من هناك
07-04-2011, 02:55 PM
الاحد 03 يوليو 2011
http://38.121.76.242/memoadmin/media//version4_00911_werenotinkansasanymo re_1280x1024_340_309_.jpg
أم عبد الرحمن محمد يوسف
كلمات ينطق بها الزوجان في بيتهما السعيد:
احترام- نفقة- تقدير- تضحية.
وبعض الأزواج لا يعرف معنى هذه الكلمات، بمعناها الحقيقي، فيظل الزوجان يرددان تلك الكلمات دون أن يدركا المعنى الجوهري لهذه المفردات الجميلة.
1- الاحترام الجميل:
الاحترام حق يجب أن يتمتع به الإنسان في كل علاقة إنسانية، وإن الاحترام ليتعلق بالعاطفة والمشاعر، أي كل معاني الذوق والتسامح والصدق والإخلاص والتواضع، (والحب في صميمه احترام، وتقدير للطرف الآخر، وحين تحب إنسانًا، فإنك الحيد الذي يستطيع أن يطلع على كل القيم الجمالية، والقيم السامية التي يتمتع بها هذا الإنسان، وحين تقرر الزواج به، فهذا معناه أنك تشعر أنه يضيف قيمًا هامة في حياتك.
ومن هنا، وجب عليك أن تضع رفيق حياتك في أعلى مكانة يستحقها، لأنه إنسان رائع وعظيم ونبيل) [متاعب الزواج، د. عادل صادق، ص(280-281)].
ولابد أن يعلم الأزواج أن الزواج الناجح بحق هو الذي يكون أساسه الاحترام المتبادل بين الزوجين، فهي عنصر الثقة المتبادلة حيث كل طرف في شريكه، ويقدره حق قدره، ويشعر بقيمته لذاته في صورة موضوعية واقعية بعيدًا عن المغالاة، كما يجب أن يكون هناك تكافؤ وتوافق وتجانس كامل بين الزوجين.
أيها الأزواج، عليكم أن تعلموا جميعًا أنه لا يوجد سعادة زوجية، إلا إذا كان هناك أساس قوي من الاحترام والتقدير بين الزوجين، وقد دلت الدراسات الاجتماعية والنفسية أن حالات الزواج الأقل نجاحًا هي التي لا يوجد فيها الاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين.
2- تضحية بلا حدود:
إن لكل شيء تضحية ما، ولكل شيء عوائقه ومصاعبه التي ينبغي السعي لتاجوزها، حينما يكون الاستعداد للتضحية كبيرًا، فأنت تدرك أن ما تريده شيئًا غاليًا والغالي هنا هو السعادة الزوجية فهي تستحق تضحية كبيرة.
إن الحياة الزوجية عطاء وبذل وتضحية، وأولى بكل طرف يريد إسعاد الآخر وبث روح الاستقرار في الأسرة أن ينظر أولًا إلى ما عليه، ثم يمرر بصره على حقوق الآخر، فبهذه الروح وبهذه النفسية نستطيع القول أن النية الطيبة حاضرة بين الزوجين، فيبذل كلٌّ منهما وسعه في تحقيق الاستقرار في الحياة الزوجية.
مثال جميل:
قد ينشغل الزوج في القيام بواجبه ناحية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فهو يريد أن يُخرج أمة الإسلام من التبعية التي صارت إليها، إلى الريادة، ولاشك أنه يجب إعطاء كل ذي حق حقه، وأن الانشغال عن الأهل تفريط من الزوج، وكلم واضح، ونريد أن نقول للزوجة: "أختي الزوجة، احمدي الله عز وجل أن تكوني زوجة لهذا الرجل الذي يعيش لأمته لا لنفسه، بل إن من فقدان الغيرة أن يعيش المرء لنفسه في هذه المرحلة من تاريخ الأمة، وهذا الزوج الصالح نعمة عظيمة، وهي نعمة تستحق الشكر، وشكرها هو التضحية بأن تفقدي زوجك بعض الوقت، أو ربما تأخر في تلبية بعض طلباتك، وكلها أختي الزوجة، تضحيات هينة في مقابل الحياة مع شريك حياة من هذا الصنف الفريد.
فهل أنتِ على استعداد لهذه التضحية؟ وهل يسمع منك زوجك كلمات التأييد، ويرى منك استبشارًا وتشجيعًا لما يقدم من جهد؟ إن عليكِ أختي الزوجة أن تصبري، وتؤيدي زوجك في طريقه.
