المتأمل
12-02-2003, 10:31 AM
بيئة الفتاوى التكفيرية في باب التبانة تتسع وتتحول الى منطقة موردة لـ"الجهاد" (1 من 2)
طرابلس - حازم الأمين، بيسان الشيخ الحياة 2003/12/1
مقتطفات من القرار الظني الذي سطره القاضي اللبناني رياض طليع بحق مجموعة متطرفة لبنانية قامت بتفجير مطعم الماكدونالدز في بيروت:
أقدم في طرابلس وجونيه والدورة وخارجها وبتواريخ مختلفة لم يمر عليها الزمن المدعى عليهم الـ47 جميعاً على الانتماء الى جمعية إرهابية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال. كما أقدم المدعى عليهم الثمانية عشرة الأول على القيام بأعمال إرهابية وارتكاب أعمال تفجير بواسطة المتفجرات والمواد المتفجرة طاولت مطاعم الماكدونالدز والبيتزا هات والوينرز والـKFC وسوبرماركت سبينس في طرابلس وجونيه والدورة والمعاملتين بقصد قتل الموظفين والزبائن والمارة ما أدي الى جرح بعض الأشخاص وايذائهم وإحداث أضرار جسيمة بالمطاعم والسوبرماركت المنوه عنها أعلاه. وأقدم الباقون على التحريض على القيام بهذه الأعمال والجرائم.
وفي الوقائع:
الساعة 34,16 من يوم 5/4/2003, باحة موقف مطعم الماكدونالدز في محلة البوشرية اوتوستراد الدورة نهر الموت, انفجار خافت يصدر من داخل سيارة رينو /18/ لون ذهبي يسفر عن تحطم زجاجها الخلفي وتصاعد خط دخان أبيض من السيارة, يخرج أغلب موظفي ورواد المطعم الى باحة الموقف لمعرفة ما يجري.
الساعة 36,12 وبعد دقيقتين من الانفجار الأول انفجار آخر قوي يدّوي داخل حمام المطعم ويؤدي الى تطاير الزجاج وانهيار السقف المستعار والنتيجة سقوط أربعة جرحى وإصابة المطعم بأضرار مادية مختلفة. وتبين ان سيارة الرينو /18/ كانت مجهزة بـ/65/ كيلوغرام من المواد المتفجرة موصولة بثلاث قوارير من غاز المكيفات ومعدة للتفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب عطل طرأ عليها.
توصلت الأجهزة الأمنية الى طرف الخيط وهو الشخص الذي اشترى السيارة في نهاية المطاف ويلقب "أبو الدشم" وتعرفت الأجهزة الأمنية على أبو الدشم انه المدعى عليه الأساسي والعقل المخطط للتفجيرات, خالد محمد علي, وتمت مطاردته وتعقبه الى أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه في طرابلس بتاريخ 3/5/2003 وبحوزته حزام ناسف موضوع على وسطه ومسدس توغاريف.
1 - التحضير:
تبين انه في الشهر الثاني من عام 2003 طلب المدعى عليه محمد كعكة, وهو أمير الجماعة من خالد علي تفجير مطعم ماكدونالدز - الدورة بناء لأوامر تلقاها من ابن الشهيد اليمني الجنسية الموجود داخل مخيم عين الحلوة والمرتبط بتنظيم القاعدة. ولتنفيذ ذلك توجه خالد علي (أبو الدشم) مع محمد طه (أبو تراب) الى مخيم عين الحلوة وأخذ مبلغ /500/ د. أ. من ابن الشهيد للبدء بالإعداد للعملية وعادا الى طرابلس حيث توجها الى معرض شاكر واشترى سيارة رينو /18/ موديل 1980 لون ذهبي بمبلغ /350/ د. أ. وتوجه بها الى محل حدادة في التبانة لصاحبه المدعى عليه حسين القرحاني الذي قام بحدادة باب السائق والرفراف الخلفي للسيارة من دون أن يعلم غاية محمد من استعمال السيارة في عملية تفجير بحسب زعمه ودون أن يتقاضى أجراً عن ذلك ثم أخذ - خالد علي - السيارة الى المدعى عليه خالد عبدالقادر الملقب أبو طابه ويعمل دهان سيارات وقام الأخير بدهنها له مقابل مبلغ /50/ د. أ. وكان محمد علي قد كلف المدعى عليه وسام المغربي الملقب "بالأسمر" أن يؤمّن له عسكري للمشاركة بعملية التفجير وكذلك الأمر من المدعى عليه عبدالإله الجاسم الملقب "أبو عبيدة" فقام الأسمر - وسام المغربي بتجنيد أحد المجندين هو المدعى عليه وليد عمرية "أبو أنس" كما قام خالد علي بنفسه بتدبير العسكري الثاني وهو المدعى عليه لقمان كعكة الملقب "أبو الفداء" ووافق المجندين على المشاركة في العملية بدافع جهادي كما أفهما.
وتبين ان خالد علي طلب تمويل اضافي من ابن الشهيد فأرسل له الأخير مبلغ /200/ د.أ. من مخيم عين الحلوة مع المدعى عليه أبو ابراهيم (مجهول الهوية) والذي عمل كصلة وصل بين خالد علي وابن الشهيد. واستمرت تحضيرات المجموعة للعملية بكثافة وتركيز أكبر, وطلب محمد علي من المدعى عليه محمود حمود تأمين /5/ قوارين فارغة عائدة لغاز المكيفات بهدف تعبئتها من مادة المازوت ووضعها داخل سيارة الرينو المفخخة لتأمين قوة اشتعال هائلة تقضي على كامل أجزاء السيارة منعاً للتعرف عليها, فأمن محمود حمود هذه القوارير ونقلها خالد علي الى مكان وجود سيارة الرينو ا لمخبأة في موقع غير ظاهر في منطقة التبانة قرب مدرسة دار السلام ووضعها في صندوقها الخلفي...
2 - التنفيذ:
... انطلقت السيارتان الهوندا بقيادة محمد طه وبرفقته نعمان كعكة والرينو/18/ المفخخة بقيادة خالد علي يرافق وليد عمرية وسيارة الهوندا في المقدمة لتأمين الطريق من أية حواجز أمنية ولدى وصول السيارتين الى محلة القلمون سلكتا طريقاً فرعياً وتوقفتا تحت جسر حيث قام المجندان بتغيير ملابسهم المدنية وارتداء الزي العسكري ثم تابعا سيرهما باتجاه محلة الدورة وتوقفت السيارتان قرب جسر الدورة حيث ترجل خالد علي - أبو الدشم من سيارة الرينو /18/ المفخخة التي قادها المجند وليد عمرية "أبو أنس" وجلس بجانبه لقمان كعكة "أبو الفداء" وانطلقا باتجاه المطعم خلف سيارة الهوندا التي يقودها محمد طه "أبو تراب" بينما بقي خالد علي بانتظارهما تحت الجسر, بحجة أن لحيته طويلة ومن الممكن أن يثير الشبهات ..
وبعد دخول موقف المطعم ركن محمد طه سيارة الهوندا على طريق الخروج من الجهة الشرقية بينما ركنت سيارة الرينو ما بين مطعم الماكدونالدز ومعمل شركة بيرة الماسة المحاذي لخزانات المحروقات العائدة للشركة بغية احداث أكبر ضرر ممكن. حيث قام لقمان كعكة بوصل الصواعق وتشغيل العبوات بعد أن تم ضبط توقيت الانفجار بعد /45/ دقيقة من وقت ضبط الساعة وتشغيلها وكانت الساعة وقتها حوالى الرابعة من بعد الظهر من نهار السبت وهو الوقت الذي يشهد ازدحام سير خانق في منطقة الدورة وخصوصاص على الطريق العام قرب مطعم ماكدونالدز. دخل بعدها محمد طه المطعم بمفرده تبعه بعدها المجندان عمرية وكعكة وكان الأخير يحمل في جيب السترة العسكرية عبوة ناسفة بزنة حوالى اربعماية غرام من مادة TNT بداخلها صاعق توقيت ويتم تفجيرها بجهاز تحكم ذاتي بعد أن تم ضبط توقيت الانفجار بعد /35/ دقيقة من وقت ضبط الساعة وتشغيلها...
