مقاوم
01-05-2011, 06:12 AM
أونـروا غــزة ... الغــزو الفكـري في هدايا الإنسـانية !
http://ar.qawim.net/images/stories/ungaza2011.jpg
الطلبـة: الشريحة الأكثر استهدافاً
بـعد أن نشـرت صحيفة الغارديان البريطانية مؤخـراً تقريراً مرفقـاً بفيديو مصـور عن الرحـلة التي نظمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بغـزة لطـلبة القطـاع المتفوقين في الصف التاسـع بمدارسـها إلى متحف الهولوكست اليهودي في مقر الأمم المتحدة تعالت الأصـوات الفلسطينية المنددة بعمـل "الأونروا" والداعيـة للتصدي وبقـوة لما وصفـته بـ"المنحى الخطير والمشبـوه" لعمل هذه المؤسسة الإنسانية .
ولم يكن تنظيم زيارة الأونروا لهذه الرحـلة أولى سهام الانتقـادات الموجهـة إليها من قبل الفلسطينيين بغـزة إذ سبقتها العديد من الخطوات التي رسمت علامات الاستفهام على دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بغـزة .
وبالرغـم من نفي الأونروا على لسان ناطقها الإعلامي "عدنان أبو حسنة" وتكذيبه لرواية زيارة الطلبة لمقر "الهولوكست" إلا أن العديد من المواقع على شبكة الإنترنت نشرت الفيديو المصور لرحلة الطلبة وأظهرتهم وهم يستمعون لشرح مؤثر من المدرسين المرافقين عن معاناة اليهود .
الهولوكست!
ويتوزع طلبة غـزة على المدارس الحكومية والخاصة والمدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
وتستوعب الأونروا في مدارسها بالقطاع (220 مدرسة) أكثر من 200 ألف طالب وطالبة في حين يجلس أكثر من 250 ألف طالب وطالبة على مقاعد المدارس الحكومية.
وفي وصفٍ لخبر الرحـلة فقد أكدّت جريدة الغارديان البريطانية أن 16 طالباً من الصف التاسع ذهبوا إلى نيويورك، تمّ خلالها اطلاعهم على ما حدث في موقع أحداث 11 سبتمبر، كما وتم اصطحابهم إلى متحف للهولوكوست اليهودي.
وقام الأساتذة الذين رافقوا الطلبة من العاملين في الأونروا بتقديم شرح عن الهولوكوست والتعبير عن عطفهم إزاء معاناة اليهود والاطلاع على معاناة الشعب اليهودي على أيدي القوات النازية.
وقد قامت الأونروا بتنظيم الرحلة للطلبة المتفوقين في مادة "حقوق الإنسان" تلك المادة التي شهدت العام الماضي الكثير من الانتقادات والاتهامات إذ اعتزمت الأونروا وقتها على إدخال موضوع المحرقة اليهودية (الهولوكوست) في مقرر المادة غير أن انتقادات حادة من قبل مؤسسات ولجان وفصائل فلسطينية وقفت في وجه تنفيذ هذه الخطوة .
مخيمات الصيف المختلطة:
وتقول الأونروا إن مادة حقوق الإنسـان مادة غير محتسبة في المنهج، وهي ليست مادة رسوب، ووضعت فقط للمعرفة وتثقيف الطلبة، وأنها تتضمن أيضا الانتهاكات الإسرائيلية.
وبعيداً عن مادة حقوق الإنسان وزيارات الطلبة إلى الخارج فإن أكثـر ما يُقلق أولياء طلبة غـزة هي المخيمات التي تعكف الأونروا على إقامتها كل صيف إذ تنطلق إلى النور المخيمات المختلطة والنشاطات صاحبة الأفكار والرؤى البعيدة عن ثقافة وتقاليد المجتمع الفلسطيني.
الأونروا وبحسب تقديرات محلية فقد قدّمت خدماتها العام الماضي لنحو خمسين ألف طالبا وطالبة موزعين على نحو 144 موقعاً.
وتنظم الأونروا مخيماتها الصيفية تحت مسمى "ألعاب الصيف" تتضمن النشاطات الرياضية والفنون والمسرح والدراما .
