Hanan
12-12-2003, 07:03 PM
كتب زوج إلى زوجته في إحدى الصحف الكويتية ::
"""" هناك وراء كل الأبواب المغلقة توجد هموم بين الرجل والمرأة، تصل هذه الهموم في بعض الأحيان إلى النقاش الحاد الذي يؤدي إلى مشاجرة أو مشاحنة، ويضطر أحد الطرفين في بعض الأحيان إلى فقدان أعصابه، ويتفوه بكلمات لا يقصدها لأنه في ساعة غضب، وفي ساعة الغضب تعمى البصيرة، ويفقد العقل اتزانه، وفي هذه اللحظة على الطرف الاّخر أن يكون متزنا مستقيما لأن تلك اللحظة هي خيط رفيع إذا شد من طرفيه تقطع، وأشد ما يؤلمني ويفقدني صوابي هو قولك : طلقني، طلقني، طلقني، إنك ترددينها في النقاش الواحد عشرين مرة، افترضي يا عزيزتي أنني في فورة غضبي طلقتك، ما الذي سيحصل؟ ستتفاقم المشكلة طبعا، وسيتدخل فيها أطراف أخرى : أهلي وأهلك، وتكبر المسألة، وقد تصل إلى المحاكم ويزداد الخلاف بين العائلتين. ويكون السبب سوء تصرف في وقت معين، ومن سيدفع الضريبة فيما بعد؟ أنت حتما، ألا تعرفين طباعي بالرغم من مضي أعوام على زواجنا، أنا رجل أبيض القلب، صبور، مستقيم النية، كل ما أرغبه منك أن تتركني إلى أن أهدأ، وبعدها عاوديني واطلبي الطلاق بعد أن أهدأ إن كان التفوه بهذه الكلمة يريحك.
الطلاق يا عزيزتي ليس لعبة يلهو بها الكبار كلما أرادوا الهروب من المواجهة. الطلاق كلمة كبيرة جدا: تعني تشرد أطفال، تعني خروج أحدنا من شرايين الاّخر، وأنا لا أرغب في طردك من شراييني، أنت زوجتي، أنا أحبك، ربما تعلمين مدى حبي لك. ولذلك تستخدمين سلاح الطلاق كثيرا بقصد الدلال، لتعرفي مقدار هذا الحب. إنك في عروقي وإن خرجت من حياتي فقد أموت من الهم، ولكن لا تستغلي هذا الحب في استفزازي والقضاء على كرامتي. لا تعتمدي على حبي كثيرا في هذه الأمور ولا تتمادي، ربما تقولين : إنك لست مجبرة على تحمل غضبي، نعم هذا صحيح، ولكن غضبي نادر يا زوجتي، وإن كنت قد وصلت إلى تلك المرحلة فلا بد من سبب لذلك.
الحياة صعبة وربما تكون مشاكلنا تافهة مقارنة بمشاكل غيرنا، ولكن لا تنظري إلى أي منها بتجرد، هناك عوامل كثيرة تدخل ضمن المشكلة فتساعد على تفاقمها. الجو المحيط، التعب النفسي، الظروف المادية الصعبة. أحيانا يستيقظ الانسان من نومه يتملكه
شعور بالاحباط والحزن، لا يدرك له سببا، لذلك تتجسم الأمور أمام ناظريه، ويكبر صغيرها، ويثيره رغم تفاهته. فلماذا لا تتلمسين لي الأعذار، وأنت زوجتي رفيقة عمري؟ إن لم تتحمليني في أسوء لحظات حياتي وتفهمي نفسيتي وتراعيها وتداعبيها.
إلى أين أذهب؟ ما السبيل؟ أرجوك يا عزيزتي كفي عن المطالبة بالطلاق، أنا لا أرغب في استخدامه سلاحا يحطم ما بنيناه في أعوام، بل يحطم ما بيننا في الاّخرة، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " أيما أمرأة طلبت طلاقا من زوجها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" تذكري هذا جيدا، فالطلاق ليس لعبة يلعب بها الزوجان.""""
وليعلم الزوجان معا أن الحياة الأسرية لها قدسيتها، ولها احترامها، ولها جلالها وصفاؤها وانعكاسها على النفوس، فلا بد من مراعاة ذلك، فلابد من الحفاظ عليها وكلا طرفيها مطالب أن يقوم بهذه المهمة، والزوج -وهو سيد الموقف- لا بد أن يعي خطورة ما يقدم عليه، فما كان الطلاق في يوم من الأيام سيفا مسلطا على الحياة الزوجية، يهدد استقرارها في كل اّن وحين، إنما هو مخرج من ضائقة يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية فيما يخص الزوجين أو أحدهما، واستعماله فيما وراءه ذلك تعسف في استعمال الحق، سيجازي المتسبب فيه جزاء ما صنعت يداه.
فضريبة الطلاق -أولا وأخيرا- ستدفعينها رهقا من أعصابك، وعبرات من عينيك، وحسرات واّهات، وتندمين حين لا ينفع الندم.
وتذكري أن الناس اليوم ينظرون إلى المطلقة نظرة خاصة، فاحفظي بيتك وحافظي على سمعتك.
