Jinane
05-22-2004, 04:04 PM
>> كان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته،
>>وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية، لأنه حسب أن
>>الصندوق يحوي طعاما، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان
>>مصيدة للفئران من الصندوق.
>>
>>واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاءوا بمصيدة
>>فئران... يا ويلنا!
>>هنا صاحت الدجاجة محتجة: اسمع يا فرفور، المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا
>>تزعجنا بصياحك وعويلك.
>>فتوجه الفأر إلى الخروف: الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، فابتسم الخروف
>>وقال: يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى
>>العواقب! ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك
>>بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب!!
>>
>>هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف:
>>يا خراشي... في بيتنا مصيدة؟ يمه الحقيني! يبدو أنهم يريدون اصطياد
>>الأبقار بها! هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟ عندئذ أدرك
>>الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة "مفيش فايدة"
>>وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع
>>المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر.
>>
>>وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى
>>حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد ان أمسكت المصيدة بذيله.
>>
>>ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر "راح فيها"، وأمسكت
>>بالمصيدة فعضها الثعبان.
>>فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت
>>إلى البيت وهي تعاني من ارتفاعا في درجة الحرارة.
>>
>>وبالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول
>>الشوربة، (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات).
>>
>>وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة،
>>وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف
>>لإطعامهم.
>>
>>ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء
>>المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.
>>
>>إنني أذكرك بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد
>>الحياة هو الفأر، الذي كان مستهدفا بالمصيدة، وكان الوحيد الذي استشعر
>>الخطر... ثم فكر أيها القارئ، في أمر من يحسبون انهم بعيدون عن
>>المصيدة وأن "الشر بره وبعيد"، فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف
>>الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر
>>مما تتصورون!!
>>
>>وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية، لأنه حسب أن
>>الصندوق يحوي طعاما، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان
>>مصيدة للفئران من الصندوق.
>>
>>واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح: لقد جاءوا بمصيدة
>>فئران... يا ويلنا!
>>هنا صاحت الدجاجة محتجة: اسمع يا فرفور، المصيدة هذه مشكلتك أنت فلا
>>تزعجنا بصياحك وعويلك.
>>فتوجه الفأر إلى الخروف: الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، فابتسم الخروف
>>وقال: يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى
>>العواقب! ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك
>>بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب!!
>>
>>هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف:
>>يا خراشي... في بيتنا مصيدة؟ يمه الحقيني! يبدو أنهم يريدون اصطياد
>>الأبقار بها! هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان؟ عندئذ أدرك
>>الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة "مفيش فايدة"
>>وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع
>>المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر.
>>
>>وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى
>>حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد ان أمسكت المصيدة بذيله.
>>
>>ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر "راح فيها"، وأمسكت
>>بالمصيدة فعضها الثعبان.
>>فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت
>>إلى البيت وهي تعاني من ارتفاعا في درجة الحرارة.
>>
>>وبالطبع فإن الشخص المحموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول
>>الشوربة، (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات).
>>
>>وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة،
>>وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف
>>لإطعامهم.
>>
>>ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء
>>المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.
>>
>>إنني أذكرك بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد
>>الحياة هو الفأر، الذي كان مستهدفا بالمصيدة، وكان الوحيد الذي استشعر
>>الخطر... ثم فكر أيها القارئ، في أمر من يحسبون انهم بعيدون عن
>>المصيدة وأن "الشر بره وبعيد"، فلا يستشعرون الخطر بل يستخفون بمخاوف
>>الفأر الذي يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر
>>مما تتصورون!!
>>