تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الأزواج .. رفقا بالقوارير (1)



بشرى
03-05-2004, 07:29 PM
إن مما فطر الله عز وجل عليه الكائنات الحية في هذه الحياة الدنيا أن جعل الزواج طبيعة وجبلة فيها ، به يسكن بعضها إلى بعض ، ويحصل التناسل والنماء والتكاثر ، فالزواج سكن نفسي ، وتفريغ جسدي وشعور بالأمن وعدم الخوف ، ويقين بدوام الأنثى مع الرجل في كل وقت وحال ، وإحساس بتسامي العواطف والمودة الصادقة وبُعدها عن الامتزاجية والتزييف ، نعم .. إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة فراش وجنس كما يفهم بعض الأزواج .. لا ، إنها علاقة حميمة عميقة الجذور ، بعيدة الآماد ، العلاقة بين الزوجين علاقة عقل وعاطفة ، نعم .. عقل يسير أمور الحياة بحكمة وعاطفة تخفف من لهيب شمسها الحارقة ، العلاقة بين الزوجين علاقة قلبين وروحين بينهما من التقدير والاحترام والتعامل مالا يمكن رسمه أو وصفه .

روحُها روحي وروحي روحها ولها قلب وقلبي قلبهـا
فلنا روح وقلب واحــد حسبها حسبي وحسبي حسبها

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقةٌ سامية نبيلة طاهرة ، علاقة ربانية أنزل الله عز وجل في شأنها قرآنا يتلى إلى قيام الساعة " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة "

إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لا بد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضها البعض ، ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسي رفيقة دربه ويقسوا على نبع حنانه ويجفوا بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية والزهرة الندية والدرة السنية الزوجة الأبية ، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا هامرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزيجات ممن تصيح وتأن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية ، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية ، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يأسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثير هن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها ، والله المستعان ..

فيا ترى .. ما هي الأسباب ولماذا هذه الأعراض ..؟ وكيف نعالج هذه الأسقام ..؟ وإلى متى يعيش الزوجان في قفص صغير لا يتجاوز حدود الأخذ والعطاء في الحياة اليومية .. ؟
أسئلة تبحث عن إجابة .. أرجئ الإجابة عنها في اللقاء القادم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وداد
03-06-2004, 01:51 PM
موضوع جميل جدا بشور الله يعطيكي العافية اتمنى تكمليه قبل ما اروح up
على فكرة انا قرأت الكثير من الكتب في مجال الحياة الاسرية والزوجية وغيرها ووجدت انه لو ان كل طرف سواءا الزوج او الزوجة قام بجزء من واجباته واستطاع ان يستوعب الطرف الآخر لكنت الحياة بينهما دوحة وجنة رغم مشاكل الحياة وصعابها

بشرى
03-31-2004, 10:09 AM
أيها الأزواج.. رفقا بالقوارير

لنكن قلبا واحدا!

الحب تضحية وعطاء، الحب ليس مجرد غزل وادعاء، الحب بين الزوجين رابطه رابط شرعي سماوي رباني، نعم.. حب الزوج لزوجته قربة وطاعة وهو حب نافع تحصل به المقاصد النافعة التي من أجلها شرع الله النكاح لغض البصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله، فإن لم يكن الحب أيها الزوجان فتحببا لبعضكما، فإن التحبب داعية الحب كما يُقال.. وإليك أيها الزوجين بعضا من تلك الأسباب التي تورث المشكلات في الحياة الزوجية.

أولها: فإني قلبت نظري، وأمعنت ببصري في أحوال كثير من مجتمعاتنا العامة على حسب المستويات، فإذا بنسب الطلاق تفوق المئين والمئات بل الآلاف، نعم.. نسبة الطلاق في مجتمعاتنا كثيرة بشكل كبير وملفت للنظر، مما يستوجب العناية الخاصة والاهتمام الكبير بمعرفة أسباب الطلاق ودوافع ذلك والسعي الحثيث إلى علاج تلك الأسباب واستئصالها.

ثانيا: قد يحاول كثير من الأزواج -رجالا كانوا أو نساء- الهرب من جحيم المشاكل الزوجية ودوامة الخلافات المستمرة بين الزوجين، والاضطراب وتوتر الحالة النفسية المترتب على تلك الخلافات والمشاكل بسبب غياب ذلك الحب وفتوره مما يؤدي إلى الفتور والملل في الحياة الزوجية، إلى أن يكون أحد الأزواج فريسة للمخدرات والمسكرات عياذا بالله، وكم سمعنا والله من زوجة تشكو من زوجها لوقوعه في براثن السكر والعهر وأحضان المخدرات، فهذا واقع كثير من بيوت المسلمين هاربين من عذاب المشاكل والمعاناة متناسين واقعهم الأليم، فيصبحوا بعد ذلك فريسة الإدمان والحرمان، ثم لا تسل بعد ذلك عن ضياع الأولاد وانتشار الجرائم الأخلاقية كالزنا واللواط والسلب والنهب والسرقات، باحثين بزعمهم عن السعادة الموهومة والمتعة المزعومة وهم في الواقع كالمستجير من الرمضاء بالنار.

ثالثا: من المعلوم بل المعقول أن الخلافات الزوجية والمشاكل العائلية تؤثر تأثيرا سلبيا على نفسية الزوجين معا، وبالتالي يقل إنتاجهما في هذه الحياة، ويضعف وتتضاءل قدرتهما على البذل والعطاء، لما فيه مصلحة دينهما ونفسيهما ومجتمعها وأمتهما، بل ينعكس ذلك على الحياة الزوجية كلها، بل وعلى البيت والأولاد أضف إلى ذلك أن تلك المشاكل والخلافات لها تأثيرا كبيرا وسلبيا على الأبناء من بنين وبنات، فكم سببت لهم عقدا نفسية، ورسخت في أذهانهم أفكارا مغلوطة، ومفاهيما معكوسة تجاه والديهم وأقاربهم ومجتمعهم، مما أثرّ حقيقة على مستقبلهم، وطريقة تفكيرهم في حياتهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين، فكم من ولد ذكر كان أو أنثى حُرم المودة والحنان والشفقة والإحسان، في طفولته وفي ريعان شبابه فأصبحنا بين عشية وضحاها نرى جيلا من شبابنا وفتياتنا يخرجون للمجتمعات ويتطلعون للعالم وهم لا يعرفون حقوقهم الزوجية تجاه بعضهم البعض ولا حتى التعامل السوي في حياتهم العائلية مما أدى إلى الوقوع في مثل هذه المشاكل والخلافات.

رابعا: ونحن في عالم أصبح البعيد فيه قريبا والغريب حبيبا في زمن وعالم يسّر الله لأبناء هذا العصر ما يسره من اكتشافاتٍ واختراعات في وسائلِ الاتصالات والتقنية من أنواعِ الهواتف وشبكات المعلومات، وقنواتِ البث وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام، من مسموعها ومقروئها ومشاهدها، مما أدى إلى انتشار الغزو الإعلامي العجيب السريع والامتداد الهائل للفضائيات، حتى أصبحنا نعيش في عالم ضجّت فضائياته بالحب والغرام والعشق والهيام التي امتلأت بها الروايات العاطفية والمسلسلات والمسرحيات والأفلام، فأخذت تغزونا من كل جهة فتفتحت الأبصار، وتفتقت الآذان، واليوم نشكو إلى الله من أناس أفسدوا الحب بالتعري والمسلسلات والأفلام والغناء والمجون، مما أدى بكثير من الأزواج والزوجات إلى مقارنة واقعهما المرير بتلك الصور العاطفية الرقيقة المرهفة، وهنا يتردد في نفسية كل زوج تجاه زوجته، وكل زوجة تجاه زوجها بأن يسأل أحدهما الآخر: لماذا زوجي لا يعاملني كتلك المعاملة الرقيقة؟ ولماذا لا تعاملني زوجتي كتلك المعاملة المهذبة؟ والتي شُوهدت عبر وسائل الإعلام إما في قصة حب وغرام، أو في مسلسل كذب وافتراء، مما سبب بعد ذلك من إلقاء الاتهامات المتبادلة بين الزوجين، فكلٌ يحمّل الآخر مسؤولية الوضع المزري والمتردي، والتي وصلت إليه حياتهما الأسرية فالزوجة ترى نفسها مظلومة مهضومة الحقوق، والزوج يرى تلك الرؤية والله المستعان.

خامسا: الجفاف العاطفي بين كثير من الأزواج وعدم التعبير عن مشاعر الحب والمودة تجاه كل منهما، هذا إن وجد هذا الحب وهذه المشاعر إلا أنها تبقى مكتومة يثقل على اللسان إخراجها وبثها، ويندُر التكلُم بها والتعبير عنها، فالقليل منا من يسمع شيئا من العواطف والمحبة بين أبويه، بل وربما انتقل هذا فينا نحن الأزواج وفي أولادنا، أضف إلى ذلك بعض العادات والتقاليد وطبيعة المعيشة والبيئة التي لها الأثر الكبير، وبالأخص جنس الرجال، حيث القوة والرجولة وشدة الطباع وربما الجلافة والفظاظة عند البعض، فقد نسوا والله هؤلاء الأزواج أن الله جعل هذا الحب في النفوس لأهداف سامية، وغايات عظيمة وجعل لهذا الحب آدابا شرعية ليعش الزوج والزوجة بعد ذلك في جنة الدنيا والسعادة الحقيقة والحب الصادق المبني على العفة والاحتشام بعيدا عن الفحش وبذاءة اللسان.