أم ورقة
05-23-2004, 08:04 PM
الــغــضـــب
عن أبي هريرة t أن رجلاً قال للنبي r: أوصني، قال : (( لا تغضب )).. فردد مراراً، قال: (( لا تغضب )).. صحيح البخاري في الأدب 6114 – 6116
ثبت علميا أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على قلب الشخص الذي يغضب تأثيرا العدْو أو الجري على القلب، وانفعال الغضب يزيد من عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة؛ فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات أو النبضات؛ وهذا بالتالي يجهد القلب لأنه يقسره على زيادة عمله عن معدلات العمل الذي يفترض أن يؤديه بصفة عادية أو ظروف معينة. إلا أن العدو أو الجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلا لأن المرء يمكن أن يتوقف عن الجري إن هو أراد ذلك، أما في الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على غضبه لا سيما وإن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره..
وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعي، حيث أن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب، كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن تمرر أو تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها هذا القلب المنفعل؛ ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب، هذا بخلاف الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عن الغضب في العلاقات بين الناس والتي تقوّض من الترابط بين الناس.
ومما هو جدير بالذكر أن العلماء كانوا يعتقدون في الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب المكبوت فقط هو المسؤول عن كثير من الأمراض، ولكن دراسة أمريكية حديثة قدمت تفسيرا جديدا لتأثير هذين النوعين من الغضب مؤداه أن الكبت أو التعبير الصريح للغضب يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها وإن اختلفت حدتها..
ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى الإصابة بالسرطان.. أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى الإضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة؛ لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلا.
فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى هذه الغدد إلى حد سدّ الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها.
الأخطر من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة؛ وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعي لجهاز المناعة.
وصدق رسول الله r الذي أوصانا بعدم الغضب.. ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية في تكرار الرسول r توصيته بعدم الغضب.
الغضب وآثاره السلبية
إن الميول الإنسانية تنقسم إلى أربعة أقسام, ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها:
الميول الشهوانية: وتؤدي إلى الثورة والغضب
الميول التسلطية: وتؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة
الميول الشيطانية: وتسبب الكراهية والبغضاء للآخرين
ومهما كانت ميول الإنسان فانه يتعرض للغضب، فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالأمراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية. وقد أكدت الأبحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الإنسان.
لهذا ينصح الرسول r المسلمين في حديثه لا تغضب.. وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه. وينبغي أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حرمات الله U..
ورسول الله r يقول لمن يغضب (( وإذا غضب أحدكم فليسكت )).. لأن أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه إذا ذهب عنه الغضب.. ولهذا يقول الرسول r: (( لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان ))..
والقرآن الكريم يصور الغضب قوة شيطانية تقهر الإنسان وتدفعه إلى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن غاضبا.. فسيدنا موسى u ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، قال U: ) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ( (لأعراف:154).. وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى u ليلقي الألواح.
وتجنب الغضب يحتاج إلى ضبط النفس مع إيمان قوي بالله U.. ويمتدح الرسول r هذا السلوك في حديثه (( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))..
ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات؛ لان تأثيرها يأتي بتكرار تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات أن يتخلص منها بسهولة، ولأن الغضب يغير السلوك؛ فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الإنسان في مواجهة المشكلات اليومية فيتحول غضب الإنسان إلى هدوء واتزان.
إن الطب النفسي توصل إلى طريقتين لعلاج المريض الغاضب:
الأولى: من خلال تقليل الحساسية الانفعالية؛ وذلك بتدريب المريض تحت إشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة؛ فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال..
الثانية: من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي؛ وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة، وإذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء..
هذا العلاج لم يتوصل إليه الطب إلا في السنوات القليلة الماضية، بينما علمه الرسول r لأصحابه في حديثه (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع )).
الغضب وعلاجه
عن أبي هريرة t أن النبي r قال: (( ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب )). وعنه t أن رجلاً قال للنبي r: أوصني، قال : (( لا تغضب )).. فردد مراراً، قال: (( لا تغضب )).. صحيح البخاري في الأدب 6114 – 6116
قوله: " ليس الشديد بالصرعة " بضم الصاد وفتح الراء: الذي يصرع الناس كثيراً بقوته والهاء للمبالغة بالصفة. قوله " فردَّد مراراً " أي ردَّد السؤال يلتمس أنفع من ذلك أو أبلغ أو أعم، فلم يزده على ذلك. وزاد أحمد و ابن حبان في رواية عن رجل لم يُسَمَّ قال: تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله.
