fakher
12-09-2003, 06:25 AM
كان يا ما كان ومنذ خمسون سنة مضت ...
كان في مدينتي زيتون، وكان في تلك التي توصم بالعطر الفواح ... ليمون.
كنا نستدل على عدة مناطق في هذه المدينة الجميلة بكلمة (بساتين) وكانت الكلمة المرافقة لهذه الكلمة تختلف من منطقة لأخرى.
فهنا ... بساتين الليمون ، وهناك ... بساتين الزيتون،
ولكن جنوناً ما أصاب أهل هذه المدينة ... على كافة مستوياتها،
فالحاكم والمحكوم ... والسائل والمسؤول ... كلٌ أصيب بالجنون
قلعٌ وتقطيعٌ وتجريف ... دون رقيب ولا حسيب، وكأن الكل نائمون.
هذه المقدمة لقصة المدينة الأغلى على قلبي (طرابلس)، فقد ابتليت هذه المدينة الصابرة برعية غرقى بالجهل والمصالح الشخصية والأنانية، والراعي الذي من شأنه التصحيح والتصويب فإن مهمته قد استبدلت بشرعنة التخريب وتنفيذه دون إعمال لعقل وضمير ... فهمه الأوحد زيادة رصيد أمواله في البنوك واقتناء أفخم السيارات وآخرها موديلاً، ولا أحد يبالي مما تعانيه هذه المدينة من أهلها ... لك الله يا طرابلس.
طرابلس الفيحاء ... هكذا سميت نسبة إلى عطر الليمون الفواح الذي كنا نشتمه على بعد أميالٍ من المدينة ... أما اليوم وبفضل غباء وجنون أهلها فلقد اقتلعت كل أشجار الليمون بحجة الضم والفرز والطرقات ولإنشاء ابنية جديدة لتوسيع المدينة، وكأنه لا يوجد غير تلك المساحة الخضراء والمزروعة بأيدي اجداد اجدادنا حتى نبني عليها قصورنا وفيللنا ... ولكن ليست هذه الحقيقة، إنما الحقيقة ان المتنفذين وكبار الرأسماليين في هذا البلد قد عمدوا إلى شراء هذه البساتين بأثمان بخسة ومنذ سنين طويلة ، وبناءً على مخطط جهنمي قد وضعوه مسبقاً، حتى يرتفع سعر المتر الواحد من 0,25 $ إلى 700$ ، ما رأيكم بهذه التجارة أليست مربحة وعلى حساب من ؟؟؟
على حساب الفيحاء طرابلس.
المجزرة الثانية كررت في منطقة أبي سمراء وبحق بساتينها فبعد سنوات عدة لن ترى زيتونة واحدة وقد تمر بالشارع فلن تجد ما يرمز إلى الزيتون سوى مدرسة روضة الزيتون أو يافطة كتب عليها شارع الزيتون.
وبنفس الطريقة ونفس المخطط إلا ان المنفذين قد يكونوا اقل نفوذاً من أولئك الذين وصفناهم مسبقاً.
المجزرة الثالثة نفذت وانتهى التنفيذ ... بحق بساتين منطقة قبة النصر ... التي رابط المسلمون في بساتين لتحرير طرابلس من أيدي الصليبيين .... كانت هذه المنطقة مليئة بالزيتون أما اليوم فلن ترى إلى الأبنية المكدسة والمرتفعة والمبنية بعشوائية لا نظير لها في لبنان.
بقي هناك بستانين في طرابلس ، فلم لا تطالهم أيدي هؤلاء الظلمة؟؟!!!!
الجواب معروف البستان الأول هو عبارة عن (وقف) ويمتد من مدخل التبانة وصولاً إلى شارع المئتين وبمحاذاة البحر ... وهذا البستان يسوى امره مع الأوقاف ولكن لكثرة التشعبات فإن الأمر يطول قليلاً ولكن سنراه يوماً قريباً كان أم بعيداً ، سنراه بستان باطون بدل بستان الليمون طالما داء الجنون ما زال فينا.
البستان الثاني وهو بستان ليمون ويمتد في وادي نهر أبو علي ، وهذا ملكيته متشعبة واستصلاحه لا فائدة منه لقربه من النهر ولضيق مسافة الوادي ... لذلك نجا هذا البستان من أيدي العابثين.
قريباً وليس بعيداً سنرى بساتين الباطون ممتدة من البحر إلى الجبل ومن الشمال إلى الجنوب بفضل غباء وجهل أبناء طرابلس وتسليطهم على رقابهم من لا يرحم ولا يكترث ولا يهتم ببشر طرابلس فما بالك بحجر وشجر هذه المدينة الصابرة.
