مقاوم
01-31-2011, 04:09 AM
لبنان: حرب الإرادات وحسم الخيارات
كتب م. ربيع حداد*
يرى المراقبون والمتابعون للشأن اللبناني بشكل عام أن الأمور أخذت منعطفا خطيرا حين قررت المعارضة بقيادة حزب الله إسقاط حكومة الأكثرية بقيادة تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري سيما وأن توقيت ذلك كان خلال زيارة رسمية يقوم بها الأخير إلى واشنطن.
بل إن الإعلان عن استقالة وزراء المعارضة جاء في اللحظة التي كان الرئيس الأميركي أوباما يستقبل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فكان ذلك بمثابة صفعة على الوجه أرادتها المعارضة وحققتها مجازيا.
فما سبب ذلك؟
وما مآلات هذا الحدث المفصلي على المدى القريب؟
وما انعكاساته الاستراتيجية محليا وإقليميا ودوليا؟
أسئلة كثيرة والإجابات عليها أكثر بحسب الخلفية السياسية أو الأيديلوجية للمحلل.
فمن قائل بوشاكة حرب أهلية وفتنة مدمرة بين الفريقين، إلى مصرح بانسداد الآفاق السياسية إقليميا مما يضع لبنان وجها لوجه مع المجهول، إلى مترقب أو حتى متأمل بحرب إسرائيلية جارفة على حزب الله تدمر آلته العسكرية وبالتالي تفك قبضته الخانقة على لبنان، والحقيقة المحزنة هي أن كل هذه الاحتمالات واقعية وواردة جدا ويرى الكثير من المحللين ومعهم الأكثرية الصامتة في لبنان أن كل حراك سياسي في ظل هذا إنما هو لعب في الوقت الضائع وسقفه –مهما بلغ- الكارثة!
لا أقول هذا من باب التشاؤم ولا من باب الإحباط وإن كان هذا هو الشعور السائد في الشارع اللبناني اليوم، لكن لا بد من قراءة دقيقة وواقعية لكل المعطيات المطروحة على الساحة وواحدتها معضلة فكيف بها مجتمعة؟ ولا بد كذلك من اعتبار كافة الحلول الممكنة ولو نظريا فالأزمة في لبنان تشكل حصادا لما هو مزروع خارج حدود هذا البلد الصغير بأمتاره المربعة والكبير بامتدادته الجيوسياسية ولذلك فإن انفلات الأمور فيه لن يبقى محصورا ضمن حدوده الورقية وسوف يتعداه إلى العديد من دول المنطقة القريبة والبعيدة. وتتضاعف الأمور حدة إذا ما أدخلنا إلى المعادلة الزلزال الثوري الذي بدأ في تونس وامتد إلى مصر الكنانة وجعل عروشا عربية كثيرة تهتز تحت مغتصبيها.
هي حرب إرادات دولية وإقليمية ومحلية. فأميركا تريد وفرنسا تريد والاتحاد الأوروبي يريد والأمم المتحدة تريد وإسرائيل تريد والسعودية تريد وإيران تريد وسوريا تريد ومصر تريد وقطر تريد وكل أطياف المشهد السياسي اللبناني تريد وكل الطوائف اللبنانية تريد ...
فمن سينتصر في هذه الحرب؟
وما هي الخيارات المطروحة لكل طرف؟
وهل يمكن التوفيق بينها؟
وما المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك بالنسبة للبنانيين عامة وأهل السنة منهم خاصة؟
الذي فجر الأوضاع سياسيا على الصعيد الداخلي وتحول إلى حرب كلامية لاذعة بين الطرفين، وكاد أن يتحول إلى حرب في الشارع، هو ملف المحمكة الدولية الخاصة بلبنان وكل ما تعلق بها من ملفات ضمنية كشهود الزور ونزاهة التحقيقات والقرار الظني ومحتواه ثم تبع ذلك وساطات ومساع كان أبرزها المسعى السعودي – السوري الموسوم س- س الذي ظل على مدى أسابيع يبحث عن صيغة توافقية تخفف حدة التوتر ويمكن من خلالها استئناف الحياة السياسية لكنها اصطدمت بجدران التعنت والتخوين والتخندق حول المطالب لكل فريق فكان مآلها الفشل ونعاها رسميا وزير الخارجية السعودي على هامش قمة شرم الشيخ الاقتصادية.
إن التخبط الواضح الذي تعيشه قوى 14 آذار بقيادة تيار المستقبل والانشقاقات الحادة التي أفقدته أكثريته النيابية أصابته في مقتل.
