no saowt
02-11-2004, 12:58 AM
مع كل يوم يمر تزداد مؤشرات علو الحق وظهوره، وانبلاج الحقيقة ماثلة للعيان، حتى وإن سيقت في غير قالبها، وإن أتت على غير المألوف؛ فليس من الضروري أن نراها على ألسن أصحابها أو من هم أولى بها، بل صارت جارية على لسان الجميع، وباتت محاولات كثيرة للتنفير من الدين تصب في صالحه وفي صالح أتباعه، ومن ثم يُطرح الإسلام والحجاب والصلاة والصوم والسلوكيات والمعاملات الإسلامية أمام الجميع ومن كل الاتجاهات، أصبحنا نرى هذا على الشاشات، ونسمعه في الإذاعات، ونطالعه في الوسائل المختلفة، وهو ما لم يكن متاحاً في السابق؛ الأمر الذي كان يجعل كل شخص يهتم بما هو فيه وما هو عليه دونما التفكير في شيء آخر!
أما اليوم، فقد نشط أبناء الإسلام في نشره، ونشط أعداؤه في حجبه بالتشويه أو بالمغالطات، ونشط أدعياؤه بالتمسح فيه! وكلهم يفيدون ويستفيدون! سائرون به يبلغونه إلى الناس، سواء من أراد منهم ومن لم يرد! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الكفر" [أخرجه الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه]، ثم قال تميم بعد أن ساق الحديث: "قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من كان كافراً منهم الذل والصغار والجزية". وهذا ما نلمسه ونشاهده بالفعل، فبلحظة تأمل لا تحتاج إلى كبير جهد، سيدرك المتأمل أن طوفان الإسلام قادم في عنفوان، يعلن عن نفسه في فتوة، وحيوية تخلب الألباب!
وكان من بين البرامج التي روجت للمسجد والحجاب والصلاة من حيث لا تريد ما عرض مساء الاثنين 18 من ذي الحجة 1424هـ على قناة الجزيرة القطرية في برنامج: للنساء فقط، من مطالبة جدي دة بحقوق المرأة المسلمة تضاف إلى قائمة مطالبها التي أصبح الكل يتبناها ويتصدى لها متخذاً منها قضية شخصية وهدفاً لا يجب التنازل عنه حيال هذه التجارة الرابحة! وكلهم لن يخرجوا عن دائرة (الأبناء أو الأعداء أو الأدعياء) الذين أشرنا إليهم.
استهلت مقدمة الحلقة حلقتها بتساؤلات عن حقوق المرأة في المسجد، ولماذا هي اليوم غيرها بالأمس، وتساءلت أيضاً: لماذا تحرم من حقها في الاستماع المباشر إلى دروس العلم والمناقشة، كما كان يحدث في العصور الأولى، وكثير من الأسئلة التي تتهم الذكورة والمجتمع الذكوري الذي يقصي المرأة ويحبسها داخل جدران ثلجية!!
ثم تساءلت: لماذا تمنع المرأة من الصلاة في بهو الكعبة المشرفة، ولماذا تحرم هذا الشرف الذي يسعى إليه جميع المسلمين نساء ورجالاً؟ وكثير من الأسئلة التي تصيب المشاهد بحالة من الاستغراب والاستهجان، وكأن مسلمة أخرى وكعبة أخرى تدور الحلقة حولهما!
الاستهجان والاستغراب عينه هو ما بدا على الكاتبة الصحفية الأستاذة "نوال السباعي" التي كانت ضمن ضيفات الحلقة، إذ أكدت أنها كانت في مكة منذ فترة قصيرة وقد أدت صلاتها في بهو الكعبة وعلى مقربة منها، وقد ساعدها الحراس بأن أفسحوا لها المجال، تماماً كما فعلوا مع نساء أخريات، وحينما أكد أحد المشاهدين السعوديين في اتصال هاتفي بأن ما تزعمه مقدمة الحلقة ليس إلا نوعاً من الإثارة ولفت الانتباه لتحريك البرنامج الكسول، وقال إن وجود المرأة في الحرم وأمام الكعبة لا يحتاج إلى دليل، فبإمكان من أراد الدليل أن يطالع نقل الصلوات من الحرم وبنظرة سريعة سيرى الأعداد النسائية غير القليلة التي احتلت ركناً ما من بهو الكعبة.
عندها لم تجد مقدمة البرنامج ما تقوله فانتفخت أوداجها وقطعت الاتصال على المشاهد، في طريقة طفولية، قائلة بأنها لا تأتي بهذا الكلام من تلقاء نفسها فصديقاتها ونساء مقربات منها أكدن هذا!!
ثم التفتت إلى محور آخر تدعي فيه قفل المساجد في وجوه النساء وأنهن لا يمتعن بحرياتهن في أداء العبادات ولا التعلم أو التعليم داخل أروقة المساجد.. وكان الرد من الأستاذة نوال السباعي لاذعاً إذا قالت بأن المساجد لم تقفل في وجوه النساء وحدها، فقد أقفلت في وجوه الرجال وحوربت الدروس وحلق العلم في أكثر البلدان العربية، خوفاً من انتشار أفكار المتحلقين واندياحها في المجتمع ومن ثم تأثيرها عليه!