فيما رفع أطفال وأشبال مشاركون في مخيمات نظمتها الحركات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس لافتات وشعارات تحث الأطفال وذويهم على الالتحاق بمخيمات دينية ثقافية تربوية لا تلك التي تشجع على الانحراف الفكري والسلوكي في رسالة انتقاد واضحة لمخيمات الوكالة .
ويرى الكثير من خطباء المساجد في غـزة أنه وبالرغم مما تقدمه الأونروا من مساعدات إنسانية إلى مواطني القطاع فإن أنشطتها وفعالياتها تشكل خطراً كبيراً وتهدد فيم وأخلاق طلبة القطاع من خلال مخيماتها الصيفية المختلطة .
صدمة قوية:
تلك المشاهد على أرض الواقع أطلقت سهام الانتقاد واللوم تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وكان أحدثها عندما قامت بتنظيم رحـلات لطـلبة القطاع المتفوقين في مادة حقـوق الإنسان إلى أمريكا وأوروبا وجنوب إفريقيا، واصطحابهم إلى متحف "المحرقة اليهودية" (الهولوكسوت).
ودانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبشـدة قيام "الأونروا" بتنظيم تلك الرحلات، ووصفت الحركة هذا العمل بـ(المشبوه) آملة "أن يرتدع مسئولو التعليم في الأونروا في قطاع غزة عن تكراره".
وقالت الحركة في بيانٍ وصلنا نسخةً عنه: "إن الحركـة أصيبت بالصدمة القوية وانتابتنا القشعريرة " مشددةً على أن وكالة الغوث "ليست مطلقة اليدين في تدريس المناهج التي تراها، بل إنها التزمت بتدريس المناهج المعتمدة في مناطق عملياتها الخمس، وعليها الالتزام بذلك في قطاع غزة الذي هو أحد هذه المناطق".
وقالت الحركة إنه "عندما تقوم مؤسسة دولية خاصة باللاجئين الفلسطينيين بتدريس حقوق الإنسان يستوجب ذلك بالضرورة التركيز على حقوق اللاجئين الفلسطينيين دون الحاجة للتطرق إلى حقوق المضطهدين من سائر مناطق العالم، لأن ذاكرة هؤلاء الأطفال لا تتسع لمعاناة كل المضطهدين عبر العالم، كما أن في معاناة الفلسطينيين والاضطهاد الذي عانوه على أيدي المحتلين اليهود ما يكفي لضرب الأمثلة".
دور مشبوه:
وأضافت الحركة " كان الأوْلى – إن كان لا بد من رحلة – زيارة فيتنام للاطلاع على حجم معاناة الفيتناميين جراء الغزو الأمريكي الذي قتل منهم ما يزيد على ثلاثة ملايين إنسان، أو زيارة مناطق سرقة البشر في إفريقيا لاتخاذهم عبيداً للأوربيين والأمريكان في القرون الماضية، أو زيارة سجن غوانتانامو أو سجن أبو غريب في العراق للتعرف على سادية أمريكا، أو زيارة موقع قرية دير ياسين للتعرف على النازية اليهودية في فلسطين".
واتهم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني و أحد علماء قطاع غزة البارزين الدكتور يونس الأسطل وكالة الغوث "الأونروا" بالمشاركة بتنفيذ مخطط يهدف إلى إفساد الجيل الناشئ وتمهيده للتطبيع مع الاحتلال" من خلال قيامها بتنفيذ مخيمات الصيف وتدريسها لمادة حقوق الإنسان، واصفاً دورها في غزة بـ "المشبوه".
وقال الأسطل في حديث لنا: "إن المخيمات التي وكالة الغوث تهدف إلى التأثير على أخلاق الجيل وتهيئتهم للقبول بالتطبيع مع العدو في المستقبل، وجاءت امتداداً لمخيمات كانت أسوأ منها في المرحلة الماضية، إذ كانت مخيمات لتعليم الرقص والاختلاط، وكان أسوأها تلك التي يؤخذ فيها شباب مراهقون وشابات صغيرات في رحلة مشتركة مع شبيبة يهود إلى بلدان العالم الغربي".
