بينما كنت في طوافٍ بعد صلاة المغرب والازدحام قد بلغ ذروته وانا اجاهد كي أجد طريقي بين الطائفين فاذا بي بفجوة بين الجموع. فتعجبت لماذا لم يملأها الطائفون وهم يحثون الخطى كي يتقدموا في هذا الزحام الخانق. وعندما دفعتني حركة الجموع الحثيثة الى حيث الفجوة لم ار شيئا في البداية، ثم رأيته، وعندها نسيت دعائي الذي كنت ادعو به ووقفت للحظة اتأمل هذا المشهد. انه رجل، يكاد عظمه يمزق جلده ويخرج منه لشدة ضعفه، وهو يطوف، وانما على قدميه وكفيه معا. لم يستمر هذا المشهد طويلا اذ يبدو انه قد انهى طوافه وطفق - لا ادري ان كان يزحف او يمشي – يشق طريقه بين الجموع وذهب ليصلي على ما اظن. وعدت انا الى دعائي وطوافي وبعد ان انهيت الصلاة جلست في ركن انظر الى الكعبة وقد فرشت همومي التي اتيت بها امامي اتاملها واطلب من الله ان تتنزل علي رحمة من ال 120 رحمة التي ينزلها على عباده الطائفين علني اعود بها الى بلادي وابدأ رحلة جديدة، فاذا بصورة ذاك الرجل الطائف تظهر امامي وبقوة فبهتت كل همومي وتلاشت ورحت اتامل قوة واصرار ذاك الرجل على المجيء الى بيت الله العتيق والطواف حوله وهو نافلة وهو يعلم انه من اصحاب الاعذار. فهو لم يبال بنظرات الشفقة أو الاشمئزاز أو التعاطف أو التأمل التي رماه بها الناس وهو يمر من امامهم بل كان يسير بكل ثقة وثبات الى هدفه المحدد. يا ترى ما هو ذاك الدافع الذي اتي به الى هذا المكان هل هو الايمان، او هو محاولة يائسة لطلب الشفاء من رب البيت عند البيت، أو انه اليقين بحكمة خالق الكون وبان لله في خلقه على هذا النحو حكمة معينة لا يعلمها الا قليل من الناس وهو يطلب من الله الثبات على تقبل هذا الحكمة واعطائه القوة على تأدية الدور المفترض فيه تأديته وهو على هذه الحالة؟
فسبحان الله كيف ننظر الى احداث الكون والى الاشياء التي تحدث لنا وكاننا مركز هذا الكون وننسى ان لله في خلقه شؤون وان الله يسيّر الكون اجمع وما نحن فيه الا اسباب لمسببات أُخرى ولا نفهم دورنا الحقيقي في هذه الحياة الا ربما بعد ان نعيش احداث حياتنا كلها او ربما عندما يصبح بصرنا حديد بعد الممات.
اللهم اقسم لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا وثبتنا على دينك يا رب العالمين.

هنيئا لك يا من لبنان... تقبل الله طاعاتك.. عقبى للعودة
لكن ألا تجدين أن هذا الرجل هو بحاجة أكثر من غيره لزيارة الأماكن المقدسة؟؟

يا ترى ما هو ذاك الدافع الذي اتي به الى هذا المكان هل هو الايمان، او هو محاولة يائسة لطلب الشفاء من رب البيت عند البيت، أو انه اليقين بحكمة خالق الكون وبان لله في خلقه على هذا النحو حكمة معينة لا يعلمها الا قليل من الناس وهو يطلب من الله الثبات على تقبل هذا الحكمة واعطائه القوة على تأدية الدور المفترض فيه تأديته وهو على هذه الحالة
اقسم لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا وثبتنا على دينك يا رب العالمين... اللهم آمين
السلام عليكم ورحمة الله

Taqabal allah menk o5tna elkarimeh

تقبل الله منك اختنا...

ورزقنا العودة الى هناك..وقبلنا وسخرنا لما يحبه من عمل ويرضى

ما هذه الأنانية يا فاروق



ورزقنا العودة الى هناك..