fakher
01-24-2004, 06:50 PM
دخلت حلب الشهباء بعيد صلاة العشاء فوجدت أمرها عجبا وكأنها لم تعد حلبا كانت شوارعها مقفرة خالية وأصوات الرصاص فيها عالية ، فقلت في نفسي وقد اشتد بي الكرب علاما هذا القصف والضرب وظللت مستسلما لوساوسي وأفكاري وهواجسي وأنا أسيرُ بين الحيرة والوجل وبين الريثِ والعجل وما كدتُ أخطو قليلا كما لو كنت مرهقا أو عليلاً حتى سمعتُ صوتاً هائلا يقول:
((((قف))))
وقفت عندها وتلعثمت فما تقدمت وما تأخرت وإذا بجمع من الأشباح يتحلق حولي ويلتف ، قال أحد الأشباح بصوت يشبه الصياح :
( أطلعنا على هويتك وأخبرنا عن قصدك ونيتك )
قلت:
( وما تريدون مني يرحمكم الله إنما أنا عابر سبيل ضل مسعاه )
قال كبيرهم ويبدو أنه أميرهم :
( لا تكثر من القيل والقال يبدو أنك رجل محتال فتعال معنا تعال )
فاستاقوني إلى الزنزانة وأعدوا لي الدولابَ والخيزرانة وبدأت أتألمُ وأصيح وكأنني خريطٌ ذبيح وهم يقولون لي :
(إعترف.. إعترف.. فكل من جاء قبلك اعترف وإلا أصابه العطبُ والتلف)
قلت:
( أعترفُ بماذا ألا تخاف الله يا هذا )
قال:
( إعترف أنك من الثوار وإلا سأحرقك بالنار )
قلت:
( من هم هؤلاء القوم علاما ثاروا وكم مرةً هجموا وأغاروا )
قال أحدهم:
( لقد ثاروا على حكم مولانا الأسد وطالبوا بأن يحكموا البلد )
قلت:
( وهل هم على حقٍ أم على باطل فإني عن هذه الأمور غافل )
قال كبيرهم:
( ومن أنت أيها الجاهل حتى تخوض في مثل تلك المسائل لا حكم بهذا البلد إلا للقائد الرفيقّ وكل من عارضه فهو زنديق عظيم الجرم والذنب )
قلت:
( وهل أنت من أقارب الرئيس وأعوانه أم من عملائه وأذنابه )
فلطمني أحدهم وقال:
( نحن هنا لانفرقُ بين حميمٍ وأمين كلنا رفاقٌ على درب النضال الطويل )
قلت:
( لكنني أرى أن الخرابَ قد عَمَّ البلاد وانتشر فيها الفساد فهل أنتم بمثل هذا البلاء منفذون أم شركاء أم جهلةٌ سفهاء أم حمقى أغبياء . وقد انتهكت الحرمات والأعراض وتغلغلت في نفوس الناس الأوبئةُ والأمراض فمن منكم بمثل ذلك معجبٌ أم راض.)
فضربني كبيرهم بالكرباج وقد ظن نفسه ابن زيادٍ أو الحجاج وقال :
( أيها الماكر تعرفُ هذه الأمور ثم تدعي الجهالة إنما أنت رأسٌ من رؤوسِ العمالة )
ثم بدأتُ أتقلبُ في النِعَم بين الكهرباءِ والدولاب والنهشِ بأنيابِ الكلاب حتى ذاب شحمي ومزق لحمي . وقد ضاقَ بي المجال وظلت الشتائمُ والسياطُ علي تنهال حتى نسيت من أنا وكيف جئت إلى هنا .
وبعد االٌتيَّ واللتي واستفحال دائي وعلتي نقلت من سجن المحافظة إلى سجن السريان وقد كسرت لي ضلعان وأقتلعت لي خمسة أظافر وسنّان
((((قف))))
وقفت عندها وتلعثمت فما تقدمت وما تأخرت وإذا بجمع من الأشباح يتحلق حولي ويلتف ، قال أحد الأشباح بصوت يشبه الصياح :
( أطلعنا على هويتك وأخبرنا عن قصدك ونيتك )
قلت:
( وما تريدون مني يرحمكم الله إنما أنا عابر سبيل ضل مسعاه )
قال كبيرهم ويبدو أنه أميرهم :
( لا تكثر من القيل والقال يبدو أنك رجل محتال فتعال معنا تعال )
فاستاقوني إلى الزنزانة وأعدوا لي الدولابَ والخيزرانة وبدأت أتألمُ وأصيح وكأنني خريطٌ ذبيح وهم يقولون لي :
(إعترف.. إعترف.. فكل من جاء قبلك اعترف وإلا أصابه العطبُ والتلف)
قلت:
( أعترفُ بماذا ألا تخاف الله يا هذا )
قال:
( إعترف أنك من الثوار وإلا سأحرقك بالنار )
قلت:
( من هم هؤلاء القوم علاما ثاروا وكم مرةً هجموا وأغاروا )
قال أحدهم:
( لقد ثاروا على حكم مولانا الأسد وطالبوا بأن يحكموا البلد )
قلت:
( وهل هم على حقٍ أم على باطل فإني عن هذه الأمور غافل )
قال كبيرهم:
( ومن أنت أيها الجاهل حتى تخوض في مثل تلك المسائل لا حكم بهذا البلد إلا للقائد الرفيقّ وكل من عارضه فهو زنديق عظيم الجرم والذنب )
قلت:
( وهل أنت من أقارب الرئيس وأعوانه أم من عملائه وأذنابه )
فلطمني أحدهم وقال:
( نحن هنا لانفرقُ بين حميمٍ وأمين كلنا رفاقٌ على درب النضال الطويل )
قلت:
( لكنني أرى أن الخرابَ قد عَمَّ البلاد وانتشر فيها الفساد فهل أنتم بمثل هذا البلاء منفذون أم شركاء أم جهلةٌ سفهاء أم حمقى أغبياء . وقد انتهكت الحرمات والأعراض وتغلغلت في نفوس الناس الأوبئةُ والأمراض فمن منكم بمثل ذلك معجبٌ أم راض.)
فضربني كبيرهم بالكرباج وقد ظن نفسه ابن زيادٍ أو الحجاج وقال :
( أيها الماكر تعرفُ هذه الأمور ثم تدعي الجهالة إنما أنت رأسٌ من رؤوسِ العمالة )
ثم بدأتُ أتقلبُ في النِعَم بين الكهرباءِ والدولاب والنهشِ بأنيابِ الكلاب حتى ذاب شحمي ومزق لحمي . وقد ضاقَ بي المجال وظلت الشتائمُ والسياطُ علي تنهال حتى نسيت من أنا وكيف جئت إلى هنا .
وبعد االٌتيَّ واللتي واستفحال دائي وعلتي نقلت من سجن المحافظة إلى سجن السريان وقد كسرت لي ضلعان وأقتلعت لي خمسة أظافر وسنّان