no saowt
05-09-2004, 07:02 PM
يكن: مطلوب مراجعة صريحة من الإسلاميين حول التجربة البلدية
أكد النائب السابق الداعية الدكتور فتحي يكن حرصه على بلورة مشروع بلدي واحد تتبناه الساحة الإسلامية بجميع شرائحها، وأمل أن يضع الجميع من قوى وزعامات سياسية مختلفة، المصلحة العامة نصب عينها·
ويتحدث الدكتور يكن عن أهمية الاستحقاق البلدي فيقول: تلعب المختاريات والبلديات دوراً بالغ الأهمية في إطار المجتمع المدني والخدمات الاجتماعية على مختلف الصعد
فالبلدية أشبه ما تكون "بسلطة أهلية ذاتية" تعنى بشؤون المجتمع والمواطنين ضمن دائرتها·
وفي حال نجاح المجالس البلدية في أداء دورها، فانها يمكن أن تخفف الكثير من معاناة المواطنين، كما يمكن أن تشارك السلطات الرسمية بحمل العديد من المسؤوليات·
ثم ان بامكانها أن تأخذ عن النواب المهمات الخدمية التي تستغرق وتستهلك جل أوقاتهم وجهودهم، وعلى حساب المهمات الأساسية التشريعية التي اختيروا للقيام بها، وبالتالي للقيام بمراقبة الأداء الحكومي ومحاسبته·
وخلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، قامت الكثير من البلديات بتقديم البديل من الخدمات في تعطل وغياب المؤسسات الرسمية·
وعن أداء المجالس السابقة وبخاصة الاسلاميين فيها يقول: لم تكن المجالس البلدية السابقة على مستوى واحد من الأداء·· فهنالك مجالس نجحت الى حد كبير وأخرى لم يحالفها الحظ فكانت متعثرة من أول يوم·
والذي يهمنا في هذا المقام هو مستوى أداء الاسلاميين الذين شاركوا بكثافة في العديد من المجالس البلدية خلال الانتخابات الأخيرة، وبخاصة في مدينة طرابلس، وبيروت، والعديد من بلدات، الضنية، وعكار، والاقليم، والجنوب والبقاع·
والحقيق ان الأداء كان متفاوتاً بدرجات كبيرة·· ففي حين حقق الاسلاميون في مجالس بلديات بيروت والجنوب والبقاع والاقليم نجاحات ملحوظة فإن ذلك لم يتحقق بالنسبة لطرابلس، والأسباب كثيرة، أبرزها ضعف التنسيق، والدخول في متاهات الصراعات البلدية الحادة مع الآخرين، بسبب غياب المشروع البلدي لديهم، وغيره· وتأكيدا للموضوعية والانصاف لا بد من الاعتراف بوجود معوقات كثيرة للدور البلدي بشكل عام، منها:
* تسييس المؤسسات البلدية والاختيارية من قبل الزعامات السياسية والتقليدية، مضافا اليها زعامات رؤوس الاموال التي اقتحمت الحياة السياسية بقوة وفاعلية في الآونة الاخيرة·
* عدم اختيار الرجل المناسب للمختارية او للعضوية البلدية او رئاستها ممن تتوفر فيهم الكفاءة العلمية والخبرية والخلقية، وفق متطلبات الدور والمسؤولية المنصوص عليها في مواد النظامين الاختياري والبلدي·
* عدم تطوير القانون الاختياري والبلدي ليكون قادرا على تغطية متطلبات الدور، وحاجات المرحلة، ومتغيرات الزمن·
* عدم وضع برامج تحدد الاهداف والمشاريع التي ستعتمد خلال فترة الولاية الاختيارية والبلدية·
* عدم تأمين الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع الحيوية المزمع اقامتها·
* ممارسة هيمنة الدولة على البلديات، ومحاولة اخضاعها لمركزية معيقة قاتلة·
وعما اذا كان هناك مساع من اجل لائحة اسلامية ام توافقية، فيقول: كنت ولا ازال حريصا على بلورة "مشروع بلدي" واحد تتبناه الساحة الاسلامية بجميع شرائحها، وتتعهد التزامه طيلة فترة الدورة البلدية·
لا بد ابتداء وقبل الحديث عن التحالف او التوافق او الاستقلال من خطوة توحيدية لأطراف الساحة الاسلامية، مما يجعلها - اي الساحة الاسلامية - اللاعب الاقوى·
ان تكون الساحة الاسلامية اللاعب الاقوى فهذا لا يعني بحال حصر الترشيح باتباعها، كما لا يعني عدم التحالف مع الآخرين، وانما يعني تمايزها ووسطيتها والحيلولة دون تهميشها ·
مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي·· وفي ضوء التجربة الاسلامية البلدية الاولى·· وفي مواجهة ظروف داخلية صعبة على جميع الصعد·· وامام تحديات اقليمية ودولية غاية في الخطورة، تتعاظم مسؤولية الجميع حيال الاستحقاقات التمثيلية المختلفة، وفي مقدمها الاستحقاق البلدي·
