج هذه البدع شغل المسلمين بمشاكل عقدية مزعومة ، وصار هناك من يرى أنَّ عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أعلم ، وليتهم رضوا بالسلامة ، وردوا الأمر إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، إذن لذهبت كثير من تلك الجدليات هباءً منثورًا ، ولصفا للنَّاس اعتقادهم ، فهذا أصحاب المذاهب العقلية يقولون بعد طول بحث في مسائل علم الكلام : ولم نستفد من علمنا طول عمرنا إلا قيل وقالوا .
من الأسباب التي أدت لهذا الخلل الاعتقادي في بنية المجتمع الإسلامي
(4) انحراف رجال الدين وانفصام العمل عن العلم
الأمر الذي أذاع روح الشك والريبة في صدور كثير من المسلمين ، وجعلهم يعيدون النظر في كل شيء ،حتى في معتقداتهم ، فقد ظهر بين علماء المسلمين من يقول ما لا يفعل ، ومن صار الدين عنده كجملة الصناعات التي يتكسب من ورائها ، فانحرفوا عن روح الإسلام ، وفصلوا بين العقيدة والعمل ، وانصرفوا إلى الجدل ، والمناقشة في الجزئيات والفروع ، وتملق الولاة والحكام ، وجعلوا الدين مطية للدنيا .
وقد أخبر الصادق المصدوق ـ كما في الصحيحين وغيرهما ـ عن ذلك فقال: ـ" إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسًا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا "
وهذا تحذير من ترئيس الجهلة ، وذم من يقدم عليها بلا علم ، فلا شيء أوجب على الأمة من رعاية أحوال المتصدين للرياسة بالعلم ، فمنْ الإخلال بها ينتشر الشر ، ويكثر الأشرار ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر
(5) القهر واستبداد بعض الحكام
لا شك أنَّ الضرب بيد من حديد للاتجاهات الدينية كان من شأنه الحيلولة بين كثير ممن يودون الالتزام بشريعة الإسلام وبين دينهم ، فتربى الكثير على المداهنة والمداراة وإيثار السلامة والخوف من كل ما سوى الله تبارك وتعالى ، وركب آخرون الموجة فباع دينه موالاة للطغاة ، ومن شأن هذا أن يحدث خللا عميقًا في البناء الاعتقادي للمجتمع ، لأنَّ اليقين يتزعزع ، ويوالى أعداء الله تعالى ، ويتأول الدين لأهواء الأمراء .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الأئمة من قريش ، أبرارها أمراء أبرارها ، و فجارها أمراء فجارها ، و إن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدعا فاسمعوا له و أطيعوا ما لم يخير أحدكم بين إسلامه و ضرب عنقه فإنْ خير بين إسلامه و ضرب عنقه فليقدم عنقه " [8]
فإذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار ، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار ، فكما تكونوا يولى عليكم ، والدين هو لحمك ودمك وهدفك في الحياة ـ كما قدمنا ـ فلا يباع الدين بعرض من الدنيا زائل ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بحال .
" أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه " فخاف الناس من قهر الطغاة ، ولم يستعينوا بربهم على أمرائهم ، فلما ذلوا لهم وخضغوا لهم وخافوا منهم أكثر من خوفهم بربهم ، وكلهم الله إلى أنفسهم ، وأعرض عنهم ، وأذاقهم العذاب الهون ، وخوفهم من كل شيء ، لمَّا فسد اعتقادهم به جل وعلا ، والأيام خير دليل فاعتبروا يا أولي الأبصار .

الأمل المنشود في إعادة البناء الاعتقادي السليم

إخوتاه ..
هذا بعض من كل ، وغيض من فيض من جملة الأسباب التي تسببت في إحداث الخلل في البناء الاعتقادي السليم للأمة الإسلامية .
وبقي أنْ نقف أمام الأمل المنشود في إعادة صياغة هذا البناء كما كان راسخًا قويًا ، نحتاج أنْ يوجد فينا " رجل العقيدة " الشامخ بأنفه ، المعتز بانتمائه لهذا الدين ، الذي يعمل له آناء الليل وأطراف النهار ، وإيجاد هذا النموذج الفريد يحتاج منَّا أن نعود للنبع الصافي الذي كان ، نعود إلى العصر الذهبي للإسلام ، عصر النبوة والخلافة الراشدة ، ونربي أجيالنا القادمة كما ربى النبي أصحابه ، نزرع فيهم اليقين برب العالمين ، والعزة بهذا الدين ، وننصب أمام أعينهم نماذج الأسوة والقدوة من سلفنا الصالح ، نحصنهم بكتاب الله تعالى قراءة وحفظًا ومدارسة وتدبرًا ، نجعل معينهم الذي لا ينضب ورودهم عليه من مشكاة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، نعلمهم حب النبي و الصحابة ، نربط قلوبهم استعانة وتوكلًا على الله عز وجل .
انظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربي ابن عمه " عبد الله بن عباس " وهو بعد غلام صغير فيقول له في نصيحة غالية : ــ " يا غلام !! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف "
هذا الحديث فيه كل ما يمكن أن ندندن حوله ، إذ يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهمّ أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
انظر إلى هذه التربية الإيمانية الخالصة :
" احفظ الله "
1) ربط القلوب بعلام الغيوب .
2) مراقبة الله تعالى في السر والعلن .
قال الله عزّ وجلّ: " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " [ البقرة - 235 ]
وقال جل وعلا : " إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "
و قال صلى الله عليه وسلم : " استحيوا من الله تعالى حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس و ما وعى و ليحفظ البطن و ما حوى و ليذكر الموت و البلا .." [9]
3) امتثال الأوامر واجتناب المناهي ، كمال الخضوع والذل والحب شرط ذلك . وهذه هو ( توحيد الألوهية )
" يحفظك "
4) الله ربك وخالقك ، وشأن الرب أن يرعى ربيبه ويحفظه ، فالله أحق بالتعظيم والمودة والإجلال والخضوع والذل من أبيك الذي يرعاك . ( توحيد الربوبية )
5) الطريق موحشة ، والزاد قليل ، والصعاب كثيرة ، فقل من ينجو ، وليس إلا حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرّمة، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان .
في الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمره أن يقول عند منامه: " إن قبضت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وفي حديث عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول: اللهمّ احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تطمع في عدواً ولا حاسداً [10].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودع من أراد سفراً فيقول : " استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك "
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا استودع شيئاً حفظه " [11]
فتتعلم الناشئة صدق اللجأ والإخبات وهذه من " أعمال القلوب "
" احفظ الله تجده تجاهك "
6) زرع محبة الله في القلوب ، فالله ذو الجلال والجمال والكمال ، لله الأسماء الحسنى والصفات العلى ، من تقرب منه شبرًا تقرب منه باعًا ، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة ، فحري بك أن تحبه ، وإذا أحببته أطعته وإذا أطعته لم يخذلك ، فكن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد . ( توحيد الأسماء والصفات )
7) الإيمان بمعية الله الخاصة لأوليائه " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "
قال قتادة: من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل.
ويقتضي ذلك أنْ يربى الغلام على الخوف من الجليل وحده ، ورجاء ما عنده منه وحده ، فإن كان الله معك فمن تخاف ؟ وإن كان عليك فمن ترجو ؟
ومن ثمرة ذلك أيضًا أن يربى الولد على الأنس بالله وحده .
روي عن نبهان الحمال أنه دخل البرية وحده على طريق تبوك، فاستوحش فهتف به هاتف: لم تستوحش أليس حبيبك معك ؟.
وقيل لبعضهم: ألا تستوحش وحدك ؟ فقال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني.
وقيل لآخر: نراك وحدك ؟ فقال: من يكن الله معه كيف يكون وحده ؟.
وقيل لآخر: أما معك مؤنس؟ قال بلى، قيل أين هو ؟ قال أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي.
" تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة "
الدنيا دار ابتلاء فتعرف على الله تعالى في الرخاء ليكن لك سندًا وقت الشدة . ( السنن الكونية )
9) القلوب متقلبة ضعيفة ، والفتن خطافة ، وليس ثمَّ إلا ميل القلب إليه بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له .
" إذا سألت فاسأل الله"
10) الفقر هي أهم خصائصك ، وما عرف الله بشيء مثلما عرف بشدة الاحتياج إليه .
11) وهذه حقيقة العبادة لتضمن المسألة الخضوع والذل والرجاء والحب واليقين بما عند الله ومشاهدة لأسمائه الحسنى فأنت لا تسال إلا " الغني " " الملك " " المنعم " " المعطي المانع " " الضار النافع "
12) وهو أصل في معاملة الخلائق ،فلا تسال النَّاس شيئًا فيحبونك ، ويصلح ما بينك وبينهم .
13) تحقيق معنى قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن المعنى لا تحوّل للعبد من حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله ( التبرؤ من الحول والقوة )
" إذا استعنت فاستعن بالله "
14) النقصان وصف لازم لبني آدم ، واحتياجك لغيرك شرط لصلاح الأرض ، " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " ، فلا تغتر بسبب عن مسبب الأسباب .
15) حقيقة الخذلان أن تفتقر إلى فقير ، وأن يكلك الغني إلى فقير مثلك . (الافتقار والتوفيق )
كتب الحسن إلى عمر بن العزيز: لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه.
ومن كلام بعض السلف: يا ربّ عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك .
" و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف "
16) تحقيق عقيدة " القضاء والقدر" الإيمان الجازم بعلم الله ما كان وما يكون وما لم يكن لوكان كيف كان ، وأنَّ ما أصاك لم يكن ليخطئك ، وأنَّ البلاء من جراء الزلل والخطايا ، وأنَّ النعم محض فضل الله تعالى ، وكل ميسر لما خلق له .
17) " الرضا " مفتاح اعتقادك بالله تعالى " رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً "
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: " أسألك الرضا بعد القضاء "
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، و كان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
فلا تتهم الله في قضائه ، فإن الله إذا قضى قضاء أحبّ أن يرضى به.
قال ابن مسعود : إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
" الصبر" صفة عباد الله الصالحين ، لأنَّ الدار دار بلاء لا دار خلود ، وتجرع مرارة الهجر فيها مستلزم للصبر حتى يقضي الله بالوصال .
يقول ابن رجب ـ رحمه الله تعالى ـ :
مدار الوصية في هذا الحديث على هذا الأصل وما ذكر قبله وبعده فهو متفرع عليه وراجع إليه، فإنَّ العبد إذا علم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشرّ ونفع وضرّ وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير مفيد البتة : علم حينئذ أن الله وحده هو الضارّ النافع المعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل ، وإفراده بالطاعة ، وحفظ حدوده، فإنَّ المعبود إنما يقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضار، ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ، ولا يغني عن عابده شيئاً، فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضرّ ولا يعطي ولا يمنع غير الله ، أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء ، وتقديم طاعته على طاعة الخلق جميعاً ، وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً ، وإفراده بالاستعانة به ، والسؤال له ، وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء، خلاف ما كان المشركون عليه من إخلاص الدعاء له عند الشدائد ونسيانه في الرخاء ودعاء من يرجون نفعه من دونه.
إخوتاه ..
دينك دينك ، فإنْ سلم لك دينك سلمتُ فإنَّه لحمك ودمك ، ةإن تكن الأخرى فإنها نار لا تطفئ ، ونفس لا تموت ، إنَّك معروض على ربك ومرتهن بعملك ، فخذ مما في يديك ، لما بين يديك عند الموت ، وعندها يأتيك الخبر.

إخوتاه ..
ترك الخطيئة أهون من معالجة التوبة ، فلا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر مُعلَّق ، قطِّع عنك حبالها ، وأغلق عنك بابها ، حسبك ما بلغك المقيل .
أسال الله الهداية والرشاد
والله من وراء القصد له الحمد في الأول والآخر والحمد لله رب العالمين .

* هذه كانت محاضرة ألقاها فضيلته فى أحدى المؤتمرات التى أقيمت بأمريكا.

----------
[1] أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه وصححه الألباني (2825) في صحيح الجامع .
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وحسنه الالباني (1146)
[3] رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.‏
[4] أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والنسائي في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك ، وصححه الالباني (1724) في صحيح الجامع .
[5] اخرجه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني (3740) في صحيح الجامع .
[6] أخرجه الترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك وحسنه الالباني (245) في صحيح الجامع .
[7] المخططات الاستعمارية ـ محمد الصواف ـ ص 217
[8] أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وتعقبه الذهبي فقال: منكر ، لكن صححه الألباني (2757) في صحيح الجامع .
[9] أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه وحسنه الالباني (935) في صحيح الجامع .
[10] أخرجه ابن حبان في صحيحه
[11] أخرجه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي في سننه ، وصححه الألباني (1708) في صحيح الجامع .


محمد بن حسين بن يعقوب
غفر الله له ولأهله وأحفاده والمسلمين أجمعين .


................................... ................................... ............منقول ..........!!!....


سلامي اليك
lady hla
القدس

Jinane
11-14-2004, 01:48 PM
من الصفات كذلك:

جيل يؤمن بالواقعية والعلمية:
جيل لا ينسى وهو يتطلع إلى السماء أنه واقف على الأرض، فلا يجري وراء أحلام فارغة وخيال كاذب
جيل كبير الامال، ولكنه واقعي التفكير.. لا ييأس من روح الله، ولا يقنط م رحمة الله، يعرف حدود قدراته فلا يورط نفسه فيما لا يستطيع
جيل يؤمن بالعلم، ويتبع العقل لا الظن والنفس، يعرف أن طلب العلم جهاد

جيل عمل وبناء جماعي:
جيل لا يقف على التغني بأمجاد الماضي، ولا البكاء على هزائم الحاضر، ولا تمني الإنتصار بالمستقبل.. إنما يؤمنون بأن المجد لا يأتي إلا بالعطاء والإنتاج، وأن الإنتصار يتحقق بالجد والبناء والعمل الصحيح والإيمان الحق ( إنالله لا يضيع اجر من أحسن عملا)
جيل يؤمن بأن العمل الجماعي فريضة يوجبها الدين وإن إصلاح الفرد لا يتم إلا في ظل جماعة يعيش في كنفها (با أيها الذين امنوا) – الخطاب بصيغة الجمع- (إياك نعبد وإياك نستعين، إهدنا الصراط المستقيم)
وتعلموا كذلك من كتاب ربهم أن يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا، وأن يتعاونوا على لبر والتقوى، أن يتواصوا بالحق والصبر، وألا يختلفوا كما اختلف الذين من قبلهم فيهلكوا كما هلكوا
فالفرد ضعيف بمفرده، قوي بجماعته، ويد الله مع الجماعة، والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية
أهل الباطل يتكتلون حول باطلهم فأولى بأهل الحق ان يتجمعوا على حقهم
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)

شيركوه
11-29-2004, 07:07 PM
السلام عليكم

اعتذر عن تاخري في المساهمة

وساعتذر كذلك لان هناك بعض الامور التي دهمتني حاليا

ولكن اتمنى على الجميع المتابعة

جزاكم الله خيرا

واعدكم اني باذن الله ساقوم بوضع مشاركتي

السلام عليكم

منال
11-29-2004, 07:18 PM
وفقك الله اخينا الفاضل واعانك ودمت ذخرا للاسلام والمسلمين
وانا اعتذر انى ما اضفت للموضوع لانى مشغولة بالمذاكرة وافكارى ما رتبتها بعد
لكن عموما هحاول وربنا يسهل
جزيت خيرا اخى الكريم وجعلك الله ممن يحملون راية الاسلام عالية خفاقة فى السماء

بشرى
11-30-2004, 09:59 AM
وفقك الله اخينا الفاضل واعانك ودمت ذخرا للاسلام والمسلمين
جزيت خيرا اخى الكريم وجعلك الله ممن يحملون راية الاسلام عالية خفاقة فى السماء

لا تندهشي إذا قيل لك أنك أحد أسباب هزيمة الأمة أو نصرتها برغم أنك لا تملكين سلطة ولا قوة، ولا تلقي اللوم على حاكم أو أمير أو وزير فيما وصل إليه حال الأمة رغم اشتراكهم في المسؤولية، لكن اجلسي مع نفسك وتفكري في ذنوبك ومعاصيك، واسألي نفسك وقد أحببت الله ورسوله والإسلام وأهله: هل تحافظين على الصلوات المكتوبة لا سيما صلاة الفجر؟ هل تحافظين على السنن؟ هل تداومين على ورد القرآن وأذكار الصباح والمساء؟ هل تبرين والديك؟ هل تصلين رحمك؟ هل تغضين بصرك؟ هل تصدقين في قولك؟ هل تحسنين إلى جاراتك؟ هل تساعدين المحتاج والفقير؟ هل تعودين المريض؟ هل تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر؟ .. هل.. هل ..؟

إذا كانت الإجابة (أحياناً) فلا تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولاً، في أمر لا يكلفك دماً ولا مالاً، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلينها في الصلاة!! كيف تطلبين الجهاد، وأنت تتخبّطين في أداء الصلوات المفروضة، وتضيّعين السنن الراتبة، ولا تحافظين على الورد القرآني، وتنسين أذكار الصباح والمساء، ولم تتحصّني بغض البصر، ولا تبرّين والديك، ولا تصلين رحمك!!

ساتابع معكم قريبا إن شاء الله.. >>>

شيركوه
11-30-2004, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لفت نظري تعليق اختنا بشرى بارك الله فيها


ليس المقصد ان ارد كلامك ولكن لي تصويب صغير


لا يشترط الجهاد ان نكون من الاولياء الصالحين اقصد الذين نسمع عنهم في قصص السلف



ان الجهاد يصنع الابطال


والثبات في الجهاد هو بيد الله وحده

لا شك ان لهذا شروطا ولكن اهمها صدق النية مع الله

وبارك الله فيك

السلام عليكم

بشرى
12-04-2004, 04:48 AM
لا يشترط الجهاد ان نكون من الاولياء الصالحين..
أخي فرقاني.. ولا حتى مجاهدة النفس؟؟ إنما قولي أنه لم يمر زمن من الأزمان القريبة إلا وقد انتهكت أرض او حق للمسلمين.. فالجهاد الحقيقي أيضا مقصود..
نعم.. قد يصل أحدنا إلى رتبة الأولياء ولو دون جهاد.. كلامك صحيح.. إنما بالجهاد يصل إلى رتبة الشهداء..

