منير الليل
12-13-2003, 03:08 AM
4 شعبان – 1377 هـ
المكان/ دمشق – سوريا - الشام
الموضوع/ إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا .
الأحداث/
كان مما فضل الله عز وجل به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن جعل رسالته رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة الخالدة ومقتضى هذا التفضيل أن رسالة الإسلام حتى تكون خاتمة وخالدة لابد أن كل من انضوى تحت لواءها ورايتها وشهد أن لا إله إلا الله يكون له كافة حقوق المسلم وعليه كافة الواجبات التي على المسلم بغض النظر عن لونه وقومه وأصله وأرضه فالجميع أمام شرع الله سواسية ويبقى التفاضل بالتقوى والعمل الصالح , وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على تكريس هذا المفهوم في أذهان المسلمين لأنه صمام الآمان الاجتماعي لأمة الإسلام , ووقف بالمرصاد أمام محاولات إحياء العصبية الجاهلية حتى أصبح الإسلام وطناً كبيراً عاش فيه أبو بكر القرشي مع بلال الحبشي مع سلمان الفارسي مع صهيب الرومي على قدم المساواةب , وأدرك أعداء الإسلام أن ذلك هو موطن القوة في المسلمين فعملوا على شق الصف المسلم بشتى السبل بالقوة تارة عن طريق احتلال بلاد المسلمين وتارات كثيرة بالكيد والخداع وإحياء النعرات القومية ولقد سلك أعداء الإسلام من أجل ذلك مسلكاً خبيثاً فأوعزوا لأذنابهم من المفتونين والحاقدين في بلاد المسلمين بنبش قبر العصبية الجاهلية واستخراج جثتها النتنة ليرفعوها وثناً جديداً يطوف حوله الجهلة والسذج المغفلون , فنشأت فكرة القومية العربية في بيت السفير الأمريكي ببيروت لتكون بديلاً عن القومية الإسلامية والرابطة الإسلامية التي بدأت تقوى بعد مناداة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله بفكرة الجامعة الإسلامية , وكان رجال الرعيل الأول للقومية العربية جلهم من النصارى أمثال البستاني واليازجي وإسحاق أديب وجرجي زيدان وبشارة تقلا وأغلبهم ممن اتصل مع المبشرين الأمريكيين بالإرساليات البروتستناية في بلاد المسلمين .
ظلبت أفكار القومية لا تجد لها أنصاراً بين المسلمين حتى علا نجم حزب الاتحاد والترقي على يد يهود الدونمة وقيام ثورة العرب في الحجاز بقيادة الشريف حسين بوازع من انجلترا فكثر الكلام عن القومية ثم ما لبثت أن خفت ضوءوها مرة أخرى حتى ظهرت فكرة الجامعة العربية لتكون بديلاً عن فكرة الجامعة الإسلامية التي نادى بها السلطان عبد الحميد وقد تبني هذه الفكرة 'إيدن' وزير خارجية انجلترا, وهكذا نمت وترعرعت فكرة القومية على يد اليهود والنصارى أعداء الإسلام وكانت كلما ضعفت الفكرة أحياها العدو بصور مختلفة , ثم جاءت الفرصة الذهبية لأعداء الإسلام عندما ظهر تنظيم من ضباط الجيش المصري متأثر بأفكار أتاتورك القومية وأفكار حزب الاتحاد والترقي التحررية فساعدوا هذا التنظيم بطريق غير مباشر وسلك هذا التنظيم مسلكاً ملتوياً ليروج عند المسلمين فعمل هذا التنظيم تحت عباءة الإخوان المسلمين أكبر تنظيم إسلامي موجود وقتها وكان هذا التنظيم يلقى رواجاً وقبولاً عند المسلمين .
استطاع الضباط الأحرار القيام بثورتهم ونفوا الملك فاروق وأعلنوا قيام الجمهورية وعين محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة رئيساً للجمهورية الجديدة وكان وزير الدفاع في الحكومة الجديدة جمال عبد الناصر والذي كان يتبنى فكرة القومية العربية وبشدة لتكون مخدراً للشعوب المسلمة وما لبث عبد الناصر أن خلع محمد نجيب وترأس الجمهورية ونادى بفكرة القومية العربية ولتروج فكرته الخبيثة ندد بالاستعمار في الدول العربية وساند حركات التحرر والثورات الداخلية في بلاد العرب واستبد عبد الناصر بالحكم وفرض حكم الحزب الواحد وفتك بجماعة الإخوان المسلمين التي ساندته في البداية وكان عبد الناصر صاحب شخصية أثرة يجيد الترويج لفكرته مع زهادته في الثراء والأموال فقد كانت السلطة هي شهوته الوحيدة وكان عبد الناصر يحلم بأن يكون رئيساً على الدول العربية كلها فقمع من أجل ذلك أي فكر مخالف للقومية العربية ولما كان طموحه أكبر من نطاق دولته الصغيرة فبدأ في البحث عن موطأ قدم جديد لشهوته السلطوية وطموحاته الرئاسية فوجد بغيته في سوريا .
