عاشق المهدي
04-07-2011, 10:02 PM
فإن لم تقبل بتضعيف بعض ما ورد في الصحيحين فلا تقل بأن علماء السنة ينزهون النبي (ص) عما يخل بالمروءة أو الإسفاف في التعامل ؟
النبي (ص) والاختلاط بالنساء في الصحيحين :
روى البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب ضرب الدف في النكاح قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء : جاء النبي (ص) فدخل حين بنى علي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد فقال (ص) : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " (1) .
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) في شرح الحديث :
" قال الكرماني هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب أو كان قبل نزول آية الحجاب أو جاز النظر للحاجة أو عند الأمن من الفتنة " (2) .
ثم يقول ابن حجر : " والأخير هو المعتمد - أي الأمن من الفتنة - والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي (ص) جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها ، وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجيه " .
أما قصة النبي (ص) مع أم حرام فينقلها البخاري كتاب الجهاد والسير عن أنس بن مالك ( رض ) أنه سمعه يقول : " كان رسول الله (ص) يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله (ص) فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله (ص) ." (3) .
فرسول الله (ص) هنا يخالط النساء ويجالسهن ليستمع الغناء وقد مر تبرير ابن حجر لهذا الأمر ، فرضي ابن حجر أن ينسب إلى رسول الله (ص) ما لا يرضى أصغر علماء السنة أن يوصف به ، وذلك لأنه لم يستطع أن يواجه علماء السنة ليقول كلمة الحق أن البخـاري مخطئ في حكمه بصحة الحديث ، وأنكم مخطئون في الإجماع على صحة كل ما في كتاب البخاري .
والأغرب قول ابن حجر أن أدلته القوية بينت له : " أن من خصائص النبي (ص) جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها " .
النبي (ص) والغناء في الصحيحين :
قد مر في ذيل الحديث السابق إشارة إلى سماع النبي (ص) لغناء الجواري وضربهن بالدف : " فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال (ص) : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " .
وروى البخاري كتاب النكاح باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها عن عائشة قالت : أنها زفت امرأة من الأنصار ، فقال النبي (ص) : يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو " (4) .
فالبخاري ينقل أن النبي (ص) هنا يسأل عما إذا دعي أهل اللهو إلى الأعراس أم لا ، ثم يحث على ذلك .
قال ابن حجر : " قوله ما كان معكم لهو في رواية شريك فقال : فهل بعثتم معها جارية تضرب الدف وتغني ، قلت : تقول ماذا ؟ قال : تقول أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم ، وفي حديث جابر بعضه وفي حديث ابن عباس أوله إلى قوله وحياكم ، قوله فإن الأنصار يعجبهم اللهو ، في حديث ابن عباس وجابر قوم فيهم غزل " (5).
أمور تخدش هيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
روى البخاري كتاب الوضوء باب البول عند صاحبه عن حذيفة قال: " رأيتني أنا والنبي (ص) نتماشى ، فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ " (13) .
والعجب أنهم يروون روايات صحيحة عن عدة من الصحابة بنفي ذلك وأن رسول الله (ص) لم يفعل ذلك بل في بعضها أنه نهى عن ذلك .
فقد روى الترمذي في سننه عن عائشة قالت : " من حدثكم أن النبي (ص) كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعدا " (14) ، قال أبو عيسى حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح ، وصححه الألباني .
وروى الحاكم في ( المستدرك ) عن عائشة قالت : ما بال رسول الله (ص) قائما منذ أنزل عليه القرآن " ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : على شرطهما (15) .
ورواه أحمد في مسنده ، وقال محققو الطبعة : إسناده صحيح على شرط مسلم (16) .
ثم روى الترمذي : عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال : رآني النبي (ص) وأنا أبول قائما ، فقال : يا عمر ، لا تبل قائما ، فما بلت قائما بعد (17)
النبي يطالب بعقاب جميع من حوله لأنه سقي الدواء دون اختياره .