تابع..
كيف تطلبين العزة للمسلمين وأنت تحتقرين الفقير والمسكين ولا تمدين لهم يد العون!! كيف تطلبين القوة للإسلام وأنت لا تعرفين جاراتك ولا تشاركينهن أفراحهن وأحزانهن، ولا تبذلين النصح لصديقاتك؟ كيف تطلبين تحكيم شريعة الله في بلادك، وأنت لم تحكِّميها في نفسك وبين أهل بيتك، فلم تتق الله فيهم، ولم تدعيهم إلى الهدى، ولم تأمري بمعروف أو تنهي عن منكر، وكذبت وغششت وأخلفت الوعد فاستحققت الوعيد!!

لا تقولي أنك واحد في المليار من أبناء هذه الأمة، فهناك الملايين من أمثالك -إلا من رحم الله- ينتهجون نهجك فلا يعبأون بطاعة ولا يخافون معصية، وتعلّل الجميع أنهم يطلبون النصر لأنه في الأمة من هو أفضل منهم، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجميع سواء إلا من رحم رب السماء.. فما بالك بأمة واقعة في الذنوب من كبيرها إلى صغيرها ومن حقيرها إلى عظيمها.. ألا ترين ما يحيق بها في مشارق الأرض ومغاربها!!

اعلمي أن أسلافنا كانوا إذا هُزِموا من قبل الأعداء أو حل بهم البلاء.. يتفكرون ويفتشون في أنفسهم أولاً، فإذا وجدوا مخالفة للقرآن أو السنة في أي شأن من شؤونهم سارعوا بالاستغفار والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ومع أنهم كانوا أقل من أعدائهم عدداً وعدة إلا أنهم بعد تنفيذ هذه الخطوة كانوا ينتصرون بفضل الله تعالى، وتحقيقا لقوله سبحانه {إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

تدبري قول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وهذه خطوات عملية تساعدك في أن تكوني سبباً في نصر الأمة إن شاء الله:

- أقلعي فوراً عن المعاصي التي ترتكبينها، واسألي الله عز وجل أن يعينك في ذلك، وأكثري من الدعاء أن يثبتك الله على الطريق المستقيم، وتضرعي إليه عز وجل.

- حافظي على أداء الصلوات في أوقاتها، و خاصة صلاة الفجر.. {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}، وتقربي إلى الله بالسنن.

- احرصي على الاحتشام والحجاب الكامل من الآن.. ولا تقولي سوف أفعل ذلك غداً.

- احرصي على طاعة والديك وصلة رحمك، وكوني قدوة صالحة قولاً وعملاً وساعدي في نشر الخير بأي وسيلة مباحة.

- تصدَّقي على الفقراء والمساكين ولو بشيء بسيط فإن «صدقة السر تطفئ غضب الرب».

- أخلصي في عملك سواء كان دراسة أو صناعة وتفقهي في دينك فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.

- ثقي في نصر الله عز وجل لعباده المؤمنين الصادقين، ولا تيأسي ولا تقنطي من طول الطريق ومشقته، فإن الفساد قد عم الأمة منذ سنين طويلة ويحتاج تغييره لوقت.

- احرصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أهلك وصديقاتك بطريقة حسنة جميلة، وذكريهم بحاجة الأمة إليهم ولا تنسي أن تبدئي بنفسك.

- لا تتركي فرصة تقربك إلى الله -ولو كانت صغيرة- إلا وفعلتها، وتذكري «تبسّمك في وجه أخيك صدقة».

- لا تدعي إلى شيء وتأتين بخلافه، فلا تطالبين بتطبيق الشريعة إلا إذا كنت مثالاً حياً على تطبيقها في نفسك وبيتك وعملك، ولا تطالبي برفع راية الجهاد وقد فشلتِ في جهاد نفسك، ولا تلقِ اللوم على الآخرين تهرّباً من المسؤولية، وإذا كنتِ تمضين وقتكِ ناقدة عيوب الناس، فتوقّفي واعلمي أن كلك عيوب وللناس ألسن، وابدئي بإصلاح نفسك، وسيصلح حال غيرك بإذن الله تعالى.

- اعلمي أن كل معصية تعصين الله بها، وكل طاعة تفرطين فيها، هي دليل إدانة ضدكِ فيما وصل إليه حال الأمة.

شيركوه
12-07-2004, 07:21 PM
السلام عليكم

اخت بشرى انا كان مقصودي ان الجهاد يكشف معادن الناس

كم من اشخاص يكونون من ازهد الناس وما شاء الله عليهم

بس حينما ياتي الجهاد ليس معهم خبر شيء ويفضلون السلامة

ونجد اناسا كان تدينهم ضعيف جدا وربما من العاصين ولكن حين الجهاد تجدينهم يهبون كالاسود ويتوبون الى الله توبة صادقة ويصبحون من خير البشر

نعم ان مجاهدة النفس مطلوبة وفي كل حين


على كل بارك الله فيك


تابعوا اكرمكم الله


السلام عليكم

شيركوه
12-12-2004, 06:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت قد وعدتكم سابقا بنقول من كتاب فقه النصر والتمكين للشيخ الدكتور الصلابي

وها انا ذا ان شاء الله اوفي بوعدي لكم

=================================== ==========

شيركوه
12-12-2004, 06:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 442 فقه النصر والتمكين


سابعاً : صفات جيل التمكين :


إن في مرحلة الإعداد والتربية يهتم المشرفون عليها من الدعاة بصفات جيل التمكين ،ويعملون

على غرسها في نفوس العناصر التي اختيرت لهذه المرحلة ؛ لعلمهم اليقيني أن لجيل التمكين

صفات خاصة ، تميزه عن غيره من الأجيال ، وسمات يعرف بها ذلك الجيل الذي يعد ليكون مؤهلاً

لنصر الله ، وسبباً لإعادة مجد الأمة التي اختارها الله لإعلاء كلمته ونصر دينه وعقيدته ، وعندما

تبرز صفات جيل التمكين في الصف الإسلامي يكون مؤهلاً للتغلب على التحديات التي تواجهه

سواء كانت محلية أو داخلية أو عالمية ، ويمكننا تقسيم صفات جيل التمكين إلى صفات إيمانية،

وصفات سلوكية أخلاقية ، وصفات حركية ودعوية، وصفات نفسية.

شيركوه
12-12-2004, 06:09 PM
(أ) صفات إيمانية :

[1] ربانية وإخلاص :

يعيش جيل التمكين الرباني في الدنيا بقلوب أهل الآخرة، ويعيشون فوق الأرض وقلوبهم تهفو

إلى رضا المولى عز وجل ودخول جناته ورفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأبرز ما

يميزهم عن غيرهم أنهم مخلصون لله رب العالمين، فإذا جاءتهم الدنيا جعلوهم في أيديهم ولم

يدخلوها في قلوبهم، لا يعبدون الأشخاص ولا الأهواء ولا الطواغيت أيّاً كانت، فقد تبين لهم الرشد

من الغي فكفروا بالطاغوت وآمنوا بالله وحده، فاستمسكوا بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

شيركوه
12-12-2004, 06:12 PM
[2] الشعور بمعية الله عز وجل :

وهذا الشعور يدفع العبد المؤمن إلى الصدع بالحق ويطرح صاحبه وراءه الجبن والخوف والهلع ويحدث في النفوس انقلاباً نفسياً في حياة الداعية، ولنتذكر حين قال أصحاب موسى إنا لمدركون قولَ موسى عليه السلام : ( قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِي سَيَهْدِينِ )
[الشعراء : 62 ]

غرباء في هذه الدنيا

إن هذا الصنف هو الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ ، قال : الذين يَصلُحون حين يفسد الناس "
والمسلم إذا شرح الله صدره للإسلام وملأ قلبه بالإيمان يستسهل كل صعب ويستعذب كل كدر ، إن هذا الغريب يرسل للناس من الأشعة الهادية ما ينير لهم الطريق ، فهي ليست غربة عزلة وفرار ، ولكنها غربة رفعة وسمو ، وحرص على إيصال دعوته إلى الجميع ، فهو لا يعيش في برج عاجي بعيداً عن الناس بل يتفاعل معهم ويحمل همومهم ويعاونهم في حل مشاكلهم فالناس جزء منه وهو جزء منهم فلا يتصور أن يتعالى عليهم .

شيركوه
12-12-2004, 06:18 PM
[4] طلاب آخرة :


لعلمهم بأن متاع الدنيا قليل ، وبأنه ينتهي ويزول : ( وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [ النساء : 77 ] ، وهذا ينشئ سعة في نفوسهم ورقة في مشاعرهم ، وتحرراً من المادة وظلامها .

[5] أوابون توابون :

يجب أن يتربى المسلمون على حذر من معصية الله أكثر مما نحذر من أعداء الله ، يوجب ان نخاف
المعاصي ، والمسالك التي تقرب منها سداً للذريعة وبعداً عن الفتنة واتقاءً للشبهة ، وسنتغفر الله ونذكره كثيراً إذا وقعنا في معصية فهذه ميزة الصالحين أنهم : ( إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنْفُسَهُم ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ آل عمران : 135 ]

ورحم الله عمر الفاروق رضي الله عنه عندما وصى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو في مسيره إلى حرب الفرس فقال : " ... أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم وعدتنا ليست كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونا شرّ منا كما سلط على بني إسرائيل – لما عملوا بالمعاصي – كفار المجوس :
( فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدَاً مَّفْعُولاً ) [ الإسراء :5 ]وسلوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم ... "

شيركوه
12-12-2004, 06:20 PM
وهذه مفاهيم إيمانية يجب أن تعيشها الأمة :




1- اليقين والثقة بمنهج الله وأنه الحق وما عداه باطل

2- الوعي بدورها ومهمتها وهي الشهادة على العالمين ولن تتحقق إلا بالعيش مع الكتاب والسنّة

3- اليقين بضخامة الأجر وعظم المنزلة المترتبة على القيام بالشهادة

4- اليقين بنصر الله وأنه لا بد آت

5- اليقين بأن نصر الله لا ينزل جزافاً

شيركوه
02-02-2005, 05:37 PM
(ب) صفات سلوكية وأخلاقية :

ولا بد لجيل التمكين من صفات أخلاقية سلوكية يجب أن يتحلى بها ومن أبرزها :

[1] الصدق :

وهو سلوك وصف الله عز وجل به انبياءه عليهم السلام : (وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسولاً نَّبِيَّا) [مريم : 45] ، واتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم حتى قبل بعثته ووصف به ربنا سبحانه الرجال، فقال تعالى : (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب : 23].

[2] الصبر :

خلُقٌ وصف الله تعالى به الدعاة : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) [السجدة : 24] ، وهو خلق لازم للداعية ويكفي أن يعلم الداعية جزاء الصبر : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر : 10]. ولنا في قدوتنا صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في صبره على أهل مكة وما لاقاه عند عودته من الطائف وغيرها.

شيركوه
02-02-2005, 06:00 PM
[3] الحب والإيثار :

أي يرى الداعية أن إخوانه أولى به من نفسه، فهو يحب لهم الخير ويعمل على هدايتهم، ولا بد ان يفصح لهم عن حبه لهم ويخبرهم به وأن يترجمه لهم في تصرفاته، فإن هذا أدعى إلى التفاف الناس حوله واستجابتهم له، وأعلى مراتب الحب الإيثار وأدناها سلامة الصدر، وأن يكون لإخوانه كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنِينَ 62 وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعَاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [ الأنفال :62 ، 63].

[4] العطاء والبذل والجود :


وهي صفة بارزة في حياة المؤمن فهي قاعدة المجتمع المؤمن المتكافل المتضامن، فعن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم يكن يُسألُ شيئاً إلا أعطاه، وقال : فأتاه رجل فسأله فأمر له بشياه كثيرة بين جبلين من شياه الصدقة، فرجع إلى قومه فقال : يا قوم، أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر" ، ونعم العطاء هذا الذي يجعل البعض يحب الإسلام وأهله، ويفتح الأبواب الموصدة والقلوب المغلقة. إن الإيثار على النفس مع الحاجة قمة عليا يجب لمن وصل إلى مرحلة الإعداد والتربية أن يكون له فيها نصيب كبير.

شيركوه
02-02-2005, 06:16 PM
ومراتب اجود والإيثار كثيرة منها :
o الجود بالنفس وهو اعلى المراتب
o الجود بالعلم وبذله
o الجود بالنفع بالجاه كالمشي في قضاء مصالح المسلمين
o الجود بالصبر والاحتمال
o الجود بالراحة فيتعب في قضاء مصالح غيره
o الجود بترك ما في أيدي الناس لهم فلا يلتفت إليه بقلبه ولا يتعرض له بحاله ولا بلسانه وغير ذلك من انواع الجود[5]

[5] العفة والاستغناء عن الناس :

إنه جيل مرتبط بالله عز وجل لا يعمل إلا لله ولا يسال إلا الله فهو غني بالله، ولذلك امتلأت نفوسهم عفة لا يتطلعون إلا إلى فضل الله ، ولا يرجون إلا رحمة الله : (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص : 24]. ورضي الله عن ابن عوف عندما عرض عليه أخوه سعد بن الربيع رضي الله عنهما أن يشاطره ماله وبيته ويتزوج إحدى نسائه ، فقال له : بارك الله لك في مالك وأهلك ولكن دلني على السوق . لقد علم أن الغنى في قناعة النفس ورضا القلب وغناه عن التطلع لما في أيدي الناس من حظوظ الدنيا.


==========

نتابه ان شاء الله مع باقي الصفات في الحلقة الرابعة ان شاء الله

Saowt
09-27-2005, 08:53 AM
وهذا درس عميق يفيد العاملين الذين يسعون لتمكين دين الله عليهم أن يبتعدوا عن المعارك الجانبية، وان يوحدوا صفهم ويجمعوا قوتهم لساعة الصفر التي يعلو فيها نجم الإيمان وتنطمس فيها رايات الكفر والطغيان.

لقد تسرب خبر قتل موسى عليه السلام للقبطي، واجتمع الفراعنة للبتّ في أمر موسى الذي ظهر لهم أنه رمز لثورة تحارب الظلم وتسعى لعزّ بني إسرائيل وقرروا إلقاء القبض عليه.

ثم جاء دور رجل تعاطف مع الحق والعدل الذي يحمله موسى عليه السلام، فأسرع لإنذاره ونصحه، وهنا إشارة قرآنية نحو الاهتما بالحضور الأمني داخل المؤسسات الفرعونية والاستفادة من المعلومات التي تنير طريق الدعاة في حركتهم المباركة. {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين} [القصص:20] لقد أكرم الله موسى عليه السلام بهذه المعلومات النافعة وقرر أن يهاجر من بلاد الفراعنة.

وهذا إرشاد قرآني لمن خاف التلف بالقتل بغير حق في موضع، فلا يلقي بيده إلى التهلكة ويستسلم للهلاك، بل يفر من ذلك الموضع مع القدرة كما فعل موسى عليه السلام، كما أن فيه توجيها عند ارتكاب أحد المفسدتين يأن يتعين ارتكاب الأخف منهما، دفعا لما هو أعظم وأخطر، فإن موسى لما دار الأمر بين بقائه في مصر ولكنه يقتل، أو ذهابه إلى بعض البلدان البعيدة
التي لا يعرف الطريق إليها، وليس معه دليل يدله غير هداية ربه، ومعلوم أنها ارجى للسلامة، لا جرم آثرها موسى عليه السلام.

ثم إن الله تعالى أراد أن يربي موسى عليه السلام بالأحداث قبل الرسالة ولهذا دخل بقدرة الله إلى مجتمع الرعاة، مستشعرا النعمة في أن يكون راعي غنم يجد القوت والمأوى بعد الخوف والجوع والمطاردة والمشقة. وعاش مع البسطاء في أخلاقهم وعاداتهم وخشونتهم وفقرهم وهذا كله تمرين له على تكاليف الدعوة التي سيتحملها.