وذكر الأسطل أن تلك المخيمات كانت تقام بعيداً عن الأعين لضمان فساد أخلاقهم بالاختلاط بين الذكور والإناث وبين شبيبة فلسطينية وأخرى صهيونية.
وأوضح الأسطل أن مجيء تلك المخيمات بعد حرب غزة الأخير "يشير إلى مخطط يراد به إفساد الأخلاق ما أمكن"، مما أدى لزيادة في انتشار المخدرات والفواحش وهذا ليس انحرافاً أخلاقياً محضاً بمقدار ما هو مخطط إسرائيلي يُنفذ بخبث ودهاء.
مشروع سياسي:
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "الاونروا" انحرفت عن دورها الحقيقي وفق ما حددته لها الأمم المتحدة وابتعدت عن هذا الدور المنوط بها، باتت مشروعاً سياسياً أكثر من كونها مشروعاً إنسانياً، وأصبحت أداة من أدوات التطبيع مع الاحتلال ووسيلة للغزو الثقافي والفكري للعقل الفلسطيني، وتدخلت في كثير من القضايا والأمور السياسة وزاد ذلك وبشكل واضح بعد العدوان على قطاع غزة.
وقال في حديث خاص: "إن الوكالة ترصد ميزانية تقدر ما بين 12-15 مليون دولار لمخيمات ألعاب الصيف الخاصة بالمراهقين، رغم الشكوى الدائمة من عجز في الميزانية وتهدف من ورائها إلى زرع أفكار وثقافات تسيء إلى شعبنا وقضيته".
ومضى يقول: "وهي تعمل بشكل ممنهج لنزع الأطفال والمراهقين من قضيتهم عبر زرع مفاهيم ضد المقاومة أو التحرير، وهذه المخيمات ما أقيمت إلا لتكون بديل عن المخيمات التي تقيمها الحركة الإسلامية والتي تحرص على إعداد جيل المستقبل القادم".
وأشار إلى أن مهمة هذه المخيمات في فلسفة الوكالة هو العمل على غسيل مخ للمشاركين فيها وخاصة في النواحي الفكرية وزرع بعض المفاهيم الضارة بقيمنا ومجتمعنا وتهدف إلى خلق جيل بعيد عن قيم مجتمعه ودينه، مستدركاً: "إضافة إلى ذلك دروس الرقص التي تقوم بها راقصة، إلى جانب تدريب الأشبال والمراهقين على السباحة من خلال مما يسبب ذلك من مخاطر أخلاقية، إضافة إلى حلبات الرقص والموسيقى داخل المخيمات".
وعن سبل مواجهه خطط الاونروا أردف قائلاً: "علينا أن نواجه ما تخطط له الوكالة بالتخطيط والعقل، وليس بالشجب والاستنكار والبيانات، وبزيادة الوعي والعمل على إبطال ما تسعى إليه من مشاريع ضارة، وان نقبل ما ينفعنا ويتوافق مع ثقافتنا وديننا وبعيداً عن التطبيع والاختلاط وغيرها من القضايا التي تسعى الوكالة إلى زرعها في الأجيال الناشئة.. وتحقيق ذلك يتطلب زيادة الوعي والنشر الثقافي والقيم".
غزو فكري:
ومعلقاً على تدريس "مادة حقوق الإنسان" للطلبة أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية "أيمن يوسف" في حديث خاص أن محتوى مادة حقوق الإنسان يجب ألا يتعارض مع قيم وثوابت الشعب الفلسطيني مستنكراً إدراج الوكالة لموضوع المحرقة لكي يتم تدريسه وتابع :" لا يجوز للوكالة أن تتحدث عن المحرقة اليهودية في مادة حقوق الإنسان ..تدريس مثل هذه المواد تجني واضح على الطالب الفلسطيني ."
واستدرك :" طلبتنا بحاجة ماسة إلى ربطهم بالواقع وبهويتهم وتاريخهم ..وإذا كانت الوكالة تريد الحديث عن حقوق الإنسان وعن الانتهاكات فأمامها مواد كثيرة ..هناك النكبة والتهجير القسري ...وهناك المذابح الإسرائيلية ومسلسل الانتهاكات الطويل وإن كان الحديث عن المحرقة فالأولى بالوكالة أن تؤرخ وتتحدث عن محرقة غزة ..تلك المحرقة التي أشعلت نيرانها إسرائيل في حربها الأخيرة على القطاع وأدت إلى استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وجرح خمسة آلاف ."
