fakher
08-07-2004, 07:08 AM
منذ أيام قمت بزيارة أكبر ميخم للاجئين الفلسطينيين في لبنان ، ألا وهو مخيم عين الحلوة فهو أكبر المخيمات الفلسطينية من حيث السكان والمساحة، كيلومتر مربع واحد يقطن فيه أكثر من سبعين ألف لاجئ ... لا تسأل كيف هذا؟
فعندما ترى شوارعه الضيقة وأزقته التي يصل ضيقها أحياناً لدرجة أنها لا تتسع لشخص واحد، فهذا بنى سلم بيته في عرض الزقاق، ومن هذا البيت ممر ينقلك إلى زقاق آخر ، وتلك المرأة تنشر الغسيل وقد استحوذت على نصف الزقاق ، المياه المبتذلة تجوب هذه الشوارع ، أطفال وصبية لم يجدوا ملاذاً لهم غير تلك الأزقة للعب والمرح، وهناك فتى لا يتجاوز العشر سنوات يجر عربة قد تكون أضعاف حجمه وقد حملها بالأتربة في محاولة تمريرها بين تلك الأزقة فتارة يرتطم بالسلم وتارة يضرب أحد الأبواب ، ولما سألته ماذا تفعل ؟؟؟ أجاب: أنقل التراب لجدتي.
أما السوق فتراه مكتظاً أكثر من الاكتظاظ وقد تكون كلمة اكتظاظ قليلة على ما شاهدته، رواده 90 بالمئة منهم من النساء أما بائعوه فجلهم من الصبية بل أقول "أطفال" ، ولكنك قد تفاجئ في رؤية بائع بطاطا يحمل شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعات أوكرانيا، ولما سألته عن حاله والدهشة تملئ عيني ، رد عليي بأن هناك مئات الحالات كهذه في المخيم ، فهذا طبيب جراح يعمل كحارس لإحدى عمارات صيدا ، وذاك طبيب أيضاً ولكنه فضل قيادة التاكسي عن ممارسة مهنته والسبب يعود في منع الحكومة اللبنانية لهؤلاء وغيرهم من أصحاب الاختصاصات كالهندسة والمحاماة والطبابة ألخ... من ممارسة اختصاصاتهم على الأراضي اللبنانية حتى يقوموا بالتسجيل في النقابات المختصة ، وطبعاً هناك قانون يمنع النقابات من تسجيلهم ويتعاملون معهم على أنهم "أجانب".
كل هذا في كفة ومعضلة التمليك في كفة أخرى.
فلا يحق الفلسطيني أن يتملك في لبنان بخلاف كل الأجانب الذين يأتون إلى لبنان ويتملكون فيه والحجة هنا أنهم لا يريدون للفلسطيني أن يتملك في لبنان. فكم وكم من شباب قد اشتروا شققاً ولم يستطيعوا تسجيلها وكم من رؤوس أموال مودعة في البنوك لم يستطع الورثة الحصول عليها.
حتى الهاتف لا يحق للفلسطيني أن يتملكه.
البطالة والحرمان والفقر والأوبئة والمرض والأمية وعمالة الأطفال تسكن هذه المخيمات وتعشعش فيها، ومهما وصفت لكم فسأكون مقصراً في جوانب عديدة.
هذه مكافأة الدول العربية للفلسطينيين، فبعد أن تخلوا عن فلسطين ها هم اليوم يتآمرون على الشعب الفلسطيني في كل مكان ، لا لأن يكون للفلسطيني بيت يأويه ... لا لعمل الفلسطيني في مهنة محترمة ... لا لأن يتعلم الفلسطيني في الجامعات .... لا ولا ولا
كل هذه اللاءات حجتها الوحيد والتي يتشدقون بها هي " لا لتوطين الفلسطيني في أي دولة عربية" ومن قال لكم يا حكام العرب أن الفلسطيني يقبل بديلاً عن أرضه أو يقبل العيش ذليلاً في دولتكم.
لكم الله يا شعب فلسطين وحسبكم الله.
فعندما ترى شوارعه الضيقة وأزقته التي يصل ضيقها أحياناً لدرجة أنها لا تتسع لشخص واحد، فهذا بنى سلم بيته في عرض الزقاق، ومن هذا البيت ممر ينقلك إلى زقاق آخر ، وتلك المرأة تنشر الغسيل وقد استحوذت على نصف الزقاق ، المياه المبتذلة تجوب هذه الشوارع ، أطفال وصبية لم يجدوا ملاذاً لهم غير تلك الأزقة للعب والمرح، وهناك فتى لا يتجاوز العشر سنوات يجر عربة قد تكون أضعاف حجمه وقد حملها بالأتربة في محاولة تمريرها بين تلك الأزقة فتارة يرتطم بالسلم وتارة يضرب أحد الأبواب ، ولما سألته ماذا تفعل ؟؟؟ أجاب: أنقل التراب لجدتي.
أما السوق فتراه مكتظاً أكثر من الاكتظاظ وقد تكون كلمة اكتظاظ قليلة على ما شاهدته، رواده 90 بالمئة منهم من النساء أما بائعوه فجلهم من الصبية بل أقول "أطفال" ، ولكنك قد تفاجئ في رؤية بائع بطاطا يحمل شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعات أوكرانيا، ولما سألته عن حاله والدهشة تملئ عيني ، رد عليي بأن هناك مئات الحالات كهذه في المخيم ، فهذا طبيب جراح يعمل كحارس لإحدى عمارات صيدا ، وذاك طبيب أيضاً ولكنه فضل قيادة التاكسي عن ممارسة مهنته والسبب يعود في منع الحكومة اللبنانية لهؤلاء وغيرهم من أصحاب الاختصاصات كالهندسة والمحاماة والطبابة ألخ... من ممارسة اختصاصاتهم على الأراضي اللبنانية حتى يقوموا بالتسجيل في النقابات المختصة ، وطبعاً هناك قانون يمنع النقابات من تسجيلهم ويتعاملون معهم على أنهم "أجانب".
كل هذا في كفة ومعضلة التمليك في كفة أخرى.
فلا يحق الفلسطيني أن يتملك في لبنان بخلاف كل الأجانب الذين يأتون إلى لبنان ويتملكون فيه والحجة هنا أنهم لا يريدون للفلسطيني أن يتملك في لبنان. فكم وكم من شباب قد اشتروا شققاً ولم يستطيعوا تسجيلها وكم من رؤوس أموال مودعة في البنوك لم يستطع الورثة الحصول عليها.
حتى الهاتف لا يحق للفلسطيني أن يتملكه.
البطالة والحرمان والفقر والأوبئة والمرض والأمية وعمالة الأطفال تسكن هذه المخيمات وتعشعش فيها، ومهما وصفت لكم فسأكون مقصراً في جوانب عديدة.
هذه مكافأة الدول العربية للفلسطينيين، فبعد أن تخلوا عن فلسطين ها هم اليوم يتآمرون على الشعب الفلسطيني في كل مكان ، لا لأن يكون للفلسطيني بيت يأويه ... لا لعمل الفلسطيني في مهنة محترمة ... لا لأن يتعلم الفلسطيني في الجامعات .... لا ولا ولا
كل هذه اللاءات حجتها الوحيد والتي يتشدقون بها هي " لا لتوطين الفلسطيني في أي دولة عربية" ومن قال لكم يا حكام العرب أن الفلسطيني يقبل بديلاً عن أرضه أو يقبل العيش ذليلاً في دولتكم.
لكم الله يا شعب فلسطين وحسبكم الله.