تبذير , بطر او إسراف سموه كما يحلوا لكم
المهم إنها صفات نتصف بها
وما علينا سوى أن نلقي نظرة حول محيطنا الذي نعيش به لتتراءى
لنا مظاهر لم تكن مالفوفة في ما قد مضى
فبعد ان كان بيت واحد ضيق يحوي عائلتين وثلاث صار البيت
الذي قد يتسع لعشر عائلات لا يسكنه سوى اثنين
وفي ما مضى كنا نشتري ثوباً جديد اً كل عيد اما اليوم فخزائُننا
تشتكي من ازدحام الملابس فيها ..
أما عن الطعام فحدث ولا حرج فلم نعد نسمع مواء القطط لانها اكتفت
بل وبطرت من ما تحويه سلات المهملات

نعمٌ كثيرة حبانا الله بها ولكن لم نُحسن استغلالها فغدونا بعداد المبذرين
بلا ادنى شك وكاننا لم نسمع قول الله تعالى ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين

وكأن عيوننا لا ترى الكثير من المسلمين في بعض بقاع الارض
يتراصون الصفوف بانتظار كسرةِ خبز او حفنةِ ارز جاد بها البعض ...

هل اصبحت الدنيا ومتاعها اكبر همنا والتفاخر والتبذير من محاسن الاخلاق في عصرنا
فاصبح احدنا يتباهى بانه يصرف الالوف في الشهر الواحد وكانه قد صنع معروفاً

ان الاسراف الذي نعيشه اليوم لا ينتج الا الفساد فما فسد قوم ثمود وعاد من قبل الا من
وراء اسرافهم وتعلقهم بالدنيا فقد خاطبهم رب العزة قائلا (وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين).
ولو عدنا الى كثير من ايات الله لو وجدنا صفه الاسراف مرادفه لكثير من
الصفات السيئه كالتكبر والتجبر كقوله تعالى في فرعون (إنّه كان عالياً من المسرفين).
فلماذا لا نكون كما اردانا الله امةٌ وسطى فلا للتقشف الزائد ولا للاسراف
فان الله تعالى جميلٌ يحبُ الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده…"
كما قال رسولنا الكريم

وما اجمل ان نتحلى بصفات المؤمنين في قولهِ عز وجل
(والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً)...

حتما نحن مسرفين، أمام الرعيل الأول... الذي كان ينفق الغالي والنفيس في سبيل الله تعالى........

الله يعافينا

هذا من اكثر ما ابتلينا به

و ما قدرين نخلص منه

يعني بيكفي لو بتفكري بماء الوضوء اذا بماء الوضوء نحن مسرفين
فما بالك بما دون ذلك؟