وحول زيارة طلبة فلسطينيين لمتحف "الهولوكوست" أوضح أنها محاولة لغرس التعاطف مع اليهود في عقول الطلبة المراهقين، موضحاً أن الطلبة في الصف التاسع يكونون في مرحلة عمرية حساسة، وعليه يمكن أن يصابوا بالانبهار لدى أخذهم في رحلات لمجتمعات متقدمة، لاسيما إذا رافق ذلك توجيه فكري مدروس، مشددًا على أن هذا هو قمة الغزو الفكري.
و تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) الأونروا في أعقاب حرب عام 1948 بموجب قرار الجمعية العامة لتعمل بصفة وكالة مخصصة ومؤقتة، على أن تُجدّد ولايتها كل ثلاث سنوات لحين إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وبدأت الأونروا عملها في الأول من أيار (مايو) 1950، حيث أصبحت مسؤولياتها تقتصر على توفير خدمات لمجموعة واحدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون المقيمون في مناطق عملياتها، نظراً لاعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمناطق الأخرى لعمليات الوكالة لا يزالون بحاجة متزايدة للخدمات.
وتم استثناء اللاجئين الفلسطينيين بصورة مقصودة من نظام القانون الدولي للاجئين الذي أُقرّ بموجب اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، وبموجب بروتوكول عام 1967 المنبثق منها؛ وذلك لأنهم يتلقون المساعدات من الأونروا.
وعرّفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بأنه الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من 1 حزيران (يونيو) 1946 حتى 15 أيار (مايو) 1948 الذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وبناءً على ذلك فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم هذا التعريف إضافة إلى أبنائهم.
ويستفيد من خدماتها عدة فئات من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين المحليين؛ فهناك لاجئو عام 1948 وأبناؤهم، وهناك نازحون داخل مناطق 48، ونازحون نتيجة حرب 1967. لكن الأونروا تغطي اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في 5 مناطق فقط، هي: الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسورية.
مكتب الجيل مكتب صحافة في غزة.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
http://ar.qawim.net/images/stories/ungaza2011.jpg
الطلبـة: الشريحة الأكثر استهدافاً
بـعد أن نشـرت صحيفة الغارديان البريطانية مؤخـراً تقريراً مرفقـاً بفيديو مصـور عن الرحـلة التي نظمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بغـزة لطـلبة القطـاع المتفوقين في الصف التاسـع بمدارسـها إلى متحف الهولوكست اليهودي في مقر الأمم المتحدة تعالت الأصـوات الفلسطينية المنددة بعمـل "الأونروا" والداعيـة للتصدي وبقـوة لما وصفـته بـ"المنحى الخطير والمشبـوه" لعمل هذه المؤسسة الإنسانية .
ولم يكن تنظيم زيارة الأونروا لهذه الرحـلة أولى سهام الانتقـادات الموجهـة إليها من قبل الفلسطينيين بغـزة إذ سبقتها العديد من الخطوات التي رسمت علامات الاستفهام على دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بغـزة .
وبالرغـم من نفي الأونروا على لسان ناطقها الإعلامي "عدنان أبو حسنة" وتكذيبه لرواية زيارة الطلبة لمقر "الهولوكست" إلا أن العديد من المواقع على شبكة الإنترنت نشرت الفيديو المصور لرحلة الطلبة وأظهرتهم وهم يستمعون لشرح مؤثر من المدرسين المرافقين عن معاناة اليهود .
الهولوكست!
ويتوزع طلبة غـزة على المدارس الحكومية والخاصة والمدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
وتستوعب الأونروا في مدارسها بالقطاع (220 مدرسة) أكثر من 200 ألف طالب وطالبة في حين يجلس أكثر من 250 ألف طالب وطالبة على مقاعد المدارس الحكومية.