كلسينا
10-01-2005, 08:21 PM
السلام عليكم:
جيل النصر و التمكين
بعد أن قرأت معظم ما كتب من مداخلات و مشاركات في هذا الموضوع ، أتقدم بفائق الإحترام و التقدير لكل من كتب حرف في هذا الموضوع ، و أعتذر عن التأخير في المشاركة فأنا لست من رواد صوت المجتمع و الشباب الدائمين و عندنا قرأت العنوان كان الموضوع في صفحته الثامنة فنسخت ما فيه لأتأمل ما كُتِبَ فيه جيداً قبل المشاركة .
و لا بد أن نشكر الأخ فرقاني على فتحه هذا الموضوع و إفساح المجال مع حث الجميع على المشاركة . فالأمر مهم و الوضع خطير و هذا الموضوع خطوة على الطريق . جازاك الله كل خير يا أخي فرقاني . و بارك بجهودك و جهود كل من شارك في الموضوع .
إن المكتبة الإسلامية مليئة بالكتابات التي تتعلق بهذا الموضوع ، و ما قرأناه من مداخلات كتبها الأخوة ( مشكورين ) هو القليل و لوأردنا حصر ما كتب لما انتهينا و لما وصلنا إلى الغاية .
فلذلك سنختصر و نعتمد التركيز على النقاط ( دون توسع ) ( مع العلم أن التوسع أنفع و أكثر فعالية في النفس و أكثر تأثيراً على القارئ في ترسيخ النقطة و لكن من المشاركات تبدو ثقافة الجميع و يبدوا أنهم ممن ليسوا بحاجة للشروحات و التوسع ، و التذكير بنقطة فعالية أكبر عندهم ، و خصوصاً أن الموضوع كبير بنقاطه ) و أنصح الجميع بذلك لتسهل المناقشة في الموضوع ، و يكون التوسع بإفراد كل نقطة بتوسع و شرح في موضوع خاص بها منفرد في المنتدى مع وضع الرابط الالكتروني. فكل نقطة نستطيع أن نحملها كتاباً لو أردنا .
جيل النصر و التمكين .
النصر أولاً من عند الله يؤتيه من يشاء و متى يشاء . و هذا ما نوه إليه بعض الأخوات و هناك من نوه إلى نقطة مهمة جداً . أن النصر أنواع و منها مثلاً إنتصار محمد عليه و على آله الصلاة و السلام في الغار . و منها إنتصار مصعب بن عمير رضي الله عنه الذي استشهد في أول معركة و لم يرى نتائجها . و البعض اتخذ نقاط و ربطها بكتاب الله عز و جل و سنة نبيه عليه و على آله الصلاة و السلام و بالتاريخ الإسلامي و هذه من أهم الكتابات ( مشكورين أصحابها ) لأن المحور الأساسي و الينبوع الصافي لهذا الدين هو كتاب الله عز و جل و سنة نبيه عليه و على آله الصلاة و السلام و هما أصل النظرية و كراسها العملي .
و هناك من أخذ نقاط و ربطها بأيامنا و سلط الضوء على بعدنا و انحرافنا عنها ، و هذا مهم جداً لأنه يحدد المشكلة و يرسم معالمها و هو أهم نقطة في العلاج ، و هناك من قرأ مداخلات الآخرين الموسعة و لخصها بنقط و أضاف ما عنده و هذه من أفضل الطرق العملية في حصر المشكلة و بداية علاجها بالمنهج و على ضوء التجربة . و ما خرجنا به من قراءة كل هذا أن النصر الأول هو الثبات على الإيمان في جميع الظروف . و الهدف هو ( الجنة إن شاء الله ) و ليس التمكين .والنصر والتمكين هو ما وعد الله به عباده المؤمنين . و سنضيف إلى ما كتب الأخوات شرح هذه النقطة للشيخ سيد قطب في ظلال سورة النصر .
الوصلاة . http://saowt.com/forum/showthread.php?t=12037
إن البداية والتأسيس لهذا الجيل ، الذي أعتبره الأخ فرقاني في نقله عن الدكتور (حملة الدعوة ) هو حمام النور،و للجميع لكل مسلم يحمل في قلبه ذرة من إيمان ،يدخل به مع أثقاله وهمومه وأهدافه الدنيوية ، ويخرج روحاً مرفرفة ترنوا إلى خالقها ، ولا تعمل إلا ما يرضيه ، تعيش في كنف رحمته ، وتراقبه في كل حركة وسكنة ، وهذا لا يعني الملائكية ولكنه الدمج بين روح لخالقها وجسد للأرض،يأكل ويشرب، ويتزوج،ويشتري ويبيع،ويصنع ويساهم في تطوير أدوات الحياة، وإستخدام المسخرات وإستخراج الثروات وكل هذا يكون في طاعة الله وبالطريقة التي لا تغضبه .من بين هذه المجموعات
(المؤمنون ) بصفاتهم المحددة في كتاب الله . وسنة نبيه .يكون الغالبية مجاهدون وحملة دعوة ، ويكون جيل النصر والتمكين ويبدأ الإعداد بالخطوات التي أدرجها الأخ فرقاني (ما نسميه صياغة وإعادة صياغة) . وتصبح بعد التمكين بإذن الله العلوم والإكتشافات والإختراعات عندها مسخرة لخدمة البشرية وليس لإستغلالها بها .
وتصبح قوى الشر والظلم بكل عدتها وعتادها ضعيفة أمام هؤلاء ،لأن قوتهم لم تعد محدودة وإنما متصلة بقدرة خالقها الذي لا حدود لقدرته .( ومع هذا أمرنا الله عز وجل بأن نأخذ بالأسباب ونعد ما نستطيع من قوة . والتخطيط والتكتيك وخوض المعركة بقوتنا ، دون التواكل على الله ولكن متوكلين على الله . وهذا نفهمه تماماً من سيرة المصطفىعليه وعلى آله الصلاة والسلام ).
إن كل الذي كُتِبَ في هذا الموضوع ينم عن هم هذه المجموعة بارك الله بكم جميعاً . و يدرج تحت باب (إقرأ) فجميعها قرآت ضرورية و يجب المواظبة عليها في كل جيل بالإضافة إلى قراءة الواقع المتجدد ، لوضع التكتيكات في العمل و تعديلها بحسب المتغيرات بما يساعد و يسهل الوصول إلى الهدف . ( رضا الله و الجنة ،وإقامة عدله بين خلقه) .
إن الهدف النبيل من هذا العمل هو نفس هدفنا إن شاء الله . و بذلك كتبنا موضوع ( قراءة الحركات الإسلامية ) الوصلة:
http://saowt.com/forum/showthread.php?t=10724
و موضوع ( كيف يؤثر فينا من حولنا )
الوصلة : http://saowt.com/forum/showthread.php?t=11752
و هو قراءة الواقع على الأرض في أيامنا هذه وأسبابه، تحت باب اقرأ .إقتداءً بنبينا و قدوتنا عليه و على آله الصلاة و السلام،وكخطوة أولى عملية في موضوع لنجعل السيرة النبوية العطرة نهجاً للمستقبل . و لا مشكلة عندي بنقل الموضوع إلى هنا بما أن الموضوعين يحملان نفس الهدف . إذا كان لا مانع لدى صاحب الموضوع الأخ فرقاني أولاً، و المشرفون . وذاك الموضوع اعتبره مشاركتي في هذا العمل الذي نكتب فيه و عنوانه على التوقيع لمن يجب أن يطلع عليه . المهم عندي أن نكثف جهودنا و نرص صفوفنا طالما أن الهدف واحد . و نسأل الله أن ينصر الإسلام و المسلمين و يجعل بينهم مودة و رحمة و يجعلنا كالبنيان المرصوص في وجه أعداء دينه الحنيف . و يولي أمورنا خيارنا . و يرينا الحق حقاً و يرزقنا أتباعه و الباطل باطل و يرزقنا إجتنابه .
هذه الروابط للأجزاء الأولى من موضوع (لنجعل السيرة النبوية العطرة نهجاً للمستقبل ).
هذا الجزء الأول http://saowt.com/forum/showthread.php?t=10633
هذا الجزء الثاني http://saowt.com/forum/showthread.php?t=11528
هذا اللجزء الثالثhttp://saowt.com/forum/showthread.php?t=11631
والجزء الرابع وبقية الأجزاء عللى الوصلة في التوقيع .

Saowt
10-01-2005, 09:11 PM
وعليكم السلام ورحمة الله... أهلا بك الأخ كلسينا.. وشكرا لمشاركتك في الموضوع

إن التجارب الميدانية أقوى وأفيد في تربية النفوس البشرية من قراءة الكتب والمجلّدات والجرائد ومن الندوات والحلقات الهادئة البعيدة عن المحن والشدائد والصعاب.
إن الشعوب التي تربت على الذل والخنوع، والمهانة والقسوة، في العدة تفقد القدرة على التفكير والتدبير وتنتظر من يقودها نحو حريتها وكرامتها وعزتها.

وإن هذا القرآن الكريم ليمد الطلائع المتحفزة نحو التغيير بخبرات الأنبياء والمرسلين والذين سعوا لتحرير شعوبهم من الظلم والجبروت والطغيان وتضع أيديهم على مفاصل التغيير في الأمم والشعوب وكيفية السعي بها من الضعف ومن دياجير الظلام وأغرل العبودية للعبيد إلى القوة ونور الحريات، وعبادة الواحد الديّان.

إن تجربة موسى عليه السلام في تغيير الشعوب من أضخم التجارب فقد واجه بدعوته المباركة أعتى ملوك الأرض في زمانه، وأقدمهم عرشا، وأثبتهم ملكا، وأعرقهم حضارة، وأشدّهم تعبّدا للخلق واستعلاء في الأرض.

ولم يتردد موسى عليه السلام في طلب العون من مولاه وربه ومبتغاه، قال سيد قطب رحمه الله: "لقد استجاب الله رجاءه وشدّ عضده بأخيه، وزاده على ما رجاه البشارة والتطمين {ونجعل لكما سلطانا} فهما لن يذهبا مجردين إلى فرعون الجبار، إنما يذهبان إليه مزوّدين بسلطان لا يقف له في الأرض سلطان، ولا تنالهما معه كف طاغية ولا جبار {فلا يصلون إليكما} وحولكما
من سلطان الله سياج ولكما منه حصن وملاذ.

ولكن الغلبة للحق.. والغلبة لآيات الله.. فإذا هي وحدها السلاح القوي وأداة النصر والغلبة {بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون} [القصص: 35].

Saowt
10-05-2005, 09:36 PM
قال صاحب الظلال: "إنه الباطل ينتفش ويسحر العيون، ويسترهب القلوب ويخيل إلى الكثيرين أنه غالب، وأنه جارف، وأنه محق، وما هو إلا أن يواجه الحق الهادئ الواثق حتى ينفثئ كالفقاعة، وينكمش كالقنفذ، وينطفئ كشعلة الهشيم، وإذا الحق راجح الوزن، ثابت القواعد، عميق الجذور، والتعبير القرآني ها يلقي هذه الظلال، وهو يصور الحق واقعا ذا ثقل {فوقع الحق} وثبت واستقر وذهب ما عداه فلم يعدله وجود {وبطل ما كانوا يعملون} وغلب الباطل والمبطلون وذلوا وصغروا وانكمشوا بعد الزهوّ الذي كان يبهر العيون {فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} ولكن المفاجأة لم تختم بعد والمشهد ما يزال يحمل مفاجأة كبرى: {قالوا آمنا برب العالمين* رب موسى وهارون} [الأعراف: 121- 122]
إنها صولة الحق في الضمائر، ونور الحق في المشاعر، ولمسة الحق للقلوب المهيأة لتلقي الحق والنور واليقين".


لقد احتج فرعون على إيمان السحرة وأرعد وأزبد، لأنهم آمنوا بدون إذنه: {آمنتم له قبل أن آذن لكم} [الأعراف: 123] كأنما كان عليهم أن يستأذنوه في أن تنتفض قلوبهم للحق، وهم أنفسهم لا يملكون من أمرها شيئا، ولكنه الطاغوت جاهل غير مطموس، وهو في الوقت ذاته متعجرف متكبر مغرور.

ومن ثم كان ذلك التوعد الوحشي الفظيع: {فسوف تعلمون* لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين} [الأعراف 123-124]

إنه التعذيب والتشويه والتنكيل وسيلة الطواغيت في مواجهة الحق الذي لا يملكون دفعه بالحجة والبرهان، وعدذ الباطل في وجه الحق الصريح. ولكن النفس البشرية حين تستعلن فيها حقيقة الإيمان تستعلي على قوة الأرض، وتستهين ببأس الطغاة، وتنتصر فيها العقيدة على الحياة، وتحتقر الفناء الزائل إلى جوار الخلود المقيم، إنها لا تقف لتسأل ماذا ستأخذ وماذا ستدع؟ وماذا ستقبض وماذا ستدفع؟ ماذا ستخسر وماذا ستكسب؟ وماذا ستلقى في الطريق من صعاب وأشواك وتضحيات... لأن الأفق المشرق الوضيء أمامها هناك، لا تنظر إلى شيء في الطريق.


لقد حاور موسى عليه السلام فرعون الطاغية، وساجل سحرته، وكانت محاولته لمعالجة الوضع من فوق.. لتحقيق تغيير أشمل؛ ولكن سرعان ما تبيّن أن الجدار الفرعوني لا يخترق ولا يستمال ولا يحيّد ولا يكسب، حتى بعد أن كسب المعركة عقديا وفكريا وسياسيا، حين لقفت عصاه عصى السحرة فكان لا بد من الخروج ببني إسرائيل خلسة، وباستخدام أسلوب التمويه حتى يكسب بعض الوقت قبل اكتشاف أثرهم واللحاق بهم، فالمواجهة كانت تعني الهلاك، بل فشل الفرار كان يعني الهلاك كذلك.


فعلى الشعوب المستضعفة أن تعمل ما في جهدها وطاقتها ووسعها وتوقن أن نصر الله قادم ما دامت تريد أن تعبد الخلاق العليم على نهجه وشرعه ودينه القويم.

كلسينا
10-18-2005, 01:45 PM
السلام عليكم :
هجرتنا اليوم كيف وإلى أين تكون ؟
كانت هجرة الحبشة فراراً من الفتنة و التعذيب و هرباً إلى الله بدينه ، و لكن هجرة المدينة كانت لإقامة دار إسلام تهيء لها أهل المدينة قبل هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليهم ، و بعد أن يأس من أهل مكة . و كانت تضحيات كبيرة من الذين هاجروا . من ترك المال ، و من ترك المرأة و الولد ، و من ترك البيت و الأملاك ، و من ترك الأم و الأهل . ( و من الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد ) البقرة (207) .
- أما اليوم فهجرتنا من المجتمع و إليه . و هذا هو الحل الوحيد الذي يحيي الإنسان به دعوته إلى دار إسلام من مجتمع يدعي الإسلام .
و تقوم هذه الهجرة بهجر القيم المجتمعية التي تقود إلى الرزيلة ، بهجر الأفكار و السياسات العالمية و الإقليمية و التركيز على عمل واحد و هو إحياء الإنسان الذي سوف يحارب قوى الشر و الرزيلة .
و كيف يكون هجر المجتمع و عاداته السيئة يقول الله عز و جل ( و اهجرهم هجراً جميلاً ) يكون جميل بالحب و دون شكوى ، و دون أذى و بالدفاع عن مصالحهم الحيوية و البيئية .
خطوات هذه الهجرة . هجر المجتمع دون تركه . بالإضافة إلى هجرة المصالح الشخصية ، و القراءة بأسم الله وحده . و العمل من أجل المجتمع ، بحب و دون مقابل . و هجرة الوهم كإضافة للشهوات المادية . و أهم هجرة هي هجرة للمجتمع القائم(محاربةالأنا) و لثقافته و حكمته و لأمثاله الشعبية ، و هجرة وقطيعة لعلم السياسة الأوروبية و نظرياتها . لنكون مهاجرين كما هاجر الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) و قاطع كل ثقافة مجتمعه التي تقود إلى التمايز الإجتماعي ، و هجر كل ثقافة لا تنفع الناس .
بإختصار هجرتنا كهجرة رسولنا الأولى عليه و على آله الصلاة و السلام ، هجرة نفسية و معنوية .
1- النقد و النقد ، مرات و مرات لكل مفاسد المجتمع .
2- الدفاع عن البيئة .
3- درس الناس و حوارهم بالمحكمة و الموعظة الحسنة، ب ( قال الله و قال الرسول ) للمؤمنين فقط ، كره السلوك الخاطئ دون أصحابه ، حب الجميع و حرص على مساعدة الجميع .

Saowt
11-17-2005, 07:48 AM
قال تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون* فأرسل فرعون بالمدائن حاشرين* ......... ثم أغرقنا الآخرين* إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين* وإن ربك لهو العزيز الرحيم} [الشعراء: 52-68].

إن الآيات الكريمة توضح لنا سنة من سنن الله الماضية، والجارية في المجتمعات والشعوب والأمم ألا وهي سنّة إنجاء المؤمنين المصدقين من أوليائه، المعترفين برسالة رسله وأنبيائه، وإهلاك الكافرين المكذبين لهم من أعدائه، وتتضح سنّة أخرى ألا وهي سنة الاستدراج، وكيف أن المولى عز وجلّ قرب فرعون وجنوده وأدناهم بل وسلب عقولهم بحيث أنهم تابعوا موسى وقومه، ونقف مع الرسول الكريم في قوله تعالى: {كلا إن معي ربي سيهدين} فهنا دلالة مهمة ألا وهي: أن الرسل هم أوثق الناس بنصر الله رب العالمين ووعده، فلو ضاقت الأمور، وشكّ الناس في وعد الله بالنصر والفرج فإن الرسل هم أوثق الناس بنصر الله.

إلا أن هذا الانتصار العظيم لموسى الكليم على الطاغية اللئيم نوع من أنواع التمكين التي ذكرت في القرآن الكريم، وكان خطوة نحو التمكين الأكمل والنصر الأعظم الذي تمّ في عصر داود وسليمان عليهما السلام.

كلسينا
11-17-2005, 09:35 AM
لسلام عليكم :
بارك الله فيك أخت صوت ، ولكن يجب التركيز على نقطة الأخذ بالأسباب ومن ثم الإتكال على الله ، كي لا يفهم البعض
المضمون خطأ ، ويقع بالتواكل بدل التوكل .

Saowt
11-19-2005, 09:02 PM
وعليكم السلام ورحمة الله..
وبارك بك يا أخ كلسينا... أحسنت في ملاحظتك... إن شاء الله سأعيد التركيز فيها في المشاركات التالية...


قصة طالوت عليه السلام:
إن قصة طالوت عليه السلام توضح نوعا من أنواع التمكين؛ ألا وهو نصر الله للمؤمنين على الكافرين في المعارك.
وفي القصة دروس في التعامل مع الآخرين، ودروس للمصلحين الذين يريدون تغيير الواقع السيئ الذي تعيشه الأمة، ودروس للمجاهدين الذين يعملون على تبديل الذل إلى عزة والهزيمة غلى نصر.. ودروس للذين يعتمدون على الجماهير، ويصدّقون اندفاعهم وحماستهم، ويضعون على أساسها خططهم وبرامجهم، فتتخلّى عنهم الجماهير وقت الحاجة.. ودروس أيضا في التربية الفردية والجماعية ودروس في الضبط والحزم والامتحان ودروس في الجهاد والقتال وخوض المعركة والتوجه إلى الله والاستنصار به، وعدم الرعب والهلع من قوة الأعداء. وفيها دروس في أسس اختيار الحكام والمسؤولين، وما هي مواصفات الحكام المطلوبة.
إن هذا العصر يتطلب من العلماء أن يبتعدوا عن الترف الفكري والعلمي، لأننا مطالبون بالإصلاح والدعوة والتغيير، كما أن علينا مسؤوليات عظيمة، لتغيير واقع الأمة من الحضيض التي هي فيه إلى قمة العزة والتمكين التي يريدها الله له.