كان في مدينتي زيتون، وكان في تلك التي توصم بالعطر الفواح ... ليمون.
كنا نستدل على عدة مناطق في هذه المدينة الجميلة بكلمة (بساتين) وكانت الكلمة المرافقة لهذه الكلمة تختلف من منطقة لأخرى.
فهنا ... بساتين الليمون ، وهناك ... بساتين الزيتون،
ولكن جنوناً ما أصاب أهل هذه المدينة ... على كافة مستوياتها،
فالحاكم والمحكوم ... والسائل والمسؤول ... كلٌ أصيب بالجنون
قلعٌ وتقطيعٌ وتجريف ... دون رقيب ولا حسيب، وكأن الكل نائمون.
هذه المقدمة لقصة المدينة الأغلى على قلبي (طرابلس)، فقد ابتليت هذه المدينة الصابرة برعية غرقى بالجهل والمصالح الشخصية والأنانية، والراعي الذي من شأنه التصحيح والتصويب فإن مهمته قد استبدلت بشرعنة التخريب وتنفيذه دون إعمال لعقل وضمير ... فهمه الأوحد زيادة رصيد أمواله في البنوك واقتناء أفخم السيارات وآخرها موديلاً، ولا أحد يبالي مما تعانيه هذه المدينة من أهلها ... لك الله يا طرابلس.
طرابلس الفيحاء ... هكذا سميت نسبة إلى عطر الليمون الفواح الذي كنا نشتمه على بعد أميالٍ من المدينة ... أما اليوم وبفضل غباء وجنون أهلها فلقد اقتلعت كل أشجار الليمون بحجة الضم والفرز والطرقات ولإنشاء ابنية جديدة لتوسيع المدينة، وكأنه لا يوجد غير تلك المساحة الخضراء والمزروعة بأيدي اجداد اجدادنا حتى نبني عليها قصورنا وفيللنا ... ولكن ليست هذه الحقيقة، إنما الحقيقة ان المتنفذين وكبار الرأسماليين في هذا البلد قد عمدوا إلى شراء هذه البساتين بأثمان بخسة ومنذ سنين طويلة ، وبناءً على مخطط جهنمي قد وضعوه مسبقاً، حتى يرتفع سعر المتر الواحد من 0,25 $ إلى 700$ ، ما رأيكم بهذه التجارة أليست مربحة وعلى حساب من ؟؟؟
على حساب الفيحاء طرابلس.
المجزرة الثانية كررت في منطقة أبي سمراء وبحق بساتينها فبعد سنوات عدة لن ترى زيتونة واحدة وقد تمر بالشارع فلن تجد ما يرمز إلى الزيتون سوى مدرسة روضة الزيتون أو يافطة كتب عليها شارع الزيتون.
وبنفس الطريقة ونفس المخطط إلا ان المنفذين قد يكونوا اقل نفوذاً من أولئك الذين وصفناهم مسبقاً.
المجزرة الثالثة نفذت وانتهى التنفيذ ... بحق بساتين منطقة قبة النصر ... التي رابط المسلمون في بساتين لتحرير طرابلس من أيدي الصليبيين .... كانت هذه المنطقة مليئة بالزيتون أما اليوم فلن ترى إلى الأبنية المكدسة والمرتفعة والمبنية بعشوائية لا نظير لها في لبنان.
بقي هناك بستانين في طرابلس ، فلم لا تطالهم أيدي هؤلاء الظلمة؟؟!!!!
الجواب معروف البستان الأول هو عبارة عن (وقف) ويمتد من مدخل التبانة وصولاً إلى شارع المئتين وبمحاذاة البحر ... وهذا البستان يسوى امره مع الأوقاف ولكن لكثرة التشعبات فإن الأمر يطول قليلاً ولكن سنراه يوماً قريباً كان أم بعيداً ، سنراه بستان باطون بدل بستان الليمون طالما داء الجنون ما زال فينا.
البستان الثاني وهو بستان ليمون ويمتد في وادي نهر أبو علي ، وهذا ملكيته متشعبة واستصلاحه لا فائدة منه لقربه من النهر ولضيق مسافة الوادي ... لذلك نجا هذا البستان من أيدي العابثين.
قريباً وليس بعيداً سنرى بساتين الباطون ممتدة من البحر إلى الجبل ومن الشمال إلى الجنوب بفضل غباء وجهل أبناء طرابلس وتسليطهم على رقابهم من لا يرحم ولا يكترث ولا يهتم ببشر طرابلس فما بالك بحجر وشجر هذه المدينة الصابرة.