المتأمل خيرًا
11-20-2003, 07:48 PM
..... بسم الله الرحمن الرحيم ........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان طريق للتوبة …
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وبعد .
فإن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته و إنابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه ومراجعته لتاريخه .
باب التوبه مفتوح ، وعطاء ربك ممنوح ، وفضله تعالى يغدو ويروح ، و لكن أين التائب المستغفر ؟ .
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه الغفور الرحيم } .
وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة ، وشهر السماح والعفو ، فهو زمن أغلى من كل غال وأنفس من كل نفيس .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" .
الإساءات منا كثيرة ، والعفو منه أكثر ، والخطأ منّا كبير، ورحمته أكبر ، والزلل منا عظيم ، ومغفرته أعظم .
سبحان من يعطي ونخطئ دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطيء ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا
قال تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }.
لم يصروا أبداً ، أخطأوا فاعترفوا وأذنبوا فاستغفروا ، وأساؤا فندموا فغفر الله لهم.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له" . إنها فرصة لاتتكرر أبداً ، ولا تعود إلا نادراً ، فهل من مجتهد حريص؟
ذنوب العام ؛ كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر . النقص طيلة السنة ، العيوب المتراكمة تصحح في رمضان .
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول : "يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم" .
من طبيعتنا الذنب ، ولكن منا من يتوب و ينيب و يستغفر مولاه ، و منا من يصر و يستمر و يكابر ، و هذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية .
أتوب إليـك يا رحمـن ممــا جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأشكو يا إلهي من معاص أصــابتنـي وآذتنـي عيــــــوب
صح في الحديث القدسي أن الله يقول : "يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" .
ياصائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبه النصوح ، وهذه الأيام غنيمة لنا فهل نبادر الغنيمة والفرصة ؟
وبادر بالتوبة النصوح حتى احتضار وانتزاع الروح
لا تحتقر شيئاً من المآثم وإنما الأعمال بالخواتم
صام معنا قوم في العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم .
فياليت شعري ما نقول وما الذي نجـيب به والأمـر إذ ذاك أصـعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ومن علامات قبول الصائمين الصدق في التوبة ، والعزم على عدم العودة ، والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل .
يقول سبحانه : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" .
متى يتوب من لم يتب في رمضان ؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان ؟
إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان ، فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام، عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح في رمضان، ونقض ما أبرم في رمضان ، فهو عُمُره في هدم وبناء ونقض وإبرام . قال تعالى : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } .
كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه ، وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبها وإشراق نفسهم .
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم .
==================
من دروس الصيام في رمضان للشيخ عائض القرني
المتأمل خيرًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان طريق للتوبة …
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وبعد .
فإن من أعظم ما يعود على المسلم من النفع في هذا الشهر الكريم توبته و إنابته إلى ربه ومحاسبته لنفسه ومراجعته لتاريخه .
باب التوبه مفتوح ، وعطاء ربك ممنوح ، وفضله تعالى يغدو ويروح ، و لكن أين التائب المستغفر ؟ .
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه الغفور الرحيم } .
وهذا الشهر هو موسم التوبة والمغفرة ، وشهر السماح والعفو ، فهو زمن أغلى من كل غال وأنفس من كل نفيس .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" .
الإساءات منا كثيرة ، والعفو منه أكثر ، والخطأ منّا كبير، ورحمته أكبر ، والزلل منا عظيم ، ومغفرته أعظم .
سبحان من يعطي ونخطئ دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطيء ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا
قال تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }.
لم يصروا أبداً ، أخطأوا فاعترفوا وأذنبوا فاستغفروا ، وأساؤا فندموا فغفر الله لهم.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له" . إنها فرصة لاتتكرر أبداً ، ولا تعود إلا نادراً ، فهل من مجتهد حريص؟
ذنوب العام ؛ كل العام تمحى لمن صدق مع الله في رمضان إذا اجتنب الكبائر . النقص طيلة السنة ، العيوب المتراكمة تصحح في رمضان .
صح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول : "يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم" .
من طبيعتنا الذنب ، ولكن منا من يتوب و ينيب و يستغفر مولاه ، و منا من يصر و يستمر و يكابر ، و هذا هو المغبون المخذول عن طريق الهداية .
أتوب إليـك يا رحمـن ممــا جنت نفسي فقد كثرت ذنوب
وأشكو يا إلهي من معاص أصــابتنـي وآذتنـي عيــــــوب
صح في الحديث القدسي أن الله يقول : "يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" .
ياصائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبه النصوح ، وهذه الأيام غنيمة لنا فهل نبادر الغنيمة والفرصة ؟
وبادر بالتوبة النصوح حتى احتضار وانتزاع الروح
لا تحتقر شيئاً من المآثم وإنما الأعمال بالخواتم
صام معنا قوم في العام الماضي ثم ردوا لمولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ، مضوا بأعمالهم وتركوا آثارهم .
فياليت شعري ما نقول وما الذي نجـيب به والأمـر إذ ذاك أصـعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ومن علامات قبول الصائمين الصدق في التوبة ، والعزم على عدم العودة ، والندم على ما فرط العبد في جنب الله عز وجل .
يقول سبحانه : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " .
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" .
متى يتوب من لم يتب في رمضان ؟ ومتى يعود إلى الله من لم يعد في رمضان ؟
إن بعض الصائمين يستقيم حاله ويصلح باله في رمضان ، فإذا انتهى الشهر وانصرم الصيام، عاد إلى حالته القديمة وسيرته الأولى فأفسد ما أصلح في رمضان، ونقض ما أبرم في رمضان ، فهو عُمُره في هدم وبناء ونقض وإبرام . قال تعالى : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } .
كان كثير من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه ، وتأسفوا على رحيله وندموا على انتقاله، وذلك لكثرة صلاحهم وصفاء قلوبها وإشراق نفسهم .
اللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واهدنا صراطك المستقيم .
==================
من دروس الصيام في رمضان للشيخ عائض القرني
المتأمل خيرًا