مشاهدة النسخة كاملة : الميثاق الإسلامي في لبنان
no saowt
12-16-2003, 07:19 AM
السلام عليكم
من منكم اطلع على هذا الميثاق ونتائج المؤتمر؟
انا سوف احصل على ملخص عنه ولكنني مشغول جداً هذه الايام فحبذا لو شاركنا احد الإخوة بما فيه وملخص عما بحث في الإجتماع
fakher
12-16-2003, 05:30 PM
انا قرات عنه باللواء ... إن كنت تريد ان أبحث لك عنه سافعل ...(خرطوشة فردك نحنا)
بس ما اليوم ... بكرا لأني مستعجل هلأ.
سلام
no saowt
12-17-2003, 05:12 AM
السلام عليكم
انا ظننت انكم وصلتكم نسخة منه لأنه وزع على كل الشخصيات المهمة (فخر من اهم الشخصيات الإسلامية في البلد).
كما اعرف بعض المشايخ الذين شاركوا في صياغته ومناقشته ولكنني لا املك الوقت كي ازورهم اورى :)
منير الليل
12-17-2003, 05:31 PM
إخواني الكرام أنا وصلني ولكن من على شبكة الانترنت
http://www.alwihdah.com/view.asp?cat=5&id=21
no saowt
12-18-2003, 06:41 AM
السلام عليكم
انا كنت احب معرفة النقاش حول القضايا الأهم التي تتعلق بالعلاقات مع المذاهب الأخرى، الأديان الأخرى، الدول الأخرى لأن هذه هي القضايا التي يهمني ان اعرف ماهية التفكير النخبوي الإسلامي في التعامل معها وكيفيته.
fakher
12-18-2003, 08:07 AM
لقد اطلعت على نسخة منه أمس ... بعدما زارني أحد الذين شاركوا بالميثاق ، وأول تعليق له على هذا الميثاق أنه لا يجب أن يسمى ميثاقاُ لأنه لم يتفق عليه من قبل كل التيارات السنية في لبنان ... بل يجب أن نسميه رؤية أو طرح قابل للتعديل والزيادة والنقصان ومن بعد الاتفاق عليه مجتمعين بغمكاننا أن نعلنه كميثاق.
يبدو ان كلامه صائب ،،، ولكن من جهة اخرى يبدو ان اللذين قدموه كميثاق ارادوا فرض هذا الطرح على الجمعيات والحركات الإسلامية.
كما أن أثناء المناقشة بدت ردود أفعال مستهجنة على تعريف الإرهاب حتى أن القاعة ملات بالصخب لدقائق ليست بالقليلة.
ما هو هذا الميثاق الاسلامي وما قيمته ومن حرره ؟؟؟ :shock: :shock:
no saowt
12-18-2003, 08:21 AM
السلام عليكم
شكراً لك على هذه المعلومات القيمة. ارجو منك ان تتحفنا بالمزيد من التفاصيل لأنني ساعد دراسة عن الموضوع قريباً إن شاء الله لعلها تنشر في بعض الصحف :)
fakher
12-18-2003, 08:52 AM
http://www.tawhidline.net/tawhid/html/modules.php?name=News&file=article& sid=1398&newDate=
ناقشت مجموعة من الجمعيات والهيئات الاسلامية في لبنان،مشروعا "لميثاق إسلامي" تقدمت به الجماعة الإسلامية في لبنان ليكون أساسا للحوار والتعاون، وللتعريف بالمنطلقات الأساسية التي يفترض أن تتحكم بالعمل الاسلامي، ولتوضيح صورة الاسلام ودور الجمعيات والحركات والشخصيات الاسلامية، كما أنه جاء ليؤكد عزمهم على الارتقاء بالعمل الاسلامي في لبنان الى أفضل درجة من التنسيق والتعاون وفي جميع المجالات·
وقد وقع عدد من ممثلي هذه الجمعيات "الميثاق الاسلامي" بعد لقاء عُقد في فندق "كراون بلازا" يوم الأحد 14/12/2003م.لإقراره، بعدما كانت "الجماعة الاسلامية" في لبنان قد عرضته منذ ثلاثة أشهر على زهاء 600 شخصية إسلامية·
واكد الميثاق أن التنوع في المجتمع اللبناني لا يجوز أن يؤدي الى انتهاك حريتنا بان نعبر عن افكارنا وفق ما نؤمن به داعيا الى "تمتين احكام الشريعة الاسلامية باعتبار انها جزء من الدين الاسلامي، من جهة، ولانها تحقق افضل تنظيم للحياة الاجتماعية بين الناس وتؤمن من العدالة للجميع وتحفظ حقوقهم بدون تفريق او تمييز"·
واشار الميثاق الى "عدم موافقته على اي تفسير للجهاد بجعله موجها ضد المجتمع الذي نعيش فيه، معتبرا "استعمال القوة للنهي عن المنكر غير مشروع إذا كان يؤدي إلى منكر أكبر منه مؤكدا مع التأكيد على رفض لكل المنكرات التي تنتشر في لبنان وخصوصا الفساد الاخلاقي الذي يروج له في بعض وسائل الاعلام"·
واكد الميثاق "على حق الشعوب في الاستقلال على ارضها"، رافضا "وصف مقاومة الشعب لعدو يحتل ارضه بانها ارهاب"، معلنا "رفض كل قرارات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي التي تعتبر المقاومة الفلسطينية ارهابا"·
وفي القسم الثاني شدد الميثاق على "ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان والسلم الاهلي فيه"، مؤكدا "اهمية معالجة الازمة الاقتصادية ووقف الهدر ومعالجة الفساد"·
وفي مسألة "الخيار العربي ومواجهة المشروع الصهيوني"، شدد الميثاق على "عروبة لبنان والتزام العالم العربي والاسلامي"، مؤكدا "العلاقة مع سوريا والتنسيق الكامل معها في كل الميادين"، معتبرا "مواجهة خطر المشروع الصهيوني واجبا شرعيا ووطنيا، ومواجهة هذا المشروع تفرض على جميع اللبنانين تقديم كل الدعم الممكن للشعب الفلسطيني في جهاده المتواصل لتحرير ارضه، والاصرار على مقاطعة البضائع الاميركية والشركات الداعمة للعدو الصهيوني"، معلنا "رفض توطين الفلسطينيين"، مؤكدا "ضرورة معاملتهم في لبنان اسوة بغيرهم من المقيمين على ارضه"·
وكان المؤتمر انعقد عند العاشرة صباحا، وحضره مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، النواب السابقون: زهير العبيدي، اسعد هرموش، فتحي يكن، رئيس صندوق الزكاة في لبنان الدكتور مروان قباني، امين سر دار الفتوى في البقاع الشيخ عاصم جراح ممثلا المفتي الشيخ خليل الميس، الامين العام ل "الجماعة الاسلامية" الشيخ فيصل المولوي، الرئيس السابق للمحاكم الشرعية الشيخ ناصر الصالح، الامين العام لحركة "التوحيد الاسلامي" الشيخ بلال شعبان، رئيس كلية الدعوة الاسلامية الشيخ عبد الناصر حبيري، قاضي الشرع الشيخ زكريا غندور، الشيخ حسن الشهال من معهد الدعوة والارشاد، الشيخ ابراهيم الحوت من "جمعية الفتوة الاسلامية"، الشيخ زهير الشاويش من المكتب الاسلامي، رمزي ديشوم عن مسلمون بلا حدود ،زياد دبيبو من "جمعية الارشاد والاصلاح، وممثلون لهيئات وجمعيات اسلامية·
استهل المؤتمر بتلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم للشيخ خالد بركات، ثم كلمة للشيخ المولوي اكد فيها ان "قانون محاسبة سوريا الذي وقعه بوش بقصد تركيع سوريا ومنعها من ممارسة دورها المساعد للمقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين يعبر بوضوح عن مدى شراسة الهجمة الصهيونية-الاميركية على فلسطين وعلى الامة العربية وعلى العالم الاسلامي، لا بل على الاسلام نفسه كدين"·
ورأى ان "الاولوية في ساحة العمل الاسلامي يجب ان تعطى لمواجهة هذه الهجمة الشرسة دفاعا عن ديننا وامتنا في معركة مفروضة علينا· ولا يجوز التلهي في صراعات جانبية او معارك مفتعلة، يشعل نارها في ما بيننا العدو، بقصد تشتيت قوتنا حتى يتمكن منا وقد تكون هناك قضايا ومصالح بين المجموعات الدينية او العرقية في بلادنا العربية والاسلامية· وقد تكون هناك خلافات حول اولوية الاحكام الشرعية والقوانين الوضعية، وحول انظمة الحكم والدساتير، والحريات السياسية، هذه مسائل مهمة والاصل فيها الحوار للوصول الى الحق، لكن الاهم منها الهجمة الصهيونية - الاميركية التي تستهدف ديننا ووجودنا كله، وتريد وضع امتنا وحكامها واحزابها وثرواتها في خدمة مطامعها العدوانية· من واجبنا ان نعي هذه الحقائق فلا ننشغل بالصراعات الجانبية عن المعركة الكبرى"·
ثم تلا الشيخ مصطفى قرة مسودة مشروع الميثاق تلاه نقاش لبنوده بحيث تم اقراره مع تعديلات طفيفة·
في ما يأتي أهم ما جاء في المشروع:
الميثاق الإسلامي في لبنان.
القسم الأول: المنطلقات الفكرية.
1 - الإسلام هو دين الله الموحى به لجميع أنبيائه ورسله·
2 - العيش المشترك (···)·
3 - قضية تطبيق الشريعة·
4 - الأحوال الشخصية·
5 - الإسلام والمرأة (···)·
6 - الجهاد في سبيل الله·
7 - النهي عن المنكر·
8 - الإرهاب·
9 - المقاومة.
القسم الثاني: المشاركة الوطنية
1 - المواطنة.
المواطنة فعل انتماء الى الوطن، يرتّب للمواطن حقوقاً ويضع عليه واجبات (···)·
2 - الممارسة السياسية.
3 - النظام السياسي في لبنان.
4 - الأزمة الإقتصادية.
القسم الثالث: الخيار العربي ومواجهة المشروع الصهيوني
1 - التزامنا العربي والإسلامي.
2 - العلاقة بسوريا.
3 - العدو الصهيوني.
لكن حسبما قرأت ان هذا الميثاق ليس ملزما لاي طرف حتى ولو كانت شريحة من المجتمع السني بلبنان ....
no saowt
03-13-2004, 03:18 AM
لم أعثر على هذا النص الا منذ أيام وهو جدير جدا بالانتباه ثمرة للقاء كبير عقدته في بيروت في 14 كانون الاول الماضي بدعوة من "الجماعة الاسلامية" حوالى 250 جمعية وهيئة وشخصية، يبدو من اشارة فيه الى دار الفتوى انها كانت سنية. يقع في ثلاثة اقسام. القسم الاول المنطلقات الفكرية والثاني المشاركة الوطنية والثالث الخيار العربي ومواجهة المشروع الصهيوني، بكلام آخر ثوابت دينية ومتحولات سياسية. هذا العدد من الجماعات المشتركة يدل على ان البيان يمثل شرائح من المجتمع الاسلامي تبدو كبيرة. والنص يذكر المسيحيين والمسيحية كثيراً فكان لا بد من انعام النظر فيه.
بدءاً قيل ان الشريعة "تهدف الى بناء المجتمع الانساني على قواعد الرحمة والعدالة والمساواة، ورعاية الحريات". هذا تصريح يحتاج الى دقة. هل في الشريعة مساواة كاملة بين المسلم وغير المسلم على كل صعيد وهل هناك حرية للانتقال من دين الى دين وهل من مساواة كاملة بين الرجل والمرأة؟ مجرد سؤال أطرحه لعلمي بأن كبار علماء الاسلام لا يقرون اطلاق المساواة والحرية في التعبير عن كل دين بما فيه التبشير وبناء كنائس أو ترميمها حيث حضور مسيحي كثيف.
في الفقرة الثانية من هذا القسم دعوة الى العيش المشترك ومن قواعدها "احترام الآخر والاعتراف به والتعامل معه" ثم "الحرية في اختيار الناس ما يريدون حتى بالنسبة الى الايمان والكفر". ولكن هل يحق للمسلم ان يختار غير الاسلام له دينا و"لا ردة في الاسلام"؟ ثم يؤكد النص ضرورة التعاون بين الناس جميعا "لتحقيق المصالح المشتركة".
في الفقرة الثالثة التي عنوانها "قضية تطبيق الشريعة" دعوة "الى تبني أحكام الشريعة باعتبار انها جزء من ديننا من جهة، ولاعتقادنا انها تحقق أفضل تنظيم للحياة الاجتماعية بين الناس". أجل أكد المجتمعون انهم يسعون الى ذلك بالوسائل السلمية المشروعة التي تحفظ العيش المشترك والسلام الاهلي. هناك من يشك في ان الشريعة تحقق أفضل تنظيم للحياة الاجتماعية وان كان يسوغ استلهامها في هذا الموضوع أو ذاك. هناك من يعتقد ان التشريع المدني الحديث المستند الى تطور الانسان المعاصر نشأت عنه مجتمعات راقية جدا وليس مرادي ان أقارن بينها وبين المجتمعات الاسلامية. كذلك يدل الواقع على ان أموراً كثيرة ظهرت في الاجتماع الحالي ولم تكن عند نزول الشريعة ولا يمكنك ان تمد الشريعة لتعانق الوجود كله. هل يبقى الاصرار على قطع يد السارق أي كل سارق كائنا ما كان دينه؟ هل يجوز القول بالرق وهو من الشريعة أو ان الزوج هو الذي عليه وحده ان ينفق على زوجه اذا كان هو بائع خضر وكانت هي عالمة فيزياء نووية؟ اذا كانت المعطيات المجتمعية والاقتصادية متحركة واندثر مجتمع القرن السابع الميلادي كيف تزاوج بين هذه المعطيات والشرع الإلهي؟ مسائل يطرحها العقل الحساس للنمو البشري على إمكان استمرار الشريعة سائسة لإنسان اليوم.
***
في الفقرة الرابعة المتعلقة بالأحوال الشخصية تأكيد لضرورة المحافظة على الأحوال الشخصية لكل طائفة وهذا ما لم تعترض عليه إلاّ قلة. غير ان البيان يرفض تبني الزواج المدني ويبدو ان المشروع لم يبق وارداً. لكن جميع الذين قاوموه لم يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: اذا كان المولود على المسيحية لا يريد البقاء فيها فهل ترضى الكنيسة على إقامة إكليله؟ الجواب الذي أعرفه من اللاهوت انه يمنع الكاهن ان يكلل انساناً غير مؤمن. بالموازاة مع ذلك أليس بين مسلمي لبنان واحد يقول دون الجهر بكفره انا اؤثر ألا أخضع لأحكام الشريعة؟ أنا لا أنتقدها ولكني أريد ان أحيد. أوليس هناك مسلمة واحدة أحبت فتى مسيحياً وهي تصر على اسلامها ان تقول اني أريد أن أعيش مع هذا الشاب زوجة شرعية؟ هل اذا ذهب مسيحي يعشق فتاة مسلمة وأشهر إسلامه أمام المرجع المسؤول (بتوقيعه صيغة معروفة خلال دقيقة واحدة أو أقل) يكون أسلم لله وأطاع رسوله وعرف الأركان الخمسة وقرر القيام بها صادقاً؟ وهل اذا جاءت مسلمة الى كاهن وجالسها ليلخص لها العقيدة المسيحية بضع ساعات أو بضعة أيام تكون قد امتلأت من روح المسيح كما يعرّف عنه المسيحيون؟ انا لا أقدم أي حل. أدعو فقط الى الصدق.
الفقرة الخامسة متعلقة بالاسلام والمرأة، أحسست فيها بضرورة التوسع لجبه المسائل كما هي مطروحة الآن. النص يتحدث عن "اختلاف الوظيفة داخل الأسرة، وداخل المجتمع" دون ان يحدد هذا الاختلاف. ويؤكد ان "رعاية الاسرة هي أولى مهمات المرأة بلا جدال" ولا يبحث في رعاية الرجل للأسرة أو مشاركته زوجته في هذه الرعاية ثم يؤكد "ان فائض الوقت والجهد حين يوجد فإن المرأة تستخدمه للقيام بسائر واجباتها الاجتماعية". هذا كله يحتاج - ربما في نص آخر - الى زيادة توضيح. فهل يعني هذا انها تقوم بعمل اجتماعي جزئي؟ أما اذا اتخذت العمل بكامل الدوام فكيف ترعى العائلة؟ وفي هذا السياق يأتي النص على ذكر الحجاب وتحريم الخلوة وتحديد شروط الاختلاط. من الاسئلة هو كيف يمكن تطبيق تحريم الخلوة؟ ألا يجوز لصاحب عمل ان يختلي بكاتبته؟ هذا هو وضع المكاتب في كل عمل، في كل إدارة حديثة، في الدولة أحياناً.
الفقرة السادسة متعلقة بالجهاد في سبيل الله. يقول البيان انه ضد اي "عدوان على بلادنا العربية والاسلامية". ولكن من يدعو اليه بعد زوال الخلافة؟ فاذا حل عدوان على بلادنا هذه فانه يحل على كل ساكنيها. واذذاك كل المواطنين يدافعون عن البلد ضد العدو. تكون هذه حرب وطنية مدنية وليست جهاداً. لعل أجمل مما في هذا الجزء من الفصل القول عن ان الجهاد "لا يمكن ان يتحول ضد حكوماتنا أو شركائنا في الوطن". هذا يبعث طبعاً على الاطمئنان وسند ذلك فكرة الوطن. أجل اذا كان الاسلام في تاريخه عرف اوطاناً كثيرة فمن أين أتى المسلمون بفكرة الوطن؟ هذا يبرره القوميون. ولكن على أي اساس شرعي يقول المسلم بالقومية؟
أنا لست داعية قومياً ولكن اقول ببساطة ان الوطن عندي اساسه المحبة لمن جاورت وعايشت. أخدم شركائي الذين يعيشون على أرض واحدة ولا أخونهم لمحالفة مسيحي أجنبي أو يهودي او بوذي من أرض أخرى.
في الفقرة السابعة لافت قول البيان "النهي عن المنكر واجب شرعي، لكن استعمال القوة فيه غير مشروع". ولكن بعد ان يقول هذا يقول: "الا اذا كان المنكر يدخل تحت ولاية من يريد النهي عنه، لانه عند ذلك يكون مكلفا بازالة هذا المنكر وليس مجرد النهي عنه". هل يعني هذا ان الحاكم المسلم له ان ينهى بالقوة عما يعتبره المسلمون منكراً الخمر؟ هناك ولايات في اميركا ومقاطعات في كندا تنهى عن الخمر في الاماكن العامة وليس عندي في ذلك حرج. ولكنه افتي في العصر العباسي انه لا يجوز إتلاف الخمر لأنه "طعام النصارى" او اذا أتلف يعوض صاحبه. مهما يكن من أمر فالخمر جزء أساسي من ديانة المسيحيين في عبادتهم صباح الاحد.
ليس لي ما أعلق عليه في الفقرة الثامنة في موضوع الارهاب. البيان يؤكد رفضه اياه ويثبت فقط رد العدوان بمثله وبطلب من المسلم ان يبقى متمسكاً بأحكام الاسلام اثناء الجهاد. ثم يأتي الحديث عن المقاومة الامر الذي يجمع عليه اللبنانيون.
القسم الثاني من البيان مخصص للمشاركة الوطنية وفيه تأكيد ان "لبنان وطننا" ويتضمن الدعوة الى المحافظة على السلام الاهلي واشاعة اجواء "الحوار والتعاون" ويدعو المسلم الى اعتبار خدمة الوطن واجبا شرعياً.
في الفقرة الثانية من هذا القسم تأكيد ان "لا تعارض في الاسلام بين العبادة والسياسة". يمكن تعميم هذا التأكيد اذ لا أعرف ديانة تقول بتعارض مبدئي بينها وبين العمل السياسي. ولكني أحتاج الى زيادة ايضاح في قول أهل البيان ان الشريعة الاسلامية وضعت "ضوابط في الميدان السياسي او الاقتصادي او الخدمة الاجتماعية". ضوابط خلقية أجل ولكن هل من ضوابط ممكن استمرارها بعدما صار العمل الاجتماعي والاقتصادي احترافاً؟ ان تكون مساعداً او عاملاً اجتماعياً اليوم نتيجة دراسة منهجية في الجامعات ويمكن اسنادها الى أي شاب او شابة اقتبسا هذا العلم.
ثم في النظام السياسي في بلدنا. يقر البيان بالديموقراطية الغربية بعد قوله ان النظام السياسي الاسلامي يختلف عن الديموقراطية ويدعو الى الغاء الطائفية السياسية" والى مشاركة ايجابية في العمل السياسي". ثم يدلي أهل البيان بملاحظات قيمة في الازمة الاقتصادية هي على لسان كل مواطن.
ويختتم البيان في القسم الثالث المخصص لقضايا السياسة المعاصرة كما يراها ويكلل هذا القسم بالموضوع الفلسطيني الذي هو موضوع حياتنا كلها.
يعد أصحاب البيان بإكماله وبالإتيان بصيغة مناسبة "للعمل الاسلامي في لبنان" وهذا أدنى الى مواجهة الفكر للفكر وتعاوننا جميعاً بالعقل والقلب. ويبدو ان التواصل في التطبيق اقرب الينا من التواصل في بعض الرؤى المتصلة بالأسس الدينية. ربما لا نستطيع ان نرى الى الوطن إلاّ على قواعد عملية وان نأخذ الايجابيات الواردة في هذا البيان وبعض اطلالاته. البيان يتسم بالمحافظة الشديدة ومع ذلك يأتي اهله جاهدين الى ما تيسر لهم من رؤية انسانية متحركة في لبنان.
المطران جورج خضر