بشرى
03-07-2004, 09:16 PM
إن الذرية الصالحة تعد الملف المفتوح للإنسان عندما ينتقل إلى عالم الانقطاع عن كل سبب.. يضاف إليها الصدقة الجارية، والعلم الذي ينتفع به.. ويا له من فوز عظيم، إذ يحتاج العبد إلى حسنة واحدة ترجح كفة أعماله، وإذا بالبركات تـنهمر عليه من ولد صالح له، لم يكن ذلك في حسبانه.. وإليك بعض النقاط المهمة لتقر عينك بالذرية الطيبة:
1- من أفضل بركات الزواج هو تحقيق نعمة إضافة فرد صالح في الأمة: فإن سقط وهو حمل في بطن أمه - يقف على باب الجنة لا يدخلها إلا أن يدخل أبواه.. وان ولد حيا ومات قبل الأبوين، كان سببا لأن يؤجرا أجر الصابرين.. وإن بقي بعدهما استغفر لهما.. وقد ورد أن من سعادة المرء أن لا يموت حتى يرى خلفا من نفسه..
2- تبدأ حقوق الولد من الساعات الأولى قبل الزواج، فيصلي المؤمن ركعتين ليلة زفافه، طالبا من الله تعالى الذرية الطيبة بالمأثور من الدعاء.. ثم تسمية الولد وخير الأسماء ما تضمن معنى العبودية لله تعالى، وأسماء
الأنبياء.. وكم من العقوق أن يحمل الولد اسما يستحي أن يـُدعى به في الناس، أو لا يحمل معنى ذا بال، كبعض الأسماء في هذه الأيام..
3- الابتداء بالأذان والإقامة في أذن الطفل: يؤذن للوليد بعد ولادته في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى قال أبو رافع: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُذن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة" رواه أبو داود والترمذي وقالا: حديث صحيح.. وفي مسند الأنصار عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت النبي
-صلى الله عليه وسلم- أذن في أذن الحسن يوم ولادته بالصلاة.. أخرجه الإمام أحمد.. فبذلك يكون أول ما يعانق سمع الإنسان كلمات الأذان المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي بها يدخل الإنسان في الإسلام فكان ذلك تلقيناً للوليد لشعار الإسلام عند أول دخوله إلى الدنيا.. كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها..
4- تتجلى أهمية الذرية من خلال دعوات الأنبياء والصالحين لذرياتهم، وكأنه همّ شاغل لهم.. فهذه أم مريم (ع) - بمجرد وضع ابنتها المباركة - تعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.. وهذا إبراهيم (ع) يسأل ربه في رمضان الإجابة أن يوفقه وذريته لإقامة الصلاة، ويشكر ربه على هبة إسماعيل وإسحق له على كبر سنه.. ونحن أيضا مأمورون بمثل هذا الدعاء من خلال الإكثار من القول: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}..
5- أمرتنا النصوص المباركة إغراق الذرية بالحنان.. ولا يعني حالة الدلال المفسد للولد، فإن الاستسلام لرغباته في كل صغيرة وكبيرة مقدمة للإفساد وأننا لا نفشي سرا عندما نقول: بان كل شيء بات حولنا أرضية للإفساد والفساد، مصداقا لقوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}.. فهذا حال مدارسنا بمناهجها وأجوائها، وهذا حال الشارع والسوق، ناهيك عن الفضائيات والمواقع.. فلم يبق إلا حصن الأسرة، فلو استسلم أصحابه للغزو الثقافي الشامل لسقط آخر معاقل الصمود أو من العقل أو المنطق أن يشتري ولي الأمر -بماله وبإشرافه- وسائل الارتباط بالعالم الخارجي بما فيه من المفاسد من دون رقابة، ليتحمل وزر كل ذلك في الدنيا قبل الآخرة؟!
6- إن الإعراض والغضب سلاح نافع، ومن هنا جعل الهجران في المضاجع من وسائل التأديب عند صدور الحرام من الزوجة.. ولكن تكرار استعمال هذا السلاح -بمبرر وبغير مبرر- يفقده قيمته في ما لو استعمل في محله يوما ما! فالذي يكثر من الغضب، فإن غضبه لا يحمل قيمة رادعة، بل قد يوجب سخرية أو تمرد الطرف المقابل.. هذا ناهيك عن الضرب الذي هو أسلوب التعامل مع البهائم، قبل أن يكون مع البشر!.. إلا في الحدود التي أذن بها الشارع الحكيم..
7- إن من الخطأ الفادح إظهار الزوجين خلافهما في التربية أمام الأولاد.. فتتحول الأم في نظر الولد على أنها الحضن الدافئ، ويتحول الأب وكأنه قائد عسكري لا يعرف الرحمة في دائرة حكومته!.. فهذا كله مقدمة لعقوقهما أو عقوق أحدهما.. فلا بد من الاتفاق على منهج تربوي موحد في الخفاء، وما المانع أن يخصص الإنسان جزءا من وقته واهتمامه للدراسة التربوية في هذا المجال.. فبمثل هذه الأخطاء وأمثالها، نهدم ما بنيناه في أعوام طويلة من العناء والمشقة في تربية الأولاد، وخاصة في هذه الأيام العصيـبة!..
