مصطفي
11-24-2003, 11:39 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبعد
اخي الحبيب السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,
ها هو شهر رمضان قد انقضي وها نحن نلتقي مرة اخري بعد لقاء اول كان في استقبال شهر رمضان وحال السلف فيه , نلتقي في لقاء ايماني جديد محمل بالاشواق والتحيات العطرة
لكن هذا اللقاء لقاء خيم عليه الحزن لذلك الرحيل العزيز علي النفس وتتجاذبه مشاعر الفرح لقدوم العيد
لكنا نسأل الله الكريم المنان ان يجمع لنا الفرحتين جميعا فرحه بقبول رمضان وفرحة بقدوم العيد . اللهم امين
ونقف بعد انقضاء شهر رمضان عدة وقفات فيها بعض التساؤلات
- هل تقبل الله منا الصيام والقيام وباقي الاعمال ؟ وان كان فكيف نشكر؟
- هل بانتهاء رمضان ينتهي الصيام والقيام وقراءة القرآن ؟....
ثم نقف وقفه اخيرة مع وداع رمضان
اعلم ايها الحبيب ان الواجب علي المسلم ان يكون عبدا لله في اقواله وافعاله وحركاته وسكناته وفي كل شأن من شئون حياته يتحري صحة العمل واخلاص العبوديه لله تعالي ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ) ( الكهف : 110) ذلك لانه يرجو لقاء الله , والطاعه بالنسبهللمؤمن كالماء للسمك والهواء للانسان فلا تتصور حياة حقيقيه في غيبه المعاني الايمانيه كيف لا وهي حياة المسلم ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به بين الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)(الانعام:122) بل انه اذا حيل بينه وبين طاعة ربه يحزن ويشفق علي نفسه , حتي وان كان معذورا
واذا اردت ان تعرف مقامك فانظر اين اقامك
كان شداد بن اوس رضي الله عنه يقول : ( اذا رايت الرجل يعمل بطاعه الله فاعلم ان لها اخوات , واذا رأيت الرجل يعمل معصيه فاعلم ان لها عنده اخوات و فان الطاعه تدل علي اختها وان المعصيه تدل علي اختها )
واذا كان شهر رمضان قد انتهي الا ان دروسه مازالت باقيه اما الوقفه الاول فهي:
من المقبول منا فنهنيه ومن المردود فنعزيه؟
قال صلي الله عليه وسلم (..... واعلموا انه لن يدخل احد الجنه بعمله ! قالوا: ولا انت يا رسول الله ؟ قال: ولا انا !! ال ان يتغمدني الله برحمة منه ) رواه البخاري ومسلم , فاذا كان هذا هو حال رسول الله فكيف بك انت ؟ وبنظرة سريعه الي احوال السلف الصالح يتبين لك المعني نفسه , فلقد كانوا يجتهدون في اتمام العمل واكماله واتقانه ثم يهتمون بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين ( يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله )( المؤمنون :60)
روي عن علي رضي الله عنه قال كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بالعمل , الم تسمعوا الله عز وجل يوقول انما يتقبل الله من المتقين )( المائده:27)
وعن فضاله بن عبيد قال لأن اكون اعلم ان الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل احب الي من الدنيا وما فيها لان الله يقول ( انما يتقبل الله من المتقين )
خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوم عيد الفطر فقال في خطبيته ( ايها الناس انكم صمتم ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليله , وخرجتم تطلبون من الله منكم)