ينقل مصدر مقرب من سعد الحريري - لم يشأ ذكر اسمه- تذبذبا في مواقف الرجل كان أهمها النكوص على ورقة التفاهم التي أبرمتها السعودية وذلك أثناء زيارته لواشنطن مما قد يفسر كلمة سعود الفيصل التي أحدثت زلزالا: "إن المملكة رفعت يدها عن الوساطة في لبنان" وقد يفسر كذلك حملة الصحف السعودية على الحريري بعد تكليف الميقاتي. وكان ثانيها التراجع في ربع الساعة الأخيرعما اتفقت عليه كتلة الحريري النيابية وهو إعلان عدم ترشحه لرئاسة الحكومة. هذا التراجع جاء بعد تلقيه مكالمة هاتفية يرجح المصدر أنها كانت من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
لكن قوى 14 آذار ما زالت تملك ورقة رابحة وهي أن الحكومة المؤلفة يجب أن تنال الثقة البرلمانية بأكثرية ثلثي النواب الأمر الذي يصبح مستحيلا لو استقالت كتلة 14 آذار النيابية بشكل جماعي وهذا بدوره يأخذ البلاد إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد فتح كل الاحتمالات وقد تنتج شتى أنواع المفاجآت.
أما في المقلب الآخر فإن حزب الله وحلفاءه يضغطون بكل الوسائل لفك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية وإلغاء البروتوكول الذي وقعه مع مجلس الأمن وهذا بالطبع لن يقدم أو يؤخر كثيرا في وجود المحكمة لكن من شأنه أن يعرقل عملها في لبنان إن كان ثمة عمل متبق لها في لبنان. لكن القيمة الحقيقية لمثل هذا الإجراء هي في حال صدور أحكام بحق من يرفض حزب الله مجرد اتهامهم. عندها ستطلب المحكمة من حكومة لبنان اعتقالهم وتسليمهم لها الأمر الذي سيثير أزمة داخلية جديدة.
حزب الله بات يدرك جيدا أنه أصبح مجرد ورقة مساومة في يد سوريا من جهة ويد إيران من جهة أخرى وأن أيامه باتت رهن بما تؤول إليه العلاقات السورية – الأمريكية أو الإيرانية – الأمريكية. فلو أن الغرب أطلق يد إيران في الخليج مثلا سيكون وجوده هو الثمن والأمر ينسحب على سوريا كذلك. فلو أن أميركا أعادت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وفتحت خزائن المساعدات الأمريكية لها فلا شك أن حزب الله وسلاحه سيكون الثمن فسوريا هي الرئة التي يتنفس بها الحزب.
لذلك فإن الحزب قد يكون أحد المستفيدين لو اندلعت حرب أهلية جديدة في لبنان، الأمر الذي قد يمد في عمره قليلا ويضمن بقاء إسرائيل في موقف المتفرج لأن غيرها قد يكفيها المهمة. المشكلة الكبيرة في هذا السيناريو أنه لا يوجد خصم مؤهل في لبنان لخوض حرب مع حزب الله لا من حيث التسليح ولا من حيث التدريب مما يعني أنه لا بد من استيراد خصم وقد طرح البعض احتمال "عرقنة" لبنان (قياسا بما جرى ويجري في العراق).
إن تكليف نجيب الميقاتي بتشكيل الحكومة قد يكون أخف الأضرار وأهون الشرور في الظرف الراهن فالرجل وإن نال دعم الحزب وحلفائه إلا إنه ليس بالإمعة ولا بالتبع. وبغض النظر عما جرى قبل أيام في طرابلس فإنه عندما تهدأ النفوس وينقشع الغبار قد يرى الطرابلسيون ومعهم باقي السنة في لبنان أن الميقاتي أكثر سنية من الحريري الذي تنكر لأبناء طائفته على حساب شعار "لبنان أولا"، وقد خسر كل من سلفه في رفع هذا الشعار وخاب رهانهم لأن لبنان بلد الطوائف، هكذا أرادته سايكس- بيكو وهكذا سيبقى إلى أن يشاء الله. فمن الانتحار السياسي لبنانيا أن يتنصل السني من سنيته بينما يتموضع الآخرون كل بحسب طائفته، وما حصل لتيار المستقبل خير شاهد.
هناك جملة من الاستحقاقات الوشيكة في لبنان وتعامل مختلف الفرقاء معها داخليا وخارجيا سيحدد معالم المستقبل القريب فيه وفي غيره من دول المنطقة فلا بد من تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة من قبل جميع المعنيين، الأمر الذي لم نعتد عليه للأسف.
المدير التنفيذي للحملة العالمية لمقاومة العدوان ورئيس تحرير موقع "قاوم".
