من هناك
03-03-2012, 08:00 PM
الكثيرون يسألونني:
ما هذا الهوس اللبناني بالثورة السورية؟
هل تكرهون النظام او تكرهون اتباع النظام.
بكل بساطة، إن كل حر في طرابلس يدعم ثورة حمص انتقاماً من طابور الخبز في الثمانينيات ومن طابور البنزين ومن "تعتيل" المياه إلى الطبقات العليا ومن الدراسة على الشموع ومن الهروب من دباباته من البقار إلى شارع الأرز إلى الميناء إلى التبانة إلى ابي سمراء إلى البداوي ....
كيف ينسى اي حر شبيحة النظام السوري وكيف كانوا يسرقون الخبز من ايدي الأطفال الذين انتظروا 7 ساعات تحت البرد والثلج امام الفرن (او امام عدة افران) للحصول على بضعة ارغفة من الخبز !!!
كيف ننسى كلاب النظام على الحواجز في طرابلس وكيف يسرقون فرحة الطفل في حضن ابيه وكيف اهانوا النساء والرجال.
كيف ننسى دخول هذا النظام إلى طرابلس سنة 1983 وسنة 1986 وكيف دمروا مناطق كاملة فوق رؤوس اهلها. لقد قتلوا في التبانة الآلاف وربما حوالي عشرين الفاً بعد سنتين فقط من مجزرة حماه. كما انهم سجنوا عشرات الآلاف خلال العقود الثلاثة التي حكموا فيها لبنان.
قد يتساءل البعض في لبنان عن اهمية هذا التاريخ والصور امام اعيننا تشتعل ليلاً نهاراً. اجل نحن لسنا بحاجة للصور التاريخية لرفض قتل الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب الرجال. نحن لسنا بحاجة لأي تاريخ لنرفض ان يتم إجبار الناس على السجود لمخلوق يتجبر ويظلم. الحق سينتصر في النهاية بإذن الله سواء كانت الصورة التاريخية ناصحة او ضعيفة.
ولكن ما زال هناك آخرون من اللبنانيين يتساءلون (بنية سليمة او غير سليمة) عن سبب التضحية لدعم الشعب السوري رغم ان التاريخ اثبت لنا انه لم يخرج اي سوري لدعم الشعب اللبناني يوماً. هذا تساؤل منطقي ولكنه خارج الواقع الحالي لأن النظام السوري لا زال يتلاعب بمصير المنطقة ككل وليس لبنان فقط. مئات آلاف اللبنانيين يربطون بين معاناتهم بسبب النظام المخابراتي وسكوت الشعب ولكن الشعب لم يكن مخيراً اصلاً في قبول او رفض مجازر النظام في لبنان. كما ان لبننة كل شيء على اعتبار ان لبنان "قطعة نازلة من السما" فهذا تفكير لم يعد ينفع ابداً لأن المعاناة واحدة والدم المسال واحد والنظام عدو للجميع سواء في الشام او في الخليج. لم يعد هناك اي فروق لأن المعسكر السوري المدعو من ايران يريد ان يقلب كل شيء ويريد ان يشعل دعوات التشييع كي تحرق كل بلد عاش فيه الشيعة مع إخوانهم في الماضي.
لذلك لا بد من عرض الصورة كما هي من 30 سنة حتى اليوم كي يفهم الناس المسار التاريخي لهذه الثورة ولإغلاق الباب امام اي اجتهادات او اختلافات في قراءة التاريخ او تبريرات سقيمة من هنا و هناك لمن لم يشهد اصلا على شيء....
نحن نخاطب ما تبقى من ضمير الناس ..نسألهم عن امور لا خلاف عليها ولا جدال حولها.. علهم ينقذون انفسهم بقول كلمة الحق... اما ضحايا الصمت العربي و الاسلامي... فلهم الله... إن موقفهم سيء جداً لأن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم قال وحذا: ما من إمرئ يخذل مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك حرمته إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته.
