no saowt
02-08-2004, 05:18 AM
هل يمكن للبلدان الإسلامية أن تكون كيانا دوليا أو قوة جديدة توازي في عناصرها التكوينية القوى الدولية الموجودة حاليا؟
ربما يبدو السؤال غير واقعي، ويطرح في سياق واقع يخلو ظاهريا من عناصر القوة الضرورية التي ينبغي على العالم الإسلامي أن يمتلكها لكي يشكل هذا التكتل الدولي القوي المفترض، ويجيء توقيته في لحظة تاريخية تبدو فيها الدول الإسلامية رازحة تحت سلسلة من الضغوط والإشكاليات الداخلية التي لا يمكن إيجاد حلول لها في الأمد المنظور.
ولكن اللحظة الراهنة تبدو عند النظر في السياق التاريخي مرحلة مؤقتة وإن كانت لا تعزز أي توقع مستقبلي إيجابي بأن العالم الإسلامي سينهض من جديد.
وكما تخطط الإدارة الأميركية والغربية سياساتها العامة وإستراتيجياتها على أساس أن العالم الإسلامي كتلة جغرافية وحضارية وجغرافية سياسية واحدة برغم إصرارها عند التنظيم الإجرائي على اعتبار العالم الإسلامي دولا مختلفة، فيجب الاستمرار في النظر والتفكير والتحليل على أساس أن العالم الإسلامي كتلة واحدة، والمحافظة على هذه الفكرة ثقافيا وسياسيا لأنها هي الأصل ولا تلغيها المرحلة المؤقتة التي تمر بالعالم الإسلامي.
وربما يستحيل فهم الأحداث والتفاعلات الجارية اليوم فيما يخص العراق وإيران وتركيا وسورية والخليج وأفريقيا إلا عند الأخذ بالاعتبار الرؤية الإستراتيجية التي ترى العالم الإسلامي كتلة واحدة والتعامل معه على هذا الأساس عند أميركا والغرب.
تضم منظمة المؤتمر الإسلامي في عضويتها 56 دولة إسلامية، ويوجد تجمعات إسلامية كبيرة في دول ليست إسلامية، مثل الهند وأفريقيا وفي أوروبا وأميركا.
ويمتلك الإسلام ديناميكية مؤثرة في السلوك والقيم وبعدا تكوينيا نفسانيا في المجتمعات الإسلامية، وكانت الخصوصية الدينية العامل الأساسي لتحفيز وانطلاق معظم حركات التحرر الوطني للشعوب الإسلامية.
وشهدت السبعينات موجة عودة فكرية وثقافية إلى الدين وتراجعا للأفكار والتنظيمات القومية والاشتراكية، وبدأت مرحلة إعادة صياغة للمجتمعات والعلاقات يمثل الإسلام مكونا مهما فيها، وبدأت الحركات الإسلامية تنال نصيبا مهما في المقاعد النيابية والبلدية والنقابية وتقود معظم الأعمال الأهلية المجتمعية والتطوعية والعامة.
كما شكلت الحركة الإسلامية العمود الفقري لعمليات مقاومة الاحتلال في فلسطين وأفغانستان ولبنان، وحركات الاستقلال والدفاع عن الذات في كشمير وآسيا الوسطى وروسيا والفلبين وبورما وغيرها من الأقطار والأقاليم.
وبدأت أيضا تقوم تجمعات إسلامية قائمة على تشكيل إستراتيجي أيدولوجي للعالم الإسلامي مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، التي انبثق عنها أو يعمل بموازاتها منظمات إسلامية متخصصة مثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة الإذاعات الإسلامية، والبنك الإسلامي للتنمية.
ولكن الوحدة الحضارية والثقافية في العالم الإسلامي لم تمنع التعددية العرقية والإثنية وتأثيرها الحاد في بعض الأحيان في البلد الواحد أو على مستوى العالم الإسلامي، وقد ساهم الاستعمار الغربي في تغذية الصراعات القومية والعرقية وتشجيعها وتوظيفها، وهذا الرأي يمكن اقتباسه من كتاب غربيين، ويمكن الاستدلال على سبيل المثال بكتاب "الجغرافيا السياسية للعالم المعاصر" لمؤلفيه بيتر تيلور وكولن فلنت.
إن القراءة السياسية الاقتصادية للأرقام والإحصائيات الاقتصادية والتجارية في العالم الإسلامي تكشف عن حالة صعبة من التبعية للغرب، وتظهر ضعف التنسيق والعمل الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي.
والمشكلة الأخرى في العالم الإسلامي هي التباعد في السياسة الخارجية والأنظمة السياسية بين دوله، وقد أدى هذا التباعد إلى تبني سياسات ومواقف خارجية متناقضة زادت من حدة التشتت بين الدول والمجتمعات الإسلامية.