قال الخطابي: معنى قوله: " لا تغضب " اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه. وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأنه r جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة، و لعل السائل كان غضوباً، و كان النبي r يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب، فللغضب مفاسد كبيرة، ومن عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله r " لا تغضب ".
وكما وصف r الداء وصف الدواء.. ففي حديث رواه أحمد و أبو داود و ابن حِبَّان أنه r قال: (( إذا غضب أحدكم و هو قائم فليَجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فَليضطَجِع )).
فما هي تأثيرات الغضب على جسم الإنسان ؟ و لماذا وصف لنا النبي r هذا العلاج ؟ و كيف يؤثر الوقوف والاضطجاع على الغضب ؟
هذه ثلاثة أسئلة للإجابة عليها لا بّد أن نتوقف عند الغُدَّة الكظرية التي تقع فوق الكليتين، ومن وظائف هذه الغدة إفراز هرمون الأدرينالين والمودرينالين.
فإن كان لديك اضطراب في نظم القلب فلا تغضب.. فهرمون الأدرينالين يمارس تأثيره على القلب فيسرع القلب في دقاته، وقد يضطرب نظم القلب ويحيد عن طريقه السوي، و لهذا فإن الانفعال والغضب يسببان اضطراباً في ضربات القلب، وكثيراً ما نشاهد من يشكو من الخفقان في القلب حينما يغضب أو ينفعل.
وإن كنت تشكو من ارتفاع في ضغط الدم فلا تغضب.. فإن الغضب يرفع مستوى هذين الهرمونين في الدم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. والرسول r يكررها ثلاثاً: " لا تغضب " والأطباء ينصحون المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أن يتجنبوا الانفعالات والغضب.
وإن كنت مصاباً بمرض في شرايين القلب فلا تغضب.. لأنه يزيد من تقلُّص القلب وحركته، و قد يهيئ ذلك لحدوث أزمة في القلب.
وإن كنت مصاباً بالسكَّري فلا تغضب.. فإن الأدرينالين يزيد من سُكّر الدم.
وقد ثبت علمياً أن هذه الهرمونات تنخفض بالاستلقاء كما قال r: (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )).
وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم
عن أبي هريرة t أن رجلاً قال للنبي r: أوصني، قال : (( لا تغضب )).. فردد مراراً، قال: (( لا تغضب )).. صحيح البخاري في الأدب 6114 – 6116
ثبت علميا أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على قلب الشخص الذي يغضب تأثيرا العدْو أو الجري على القلب، وانفعال الغضب يزيد من عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة؛ فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات أو النبضات؛ وهذا بالتالي يجهد القلب لأنه يقسره على زيادة عمله عن معدلات العمل الذي يفترض أن يؤديه بصفة عادية أو ظروف معينة. إلا أن العدو أو الجري في إجهاده للقلب لا يستمر طويلا لأن المرء يمكن أن يتوقف عن الجري إن هو أراد ذلك، أما في الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على غضبه لا سيما وإن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره..
وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعي، حيث أن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب، كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن تمرر أو تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها هذا القلب المنفعل؛ ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب، هذا بخلاف الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عن الغضب في العلاقات بين الناس والتي تقوّض من الترابط بين الناس.
ومما هو جدير بالذكر أن العلماء كانوا يعتقدون في الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب المكبوت فقط هو المسؤول عن كثير من الأمراض، ولكن دراسة أمريكية حديثة قدمت تفسيرا جديدا لتأثير هذين النوعين من الغضب مؤداه أن الكبت أو التعبير الصريح للغضب يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها وإن اختلفت حدتها..
ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى الإصابة بالسرطان.. أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى الإضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة؛ لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلا.
فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى هذه الغدد إلى حد سدّ الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها.
الأخطر من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة؛ وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعي لجهاز المناعة.
وصدق رسول الله r الذي أوصانا بعدم الغضب.. ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية في تكرار الرسول r توصيته بعدم الغضب.
الغضب وآثاره السلبية
إن الميول الإنسانية تنقسم إلى أربعة أقسام, ويختلف سلوك وتصرفات الأشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها:
الميول الشهوانية: وتؤدي إلى الثورة والغضب
الميول التسلطية: وتؤدي إلى الكبر والغطرسة وحب الرياسة
الميول الشيطانية: وتسبب الكراهية والبغضاء للآخرين
ومهما كانت ميول الإنسان فانه يتعرض للغضب، فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالأمراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية. وقد أكدت الأبحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الإنسان.
