من هناك
06-23-2011, 12:11 PM
سورية تختلف عن غيرها، هذا ما قاله بشار الأسد لصحيفة وول ستريت الأمريكية تعليقا على الثورات في مصر وتونس. وفي هذه لم يبتعد عن الحقيقة، فسورية والتي ترزح تحت حكم الأب والأبن منذ أكثر من أربعة عقود تميزت عن غيرها بازدواجية صارخة في الخطاب وبباطنية سياسية حادة. فالهزائم تتحول إلى انتصارات، والكوارث إلى انجازات، كما إن تدمير الوطن وتمزيق المجتمع وإهانة المواطن نعم تجعل من صانعيها أبطال بل، وترفعهم إلى مصاف الأوثان ليسجد لهم الأتباع ويفدونهم بالدماء والأرواح. ولإن قدر سورية أن تتعرض للمؤامرات بحسب بشار ومن قبله والده، وحتى لا أتهم بأني جزء من هذه المؤامرات، سأنقل حرفيا ومن موقع وكالة الأخبار السورية الرسمية –سانا- مقتطفات من خطب بشار الثلاثة يصف فيها سورية وأحوالها وأهوالها، مع تعليق لي موجز ما بين الأقواس.
· معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد لأننا لم نلب حاجات الكثير من المواطنين (تعاني الأغلبية من نقص في حاجاتها الأساسية).
· نستطيع أن نؤجل بيانا يصدره حزب.. نؤجله أشهرا أو سنوات ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاما يريد أن يأكله طفل في الصباح.. نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيرها من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج.. وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر (هناك معاناة إنسانية مستمرة لقطاعات من المواطنين والدولة عاجزة عن حلها).
· الأمور لدينا تسير ببطء.
· القضية قضية روتين وإهمال وقضية تأخر وبطء (فشل في الإدارة).
· هناك فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين ( اعتراف بانقطاع الصلة بين النظام والجماهير).
· المواطن بحاجة إلى خدمات.. بحاجة إلى أمن.. وبحاجة إلى كرامة (نقص في الحاجات وانتهاك للكرامات)
· الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. قد تعني تأخير معاملة له في دائرة.. قد تعني طلب الرشوة منه (الدولة تتفنن في أساليب إهانة المواطن المسحوق).
· في القضايا التي تهم المواطنين وهي كثيرة ولا مجال لحصرها وتعدادها.. المواطن يريد عدالة.. يريد طرقاً.. يريد مياهاً.. يريد تنمية.. يريد صحة.. يريد تعليماً (الدولة غائبة في جميع القطاعات عدا الأمني منها والقمعي)
· لا شك أن البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية (واحدة من المشاكل الكثيرة).
· أن المواطنين يتحدثون عن العدل والعدالة.. هم يريدون العدالة في توزيع الدخل والثروة وبنفس الوقت بين المناطق وليس فقط بين الأشخاص.. بين المناطق كما قلت بين الريف والمدينة وبين المدن الكبرى والمدن الصغرى.. ويريدون قضاء متطوراً (سورية تعاني من ظلم ومظالم وقضاء متخلف).
· ولدينا مشكلة كبيرة في التعاون بين الوزراء(سوء في الإدارة).
· المهم أن يشعر هذا المواطن بمواطنيته بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى (المواطن يشعر بالغربة في وطنه).
· عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية ...قد يكون السؤال ما هو عدد هؤلاء... أنا شخصياً فوجئت بهذا العدد كنت أعتقد أنه بضعة آلاف في السابق، العدد في بداية الأزمة 64 ألفاً وأربعمئة وكسور (رقم كبير يدل على خلل اجتماعي وتقصير أمني، فالأمن مهتم بالنواحي السياسية وليس الجنائية).
· دولتهم ابتعدت عنهم سواء ببعض السياسات أم ببعض الممارسات.. ولمست معاناة مرتبطة بجوانب عدة.. بعضها مرتبط بالجانب المعيشي والخدمي وبعضها متعلق بالمساس بكرامة المواطن أو بتجاهل آرائه أو إقصائه عن المشاركة في مسيرة البناء التي يعتبر هو غايتها وجوهرها (الدولة بعيدة في الخدمات وقريبة في الإهانات والانتهاكات).
· أما الفساد فلمست الرغبة العارمة باجتثاثه كسبب رئيسي من أسباب عدم تكافؤ الفرص وافتقاد العدالة.. وما يولده من شعور بالغبن والظلم والقهر.. عدا عن تداعياته الأخلاقية الخطيرة على المجتمع (من هم المفسدون ومن عينهم ومن يحميهم؟).