ولكن يستطيع العالم الإسلامي أن يكون قوة عالمية اقتصادية وإستراتيجية دون موارد وشروط إضافية إلى ماهو قائم ومتحقق بالفعل، فما يلزم العالم الإسلامي هو إرادة سياسية وتوظيف معقول لموارده وإمكانياته، ولا يلزمه في الوقت الحاضر قوة عسكرية وتكنولوجيا إضافية، ولا أن يخوض حروبا وصراعات ومغامرات عسكرية وسياسية.
http://www.aljazeera.net/cases_analysis/2004/1/1-30-1.htm
ربما يبدو السؤال غير واقعي، ويطرح في سياق واقع يخلو ظاهريا من عناصر القوة الضرورية التي ينبغي على العالم الإسلامي أن يمتلكها لكي يشكل هذا التكتل الدولي القوي المفترض، ويجيء توقيته في لحظة تاريخية تبدو فيها الدول الإسلامية رازحة تحت سلسلة من الضغوط والإشكاليات الداخلية التي لا يمكن إيجاد حلول لها في الأمد المنظور.
ولكن اللحظة الراهنة تبدو عند النظر في السياق التاريخي مرحلة مؤقتة وإن كانت لا تعزز أي توقع مستقبلي إيجابي بأن العالم الإسلامي سينهض من جديد.
وكما تخطط الإدارة الأميركية والغربية سياساتها العامة وإستراتيجياتها على أساس أن العالم الإسلامي كتلة جغرافية وحضارية وجغرافية سياسية واحدة برغم إصرارها عند التنظيم الإجرائي على اعتبار العالم الإسلامي دولا مختلفة، فيجب الاستمرار في النظر والتفكير والتحليل على أساس أن العالم الإسلامي كتلة واحدة، والمحافظة على هذه الفكرة ثقافيا وسياسيا لأنها هي الأصل ولا تلغيها المرحلة المؤقتة التي تمر بالعالم الإسلامي.
وربما يستحيل فهم الأحداث والتفاعلات الجارية اليوم فيما يخص العراق وإيران وتركيا وسورية والخليج وأفريقيا إلا عند الأخذ بالاعتبار الرؤية الإستراتيجية التي ترى العالم الإسلامي كتلة واحدة والتعامل معه على هذا الأساس عند أميركا والغرب.
تضم منظمة المؤتمر الإسلامي في عضويتها 56 دولة إسلامية، ويوجد تجمعات إسلامية كبيرة في دول ليست إسلامية، مثل الهند وأفريقيا وفي أوروبا وأميركا.
ويمتلك الإسلام ديناميكية مؤثرة في السلوك والقيم وبعدا تكوينيا نفسانيا في المجتمعات الإسلامية، وكانت الخصوصية الدينية العامل الأساسي لتحفيز وانطلاق معظم حركات التحرر الوطني للشعوب الإسلامية.
وشهدت السبعينات موجة عودة فكرية وثقافية إلى الدين وتراجعا للأفكار والتنظيمات القومية والاشتراكية، وبدأت مرحلة إعادة صياغة للمجتمعات والعلاقات يمثل الإسلام مكونا مهما فيها، وبدأت الحركات الإسلامية تنال نصيبا مهما في المقاعد النيابية والبلدية والنقابية وتقود معظم الأعمال الأهلية المجتمعية والتطوعية والعامة.
كما شكلت الحركة الإسلامية العمود الفقري لعمليات مقاومة الاحتلال في فلسطين وأفغانستان ولبنان، وحركات الاستقلال والدفاع عن الذات في كشمير وآسيا الوسطى وروسيا والفلبين وبورما وغيرها من الأقطار والأقاليم.
وبدأت أيضا تقوم تجمعات إسلامية قائمة على تشكيل إستراتيجي أيدولوجي للعالم الإسلامي مثل منظمة المؤتمر الإسلامي، التي انبثق عنها أو يعمل بموازاتها منظمات إسلامية متخصصة مثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة الإذاعات الإسلامية، والبنك الإسلامي للتنمية.
ولكن الوحدة الحضارية والثقافية في العالم الإسلامي لم تمنع التعددية العرقية والإثنية وتأثيرها الحاد في بعض الأحيان في البلد الواحد أو على مستوى العالم الإسلامي، وقد ساهم الاستعمار الغربي في تغذية الصراعات القومية والعرقية وتشجيعها وتوظيفها، وهذا الرأي يمكن اقتباسه من كتاب غربيين، ويمكن الاستدلال على سبيل المثال بكتاب "الجغرافيا السياسية للعالم المعاصر" لمؤلفيه بيتر تيلور وكولن فلنت.
إن القراءة السياسية الاقتصادية للأرقام والإحصائيات الاقتصادية والتجارية في العالم الإسلامي تكشف عن حالة صعبة من التبعية للغرب، وتظهر ضعف التنسيق والعمل الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي.
والمشكلة الأخرى في العالم الإسلامي هي التباعد في السياسة الخارجية والأنظمة السياسية بين دوله، وقد أدى هذا التباعد إلى تبني سياسات ومواقف خارجية متناقضة زادت من حدة التشتت بين الدول والمجتمعات الإسلامية.
ولكن يستطيع العالم الإسلامي أن يكون قوة عالمية اقتصادية وإستراتيجية دون موارد وشروط إضافية إلى ماهو قائم ومتحقق بالفعل، فما يلزم العالم الإسلامي هو إرادة سياسية وتوظيف معقول لموارده وإمكانياته، ولا يلزمه في الوقت الحاضر قوة عسكرية وتكنولوجيا إضافية، ولا أن يخوض حروبا وصراعات ومغامرات عسكرية وسياسية.
http://www.aljazeera.net/cases_analysis/2004/1/1-30-1.htm