وقد تقولي أنا امرأة لي مشاعر وعواطف: أقول لكِ إنه مع ذلك لا يمكن أن تتخلي عن بشريتك، ولكن حين تحولين بيت زوجك إلى عشٍ آمن، ومهجع مستقر، فأنت تختصرين عليه نصف الطريق فهو بشر يحتاج للسكن النفسي، وإلى من يؤيده ويسانده.
3. النفقة ومعناها:
والمقصود بالنفقة: (توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ومسكن وخدمة ودواء وإن كانت غنية، وهي واجبة بالكتاب والسنة والإجماع) [فقه السنة، السيد سابق، ص(463)].
إنه حق إنساني تقضي به الحياة الاجتماعية للبشر، فكفالة الزوجة تنتقل من الأبوين إلى الزوج، الذي قطعت نفسها من حياة أهلها لمتعته، وتوفير السكن والراحة له.
ولابد لكل زوج من العلم بأن الإمداد المادي عند النساء (حاجة عاطفية، يقل عطاء المرأة العاطفي إذا افتقدته، حيث يقل شعورها بالأمان، وتقل ثقتها في زوجها عندما يتخلى عن التزامه الذي يلزمه به عقد الزواج على شريعة الإسلام بالإنفاق عليها، وعلى أولادها، وعلى بيتها) [بالمعروف ... حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د.أكرم رضا، ص(214)].
مهلًا أيها الراعي:
إن المرأة لتشعر أن زوجها هو ظهرها وحِماها، ومصدر الأمان لديها، فإذا ما تخلى الرجل عن مسئوليته بالنفقة على زوجته؛ كان حتميًّا أن تفقد كل إحساس بالأمان والثقة والحب لهذا الشخص، الذي تولى وأدار ظهره عن الوفاء بمسئوليته تجاه أسرته؛ قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، ... والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته) [متفق عليه].
(وعندما يكلأ المؤمن أسرته برعايته؛ فإن ذلك يعطيهم الشعور بالحب والتعاطف والرحمة والمودة، وغيرها من تلك المشاعر الإنسانية السامية، والتي تُشعِر الإنسان بالراحة والسعادة) [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز- صويان شايع الهاجري، ص(115-116)].
وقد جعل الله رعاية الأسرة مسئولية أساسية لكل أب، ومن يهرب من هذه المسئولية ولا يتحملها؛ فهو إنسان غير مسئول، ولا يتمتع بصحة نفسية، لأن من علامات الصحة النفسية القدرة على تحمل المسئولية.
4- التقدير العظيم:
إن الرجل يحتاج إلى تقدير الآخرين لأعماله وإنجازاته بالكلمات أو الإشارات، فحينما يحضر إلى المنزل في المساء فلا يرى سوى وجوهًا عابسة أمامه، ومشاكل عديدة تنتظره، إنه هنا لا يسمع كلمة شكر وامتنان من أحد على ما بذله من جهود من أجل العائلة؛ فيبدو له عدم تقدير أسرته لما يقوم به من أجل زوجته وأولاده، ويتمنى أن تقدِّر زوجته ـ على وجه الخصوص ـ ما يفعله.
وعندما لا تقدِّر الزوجة لزوجها نفقته وتُحمِّله المسئولية فإنه يشعر بأنه غير مُقدَّر، وأن هذا الفعل يجب أن يفعله غصبًا؛ وبالتالي يشعر أنها لا تحبه، هي فقط تستفيد منه، ولذا نبَّه الحديث إلى امرأة يحسن لها الرجل طوال حياته بتوفير المنزل لها ورعاية أولادها ماديًّا وتحمل المسئولية وتحمل مهمة القوامة، ثم ترى منه أمرًا فتقول له: (ما رأيتُ منك خيرًا قط)) (وسمى ذلك كفرانًا، أي الجحود بحق العشير.
فعلى الزوجة شكر الزوج وتقديره على تحمل المسئولية وعلى توفير المنزل والنفقة وما يقوم به من الواجبات، وعندما يُقدَّر الزوج؛ يشعر بأن جهده لا يذهب هباءً، لذا فهو يكرر العطاء.
فكيف تمنحي زوجك التقدير؟ أختي المسلمة قولي له: (أعلم تمامًا أن ما تبذله من أجلنا، جزاك الله خيرًا على كل الجهود، أعطاك الله العافية، الحياة معك جميلة، أشعر بالأمان إلى جانبك، الاستقبال والتوديع بحرارة المديح والامتنان وإبداء الرضا، وأكدي له والابتسامة تعلو وجهك كم هو رائع كإنسان وفي مهتنه وأخيرًا رائع كحبيب؟).
