من هناك
05-02-2011, 02:06 AM
في جمعة الغضب تجاوزت الثورة السلمية السورية اختبارا صعبا بنجاح واضح، فيما فشل النظام مجددا أخلاقيا وإعلاميا وسياسيا، وقد تقلصت خياراته وتكشفت عوراته وانفضحت أكاذيبه.
سقطت هيبة الدولة مع تساقط أصنام الأسد الأب والابن وتمزيق صورهم، ومع استخفاف المواطنين بدعوات وزارة الداخلية بعدم التظاهر وتحذيراتها من العواقب، وتحول الخوف والرعب واللذان كانت الدولة تريد من خلال وحشيتها في درعا إدخالهما إلى قلوب المواطنين إلى المزيد من الإصرار والغضب. لقد تحطم حاجز الخوف ورماه المسحوقين في سورية من أفئدتهم إلى قلوب جلاديهم وطغاتهم، وارتفع سقف المطالب ليصل إلى المطالبة بمحاكمة الرئيس وزبانية النظام.
تعاطي النظام مع مظاهرات الغضب اختلف من مدينة لأخرى، فلقد اختفى الأمن في بعضها أو تجنب الصدام مع المتظاهرين، فيما فتح النار بقصد القتل في أماكن أخرى. السبب قد يكون محاولة من الدولة لزرع الفرقة بين المواطنين من خلال التعاطي المتباين مع احتجاجاتهم أو هي علامة للإنهاك الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية في مواجهة الجغرافيا الواسعة للاحتجاجات والعزيمة الراسخة للمحتجين.
وكالعادة ومنذ انفجار الغضب الشعبي، فلقد غاب المسؤولون عن المشهد واكتفى النظام بأبواقه الإعلامية والتي تكرر أكاذيب تعجز عن إقناع الأطفال. تردد تلك الأبواق أن عدد المتظاهرين محدود بالنسبة للعدد الكلي للسوريين – وهذا ما كان يردده أزلام نظام مبارك المخلوع- وقد جهل هولاء أن المتظاهرين لا يخرجون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات حرة وفي أجواء آمنة حتى نتكلم عن أرقامهم المجردة. المتظاهر الذي يخرج حاملا روحه على كفه متحديا تهديدات الداخلية ورصاص الأمن يمثل نسبة كبيرة من تطلعات المواطنين والذين تحول الظروف الصعبة وإرهاب العصابات الأمنية دون خروجهم للمطالبة بحقوقهم.
كما تتحدث تلك أبواق عن المؤامرات الخارجية على النظام والسبب بزعمهم استهداف التحالف بين النظام وإيران وحزب الله، بمعنى أخر المؤامرات الخارجية تستهدف التحالفات الخارجية. فهل يعقل أن يدفع المواطنون السوريون أرواحهم ثمنا لإعادة تشكيل علاقة نظامهم –الفاسد باعتراف بشار- وتحالفاته الخارجية؟؟!!
خروج المواطنين وارتفاع أصواتهم المطالبة بالحرية وتشديدهم على السلمية والوحدة الوطنية، يشكل برهانا ساطعا على تفاهة وسخف ادعاءات النظام عن العصابات السلفية. وإذا كان النظام يدعي زوار وبهتانا أنه أرسل قواته الباسلة إلى درعا استجابة لمناشدة من أهلها رغم أن أحد لم يستمع لتلك المناشدات حتى من خلال إعلام النظام، فلماذا لا يستجيب النظام لمناشدات الجماهير العريضة والتي سمعها العالم تتحدى أزيز الرصاص والتي تطالبه وعصابته بأن يرحل عنا.
ياسر سعد
سقطت هيبة الدولة مع تساقط أصنام الأسد الأب والابن وتمزيق صورهم، ومع استخفاف المواطنين بدعوات وزارة الداخلية بعدم التظاهر وتحذيراتها من العواقب، وتحول الخوف والرعب واللذان كانت الدولة تريد من خلال وحشيتها في درعا إدخالهما إلى قلوب المواطنين إلى المزيد من الإصرار والغضب. لقد تحطم حاجز الخوف ورماه المسحوقين في سورية من أفئدتهم إلى قلوب جلاديهم وطغاتهم، وارتفع سقف المطالب ليصل إلى المطالبة بمحاكمة الرئيس وزبانية النظام.
تعاطي النظام مع مظاهرات الغضب اختلف من مدينة لأخرى، فلقد اختفى الأمن في بعضها أو تجنب الصدام مع المتظاهرين، فيما فتح النار بقصد القتل في أماكن أخرى. السبب قد يكون محاولة من الدولة لزرع الفرقة بين المواطنين من خلال التعاطي المتباين مع احتجاجاتهم أو هي علامة للإنهاك الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية في مواجهة الجغرافيا الواسعة للاحتجاجات والعزيمة الراسخة للمحتجين.
وكالعادة ومنذ انفجار الغضب الشعبي، فلقد غاب المسؤولون عن المشهد واكتفى النظام بأبواقه الإعلامية والتي تكرر أكاذيب تعجز عن إقناع الأطفال. تردد تلك الأبواق أن عدد المتظاهرين محدود بالنسبة للعدد الكلي للسوريين – وهذا ما كان يردده أزلام نظام مبارك المخلوع- وقد جهل هولاء أن المتظاهرين لا يخرجون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات حرة وفي أجواء آمنة حتى نتكلم عن أرقامهم المجردة. المتظاهر الذي يخرج حاملا روحه على كفه متحديا تهديدات الداخلية ورصاص الأمن يمثل نسبة كبيرة من تطلعات المواطنين والذين تحول الظروف الصعبة وإرهاب العصابات الأمنية دون خروجهم للمطالبة بحقوقهم.
كما تتحدث تلك أبواق عن المؤامرات الخارجية على النظام والسبب بزعمهم استهداف التحالف بين النظام وإيران وحزب الله، بمعنى أخر المؤامرات الخارجية تستهدف التحالفات الخارجية. فهل يعقل أن يدفع المواطنون السوريون أرواحهم ثمنا لإعادة تشكيل علاقة نظامهم –الفاسد باعتراف بشار- وتحالفاته الخارجية؟؟!!
خروج المواطنين وارتفاع أصواتهم المطالبة بالحرية وتشديدهم على السلمية والوحدة الوطنية، يشكل برهانا ساطعا على تفاهة وسخف ادعاءات النظام عن العصابات السلفية. وإذا كان النظام يدعي زوار وبهتانا أنه أرسل قواته الباسلة إلى درعا استجابة لمناشدة من أهلها رغم أن أحد لم يستمع لتلك المناشدات حتى من خلال إعلام النظام، فلماذا لا يستجيب النظام لمناشدات الجماهير العريضة والتي سمعها العالم تتحدى أزيز الرصاص والتي تطالبه وعصابته بأن يرحل عنا.
ياسر سعد