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
كتب م. ربيع حداد*
يرى المراقبون والمتابعون للشأن اللبناني بشكل عام أن الأمور أخذت منعطفا خطيرا حين قررت المعارضة بقيادة حزب الله إسقاط حكومة الأكثرية بقيادة تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري سيما وأن توقيت ذلك كان خلال زيارة رسمية يقوم بها الأخير إلى واشنطن.
بل إن الإعلان عن استقالة وزراء المعارضة جاء في اللحظة التي كان الرئيس الأميركي أوباما يستقبل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري فكان ذلك بمثابة صفعة على الوجه أرادتها المعارضة وحققتها مجازيا.
فما سبب ذلك؟
وما مآلات هذا الحدث المفصلي على المدى القريب؟
وما انعكاساته الاستراتيجية محليا وإقليميا ودوليا؟
أسئلة كثيرة والإجابات عليها أكثر بحسب الخلفية السياسية أو الأيديلوجية للمحلل.
فمن قائل بوشاكة حرب أهلية وفتنة مدمرة بين الفريقين، إلى مصرح بانسداد الآفاق السياسية إقليميا مما يضع لبنان وجها لوجه مع المجهول، إلى مترقب أو حتى متأمل بحرب إسرائيلية جارفة على حزب الله تدمر آلته العسكرية وبالتالي تفك قبضته الخانقة على لبنان، والحقيقة المحزنة هي أن كل هذه الاحتمالات واقعية وواردة جدا ويرى الكثير من المحللين ومعهم الأكثرية الصامتة في لبنان أن كل حراك سياسي في ظل هذا إنما هو لعب في الوقت الضائع وسقفه –مهما بلغ- الكارثة!
لا أقول هذا من باب التشاؤم ولا من باب الإحباط وإن كان هذا هو الشعور السائد في الشارع اللبناني اليوم، لكن لا بد من قراءة دقيقة وواقعية لكل المعطيات المطروحة على الساحة وواحدتها معضلة فكيف بها مجتمعة؟ ولا بد كذلك من اعتبار كافة الحلول الممكنة ولو نظريا فالأزمة في لبنان تشكل حصادا لما هو مزروع خارج حدود هذا البلد الصغير بأمتاره المربعة والكبير بامتدادته الجيوسياسية ولذلك فإن انفلات الأمور فيه لن يبقى محصورا ضمن حدوده الورقية وسوف يتعداه إلى العديد من دول المنطقة القريبة والبعيدة. وتتضاعف الأمور حدة إذا ما أدخلنا إلى المعادلة الزلزال الثوري الذي بدأ في تونس وامتد إلى مصر الكنانة وجعل عروشا عربية كثيرة تهتز تحت مغتصبيها.
هي حرب إرادات دولية وإقليمية ومحلية. فأميركا تريد وفرنسا تريد والاتحاد الأوروبي يريد والأمم المتحدة تريد وإسرائيل تريد والسعودية تريد وإيران تريد وسوريا تريد ومصر تريد وقطر تريد وكل أطياف المشهد السياسي اللبناني تريد وكل الطوائف اللبنانية تريد ...
فمن سينتصر في هذه الحرب؟
وما هي الخيارات المطروحة لكل طرف؟
وهل يمكن التوفيق بينها؟
وما المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك بالنسبة للبنانيين عامة وأهل السنة منهم خاصة؟
الذي فجر الأوضاع سياسيا على الصعيد الداخلي وتحول إلى حرب كلامية لاذعة بين الطرفين، وكاد أن يتحول إلى حرب في الشارع، هو ملف المحمكة الدولية الخاصة بلبنان وكل ما تعلق بها من ملفات ضمنية كشهود الزور ونزاهة التحقيقات والقرار الظني ومحتواه ثم تبع ذلك وساطات ومساع كان أبرزها المسعى السعودي – السوري الموسوم س- س الذي ظل على مدى أسابيع يبحث عن صيغة توافقية تخفف حدة التوتر ويمكن من خلالها استئناف الحياة السياسية لكنها اصطدمت بجدران التعنت والتخوين والتخندق حول المطالب لكل فريق فكان مآلها الفشل ونعاها رسميا وزير الخارجية السعودي على هامش قمة شرم الشيخ الاقتصادية.
إن التخبط الواضح الذي تعيشه قوى 14 آذار بقيادة تيار المستقبل والانشقاقات الحادة التي أفقدته أكثريته النيابية أصابته في مقتل.
ينقل مصدر مقرب من سعد الحريري - لم يشأ ذكر اسمه- تذبذبا في مواقف الرجل كان أهمها النكوص على ورقة التفاهم التي أبرمتها السعودية وذلك أثناء زيارته لواشنطن مما قد يفسر كلمة سعود الفيصل التي أحدثت زلزالا: "إن المملكة رفعت يدها عن الوساطة في لبنان" وقد يفسر كذلك حملة الصحف السعودية على الحريري بعد تكليف الميقاتي. وكان ثانيها التراجع في ربع الساعة الأخيرعما اتفقت عليه كتلة الحريري النيابية وهو إعلان عدم ترشحه لرئاسة الحكومة. هذا التراجع جاء بعد تلقيه مكالمة هاتفية يرجح المصدر أنها كانت من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
لكن قوى 14 آذار ما زالت تملك ورقة رابحة وهي أن الحكومة المؤلفة يجب أن تنال الثقة البرلمانية بأكثرية ثلثي النواب الأمر الذي يصبح مستحيلا لو استقالت كتلة 14 آذار النيابية بشكل جماعي وهذا بدوره يأخذ البلاد إلى انتخابات نيابية مبكرة تعيد فتح كل الاحتمالات وقد تنتج شتى أنواع المفاجآت.
أما في المقلب الآخر فإن حزب الله وحلفاءه يضغطون بكل الوسائل لفك ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية وإلغاء البروتوكول الذي وقعه مع مجلس الأمن وهذا بالطبع لن يقدم أو يؤخر كثيرا في وجود المحكمة لكن من شأنه أن يعرقل عملها في لبنان إن كان ثمة عمل متبق لها في لبنان. لكن القيمة الحقيقية لمثل هذا الإجراء هي في حال صدور أحكام بحق من يرفض حزب الله مجرد اتهامهم. عندها ستطلب المحكمة من حكومة لبنان اعتقالهم وتسليمهم لها الأمر الذي سيثير أزمة داخلية جديدة.
حزب الله بات يدرك جيدا أنه أصبح مجرد ورقة مساومة في يد سوريا من جهة ويد إيران من جهة أخرى وأن أيامه باتت رهن بما تؤول إليه العلاقات السورية – الأمريكية أو الإيرانية – الأمريكية. فلو أن الغرب أطلق يد إيران في الخليج مثلا سيكون وجوده هو الثمن والأمر ينسحب على سوريا كذلك. فلو أن أميركا أعادت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وفتحت خزائن المساعدات الأمريكية لها فلا شك أن حزب الله وسلاحه سيكون الثمن فسوريا هي الرئة التي يتنفس بها الحزب.
لذلك فإن الحزب قد يكون أحد المستفيدين لو اندلعت حرب أهلية جديدة في لبنان، الأمر الذي قد يمد في عمره قليلا ويضمن بقاء إسرائيل في موقف المتفرج لأن غيرها قد يكفيها المهمة. المشكلة الكبيرة في هذا السيناريو أنه لا يوجد خصم مؤهل في لبنان لخوض حرب مع حزب الله لا من حيث التسليح ولا من حيث التدريب مما يعني أنه لا بد من استيراد خصم وقد طرح البعض احتمال "عرقنة" لبنان (قياسا بما جرى ويجري في العراق).
إن تكليف نجيب الميقاتي بتشكيل الحكومة قد يكون أخف الأضرار وأهون الشرور في الظرف الراهن فالرجل وإن نال دعم الحزب وحلفائه إلا إنه ليس بالإمعة ولا بالتبع. وبغض النظر عما جرى قبل أيام في طرابلس فإنه عندما تهدأ النفوس وينقشع الغبار قد يرى الطرابلسيون ومعهم باقي السنة في لبنان أن الميقاتي أكثر سنية من الحريري الذي تنكر لأبناء طائفته على حساب شعار "لبنان أولا"، وقد خسر كل من سلفه في رفع هذا الشعار وخاب رهانهم لأن لبنان بلد الطوائف، هكذا أرادته سايكس- بيكو وهكذا سيبقى إلى أن يشاء الله. فمن الانتحار السياسي لبنانيا أن يتنصل السني من سنيته بينما يتموضع الآخرون كل بحسب طائفته، وما حصل لتيار المستقبل خير شاهد.
هناك جملة من الاستحقاقات الوشيكة في لبنان وتعامل مختلف الفرقاء معها داخليا وخارجيا سيحدد معالم المستقبل القريب فيه وفي غيره من دول المنطقة فلا بد من تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة من قبل جميع المعنيين، الأمر الذي لم نعتد عليه للأسف.
المدير التنفيذي للحملة العالمية لمقاومة العدوان ورئيس تحرير موقع "قاوم".
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"