واعلمي أنه يستمتع بتقديرك له أمام الآخرين، واحرصي أن تجعليه يدرك أنه يمكن أن يقول: لا، ويبقى حبك له كما هو، حتى بعد أن رفض ما تطلبينه.
وحين تعترف الزوجة بالحصول على منفعة وقيمة شخصية من جهود وتصرفات الرجل، يشعر هو أنه مقدَّر حق قدره، والتقدير عند الرجل يُشعره أن جهوده لا تذهب سدى؛ وبالتالي يعطي أكثر، كما أن هذا التقدير يدفعه بصورة آلية إلى احترام شريكه أكثر.
أختي الزوجة المسلمة، إذا قدَّرت المرأة ما يقوم به الرجل من أجلها فإنه يشعر بالحب نحوها، فالتقدير أسلوب ممتاز لشحن مضخة الحب عند الرجل ... بل هو كلمة إلى قلب الزوج.
ماذا بعد الكلام؟
- امنحي زوجكِ الثقة بقدراته.
2- تقبلي زوجكِ كما هو.
3- امنحيه التقدير لما يبذله من جهود لكِ وللأولاد، إذا فعلتِ ذلك فسيمنحك هو الحب وتمتلكين قلبه.
4- قدمي لزوجك الثقة لا النصح.
5- اطلبي مساعدته دون أي نقد أو نصيحة، ويكون الطلب موجزًا ومباشرًا، ثم اشكريه، وقدِّري ما قام به من عمل.
6- لا تقومي بدور والدته التي توجهه وتنصحه دائمًا، فهناك فرق بين الأم والزوجة.
7- ساندي زوجكِ في طريق الدعوة إلى الله ونهضة الأمة، وقومي بالتضحية من أجل توفير السكن الآمن في بيته.
8- اعلم أيها الزوج أن زوجتك مسئولة منك فيجب ألا تهمل النفقة على زوجتك.
المصادر:
· متاعب الزواج، د. عادل صادق.
· صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز- صويان شايع الهاجري، وآخرون.
· بالمعروف ... حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د.أكرم رضا.
· فقه السنة، السيد سابق.
http://38.121.76.242/memoadmin/media//version4_00911_werenotinkansasanymo re_1280x1024_340_309_.jpg
أم عبد الرحمن محمد يوسف
كلمات ينطق بها الزوجان في بيتهما السعيد:
احترام- نفقة- تقدير- تضحية.
وبعض الأزواج لا يعرف معنى هذه الكلمات، بمعناها الحقيقي، فيظل الزوجان يرددان تلك الكلمات دون أن يدركا المعنى الجوهري لهذه المفردات الجميلة.
1- الاحترام الجميل:
الاحترام حق يجب أن يتمتع به الإنسان في كل علاقة إنسانية، وإن الاحترام ليتعلق بالعاطفة والمشاعر، أي كل معاني الذوق والتسامح والصدق والإخلاص والتواضع، (والحب في صميمه احترام، وتقدير للطرف الآخر، وحين تحب إنسانًا، فإنك الحيد الذي يستطيع أن يطلع على كل القيم الجمالية، والقيم السامية التي يتمتع بها هذا الإنسان، وحين تقرر الزواج به، فهذا معناه أنك تشعر أنه يضيف قيمًا هامة في حياتك.
ومن هنا، وجب عليك أن تضع رفيق حياتك في أعلى مكانة يستحقها، لأنه إنسان رائع وعظيم ونبيل) [متاعب الزواج، د. عادل صادق، ص(280-281)].
ولابد أن يعلم الأزواج أن الزواج الناجح بحق هو الذي يكون أساسه الاحترام المتبادل بين الزوجين، فهي عنصر الثقة المتبادلة حيث كل طرف في شريكه، ويقدره حق قدره، ويشعر بقيمته لذاته في صورة موضوعية واقعية بعيدًا عن المغالاة، كما يجب أن يكون هناك تكافؤ وتوافق وتجانس كامل بين الزوجين.
أيها الأزواج، عليكم أن تعلموا جميعًا أنه لا يوجد سعادة زوجية، إلا إذا كان هناك أساس قوي من الاحترام والتقدير بين الزوجين، وقد دلت الدراسات الاجتماعية والنفسية أن حالات الزواج الأقل نجاحًا هي التي لا يوجد فيها الاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين.