وفي وصفٍ لخبر الرحـلة فقد أكدّت جريدة الغارديان البريطانية أن 16 طالباً من الصف التاسع ذهبوا إلى نيويورك، تمّ خلالها اطلاعهم على ما حدث في موقع أحداث 11 سبتمبر، كما وتم اصطحابهم إلى متحف للهولوكوست اليهودي.
وقام الأساتذة الذين رافقوا الطلبة من العاملين في الأونروا بتقديم شرح عن الهولوكوست والتعبير عن عطفهم إزاء معاناة اليهود والاطلاع على معاناة الشعب اليهودي على أيدي القوات النازية.
وقد قامت الأونروا بتنظيم الرحلة للطلبة المتفوقين في مادة "حقوق الإنسان" تلك المادة التي شهدت العام الماضي الكثير من الانتقادات والاتهامات إذ اعتزمت الأونروا وقتها على إدخال موضوع المحرقة اليهودية (الهولوكوست) في مقرر المادة غير أن انتقادات حادة من قبل مؤسسات ولجان وفصائل فلسطينية وقفت في وجه تنفيذ هذه الخطوة .
مخيمات الصيف المختلطة:
وتقول الأونروا إن مادة حقوق الإنسـان مادة غير محتسبة في المنهج، وهي ليست مادة رسوب، ووضعت فقط للمعرفة وتثقيف الطلبة، وأنها تتضمن أيضا الانتهاكات الإسرائيلية.
وبعيداً عن مادة حقوق الإنسان وزيارات الطلبة إلى الخارج فإن أكثـر ما يُقلق أولياء طلبة غـزة هي المخيمات التي تعكف الأونروا على إقامتها كل صيف إذ تنطلق إلى النور المخيمات المختلطة والنشاطات صاحبة الأفكار والرؤى البعيدة عن ثقافة وتقاليد المجتمع الفلسطيني.
الأونروا وبحسب تقديرات محلية فقد قدّمت خدماتها العام الماضي لنحو خمسين ألف طالبا وطالبة موزعين على نحو 144 موقعاً.
وتنظم الأونروا مخيماتها الصيفية تحت مسمى "ألعاب الصيف" تتضمن النشاطات الرياضية والفنون والمسرح والدراما .
فيما رفع أطفال وأشبال مشاركون في مخيمات نظمتها الحركات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس لافتات وشعارات تحث الأطفال وذويهم على الالتحاق بمخيمات دينية ثقافية تربوية لا تلك التي تشجع على الانحراف الفكري والسلوكي في رسالة انتقاد واضحة لمخيمات الوكالة .
ويرى الكثير من خطباء المساجد في غـزة أنه وبالرغم مما تقدمه الأونروا من مساعدات إنسانية إلى مواطني القطاع فإن أنشطتها وفعالياتها تشكل خطراً كبيراً وتهدد فيم وأخلاق طلبة القطاع من خلال مخيماتها الصيفية المختلطة .
صدمة قوية:
تلك المشاهد على أرض الواقع أطلقت سهام الانتقاد واللوم تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وكان أحدثها عندما قامت بتنظيم رحـلات لطـلبة القطاع المتفوقين في مادة حقـوق الإنسان إلى أمريكا وأوروبا وجنوب إفريقيا، واصطحابهم إلى متحف "المحرقة اليهودية" (الهولوكسوت).
ودانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وبشـدة قيام "الأونروا" بتنظيم تلك الرحلات، ووصفت الحركة هذا العمل بـ(المشبوه) آملة "أن يرتدع مسئولو التعليم في الأونروا في قطاع غزة عن تكراره".
وقالت الحركة في بيانٍ وصلنا نسخةً عنه: "إن الحركـة أصيبت بالصدمة القوية وانتابتنا القشعريرة " مشددةً على أن وكالة الغوث "ليست مطلقة اليدين في تدريس المناهج التي تراها، بل إنها التزمت بتدريس المناهج المعتمدة في مناطق عملياتها الخمس، وعليها الالتزام بذلك في قطاع غزة الذي هو أحد هذه المناطق".
