no saowt
01-26-2004, 04:43 AM
التنوّع الثقافي، هو أحد المميّزات التي يُفاخر بها لبنان، فمند القدم يشرّع أبوابه على مصاريعها، لكي ينهل من معين الحضارات البشرية على اختلافها وتعددها، ففي ذلك إنماء للفكر وإنضاج للعقل، وكلاهما يثري حياة اللبناني، وهو الذي بزّ أقرانه في المنطقة، في التحصيل بكل أنواعه المادية والمعنوية والاستزادة من المعارف الإنسانية، وقد عبّر عن هذه الطموحات ومنذ قرن من الزمان الشاعر إيليا أبو ماضي بقوله: لبنان لا تعذل بنيك إن هم ركبوا الى العلياء كل سفين·
فعلامَ يعترض المعترضون، على ما أتحفنا به "زافين" في حلقتيه عن فنون النكاح، اللتين تم بثهما في المعمورة وكل الأرجاء، وكان بطلهما الصديق فضيلة الشيخ محمد كنعان، العالم النّحرير، في ما هو خافٍ عن الصبايا والشباب ومن هم غضّ الإهاب·
فرئيس المحاكم الشرعية، قد أبدع في حديثه وفي ردوده فوضع إصبعه على الجروح الدقيقة في بنانا التحتية، فضمّدها بصراحته المعهودة، وببلاغة ملؤها الجرأة والجسارة، ولم يكن بحاجة الى التورية ولا الى الطباق والجناس وفنون الاستدلال، التي تزخر بها لغتنا العربية وآدابها وقيمها وأخلاقها، وهو ضليع بها، كعالم قرأ التفسير والسيرة وتراجم الرجال أصحاب رسول الله ومعهم الأئمة والفقهاء·
لقد تحوّلت المناظرة التلفازية، الى فيلم ممتع بالصوت والصورة، فتجسّد المشهد أمام شبابنا وفتياتنا، بألوانه الحمراء والزاهية، تعكسه المرايا المثبتة على السقف والجدران، وتلتقطه العدسات المنتجة لأحدث الأفلام، فهي مشروعة للأزواج وحرائر النساء·
إنها مناظرة، تمثل ذروة الحدث، في خضم ما نعيشه من ويلات وأحداث، وكيف لا وما نحفظه عن ظهر قلب ونضعه عنواناً، نغلّف فيه كل حديث يخدش الأخلاق والأدب والحياء، وكأن ما تناقلته الأجيال، بأن لاحياء في الدين، فيه إعلان لإباحة الخوض في السوءات، فنعرضها على الملأ وعبر الفضائيات، ونبرز شبق ما تمارسه الأجساد، من غير حرج ولا أدب ولا حياء، وفي كل جزئية وفي أدق التفاصيل، التي تقشعر من هول وفظاعة مفرداتها الرجال، وتُصيب أعتى النساء بالغثيان·
فماذا نقول لصديقنا الشيخ محمد كنعان، وقد شاهدنا محيّاه وكم كان يفترّ ثغره ويقهقه عند كل سؤال، في محاولة منه لضبط الارتباك، وتجميد فطرة الحياء، التي تم طردها وإعدامها من هذه المداولات·
ماذا نقول لقاضي القضاة في محاكمنا الشرعية، عن هذه الفتوحات المبينة التي أتحف وزوّد بها المشاهد في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، وبرهن للناس، على أنه خير خبير في ثقافة البنى التحتية، لا يضاهيه في خبرته هذه، أساطين الممارسة المصوّرة والعلنية، فالخارطة التي رسمها بإحدى مضغتيه على الأسرّة والأرائك والزرابي والنمارق، تنافس الخارطة التي وضعها الدكتور أحمد زويل عن جسم الإنسان، ونال عليها جائزة نوبل في علم الأحياء، مع الفارق بأن الأولى دنّست العفة والحياء، أما الثانية فكانت لإنماء الحياة·