2- تضحية بلا حدود:
إن لكل شيء تضحية ما، ولكل شيء عوائقه ومصاعبه التي ينبغي السعي لتاجوزها، حينما يكون الاستعداد للتضحية كبيرًا، فأنت تدرك أن ما تريده شيئًا غاليًا والغالي هنا هو السعادة الزوجية فهي تستحق تضحية كبيرة.
إن الحياة الزوجية عطاء وبذل وتضحية، وأولى بكل طرف يريد إسعاد الآخر وبث روح الاستقرار في الأسرة أن ينظر أولًا إلى ما عليه، ثم يمرر بصره على حقوق الآخر، فبهذه الروح وبهذه النفسية نستطيع القول أن النية الطيبة حاضرة بين الزوجين، فيبذل كلٌّ منهما وسعه في تحقيق الاستقرار في الحياة الزوجية.
مثال جميل:
قد ينشغل الزوج في القيام بواجبه ناحية الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فهو يريد أن يُخرج أمة الإسلام من التبعية التي صارت إليها، إلى الريادة، ولاشك أنه يجب إعطاء كل ذي حق حقه، وأن الانشغال عن الأهل تفريط من الزوج، وكلم واضح، ونريد أن نقول للزوجة: "أختي الزوجة، احمدي الله عز وجل أن تكوني زوجة لهذا الرجل الذي يعيش لأمته لا لنفسه، بل إن من فقدان الغيرة أن يعيش المرء لنفسه في هذه المرحلة من تاريخ الأمة، وهذا الزوج الصالح نعمة عظيمة، وهي نعمة تستحق الشكر، وشكرها هو التضحية بأن تفقدي زوجك بعض الوقت، أو ربما تأخر في تلبية بعض طلباتك، وكلها أختي الزوجة، تضحيات هينة في مقابل الحياة مع شريك حياة من هذا الصنف الفريد.
فهل أنتِ على استعداد لهذه التضحية؟ وهل يسمع منك زوجك كلمات التأييد، ويرى منك استبشارًا وتشجيعًا لما يقدم من جهد؟ إن عليكِ أختي الزوجة أن تصبري، وتؤيدي زوجك في طريقه.
وقد تقولي أنا امرأة لي مشاعر وعواطف: أقول لكِ إنه مع ذلك لا يمكن أن تتخلي عن بشريتك، ولكن حين تحولين بيت زوجك إلى عشٍ آمن، ومهجع مستقر، فأنت تختصرين عليه نصف الطريق فهو بشر يحتاج للسكن النفسي، وإلى من يؤيده ويسانده.
3. النفقة ومعناها:
والمقصود بالنفقة: (توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ومسكن وخدمة ودواء وإن كانت غنية، وهي واجبة بالكتاب والسنة والإجماع) [فقه السنة، السيد سابق، ص(463)].
إنه حق إنساني تقضي به الحياة الاجتماعية للبشر، فكفالة الزوجة تنتقل من الأبوين إلى الزوج، الذي قطعت نفسها من حياة أهلها لمتعته، وتوفير السكن والراحة له.
ولابد لكل زوج من العلم بأن الإمداد المادي عند النساء (حاجة عاطفية، يقل عطاء المرأة العاطفي إذا افتقدته، حيث يقل شعورها بالأمان، وتقل ثقتها في زوجها عندما يتخلى عن التزامه الذي يلزمه به عقد الزواج على شريعة الإسلام بالإنفاق عليها، وعلى أولادها، وعلى بيتها) [بالمعروف ... حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د.أكرم رضا، ص(214)].
مهلًا أيها الراعي:
إن المرأة لتشعر أن زوجها هو ظهرها وحِماها، ومصدر الأمان لديها، فإذا ما تخلى الرجل عن مسئوليته بالنفقة على زوجته؛ كان حتميًّا أن تفقد كل إحساس بالأمان والثقة والحب لهذا الشخص، الذي تولى وأدار ظهره عن الوفاء بمسئوليته تجاه أسرته؛ قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، ... والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته) [متفق عليه].
(وعندما يكلأ المؤمن أسرته برعايته؛ فإن ذلك يعطيهم الشعور بالحب والتعاطف والرحمة والمودة، وغيرها من تلك المشاعر الإنسانية السامية، والتي تُشعِر الإنسان بالراحة والسعادة) [صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز- صويان شايع الهاجري، ص(115-116)].