روى البخاري باب مرض النبي ووفاته عن عائشة : " لددناه في مرضه ، فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟ قلنا : كراهية المريض للدواء ، فقال : لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم " (19) .
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) :
" قوله لددناه أي جعلنا في جانب فمه دواه بغير اختياره وهذا هو اللدود … قوله لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فأنه لم يشهدكم ، قيـل فيه مشروعية القصاص في جميع ما يصاب به الإنسان عمدا ، وفيه نظر لأن الجميع لم يتعاطوا ذلك ، وإنما فعل بهم ذلك عقوبة لهم لتركهم امتثال نهيه عن ذلك أما من باشره فظاهر وأما من لم يباشره فلكونهم تركوا نهيهم عما نهاهم هو عنه ، ويستفاد منه أن التأويل البعيد لا يعذر به صاحبه وفيه نظر أيضا لأن الذي وقع في معارضة النهي ، قال ابن العربي : أراد أن لا يأتوا يوم القيامة وعليهم حقه فيقعوا في خطب عظيم ، وتعقب بأنه كان يمكن العفو لأنه كان لا ينتقم لنفسه ، والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم لئلا يعودوا فكان ذلك تأديبا لا قصاصا ولا انتقاما … " (20) .
هل يصدق القارئ ما يقوله ابن حجر وابن العربي ؟ وقد بدا واضحا أن ابن حجر حائر في بيان سبب طلب النبي (ص) ذاك ، ولذلك ترك الأمر لابن عربي ، كل ذلك لأنهم لم يتمكنوا من التوفيق بين وقار وهيبة النبي (ص) وتوثيق البخاري ، فاختاروا تنزيه البخاري عن أن يذكر رواية ضعيفة أو موضوعة حتى لو كان ثمن ذلك ظهور رسول الله (ص) بصورة الجاهل الذي يخاصم ويطلب بعقاب الجميع لأنهم فعلوا شيئا كان يكرهه ورأوه هم في مصلحته
بينما يروى مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة والآداب باب من لعنه النبي أو سبه وليس هو أهلا لذلك قول النبي (ص) : " اللهم إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه بدعوة ليس لها أهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة ، تقربه بها يوم القيامة " (22) .
وهذه من الأمور التي تظهر التناقض في الأحاديث النبوية الشريفة ، فقد روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال لرسول الله (ص) : " يا رسول الله أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم ، قلت : عند الرضا وعند الغضب ، قال : نعم إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا " ، رواه الحاكم في ( المستدرك ) (23) .
وقوله (ص) : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا " (24) ، رواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال : رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن .
وروى أحمد في مسنده عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) أنه قال : إني لا أقول إلا حقا ، قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ، فقال : إني لا أقول إلا حقا " (25) قال محققو الطبعة : إسناده قوي ، ورواه الترمذي في سننه وقال : هذا حديث حسن صحيح (26) .
فأي عصمة بقيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل حالاته من الغضب والرضا كما يدعي الكاتب إذا كان يسب ويلعن المسلمين ممن هو ليس بأهل لذلك ويدعو عليهم
======================
(1) صحيح البخاري - ج7 ص25
(2) فتح الباري - ج9 ص203
(3) صحيح البخاري - ج4 ص19
(4) صحيح البخاري - ج7 ص28
(5) فتح الباري - ج9 ص226
13) صحيح البخاري - ج1 ص66
(14) سنن الترمذي - ج1 ص17
(15) المستدرك على الصحيحين - ج1 ص181
(16) مسند أحمد - ج41 ص495
(17) سنن الترمذي - ج1 ص18
(18) شرح البخاري - ج3 ص135
(19) صحيح البخاري - ج6 ص17
(20) فتح الباري - ج8 ص147
(21) صحيح مسلم - ج4 ص1866
(22) صحيح مسلم - ج4 ص2009
(23) المستدرك على الصحيحين - ج1 ص187
(24) مجمع الزوائد - ج8 ص89
(25) مسند أحمد - ج14 ص185
(26) سنن الترمذي - ج4 ص357
النبي (ص) والاختلاط بالنساء في الصحيحين :
روى البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب ضرب الدف في النكاح قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء : جاء النبي (ص) فدخل حين بنى علي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد فقال (ص) : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " (1) .
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) في شرح الحديث :
" قال الكرماني هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب أو كان قبل نزول آية الحجاب أو جاز النظر للحاجة أو عند الأمن من الفتنة " (2) .
ثم يقول ابن حجر : " والأخير هو المعتمد - أي الأمن من الفتنة - والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي (ص) جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها ، وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجيه " .
أما قصة النبي (ص) مع أم حرام فينقلها البخاري كتاب الجهاد والسير عن أنس بن مالك ( رض ) أنه سمعه يقول : " كان رسول الله (ص) يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله (ص) فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله (ص) ." (3) .
فرسول الله (ص) هنا يخالط النساء ويجالسهن ليستمع الغناء وقد مر تبرير ابن حجر لهذا الأمر ، فرضي ابن حجر أن ينسب إلى رسول الله (ص) ما لا يرضى أصغر علماء السنة أن يوصف به ، وذلك لأنه لم يستطع أن يواجه علماء السنة ليقول كلمة الحق أن البخـاري مخطئ في حكمه بصحة الحديث ، وأنكم مخطئون في الإجماع على صحة كل ما في كتاب البخاري .
والأغرب قول ابن حجر أن أدلته القوية بينت له : " أن من خصائص النبي (ص) جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها " .
النبي (ص) والغناء في الصحيحين :
قد مر في ذيل الحديث السابق إشارة إلى سماع النبي (ص) لغناء الجواري وضربهن بالدف : " فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال (ص) : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " .
وروى البخاري كتاب النكاح باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها عن عائشة قالت : أنها زفت امرأة من الأنصار ، فقال النبي (ص) : يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو " (4) .
فالبخاري ينقل أن النبي (ص) هنا يسأل عما إذا دعي أهل اللهو إلى الأعراس أم لا ، ثم يحث على ذلك .
قال ابن حجر : " قوله ما كان معكم لهو في رواية شريك فقال : فهل بعثتم معها جارية تضرب الدف وتغني ، قلت : تقول ماذا ؟ قال : تقول أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم ، وفي حديث جابر بعضه وفي حديث ابن عباس أوله إلى قوله وحياكم ، قوله فإن الأنصار يعجبهم اللهو ، في حديث ابن عباس وجابر قوم فيهم غزل " (5).
أمور تخدش هيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
روى البخاري كتاب الوضوء باب البول عند صاحبه عن حذيفة قال: " رأيتني أنا والنبي (ص) نتماشى ، فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ " (13) .
والعجب أنهم يروون روايات صحيحة عن عدة من الصحابة بنفي ذلك وأن رسول الله (ص) لم يفعل ذلك بل في بعضها أنه نهى عن ذلك .
فقد روى الترمذي في سننه عن عائشة قالت : " من حدثكم أن النبي (ص) كان يبول قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعدا " (14) ، قال أبو عيسى حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح ، وصححه الألباني .
وروى الحاكم في ( المستدرك ) عن عائشة قالت : ما بال رسول الله (ص) قائما منذ أنزل عليه القرآن " ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : على شرطهما (15) .
ورواه أحمد في مسنده ، وقال محققو الطبعة : إسناده صحيح على شرط مسلم (16) .
ثم روى الترمذي : عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال : رآني النبي (ص) وأنا أبول قائما ، فقال : يا عمر ، لا تبل قائما ، فما بلت قائما بعد (17)
النبي يطالب بعقاب جميع من حوله لأنه سقي الدواء دون اختياره .
روى البخاري باب مرض النبي ووفاته عن عائشة : " لددناه في مرضه ، فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟ قلنا : كراهية المريض للدواء ، فقال : لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم " (19) .
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) :
" قوله لددناه أي جعلنا في جانب فمه دواه بغير اختياره وهذا هو اللدود … قوله لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فأنه لم يشهدكم ، قيـل فيه مشروعية القصاص في جميع ما يصاب به الإنسان عمدا ، وفيه نظر لأن الجميع لم يتعاطوا ذلك ، وإنما فعل بهم ذلك عقوبة لهم لتركهم امتثال نهيه عن ذلك أما من باشره فظاهر وأما من لم يباشره فلكونهم تركوا نهيهم عما نهاهم هو عنه ، ويستفاد منه أن التأويل البعيد لا يعذر به صاحبه وفيه نظر أيضا لأن الذي وقع في معارضة النهي ، قال ابن العربي : أراد أن لا يأتوا يوم القيامة وعليهم حقه فيقعوا في خطب عظيم ، وتعقب بأنه كان يمكن العفو لأنه كان لا ينتقم لنفسه ، والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم لئلا يعودوا فكان ذلك تأديبا لا قصاصا ولا انتقاما … " (20) .
هل يصدق القارئ ما يقوله ابن حجر وابن العربي ؟ وقد بدا واضحا أن ابن حجر حائر في بيان سبب طلب النبي (ص) ذاك ، ولذلك ترك الأمر لابن عربي ، كل ذلك لأنهم لم يتمكنوا من التوفيق بين وقار وهيبة النبي (ص) وتوثيق البخاري ، فاختاروا تنزيه البخاري عن أن يذكر رواية ضعيفة أو موضوعة حتى لو كان ثمن ذلك ظهور رسول الله (ص) بصورة الجاهل الذي يخاصم ويطلب بعقاب الجميع لأنهم فعلوا شيئا كان يكرهه ورأوه هم في مصلحته
بينما يروى مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة والآداب باب من لعنه النبي أو سبه وليس هو أهلا لذلك قول النبي (ص) : " اللهم إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه بدعوة ليس لها أهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة ، تقربه بها يوم القيامة " (22) .
وهذه من الأمور التي تظهر التناقض في الأحاديث النبوية الشريفة ، فقد روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال لرسول الله (ص) : " يا رسول الله أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم ، قلت : عند الرضا وعند الغضب ، قال : نعم إنه لا ينبغي لي أن أقول إلا حقا " ، رواه الحاكم في ( المستدرك ) (23) .
وقوله (ص) : " إني لأمزح ولا أقول إلا حقا " (24) ، رواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال : رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن .
وروى أحمد في مسنده عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) أنه قال : إني لا أقول إلا حقا ، قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ، فقال : إني لا أقول إلا حقا " (25) قال محققو الطبعة : إسناده قوي ، ورواه الترمذي في سننه وقال : هذا حديث حسن صحيح (26) .
فأي عصمة بقيت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل حالاته من الغضب والرضا كما يدعي الكاتب إذا كان يسب ويلعن المسلمين ممن هو ليس بأهل لذلك ويدعو عليهم
======================
(1) صحيح البخاري - ج7 ص25
(2) فتح الباري - ج9 ص203
(3) صحيح البخاري - ج4 ص19
(4) صحيح البخاري - ج7 ص28
(5) فتح الباري - ج9 ص226
13) صحيح البخاري - ج1 ص66
(14) سنن الترمذي - ج1 ص17
(15) المستدرك على الصحيحين - ج1 ص181
(16) مسند أحمد - ج41 ص495
(17) سنن الترمذي - ج1 ص18
(18) شرح البخاري - ج3 ص135
(19) صحيح البخاري - ج6 ص17
(20) فتح الباري - ج8 ص147
(21) صحيح مسلم - ج4 ص1866
(22) صحيح مسلم - ج4 ص2009
(23) المستدرك على الصحيحين - ج1 ص187
(24) مجمع الزوائد - ج8 ص89
(25) مسند أحمد - ج14 ص185
(26) سنن الترمذي - ج4 ص357