ولكن عناية إلهية وخللاً بسيطاً ناتج عن عدم تثبيت أحد الصواعد الأربعة, وهو الصاعق الوحيد الصغير داخل الحشوة المتفجرة, بشكل جيد أدى الى انفجار الصاعق الصغير الأول. وبعد انفجاره واحداثه دوياً بسيطاً وخافتاً وتحطم زجاج السيارة الخلفي نتيجة لذلك خرج المتواجدون داخل المطعم الى الخارة لتقصي الأمر فانفجرات العبوة زنة /400/ غرام داخل حمام المطعم ما أدى الى أضرار مادية في المطعم وإصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة كانوا داخل المطعم لم يسمعوا انفجار الصاعق في السيارة.
حين طرقنا باب منزلها في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس شمال لبنان, كانت ام جمال مستلقية على مقعد غرفة الجلوس في منزلها, تستريح بعد افطارها مع اولادها الستة, وكان التلفزيون يرسل صوت الممثلة المصرية يسرا التي يواظب سكان المدن اللبنانية على متابعة مسلسلها الدرامي الرمضاني. هواء المنزل ما زال مشحوناً بروائح المائدة, والطفلة التي فتحت الباب قالت انهم لا يرغبون في الحديث عن شقيقهم الموقوف والمتهم الرئيسي بقضية تفجيرات المطاعم الأميركية في بيروت, لكن الوالدة نهضت من على مقعدها بتثاقل وزجرت ابنتها ووقفت على الباب قائلة ان خالداً ليس ابنها وهي متبرئة منه منذ سنوات طويلة, وبعد وقت قصير انتبهت الوالدة انها تتحدث على الباب, فدعتنا الى الدخول واستدعت بناتها الجالسات في الغرفة الداخلية التي بدت وحيدة في المنزل.
انها ام جمال او "ام الدشم" كما يسميها سكان باب التبانة, والدة خالد العلي احد "امراء" الجماعة التي وقفت وراء تفجيرات عدة وقعت في مناطق مختلفة من لبنان. وخالد هو بكرها ولكنها تفضل بأن تنادى بـ"أم جمال" شقيقه الأصغر بعدما وقف خالد في المحكمة قبل عشر سنوات وكيلاً عن والده في قضية طلاق والديه. المنزل يقع على الشارع الذي يفصل باب التبانة عن منطقة بعل محسن. انه تماماً في محاذاة خط التماس السابق الذي كان يفصل في ثمانينات القرن الفائت بين حركة التوحيد الاسلامي المتمركزة في باب التبانة آنذاك والحزب العربي الديموقراطي الموالي لسورية. السلم المفضي الى المنزل شديد التآكل والاهتراء. انها حال المبنى كله الذي وفور مباشرتك صعوده تبدأ بتحسس ازمنة حديثة عاصرها المبنى وتركت على جدرانه الداخلية روائح وعلامات. ففي المبنى شيء من الذي جرى في باب التبانة, قد يكون تحول المدخل من الطريق العام الى طريق فرعي مثلاً عبر فتح كوة في الجدار وتحويل السلم اليها, في احدى جولات الحرب الماضية, لكن السكان لم يصححوا ما اقدموا عليه على رغم انتهاء الحرب. علماً ان هذه الحرب ما زالت مقيمة في الكثير من مشاهد باب التبانة, وفي اساليب عيش اهلها وتبادلاتهم.
مصابة في تفجيرات الماكدونالدز في بيروت.
"ام الدشم", يعرفها الجيران بهذا الاسم اكثر مما يعرفونها بـ"ام خالد" او "أم جمال", هذا ما قاله الطفل الذي كان واقفاً على مدخل المبنى. اما سبب هذه التسمية فيعود الى ايام الحرب التي ما زالت محتفظة في باب التبانة بالكثير من الصور والاشارات. فزوج ام خالد كان يعمل بنّاءً, وبعدما انقسمت المنطقة بين مؤيدين لحركة التوحيد في باب التبانة وموالين لسورية في منطقة بعل محسن, تحول زوج السيدة الى بنّاءٍ للدشم والسواتر. اعتمدته حركة التوحيد ليشيد جدراناً من الاسمنت المسلح لحماية مراكزها, واعتمده السكان لتحصين منازلهم. ويبدو ان مخيلته اشتغلت واسعفه شيطانه فراح يبتكر انواعاً من الدشم والسواتر المتحركة على عربات, تمكن العابرين من اجتياز الشوارع الخطرة, فأطلق عليه السكان تسمية "ابو الدشم" وعلى زوجته "ام الدشم", وكذلك ورث ابنه التسمية ولقبه اليوم في السجن "ابو الدشم".