وقد جعل الله رعاية الأسرة مسئولية أساسية لكل أب، ومن يهرب من هذه المسئولية ولا يتحملها؛ فهو إنسان غير مسئول، ولا يتمتع بصحة نفسية، لأن من علامات الصحة النفسية القدرة على تحمل المسئولية.
4- التقدير العظيم:
إن الرجل يحتاج إلى تقدير الآخرين لأعماله وإنجازاته بالكلمات أو الإشارات، فحينما يحضر إلى المنزل في المساء فلا يرى سوى وجوهًا عابسة أمامه، ومشاكل عديدة تنتظره، إنه هنا لا يسمع كلمة شكر وامتنان من أحد على ما بذله من جهود من أجل العائلة؛ فيبدو له عدم تقدير أسرته لما يقوم به من أجل زوجته وأولاده، ويتمنى أن تقدِّر زوجته ـ على وجه الخصوص ـ ما يفعله.
وعندما لا تقدِّر الزوجة لزوجها نفقته وتُحمِّله المسئولية فإنه يشعر بأنه غير مُقدَّر، وأن هذا الفعل يجب أن يفعله غصبًا؛ وبالتالي يشعر أنها لا تحبه، هي فقط تستفيد منه، ولذا نبَّه الحديث إلى امرأة يحسن لها الرجل طوال حياته بتوفير المنزل لها ورعاية أولادها ماديًّا وتحمل المسئولية وتحمل مهمة القوامة، ثم ترى منه أمرًا فتقول له: (ما رأيتُ منك خيرًا قط)) (وسمى ذلك كفرانًا، أي الجحود بحق العشير.
فعلى الزوجة شكر الزوج وتقديره على تحمل المسئولية وعلى توفير المنزل والنفقة وما يقوم به من الواجبات، وعندما يُقدَّر الزوج؛ يشعر بأن جهده لا يذهب هباءً، لذا فهو يكرر العطاء.
فكيف تمنحي زوجك التقدير؟ أختي المسلمة قولي له: (أعلم تمامًا أن ما تبذله من أجلنا، جزاك الله خيرًا على كل الجهود، أعطاك الله العافية، الحياة معك جميلة، أشعر بالأمان إلى جانبك، الاستقبال والتوديع بحرارة المديح والامتنان وإبداء الرضا، وأكدي له والابتسامة تعلو وجهك كم هو رائع كإنسان وفي مهتنه وأخيرًا رائع كحبيب؟).
واعلمي أنه يستمتع بتقديرك له أمام الآخرين، واحرصي أن تجعليه يدرك أنه يمكن أن يقول: لا، ويبقى حبك له كما هو، حتى بعد أن رفض ما تطلبينه.
وحين تعترف الزوجة بالحصول على منفعة وقيمة شخصية من جهود وتصرفات الرجل، يشعر هو أنه مقدَّر حق قدره، والتقدير عند الرجل يُشعره أن جهوده لا تذهب سدى؛ وبالتالي يعطي أكثر، كما أن هذا التقدير يدفعه بصورة آلية إلى احترام شريكه أكثر.
أختي الزوجة المسلمة، إذا قدَّرت المرأة ما يقوم به الرجل من أجلها فإنه يشعر بالحب نحوها، فالتقدير أسلوب ممتاز لشحن مضخة الحب عند الرجل ... بل هو كلمة إلى قلب الزوج.
ماذا بعد الكلام؟
- امنحي زوجكِ الثقة بقدراته.
2- تقبلي زوجكِ كما هو.
3- امنحيه التقدير لما يبذله من جهود لكِ وللأولاد، إذا فعلتِ ذلك فسيمنحك هو الحب وتمتلكين قلبه.
4- قدمي لزوجك الثقة لا النصح.
5- اطلبي مساعدته دون أي نقد أو نصيحة، ويكون الطلب موجزًا ومباشرًا، ثم اشكريه، وقدِّري ما قام به من عمل.
6- لا تقومي بدور والدته التي توجهه وتنصحه دائمًا، فهناك فرق بين الأم والزوجة.
7- ساندي زوجكِ في طريق الدعوة إلى الله ونهضة الأمة، وقومي بالتضحية من أجل توفير السكن الآمن في بيته.
8- اعلم أيها الزوج أن زوجتك مسئولة منك فيجب ألا تهمل النفقة على زوجتك.
المصادر:
· متاعب الزواج، د. عادل صادق.
· صناعة الهدف، هشام مصطفى عبد العزيز- صويان شايع الهاجري، وآخرون.
· بالمعروف ... حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د.أكرم رضا.
· فقه السنة، السيد سابق.