صحيح إن ذاكرة اللبنانيين ضعيفة ولكن هناك ما لا يمحى. إنه جرح الكرامة
ما هذا الهوس اللبناني بالثورة السورية؟
هل تكرهون النظام او تكرهون اتباع النظام.
بكل بساطة، إن كل حر في طرابلس يدعم ثورة حمص انتقاماً من طابور الخبز في الثمانينيات ومن طابور البنزين ومن "تعتيل" المياه إلى الطبقات العليا ومن الدراسة على الشموع ومن الهروب من دباباته من البقار إلى شارع الأرز إلى الميناء إلى التبانة إلى ابي سمراء إلى البداوي ....
كيف ينسى اي حر شبيحة النظام السوري وكيف كانوا يسرقون الخبز من ايدي الأطفال الذين انتظروا 7 ساعات تحت البرد والثلج امام الفرن (او امام عدة افران) للحصول على بضعة ارغفة من الخبز !!!
كيف ننسى كلاب النظام على الحواجز في طرابلس وكيف يسرقون فرحة الطفل في حضن ابيه وكيف اهانوا النساء والرجال.
كيف ننسى دخول هذا النظام إلى طرابلس سنة 1983 وسنة 1986 وكيف دمروا مناطق كاملة فوق رؤوس اهلها. لقد قتلوا في التبانة الآلاف وربما حوالي عشرين الفاً بعد سنتين فقط من مجزرة حماه. كما انهم سجنوا عشرات الآلاف خلال العقود الثلاثة التي حكموا فيها لبنان.
قد يتساءل البعض في لبنان عن اهمية هذا التاريخ والصور امام اعيننا تشتعل ليلاً نهاراً. اجل نحن لسنا بحاجة للصور التاريخية لرفض قتل الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب الرجال. نحن لسنا بحاجة لأي تاريخ لنرفض ان يتم إجبار الناس على السجود لمخلوق يتجبر ويظلم. الحق سينتصر في النهاية بإذن الله سواء كانت الصورة التاريخية ناصحة او ضعيفة.
ولكن ما زال هناك آخرون من اللبنانيين يتساءلون (بنية سليمة او غير سليمة) عن سبب التضحية لدعم الشعب السوري رغم ان التاريخ اثبت لنا انه لم يخرج اي سوري لدعم الشعب اللبناني يوماً. هذا تساؤل منطقي ولكنه خارج الواقع الحالي لأن النظام السوري لا زال يتلاعب بمصير المنطقة ككل وليس لبنان فقط. مئات آلاف اللبنانيين يربطون بين معاناتهم بسبب النظام المخابراتي وسكوت الشعب ولكن الشعب لم يكن مخيراً اصلاً في قبول او رفض مجازر النظام في لبنان. كما ان لبننة كل شيء على اعتبار ان لبنان "قطعة نازلة من السما" فهذا تفكير لم يعد ينفع ابداً لأن المعاناة واحدة والدم المسال واحد والنظام عدو للجميع سواء في الشام او في الخليج. لم يعد هناك اي فروق لأن المعسكر السوري المدعو من ايران يريد ان يقلب كل شيء ويريد ان يشعل دعوات التشييع كي تحرق كل بلد عاش فيه الشيعة مع إخوانهم في الماضي.
لذلك لا بد من عرض الصورة كما هي من 30 سنة حتى اليوم كي يفهم الناس المسار التاريخي لهذه الثورة ولإغلاق الباب امام اي اجتهادات او اختلافات في قراءة التاريخ او تبريرات سقيمة من هنا و هناك لمن لم يشهد اصلا على شيء....
نحن نخاطب ما تبقى من ضمير الناس ..نسألهم عن امور لا خلاف عليها ولا جدال حولها.. علهم ينقذون انفسهم بقول كلمة الحق... اما ضحايا الصمت العربي و الاسلامي... فلهم الله... إن موقفهم سيء جداً لأن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم قال وحذا: ما من إمرئ يخذل مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك حرمته إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته.
صحيح إن ذاكرة اللبنانيين ضعيفة ولكن هناك ما لا يمحى. إنه جرح الكرامة