وقالت الحركة إنه "عندما تقوم مؤسسة دولية خاصة باللاجئين الفلسطينيين بتدريس حقوق الإنسان يستوجب ذلك بالضرورة التركيز على حقوق اللاجئين الفلسطينيين دون الحاجة للتطرق إلى حقوق المضطهدين من سائر مناطق العالم، لأن ذاكرة هؤلاء الأطفال لا تتسع لمعاناة كل المضطهدين عبر العالم، كما أن في معاناة الفلسطينيين والاضطهاد الذي عانوه على أيدي المحتلين اليهود ما يكفي لضرب الأمثلة".
دور مشبوه:
وأضافت الحركة " كان الأوْلى – إن كان لا بد من رحلة – زيارة فيتنام للاطلاع على حجم معاناة الفيتناميين جراء الغزو الأمريكي الذي قتل منهم ما يزيد على ثلاثة ملايين إنسان، أو زيارة مناطق سرقة البشر في إفريقيا لاتخاذهم عبيداً للأوربيين والأمريكان في القرون الماضية، أو زيارة سجن غوانتانامو أو سجن أبو غريب في العراق للتعرف على سادية أمريكا، أو زيارة موقع قرية دير ياسين للتعرف على النازية اليهودية في فلسطين".
واتهم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني و أحد علماء قطاع غزة البارزين الدكتور يونس الأسطل وكالة الغوث "الأونروا" بالمشاركة بتنفيذ مخطط يهدف إلى إفساد الجيل الناشئ وتمهيده للتطبيع مع الاحتلال" من خلال قيامها بتنفيذ مخيمات الصيف وتدريسها لمادة حقوق الإنسان، واصفاً دورها في غزة بـ "المشبوه".
وقال الأسطل في حديث لنا: "إن المخيمات التي وكالة الغوث تهدف إلى التأثير على أخلاق الجيل وتهيئتهم للقبول بالتطبيع مع العدو في المستقبل، وجاءت امتداداً لمخيمات كانت أسوأ منها في المرحلة الماضية، إذ كانت مخيمات لتعليم الرقص والاختلاط، وكان أسوأها تلك التي يؤخذ فيها شباب مراهقون وشابات صغيرات في رحلة مشتركة مع شبيبة يهود إلى بلدان العالم الغربي".
وذكر الأسطل أن تلك المخيمات كانت تقام بعيداً عن الأعين لضمان فساد أخلاقهم بالاختلاط بين الذكور والإناث وبين شبيبة فلسطينية وأخرى صهيونية.
وأوضح الأسطل أن مجيء تلك المخيمات بعد حرب غزة الأخير "يشير إلى مخطط يراد به إفساد الأخلاق ما أمكن"، مما أدى لزيادة في انتشار المخدرات والفواحش وهذا ليس انحرافاً أخلاقياً محضاً بمقدار ما هو مخطط إسرائيلي يُنفذ بخبث ودهاء.
مشروع سياسي:
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "الاونروا" انحرفت عن دورها الحقيقي وفق ما حددته لها الأمم المتحدة وابتعدت عن هذا الدور المنوط بها، باتت مشروعاً سياسياً أكثر من كونها مشروعاً إنسانياً، وأصبحت أداة من أدوات التطبيع مع الاحتلال ووسيلة للغزو الثقافي والفكري للعقل الفلسطيني، وتدخلت في كثير من القضايا والأمور السياسة وزاد ذلك وبشكل واضح بعد العدوان على قطاع غزة.
وقال في حديث خاص: "إن الوكالة ترصد ميزانية تقدر ما بين 12-15 مليون دولار لمخيمات ألعاب الصيف الخاصة بالمراهقين، رغم الشكوى الدائمة من عجز في الميزانية وتهدف من ورائها إلى زرع أفكار وثقافات تسيء إلى شعبنا وقضيته".
ومضى يقول: "وهي تعمل بشكل ممنهج لنزع الأطفال والمراهقين من قضيتهم عبر زرع مفاهيم ضد المقاومة أو التحرير، وهذه المخيمات ما أقيمت إلا لتكون بديل عن المخيمات التي تقيمها الحركة الإسلامية والتي تحرص على إعداد جيل المستقبل القادم".