كلسينا
11-20-2005, 06:17 PM
السلام عليكم :
بارك الله في متابعتك أخت صوت ، وأسمحي لي بهاذه المداخلة التي نرى فيها النصر ولكنه سرعان ما تحول إلى هزيمة .
عندما كان المسلمون يد واحدة في أفغانستان نصرهم الله سبحانه وتعالى فدحروا الروس وتقنياتهم وآلتهم العسكرية الضخمة ، وطردوهم من أرضهم .
وعند النصر لم تكتمل الفرحة ، فأنقسموا على بعضهم طمعاً بالسلطة ، وتفرقوا أحزاب وشيع ونسوا قول الله (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيئ ) 159 الأنعام .
وأنقلبت سيوف الحق سيوف باطل وصار المجاهدون في سبيل الله ، مقاتلين في سبيل السلطة ، وأنقلبو من أشداء على الكفار رحماء بينهم ، إلى أشداء على بعضهم بطاشين فيما بينهم .
وهنا كانت الهزيمة الحقيقية ، كانت الهزيمة من قلب النصر لأنهم أخلصوا في الجهاد والهجوم على الموت في سبيل الله ، فآتاهم ربهم سبحانه حقهم الذي وعدهم (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) 47الروم .
ولكنهم مع الأسف لم يستطيعوا الإخلاص بالحياة في سبيله ، فتخلى عنهم كما تخلوا عنه . ومن هنا ندرك لماذا كان الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام يعلم الناس الحياة في سبيل الله قبل الموت فيه ، وكان يعتبره الجهاد الأكبر .
فهل لنا أن نتعلم من الحاضر والماضي ، أو مازلنا بحاجة للمزيد ؟

شيركوه
11-20-2005, 08:58 PM
جزاك الله خيرا اخي كلسينا
-وان كنت اخالفك ببعض النقاط فالامر ليس بالسهولة التي وصفت في مسالة افغانستان فلم يكن الجميع مخلصا منذ البداية اصلا وكان بينهم من ركب الموجة وبينهم من قاتل من باب وطني بلباس ديني لم يكونوا كلهم مجاهدين بل دخلوا مع المجاهدين تحت نفس التسمية وهم كانوا سبب الفرقة اضافة لما اشرت من ان نفوس البعض قد تبدلت واثارت الدنيا في قلوبهم الحسد والبغضاء والشحناء فافترقوا ولكن قاتل البعض دفاعا عن الحق ايضا-
وجزى الله الاخت صوت في متابعتها الكتابة في الموضوع ولها الاجر ان شاء الله
اتمنى ان نقرا جميعا ما يكتب هنا في هذا الموضوع لانه مهم وغني
وانا عن نفسي اتاسف لاني لم اعد اتابع في الكتابة
-رغم اني اسال الله ان اخذ الاجر في المتابعة واني كنت اول من بدا به ولعلي كنت متحمسا جدا في البداية ولكن لعلها خصال النفاق لاتي تهاجم قلب الانسان بين الفينة والاخرى فيشتغل بهموم الدنيا .... ادعوا الله لي ...-

السلام عليكم

Saowt
11-22-2005, 03:35 PM
(245) ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين (246) وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم (247) وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملآئكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (248) فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين (249) ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (250) فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين (251) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين (252)

من هناك
11-23-2005, 12:26 AM
جزاكم الله خيراً

فعلاً إن الصبر هو اول سبل النصر. إن نصر الإسلام لن يأتي من عملية تعبيد الطريق بين الباطل في الأمر الواقع والحق الذي نرتجيه. لكن النصر ايضاً لن يأتي من خلال تدمير الواقع او الهروب منه.

النصر سيأتي إن شاء الله على يد عصبة باعوا انفسهم لله وخرجوا في سبيله دعوة وعلماً وعملاً

قد نرى الكثير من النجاح عند من يحاولون اسلمة الأمر الواقع ولكن هذا نجاح مرحلي فقط سيطوقه التغيير الديناميكي في المجتمع. النجاح المستدام لا يبنى إلا بالصبر على المكاره في سبيل المثل العليا وفي سبيل القيم التي ترفع عماد المجتمع.

Saowt
11-23-2005, 09:52 PM
** وأهم السنن في حياة الامم والشعوب والتي يمكن استخلاصها في هذه القصة:
- من عجيب امر الناس أن كلّاً منهم يحسب انه على صواب في السياسة ونظام الاجتماع في الأمم والدول.
- إن الأمم في طور الجهل ترى أن أحق الناس بالملك والزعامة أصحاب الثروة الواسعة، كما في قول المنكرين على طالوت عليه السلام: {أنّى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال} فهذا الاعتقاد من السنن العامة في الأمم الجاهلية.
- إن الشروط التي ينبغي اعتبارها في الاختيار للملك هي: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} [البقرة 247]، فيما يأتي:
*الاستعداد الفطري للشخص {إن الله اصطفاه عليكم}
*السعة في العلم الذي يكون به التدبير {وزاده بسطة في العلم}
* بسطة الجسم المعبر بها عن صحته، وكمال قواه المستلزم ذلك صحة الفكر {والجسم}
* توفيق الله تعالى لأسباب له، وهو المعبر عنه بقوله: {والله يؤتي الملك من يشاء}

- ومشيئة الله سبحانه، إنما تنفذ بمقتضى سنته العامة في تغير أحوال الأمم، بتغييرهم ما في أنفسهم، وفي سلب ملك الظالمين، وإيراث الأرض للصالحين.
- إن طاعة الجنود للقائد في كل ما يأمر به وينهى عنه شرط في الظفر واستقامة الأمر وقوانين الجندية في هذا الزمان حتى عند الغربيين مبنية على طاعة الجيش لقوداه في المنشط والمكره والمعقول وغير المعقول.
- إن الفئة القليلة تغلب بالصبر، والثبات، وطاعة القواد.. لأن النصر مع الصابر ين، أي جرت سنته بأن يكون النصر أثرا ببثبات والنصر، وإن أهل الجزع والجبن هم أعوان لعدوهم على انفسهم.
- إن الإيمان بالله تعالى والتصديق بلقائه من أعظم أسباب النصر والثبات في مواقف الجلاد والقتال.
- إن التوجه بالدعاء إلى الله مفيد في القتال، كما يدل عليه قوله: {فهزموهم بإذن الله} إذ عطفها بالفاء على آية الدعاء، وذلك معقول المعنى فإن الدعاء هو آية الإيمان بالله والتصديق بلقائه.

"ولقد شاء رب العالمين أن يجري أمر هذا الدين -بل امر هذا الكون- على السنن الجارية، لا على السنن الخارقة وذلك حتى لا يأتي جيل من أجيال المسلمين فيتقاعس ويقول: لقد نصر الأولون بالخوارق، ولم تعد الخوارق تنزل بعد ختم الرسالة وانقطاع النبوات".
وعلى المسلمين ان يدركوا سنن ربهم المبرزة لهم في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم حتى يصلوا إلى ما يرجون من عزة وتمكين "فإن التمكين لا يأتي عفوا، ولا ينزل اعتباطا ولا يخبط خبط عشواء.. بل إن له قوانينه التي سجلها الله تعالى في كتابه الكريم، ليعرفها عباده المؤمنون، ويتعاملوا معها على بصيرة".

Saowt
12-05-2005, 05:15 PM
يقول حسن البنا رحمه الله: "لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها استخدموها، وحوّلوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض".

إن سنة التدافع متعلقة بالتمكين تعلقا وطيدا.. فالله تعالى يعلم أن الشر متبجح، ولا يمكن أن يكون منصفا، ولا يمكن أن يدع الخير ينمو مهما يسلك هذا الخير من طرق سليمة موادعة، فإن مجرد نمو الخير يحمل الخطورة على الشر، ومجرد وجود الحق يحمل الخطر على الباطل، ولا بد أن يجنح الشر إلى العدوان، ولا بد أن يدافع الباطل ع ننفسه بمحاولة قتل الحق وخنقه بالقوة.. فمن هنا يقع التدافع بين الحق واهله، والباطل وحزبه. وتلك سنة الله.. ولن تجد لسنة الله تبديلا. وهي سنة فطرية جارية لين الناس حفظا لاستقامة حال العيش، واعتدالا لميزان الحياة"

ولقد ورد تقرير هذه السنة الربانية في القرآن الكريم بصفة عامة ولكن جاء التنصيص عليها في آيتيت كريمتين منه:
الآية الأولى: قوله تعالى في سورة البقرة: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} [الآية 251].
الآية الثانية: قوله تعالى في سورة الحج: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيه ااسم الله كثيراولينصرنّ الله من ينصره إن الله قوي عزيز} [الآية 40].
والملاحظ أن آية البقرة تأتي بعد ذكر نموذج من نماذج الصراع بين الحق والباطل المتمثل هنا في طالوت وجنوده المؤمنين، وجالوت وأتباعه، ويذيّل الله تعالى الآية بقوله: {ولكن الله ذو فضل على العالمين} [251] مما يفيد أن دفع الفساد بهذا الطريق إنعام يعم الناس كلهم.

وتأتي آية الحج بعد إعلان الله تعالى انه يدافع عن أوليائه المؤمنين، وبعد إذنه لهم سبحانه، بقتال عدوهم.. ويختتم الآية بتقرير الله تعالى لقاعدة أساسية: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز} [الحج 40].

إن من الضروري للأمة الإسلامية أن تعي سنة الله تعالى في دفع الناس بعضهم ببعض "لتدرك أن سنة الله تعالى في تدمير الباطل، أن يقوم في الأرض حق يتمثل في أمة، ثم يقذف الله تعالى بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق".

كلسينا
12-06-2005, 06:04 PM
السلام عليكم :
هذا كلام جميل وأكيد . ولكن المشكلة اليوم هي في إنقسام الأمة وكل حزب بما لديهم فرحون ، ويعتبرون أنهم على الحق
وعليهم دحض الآخر الذي يشكل بالنسبة لهم الباطل . ونسي الجميع أن الله سبحانه وحد العرب على يد نبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام
بالعروة الوثقى وآخا بينهم رغم العداوات والثأر الذي كان قائم بينهم . وآخا بينهم وبين العجم والعالمين ، بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله . فهجروا كتابه ولحقوا عباده الذين أعادوها جاهلية وشتتوا الأمة طوائف ومشارب ومذاهب .
وأخذو يكفرون بعضهم بعض بغير الدليل الشرعي ويحلون دماء بعضهم البعض . إنطلاقاً من دحض الباطل وأصبح مع الأسف الأغلبية على الباطل ولا يوجد على الإسلام الذي تتكلمين عنه إلا من رحم ربي . ونسأل الله أن يؤيدهم بنصره ويشد أزرهم لدحض الباطل .

كلسينا
12-06-2005, 06:16 PM
والأخطر من ذلك أن الجميع محتار في الأولويات . قتال الكفار المجاورين وأصحاب السلطان الجائر الكافر ،أو قتال الأعداء المتربصين للأمة ، أو الدعوة إلى تأليف الجماعة المسلمة القائمة على دين الله ، ونشر الدعوة إلى التوحيد والعودة إلى الله . ومن يعتبر نفسه اليوم في حالة سلم . ومن يعتبر نفسه في حالة حرب وهو مقصر والجهاد واجب . وكل هذا الضياع لأننا تركنا كتاب الله ولحقنا بعبيده على غير بصيرة ووصلنا إلى التعصب الأعمى . والتشتت ولذلك بات أمرنا على العالم هين وأزلاء . ولن تقوم قائمة لهذه الأمة حتى يكون كتاب الله هو الأساس والحكم والمرجع بيننا وعل أساسه نقيم التجارب الحالية والسابقة ونتعلم من أخطائها وإيجابياتها وفقاً للميزان الثابت . ونقيم العلماء وأقوالهم ودعواتهم وفقاً لنفس الميزان . فتكون أمة علماء ومجاهدين رجال حياة في سبيل الله وشهادة في سبيله .
فالمؤمن كيس فطن ، وليس أعمى متعلق بعباءة شيخه إن تركه ضل .

Saowt
12-06-2005, 06:30 PM
ما شاء الله عنك يا كلسينا..
لا ينقص مشاركاتك إلا خلوّها من الأخطاء الإملائية...
جزاك ربي خيرا ونفع بك..
السلام عليكم

كلسينا
12-06-2005, 07:03 PM
السلام عليكم :
أختي الكريمة الأصل بيأثر أحياناً لسابع جيل ،وأنا أصلي يوناني .:-)
بارك الله فيك .

Saowt
12-08-2005, 03:44 PM
إن الحق يحتاج إلى عزائم تنهض به، وسواعد تمضي به، وقلوب تحنو عليه، وأعصاب ترتبط به.. إنه يحتاج إلى الطاقة البشرة، الطاقة القادرة القوية، والطاقة الواعية العاملة.. إنه يحتاج إلى جهد بشري، لأن هذه هي سنة الله تعالى في الحياة الدنيا، سنة ماضية: {فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنّة الله تحويلا} [فاطر: 43].
وهكذا يتضح أن سنة التدافع من أهم سنن الله تعالى في كونه وخلقه، وهي كذلك من أهم السنن المتعلقة بالتمكين للأمة الإسلامية. وما على الأمة إلا أن تعي هذه السنة؛ لتستفيد منها وهي تعمل لعودة التمكين الذي وعدت به من الله رب العالمين.
وإن ثبات حفنة قليلة من المؤمنين عليها قد حقق لبني إسرائيل نتائج ضخمة جدا. فقد كان فيها العز ولنصر والتمكين، بعد الهزيمة المنكرة، والمهانة الفاضحة، والتشريد الطويل، والذل تحت أقدام المتسلطين.

1- إن الحماسة الجماعية قد تخدع القادة لو أخذوا بمظهرها؛ فيجب أن يضعوها على محك التجربة، قبل أن يخوضوا بها المعركة الحاسمة.

2- إن اختبار الحماسة الظاهرة والاندفاع الغائر في نفوس الجماعات، ينبغي ألا يقف عند الابتلاء الأول:
* فإن أكثر بني إسرائيل تولّوا بمجرد أن كتب عليهم القتال استجابة لطلبهم.. ولم تبق إلا قلة مستمسكة مع نبيهم.
* سقطت كثرة الجنود في المرحلة الأولى وضعفوا عند الامتحان الأول، وشربوا من النهر ولم يجاوز معه إلا عدد قليل.
* هذا القليل لم يثبت إلى النهاية، فأمام الهول الحي، أمام كثرة الأعداء وقوتهم، تهاوت العزائم وزلزلت القلوب.
* وأمام هذا التخاذل ثبتت القلة القليلة المختارة، واعتصمت بالله، ووثقت بوعده، وهي التي رجحت الكفة وتلقت النصر، واستحقت العز والتمكين.
لقد تمت تصفية بني إسرائيل ثلاث مرات. وخلاصة الخلاصة هم الذين صدقوا الله في الجهاد فصدقهم الله وعده، وأنزل عليهم نصره.

3- قيادة طالوت.. تبرز فيها:
* خبرته بالنفوس.
* عدم اغتراره بالحماسة الظاهرة.
* عدم اكتفائه بالتجربة الأولى.
* محاولته اختبار الطاعة والعزيمة في نفوس جنوده قبل المعركة.
* وفصله للذين ضعفوا، وتركهم وراءه.
* ثم -وهذا هو الأهم- عدم تخاذله، وقد تضاءل جنوده تجربة بعد تجربة، ولم يثبت معه في النهاية إلا تلك الفئة المختارة فخاض بها المعركة.

كلسينا
12-09-2005, 06:30 PM
لسلام عليكم :
بارك الله فيك أختي الكريمة وبالشيخ الشهيد سيد قطب .

Saowt
12-11-2005, 07:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ كلسينا.... على ما يبدو مغلط بالموضوع... هيداك أفراح الروح للشهيد سيد قطب... أو مغلط بنقل الاسم.. كنت عم انقل كلام حسن البنا رحمه الله

4- القلب الذي يتصل بالله، تتغير موازينه وتصوراته، لأنه يرى الواقع الصغير المحدود بعين تمتد وراءه إلى الواقع الكبير الممتد الواصل، وإلى أصل الأمور كلها وراء الواقع الصغير المحدود، فهذه الفئة المؤمنة الصغيرة التي ثبتت وخاضت المعركة وتلقت النصر، كانت ترى من قلتها وكثرة عدوها، ما يراه الآخرون الذين قالوا: {لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده} ولكنها لم تحكم حكمهم على الموقف إنما حكمت حكما آخر، فقالت: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين} [البقرة: 249] ثم اتجهت لدعوة ربها تدعوه: {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة: 250].

وهكذا تتغير التصورات والموازين للأمور عند الاتصال بالله حقا، وعندما يتحقق في القلب الإيمان الصحيح. وهكذا يثبت أن التعامل مع الواقع الظاهر للقلوب أصدق من التعامل مع الواقع الصغير الظاهر للعيون.


هناك لفتة في ترتيب فقرات الدعاء الثلاثة: الصبر وتثبيت الأقدام والنصر.
فعند مواجهة الأعداء يحتاج المجاهد أولا إلى الصبر.. فإذا صبر حاز المرحلة الثانية وهي ثباته، وتثبيت قدميه، ولن تثبت الأقدام إلا عند الصابرين، وإذا ثبتت الأقدام واستبسل المجاهد في القتال نصره الله على الأعداء، ونلاحظ في الدعاء الالتفات إلى أهمية الحالة النفسية، والناحية المعنوية، وتقديمها على الحالة الخارجية المادية، ولذلك قدم الصبر على المعركة، وعلى تثبيت الأقدام فيها، كما نلاحظ تناسقا وتنسيقا بين موقفين: اغترافهم من النهر اغترافا، بينما يطلبون إفراغ الصبر عليهم إفراغا، وصبه عليهم صبا...