كشفت هذه الإثارة السخيفة عوار ما يعانيه الإعلام والإعلاميون في أكثر النوافذ والوسائل، مما أدى إلى فقدان الثقة بين الإعلامي والمتلقي والنظر إليه في كثير من الأحيان على أنه طالب جمهور ومسجل حضور، ولا عليه بالباقي، فلا مادة مخدومة ولا موضوعية في الطرح، إنما البطل في أكثر هذه الوسائل هو الإثارة والضجة والقعقعة الفارغة؛ التي تصب في خدمة الإسلام برغم تفاهتها وتهافتها، فالكل يسير إليه ويوظف في خدمته، مختارا أو غير مختار.. إنه دين عظيم حقاً!
أما اليوم، فقد نشط أبناء الإسلام في نشره، ونشط أعداؤه في حجبه بالتشويه أو بالمغالطات، ونشط أدعياؤه بالتمسح فيه! وكلهم يفيدون ويستفيدون! سائرون به يبلغونه إلى الناس، سواء من أراد منهم ومن لم يرد! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الكفر" [أخرجه الإمام أحمد وغيره عن تميم الداري رضي الله تعالى عنه]، ثم قال تميم بعد أن ساق الحديث: "قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من كان كافراً منهم الذل والصغار والجزية". وهذا ما نلمسه ونشاهده بالفعل، فبلحظة تأمل لا تحتاج إلى كبير جهد، سيدرك المتأمل أن طوفان الإسلام قادم في عنفوان، يعلن عن نفسه في فتوة، وحيوية تخلب الألباب!
وكان من بين البرامج التي روجت للمسجد والحجاب والصلاة من حيث لا تريد ما عرض مساء الاثنين 18 من ذي الحجة 1424هـ على قناة الجزيرة القطرية في برنامج: للنساء فقط، من مطالبة جدي دة بحقوق المرأة المسلمة تضاف إلى قائمة مطالبها التي أصبح الكل يتبناها ويتصدى لها متخذاً منها قضية شخصية وهدفاً لا يجب التنازل عنه حيال هذه التجارة الرابحة! وكلهم لن يخرجوا عن دائرة (الأبناء أو الأعداء أو الأدعياء) الذين أشرنا إليهم.
استهلت مقدمة الحلقة حلقتها بتساؤلات عن حقوق المرأة في المسجد، ولماذا هي اليوم غيرها بالأمس، وتساءلت أيضاً: لماذا تحرم من حقها في الاستماع المباشر إلى دروس العلم والمناقشة، كما كان يحدث في العصور الأولى، وكثير من الأسئلة التي تتهم الذكورة والمجتمع الذكوري الذي يقصي المرأة ويحبسها داخل جدران ثلجية!!
ثم تساءلت: لماذا تمنع المرأة من الصلاة في بهو الكعبة المشرفة، ولماذا تحرم هذا الشرف الذي يسعى إليه جميع المسلمين نساء ورجالاً؟ وكثير من الأسئلة التي تصيب المشاهد بحالة من الاستغراب والاستهجان، وكأن مسلمة أخرى وكعبة أخرى تدور الحلقة حولهما!
الاستهجان والاستغراب عينه هو ما بدا على الكاتبة الصحفية الأستاذة "نوال السباعي" التي كانت ضمن ضيفات الحلقة، إذ أكدت أنها كانت في مكة منذ فترة قصيرة وقد أدت صلاتها في بهو الكعبة وعلى مقربة منها، وقد ساعدها الحراس بأن أفسحوا لها المجال، تماماً كما فعلوا مع نساء أخريات، وحينما أكد أحد المشاهدين السعوديين في اتصال هاتفي بأن ما تزعمه مقدمة الحلقة ليس إلا نوعاً من الإثارة ولفت الانتباه لتحريك البرنامج الكسول، وقال إن وجود المرأة في الحرم وأمام الكعبة لا يحتاج إلى دليل، فبإمكان من أراد الدليل أن يطالع نقل الصلوات من الحرم وبنظرة سريعة سيرى الأعداد النسائية غير القليلة التي احتلت ركناً ما من بهو الكعبة.
عندها لم تجد مقدمة البرنامج ما تقوله فانتفخت أوداجها وقطعت الاتصال على المشاهد، في طريقة طفولية، قائلة بأنها لا تأتي بهذا الكلام من تلقاء نفسها فصديقاتها ونساء مقربات منها أكدن هذا!!
ثم التفتت إلى محور آخر تدعي فيه قفل المساجد في وجوه النساء وأنهن لا يمتعن بحرياتهن في أداء العبادات ولا التعلم أو التعليم داخل أروقة المساجد.. وكان الرد من الأستاذة نوال السباعي لاذعاً إذا قالت بأن المساجد لم تقفل في وجوه النساء وحدها، فقد أقفلت في وجوه الرجال وحوربت الدروس وحلق العلم في أكثر البلدان العربية، خوفاً من انتشار أفكار المتحلقين واندياحها في المجتمع ومن ثم تأثيرها عليه!
كشفت هذه الإثارة السخيفة عوار ما يعانيه الإعلام والإعلاميون في أكثر النوافذ والوسائل، مما أدى إلى فقدان الثقة بين الإعلامي والمتلقي والنظر إليه في كثير من الأحيان على أنه طالب جمهور ومسجل حضور، ولا عليه بالباقي، فلا مادة مخدومة ولا موضوعية في الطرح، إنما البطل في أكثر هذه الوسائل هو الإثارة والضجة والقعقعة الفارغة؛ التي تصب في خدمة الإسلام برغم تفاهتها وتهافتها، فالكل يسير إليه ويوظف في خدمته، مختارا أو غير مختار.. إنه دين عظيم حقاً!