ismail
04-20-2004, 09:06 PM
زواج من نوع خاص:
لم تكن قصة زواج الشاعرة والقاصة "أمينة قطب" مثل باقي القصص التي نعايشها أو نراها أو حتى نسمع عنها، ولماذا تكون قصة زواجها عادية وهي امرأة غير عادية، شأنها شأن باقي أفراد آل قطب، ولا سيما الشهيد "سيد" عليه رحمة الله؟!!
حُكم على المجاهد "كمال السنانيري" بالسجن خمسة وعشرين عامًا مع الأشغال الشاقة المؤبدة تخفيفًا بعد حكم سابق بالإعدام، وبعد مرور خمس سنوات خرج ليدخل مستشفى السجن، وفيها قابل الأستاذ "سيد قطب"، الذي كان يعالج في نفس المستشفى، وفي هذا المكان طلب "السنانيري" يد "أمينة" من أخيها "سيد"، وبعد عرض الأمر عليها وافقت على هذه الخطبة التي ربما تمتد فترتها لتستمر عشرين عامًا، هي الفترة الباقية لهذا الخطيب المجاهد حتى يخرج من محبسه الظالم، وتم العقد بعد ذلك، على الرغم من بقاء العريس خلف الأسوار المظلمة، وكأن "أمينة" بذلك تعلمنا معاني كثيرة؛ تعلمنا التضحية الفريدة، فقد كانت شابة ولم يفرض عليها أحد هذا الاختيار، إنها عشرون عامًا، ليست عشرين يومًا أو حتى عشرين شهرًا!! وكأنها كذلك تذكر أولئك المجاهدين المحبوسين عن نور الشمس بالأمل والثقة في وعد الله واختياره، فمعنى أنها توافق على مثل هذا الارتباط بهذه الكيفية أنها ترى من النور في نهاية الظلمة ما يعينها على الصبر والتحمل، ولا ضير في ذلك، فهي شاعرة وقبل ذلك مؤمنة بالله، ربما بنت في خيالاتها أحلامها، ورسمت شمسها ونجومها، وهواءها ونسيمها، ولحظات سعادتها، فملأت عليها نفسها في عالم الروح قبل عالم الحقيقة.
وكان الزوج العطوف يكره لها غبنًا أو ظلمًا، فطلب منها رأيها في مدى استمرار هذا الارتباط؛ لأن الأيام ستطول، وهي تعلم ذلك، لكن "أمينة" لم ترد عليه، فقد حجبت يد السجان الحبيبين كلاًّ منهما عن الآخر، ووصل رد "أمينة" في رسالة تنبئ عن كريم أصلها، جاء فيها: "لقد اخترت أملاً أرتقبه، طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم".
ومرت السنوات الطويلة سبعة عشر عامًا، خرج الزوج بعدها ليواصل مع "أمينة" الأمينة رحلة الوفاء والكفاح، ومرت سنوات قليلة على هذا الزواج، وفي العام السادس قُبض على الأستاذ "كمال السنانيري"، وأودع السجن مرةً أخرى، واستشهد على أيدي الطغاة الجبابرة، الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة! استشهد الزوج المجاهد تحت سياط التعذيب في سجون مصر المحروسة؛ لأنه اتهم بالمشاركة في الجهاد الذي كان يقوم به الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي السابق، على شهيدنا رحمة الله، وتقبله في الصالحين، وبلَّغه منازل الصديقين.
وظلت "أمينة" تعيش على تلك الذكريات الجميلة، ذكريات الحب والوفاء والجهاد والإخلاص.
فلتكن المجاهدة أمينة قطب قدوة لكم أيتها الفتيات... ;)
لم تكن قصة زواج الشاعرة والقاصة "أمينة قطب" مثل باقي القصص التي نعايشها أو نراها أو حتى نسمع عنها، ولماذا تكون قصة زواجها عادية وهي امرأة غير عادية، شأنها شأن باقي أفراد آل قطب، ولا سيما الشهيد "سيد" عليه رحمة الله؟!!
حُكم على المجاهد "كمال السنانيري" بالسجن خمسة وعشرين عامًا مع الأشغال الشاقة المؤبدة تخفيفًا بعد حكم سابق بالإعدام، وبعد مرور خمس سنوات خرج ليدخل مستشفى السجن، وفيها قابل الأستاذ "سيد قطب"، الذي كان يعالج في نفس المستشفى، وفي هذا المكان طلب "السنانيري" يد "أمينة" من أخيها "سيد"، وبعد عرض الأمر عليها وافقت على هذه الخطبة التي ربما تمتد فترتها لتستمر عشرين عامًا، هي الفترة الباقية لهذا الخطيب المجاهد حتى يخرج من محبسه الظالم، وتم العقد بعد ذلك، على الرغم من بقاء العريس خلف الأسوار المظلمة، وكأن "أمينة" بذلك تعلمنا معاني كثيرة؛ تعلمنا التضحية الفريدة، فقد كانت شابة ولم يفرض عليها أحد هذا الاختيار، إنها عشرون عامًا، ليست عشرين يومًا أو حتى عشرين شهرًا!! وكأنها كذلك تذكر أولئك المجاهدين المحبوسين عن نور الشمس بالأمل والثقة في وعد الله واختياره، فمعنى أنها توافق على مثل هذا الارتباط بهذه الكيفية أنها ترى من النور في نهاية الظلمة ما يعينها على الصبر والتحمل، ولا ضير في ذلك، فهي شاعرة وقبل ذلك مؤمنة بالله، ربما بنت في خيالاتها أحلامها، ورسمت شمسها ونجومها، وهواءها ونسيمها، ولحظات سعادتها، فملأت عليها نفسها في عالم الروح قبل عالم الحقيقة.
وكان الزوج العطوف يكره لها غبنًا أو ظلمًا، فطلب منها رأيها في مدى استمرار هذا الارتباط؛ لأن الأيام ستطول، وهي تعلم ذلك، لكن "أمينة" لم ترد عليه، فقد حجبت يد السجان الحبيبين كلاًّ منهما عن الآخر، ووصل رد "أمينة" في رسالة تنبئ عن كريم أصلها، جاء فيها: "لقد اخترت أملاً أرتقبه، طريق الجهاد والجنة، والثبات والتضحية، والإصرار على ما تعاهدنا عليه بعقيدة راسخة ويقين دون تردد أو ندم".
ومرت السنوات الطويلة سبعة عشر عامًا، خرج الزوج بعدها ليواصل مع "أمينة" الأمينة رحلة الوفاء والكفاح، ومرت سنوات قليلة على هذا الزواج، وفي العام السادس قُبض على الأستاذ "كمال السنانيري"، وأودع السجن مرةً أخرى، واستشهد على أيدي الطغاة الجبابرة، الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة! استشهد الزوج المجاهد تحت سياط التعذيب في سجون مصر المحروسة؛ لأنه اتهم بالمشاركة في الجهاد الذي كان يقوم به الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي السابق، على شهيدنا رحمة الله، وتقبله في الصالحين، وبلَّغه منازل الصديقين.
وظلت "أمينة" تعيش على تلك الذكريات الجميلة، ذكريات الحب والوفاء والجهاد والإخلاص.
فلتكن المجاهدة أمينة قطب قدوة لكم أيتها الفتيات... ;)