.....................
اللهم ارزقنا الذرية الطيبة الصالحة واجعلهم أبرارا أتقياء بصراء سامعين.. مطيعين لك ولأوليائك محبين ناصحين.. ولجميع أعدائك معاندين ومبغضين.. اللهم آمين..
1- من أفضل بركات الزواج هو تحقيق نعمة إضافة فرد صالح في الأمة: فإن سقط وهو حمل في بطن أمه - يقف على باب الجنة لا يدخلها إلا أن يدخل أبواه.. وان ولد حيا ومات قبل الأبوين، كان سببا لأن يؤجرا أجر الصابرين.. وإن بقي بعدهما استغفر لهما.. وقد ورد أن من سعادة المرء أن لا يموت حتى يرى خلفا من نفسه..
2- تبدأ حقوق الولد من الساعات الأولى قبل الزواج، فيصلي المؤمن ركعتين ليلة زفافه، طالبا من الله تعالى الذرية الطيبة بالمأثور من الدعاء.. ثم تسمية الولد وخير الأسماء ما تضمن معنى العبودية لله تعالى، وأسماء
الأنبياء.. وكم من العقوق أن يحمل الولد اسما يستحي أن يـُدعى به في الناس، أو لا يحمل معنى ذا بال، كبعض الأسماء في هذه الأيام..
3- الابتداء بالأذان والإقامة في أذن الطفل: يؤذن للوليد بعد ولادته في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى قال أبو رافع: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُذن في أُذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة" رواه أبو داود والترمذي وقالا: حديث صحيح.. وفي مسند الأنصار عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت النبي
-صلى الله عليه وسلم- أذن في أذن الحسن يوم ولادته بالصلاة.. أخرجه الإمام أحمد.. فبذلك يكون أول ما يعانق سمع الإنسان كلمات الأذان المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي بها يدخل الإنسان في الإسلام فكان ذلك تلقيناً للوليد لشعار الإسلام عند أول دخوله إلى الدنيا.. كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها..
4- تتجلى أهمية الذرية من خلال دعوات الأنبياء والصالحين لذرياتهم، وكأنه همّ شاغل لهم.. فهذه أم مريم (ع) - بمجرد وضع ابنتها المباركة - تعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.. وهذا إبراهيم (ع) يسأل ربه في رمضان الإجابة أن يوفقه وذريته لإقامة الصلاة، ويشكر ربه على هبة إسماعيل وإسحق له على كبر سنه.. ونحن أيضا مأمورون بمثل هذا الدعاء من خلال الإكثار من القول: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}..
5- أمرتنا النصوص المباركة إغراق الذرية بالحنان.. ولا يعني حالة الدلال المفسد للولد، فإن الاستسلام لرغباته في كل صغيرة وكبيرة مقدمة للإفساد وأننا لا نفشي سرا عندما نقول: بان كل شيء بات حولنا أرضية للإفساد والفساد، مصداقا لقوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}.. فهذا حال مدارسنا بمناهجها وأجوائها، وهذا حال الشارع والسوق، ناهيك عن الفضائيات والمواقع.. فلم يبق إلا حصن الأسرة، فلو استسلم أصحابه للغزو الثقافي الشامل لسقط آخر معاقل الصمود أو من العقل أو المنطق أن يشتري ولي الأمر -بماله وبإشرافه- وسائل الارتباط بالعالم الخارجي بما فيه من المفاسد من دون رقابة، ليتحمل وزر كل ذلك في الدنيا قبل الآخرة؟!
6- إن الإعراض والغضب سلاح نافع، ومن هنا جعل الهجران في المضاجع من وسائل التأديب عند صدور الحرام من الزوجة.. ولكن تكرار استعمال هذا السلاح -بمبرر وبغير مبرر- يفقده قيمته في ما لو استعمل في محله يوما ما! فالذي يكثر من الغضب، فإن غضبه لا يحمل قيمة رادعة، بل قد يوجب سخرية أو تمرد الطرف المقابل.. هذا ناهيك عن الضرب الذي هو أسلوب التعامل مع البهائم، قبل أن يكون مع البشر!.. إلا في الحدود التي أذن بها الشارع الحكيم..
7- إن من الخطأ الفادح إظهار الزوجين خلافهما في التربية أمام الأولاد.. فتتحول الأم في نظر الولد على أنها الحضن الدافئ، ويتحول الأب وكأنه قائد عسكري لا يعرف الرحمة في دائرة حكومته!.. فهذا كله مقدمة لعقوقهما أو عقوق أحدهما.. فلا بد من الاتفاق على منهج تربوي موحد في الخفاء، وما المانع أن يخصص الإنسان جزءا من وقته واهتمامه للدراسة التربوية في هذا المجال.. فبمثل هذه الأخطاء وأمثالها، نهدم ما بنيناه في أعوام طويلة من العناء والمشقة في تربية الأولاد، وخاصة في هذه الأيام العصيـبة!..
.....................
اللهم ارزقنا الذرية الطيبة الصالحة واجعلهم أبرارا أتقياء بصراء سامعين.. مطيعين لك ولأوليائك محبين ناصحين.. ولجميع أعدائك معاندين ومبغضين.. اللهم آمين..