Jinane
11-27-2003, 05:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرّف بحكمته وقدّر، وابتعث محمداً إلى كافة أهل البدو والحضر، صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم على السنّة والأثر، ما هطلت غمائم بمطر، وهدلت حمائم على أفنان الشجر،
وبعد:
في دار من دُور المدينة المنورة جلس عمر رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى لو أنّ هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله. ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل اخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به. ثم قال: تمنوا، فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين؟
فقال عمر: ولكنني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
رضي الله عن عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقّة، وتنهض بها الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى الرؤوس المفكرة قبل حاجتها إلى المعادن المذخورة، إنها تحتاج إلى رجال.." رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"..
إن رجلاً واحداً قد يساوي مائة، ورجلاً قد يُوازي ألفاً، ورجلاً قد يزن أمّة..
حاصر خالد بن الوليد (الحيرة) فطلب من أبي بكر مدداً، فما أمدّه إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يُهزم جيش فيه مثله، وكان يقول: لَصَوْتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل!
ولكن ما الرجل الذي نريد؟! هل هو كل من طَرَّ شاربه، ونبتت لحيته من بني الإنسان؟ إذاً فما أكثر الرجال!!
ليست الرجولة بِبسطه الجسم، وطول القامة، وقوة البنية، فقد قال الله عز وجل في طائفة من المنافقين:" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" ومع هذا فهم" كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صحية عليهم"
لن تترعرع الرجولة الفارعة، ويتربى الرجال الصالحون، إلا في ظلال العقائد الراسخة، والفضائل الثابتة، والحقوق المكفولة.
من الرجال المصابيح الذين همو**كأنهم من نجوم حَيَةٍ صُنعوا
أخلاقهم نورهم، من أي ناحية**أقْبَلْتَ تنظر في أخلاقهم سطعوا
لله كم هي مؤلمة تلك الكلمة لأحد المستشرقين حين درس تعاليم الإسلام السمحة الشاملة فقال في إعجاب مرير:" يا له من دين لو كان له رجال".
وهذا الدين الذي يشكو قِلّة الرجال يضمّ ملياراً وربع من المسلمين، ولكنهم كما قال صلى الله عليه وسلم:" غُثاء كغثاء السيل".
وأما والله لو ظفر الإسلام في كل ألف من أبنائه برجل واحد فيه خصائص الرجولة، لكان ذلك خيراً له وأجدى عليه من هذه الجماهير المكدسة التي لا يهابها عدو، ولا ينتصر بها صديق:
فليت لي بِهِموُ قوماً إذا ركبوا
شنُّوا الإِغارة فرساناً وركبانا
لا يسألون أخاهم حين يَنْدُبُهُم
في النائبات على ما قال برهانا
أسأل الله الكريم ذا الفضل العظيم أن يرفع بنا رايه هذا الدين وأن يميتنا شهداء أو يحيينا أعزاء امنين..
"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الذي نشر بقدرته البشر، وصرّف بحكمته وقدّر، وابتعث محمداً إلى كافة أهل البدو والحضر، صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع أصحابه الميامين الغرر، وعلى تابعيهم على السنّة والأثر، ما هطلت غمائم بمطر، وهدلت حمائم على أفنان الشجر،
وبعد:
في دار من دُور المدينة المنورة جلس عمر رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى لو أنّ هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله. ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل اخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به. ثم قال: تمنوا، فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين؟
فقال عمر: ولكنني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.
رضي الله عن عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقّة، وتنهض بها الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى الرؤوس المفكرة قبل حاجتها إلى المعادن المذخورة، إنها تحتاج إلى رجال.." رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"..
إن رجلاً واحداً قد يساوي مائة، ورجلاً قد يُوازي ألفاً، ورجلاً قد يزن أمّة..
حاصر خالد بن الوليد (الحيرة) فطلب من أبي بكر مدداً، فما أمدّه إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يُهزم جيش فيه مثله، وكان يقول: لَصَوْتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل!
ولكن ما الرجل الذي نريد؟! هل هو كل من طَرَّ شاربه، ونبتت لحيته من بني الإنسان؟ إذاً فما أكثر الرجال!!
ليست الرجولة بِبسطه الجسم، وطول القامة، وقوة البنية، فقد قال الله عز وجل في طائفة من المنافقين:" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم" ومع هذا فهم" كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صحية عليهم"
لن تترعرع الرجولة الفارعة، ويتربى الرجال الصالحون، إلا في ظلال العقائد الراسخة، والفضائل الثابتة، والحقوق المكفولة.
من الرجال المصابيح الذين همو**كأنهم من نجوم حَيَةٍ صُنعوا
أخلاقهم نورهم، من أي ناحية**أقْبَلْتَ تنظر في أخلاقهم سطعوا
لله كم هي مؤلمة تلك الكلمة لأحد المستشرقين حين درس تعاليم الإسلام السمحة الشاملة فقال في إعجاب مرير:" يا له من دين لو كان له رجال".
وهذا الدين الذي يشكو قِلّة الرجال يضمّ ملياراً وربع من المسلمين، ولكنهم كما قال صلى الله عليه وسلم:" غُثاء كغثاء السيل".
وأما والله لو ظفر الإسلام في كل ألف من أبنائه برجل واحد فيه خصائص الرجولة، لكان ذلك خيراً له وأجدى عليه من هذه الجماهير المكدسة التي لا يهابها عدو، ولا ينتصر بها صديق:
فليت لي بِهِموُ قوماً إذا ركبوا
شنُّوا الإِغارة فرساناً وركبانا
لا يسألون أخاهم حين يَنْدُبُهُم
في النائبات على ما قال برهانا
أسأل الله الكريم ذا الفضل العظيم أن يرفع بنا رايه هذا الدين وأن يميتنا شهداء أو يحيينا أعزاء امنين..
"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم"
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.