ورأي وهيب بن الورد قوما يضحكون في يوم العيد فقال ان كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وان كانوا لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين)
وعن الحسن قال ان الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الي مرضاته , فسبق اقوام ففازوا وتخلف اخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون )
فيا اخي الحبيب ماذا عساك ان تفعل بعد هذه الاخبار ؟ الا اني ادعوك لوقفة مع نفسك تحاسبها عما اودعته في هذا الشهر الكريم , فاذا كان ثم تقصير - وهذا حالنا - فاطلب من الله المغفة وان كانت الاخري فاحمد الله واسأله المزيد ... الم تر انالله قد حث عباده علي الاستغفار عقب العبادات فقال عز وجل ( ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا لله ان الله غفور رحيم )(البقرة :199) وهذا في الحج , وقال تعالي ( وبالاسحار هم يستغفرون )(الذاريات :18) الي غير ذلك من العبادات وهذا ان دل علي شئ فانما يدل علي انك يجب عليك ان تكون موصولا بالله ولا تستكثر عملك بل تظل قلقا خائفا متهما نفسك بالتقصير والاساءة فيدفعك هذا الاحساس الي مزيد من الاحسان والاتقان لقوله صلي الله عليه وسلم ( لا يشبع المؤمن من خير يفعله حتي يدخل الجنه )حسنه الالباني, وهذا الاحساس يدعونا الي ان نتذاكر معا بعض العبادات ونتواصي بها لنتقرب بها الي الله فتكون دليلا علي اثر ذلك الشهر فينا وندخل بذلك في الوقفه الثانيه وهي:
رب رمضان هو رب سائر العام
فاذا كان هذا هو حالك في التقصير والاساءة فلا يتصور ان تقتصر علي عبادة وتقرب في شهر رمضان ثم تنقطع عن ذلك بقيه العام فان ذلك من شيم اللئام , فانت تري الكثير من المسلمين يحرصون علي الطاعه في رمضان من صلاة وصيام وقيام حتي لتمتلئ بهم المساجد , حتي اذا انقضي رمضان عادوا الي ما كانوا عليه من هجران المساجد , واقتراف المحرمات , وما علموا ان المؤمن دائما ينتقل من طاعة الي طاعه ومن عبادة الي عباده , ورائده في ذلك قوله تعالي ( واعبد ربك حتي يأتيك اليقين )(الحجر:99) اي لا تنفك عن طاعة ولا تفارق حتي تموت
وكما قال العبد الصالح ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا)(مريم:31) والمسلم يعلم ان رب رمضان هو رب سائر العام واستعداده للقاء ربه يدعوه دائما لاغتنام كل لحظه وصرفها في طاعة الله ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)(الانعام:162) والمجال واسع بعد رمضان للاستزاده من الطاعات ومنها:
................................... ..نكمل في الحلقه القادمه ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وبعد
اخي الحبيب السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,
ها هو شهر رمضان قد انقضي وها نحن نلتقي مرة اخري بعد لقاء اول كان في استقبال شهر رمضان وحال السلف فيه , نلتقي في لقاء ايماني جديد محمل بالاشواق والتحيات العطرة
لكن هذا اللقاء لقاء خيم عليه الحزن لذلك الرحيل العزيز علي النفس وتتجاذبه مشاعر الفرح لقدوم العيد
لكنا نسأل الله الكريم المنان ان يجمع لنا الفرحتين جميعا فرحه بقبول رمضان وفرحة بقدوم العيد . اللهم امين
ونقف بعد انقضاء شهر رمضان عدة وقفات فيها بعض التساؤلات
- هل تقبل الله منا الصيام والقيام وباقي الاعمال ؟ وان كان فكيف نشكر؟
- هل بانتهاء رمضان ينتهي الصيام والقيام وقراءة القرآن ؟....