يتبع في الوقفة القادمة ...
طرابلس - حازم الأمين، بيسان الشيخ الحياة 2003/12/1
مقتطفات من القرار الظني الذي سطره القاضي اللبناني رياض طليع بحق مجموعة متطرفة لبنانية قامت بتفجير مطعم الماكدونالدز في بيروت:
أقدم في طرابلس وجونيه والدورة وخارجها وبتواريخ مختلفة لم يمر عليها الزمن المدعى عليهم الـ47 جميعاً على الانتماء الى جمعية إرهابية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال. كما أقدم المدعى عليهم الثمانية عشرة الأول على القيام بأعمال إرهابية وارتكاب أعمال تفجير بواسطة المتفجرات والمواد المتفجرة طاولت مطاعم الماكدونالدز والبيتزا هات والوينرز والـKFC وسوبرماركت سبينس في طرابلس وجونيه والدورة والمعاملتين بقصد قتل الموظفين والزبائن والمارة ما أدي الى جرح بعض الأشخاص وايذائهم وإحداث أضرار جسيمة بالمطاعم والسوبرماركت المنوه عنها أعلاه. وأقدم الباقون على التحريض على القيام بهذه الأعمال والجرائم.
وفي الوقائع:
الساعة 34,16 من يوم 5/4/2003, باحة موقف مطعم الماكدونالدز في محلة البوشرية اوتوستراد الدورة نهر الموت, انفجار خافت يصدر من داخل سيارة رينو /18/ لون ذهبي يسفر عن تحطم زجاجها الخلفي وتصاعد خط دخان أبيض من السيارة, يخرج أغلب موظفي ورواد المطعم الى باحة الموقف لمعرفة ما يجري.
الساعة 36,12 وبعد دقيقتين من الانفجار الأول انفجار آخر قوي يدّوي داخل حمام المطعم ويؤدي الى تطاير الزجاج وانهيار السقف المستعار والنتيجة سقوط أربعة جرحى وإصابة المطعم بأضرار مادية مختلفة. وتبين ان سيارة الرينو /18/ كانت مجهزة بـ/65/ كيلوغرام من المواد المتفجرة موصولة بثلاث قوارير من غاز المكيفات ومعدة للتفجير إلا أنها لم تنفجر بسبب عطل طرأ عليها.
توصلت الأجهزة الأمنية الى طرف الخيط وهو الشخص الذي اشترى السيارة في نهاية المطاف ويلقب "أبو الدشم" وتعرفت الأجهزة الأمنية على أبو الدشم انه المدعى عليه الأساسي والعقل المخطط للتفجيرات, خالد محمد علي, وتمت مطاردته وتعقبه الى أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه في طرابلس بتاريخ 3/5/2003 وبحوزته حزام ناسف موضوع على وسطه ومسدس توغاريف.
1 - التحضير:
تبين انه في الشهر الثاني من عام 2003 طلب المدعى عليه محمد كعكة, وهو أمير الجماعة من خالد علي تفجير مطعم ماكدونالدز - الدورة بناء لأوامر تلقاها من ابن الشهيد اليمني الجنسية الموجود داخل مخيم عين الحلوة والمرتبط بتنظيم القاعدة. ولتنفيذ ذلك توجه خالد علي (أبو الدشم) مع محمد طه (أبو تراب) الى مخيم عين الحلوة وأخذ مبلغ /500/ د. أ. من ابن الشهيد للبدء بالإعداد للعملية وعادا الى طرابلس حيث توجها الى معرض شاكر واشترى سيارة رينو /18/ موديل 1980 لون ذهبي بمبلغ /350/ د. أ. وتوجه بها الى محل حدادة في التبانة لصاحبه المدعى عليه حسين القرحاني الذي قام بحدادة باب السائق والرفراف الخلفي للسيارة من دون أن يعلم غاية محمد من استعمال السيارة في عملية تفجير بحسب زعمه ودون أن يتقاضى أجراً عن ذلك ثم أخذ - خالد علي - السيارة الى المدعى عليه خالد عبدالقادر الملقب أبو طابه ويعمل دهان سيارات وقام الأخير بدهنها له مقابل مبلغ /50/ د. أ. وكان محمد علي قد كلف المدعى عليه وسام المغربي الملقب "بالأسمر" أن يؤمّن له عسكري للمشاركة بعملية التفجير وكذلك الأمر من المدعى عليه عبدالإله الجاسم الملقب "أبو عبيدة" فقام الأسمر - وسام المغربي بتجنيد أحد المجندين هو المدعى عليه وليد عمرية "أبو أنس" كما قام خالد علي بنفسه بتدبير العسكري الثاني وهو المدعى عليه لقمان كعكة الملقب "أبو الفداء" ووافق المجندين على المشاركة في العملية بدافع جهادي كما أفهما.