فمن استعلى على الدنيا وحاجاتهان ولم تتعبده ملذاتها، وحرم نفسه من بعض متاعها ومباحاتها، ابتغاء وجه الله، عوّضه الله عن ذلك، وامدّه الله بمدد من عنده. فها هي القلة المؤمنة امتنعت من الشرب من النهر، واستعلت بذلك على متاع الدنيا ومباحاتها، فعوّضهم الله عن ذلك الصبر.. حيث أفرغه عليهم إفراغا، ونلاحظ أن داود عليه السلام خرج من وسط الجيش المجاهد، فمن ميدان المعركة بدأ أمره، وترقّى في طريق القيادة والملك والحكمة والمسؤولية، وفي هذا إشارة إلى أن العمل هو الذي يخرج القادة، والميدان هو الذي يكشف عن المواهب، فالقائدان طالوت وداود ظهرا من وسط الناس.. فهذه هي طريقة القادة الذين يقودون الأمة إلى طريق النصر والتمكين.
ومن حكمة الله تعالى في قتل داود لجالوت، أن داود كان فتى صغيرا من بني إسرائيل. وجالوت كان ملكا قويا وقائدا مخوفا.. ولكن شاء الله أن يرى القوم وقتذاك أن الأمور لا تجري بظواهرها، إنما تجري بحقائقها، ومقاديرها في يده وحده، فليس عليهم إلا أن ينهضوا بواجباتهم، ويفوا الله بعهدهم، ثم يكون ما يريده الله، بالشكل الذي يريده.

وقد أراد أن يجعل مصرع هذا الجبار الغشوم على يد هذا الفتى الصغير، ليرى الناس أن الجبابرة الذين يرهبونهم ضعاف يغلبهم الفتية الصغار حين يشاء الله أن يقتلهم. إن انتصار بني إسرائيل على جيش جالوت نوع من أنواع التمكين الذي ذكره الله تعالى في كتابه الكريم.

Saowt
12-25-2005, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله..
وبك بارك الله
بسيطة يا كلسينا.. سامحتك.. نعود لمتابعة البرنامج....

إن انتصار أهل الإيمان على أهل الكفر في المعارك القتالية يظهر جليا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين وفي تاريخ الأمة المجيدة.. ومعارك النبي عليه الصلاة والسلام ضد المشركين وانتصاره عليهم نوع من أنواع التمكين ومن أهم هذه المعارك: بدر والخندق... ففي معركة بدر بيّن الله تعالى أن حقيقة النصر من الله تعالى؛ قال تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة فاتقوا الله لعلكم تشكرون} [آل عمران: 123]. إن الله تعالى بين أن النصر لا يكون إلا من عند الله عز وجل.

وهنا التأكيد على أن النصر إنما هو من عند الله وحده، وليس من الملائكة أو غيرهم، فالأسباب يجب أن يأخذ بها المسلمون لكن يجب ألا يغتروا بها وأن يكون اعتمادهم على الله خالق الأسباب والوسائل، حتى يمدهم الله بنصره وتوفيقه وأن قتْلهم المشركين ورمي النبي المشركين بالتراب يوم بدر إنما كان الحقيقة بتوفيق من الله أولا وبفضله ومعونته، وبهذه الآية الكريمة يربي القرآن المسلمين ويعلمهم الاعتماد على الله وحده فقال تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم} [الأنفال: 17].
ووضّح بعض الحكم من ذلك النصر:
فقال تعالى: {ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين* ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنهم ظالمون} [آل عمران: 127- 128].
وأمر سبحانه المؤمنين أن يتذكروا دائما تلك النعمة العظيمة، نعمة النصر في بدر، ولا ينسوا من أذهانهم كيف كانت حالتهم قبل النصرـ قال تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطّفكم الناس فآواكم وأيّدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون} [الأنفال: 26].

Saowt
02-10-2006, 08:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله..
تم التصحيح.. بوركتم.. معليه.. تأخرت شوي لأني كنت ضايعة...

لقد كانت نتائج غزوة بدر على المسلمين عظيمة، ومن أهم تلك النتائج:
1- ضعف موقف المشركين واهتزازهيبتهم أمام قبائل الجزيرة العربية.
2- ظهور قوة جديدة في الجزيرة أصبح الجميع يحسب ىلها حسابها.
3- بدأ النفاق في المدينة يظهر جليا بعد بدر، واستمر المنافقون في أذاهم للمسلمين.
4- شرع اليهود في إظهار عداوتهم للمسلمين بعد بدر حسدا وبغيا، وأول من أظهر بغيه يهود بني قينقاع.
5- أصبحت الحرب معلنة بين المسلمين وقريش ولم تنته إلا بفتح مكة.
6- تشجيع كثير من الناس لدخول الإسلام، ودخلت المدينة في طور جديد من الجهاد المسلح.
7- خصّ الله أهل بدر من الصحابة الكرام بالمغفرة، وشرّف من حضرها من الملائكة وأصبحت غزوة بدر شرفا ومنقبة لمن حضرها من المسلمين والملائكة.

أما غزوة الخندق فقد تحدث القرآن عنها وبين أمورا وأهمها:
1- تذكير المؤمنين بنعم الله عليهم، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا} [الأحزاب: 9]
2- التصوير البديع لما أصاب المسلمين منهم بسبب إحاطة الأحزاب بالمدينة: {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا} [الأحزاب: 10].
3- بيان سنة من سنن الله التي لا تتخلف وهو جعل العاقبة للمؤمنين والهزيمة لأعدائه.. قال تعالى: {وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا زكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا} [الأحزاب: 25].
4- امتنانه سبحانه على عباده المؤمنين حيث نصرهم على بني قريظة، وهم في حصونهم المنيعة بدون قتال يذكر حيث ألقى -سبحانه- الرعب في قلوبهم فنزلوا على حكم الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا* وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا} [الأحزاب 26- 27]

Saowt
02-12-2006, 08:42 PM
وقد كانت غزوة الأحزاب من الغزوات الهامة التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم وحققوا فيها نتائج مهمة:
1- انتصار المسلمين وانهزام أعدائهم وتفرقهم ورجوعهم مدحورين بغيظهم قد خابت أمانيهم وآمالهم.
2- تغير الموقف لمصلحة المسلمين، فانتقول من موقع الدفاع إلى الهجوم، وقد أشار إلى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: "الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم".

3- كشفت هذه الغزوة خبث يهود بني قريظة وحقدهم على المسلمين وتربص الدوائر بهم. فقد نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأصعبها.
4- كشفت غزوة الأحزاب حقيقة صدق إيمان المسلمين، وحقيقة المنافقين، وحقيقة يهود بني قريظة، فكان الابتلاء بغزوة الأحزاب تمحيصا للمسلمين وإظهارا لحقيقة المنافقين واليهود.

5- كانت غزوة بني قريظة نتيجة من نتائج غزوة الأحزاب حيث تمّ فيها محاسبة يهود بني قريظة الذين نقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف وأقساها.

حروب الردة:
وقد كان أهل الردة على قسمين:
* القسم الأول: التارك للدين بالمرّة، وهم بنو طيء، وأسد ومن تبعهم من غطفان وعبس وذبيان وفزارة، اتبعوا طليحة بن خويلد الأسدي مدعي النبوة في بني أسد.. وبنو حنيفة الذين اتبعوا مسلمة الكذاب، وأهل اليمن الذين اتبعوا الأسود العنسي.
* القسم الثاني: هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، فأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها وهم بعض بني تميم، الذين يرأسهم مالك بن نويرة، وبنو هوازن وغيرهم.

Saowt
02-17-2006, 09:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استميحكم عذرا ولكنني أود أن أقفز إلى مقطع آخر.. لأنني أجد هذه الفقرة مضجرة...

إن تولي أهل التوحيد والإيمان أعباء الحكم لدولة غير مؤمنة نوع من أنواع التمكين، وقد أشار القرآن الكريم لهذا النوع من التمكين في قصة يوسف عليه السلام:
قال تعالى: {قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55].

لقد تقدم يوسف عليه السلام بهذا الطلب إلى ملك مصر المشرك من اجل عقيدته ودعوته وتقديم الخير للناس. وتحرك يوسف عليه السلام وفق الإمكانات والظروف التي مر بها، واستفاد من الفرصة التي سنحت له. وقد نشر يوسف عليه السلام دعوة التوحيد في السجن فكيف به وهو في سدة الحكم.

إن دخول يوسف عليه السلام في الوزارة كان سندا للحركات الإسلامية المعاصرة التي ترى جواز المشاركة في الحكومات الجاهلية، إذا كان للمشاركة مصلحة كبرى، أو دفع شر مستطير، ولم يكن بإمكان المشارك أن يغير في الأوضاع تغييرا جذريا، وذهب إلى هذا الاجتهاد كثير من العلماء أهل الحل والعقد في الحركات الإسلامية المعاصرة إلا أن هذه المسألة لم تخل من معارضة بعض الباحثين الذين استدلوا بأدلة تدل على عدم جواز المشاركة في الوزارة التي تحكم بشريعة غير شريعة الله، واعتبر مسألة المشاركة في الحكم من مسائل العقائد، والذي يبحث في هذه المسألة من الناحية الشرعية والممارسات التاريخية يصل إلى نتيجة أن المسألة تدخل تحت السياسة الشرعية للجماعة المسلمة الرشيدة، التي تسعى لتحكيم شرع الله والتمكين لدينه ولذلك سنحاول أن نناقش الموضوع مناقشة علمية هادئة بعيدة عن التوتر والتشنج، وإنما مقصدنا الوصول إلى ما يحبه الله ويرضاه.

السلام عليكم

Saowt
02-26-2006, 03:26 PM
* أولا: أدلة المانعين المشاركة في الحكم:
استدل أصحاب الراي الذي يمنع من دخول الإسلاميين المشاركة في الحكم بأدلة من أهمها:
1- النصوص الحاكمة على من يحكم بغير ما انزل الله بالكفر والظلم والفسق:
قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44].
وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} [المائدة: 45].
وقال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} [المائدة: 47].

2- إن الحاكمية يجب أن تكون لله وحده: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} [يوسف: 40].
3- نهي رب العالمين المؤمنين أن يحتكموا إلى شريعة غير شريعة الله، وجعل ذلك منافيا للإيمان، قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء: 65].

4- في المشاركة في الحكم غير الإسلامي مفاسد عظيمة، فالذين لا يحكمون شرع الله يحادون الله في أمره، وينازعونه في حكمه، {إن الحكم إلا لله} [يوسف: 40].
{ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110] فكيف يشارك المسلم في هذا النوع من الحكم؟
5- إن طاعة الحكام فيما يشرعونه منخالفين أمر الله تعني اتخاذ المطيع لهم أربابا من دون الله، كما قال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} [التوبة: 31].

6- من المفاسد التي تترتب على المشاركة أن بعض الحكام قد يتخذون من يستوزرونهم من المسلمين الصالحين زينة يحلون بها حكمهم، ويدلسون بذلك على السذج والعوام فيقولون: لو كنا على الباطل لما قبل فلان مشاركتنا الحكم، ويرداد الطين بلة عندما يمررون من خلال الوزير المسلم القوانين الجائرة الظالمة وبعد أن يحققوا من ورائه اهدافهم ينبذونه نبذ النواة.
7- وفي المشاركة في الحكم ركون إلى الذين ظلموا، وقد حذرنا الحق من الركون إليهم، قال تعالى: {ولا تركنوا غلى الذين ظلموا فتمسّكم النار} [هود: 113].

8- وقد يكون في المشاركة في الحكم إطالة لعمر هذا النمط من الحكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله في بعض الأحيان.

مشاركة المسلم في هذا النوع من الحكم توقعه في تناقض كبير، فالمسلم مطالب بأن يجاهد لإقامة حكم الله، وينكر أشد الإنكار على من يحكم بغير ما أنزل الله، فكيف يكون مقيما للحكم بغير ما أنزل الله؟

فـاروق
02-26-2006, 04:27 PM
يقول محمد قطب:

إن الظن بأننا إذا حصلنا على أغلبية فى البرلمان، فسيترك لنا المجال لتطبيق شريعة الله، ظن ساذج إلى أقصى درجات السذاجة، ويكفى واقع الحال فى الجزائر دليلاً على ذلك
ولكن اختيارنا لهذا الطريق – من حيث المبدأ – من أجل الوصول إلى الحكم، ثم محاولة تطبيق شريعة الله من هذا الطريق، مخالفة شرعية؛ لأنه يجعل الناس هم المرجع فى اختيار نوع الحكم الذى يحكمون به، ((ولا نتحدث هنا عن اختيار الحاكم))، فإذا اختاروا الإسلام حكم الإسلام، وإذا اختاروا غيره حكم غيره! فهل هذا هو الإسلام؟!


حقيقة إنه لا يمكن فى عالم الواقع أن يحكم الإسلام ما لم يكن هناك مؤمنون، يصرون على تحكيم شريعة الله، ويرفضون أى شريعة سواها، يقيناً منهم أن الرضى بشرع غير شرع الله كفر مخرج من الملة. . وأن هذه العينة من المؤمنين هى الآن قلة فى المجتمع تستضعفهم الجاهلية وتعصف بهم .. هذه حقيقة، ولكن مقتضاها هو أن نظل ندعو، ونظل نبين للناس هذه الحقيقة، أنه لا إيمان لأحد إذا رضى بشرع غير شرع الله، ونظل نربى الناس على مقتضيات هذه الحقيقة، حتى تصبح القاعدة المؤمنة من القوة بحيث يصبح فى يدها مقاليد الأمور، وهذه هى مهمة الدعوة فى وقتها الحاضر، مهما طال بها الأمر لتحقيقها، وليست مهمتها أن تستفتى الناس عن طريق صناديق الانتخاب: هل يريدون أن يكونوا مسلمين أم لا يريدون!


ولو لم يكن فى دخولنا لعبة الديمقراطية من خسارة، إلا تمييع قضية لا إله إلا الله وقضية الشرعية، لكان هذا كافياً لتجنب الخوض فى اللعبة، أيا تكن الفوائد الجزئية التى يمكن أن تتحقق من دخولنا البرلمانات، والتى نخسرها حين نمتنع من الدخول فيها .. وقد حرم الله الخمر والميسر مع أن فيهما – بصرح القرآن- منافع للناس؛ وإنما حرمهما كما صرحت الآية الكريمة، لأن إثمهما أكبر من نفعهما: ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما))(البقرة : 219).
وهذه قاعدة فقهية نهتدى بها فيما ليس فيه نص، وقضية البرلمانات والدخول فيها ليس فيها نص، ولكن التدبر الواعى للقضية يصل بنا إلى أن تمييع قضية لا إله إلا الله ومقتضياتها، وتمييع قضية الشرعية، يؤثر تأثيراً عكسياً على الدعوة؛ لأنه يشتت وعى الجماهير بهاتين القضيتين الرئيسيتين من قضايا الدعوة، وهما : أن تحكيم شريعة الله إلزام ربانى لا يستفتى فيه الناس، وليس منشأ الإلزام فيه أن يرضى عنه أكثرية الناس، أو لا يرضوا، إنما منشأ الإلزام فيه هو كوننا مسلمين، بل هو مجرد زعمنا أننا مسلمون .. وأن الشرعية فى دين الله لا علاقة لها بعدد الأصوات التى ينالها فلان أو فلان، فإنما يتعلق عدد الأصوات بشخص الحاكم الذى تختاره الأمة ليطبق شريعة الله، لا بنوع الحكم الذى يزاوله الحاكم، والذى لا خيار فيه لأحد من الناس، حكاماً كانوا لا محكومين، بعد أمر الله الملزم بتطبيق الشريعة، وحكم الله الصريح بنفى الإيمان البتة عمن يعرض عن شريعة الله : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك))(النساء : 65). ((وما أولئك بالمؤمنين))(النور:47).

-----------

طيب الا يجب ان نعرض الراي المقابل من اجل الوقوف عليه وتفنيد حجج كلا الطرفين؟

Saowt
02-26-2006, 08:28 PM
* ثانيا: أدلة القائلين بالجواز:
قالوا إن الأصل عدم جواز المشاركة، ولكن هناك حالات استثنائية أباحت الشريعة فيها المشاركة، واستدلوا بأدلة أهمها: دخول يوسف عليه السلام في الوزارة. قال سيد قطب رحمه الله: "لم يكن يوسف عليه السلام يطلب لشخصه، وهو يرى إقبال الملك عليه، فيطلب أن يجعله على خزائن الأرض، إنما كان حصيفا في اختيار اللحظة التي يستجاب له فيها، لينهض بالواجب المرهق الثقيل ذي التبعية الضخمة في أشدّ أوقات الأزمة، وليكون مسؤولا عن إطعام شعب كامل".

ويرى ابن تيمية رحمه الله: "أن هذا المجتمع الكافر لا بد ان يكون لهم عادة وسنة في قبض الأموال وصرفها على حاشية الملك وأهل بيته وجنده ورعيته. ولا تكون جارية على سنة الأنبياء وعدلهم، ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد، وهو ما يراه من دين الله، فإن القوم لم يستجيبوا له. لكنه فعل الممكن من العدل والإحسان، ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من اهل بيته ما لم يمكن أن يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]".