والساحة الاسلامية مدعوة - قبل غيرها - لمراجعة صادقة وصريحة مع نفسها تتناول تجربتها البلدية الاولى بما لها وعليها، متجاوزة كل الاعتبارات والمصالح الشخصية والتنظيمية والفئوية، لتكون المصلحة العامة الحقيقية فوق كل شيء وقبل اي شيء·
ان لبنان يغرق في بحر من الفضائح والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والتعليمية، مما جعل التجارب البلدية المنصرمة وفي معظم المناطق اللبنانية اقرب للفشل منها الى النجاح، حيث فاح الكثير من روائح الفساد البلدي والاداري والمالي الكريهة·
إن حسن التعامل مع الاستحقاق البلدي، يعتبر المدخل الطبيعي والاساس الى بناء الحياة السياسية النظيفة، والنجاح في الاستحقاق النيابي المقبل·
آمل ان تضع شرائح الساحة الاسلامية كما القوى والزعامات السياسية المختلفة المصلحة العامة نصب عينها، وان تتصالح وتتحالف وتتوحد على ذلك مع نفسها ومع غيرها، داعيا الجميع الى التالي:
* السعي لتحقيق وحدة توجه الساحة الاسلامية حيال الاستحقاقات الاختيارية والبلدية والنقابية والنيابية·
* اعتماد مشروع بلدي حضاري، والعمل على التزامه وتحقيقه خلال فترة الولاية والمحاسبة عليه بعد انتهائها·
* اخراج الاستحقاق البلدي من دائرة المحاصصات الزعامية والحزبية، واعتماد الجدارة واهلية الشرط الاساس للترشيح والاختيار·
* السعي الى جعل الساحة الاسلامية فوق التجاذبات والصراعات السياسية والتحالفات الآنية، وتحضيرها وتحرضها للقيام بدور توحيدي لا تقسيمي وذلك من خلال تقريب وجهات النظر، وازالة الحواجز والعوائق والخلافات القائمة بينها·
* الحرص على ابقاء النسيج التعددي الطائفي والارتقاء به الى مستوى اكثر حضارية وتميزا·
ان كل ما تقدم يحتاج الى تعاون الجميع، ونكران الذات، والتشبث بالمصلحة العامة، وتجاوز داء المحاصصات والكوتات الذي عصف بهذا البلد من قمة هرمه الى ادنى مواقعه بعد ان ذبح التجرد والشفافية وأضحت الـ "أنا" الحوت الذي يحرص على ابتلاع كل شيء!!
أكد النائب السابق الداعية الدكتور فتحي يكن حرصه على بلورة مشروع بلدي واحد تتبناه الساحة الإسلامية بجميع شرائحها، وأمل أن يضع الجميع من قوى وزعامات سياسية مختلفة، المصلحة العامة نصب عينها·
ويتحدث الدكتور يكن عن أهمية الاستحقاق البلدي فيقول: تلعب المختاريات والبلديات دوراً بالغ الأهمية في إطار المجتمع المدني والخدمات الاجتماعية على مختلف الصعد
فالبلدية أشبه ما تكون "بسلطة أهلية ذاتية" تعنى بشؤون المجتمع والمواطنين ضمن دائرتها·
وفي حال نجاح المجالس البلدية في أداء دورها، فانها يمكن أن تخفف الكثير من معاناة المواطنين، كما يمكن أن تشارك السلطات الرسمية بحمل العديد من المسؤوليات·
ثم ان بامكانها أن تأخذ عن النواب المهمات الخدمية التي تستغرق وتستهلك جل أوقاتهم وجهودهم، وعلى حساب المهمات الأساسية التشريعية التي اختيروا للقيام بها، وبالتالي للقيام بمراقبة الأداء الحكومي ومحاسبته·
وخلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، قامت الكثير من البلديات بتقديم البديل من الخدمات في تعطل وغياب المؤسسات الرسمية·
وعن أداء المجالس السابقة وبخاصة الاسلاميين فيها يقول: لم تكن المجالس البلدية السابقة على مستوى واحد من الأداء·· فهنالك مجالس نجحت الى حد كبير وأخرى لم يحالفها الحظ فكانت متعثرة من أول يوم·
والذي يهمنا في هذا المقام هو مستوى أداء الاسلاميين الذين شاركوا بكثافة في العديد من المجالس البلدية خلال الانتخابات الأخيرة، وبخاصة في مدينة طرابلس، وبيروت، والعديد من بلدات، الضنية، وعكار، والاقليم، والجنوب والبقاع·
والحقيق ان الأداء كان متفاوتاً بدرجات كبيرة·· ففي حين حقق الاسلاميون في مجالس بلديات بيروت والجنوب والبقاع والاقليم نجاحات ملحوظة فإن ذلك لم يتحقق بالنسبة لطرابلس، والأسباب كثيرة، أبرزها ضعف التنسيق، والدخول في متاهات الصراعات البلدية الحادة مع الآخرين، بسبب غياب المشروع البلدي لديهم، وغيره· وتأكيدا للموضوعية والانصاف لا بد من الاعتراف بوجود معوقات كثيرة للدور البلدي بشكل عام، منها:
* تسييس المؤسسات البلدية والاختيارية من قبل الزعامات السياسية والتقليدية، مضافا اليها زعامات رؤوس الاموال التي اقتحمت الحياة السياسية بقوة وفاعلية في الآونة الاخيرة·
* عدم اختيار الرجل المناسب للمختارية او للعضوية البلدية او رئاستها ممن تتوفر فيهم الكفاءة العلمية والخبرية والخلقية، وفق متطلبات الدور والمسؤولية المنصوص عليها في مواد النظامين الاختياري والبلدي·
* عدم تطوير القانون الاختياري والبلدي ليكون قادرا على تغطية متطلبات الدور، وحاجات المرحلة، ومتغيرات الزمن·
* عدم وضع برامج تحدد الاهداف والمشاريع التي ستعتمد خلال فترة الولاية الاختيارية والبلدية·
* عدم تأمين الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع الحيوية المزمع اقامتها·
* ممارسة هيمنة الدولة على البلديات، ومحاولة اخضاعها لمركزية معيقة قاتلة·
وعما اذا كان هناك مساع من اجل لائحة اسلامية ام توافقية، فيقول: كنت ولا ازال حريصا على بلورة "مشروع بلدي" واحد تتبناه الساحة الاسلامية بجميع شرائحها، وتتعهد التزامه طيلة فترة الدورة البلدية·
لا بد ابتداء وقبل الحديث عن التحالف او التوافق او الاستقلال من خطوة توحيدية لأطراف الساحة الاسلامية، مما يجعلها - اي الساحة الاسلامية - اللاعب الاقوى·
ان تكون الساحة الاسلامية اللاعب الاقوى فهذا لا يعني بحال حصر الترشيح باتباعها، كما لا يعني عدم التحالف مع الآخرين، وانما يعني تمايزها ووسطيتها والحيلولة دون تهميشها ·
مع اقتراب موعد الاستحقاق البلدي·· وفي ضوء التجربة الاسلامية البلدية الاولى·· وفي مواجهة ظروف داخلية صعبة على جميع الصعد·· وامام تحديات اقليمية ودولية غاية في الخطورة، تتعاظم مسؤولية الجميع حيال الاستحقاقات التمثيلية المختلفة، وفي مقدمها الاستحقاق البلدي·
والساحة الاسلامية مدعوة - قبل غيرها - لمراجعة صادقة وصريحة مع نفسها تتناول تجربتها البلدية الاولى بما لها وعليها، متجاوزة كل الاعتبارات والمصالح الشخصية والتنظيمية والفئوية، لتكون المصلحة العامة الحقيقية فوق كل شيء وقبل اي شيء·
ان لبنان يغرق في بحر من الفضائح والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والتعليمية، مما جعل التجارب البلدية المنصرمة وفي معظم المناطق اللبنانية اقرب للفشل منها الى النجاح، حيث فاح الكثير من روائح الفساد البلدي والاداري والمالي الكريهة·
إن حسن التعامل مع الاستحقاق البلدي، يعتبر المدخل الطبيعي والاساس الى بناء الحياة السياسية النظيفة، والنجاح في الاستحقاق النيابي المقبل·
آمل ان تضع شرائح الساحة الاسلامية كما القوى والزعامات السياسية المختلفة المصلحة العامة نصب عينها، وان تتصالح وتتحالف وتتوحد على ذلك مع نفسها ومع غيرها، داعيا الجميع الى التالي:
* السعي لتحقيق وحدة توجه الساحة الاسلامية حيال الاستحقاقات الاختيارية والبلدية والنقابية والنيابية·
* اعتماد مشروع بلدي حضاري، والعمل على التزامه وتحقيقه خلال فترة الولاية والمحاسبة عليه بعد انتهائها·
* اخراج الاستحقاق البلدي من دائرة المحاصصات الزعامية والحزبية، واعتماد الجدارة واهلية الشرط الاساس للترشيح والاختيار·
* السعي الى جعل الساحة الاسلامية فوق التجاذبات والصراعات السياسية والتحالفات الآنية، وتحضيرها وتحرضها للقيام بدور توحيدي لا تقسيمي وذلك من خلال تقريب وجهات النظر، وازالة الحواجز والعوائق والخلافات القائمة بينها·
* الحرص على ابقاء النسيج التعددي الطائفي والارتقاء به الى مستوى اكثر حضارية وتميزا·
ان كل ما تقدم يحتاج الى تعاون الجميع، ونكران الذات، والتشبث بالمصلحة العامة، وتجاوز داء المحاصصات والكوتات الذي عصف بهذا البلد من قمة هرمه الى ادنى مواقعه بعد ان ذبح التجرد والشفافية وأضحت الـ "أنا" الحوت الذي يحرص على ابتلاع كل شيء!!