وتبين ان خالد علي طلب تمويل اضافي من ابن الشهيد فأرسل له الأخير مبلغ /200/ د.أ. من مخيم عين الحلوة مع المدعى عليه أبو ابراهيم (مجهول الهوية) والذي عمل كصلة وصل بين خالد علي وابن الشهيد. واستمرت تحضيرات المجموعة للعملية بكثافة وتركيز أكبر, وطلب محمد علي من المدعى عليه محمود حمود تأمين /5/ قوارين فارغة عائدة لغاز المكيفات بهدف تعبئتها من مادة المازوت ووضعها داخل سيارة الرينو المفخخة لتأمين قوة اشتعال هائلة تقضي على كامل أجزاء السيارة منعاً للتعرف عليها, فأمن محمود حمود هذه القوارير ونقلها خالد علي الى مكان وجود سيارة الرينو ا لمخبأة في موقع غير ظاهر في منطقة التبانة قرب مدرسة دار السلام ووضعها في صندوقها الخلفي...
2 - التنفيذ:
... انطلقت السيارتان الهوندا بقيادة محمد طه وبرفقته نعمان كعكة والرينو/18/ المفخخة بقيادة خالد علي يرافق وليد عمرية وسيارة الهوندا في المقدمة لتأمين الطريق من أية حواجز أمنية ولدى وصول السيارتين الى محلة القلمون سلكتا طريقاً فرعياً وتوقفتا تحت جسر حيث قام المجندان بتغيير ملابسهم المدنية وارتداء الزي العسكري ثم تابعا سيرهما باتجاه محلة الدورة وتوقفت السيارتان قرب جسر الدورة حيث ترجل خالد علي - أبو الدشم من سيارة الرينو /18/ المفخخة التي قادها المجند وليد عمرية "أبو أنس" وجلس بجانبه لقمان كعكة "أبو الفداء" وانطلقا باتجاه المطعم خلف سيارة الهوندا التي يقودها محمد طه "أبو تراب" بينما بقي خالد علي بانتظارهما تحت الجسر, بحجة أن لحيته طويلة ومن الممكن أن يثير الشبهات ..
وبعد دخول موقف المطعم ركن محمد طه سيارة الهوندا على طريق الخروج من الجهة الشرقية بينما ركنت سيارة الرينو ما بين مطعم الماكدونالدز ومعمل شركة بيرة الماسة المحاذي لخزانات المحروقات العائدة للشركة بغية احداث أكبر ضرر ممكن. حيث قام لقمان كعكة بوصل الصواعق وتشغيل العبوات بعد أن تم ضبط توقيت الانفجار بعد /45/ دقيقة من وقت ضبط الساعة وتشغيلها وكانت الساعة وقتها حوالى الرابعة من بعد الظهر من نهار السبت وهو الوقت الذي يشهد ازدحام سير خانق في منطقة الدورة وخصوصاص على الطريق العام قرب مطعم ماكدونالدز. دخل بعدها محمد طه المطعم بمفرده تبعه بعدها المجندان عمرية وكعكة وكان الأخير يحمل في جيب السترة العسكرية عبوة ناسفة بزنة حوالى اربعماية غرام من مادة TNT بداخلها صاعق توقيت ويتم تفجيرها بجهاز تحكم ذاتي بعد أن تم ضبط توقيت الانفجار بعد /35/ دقيقة من وقت ضبط الساعة وتشغيلها...
ولكن عناية إلهية وخللاً بسيطاً ناتج عن عدم تثبيت أحد الصواعد الأربعة, وهو الصاعق الوحيد الصغير داخل الحشوة المتفجرة, بشكل جيد أدى الى انفجار الصاعق الصغير الأول. وبعد انفجاره واحداثه دوياً بسيطاً وخافتاً وتحطم زجاج السيارة الخلفي نتيجة لذلك خرج المتواجدون داخل المطعم الى الخارة لتقصي الأمر فانفجرات العبوة زنة /400/ غرام داخل حمام المطعم ما أدى الى أضرار مادية في المطعم وإصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة كانوا داخل المطعم لم يسمعوا انفجار الصاعق في السيارة.
