تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الآباء علموا اطفالكم "الحياة الحقيقية"!!



جنى
02-24-2004, 07:31 PM
أيها الآباء علموا اطفالكم "الحياة الحقيقية"!!
نتعاطف عادة مع أطفالنا عندما يواجهون مواقف الاحباط ونتفاعل مع خيبات املهم عندما يرفض اصدقاؤهم اللعب معهم ونود احياناً لو أننا نقوم بواجباتهم بدلاً منهم من أجل ان يحصلوا على تقدير معلميهم بل ان بعضنا يتمنى لو انه يستطيع ان يحجب بيديه كل مشاهد الحزن والضيق التي يتعرض لها اطفاله كل يوم .. فاذا كنتم قد مررتم بمثل هذه المشاعر يوماً فهذا قد يعنى باختصار انكم تحرمون اطفالكم من التعلم من مدرسة الحياة او بعبارة اخرى تحرمونهم من تعلم ما يسمى "الحياة الحقيقية" ...

بالنسبة لكثير من الاسر تخرج عن دائرة الطعام والنزهات والواجبات المدرسية والنوم، ومع ان الاعتراف بمشاكل الحياة وهمومها والتحاور بشأنها مع الاطفال لا تعني بالطبع تعريضهم قصداً لمشاهد العنف والقسوة التي لا تتناسب وأعمارهم الا ان احدث الدراسات التربوية تؤكد على حقيقة هامة بالنسبة للتربية الاسرية وهي انه لا جدوى مما يفعله بعض الآباء من حرمان اطفالهم من التفاعل مع الظروف الطبيعية للحياة على امل ان يكبر الاطفال ويحصلوا على فرص فهم الحياة من تلقاء انفسهم، ذلك ان هناك جانب آخر في الحياة يعيشه اطفالنا كل يوم ويتمثل في العلاقات مع الآخرين وما يرافقه من قبول ورفض وخصام وجدال ومشاعر سلبية، علاوة على ما يشاهده اطفالنا من ظروف الحياة اليومية وتفاصيلها العصبية احياناً مثلي طلاق الابوين او وفاة احد افراد الاسرة وفوق هذا كله يتعرض الاطفال في خضم الانفلات الفضائي اذا صحت التسمية الى برامج تلفزيونية تدعوا للانزعاج او تحث على العنف او نحو ذلك، وتبعاً لذلك فإن الاصح نفسياً بالنسبة للأطفال هو اتاحة الفرصة لهم لتعلم بعض مهارات التعامل مع الحياة ومشكلاتها بدءاً من اعمار مبكرة، فالطفل الذي يبكي لانه يريد ان تبقى والدته معه طوال الوقت مثلاُ يجب ان يعرف ان كل انسان ومن ضمنهم أمه تحتاج الى اوقات خاصة لا تخدم فيها احداً، والطفل الذي يرفض اصدقاؤه اللعب معه يمكن ان يتعلم من خلال حواره مع والديه ان الناس لا يفعلون ما نرغب به دائماً، والمراهق الذي يغضب لان صديقه قد تخلى عنه دون مبرر يتعلم بان الاصدقاء او من نحسبهم اصدقاءنا يمكن ان يخذلونا احياناً دون ذنب اقترفناه، وعندما نعتذر لابنائنا عن غضبنا المبالغ فيه اثر مشاجرة عائلية عابرة فاننا نعلمهم ان كل مخلوق لديه نقاط ضعف، والشجاعة الحقيقية هي الاعتراف بها ومحاولة علاجها.

ان المشاركة الوجدانية مع اطفالنا تعنى ان نتحاور معهم حول مخاوفهم وتفاصيل مايتعرضون اليه من مواقف الحياة الكثيرة، ففي معظم الحالات نستظيع نحن الاباء ان نعطي تفسيراً جيداً لما يواجهه الاطفال، إلا ان الاهم من ذلك كله هو الاعتراف بوجود منغصات في حياة الجميع وان واجب الآباء هو تعليم الاطفال اساليب التعامل مع هذه المنغصات لا حرمانهم من التفاعل معها.

نلعب معاً...
نلعب مع أبنائنا، في اللعب لا لنعلمهم المهارات فقط بل لنشعرهم بمتعة المشاركة ولنمنحهم المزيد من الثقة والكثير من الحب..
ارسم الاصوات:
هذه لعبة جميلة تهدف الى تهذيب المشاعر والارتقاء بمستوى التعبير لدى الاطفال وتعتمد علىاسماع الطفل لمقاطع موسيقية ومن ثم اطلاق العنان له ليرسم ما يشعر به خلال استماعه لها. وتبني هذه اللعبة اساساً على مبدأ ان الموسيقى تولد لدى سامعها مشاعر مختلفة وحالات نفسية متفاوتة بين شخص واخر. كل ماتحتاجينه هو شريط للموسيقى الهادئة وأوراق رسم ومجموعة من الألوان. شاركي طفلك ف الرسم واستمتعي معه بالالحان الهادئة والجو الروحي الذي تتشاركانه معاً.

خطوة خطوة
جميعنا نريد أطفال مطيعين هادئين، وفي سبيل ذلك نتحدث معهم أحياناً باللين، ونفقد أعصابنا حيناً آخر.. وأحياناً نود لو أننا نحصل على أفكار أخرى، هذه مقترحات من أجل المساعدة في تلك الحالات، تأكًد من اتباع الحل خطوة خطوة!!
المشكلة:
كنت تصحب طفلك في السيارة عندما تجاوزك احد السائقين في اشارة المرور مما افقدك اعصابك فتفوهت بكلمات غير لائقة، فجأة التفتت الى طفلك الذي كان ينظر اليك مندهشاً!!
قل الحقيقة:
 اخبر طفلك بأنك غضبت جداً من موقف السائق، لا تقدم مبررات لما تفوهت به، فقط قل ما شعرت به في لحظتها بالضبط.
اعتذر:
 قل لطفلك انك تشعر بأن ما قمت به خطأ وانك لم تود ابداً ان يسمعك تتفوه بهذه الكلمات.
حوار:
 خلال حوارك مع طفلك دعه يعبر عن رأيه بحرية فيما حدث، ناقش معه باسلوب جاد ولكن ماذا كان من الممكن ان تقول او تفعل لكي تعبر عن غضبك من السائق المخالف عوضاً عن استخدام الكلمات التي قلتها.