استلقت سوريا عن فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية أي أنها سبقت مصر في الاستقلال عن المستعمر ولكن طبيعة شعبها الثوري جعل الأمور غير مستقرة فمنذ سنة 1368هـ حتى 1369هـ وخلال حكم 'شكري القوتلي' أول رئيس لسوريا قامت ثلاث انقلابات , انقلاب حسنى الزعيم ثم سامي النادي ثم أديب الشكلي ثم حدث انقلاب آخر سنة 1373هـ بقيادة فيصل الأناسي وأجريت انتخابات في سوريا سنة 1375هـ جاءت بشكري القوتلي رئيساً للجمهورية وكان السبب الرئيسي وراء هذه الثورات العصبية القبلية بين السنة وهم الأغلبية والشيعة والموارنة وهم الأقلية لذلك فكر شكري القوتلي في صنيعة جديدة توحد الصف السوري المبعثر فاتجه نظره للفكر القومي العربي الجديد القادم من ناحية مصر ورائده جمال عبد الناصر خاصة في ظل تأثر كثير من ضباط الجيش السوري بهذه الأفكار وعلا شأن القومية العربية في بلاد المسلمين وأصبح لا صوت يعلو فوق صوتها , وأصبح المجال مفتوحاً لتنفيذ أفكار عبد الناصر الطموحة , فاستطاع إقناع شكري القوتلي أن الحل والعلاج للثورات الداخلية المتكررة هو عقد حلف ووحدة مع مصر تصبح بموجبها كلتا البلدين بلداً واحداً على أن يكون الرئيس أي منهما وخدع عبد الناصر القوتلي وأظهر الزهادة في الرئاسة وأصر على ذلك مما زاد في شعبيته في سوريا قبل مصر ووافق القوتلي على أن يكون عبد الناصر رئيساً وزعيماً للبلدين وعقدت الوحدة في 4 شعبان 1377هـ وقامت الدولة العربية المتحدة المكونة من مصر وسوريا وزعيماها عبد الناصر وجنت بذلك القومية أولى ثمارها .
ولما كان الأساس الذي قام عليه الحلف والاتحاد أساس باطل جاهلي نتن سرعان ما انهارت الوحدة التي قالوا عنها 'ما يغلبها غلاب' سريعاً جداً بعد أربع سنوات وانهار حلم عبد الناصر في قيادة العرب نحو هاوية القومية العربية .
المكان/ دمشق – سوريا - الشام
الموضوع/ إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا .
الأحداث/
كان مما فضل الله عز وجل به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن جعل رسالته رسالة الإسلام هي الرسالة الخاتمة الخالدة ومقتضى هذا التفضيل أن رسالة الإسلام حتى تكون خاتمة وخالدة لابد أن كل من انضوى تحت لواءها ورايتها وشهد أن لا إله إلا الله يكون له كافة حقوق المسلم وعليه كافة الواجبات التي على المسلم بغض النظر عن لونه وقومه وأصله وأرضه فالجميع أمام شرع الله سواسية ويبقى التفاضل بالتقوى والعمل الصالح , وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على تكريس هذا المفهوم في أذهان المسلمين لأنه صمام الآمان الاجتماعي لأمة الإسلام , ووقف بالمرصاد أمام محاولات إحياء العصبية الجاهلية حتى أصبح الإسلام وطناً كبيراً عاش فيه أبو بكر القرشي مع بلال الحبشي مع سلمان الفارسي مع صهيب الرومي على قدم المساواةب , وأدرك أعداء الإسلام أن ذلك هو موطن القوة في المسلمين فعملوا على شق الصف المسلم بشتى السبل بالقوة تارة عن طريق احتلال بلاد المسلمين وتارات كثيرة بالكيد والخداع وإحياء النعرات القومية ولقد سلك أعداء الإسلام من أجل ذلك مسلكاً خبيثاً فأوعزوا لأذنابهم من المفتونين والحاقدين في بلاد المسلمين بنبش قبر العصبية الجاهلية واستخراج جثتها النتنة ليرفعوها وثناً جديداً يطوف حوله الجهلة والسذج المغفلون , فنشأت فكرة القومية العربية في بيت السفير الأمريكي ببيروت لتكون بديلاً عن القومية الإسلامية والرابطة الإسلامية التي بدأت تقوى بعد مناداة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله بفكرة الجامعة الإسلامية , وكان رجال الرعيل الأول للقومية العربية جلهم من النصارى أمثال البستاني واليازجي وإسحاق أديب وجرجي زيدان وبشارة تقلا وأغلبهم ممن اتصل مع المبشرين الأمريكيين بالإرساليات البروتستناية في بلاد المسلمين .