ثم نقف وقفه اخيرة مع وداع رمضان
اعلم ايها الحبيب ان الواجب علي المسلم ان يكون عبدا لله في اقواله وافعاله وحركاته وسكناته وفي كل شأن من شئون حياته يتحري صحة العمل واخلاص العبوديه لله تعالي ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ) ( الكهف : 110) ذلك لانه يرجو لقاء الله , والطاعه بالنسبهللمؤمن كالماء للسمك والهواء للانسان فلا تتصور حياة حقيقيه في غيبه المعاني الايمانيه كيف لا وهي حياة المسلم ( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به بين الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها)(الانعام:122) بل انه اذا حيل بينه وبين طاعة ربه يحزن ويشفق علي نفسه , حتي وان كان معذورا
واذا اردت ان تعرف مقامك فانظر اين اقامك
كان شداد بن اوس رضي الله عنه يقول : ( اذا رايت الرجل يعمل بطاعه الله فاعلم ان لها اخوات , واذا رأيت الرجل يعمل معصيه فاعلم ان لها عنده اخوات و فان الطاعه تدل علي اختها وان المعصيه تدل علي اختها )
واذا كان شهر رمضان قد انتهي الا ان دروسه مازالت باقيه اما الوقفه الاول فهي:
من المقبول منا فنهنيه ومن المردود فنعزيه؟
قال صلي الله عليه وسلم (..... واعلموا انه لن يدخل احد الجنه بعمله ! قالوا: ولا انت يا رسول الله ؟ قال: ولا انا !! ال ان يتغمدني الله برحمة منه ) رواه البخاري ومسلم , فاذا كان هذا هو حال رسول الله فكيف بك انت ؟ وبنظرة سريعه الي احوال السلف الصالح يتبين لك المعني نفسه , فلقد كانوا يجتهدون في اتمام العمل واكماله واتقانه ثم يهتمون بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين ( يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجله )( المؤمنون :60)
روي عن علي رضي الله عنه قال كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بالعمل , الم تسمعوا الله عز وجل يوقول انما يتقبل الله من المتقين )( المائده:27)
وعن فضاله بن عبيد قال لأن اكون اعلم ان الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل احب الي من الدنيا وما فيها لان الله يقول ( انما يتقبل الله من المتقين )
خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوم عيد الفطر فقال في خطبيته ( ايها الناس انكم صمتم ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليله , وخرجتم تطلبون من الله منكم)
ورأي وهيب بن الورد قوما يضحكون في يوم العيد فقال ان كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وان كانوا لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين)
وعن الحسن قال ان الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الي مرضاته , فسبق اقوام ففازوا وتخلف اخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون )
فيا اخي الحبيب ماذا عساك ان تفعل بعد هذه الاخبار ؟ الا اني ادعوك لوقفة مع نفسك تحاسبها عما اودعته في هذا الشهر الكريم , فاذا كان ثم تقصير - وهذا حالنا - فاطلب من الله المغفة وان كانت الاخري فاحمد الله واسأله المزيد ... الم تر انالله قد حث عباده علي الاستغفار عقب العبادات فقال عز وجل ( ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا لله ان الله غفور رحيم )(البقرة :199) وهذا في الحج , وقال تعالي ( وبالاسحار هم يستغفرون )(الذاريات :18) الي غير ذلك من العبادات وهذا ان دل علي شئ فانما يدل علي انك يجب عليك ان تكون موصولا بالله ولا تستكثر عملك بل تظل قلقا خائفا متهما نفسك بالتقصير والاساءة فيدفعك هذا الاحساس الي مزيد من الاحسان والاتقان لقوله صلي الله عليه وسلم ( لا يشبع المؤمن من خير يفعله حتي يدخل الجنه )حسنه الالباني, وهذا الاحساس يدعونا الي ان نتذاكر معا بعض العبادات ونتواصي بها لنتقرب بها الي الله فتكون دليلا علي اثر ذلك الشهر فينا وندخل بذلك في الوقفه الثانيه وهي:
رب رمضان هو رب سائر العام
فاذا كان هذا هو حالك في التقصير والاساءة فلا يتصور ان تقتصر علي عبادة وتقرب في شهر رمضان ثم تنقطع عن ذلك بقيه العام فان ذلك من شيم اللئام , فانت تري الكثير من المسلمين يحرصون علي الطاعه في رمضان من صلاة وصيام وقيام حتي لتمتلئ بهم المساجد , حتي اذا انقضي رمضان عادوا الي ما كانوا عليه من هجران المساجد , واقتراف المحرمات , وما علموا ان المؤمن دائما ينتقل من طاعة الي طاعه ومن عبادة الي عباده , ورائده في ذلك قوله تعالي ( واعبد ربك حتي يأتيك اليقين )(الحجر:99) اي لا تنفك عن طاعة ولا تفارق حتي تموت
وكما قال العبد الصالح ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا)(مريم:31) والمسلم يعلم ان رب رمضان هو رب سائر العام واستعداده للقاء ربه يدعوه دائما لاغتنام كل لحظه وصرفها في طاعة الله ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)(الانعام:162) والمجال واسع بعد رمضان للاستزاده من الطاعات ومنها:
................................... ..نكمل في الحلقه القادمه ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته