السيد مهدي
12-18-2003, 11:41 AM
منقول من ساحة هجر:
----------------------
( قل سيروا.. ثم انظروا)[ القصر] ثم [ الجحر ]؟!
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل حين وأنتم في منجاة من ظلم الطغاة
ومتـّع الله المؤمنين بالخلاص من الظالمين !
إنها من نعم الله تعالى التي لاتعد ولاتحصى ...
أن يرى المستضعفون كيف ينتقم الله لهم ممن ظلمهم !!!
( قل سيروا... ثم انظروا) [ القصر] ثم [ الجحر ]؟!؟!
كيف يجب أن نقرأ حدث سقوط الطاغية ؟
للسياسة نصيب كبير من الحضور في نقل المشهد فتخرج القصة إلى الناس في صياغة ( سياسية ) خدّاعة.. أو ( إعلامية ) مضَلـِـلة .!
هذه الصياغات تنظر إلى الأحداث وكأنها ( مائدة ) تأكل منها ماتشتهيه وتلفظ منها ماتـتعيَّـفه !
وبقراءة النهايات التاريخية بعيون السياسة أو الإعلام ستغيب القوة الحقيقية التي تتحكم في هذا السقوط !!!
إن السنن التاريخية هي الحاضر الأول وهي اليد الطولى التي تتحكم في نهايات الطغاة ..!
فليس للصدفة موطئ قدم ..!
وليس للأماني والأحلام والأهواء تدّخلٌ في تسيير الأحداث نحو نهاياتها .!
لن تـُطوى صفحة الطاغية كما يحلو له ..!
ولن ترتسم سطورها كما يشاء أعوانه ومناصروه ..!
إن نهاية طاغية مثل ( صدّام ) هي نهاية تقع تحت سيطرة سماوية متحكمة , تنفذ قوانينها بقوة في نقل المقدمات إلى الختام ..!
إن قراءة الخاتمة قراءة قرآنية هي الكفيلة أن تفسّر لنا بعض الملابسات في الحدث ..!
فقد يستشكل البعض :
كيف تحصل هذه النهاية على يد ( الأمريكان ) الذين صنعوا ( صداما ) وأهلّـوه وفرشوا الأرض تحت قدميه حتى يطغى ..!
فمثل هذه النهاية جاءت وفق إرادة ( أمريكية ) !
أو يحاول ( الإعلام ) المناصر ( للطاغية ) أن يضفي أولوانا من التشكيك والتعتيم على الحقائق ليشوِّهها فهي لاتناسبه ولاتسعده ولاترضيه !!!
في ظلال هذه النظرة يتم تفسير معظم الأحداث على أنها ( مسرحية ) ليس فيها شئ يمكن تصديقه !
ولكن مهما تسنى للسياسة أن تخدع .. أو للإعلام أن يضلِّـل سيظل الهتاف القرآني معلنا أن النهاية كانت حتمية أمسكت بزمامها يد القدرة الإلهية التي جعلت للظلم مسارا لايمكن الخروج من نفقه المظلم إلا بالوصول إلى آخره نحو نهاية مرسومة بدقة وغاية لايمكن تبديلها ..!
لنصغي إلى القرآن وهو يدعونا ( للنظر ) :
( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين )الأنعام 11
( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) الحجر4
( وكأين من قرية هي أشد من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلاناصر لهم ) محمد 13
إنها دعوة للسير وتحقيق النظر ليرى الإنسان :
كيف كانت نهاية ( الطغاة ) نهاية مدبرة من قبل الله تعالى فلها (وقت) محدد (لايستطيع) أحد أن يقاوم ساعة الموعد ..!
ثم أن هناك ( نظاما وقانونا ) يسيطر على مجريات الأحداث :
( كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ومايمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون ) الأنعام 123
وقوله تعالى :
( وإذا أرنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها العذاب فدمرناها تدميرا) الإسراء 16
يبدأ نفاذ القانون السماوي متحكماً في مسار التاريخ من حين يعلن الإنسان إرادته للفساد ونفيره نحو الإفساد !
فتأتي إرادة الله لتصوغ النهاية مبتدئة باستجماع المقدمات :
( كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ).
و مثلها :
و ( أردنا أن نهلك )
فقوله ( جعلنا ــ و أردنا ) يدل دلالة واضحة على أن هناك سنة تاريخية تسير بتحكم وسيطرة ونفوذ ..!
وبالنظر مليـَّاً إلى صيغة الجمع في قوله ( أكابر مجرميها ) ولم يقل ( أكبر مجرم ) وكذلك : ( أمرنا مترفيها ) ولم يقل : ( المترف )!
فماذا وراء استعمال صيغة الجمع في مثل هذه المواضع ..؟
بصيغة أخرى :
ماضرورة الجمع ؟ لماذا لايكفي ( مجرم واحد ) حتى ينزل العذاب ؟!
الذي يمكن أن نفهمه من هذه الصيغ هو أن العذاب النازل أو الذي يراد إنزاله مقرون بمقدمات لابد من أن تتكامل وأن تتظافر ..!
وفي هذا إشارة خفية تدل على أن النهاية المرسومة لاتأتي إلا ضمن ضوابط دقيقة لابد منها فهي ليست عشوائية ..!
وكلما كان العذاب النازل عذابا شديدا واستئصاليا فإن قانونه الضابط له يميزه عن غيره من ألوان العذاب ..!
فاستئصال ( أمة أو مجتمع أو نظام ) يتطلب مجموعة من الأسباب والعلل متى ماتظافرت وتحققت فإن عذابا شديدا في الانتظار ..!
ولنضرب لهذا مثالا :
فحين يراد القضاء على جماعة من الناس يكفي أن نجمعهم في مكان واحد فإنهم سيموتون حتما مادام أحدهم مصابا بالإيدز والعياذ بالله والثاني بالملاريا والثالث بالحمى والرابع بوباء كبدي والخامس بالسل وكهذا للجميع ...!
فوضع مثل هؤلاء المصابين في مكان واحد سيؤيدي إلى كارثة حتمية .. كذلك هو قوله تعالى ( أمرنا مترفيها ) أي جمعناهم وكثرناهم في قرية واحدة .. وقوله ( جعلنا أكابر مجرميها ) ..!
إن المجرم الطاغية هو إنسان موبوء يلاحقه ذنبه بلون من ألوا ن العذاب ...
لابد أن يصل هذا السهم القاتل في لحظة معينة ...
فإذا اجتمع جماعة من الطغاة في مكان واحد وكان خلف كل واحد منهم عذابه وناره وجحيمه فإن اكتمال عددهم واكتمال لحظة نزول عذاب على كل واحد منهم سيوف يجعل ذلك المكان قطعة من العذاب وقطعة من الجحيم ..!
بعد ذلك لنأتِ إلى التدقيق في مشهد نهاية الطاغية ..!
===== تــا =====
==== بـــع====
======
====
==
----------------------
( قل سيروا.. ثم انظروا)[ القصر] ثم [ الجحر ]؟!
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل حين وأنتم في منجاة من ظلم الطغاة
ومتـّع الله المؤمنين بالخلاص من الظالمين !
إنها من نعم الله تعالى التي لاتعد ولاتحصى ...
أن يرى المستضعفون كيف ينتقم الله لهم ممن ظلمهم !!!
( قل سيروا... ثم انظروا) [ القصر] ثم [ الجحر ]؟!؟!
كيف يجب أن نقرأ حدث سقوط الطاغية ؟
للسياسة نصيب كبير من الحضور في نقل المشهد فتخرج القصة إلى الناس في صياغة ( سياسية ) خدّاعة.. أو ( إعلامية ) مضَلـِـلة .!
هذه الصياغات تنظر إلى الأحداث وكأنها ( مائدة ) تأكل منها ماتشتهيه وتلفظ منها ماتـتعيَّـفه !
وبقراءة النهايات التاريخية بعيون السياسة أو الإعلام ستغيب القوة الحقيقية التي تتحكم في هذا السقوط !!!
إن السنن التاريخية هي الحاضر الأول وهي اليد الطولى التي تتحكم في نهايات الطغاة ..!
فليس للصدفة موطئ قدم ..!
وليس للأماني والأحلام والأهواء تدّخلٌ في تسيير الأحداث نحو نهاياتها .!
لن تـُطوى صفحة الطاغية كما يحلو له ..!
ولن ترتسم سطورها كما يشاء أعوانه ومناصروه ..!
إن نهاية طاغية مثل ( صدّام ) هي نهاية تقع تحت سيطرة سماوية متحكمة , تنفذ قوانينها بقوة في نقل المقدمات إلى الختام ..!
إن قراءة الخاتمة قراءة قرآنية هي الكفيلة أن تفسّر لنا بعض الملابسات في الحدث ..!
فقد يستشكل البعض :
كيف تحصل هذه النهاية على يد ( الأمريكان ) الذين صنعوا ( صداما ) وأهلّـوه وفرشوا الأرض تحت قدميه حتى يطغى ..!
فمثل هذه النهاية جاءت وفق إرادة ( أمريكية ) !
أو يحاول ( الإعلام ) المناصر ( للطاغية ) أن يضفي أولوانا من التشكيك والتعتيم على الحقائق ليشوِّهها فهي لاتناسبه ولاتسعده ولاترضيه !!!
في ظلال هذه النظرة يتم تفسير معظم الأحداث على أنها ( مسرحية ) ليس فيها شئ يمكن تصديقه !
ولكن مهما تسنى للسياسة أن تخدع .. أو للإعلام أن يضلِّـل سيظل الهتاف القرآني معلنا أن النهاية كانت حتمية أمسكت بزمامها يد القدرة الإلهية التي جعلت للظلم مسارا لايمكن الخروج من نفقه المظلم إلا بالوصول إلى آخره نحو نهاية مرسومة بدقة وغاية لايمكن تبديلها ..!
لنصغي إلى القرآن وهو يدعونا ( للنظر ) :
( قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين )الأنعام 11
( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ) الحجر4
( وكأين من قرية هي أشد من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلاناصر لهم ) محمد 13
إنها دعوة للسير وتحقيق النظر ليرى الإنسان :
كيف كانت نهاية ( الطغاة ) نهاية مدبرة من قبل الله تعالى فلها (وقت) محدد (لايستطيع) أحد أن يقاوم ساعة الموعد ..!
ثم أن هناك ( نظاما وقانونا ) يسيطر على مجريات الأحداث :
( كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ومايمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون ) الأنعام 123
وقوله تعالى :
( وإذا أرنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها العذاب فدمرناها تدميرا) الإسراء 16
يبدأ نفاذ القانون السماوي متحكماً في مسار التاريخ من حين يعلن الإنسان إرادته للفساد ونفيره نحو الإفساد !
فتأتي إرادة الله لتصوغ النهاية مبتدئة باستجماع المقدمات :
( كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ).
و مثلها :
و ( أردنا أن نهلك )
فقوله ( جعلنا ــ و أردنا ) يدل دلالة واضحة على أن هناك سنة تاريخية تسير بتحكم وسيطرة ونفوذ ..!
وبالنظر مليـَّاً إلى صيغة الجمع في قوله ( أكابر مجرميها ) ولم يقل ( أكبر مجرم ) وكذلك : ( أمرنا مترفيها ) ولم يقل : ( المترف )!
فماذا وراء استعمال صيغة الجمع في مثل هذه المواضع ..؟
بصيغة أخرى :
ماضرورة الجمع ؟ لماذا لايكفي ( مجرم واحد ) حتى ينزل العذاب ؟!
الذي يمكن أن نفهمه من هذه الصيغ هو أن العذاب النازل أو الذي يراد إنزاله مقرون بمقدمات لابد من أن تتكامل وأن تتظافر ..!
وفي هذا إشارة خفية تدل على أن النهاية المرسومة لاتأتي إلا ضمن ضوابط دقيقة لابد منها فهي ليست عشوائية ..!
وكلما كان العذاب النازل عذابا شديدا واستئصاليا فإن قانونه الضابط له يميزه عن غيره من ألوان العذاب ..!
فاستئصال ( أمة أو مجتمع أو نظام ) يتطلب مجموعة من الأسباب والعلل متى ماتظافرت وتحققت فإن عذابا شديدا في الانتظار ..!
ولنضرب لهذا مثالا :
فحين يراد القضاء على جماعة من الناس يكفي أن نجمعهم في مكان واحد فإنهم سيموتون حتما مادام أحدهم مصابا بالإيدز والعياذ بالله والثاني بالملاريا والثالث بالحمى والرابع بوباء كبدي والخامس بالسل وكهذا للجميع ...!
فوضع مثل هؤلاء المصابين في مكان واحد سيؤيدي إلى كارثة حتمية .. كذلك هو قوله تعالى ( أمرنا مترفيها ) أي جمعناهم وكثرناهم في قرية واحدة .. وقوله ( جعلنا أكابر مجرميها ) ..!
إن المجرم الطاغية هو إنسان موبوء يلاحقه ذنبه بلون من ألوا ن العذاب ...
لابد أن يصل هذا السهم القاتل في لحظة معينة ...
فإذا اجتمع جماعة من الطغاة في مكان واحد وكان خلف كل واحد منهم عذابه وناره وجحيمه فإن اكتمال عددهم واكتمال لحظة نزول عذاب على كل واحد منهم سيوف يجعل ذلك المكان قطعة من العذاب وقطعة من الجحيم ..!
بعد ذلك لنأتِ إلى التدقيق في مشهد نهاية الطاغية ..!
===== تــا =====
==== بـــع====
======
====
==