· ما أوجده الفساد في بعض الحالات من تفرقة وتمييز غير عادل بين بعض المواطنين على أسس ضيقة بغيضة.. وهذا بحد ذاته كاف لتقويض أشد الأوطان مناعة (تفرقة وتمييز وتمزيق للوحدة الإجتماعية).
· فالفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات والتي بغيابها يغيب الضامن والحامي للحالة الوطنية لتحل محلها الإنتماءات الضيقة ( أخلاق منحلة ومحسوبيات متفشية وغياب للمرجعية).
· كما كان الوضع منذ عقود خلت عندما كانت سورية كرة لم تكن لاعباً (ازدراء بتاريخ سورية).
· بالإضافة لاعتماد المعايير السليمة لاختيار الكوادر وتقييم الأداء..أي أن نمنع الوساطات.. هناك إجراءات تمت.. الآن ألغيت حوالي 120 موافقة أمنية كانت تعتبر جزءا من الروتين بالنسبة للروتين أو الإجراءات الموجودة داخل الدولة وبنفس الوقت فصلت العلاقة بشكل كامل مؤخراً بين الأجهزة الأمنية وبين المؤسسات المدنية (دولة أمنية من الطراز الأول، تقتل الإبداع وتخنق المواطن وتحوله إلى آلة مسكونة بالخوف وتجيد التملق).
· في السابق كان هناك نموذجان اشتراكي ورأسمالي.. الكثيرون يعتبرون أو يعتقدون أن هذه النماذج نماذج سقطت.. اليوم لا يوجد أمامنا تجارب نأخذها كما هي ونطبقها.. لابد من البحث عن نموذج يناسب سورية (بعد أكثر من نصف قرن من حكم حزب البعث الاشتراكي وبعد أحاديث عن المشاريع والانجازات، تقف الدولة السورية بقيادة الأسد تائهة حائرة تبحث عن نموذج اقتصادي).
هذا غيض من فيض، ومقتطفات من أحاديث لرئيس نظام شمولي يصف الحالة المزرية والتي وصلت إليها العباد والبلاد تحت قيادته وقيادة والده من قبل. فهل يوافق المنطق أن يقود الإصلاح (إذا افترضنا جدلا الصدق في الطرح) من أدت قيادته إلى هذا الدرك من الفساد والإفساد؟ وإذا كانت هذه إنجازات الأسد، فلماذا يحبه مواطنوه ويفدونه بالروح والدم، إلا إذا كان هذا الحب بالإكراه أو من زمر المنتفعين والشبيحة وأدوات الموت والقتل.
النظام السوري عار على الإنسانية وعلى العرب بفساده وقمعه وجرائمه. الانتصار للشعب السوري المقهور في ثورته لاسترداد حريته وكرامته وتطهير بلاده من الفساد والمفسدين واجب إنساني وأخلاقي. كما إن مساندة نظام الأسد والوقوف معه يعد مشاركة له في جرائمه وفساده ومظالمه.
ياسر سعد
· معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد لأننا لم نلب حاجات الكثير من المواطنين (تعاني الأغلبية من نقص في حاجاتها الأساسية).
· نستطيع أن نؤجل بيانا يصدره حزب.. نؤجله أشهرا أو سنوات ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاما يريد أن يأكله طفل في الصباح.. نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيرها من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج.. وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر (هناك معاناة إنسانية مستمرة لقطاعات من المواطنين والدولة عاجزة عن حلها).
· الأمور لدينا تسير ببطء.
· القضية قضية روتين وإهمال وقضية تأخر وبطء (فشل في الإدارة).
· هناك فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين ( اعتراف بانقطاع الصلة بين النظام والجماهير).
· المواطن بحاجة إلى خدمات.. بحاجة إلى أمن.. وبحاجة إلى كرامة (نقص في الحاجات وانتهاك للكرامات)
· الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. قد تعني تأخير معاملة له في دائرة.. قد تعني طلب الرشوة منه (الدولة تتفنن في أساليب إهانة المواطن المسحوق).
· في القضايا التي تهم المواطنين وهي كثيرة ولا مجال لحصرها وتعدادها.. المواطن يريد عدالة.. يريد طرقاً.. يريد مياهاً.. يريد تنمية.. يريد صحة.. يريد تعليماً (الدولة غائبة في جميع القطاعات عدا الأمني منها والقمعي)
· لا شك أن البطالة هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سورية (واحدة من المشاكل الكثيرة).
· أن المواطنين يتحدثون عن العدل والعدالة.. هم يريدون العدالة في توزيع الدخل والثروة وبنفس الوقت بين المناطق وليس فقط بين الأشخاص.. بين المناطق كما قلت بين الريف والمدينة وبين المدن الكبرى والمدن الصغرى.. ويريدون قضاء متطوراً (سورية تعاني من ظلم ومظالم وقضاء متخلف).
· ولدينا مشكلة كبيرة في التعاون بين الوزراء(سوء في الإدارة).
· المهم أن يشعر هذا المواطن بمواطنيته بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى (المواطن يشعر بالغربة في وطنه).
· عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية ...قد يكون السؤال ما هو عدد هؤلاء... أنا شخصياً فوجئت بهذا العدد كنت أعتقد أنه بضعة آلاف في السابق، العدد في بداية الأزمة 64 ألفاً وأربعمئة وكسور (رقم كبير يدل على خلل اجتماعي وتقصير أمني، فالأمن مهتم بالنواحي السياسية وليس الجنائية).
· دولتهم ابتعدت عنهم سواء ببعض السياسات أم ببعض الممارسات.. ولمست معاناة مرتبطة بجوانب عدة.. بعضها مرتبط بالجانب المعيشي والخدمي وبعضها متعلق بالمساس بكرامة المواطن أو بتجاهل آرائه أو إقصائه عن المشاركة في مسيرة البناء التي يعتبر هو غايتها وجوهرها (الدولة بعيدة في الخدمات وقريبة في الإهانات والانتهاكات).
· أما الفساد فلمست الرغبة العارمة باجتثاثه كسبب رئيسي من أسباب عدم تكافؤ الفرص وافتقاد العدالة.. وما يولده من شعور بالغبن والظلم والقهر.. عدا عن تداعياته الأخلاقية الخطيرة على المجتمع (من هم المفسدون ومن عينهم ومن يحميهم؟).
· ما أوجده الفساد في بعض الحالات من تفرقة وتمييز غير عادل بين بعض المواطنين على أسس ضيقة بغيضة.. وهذا بحد ذاته كاف لتقويض أشد الأوطان مناعة (تفرقة وتمييز وتمزيق للوحدة الإجتماعية).
· فالفساد هو النتيجة لانحدار الأخلاق وتفشي المحسوبيات وغياب المؤسسات والتي بغيابها يغيب الضامن والحامي للحالة الوطنية لتحل محلها الإنتماءات الضيقة ( أخلاق منحلة ومحسوبيات متفشية وغياب للمرجعية).
· كما كان الوضع منذ عقود خلت عندما كانت سورية كرة لم تكن لاعباً (ازدراء بتاريخ سورية).
· بالإضافة لاعتماد المعايير السليمة لاختيار الكوادر وتقييم الأداء..أي أن نمنع الوساطات.. هناك إجراءات تمت.. الآن ألغيت حوالي 120 موافقة أمنية كانت تعتبر جزءا من الروتين بالنسبة للروتين أو الإجراءات الموجودة داخل الدولة وبنفس الوقت فصلت العلاقة بشكل كامل مؤخراً بين الأجهزة الأمنية وبين المؤسسات المدنية (دولة أمنية من الطراز الأول، تقتل الإبداع وتخنق المواطن وتحوله إلى آلة مسكونة بالخوف وتجيد التملق).
· في السابق كان هناك نموذجان اشتراكي ورأسمالي.. الكثيرون يعتبرون أو يعتقدون أن هذه النماذج نماذج سقطت.. اليوم لا يوجد أمامنا تجارب نأخذها كما هي ونطبقها.. لابد من البحث عن نموذج يناسب سورية (بعد أكثر من نصف قرن من حكم حزب البعث الاشتراكي وبعد أحاديث عن المشاريع والانجازات، تقف الدولة السورية بقيادة الأسد تائهة حائرة تبحث عن نموذج اقتصادي).
هذا غيض من فيض، ومقتطفات من أحاديث لرئيس نظام شمولي يصف الحالة المزرية والتي وصلت إليها العباد والبلاد تحت قيادته وقيادة والده من قبل. فهل يوافق المنطق أن يقود الإصلاح (إذا افترضنا جدلا الصدق في الطرح) من أدت قيادته إلى هذا الدرك من الفساد والإفساد؟ وإذا كانت هذه إنجازات الأسد، فلماذا يحبه مواطنوه ويفدونه بالروح والدم، إلا إذا كان هذا الحب بالإكراه أو من زمر المنتفعين والشبيحة وأدوات الموت والقتل.
النظام السوري عار على الإنسانية وعلى العرب بفساده وقمعه وجرائمه. الانتصار للشعب السوري المقهور في ثورته لاسترداد حريته وكرامته وتطهير بلاده من الفساد والمفسدين واجب إنساني وأخلاقي. كما إن مساندة نظام الأسد والوقوف معه يعد مشاركة له في جرائمه وفساده ومظالمه.
ياسر سعد