ظلبت أفكار القومية لا تجد لها أنصاراً بين المسلمين حتى علا نجم حزب الاتحاد والترقي على يد يهود الدونمة وقيام ثورة العرب في الحجاز بقيادة الشريف حسين بوازع من انجلترا فكثر الكلام عن القومية ثم ما لبثت أن خفت ضوءوها مرة أخرى حتى ظهرت فكرة الجامعة العربية لتكون بديلاً عن فكرة الجامعة الإسلامية التي نادى بها السلطان عبد الحميد وقد تبني هذه الفكرة 'إيدن' وزير خارجية انجلترا, وهكذا نمت وترعرعت فكرة القومية على يد اليهود والنصارى أعداء الإسلام وكانت كلما ضعفت الفكرة أحياها العدو بصور مختلفة , ثم جاءت الفرصة الذهبية لأعداء الإسلام عندما ظهر تنظيم من ضباط الجيش المصري متأثر بأفكار أتاتورك القومية وأفكار حزب الاتحاد والترقي التحررية فساعدوا هذا التنظيم بطريق غير مباشر وسلك هذا التنظيم مسلكاً ملتوياً ليروج عند المسلمين فعمل هذا التنظيم تحت عباءة الإخوان المسلمين أكبر تنظيم إسلامي موجود وقتها وكان هذا التنظيم يلقى رواجاً وقبولاً عند المسلمين .
استطاع الضباط الأحرار القيام بثورتهم ونفوا الملك فاروق وأعلنوا قيام الجمهورية وعين محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة رئيساً للجمهورية الجديدة وكان وزير الدفاع في الحكومة الجديدة جمال عبد الناصر والذي كان يتبنى فكرة القومية العربية وبشدة لتكون مخدراً للشعوب المسلمة وما لبث عبد الناصر أن خلع محمد نجيب وترأس الجمهورية ونادى بفكرة القومية العربية ولتروج فكرته الخبيثة ندد بالاستعمار في الدول العربية وساند حركات التحرر والثورات الداخلية في بلاد العرب واستبد عبد الناصر بالحكم وفرض حكم الحزب الواحد وفتك بجماعة الإخوان المسلمين التي ساندته في البداية وكان عبد الناصر صاحب شخصية أثرة يجيد الترويج لفكرته مع زهادته في الثراء والأموال فقد كانت السلطة هي شهوته الوحيدة وكان عبد الناصر يحلم بأن يكون رئيساً على الدول العربية كلها فقمع من أجل ذلك أي فكر مخالف للقومية العربية ولما كان طموحه أكبر من نطاق دولته الصغيرة فبدأ في البحث عن موطأ قدم جديد لشهوته السلطوية وطموحاته الرئاسية فوجد بغيته في سوريا .
استلقت سوريا عن فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية أي أنها سبقت مصر في الاستقلال عن المستعمر ولكن طبيعة شعبها الثوري جعل الأمور غير مستقرة فمنذ سنة 1368هـ حتى 1369هـ وخلال حكم 'شكري القوتلي' أول رئيس لسوريا قامت ثلاث انقلابات , انقلاب حسنى الزعيم ثم سامي النادي ثم أديب الشكلي ثم حدث انقلاب آخر سنة 1373هـ بقيادة فيصل الأناسي وأجريت انتخابات في سوريا سنة 1375هـ جاءت بشكري القوتلي رئيساً للجمهورية وكان السبب الرئيسي وراء هذه الثورات العصبية القبلية بين السنة وهم الأغلبية والشيعة والموارنة وهم الأقلية لذلك فكر شكري القوتلي في صنيعة جديدة توحد الصف السوري المبعثر فاتجه نظره للفكر القومي العربي الجديد القادم من ناحية مصر ورائده جمال عبد الناصر خاصة في ظل تأثر كثير من ضباط الجيش السوري بهذه الأفكار وعلا شأن القومية العربية في بلاد المسلمين وأصبح لا صوت يعلو فوق صوتها , وأصبح المجال مفتوحاً لتنفيذ أفكار عبد الناصر الطموحة , فاستطاع إقناع شكري القوتلي أن الحل والعلاج للثورات الداخلية المتكررة هو عقد حلف ووحدة مع مصر تصبح بموجبها كلتا البلدين بلداً واحداً على أن يكون الرئيس أي منهما وخدع عبد الناصر القوتلي وأظهر الزهادة في الرئاسة وأصر على ذلك مما زاد في شعبيته في سوريا قبل مصر ووافق القوتلي على أن يكون عبد الناصر رئيساً وزعيماً للبلدين وعقدت الوحدة في 4 شعبان 1377هـ وقامت الدولة العربية المتحدة المكونة من مصر وسوريا وزعيماها عبد الناصر وجنت بذلك القومية أولى ثمارها .
ولما كان الأساس الذي قام عليه الحلف والاتحاد أساس باطل جاهلي نتن سرعان ما انهارت الوحدة التي قالوا عنها 'ما يغلبها غلاب' سريعاً جداً بعد أربع سنوات وانهار حلم عبد الناصر في قيادة العرب نحو هاوية القومية العربية .