حين طرقنا باب منزلها في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس شمال لبنان, كانت ام جمال مستلقية على مقعد غرفة الجلوس في منزلها, تستريح بعد افطارها مع اولادها الستة, وكان التلفزيون يرسل صوت الممثلة المصرية يسرا التي يواظب سكان المدن اللبنانية على متابعة مسلسلها الدرامي الرمضاني. هواء المنزل ما زال مشحوناً بروائح المائدة, والطفلة التي فتحت الباب قالت انهم لا يرغبون في الحديث عن شقيقهم الموقوف والمتهم الرئيسي بقضية تفجيرات المطاعم الأميركية في بيروت, لكن الوالدة نهضت من على مقعدها بتثاقل وزجرت ابنتها ووقفت على الباب قائلة ان خالداً ليس ابنها وهي متبرئة منه منذ سنوات طويلة, وبعد وقت قصير انتبهت الوالدة انها تتحدث على الباب, فدعتنا الى الدخول واستدعت بناتها الجالسات في الغرفة الداخلية التي بدت وحيدة في المنزل.
انها ام جمال او "ام الدشم" كما يسميها سكان باب التبانة, والدة خالد العلي احد "امراء" الجماعة التي وقفت وراء تفجيرات عدة وقعت في مناطق مختلفة من لبنان. وخالد هو بكرها ولكنها تفضل بأن تنادى بـ"أم جمال" شقيقه الأصغر بعدما وقف خالد في المحكمة قبل عشر سنوات وكيلاً عن والده في قضية طلاق والديه. المنزل يقع على الشارع الذي يفصل باب التبانة عن منطقة بعل محسن. انه تماماً في محاذاة خط التماس السابق الذي كان يفصل في ثمانينات القرن الفائت بين حركة التوحيد الاسلامي المتمركزة في باب التبانة آنذاك والحزب العربي الديموقراطي الموالي لسورية. السلم المفضي الى المنزل شديد التآكل والاهتراء. انها حال المبنى كله الذي وفور مباشرتك صعوده تبدأ بتحسس ازمنة حديثة عاصرها المبنى وتركت على جدرانه الداخلية روائح وعلامات. ففي المبنى شيء من الذي جرى في باب التبانة, قد يكون تحول المدخل من الطريق العام الى طريق فرعي مثلاً عبر فتح كوة في الجدار وتحويل السلم اليها, في احدى جولات الحرب الماضية, لكن السكان لم يصححوا ما اقدموا عليه على رغم انتهاء الحرب. علماً ان هذه الحرب ما زالت مقيمة في الكثير من مشاهد باب التبانة, وفي اساليب عيش اهلها وتبادلاتهم.
مصابة في تفجيرات الماكدونالدز في بيروت.
"ام الدشم", يعرفها الجيران بهذا الاسم اكثر مما يعرفونها بـ"ام خالد" او "أم جمال", هذا ما قاله الطفل الذي كان واقفاً على مدخل المبنى. اما سبب هذه التسمية فيعود الى ايام الحرب التي ما زالت محتفظة في باب التبانة بالكثير من الصور والاشارات. فزوج ام خالد كان يعمل بنّاءً, وبعدما انقسمت المنطقة بين مؤيدين لحركة التوحيد في باب التبانة وموالين لسورية في منطقة بعل محسن, تحول زوج السيدة الى بنّاءٍ للدشم والسواتر. اعتمدته حركة التوحيد ليشيد جدراناً من الاسمنت المسلح لحماية مراكزها, واعتمده السكان لتحصين منازلهم. ويبدو ان مخيلته اشتغلت واسعفه شيطانه فراح يبتكر انواعاً من الدشم والسواتر المتحركة على عربات, تمكن العابرين من اجتياز الشوارع الخطرة, فأطلق عليه السكان تسمية "ابو الدشم" وعلى زوجته "ام الدشم", وكذلك ورث ابنه التسمية ولقبه اليوم في السجن "ابو الدشم".
يتبع في الوقفة القادمة ...