تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لمن كان له قلب



Saowt
09-28-2004, 03:44 AM
الحسن البصري مع المجوسي

روي عن الحسن البصري - رضي الله عنه - أنه قال: دخلتُ على بعض المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان منزلهُ بإزاء منزلي، وكان حسن الجوار، وكان حسن السيرة، حسن الخلق، فرجوتُ الله - تعالى - أن يوفَّقه عند الموت، ويميتُه على الإسلام،،

فقلت له: ما تجد، وكيف حالك؟
فقال: لي قلب عليل ولا صحّة لي، وبدنٌ سقيمٌ ولا قوة لي، وقبر مُوحش ولا أنيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراطٌ دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدنَ لي، وجنَّة عالية ولا نصيب لي، وربٌّ عادل ولا حُجَّةَ لي.

قال الحسن: فرجوتُ الله أن يوفَّقه، فأقبلت عليه وقلت له: لم لا تُسلِم حتى تَسلمَ؟
قال: يا شيخ، إنَّ المِفتاح بيدِ الفتاح، والقفُل هاهنا، وأشار إلى صدره، وغشيَ عليه.

قال الحسن: فقلت: إلهي وسيِّدي ومولاي، إن كان سبقَ لهذا المجوسيِّ عندك حسنةٌ فعجِّل لها إليه قبل فراق روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل. فأفاق من غشيته، وفتح عينه، ثم أقبل وقال: يا شيخ، إنَّ الفتَّاح أرسل المفتاح، أمدد يمنك، فأنا أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهدُ أن محمداً رسول الله، ثم خرجت روحه وصار إلى رحمة الله.

منعوك من شُرب المودَّةِ والصفا *** لما رأوكَ على الخيانة والجـفا
إن أنت أرسلت العنان إليــهم *** جــادوا عليك تكـرُّماً وتعطُّفا
حـاشاهُم أن يظلموك وإنـما *** جعلوا الوفا منهم لأرباب الوفـا

بحر الدموع للإمام جمال الدين بن الجوزي

Saowt
09-28-2004, 03:48 AM
اسأل الله العلي العظيم أن يوفق الجميع إلى سلوك الطريق المستقيم وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلاً وان يرزقنا اجتنابه ثم أما بعد:

لقد قرأت هذه القصة من كتاب جبال الذنوب وسيد الغفران لي أبو طلحة محمد يونس عبد الستار وأحببت أن أشارك بها في:

حدثنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي - ابن الجوزي الحنبلي - أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر ..... حدثنا جعفر الصائغ، قال: كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رجل ممن يمارس المعاصي والقاذورات، فجاء يوماً إلى مجلس أحمد يسلم عليه، فكانّ أحمد لم يردَّ عليه رداً تاما وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله! لمَ تنقبض مني؟ فإني قد انتقلت عمَّا كنت تعهدني برؤيا رأيتها، قال: وأي شيء رأيت؟ قال: رأيت النبي في النوم كأنه على علوّ من الأرض وناس كثير أسفل جلوس، قال: فيقوم رجل رجل منهم إليه، فيقول: ادعُ لي! فيدعو له حتى لم يبق من القوم غيري، قال: فأردت أن أقوم فاستحيت من قبيح ما كنت عليه، قال لي: يا فلان! لِم لا تقوم إليَّ فتسألني أدعو لك؟ قال: قلت: يا رسول الله! يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدعُ لك، فإنك لا تسبّ أحداً من أصحابي، قال فقمت فدعا لي فانتبهت وقد بغَّض الله إليَّ ما كنت عليه، قال: فقال لنا أبو عبد الله: يا جعفر! يا فلان! حدّثوا بهذا واحفظوا فإنه ينفع.

--------------------
من كتاب التوابين لابن قدامه ص 264

شيركوه
09-28-2004, 02:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بك اختنا الكريمة على هذه النقول