ماذا نقول لسماحة الرئيس صاحب الفضيلة الشيخ محمد كنعان وهو يبرّر لأحد الأصدقاء، بأن مشكلته في ما وقع فيه لسانه من زلاّت هو في ضرورة الإجابة عن أسئلة المستمعين والمستمعات، وهو بوصفه عالماً في هذا الميدان، من الصعب عليه، أن يستعير من الإمام الشافعي قوله "لا أعلم" فما باله لا يستعير من اللغة، التورية والاستعارة وفن الهروب الى الأمام·
لقد طاش سهم الفضيلة والعفّة عند الشيخ محمد كنعان، ووقع في ما لا تحمد عقباه، فكان حديث الشارع والبيوت والصالونات ولكن بما لا يرضاه ولا نرضاه·
وكان من تداعيات العفّة الذبيح والحياة القتيل، التعميم الذي صدر عن سماحة مفتي الجمهورية، يحظّر فيه على العلماء، المشاركة في الندوات والمقابلات مع وسائل الإعلام المرئية قبل أخذ موافقته الخطية·
ولا بد أخيراً من سؤالين نطرحهما على سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ونريد جوابا عنهما، لكي يكون الناس على بيّنة مما ورد على لسان الشيخ محمد كنعان في "حلقتي زافين":
هل أن ما سمعه المشاهد ورآه، يُعتبر بمنزلة فتاوى لها أسانيدها في الفقه وأدلتها في الشريعة الإسلامية، سواء بمضمونها أو بأسلوب عرضها على الجمهور وبهذه الصورة العلنية؟
أم أنها مختصّة بالقضاة الشرعيين، أصدرها رئيسهم، يحظّر فيها عليهم، تحويل الجلسات القضائية العلنية الى سرّية، ولو كانت ذات طابع حميمي بين الأزواج، وذلك بالنظر الى أن ليس في الدين حياء؟
إنها ثقافة العصر، تُبث علنا وعبر الفضائيات، وما على الذين بقي عندهم شيء من الحياء، إلا أن يتلوا الآية الكريمة:
"والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"·
فهل نظلم الشيخ محمد كنعان إذا اعتبرنا ما قاله بمنزلة توصيات تنبض "بالحق" و"الصبر" موجهة منه الى البنات والأبناء.
فعلامَ يعترض المعترضون، على ما أتحفنا به "زافين" في حلقتيه عن فنون النكاح، اللتين تم بثهما في المعمورة وكل الأرجاء، وكان بطلهما الصديق فضيلة الشيخ محمد كنعان، العالم النّحرير، في ما هو خافٍ عن الصبايا والشباب ومن هم غضّ الإهاب·
فرئيس المحاكم الشرعية، قد أبدع في حديثه وفي ردوده فوضع إصبعه على الجروح الدقيقة في بنانا التحتية، فضمّدها بصراحته المعهودة، وببلاغة ملؤها الجرأة والجسارة، ولم يكن بحاجة الى التورية ولا الى الطباق والجناس وفنون الاستدلال، التي تزخر بها لغتنا العربية وآدابها وقيمها وأخلاقها، وهو ضليع بها، كعالم قرأ التفسير والسيرة وتراجم الرجال أصحاب رسول الله ومعهم الأئمة والفقهاء·
لقد تحوّلت المناظرة التلفازية، الى فيلم ممتع بالصوت والصورة، فتجسّد المشهد أمام شبابنا وفتياتنا، بألوانه الحمراء والزاهية، تعكسه المرايا المثبتة على السقف والجدران، وتلتقطه العدسات المنتجة لأحدث الأفلام، فهي مشروعة للأزواج وحرائر النساء·
إنها مناظرة، تمثل ذروة الحدث، في خضم ما نعيشه من ويلات وأحداث، وكيف لا وما نحفظه عن ظهر قلب ونضعه عنواناً، نغلّف فيه كل حديث يخدش الأخلاق والأدب والحياء، وكأن ما تناقلته الأجيال، بأن لاحياء في الدين، فيه إعلان لإباحة الخوض في السوءات، فنعرضها على الملأ وعبر الفضائيات، ونبرز شبق ما تمارسه الأجساد، من غير حرج ولا أدب ولا حياء، وفي كل جزئية وفي أدق التفاصيل، التي تقشعر من هول وفظاعة مفرداتها الرجال، وتُصيب أعتى النساء بالغثيان·
فماذا نقول لصديقنا الشيخ محمد كنعان، وقد شاهدنا محيّاه وكم كان يفترّ ثغره ويقهقه عند كل سؤال، في محاولة منه لضبط الارتباك، وتجميد فطرة الحياء، التي تم طردها وإعدامها من هذه المداولات·
ماذا نقول لقاضي القضاة في محاكمنا الشرعية، عن هذه الفتوحات المبينة التي أتحف وزوّد بها المشاهد في كل ركن من أركان الكرة الأرضية، وبرهن للناس، على أنه خير خبير في ثقافة البنى التحتية، لا يضاهيه في خبرته هذه، أساطين الممارسة المصوّرة والعلنية، فالخارطة التي رسمها بإحدى مضغتيه على الأسرّة والأرائك والزرابي والنمارق، تنافس الخارطة التي وضعها الدكتور أحمد زويل عن جسم الإنسان، ونال عليها جائزة نوبل في علم الأحياء، مع الفارق بأن الأولى دنّست العفة والحياء، أما الثانية فكانت لإنماء الحياة·
ماذا نقول لسماحة الرئيس صاحب الفضيلة الشيخ محمد كنعان وهو يبرّر لأحد الأصدقاء، بأن مشكلته في ما وقع فيه لسانه من زلاّت هو في ضرورة الإجابة عن أسئلة المستمعين والمستمعات، وهو بوصفه عالماً في هذا الميدان، من الصعب عليه، أن يستعير من الإمام الشافعي قوله "لا أعلم" فما باله لا يستعير من اللغة، التورية والاستعارة وفن الهروب الى الأمام·
لقد طاش سهم الفضيلة والعفّة عند الشيخ محمد كنعان، ووقع في ما لا تحمد عقباه، فكان حديث الشارع والبيوت والصالونات ولكن بما لا يرضاه ولا نرضاه·
وكان من تداعيات العفّة الذبيح والحياة القتيل، التعميم الذي صدر عن سماحة مفتي الجمهورية، يحظّر فيه على العلماء، المشاركة في الندوات والمقابلات مع وسائل الإعلام المرئية قبل أخذ موافقته الخطية·
ولا بد أخيراً من سؤالين نطرحهما على سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ونريد جوابا عنهما، لكي يكون الناس على بيّنة مما ورد على لسان الشيخ محمد كنعان في "حلقتي زافين":
هل أن ما سمعه المشاهد ورآه، يُعتبر بمنزلة فتاوى لها أسانيدها في الفقه وأدلتها في الشريعة الإسلامية، سواء بمضمونها أو بأسلوب عرضها على الجمهور وبهذه الصورة العلنية؟
أم أنها مختصّة بالقضاة الشرعيين، أصدرها رئيسهم، يحظّر فيها عليهم، تحويل الجلسات القضائية العلنية الى سرّية، ولو كانت ذات طابع حميمي بين الأزواج، وذلك بالنظر الى أن ليس في الدين حياء؟
إنها ثقافة العصر، تُبث علنا وعبر الفضائيات، وما على الذين بقي عندهم شيء من الحياء، إلا أن يتلوا الآية الكريمة:
"والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"·
فهل نظلم الشيخ محمد كنعان إذا اعتبرنا ما قاله بمنزلة توصيات تنبض "بالحق" و"الصبر" موجهة منه الى البنات والأبناء.