أفبمثل هذا نمزح ؟

سهُلت على القوم كلمة تدك جبالا لو يعقلون
قالوها وتداولوها وتمازحوا بها
لم يلقوا لوعيدها بالا .. ولم يلتفتوا لخطورتها
كانت عند بعضهم كسلام يلقونه .. أو تحية يحيونها
لاهيا بعضهم .. وضاحكا غيرهم
والأمر ليس بهيّن .. ولا له أن يكون هينا ..

- فلان كافر .. أو يا كافر.. أو يا عدو الله أو .... وهلمّ جرّة
ليس فيها شيء عند بعضهم
فهي كلمة اعتادوا عليها حتى هانت في نفوسهم
وصارت من المباحات عندهم

وقد قال الحبيب :
" أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه "
ويقول أيضا :
" وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ ، أَوْ قَالَ : عَدُوّ اللَّه ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ "
فهل يتحمل هؤلاء المعتادون عليها أن يبوؤوا بكفر
يلقونه على أخيهم ثم يرد عليهم
يتعمدونها أحيانا ..
وأحيانا أخرى يجعلون حجتهم أنهم ( يمزحون )

ويعاود الحبيب فيقول :
" إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر فهو كقتله ولعن المؤمن كقتله "
فهل كان القتل يوما مزاحا ؟
أو كانت حجة القاتل يوما أنه يمزح ؟


أذكر موقفا حصل قبل أعوام في إحدى البرامج
كان الإخوة قد تداولوا خبر تنصر أحدهم
وكان الأخ قد غاب لظرف ما
فلما عاد وجد الرسائل الغريبة العجيبة التي تنهال عليه من الإخوة :
" تنصرت ! .. تهَنَّ بالمسيح .. أكفرت .. لماذا فعلت .. ليس ظننا فيك ..... "
فلم يفهم الأخ حتى بلغه الخبر ..

فهذا الذي اتهم زورا بالكفر كان أهون عليه لو قيل أنه قد مات
على أن يقال أنه قد كفر
فليس بعد الكفر ذنب وليس بعد التكفير قدح

فمتى يعظم في عيننا العظيم ؟
إن كان التكفير عندنا لعبة نلهو بها ونتمازح
فماذا أبقينا للجد حينها

إن جد قوم أفحشوا وإن مزح قوم أفحشوا
فأما ذيالك الجاد فقد كفّر متعمدا قاصدا
وأما ذيالك المازح فقد كفّر مستهزئا مستهينا

ما أبأسنا حين يقول بعضنا :
فلان هذا يهودي .. بخيـــــــــل !
أوحكمنا على البخيل بأنه يهودي
بأي شرع وبأي حكم
بأي دين وبأي دليل
إن كان رسول الله قد بين أن المسلم قد يبخل ويتصف بالبخل
أفنجعله نحن تهودا !

وإن راجعت القوم قالوا مجرد كلمة نمزح بها تعبر عن المقام
أي مقام هذا الذي تعبر عنه كلمة تكفير بحق مسلم لا نلقي لها بالا تهوي بنا في مستنقع التكفير والكفر
تؤذي العباد وتسخط رب العباد
ثم تعود على قائلها
لا تفارق شفته حتى تعود إليه تسمية يبوء بها

فهل يا ترى نفعه هذا المزاح ؟

أفبمثل هذه الكلمات نمزح ؟
أليس اللسان يكبنا في حر النار بإطلاقنا له العنان
قبح الله لسانا مزح بكفر
أو تجرأ على كفر
أو هان عليه كفر
أو قدح بكلمة كفر

لا حول ولا قوة إلا بالله
هذا من الجهل المتعدي الذي يودي بصاحبه (إن استمر) وبأصحاب صاحبه