الشيخ أحمد القطّان
"""" هناك وراء كل الأبواب المغلقة توجد هموم بين الرجل والمرأة، تصل هذه الهموم في بعض الأحيان إلى النقاش الحاد الذي يؤدي إلى مشاجرة أو مشاحنة، ويضطر أحد الطرفين في بعض الأحيان إلى فقدان أعصابه، ويتفوه بكلمات لا يقصدها لأنه في ساعة غضب، وفي ساعة الغضب تعمى البصيرة، ويفقد العقل اتزانه، وفي هذه اللحظة على الطرف الاّخر أن يكون متزنا مستقيما لأن تلك اللحظة هي خيط رفيع إذا شد من طرفيه تقطع، وأشد ما يؤلمني ويفقدني صوابي هو قولك : طلقني، طلقني، طلقني، إنك ترددينها في النقاش الواحد عشرين مرة، افترضي يا عزيزتي أنني في فورة غضبي طلقتك، ما الذي سيحصل؟ ستتفاقم المشكلة طبعا، وسيتدخل فيها أطراف أخرى : أهلي وأهلك، وتكبر المسألة، وقد تصل إلى المحاكم ويزداد الخلاف بين العائلتين. ويكون السبب سوء تصرف في وقت معين، ومن سيدفع الضريبة فيما بعد؟ أنت حتما، ألا تعرفين طباعي بالرغم من مضي أعوام على زواجنا، أنا رجل أبيض القلب، صبور، مستقيم النية، كل ما أرغبه منك أن تتركني إلى أن أهدأ، وبعدها عاوديني واطلبي الطلاق بعد أن أهدأ إن كان التفوه بهذه الكلمة يريحك.
الطلاق يا عزيزتي ليس لعبة يلهو بها الكبار كلما أرادوا الهروب من المواجهة. الطلاق كلمة كبيرة جدا: تعني تشرد أطفال، تعني خروج أحدنا من شرايين الاّخر، وأنا لا أرغب في طردك من شراييني، أنت زوجتي، أنا أحبك، ربما تعلمين مدى حبي لك. ولذلك تستخدمين سلاح الطلاق كثيرا بقصد الدلال، لتعرفي مقدار هذا الحب. إنك في عروقي وإن خرجت من حياتي فقد أموت من الهم، ولكن لا تستغلي هذا الحب في استفزازي والقضاء على كرامتي. لا تعتمدي على حبي كثيرا في هذه الأمور ولا تتمادي، ربما تقولين : إنك لست مجبرة على تحمل غضبي، نعم هذا صحيح، ولكن غضبي نادر يا زوجتي، وإن كنت قد وصلت إلى تلك المرحلة فلا بد من سبب لذلك.
الحياة صعبة وربما تكون مشاكلنا تافهة مقارنة بمشاكل غيرنا، ولكن لا تنظري إلى أي منها بتجرد، هناك عوامل كثيرة تدخل ضمن المشكلة فتساعد على تفاقمها. الجو المحيط، التعب النفسي، الظروف المادية الصعبة. أحيانا يستيقظ الانسان من نومه يتملكه
شعور بالاحباط والحزن، لا يدرك له سببا، لذلك تتجسم الأمور أمام ناظريه، ويكبر صغيرها، ويثيره رغم تفاهته. فلماذا لا تتلمسين لي الأعذار، وأنت زوجتي رفيقة عمري؟ إن لم تتحمليني في أسوء لحظات حياتي وتفهمي نفسيتي وتراعيها وتداعبيها.
إلى أين أذهب؟ ما السبيل؟ أرجوك يا عزيزتي كفي عن المطالبة بالطلاق، أنا لا أرغب في استخدامه سلاحا يحطم ما بنيناه في أعوام، بل يحطم ما بيننا في الاّخرة، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " أيما أمرأة طلبت طلاقا من زوجها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" تذكري هذا جيدا، فالطلاق ليس لعبة يلعب بها الزوجان.""""
وليعلم الزوجان معا أن الحياة الأسرية لها قدسيتها، ولها احترامها، ولها جلالها وصفاؤها وانعكاسها على النفوس، فلا بد من مراعاة ذلك، فلابد من الحفاظ عليها وكلا طرفيها مطالب أن يقوم بهذه المهمة، والزوج -وهو سيد الموقف- لا بد أن يعي خطورة ما يقدم عليه، فما كان الطلاق في يوم من الأيام سيفا مسلطا على الحياة الزوجية، يهدد استقرارها في كل اّن وحين، إنما هو مخرج من ضائقة يتعذر معها استمرار الحياة الزوجية فيما يخص الزوجين أو أحدهما، واستعماله فيما وراءه ذلك تعسف في استعمال الحق، سيجازي المتسبب فيه جزاء ما صنعت يداه.
فضريبة الطلاق -أولا وأخيرا- ستدفعينها رهقا من أعصابك، وعبرات من عينيك، وحسرات واّهات، وتندمين حين لا ينفع الندم.
وتذكري أن الناس اليوم ينظرون إلى المطلقة نظرة خاصة، فاحفظي بيتك وحافظي على سمعتك.
الشيخ أحمد القطّان