لهذا ينصح الرسول r المسلمين في حديثه لا تغضب.. وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه. وينبغي أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حرمات الله U..
ورسول الله r يقول لمن يغضب (( وإذا غضب أحدكم فليسكت )).. لأن أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه إذا ذهب عنه الغضب.. ولهذا يقول الرسول r: (( لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان ))..
والقرآن الكريم يصور الغضب قوة شيطانية تقهر الإنسان وتدفعه إلى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن غاضبا.. فسيدنا موسى u ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، قال U: ) وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ( (لأعراف:154).. وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى u ليلقي الألواح.
وتجنب الغضب يحتاج إلى ضبط النفس مع إيمان قوي بالله U.. ويمتدح الرسول r هذا السلوك في حديثه (( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ))..
ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات؛ لان تأثيرها يأتي بتكرار تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات أن يتخلص منها بسهولة، ولأن الغضب يغير السلوك؛ فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الإنسان في مواجهة المشكلات اليومية فيتحول غضب الإنسان إلى هدوء واتزان.
إن الطب النفسي توصل إلى طريقتين لعلاج المريض الغاضب:
الأولى: من خلال تقليل الحساسية الانفعالية؛ وذلك بتدريب المريض تحت إشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة؛ فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال..
الثانية: من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي؛ وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة، وإذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء..
هذا العلاج لم يتوصل إليه الطب إلا في السنوات القليلة الماضية، بينما علمه الرسول r لأصحابه في حديثه (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع )).
الغضب وعلاجه
عن أبي هريرة t أن النبي r قال: (( ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب )). وعنه t أن رجلاً قال للنبي r: أوصني، قال : (( لا تغضب )).. فردد مراراً، قال: (( لا تغضب )).. صحيح البخاري في الأدب 6114 – 6116
قوله: " ليس الشديد بالصرعة " بضم الصاد وفتح الراء: الذي يصرع الناس كثيراً بقوته والهاء للمبالغة بالصفة. قوله " فردَّد مراراً " أي ردَّد السؤال يلتمس أنفع من ذلك أو أبلغ أو أعم، فلم يزده على ذلك. وزاد أحمد و ابن حبان في رواية عن رجل لم يُسَمَّ قال: تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله.
قال الخطابي: معنى قوله: " لا تغضب " اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه. وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأنه r جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة، و لعل السائل كان غضوباً، و كان النبي r يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب، فللغضب مفاسد كبيرة، ومن عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله r " لا تغضب ".
وكما وصف r الداء وصف الدواء.. ففي حديث رواه أحمد و أبو داود و ابن حِبَّان أنه r قال: (( إذا غضب أحدكم و هو قائم فليَجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فَليضطَجِع )).
فما هي تأثيرات الغضب على جسم الإنسان ؟ و لماذا وصف لنا النبي r هذا العلاج ؟ و كيف يؤثر الوقوف والاضطجاع على الغضب ؟
هذه ثلاثة أسئلة للإجابة عليها لا بّد أن نتوقف عند الغُدَّة الكظرية التي تقع فوق الكليتين، ومن وظائف هذه الغدة إفراز هرمون الأدرينالين والمودرينالين.
فإن كان لديك اضطراب في نظم القلب فلا تغضب.. فهرمون الأدرينالين يمارس تأثيره على القلب فيسرع القلب في دقاته، وقد يضطرب نظم القلب ويحيد عن طريقه السوي، و لهذا فإن الانفعال والغضب يسببان اضطراباً في ضربات القلب، وكثيراً ما نشاهد من يشكو من الخفقان في القلب حينما يغضب أو ينفعل.
وإن كنت تشكو من ارتفاع في ضغط الدم فلا تغضب.. فإن الغضب يرفع مستوى هذين الهرمونين في الدم مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. والرسول r يكررها ثلاثاً: " لا تغضب " والأطباء ينصحون المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم أن يتجنبوا الانفعالات والغضب.
وإن كنت مصاباً بمرض في شرايين القلب فلا تغضب.. لأنه يزيد من تقلُّص القلب وحركته، و قد يهيئ ذلك لحدوث أزمة في القلب.
وإن كنت مصاباً بالسكَّري فلا تغضب.. فإن الأدرينالين يزيد من سُكّر الدم.
وقد ثبت علمياً أن هذه الهرمونات تنخفض بالاستلقاء كما قال r: (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )).
وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم