مشاهدة النسخة كاملة : ما بالنا
Jinane
12-15-2003, 04:43 PM
ما بالنا نتعثر ونتخبط ولا ننجو من هوة إلا لنسقط في مثلها أو أعمق منها؟ هل الضعف والتخلف والإنحطاط أوصافاً ذاتية لنا، لا أعراضاً طارئة علينا. لقد سمعنا وقرأنا عن تاريخنا المجيد، ومجدنا التليد الكثير..
فما بالنا كالثور في الساقية، يلف ويدور والمكان الذي انتهى إليه هو الذي إبتدأ منه ؟؟؟....
Jinane
12-18-2003, 07:02 AM
سر ذلك أننا نعالج الامراض الخبيثة بالمسكنات الوقتية، لا بأدويتها النجعة، ولهذا نعالج المشكلة بخلق أخرى، ونسد باباً من الشر لنفتح بابين او اكثر. نحاول اللحاق بالغرب، فنأخذ منه ما ينفع وما يضر، وما يحب وما يكره، ولم نفرق بين ما يصلح لنا وما لا يصلح، ناسين ان الغرب نفسه يشكو الاماً داخلية قاسية .
إننا في ما ندعيه من نهضتنا واصلاحنا أشبه بالذي يتداوى من داء بداء، او الذي يقضي الديون الثديمة بديون جديدة، وقديما قال الشاعر:
إذا ما قضيتَ الدَّين بالدين لم يكن *** قضاء ولكن كان غرماً على غرم
وقال أخر:
إذا استشفيت من داء بداء *** فاقتل ما أعلك ما شفاكا
وما العلاج إذن وهذه حالنا؟؟
-------------
شكراً لك من شارك :evil: ...سأسأل واجيب نفسي :cry:
Jinane
12-19-2003, 08:36 AM
العلاج أن نهتدي إلى حقيقة أنفسنا، أن نحدد شخصيتنا ونعرف من نحن في هذا الوجود ما رسالتنا، وماذا نريد أن نكون، فإن أردنا أن نكون مسلمين عاملنا أنفسنا وعاملنا الناس على هذا الأساس، وطلبنا الدواء لدائنا في طب الإسلام وعلاجه وإن لم نرد أن نكون مسلمين أعلنا ذلك في صراحة وحددنا موقفنا من أنفسنا ومن غيرنا على هذا الأساس أيضاً..
الإسلام هو ديننا، لقد ولدنا مسلمين وعشنا مسلمين وسنحيا مسلمين ونموت مسلمين (ومن يتبع غير الإسبلام ديناً فلن يقبل منه) ...
إن مصيبتنا أننا نزعم الإسلام ديناً لنا كأفراد، ومع هذا لا نريد أن نكون مسلمين.
إننا مسلمون بأسمائنا، بشهادات ميلادنا، وبعض شعائر التي تربط بعضنا بدينه، نحن مسلمون "رسميون" أو "جغرافيون" بحكم وجودنا في أرض الإسلام.ولكن الواقع أن حياتنا ليست إسلامية، بل هي خليط غير متجانس من الاسلام والمادية والوثنية، والتبعية الفكرية والروحية...
وماذا يطلب منا لكي نكون مسلمين حقاً؟
---------------
أم ورقة
12-19-2003, 12:23 PM
شكرا لك يا جنان..
و جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع الهادف
سأحاول ان اشارك في الاجابة على تساؤلك الاخير:
ماذا يطلب منا لكي نكون مسلمين حقاً؟
ان نشهد ان لا اله الا الله حقاً،
بأن نشهد بهذه الشهادة موقنين بها،
موافقين هذه الشهادة بالعمل
يعني يكون ايمان و علم و عمل...
أن نحقق لا اله الا الله في قولنا و قلبنا و عملنا
و الله اعلى و اعلم
شيركوه
12-19-2003, 07:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان طريق العودة صعب
و قال صلى الله عليه و سلم
لن يصلح آخر هذا الامر الا بما صلح به اوله
فلنعد الى صفاء ديننا
يقول سيد قطب كلاما جميلا معناه
ان جيل الصحابة اتى
لانهم كانوا ياخذون القرآن للتطبيق و ليس للاستمتاع بجمالية العبارة او للاستمتاع بالاعجاز البلاغي و العلمي و و و
انما كانوا ياخذون القرآن لتطبيقه
يعني التلقي للتنفيذ كالجنود تماما
و لن ننتصر الا بهذه الروحية
و نكمل غدا ان شاء الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
:)
Jinane
12-30-2003, 10:08 AM
إذا عرفنا ما هو الإسلام عرفنا ماذا ينقصنا لنكون مسلمين.
الإسلام – إن كان لا بد من تقسيم تعاليمه شعب أربع:
1- شعبة العقائد : من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر.
2- شعبة العبادات: من صلاة وصيام وزكاة وحج وتلاوة ودعاء واستغفار.
3- شعبة الخلاق والقيم: من العفاف والإحصان ، والعدل والإحسان، والبر والرحمة، والصدق والأمانة والحياء والوفاء والشجاعة والسخار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلى اخر ما أفاض فيه الكتاب والسنة، من أخلاق الإسلام، وشعب الإيمان، ومقامات الإحسان.
4- شعبة النظم والشرائع: التي قام عليها الفقه الإسلامي، وفصل العلائق القانونية بين الناس بعضهم وبعض أفراداً وأسراً وحماعات ودولاً.
هل راعينا تعاليم الإسلام في هذه الشعب الأربع، ونفذناها وأقمنا عليها حياتنا؟.
نحن نأخذ منها وندع....
إن الذي ندعه ونتركه أضعاف الذي نأخذه ونعمل به، وكثيراً ما نأخذ القشور وندع اللباب، ماذا يبقى لنا من إسلامنا إذا كنا نستورد الأفكار والقيم، ونستورد الاداب والتقاليد، ونستودر الأنظمة والقوانين، لتحل محل أفكارنا وعقائدنا وأدابنا ونظمنا؟..
نسمع دائماً بأن الإسلام بخير ....
نعم هو بخير في نفوس جماهير المسلمين وأكثريتهم الساحقة، لأنه جزء أصيل من كيانهم العقلي والنفسي والحضاري، وهم يوقنون أن لا عزة لهم بغيره، ولا سعادة في الدنيا والاخرة إلا بالإستمساك بعروته الوثقى، وتعاليمه المثلى.
فكيف إذن انصرفوا عنه، واتخذوه مهجوراً، ونبذوه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون؟؟
الحق أن الإسلام نحي عن حياة أهله قسراً، وعزل عن توجيه مجتمعهم كرهاً، بلا إرادة ولا اختيار منهم، وإنما فرض ذلك عليهم عدو دخيل ماكر خبيث.
ولكن هذا العدو والمستعمر اللئيم قد حمل عصاه ورحل عن ديار الاسلام.
إنما رحلت جيوشه وعساكره، أما اثاره ومخلفاته الفكرية والنفسية والتشريعية والاجتماعية، فلا زالت قائمة ..وأكثر من ذلك أن الأفكار المادية المستوردة تعمل جاهدة لتطارد عقيدة "لا إله إلا الله" من ضمائر المسلمين وتطارد أثارها في حياتهم.
وما الطريق؟
العمل الدائب بتجرد وإخلاص للعودة بالمسلمين إلى الإسلام الصحيح، الإسلام كله عقيدة وشريعة وأخلاقاً وحضارة كاملة متميزة ذلك هو الطريق ولا طريق غيره.