لقد اعترض المانعون على المجيزين في استدلالهم بقبول يوسف عليه السلام للوزارة وقالوا: إن شرعنا لا يجيز تولي الوزارة في ظل حاكم غير مسلم، وأما تولي يوسف للوزارة فهو شرع لمن قبلنا، وشرع من قبلنا ليس بشرع لنا إذا جاء في شرعنا ما ينقضه. ورد المجيرزون على هذا الاعتراض بوجوه:

- الوجه الأول: أن شرعنا وشرع يوسف عليه السلام بل الانبياء جميعا متفقة في تقرير حاكمية الله تبارك وتعالى.. فيوسف عليه السلام يقرر في مخاطبته للفتيين اللذين دخلا السجن معه أن الحكم لله وحده، قال تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيّم} [يوسف: 40]. ويوسف عليه السلام الذي يعلم هذا الحكم المقرر في جميع الأديان هو الذي يتولى منصب عزيز مصر، ويقول للملك: قال تعالى: {اجعلني على خزائن الأرض} [يوسف: 55]، فيتولى هذا المنصب وهو يعلم أن للملك نظاما وشريعة لا يستطيع ن يزيحها بين عشية وضحاها: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: 76].

كلسينا
03-02-2006, 06:22 PM
أخوتي الكرام بالنسبة للجواز وعدمه ، فلن أفتي وكلنا يعرف إختلاف العلماء حول الموضوع .
ولكن الأساس أن تعتبر المشاركة في السلطة ليست هي الهدف ولكن إقامة شرع الله هو الهدف ، وتكون المشاركة مجرد خطوة تكتيكية أو كما قالت الأخت صوت وقلنا سابقاً في موسم الإنتخابات . تكون المشاركة لتحقيق مكاسب مرحلية للمسلمين ، ولكن ليست هي الهدف ولا طريق من بعده إلى ما سواه ، وهذا حال الحركات الإسلامية اليوم ومع الأسف ، مشخصنة وتنشر إسلام مسيس .
ولا حركة إسلامية لها على الأرض وفي الشارع . وأهم أهدافهم جمع المناصرين ونشر الفكر دون العمل للتنافس مع بقية المسلمين للحصول على ما تعطيهم الديمقراطية من مناصب .
بأستثناء حزب الله من هذه الحركات ، وهذا سر نجاحه وإستمراره وأستمرار تصاعده .

Saowt
03-20-2006, 04:26 PM
الوجه الثاني: ومما يدل على نفي هذه الشبهة وإبطالها إخبار الحق تبارك وتعالى أن استلام يوسف الوزارة كان رحمة ونعمة ولم يكن عذابا ونقمة، {قال اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم * وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين} [يوسف: 55-56]
وقد أوضح الله تعالى أن استلام يوسف للوزارة هو من باب التمكين له في الأرض، وأنه رحمة أصابه بها وانه أجر دنيوي عاجل، وما ينتظره من الثواب الآجل أعظم وأكبر {ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون} [يوسف: 57].
ويوسف عليه السلام يصرح بأن استلامه للحكم كان من نعم الله عليه، ولم يكن نقمة {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض أنت وليّي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين} [يوسف: 101].


الوجه الثالث: النصوص التي ذكرت تدل على أن هذا الحكم ليس خاصا بنبي الله يوسف، دون سواه، ذلك أن النص صيغ صياغة عامة: {نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين} [يوسف: 56].
ثم من ادعى أن هذا الحكم خاص بيوسف دون سواه عليه أن يأتي بالدليل، لأن الأصل في سير الأنبياء والمرسلين يراد به التأسي والإقتداء، فكيف إذا جاءت النصوص القرآنية نافية الخصوصية مشيرة إلى العموم.

استدل الآلوسي رحمه الله بطلب يوسف الولاية على جواز ذلك لغيره إذا كان الطالب قادرا على إقامة العدل، وإجراء أحكام الشريعة وإن كان من يد الجائر أو الكافر، بل ذهب الآلوسي إلى أنه قد يجب الطلب إذا توقف على ولايته إقامة واجب مثلا وكان متعينا لذلك.

وقال الشوكاني: "وقد اتدل بهذه الآية على أنه يجوز تولي الأعمال من جهة السلطان الجائر بل الكافر، لمن وثق من نفسه بالقيام بالحق".
وهذا من أقوى الأدلة في جواز المشاركة في الانتخابات.

mhkfero
03-23-2006, 02:56 PM
Barak allah fiki ya saowt .

Saowt
04-04-2006, 09:47 PM
وبك بارك الله
اقرؤوا في هذا الرابط ريثما أعود بالمقاطع
http://www.saowt.com/forum//showthread.php?t=662

شيركوه
04-12-2006, 09:40 PM
للرفع فقط لانني انزلته من التثبيت وستتبعه باقي المواضيع ان شاء الله حرصا على تحريك المنتدى ولمن يريد عنوان هذا الموضوع يستطيع الرجوع الى هذا الرابط

http://saowt.com/forum/showthread.php?t=14727

شيركوه
04-30-2006, 05:12 PM
يرفع ليتابع من يكتب فيه الكتابة فيه

جزاكم الله خيرا

وأسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامة

السلام عليكم

Saowt
05-15-2006, 11:03 AM
استطاع الإسلاميون في بعض بلدان العالم الإسلامي أن يدخلوا بعض الوزارات عن طريق الانتخابات.. وأثارت هذه الخطوات الجريئة مناقشات واعتراضات في داخل الحركات الإسلامية وخارجها.. ولذلك نحاول أن نسلط الأضواء على بعض هذه التجارب والتي من أهمها: تجربة الأردن، واليمن وتركيا.. ولقد راعت هذه الحركة القواعد الشرعية في مبادئ المصالح والمفاسد، وحاولت جاهدة أن تلتزم بقواعد الضرورة، ومصلحة العمل الإسلامي، ومصالح المسلمين في هذه الأقطار، فإذا كانت هناك مصلحة حقيقية أو كان اشتراكها في الحكومات سيعود بالنفع العميم على المسلمين أو سيمنع فسادا كبيرا وضررا مصيريا يحيق بهم أو يهدد وجودهم فالاشتراك في هذه الحالة يدخل في حكم الواجب بالنسبة لها.

في الأردن:
وقفت الحركة موقفا بطوليا في منتصف الخمسينات ضد مظاهرات القوى اليسارية التي كانت تسعى لإسقاط النظام، واستبدال النظام الماركسي به. والحركة لا تؤمن بالتغيير القائم على الثورة بل يؤمن بالتغيير الهادئ القائم على الإقناع والتدرج في الإصلاح، وهذا يعتبر موضع قبول لدى النظام.

ظهرت الحركة الإسلامية كقوة سياسية كبيرة على الساحة السياسية الأردنية وذلك عندما قررت الاشتراك في الانتخابات النيابية ولقد نجحت الحركة الإسلامية في إدارة حملتها الانتخابية وتميزت بأسلوبها المنظم الذي لم يشهد له الأردن مثيلا وذلك بسبب قدراتها التنظيمية، ولكونها مثلت تطلعات المسلمين في الأردن المتعطشين إلى استئناف حياة إسلامية.

ودخلت الحركة في مفاوضات مع رئيس الوزراء حول منح الثقة لحكومته، حيث اشترطت الحركة أربعة عشر شرطا مقابل منح الثقة، وكان من ضمن هذه الشروط أن تتعهد الحكومة -بكل إخلاص- بالتوجه نحو تطبيق الشريعة الإسلامية في ميادين التعليم والاقتصاد والإعلام.

لقد ظهر من قيادات الحركة مقدرة فائقة في غدارة الحوار، وممارسة فن المفاوضات وشهد لهم دهاقنة السياسة بمقدرتهم السياسية الرفيعة، ولقد ناور زعماء الحركة، وحققوا ما استطاعوا من أهداف لمصلحة التيار الإسلامي في الأردن.. وتسلمت خمس حقائب وزارية وهي: وزارة التربية والتنمية الاجتماعية والعدل والصحة والشؤون الإسلامية.

ولما انتهت حرب الخليج، بدأت حقبة جديدة من التطورات السياسية التي تمخضت عما يسمى بمؤتمر السلام، وكانت الحركة الإسلامية قد حذرت رئيس الوزراء من أنه إذا أقدمت حكومته على فتح أية قنوات للتفاوض مع إسرائيل، فإن وزراء الحركة الإسلامية سيستقيلون على الفور.. إلا أن الحكومة ما لبثت أن استقالت بكاملها.

وحرصت الحكومة الجديدة التي تشكلت للقيام بهذه المهمة على السعي منذ تشكيلها لنيل الثقة، ومع أن أعضاء الكتلة الإسلامية البرلمانية ومعهم عدد من النواب الآخرين في مجلس النواب حجبوا الثقة عنها، موضحين أنهم ما كانوا ليمنحوا الثقة لأية حكومة تضع التفاوض مع إسرائيل على جدول أعمالها، إلا أن الحكومة حصلت على الثقة، ولكن بأغلبية هشة.. فبادرت الكتلة الإسلامية البرلمانية بالالتقاء مع عدد من التكتلات الصغيرة في مجلس النواب، ووقعوا جميعا عريضة حملت 48 توقيعا، رفعوها إلى الحكومة حجبوا بموجبها الثقة عنها، بعد أن كان بعضهم قد منحها إياها في وقت سابق.

من إنجازات المشاركة:
- تشكيل تصور سليم عن الحركة وإزالة الشكوك والمخاوف التي كان تثيرها بعض الجهات، فقد أعرب كثير من الوطنيين والقوميين في مناسبات كثيرة عن اقتناعهم بأن الحركة تتسم بالاعتدال، والتحرك المسؤول الواعي، وتحترم الرأي الآخر، إذ أظهرت مرونة وقدرة على التنسيق والحوار مع الأحزاب والحكومات والشخصيات السياسية، وبذلك أُزيل الحاجز النفسي الذي كان يفصل بين الحركة والآخرين.

- المشاركة في إنجاز طائفة من القوانين والتشريعات المهمة، في تعديلها بما يلائم المسلحة العامة وحقوق المواطنين ويتفق مع الشريعة الإسلامية، ومن ذلك قانون الأحزاب وقانون الدفاع وقانون رد الاعتبار وقانون إلغاء الأحكام العرفية وقانون الشباب وقانون الخمر.
- إحراز رئاسة المجلس ورئاسة كثير من اللجان النيابية وهو إنجاز يعبر عن تأثير نواب الحركة وقدرتهم على التنسيق والحشد.

- المساهمة في رد الحقوق إلى أصحابها، وشمل ذلك إعادة المفصولين والإفراج عن المعتقلين.

- تخفيف حالة الاحتقان والعداء مع الحكومة، وحماية الحركة من محاولات جرها إلى صدام مع النظام لا يعود بالفائدة إلا على أعداء الحركة.

- دعم الفضية الفلسطينية، والسعي قدر الإمكان إلى دفع الحكومة للالتزام بما لا يضيع حقوق الفلسطينيين في أرضهم.

- دعم القضايا الإسلامية الأخرى، مثل قضايا أفغانستان والبوسنة والهرسك وغيرها.

- التفاعل مع الأحداث على الساحة العربية والإسلامية، والمشاركة في النشاطات والاجتماعات.

- مواجهة الفساد الإداري والمالي، ومحاسبة الوزراء والحكومة وكبار المسؤولين، والرقابة على أداء الأجهزة بما يحقق المصالح والمنافع، ويحمي البلد ومؤسساته من الإهمال والعبث والفساد.

- ساهم نواب الحركة في تحقيق كثير من المشاريع والخدمات العامة ومن ذلك: كلية الشريعة في جامعة اليرموك، بالإضافة إلى المطالبة بإنشاء المدارس والطرق والمراكز الصحية وتمديد الخدمات الكهربائية، والمائية، والهاتفية في مختلف المناطق والمحافظات.

- الحد من الغلاء وتخفيف الضرائب.

إن الحركة الإسلامية في الأردن تدرك جيدا الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامي لذلك نهجت أسلوب العمل الإصلاحي المتدرج، يقينا منها بأن التحسن الجذري للأوضاع مرتهن بتبدل ظروف الأمر الواقع المفروض على المنطقة ككل.. ووفاء بواجب الدعوة إلى الله والإصلاح في حدود المستطاع، فإن الحركة تسعى جاهدة إلى تحقيق بعض الأهداف المهمة في هذه المرحلة، ومنها:

* تشكيل حكومة نظيفة ومسؤولة، ومخلصة وعادلة، ومؤهلة لقيادة شؤون المجتمع الأردني، وتلتزم بمقاومة الفساد والانحلال الخلقي بكل أشكاله، وبوضع الشخص المناسب في المكان المناسب والاحتكام إلى مبادئ الجدارة والاستحقاق في التوظيف والتعيين.

* مناصرة ودعم حقوق الإنسان، ورفض القمع والظلم.

من لبنان
05-15-2006, 02:03 PM
الله ييسرلك امرك يا صوت وينور طريقك
وان شاء الله لا تحتاجي الى احد أبدا أبدا

Saowt
05-16-2006, 11:28 AM
في اليمن:
بدأت الحركة تجربتها في المشاركة منذ وقت مبكر وعلى أصعدة متعددة، وبأساليب متنوعة حسبما تطلبه الظروف والمراحل.. لم يكن برنامج العمل السياسي للتجمع اليمني للإصلاح إلا وليد مجهودات سبقت وسنين من العمل والجهاد المتواصل، ظهرت رؤيته العقدية، وصبغته الشرعية ومنظومته الفكرية والثقافية منذ اليوم الأول لاندلاع ثور سبتمبر عام 1962 التي أطاحت بنظام الإمامة، وجاءت بالنظام الجمهوري وأخذت هذه المنظومة تتطور مع الزمن حتى برزت في هيكلها الأخير للتجمع والإصلاح، ولقد ساعدت عوامل عدة في نمو الحركة السياسي والتنظيمي مع الامتداد الشعبي المتوازن. ومن أهم هذه العوامل:
- تأكيد النظام الجمهوري بعد قيامه على سيادة الشريعة الإسلامية وجعلها مصدر القوانين جميعا.
- امتلاك الشعب للسلاح وبذلك حافظ على حريته، ولم تستطع الحكومات العلمانية أن تذله وتكبل حريته وتصادر حقوقه.

واهتمت الحركة في اليمن بالجانب التعليمي والتربوي وأعطته اهتماما خاصا، فساهمت في إعداد المناهج الدراسية لمختلف المراحل التعليمية، وكان حظ مناهج التربية الإسلامية وافرا، حيث حشدت الحركة العشرات من العلماء البارزين "من المذهبين الزيدي والشافعي" لوضع هذه المناهج برؤية توحيدية جامعة تتجاوز التعصب المذهبي.

وفي المجال السياسي دخلت الحركة الإسلامية في لجنة الحوار الوطني التي شكلها علي عبد الله صالح في عام 1980، والتي تكونت من خمسين شخصية يمنية، مثلت فيها معظم القوى السياسية بما في ذلك الحركة الإسلامية.. واستمرت اللجنة لمدة عامين تقريبا تدير حوارا وطنيا وشعبيا موسعا لوضع صيغة لمشروع ميثاق وطني.. وتوصلت لجنة الحوار الوطني إلى صيغة لمشروع ميثاق غلب الطابع الإسلامي عليه.

تجربة ما بعد الوحدة:
إن تجربة الحركة الإسلامية فيما بعد الوحدة تختلف اختلافا كبيرا عن تجربة ما قبل الوحدة، وهو اختلاف يكمن سره في الانتقال من العمل السري إلى العمل العلني، وفي تحول النظام الحاكم في اليمن نحو الديمقراطية والتعددية. لقد كان إنشاء التجمع اليمني للإصلاح نقلة نوعية كبيرة لم يقتصر أثرها على الحركة الإسلامية وحدها، بل امتد ليشمل الساحة اليمنية بأسرها... وكان الإصلاح هو حزب المعارضة الرئيس والمؤثر خلال سنوات الفترة الانتقالية..
انتقد الإسلاميون الدستور بسبب الثغرات الكثيرة، ولم يرضوا اعتبار الشريعة المصدر الرئيس للتشريع بل طالبوا بأن يكون المصدر الوحيد للتشريع. وبدأت حملة المعارضة بالمحاضرات والندوات والملصقات والمهرجانات الجماهيرية.
بلغت الحملة ذروتها بالمسيرة المليونية التي قادها الإصلاح داخل العاصمة، وشارك فيها مواطنون من مختلف أنحاء البلاد، اتجهوا إلى مقر رئاسة الجمهورية مطالبين بالتعديل، فأصدر مجلس الرئاسة الحاكم بيانا سياسيا ضمنه أهم مطالب الإصلاح، ومنها:
- الالتزام بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع وبطلان أي قانون يخالفها.
- إعادة الحقوق والأملاك التي أممها النظام الشيوعي في عدن إلى أصحابها.
- الالتزام بالنظام الديمقراطي القائم على أساس التعددية الحزبية، والتداول السلمي للسلطة.

ومن الفوائد المرجوة من مشاركة الإصلاح في الحكم: إتاحة الفرصة أمام العديد من كوادر الإصلاح للتأهيل والتدريب على ممارسة الحكم، وصناعة القرار، والإحاطة بآليات إدارة السلطة وأسرارها وخفاياها. وكذلك إتاحة الفرصة أمام الإصلاح ليقدم نموذجا جديدا يتسم بدقة الإنجاز، وطهارة اليد، وسلامة الضمير، وعملية التخطيط، ومحاربة الفساد الشامل في كافة مرافق الدولة.

وأدرك الناس من خلال تجارب فترة ما قبل الوحدة أن أكثر الوزراء والحكام الإداريين (المحافظين) نجاحا وإخلاصا في عملهم هم أولئك الذين ينتمون إلى الحركة الإسلامية تنظيما أو فكرا أو سلوكا. وبعد انتخابات عام 1997 أصبح الإصلاح في المعارضة وضرب أروع الأمثلة في المعارضة السلمية النزيهة البعيدة عن المزايدة والكذب والتزوير والخداع.

إن تجربة الإصلاح في العمل السياسي تعتبر من أنضج التجارب المعاصرة في العالم الإسلامي.

Saowt
05-30-2006, 09:50 PM
الحركة الإسلامية في تركيا:
تأتي قوة الحركة الإسلامية في تركيا في كون الأحزاب السياسية في تركيا تعتمد اعتمادا كبيرا في الانتخابات على الجماعات الإسلامية إلى درجة أن نرى أحزابا كبيرة، برامجها كانت علمانية ولكن مواقفها اختلفت عن هذه البرامج. من هذه الأحزاب على سبيل المثال: حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال حيث أرسى هذا الحزب معالم العلمانية في تركيا، وقد قام هذا الحزب بسلسلة من الإجراءات القانونية فرضت بالقوة على المسلمين في تركيا، كان الغرض منها جعل الدستور علمانيا.. إلا أن حزب الشعب الجمهوري بدأ يتغير في اتجاهاته العلمانية منذ الانتقال إلى ظاهرة التعدد الحزبي حيث وافق على إنشاء كلية الإلهيات، ومعهد العلوم الإسلامية في أنقرة.

وأما حزب الطريق المستقيم والذي يعد امتدادا لحزب العدالة فإنه استمد قوته في الثمانينات من الرأي العام الإسلامي.

أما حزب العمل القومي بزعامة ألب أرسلان توركش بدأ بالتقرب من الرأي العام الإسلامي وكان شعار هذا الحزب في انتخابات 1987 "دليلنا القرآن، وهدفنا الطوران".

عندما حصلت تركيا على نوع من الحريات تقدم الإسلاميون المؤمنون بضرورة خوض المعترك السياسي بتأسيس حزب النظام الوطني عام 1970 حيث قام على تأسيسه يونس عارف.. وقد جاء في بيان التأسيس ما يلي:

"أما اليوم فإن أمتنا العظيمة التي هي امتداد لأولئك الفاتحين الذين قهروا الجيوش الصليبية قبل ألف سنة، والذين فتحوا إستانبول قبل 500 سنة، أولئك الذين قرعوا أبواب فيينا قبل 400 سنة، وخاضوا حرب الاستقلال قبل خمسين سنة.. هذه الأمة العريقة تحاول اليوم أن تنهض من كبوتها وتجدد عهدها وقوتها مع حزبها الأصيل "حزب النظام الوطني". إن حزب النظام الوطني سيعيد لأمتنا مجدها التليد، الأمة التي تملك رصيدا هائلا من الأخلاق والفضائل يضاف إلى رصيدها التاريخي، وإلى رصيدها الذي يمثل الحاضر المتمثل في الشباب الواعي المؤمن بقضيته وقضية وطنه"..
وقدم الحزب برنامجه العملي في منظومة من الأفكار يمكن إيجازها فيما يلي:
- إن التسميات المعاصرة مثل اليمين واليسار والوسط هي من اختراع الماسونية والصهيونية وكلها مؤسسات تابعة لغرض واحد، وانه لا بد من التخلص من هذه الأسماء الغريبة والعودة إلى الخط الأصيل الذي يصل الماضي التليد بالغد المشرق.
- إن حزب النظام الوطني لا يشبه الأحزاب الأخرى، فجميع الأحزاب تقوم على أساس التسلط وشهوة الحكم، ونحن نقوم على أساس جديد ينبغي مرضات الله والعمل في سبيل الوطن.
- إن نظام التعليم في تركيا فاسد، وضعته شرذمة من الحاقدين من الصليبيين واليهود بشكل لا يناسب الأمة، فهو يسقط من حسابه كل قيمة معنوية، أو أخلاقية، أو دينية. غايته فصل تركيا عن ماضيها الإسلامي وسلخها عن دينها وقيمتها، وبهذه الطريقة فقط يستطيعون أن يقتلوا الجيل ويدمروا البلاد.. لقد مرت خمسون سنة ونحن نسمع أن النهضة لا بد أن تقوم على أنقاض الدين، كما حصل في الغرب، متناسين أن الإسلام يختلف عن الكنيسة ودولة القسيس.
- وفي الوقت الذي تعترض الدولة على الطالبات اللواتي يلبسن الحجاب على رؤوسهن، تدرس كتب اللاهوت في كل مكان دونما رقابة أو ضجة... وهذا يعني أن حزب النظام الوطني أكد العودة إلى الإسلام الحقيقي.

وفي تلك الأحداث الساخنة والمشادة العنيفة بين الإسلام والعلمانية في تركيا، ظهر المجاهد الكبير نجم الدين أربكان يخوض المعارك الكلامية مع العلمانيين.. لقد هاجم أربكان العلمانية واستفاد من الثغرات الموجودة في الدستور التركي ورد على الحملة الإعلامية العلمانية الموجهة ضد أطروحاته فقال: "الدين هو معتقد أساسي ونظام فكري للأفراد، وهذا يعني الاعتراف بحق الحرية والوجود والاعتراف بحقوق المعتقد للفرد. إن حرمان الشخص من هذه الأسس هو ضد الروح والمبادئ الأساسية للدستور"..

قام أربكان بلمّ شعث حزب النظام الوطني وأسس حزبا جديدا أطلق عليه حزب السلامة الوطني.. الذي نادى بأهمية الأخلاق الدينية والمواقف المعنوية.. وعلى هذا الأساس فقد أكد حزب السلامة في برنامجه على ما يأتي: "قيام تجمع يعتمد على الفضيلة والأخلاق، ويعطي القيمة المعنوية للإنسان"

أهم أعمال حزب السلامة الوطني:
عندما شعر حزب السلامة بقوته وصار جزءا من الحياة السياسية في تركيا، شرع منظرو الحزب بشن حرب إعلامية منظمة على أسس العلمانية في تركيا وبيّنوا للناس أن الإطار السياسي لتركيا الجديدة يناقض مبادئ السياسية للإسلام، ويقضي الإسلام بتوحيد السلطات السياسية والدينية تحت سيطرة الدين، وفي هذا المعنى فإن العلمانية والنظام العلماني ضد الإسلام، الشريعة والدين.. ويردف قائلا: "إن الخونة والكذابين هم وحدهم الذين يقولون بأن الدين والسياسة شيئان منفصلان، لأن المسلمين لا يفصلون شؤون الدنيا عن شؤون السماء.. إن القوانين الإنسانية لا تتناسب وطبيعة الإسلام. إن الإسلام نظام يصلح لكل الأزمان؛ إنه يمثل كلا من الدين والدولة. إن القرآن لم ينزل ليقرأ في القبور أو يغلق عليه في أماكن العبادة. لقد أنزل القرآن ليحكم"....
عبر عن آرائه بصراحة مؤكدا أن دخول الإسلام في كافة جوانب الحياة هو الشرط الوحيد لقيام دولة إسلامية، وفي هذا المجال قال أربكان: "قبل كل شيء يجب أن تكون الدولة إسلامية، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الدين الإسلامي في خطر!!".. بعدها بدأ الحزب ينتقد الديمقراطية وأكد أنها تتعارض مع مبادئ الإسلام.

في هذا المجال، أكد حزب السلامة أن "الديمقراطية مؤامرة غربية لقيادة الجهلة بموجب الأساليب الغربية والمسيحية.. إنه انتصار للمسيحية ضد الإسلام، لذلك يجب تطبيق القوانين الإلهية إذ لا يمكن للإنسان تشريع قوانين يمكن تطبيقها".
أما فيما يتعلق بموقف الحزب من الولايات المتحدة، فقد عارض الحزب الوجود الأمريكي في الأراضي التركية، كما عارض استخدام الولايات المتحدة الأراضي التركية ضد دول منطقة الشرق الأوسط...

لقد كان لحزب السلامة تأثير كبير في الشارع التركي، وعمل على إعادة الهوية الإسلامية ونازل بحجج الإسلام وبراهينه الأنظمة الاشتراكية والرأسمالية، وكان زعيمه نجم الدين أربكان يتحدث بعزة الإسلام، ويوضح للشعب التركي خطورة الانحراف عن منهج الله، ويوجه صواريخه إلى أعداء الإسلام.

إن النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي وعلى الرغم من اختلاف النظامين في الظاهر، فكلاهما مادي وكلاهما يعمل على النهوض بالجانب المادي في مقابل انحطاط الأخلاق والمعنويات، وكلاهما يزداد ارتفاعا ماديا مع هبوط الثقافة والأخلاق.

حرص حزب السلامة على التمسك بالماضي العثماني المجيد وبيّن للناس أهمية الالتزام بالإسلام، واتبع سياسة تؤدي في مداها البعيد إلى القضاء على مبادئ أتاتورك العلماني وهو في الوقت نفسه يدعو إلى عدم التعاون مع العناصر غير الإسلامية في تركيا، وهو في الوقت نفسه يعارض الشيوعية بعنف. ودعا أربكان إلى ضرورة تطوير علاقات تركيا مع العالم الإسلامي في المجالات كافة... وانتقد أربكان كلا من الصهيونية والماسونية..

وقد أعلن أربكان عشية انتخابات 1973: "أننا سنعيد عهد الرسول عليه الصلاة والسلام"... إن نشاط حزب السلامة الوطني خلال السبعينات أدى إلى خرق المظاهر العلمانية في تركيا حيث انتشرت بعض المظاهر الإسلامية في تركيا كما تم التوسع في المدارس الإسلامية حيث سمح لها بتدريب الأئمة والوعاظ.. وهاجمت الصحف الإسلامية في تركيا كمال أتاتورك وأطلقت عليه اسم "الدجال" وضغط حزب السلامة الوطني على رئاسة الشؤون الدينية حتى أصدرت بيانا في حزيران 1973 أكدت فيه على دعوة المرأة التركية إلى الحجاب. واستطاع أربكان أن يمرر قانونا في البرلمان يسمح بموجبه للأتراك بالسفر برا إلى الحج وكان ذلك ممنوعا.

وقد هتف هؤلاء الذين جاؤوا من جميع أنحاء البلاد بالشعارات الدينية، وطالبوا باستخدام الشريعة الإسلامية في التعامل السياسي الداخلي، وطالبوا باستخدام الشريعة الإسلامية في التعامل السياسي الداخلي، ومنعوا عزف النشيد الوطني. واحتج المتظاهرون على ضم القدس، ومناداة إسرائيل بالقدس الحرة ونادوا بقطع العلاقات مع إسرائيل. كما دعا أربكان في هذه المظاهرة إلى بدء الصراع لإنهاء العقلية الغربية الزائفة والتي تحكم تركيا. وكتب المتظاهرون الشعارات باللغة العربية وقام هؤلاء بحرق العلم الصهيوني، والأمريكي، والسوفييتي، ونادى المتظاهرون بشعار "الموت لليهود" ولا سيما أن مدينة قونية تضم أعدادا من طائفة اليهود والتي يبلغ عددها 20000 يهوديا، ونادى المتظاهرون أيضا: "جاء دور القانون الديني وانتهت الهمجية، الشريعة أو الموت، إن الدولة الملحدة يجب أن تدمر، وإن القرآن هو دستورنا، نريد دولة إسلامية بدون الحدود والطبقات"

Saowt
06-04-2006, 08:49 PM
لا أدري إن كان هناك من يتابع.. لكن التجربة التركية عن جد جديرة بالقراءة

كانت شعبية حزب السلامة الوطني ترتقي، لأنه التزم القضايا الإسلامية علنا؛ واضطر الحزب الجمهوري وحزب العدالة إلى إرضاء حزب السلامة الوطني، وقدما تنازلات للاتجاه الإسلامي، طمعا في المساعدات الاقتصادية من الأقطار الإسلامية والحاجة الملحة إلى بترولها.

وكان من الطبيعي أن يُحاكَم حزب السلامة الوطني، وأن تُوَجّه التهم لزعيمه أربكان وزملائه المجاهدين. وكانت كل التهم تدور حول حرص حزب السلامة على إعادة دولة الإسلام لتركيا، والتخلص من الأفكار العلمانية والمبادئ الكمالية؛ إن الغطرسة التركية العلمانية أعلنت بكل وقاحة على لسان "الجنرال إيفرن" رئيس أركان الجيش التركي أن لها من القوة بحيث تستطيع أن تقطع لسان كل من يتهجم على أتاتورك.

لقد استطاع حزب السلامة الوطني أن يدخل بعض التغييرات في السلوك السياسي الداخلي التركي، ومن ذلك: "تحقيق الأذان في الجوامع وباللغة العربية، وفرض قراءة القرآن الكريم في محطات الإذاعة والتلفاز، وكان ذلك محرما منذ مجيء المفسد الكبير مصطفى كمال إلى الحكم".

وحكمت المحكمة العسكرية الظالمة في عام 1983 على المجاهد أربكان بالسجن لمدة أربعة أعوام، وعلى 22 عضوا من أعضاء حزب السلامة الوطني لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام ونصف.
وقام الجيش التركي بتسريح كل من تشم منه رائحة إسلامية، وأعلن إيفرن في حملته التي استهدفت الإسلاميين داخل القوات المسلحة أن هؤلاء الإسلاميين: "كان هدفهم الوصول إلى المراتب العليا في القوات المسلحة، ماذا سيحدث لو أنهم أمسكوا بزمام الجيش؟" وأضاف قائلا: "قد يحولون البلاد إلى أي نوع من الأنظمة التي يريدون، هل هذا نشاط ديني أم خيانة؟"

ومن ثم ظهر حزب الرفاه وهو امتداد طبيعي لفكر السلامة الوطني... وانتعشت الحركة الإسلامية مع استلام أوزال السلطة وهو المتعاطف مع الإسلام في تركيا خاصة.. وشجعت حكومة أوزال نشاط المساجد والمدارس الدينية واهتم وزير الدولة المشرف على الشؤون الدينية (كاظم أكصوري) بدورات تعليم القرآن الكريم، والتي كانت في بداية الثمانينات 200 دورة رسمية ووصلت إلى 3000 دورة رسمية في عام 1987.. وقام أكصوري بجعل بعض المؤسسات الدينية مثل بنك الأوقاف من أهم المراكز التي تغذي الحركة الإسلامية في تركيا.

واستمر حزب الرفاه في جهاده السلمي، والتوغل المتزن في أعماق الشعب المسلم التركي الذي لا تزال أعمال حزب السلامة في ذاكرته ووجدانه.. واستطاع حزب الرفاه أن يحصل على أهم وأكبر البلديات في تركيا وعلى فوزه بانتخابات ديسمبر 1995، تسلم على إثرها السلطة مع ائتلاف حكومي مع حزب الطريق القويم في يونيو 1996 وأصبح المجاهد الكبير نجم الدين أربكان رئيس الوزراء، وقام بإصلاحات اقتصادية رائعة وارتفعت الرواتب في فترة وجيزة، وتقدم مندفعا كالسهم نحو الدعوة لإقامة سوق إسلامية مشتركة، ورفض دخول تركيا السوق الأوروبية المشتركة، فكانت دعوة إلى قيام أمم إسلامية متحدة، ومجلس إسلامي مشترك، وضرب ممثلو حزب الرفاه في البلديات وعلى مستوى الدولة أروع الأمثلة في النزاهة، والعفة، وطهارة اليد، والمقدرة على التخطيط، واهتمت مؤسسات الحزب بتقديم وتحسين أداء الخدمات للمواطنين، وتعاطف الشعب التركي مع حزب الرفاه حتى إن كثيرا من المومسات أعطين أصواتهن لحزب الرفاه الذي عمل على إيجاد فرص العمل الشريف لهن وترك بيوت الدعارة والفساد والرجوع إلى الله بالتوبة والمغفرة.
ولقد عالج ممثل الرفاه والذي تولى بلدية إستانبول مشاكل العاصمة بكل جدارة وتضاعفت ميزانية البلدية بعد أن كانت تشتكي دائما من العجز المالي بسبب الاختلاس.

وتقدم حزب علماني متطرف مدعوم بقوة العسكر ورجال الاقتصاد العلمانيين وقدموا حزب الرفاه إلى المحكمة الدستورية التي حكمت بحل حزب الرفاه ومصادرة أملاكه عام 1997. ولا يزال الإسلاميون في تركيا يديرون صراعهم مع اليهود والعلمانيين وأعداء الإسلام بكل جدارة وشجاعة وذكاء الكاتب: (وإني على يقين راسخ لا يتزعزع أن الحركة الإسلامية في تركيا ستصل إلى الحكم وتطبق شرع الله بإذن الله لأن كل المؤشرات والسنن تقول ذلك).

وأختم التجربة الإسلامية في تركيا بهذا الحوار للأستاذ والمجاهد الكبير الذي نخر أعمدة العلمانية في تركيا البروفسور نجم الدين أربكان، سأله صحفي مسلم مشهور بقوله: "إن المشاركة في العملية الانتخابية أمر لا يجوز من الناحية الشرعية.. وهي مساهمة في تقوية النظام الجاهلي الذي يعتمد مثل هذه الأساليب.." فرد أربكان: "وماذا نفعل إذن؟؟ هل كان بإمكاننا أن نحقق المكاسب الكبرى على صعيد الحريات الشخصية والعامة.. ونؤسس هذه المئات من الدارس الإسلامية.. ونرفع أصواتنا في البرلمان لتعديل المواد الدستورية التي تحدّ من الحريات الدينية، ونعيد للناس ثقتهم بأنفسهم ودينهم، ونحاصر الشر بأنواعه حتى يكاد ينحسر عن بلادنا، بغير هذه الوسائل التي ترفع من مستوى أداء الجميع أفرادا وجماعات وتدفع الجميع لتحمل مسؤولياتهم في إعادة البناء..؟؟"

إن تجربة الحركات الإسلامية في السودان والأردن واليمن وتركيا من التجارب الرائدة المليئة بالدروس والعبر، ولم تفرط هذه الحركات في ثوابت الدين بل التزمت بها ولم تداهن أو تجامل في امر الشريعة بل ضغطت على حكومتها وعدلت دساتيرها بحيث جعلتها إسلامية كما حدث في السودان واليمن، أو تقترب نحو تعاليم الإسلام كما حدث في تركيا وإن هذه الأعمال الجليلة التي قامت بها الحركات الإسلامية في بلدانها ومع حكومتها لنوع من أنواع التمكين لهذا الدين.

فـاروق
06-04-2006, 10:13 PM
سنتابع باذن الله...ولكن العنوان يقول انه موضوع للحوار...ولكن في الحقيقة ممنوع كتابة الردود من خارج الكتاب المقتبس منه والا ستحذف هذه الردود !!!

Saowt
06-05-2006, 12:01 PM
طيب... حاور
نحن بانتظر الحوار

كلسينا
06-06-2006, 08:31 PM
أختي صوت أعتذر عن قراءة الموضوع ، لأن أحد الأخوات فتحت سابقاً نفس الموضوع وشارك فيه الأخ بلال .
وكنا بأنتظار من عنده علم بالتجربة التركية ليشارك معنا ، فلماذا لم تشاركينا هناك ؟؟؟؟
أرجوا أن تتفهمي كلامي بصورة إيجابية .
وأنا بأنتظار قراءة الموضوع في مكانه لو سمحت . لنشعر أننا أخوة فعلاً متضامنين غير متنافسين .
وأعتذر على الملاحظة ولا أظنك ممن ذكرت وألتمس لك مسبقاً ألف عذر .
ولا أنتظر تبرير بل أنتظر قراءة الموضوع في مكانه كما أرجوا من بلال رفعه لأنني لم أعد أذكر العنوان .

Saowt
06-06-2006, 09:32 PM
تبرير؟؟
وداد كانت تتكلم عن التجربة التركية الحالية
وانا لم اقرا سوى عن اربكان
يعني إذا من ناحية التضامن فا تأكد أنو انا واياها متضامنين كتير

كلسينا
06-06-2006, 09:44 PM
المهم أن يرى ويشعر الجميع بالمنتدى بهذا التضامن . بعدين كاتبة التجربة التركية في جيل النصر والتمكين ليش ؟؟؟؟
عذراً كل هذا اللت وأنا لم أقرأ سوى العنوان .:)

Saowt
06-06-2006, 09:53 PM
نسيت زكرك كمان
انو هالتجربة بالذات تقع بصلب الموضوع
لانو حكينا عن المشاركة في الحكم وقلنا انو رح نحط شواهد من التاريخ الحديث في المشاركة
ومن ثم تكلمنا عن تجربة اليمن والاردن وتركيا كانت أحلى تجربة وأهم واحدة...

شيركوه
06-13-2006, 07:53 PM
السلام عليكم

يا ابن عمي انا قلت انو اي مشاركة خارجة عن الموضوع
يعني ما فيها شي دخلو بالموضوع بشكل مباشر
ما قلت ما تحاوروا
ورايي انو خلوا الموضوع نظيف لحتى يكتمل نقل الكتاب
او حتى تمل الاخت الناقلة جزاها الله خيرا

بدكم تفتحوا موضوع لتناقشوا النقاط الواردة فيه حتى الان تفضلوا

---------

بالنسبة لي اخالف الشيخ الصلابي في بعض النقاط
خاصة بالنسبة للتجربة التركية

برايي المتواضع
تجربة اربكان كانت طيبة ان شاء الله اسال الله ان يغفر له ما مضى وان يضاعف له حسناته
ولكن الان راينا الحزب الالاسمي الحاتكم

بصراحة هو علماني بثوب اسلامي يعني ليس فيه من الاسلام شيء

الله اعلم

ولكن التغيير لا يتم عبر البرلمانات

السلام عليكم

Saowt
07-11-2006, 10:05 PM
يبدأ العصر الذهبي لبني إسرئيل مع ظهور داود عليه السلام في القتال، عندما أكرمه الله تعالى بقتل جالوت وبيّن القرآن الكريم أن داود عليه السلام كان مجاهدا في جيش طالوت، وممن نجحوا في الامتحان العسير الذي قرر رئيس الجيش أن يخوضه جميع جنوده فسقط من سقط ونجح من نجح.

لقد رفع الله داود عليه السلام راية النصر وشرع في إعادة التمكين لبني إسرائيل بعد قتله لجالوت، وكان إذ ذاك فتى، وتمّ له الظفر، فالتقت على محبته القلوب، وتأكدت له أواصر الإخلاص، وأصبح بين عشية وضحاها حديث بني إسرائيل، يكنون له في نفوسهم الاحترام والمحبة والتوقير، ومنذ ذلك الحين بدأ نجمه يصعد في السماء ويتنقل من ظفر إلى ظفر، ويجيئه النصر ويتبعه النصر، حتى ولي الملك أخيرا، وأصبح ذا سلطان وظهرت ملامح الحكم في زمنه في عدله وحكمه، وكان أوابا رجاعا إلى ربه بالطاعة، والعبادة، والذكر والاستغفار.
لقد كان منهج التغيير في زمن داود عليه السلام هو الصراع المسلح بين قوى الخير والشر والإيمان والكفر، والهدى والضلال وبالفعل تمّ دمغ الباطل وإضعافه ووصل بنو إسرائيل إلى قمة مجدهم وعزهم.

إن داود عليه السلام شدّ ملكه بالتسبيح والذكر والطاعة، فكان عليه السلام يسبح بالعشي والإشراق وتجاوبت الجبال مع ذكره العذب الجميل وكذلك تجاوبت الطيور، قال تعالى: {إنا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشي والإشراق} [ص: 18]. فوهبه الله هبة عظمى ذكرها في كتابه عز وجل: {وشددنا مكله وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} [ص: 20] بحيث لا يتمكن منه أعداؤه لكثرة جيوشه، وكثافة حراسه الذي قيل إنهم كانوا ألوفا كثيرة يتناوبون في حراسته، ولم ينكسر له جيش في معركة أبدا بعون الله ونصره.

استخلاف الله تعالى لداود عليه السلام:
خاطب الله تعالى داوجد عليه السلام بأن جعله حاكما بين الناس في الأرض، فله الحكم والسلطة، وعليهم السمع والطاعة، ثم بيّن الله تعالى له قواعد الحكم تعليما لغيره من الناس:
1- {فاحكم بين الناس بالحق} أي فاقض بين الناس بالعدل، الذي قامت به السماوات والأرض. وهذه أولى وأهم قواعد الحكم.
2- {ولا تتّبع الهوى} أي لا تمل في الحكم مع أهواء نفسك أو بسبب مطامع الدنيا، فإن اتباع الهوى مزلقة ومدعاة إلى النار، لذا قال {فيُضلّك عن سبيل الله} أي أن اتباع الهوى سبب في الوقوع في الضلال، والانحراف عن جادة الحق، وعاقبته الخذلان، قال تعالى: {إن الذين يُضِلّون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}.
والعبرة من هذا الموضوع: الوصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق، ولا يحيدوا عنه، فيضلوا عن سبيل الله ، وقد توعد الله من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب بالوعيد الأكيد والحساب الشديد.

شيركوه
07-14-2006, 08:48 PM
جزاكم الله خيرا على المتابعة

السلام عليكم

شيركوه
08-28-2006, 08:35 PM
يررررررررررررررررفع

السلام عليكم

شيركوه
09-08-2006, 07:51 PM
يرفع للتذكير

السلام عليكم

Saowt
09-10-2006, 07:50 AM
وعليكم السلام ورحمة الله
ستعاد الكتابة فيه بأقرب وقت بإذن الله

شيركوه
09-11-2006, 07:59 PM
جزاك الله خيرا

ونحن بالانتظار ان شاء الله

السلام عليكم

Saowt
09-21-2006, 10:44 AM
اسمحوا لي فلدي هنا مشاركة اعتراضية واحدة.... سأعود بعدها للنقل من كتاب الدكتور الصلابي

بلاد الشام بلاد مباركة، ثبت ذلك في آيات من القرآن المجيد وأحاديث صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها، والآثار الموقوفة على الصحابة وكبار التابعين ومن دونهم. فهي مهد الرسالات السماوية، ومحل لدعوات رسل الله تعالى.

وحين كان يتحدث المؤرخون والرواة القدامى عن الشام وأرضها كانوا يقصدون بذلك الرقعة التي تشغلها الآن سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تلك كانت بلاد الشام على مدى تاريخ طويل، كما قال ابن الفقيه الهمداني: "أجناد الشام أربعة: حمص ودمشق وفلسطين والأردن". وفتوح الشام ابتدأها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبو بكر" الصديق رضي الله عنه واستكملت في زمن عمر رضي الله عنه.

ولم يتم تقسيمها سياسياً إلى دول أربع إلا بفعل الاستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وتطبيق اتفاقية 'سايكس بيكو' على بلاد الشام، وفرض الانتداب الفرنسي على شمال الشام فقسمه إلى كيانين هما سوريا ولبنان، وفرض الانتداب البريطاني على جنوبه فقسمه إلى كيانين هم الأردن فلسطين، وأصبح لكل كيان جواز مرور وحدود ودستور وأعلام.

بركة بلاد الشام :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مقدمة كتابه "مناقب الشام وأهله": ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحريضي للمسلمين على غزو التتار، ولزوم دمشق، والنهي عن الفرار إلى مصر...

ومما جاء في كتاب الله تعالى قوله سبحانه: "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين"، قال الحسن: أن الأرض التي باركنا فيها: [الشام] وروي ذلك عن مجاهد، وابن زيد، وابن جريج. وقال الشيخ السعدي رحمه الله: أي الشام ... ومن بركة الشام، وأن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها، وأن الله اختارها، مهاجراً لخليله وفيها أحد بيوته الثلاثة المقدسة وهو بيت المقدس.

وقال تعالى في سورة الإسراء: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".

قال ابن تيمية رحمه الله والبركة تتناول البركة في الدين، والبركة في الدنيا وكلاهما معلوم لا ريب فيه.
وجاء في الصحيح من كتب السنة أحاديث كثيرة في فضل 'بلاد الشام' أذكر منها ما جاء عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالشام". وقوله صلى الله عليه وسلم: 'إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله'. وعنه صلى الله عليه وسلم: 'ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام'. وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'الشام أرض المحشر والمنشر'. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: 'عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده' رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح.


أهلها المقاتلون فيسبيل الله من الطائفة المنصورة نصّاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:'إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لايضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة' صحيح الجامع.
وفي رواية أخرى صحيحة: 'لا تزال طَائِفَة من أمَّتِي يقاتلونَ على الحَق ظَاهِرِينَ على منناوأَهُمْ حَتَّى يقاتلَ آخِرهم المَسِيحَ الدجال'. ومن المعلوم أن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى [4/449]: 'والنبي صلى الله عليه وسلم ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر فهوإخبار عن أمر دائم مستمر فيهم مع الكثرة والقوة، وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام منأرض الإسلام، فإن الحجاز التي هي أصل الإيمان نقص في آخر الزمان منها: العلموالإيمان والنصر والجهاد، وكذلك اليمن والعراق والمشرق، وأما الشام فلم يزل فيهاالعلم والإيمان ومن يقاتل عليه منصوراً مؤيداً في كل وقت'.

بلاد الشام حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان:
عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلميده على رأسي أو على هامتي ثم قال: 'يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة, فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس منيدي هذه من رأسك'صحيح الجامع.

من أحق الناس بعمارة الأرض المباركة:
المسلمون الموحدون أحق الناس بعمارة الأرض المباركة، والشام ثغر من ثغور المسلمين وبلد جهاد إلى قيام الساعة لأن أعداء الله لن يكفوا عنها، فكان الترغيب للسكنى فيها، والرباط، والدعوة إلى التوحيد ومؤازرة من فيها من أهل الحق عنواناً مهماً في حياة المسلم.

ولأنها حلبة الصراع بين الحق والكفر، فهي مركز قيادة الناس إلى الخير الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: 'إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة'.

ولما عرَّف أئمة الحديث الكبار رحمهم الله الطائفة المنصورة قالوا: هم أهل العلم بالآثار ومن تبعهم اقتداء بالسلف الصالح رضوان الله عنهم عقيدة ومنهجاً، يقصدون بذلك من كان على علم في الحديث والأثر وعلى منهاج النبوة.

عسقلان ثغر مهم من ثغور الشام:
أخرج الطبراني في 'المعجم الكبير' وهو في 'الصحيحة /3270' عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكاً ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان'.

وعسقلان عرفت منذ أقدم العصور التاريخية وورد لفظها في معجم 'لسان العرب' بمعنى أعلى الرأس، إنها عروس الشام من جند فلسطين، جاء في 'موسوعة المدن الفلسطينية': 'وتعتبر عسقلان مدينة ساحلية ذات شأن اقتصادي على مدى تاريخها الطويل، ويعود ذلك إلى مينائها البحري وموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود المصرية ـ الفلسطينية، ومواجهتها للقادمين من البحر تجاراً كانوا أم غزاة، وكانت عرضة للسيطرة عليها في التاريخ القديم، ولم يعرف جيش حاول فتح فلسطين لم يحاول السيطرة على عسقلان، ولم يحدث أن فتحت فلسطين من الجنوب إلا بعد فتح عسقلان، ولم تقل أهمية عسقلان في كل عهود الحكم الإسلامي'.

الحديث من أعلام ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ففيه: 'ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر' إشارة إلى الحال الذي سيصل بالمسلمين، وأنهم يتنازعون السلطة، بسبب التفرق والاختلاف، ومن ثم كان قوله: 'وإن أفضل رباطكم عسقلان' إشارة إلى أفضل الرباط على اعتبار أن هذا الرباط في بلاد الشام، وبلاد الشام مطمع الكفار، ومن تتبع تاريخ بلاد الشام منذ القدم يرى أهمية موقعها الاستراتيجي الذي كان هدف الغزاة الأول للنفاذ إلى فلسطين، فالسيطرة عليها كان يعني التحكم في الطرق المؤدية إلى معظم أنحاء فلسطين شمالاً وجنوباً وشرقاً، يضاف إلى ذلك التحكم منها في حركة المواصلات البحرية.

ولا شك أن سقوط ثغور المسلمين بيد الكفار أعداء الله دليل واضح على فساد اعتقاد المسلمين وبعدهم عن دين ربهم، ولن يعود المجد والعزة إلا إذا رجع المسلمون لدينهم واتقوا ربهم عز وجل.

العاقبة للمتقين طال الزمان أو قَصُر:
من سنن الله تعالى أن تكون العاقبة للمتقين طال الزمان أو قصر، فالنصر والتمكين لدين الله قادم لا محالة بنا أو بغيرنا قال تعالى: [هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون].
ولكن حين يتخلى أهل الإيمان عن إيمانهم فإن سنة أخرى هي التي ستحكم هؤلاء المتراجعين: [وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم].

ولا شك أن قتال اليهود حادث ولا ريب، وسيقضي المسلمون المجاهدون على الدجال ومن معه من اليهود جميعاً، وتستريح البشرية جمعاء من شرور اليهود وأطماعهم وإفسادهم، ولكن على يد مَنْ مِنَ المجاهدين سيقتل اليهود ومعهم الدجال؟ والإجابة في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:'لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود'.

فحربنا من اليهود مستمرة والتي بدأت منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسوف تستمر حتى خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، والقضاء على آخر يهودي وستبقى بقية أهل الإيمان على الأرض المقدسة وبلاد الشام تنافح عن الحق وعن الإسلام ضد الباطل وأهله إلى أن تقاتل هذه الفئة الدجال في آخر الزمان.

ولكن على يد مَن يعود المسجد الأقصى وما سلب من بلاد الشام؟
لقد وعد الله تعالى المؤمنين بأن ينصرهم على عدوه وعدوهم وإن طال الزمان بنظر المؤمنين أو قصر، وربط الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض المقدسة بأصلها الأصيل وهو الإسلام، فهو مستقبلها وبه حياتها، ولن يتم لها أمر، أو يعلو لها شأن إلا من خلال هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه، والمجتنبين معاصيه، فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة، والقلوب الموحدة، والأيدي المتوضئة، قال تعالى: [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون] النور 55.

والنصر لا يكون بالتمني والأماني والركون إلى الدنيا إنما النصر بالجهد والجهاد وبتحقيق التوحيد لله تعالى [يعبدونني لا يشركون بي شيئاً] فلا يتنـزل النصر مع الإشراك بالله تعالى، وبهذا نعلم مقدار بعد الأمة الإسلامية عن النصر وأسبابه، وذلك لشيوع أسباب الشرك ومظاهره وغلبة الهوى والجهل، وظهور الفرق الضالة في الأمة وتمكنها في بلاد الشام، ومتابعة جماهير المسلمين اليوم لهذه الضلالات – إلا ما رحم الله – والتي أبعدتهم عن الجادة والنهج القويم.

فالعودة إلى الإسلام هو الطريق لإنقاذ فلسطين والمسجد الأقصى السليب، وبتمسكنا بالإسلام ترجع إلينا إن شاء الله مقدساتنا التي اغتصبت في بيت المقدس، وديارنا السليبة في جميع أنحاء الأرض ويتحقق لنا شرط التمكين والنصر قال تعالى: [الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور] الحج 41. وتكون بهذا العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين.

كلمات نفيسة لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
وأختم مقالي بكلمات لفضيلة الشيخ بن العثيمين رحمه الله تعالى في الطريق إلى النصر والتمكين: 'أيها المسلمون إن نصر الله عز وجل لا يكون إلا بالإخلاص له، والتمسك بدينه ظاهراً وباطناً، والاستعانة بالله وإعداد القدرة المعنوية والحسية بكل ما نستطيع ثم القتال لتكون كلمة الله هي العليا، وتطهر بيوته من رجس أعدائه، أما أن نحاول طرد أعدائنا من ديارنا، ثم نسكنهم قلوبنا بالميل إلى منحرف أفكارهم، والتلطخ بسافل أخلاقهم، فالنصر مشروط بما شرطه الله عز وجل، استمعوا إلى قول الله تعالى: [ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور].

هؤلاء هم الذين يستحقون النصر، الذين يوقنون بقلوبهم ويقولون بأفواههم إن مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور، بهذا يمكن للمسلمين أن يحتلوا بلاد الله وأن يطردوا عنها أعداء الله، لأن 'الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين' ، 'ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض لله يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين'.

والحمد لله رب العالمين ،،،