وأشار إلى أن مهمة هذه المخيمات في فلسفة الوكالة هو العمل على غسيل مخ للمشاركين فيها وخاصة في النواحي الفكرية وزرع بعض المفاهيم الضارة بقيمنا ومجتمعنا وتهدف إلى خلق جيل بعيد عن قيم مجتمعه ودينه، مستدركاً: "إضافة إلى ذلك دروس الرقص التي تقوم بها راقصة، إلى جانب تدريب الأشبال والمراهقين على السباحة من خلال مما يسبب ذلك من مخاطر أخلاقية، إضافة إلى حلبات الرقص والموسيقى داخل المخيمات".
وعن سبل مواجهه خطط الاونروا أردف قائلاً: "علينا أن نواجه ما تخطط له الوكالة بالتخطيط والعقل، وليس بالشجب والاستنكار والبيانات، وبزيادة الوعي والعمل على إبطال ما تسعى إليه من مشاريع ضارة، وان نقبل ما ينفعنا ويتوافق مع ثقافتنا وديننا وبعيداً عن التطبيع والاختلاط وغيرها من القضايا التي تسعى الوكالة إلى زرعها في الأجيال الناشئة.. وتحقيق ذلك يتطلب زيادة الوعي والنشر الثقافي والقيم".
غزو فكري:
ومعلقاً على تدريس "مادة حقوق الإنسان" للطلبة أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية "أيمن يوسف" في حديث خاص أن محتوى مادة حقوق الإنسان يجب ألا يتعارض مع قيم وثوابت الشعب الفلسطيني مستنكراً إدراج الوكالة لموضوع المحرقة لكي يتم تدريسه وتابع :" لا يجوز للوكالة أن تتحدث عن المحرقة اليهودية في مادة حقوق الإنسان ..تدريس مثل هذه المواد تجني واضح على الطالب الفلسطيني ."
واستدرك :" طلبتنا بحاجة ماسة إلى ربطهم بالواقع وبهويتهم وتاريخهم ..وإذا كانت الوكالة تريد الحديث عن حقوق الإنسان وعن الانتهاكات فأمامها مواد كثيرة ..هناك النكبة والتهجير القسري ...وهناك المذابح الإسرائيلية ومسلسل الانتهاكات الطويل وإن كان الحديث عن المحرقة فالأولى بالوكالة أن تؤرخ وتتحدث عن محرقة غزة ..تلك المحرقة التي أشعلت نيرانها إسرائيل في حربها الأخيرة على القطاع وأدت إلى استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وجرح خمسة آلاف ."
وحول زيارة طلبة فلسطينيين لمتحف "الهولوكوست" أوضح أنها محاولة لغرس التعاطف مع اليهود في عقول الطلبة المراهقين، موضحاً أن الطلبة في الصف التاسع يكونون في مرحلة عمرية حساسة، وعليه يمكن أن يصابوا بالانبهار لدى أخذهم في رحلات لمجتمعات متقدمة، لاسيما إذا رافق ذلك توجيه فكري مدروس، مشددًا على أن هذا هو قمة الغزو الفكري.
و تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) الأونروا في أعقاب حرب عام 1948 بموجب قرار الجمعية العامة لتعمل بصفة وكالة مخصصة ومؤقتة، على أن تُجدّد ولايتها كل ثلاث سنوات لحين إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وبدأت الأونروا عملها في الأول من أيار (مايو) 1950، حيث أصبحت مسؤولياتها تقتصر على توفير خدمات لمجموعة واحدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون المقيمون في مناطق عملياتها، نظراً لاعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمناطق الأخرى لعمليات الوكالة لا يزالون بحاجة متزايدة للخدمات.
وتم استثناء اللاجئين الفلسطينيين بصورة مقصودة من نظام القانون الدولي للاجئين الذي أُقرّ بموجب اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، وبموجب بروتوكول عام 1967 المنبثق منها؛ وذلك لأنهم يتلقون المساعدات من الأونروا.
وعرّفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بأنه الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من 1 حزيران (يونيو) 1946 حتى 15 أيار (مايو) 1948 الذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وبناءً على ذلك فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم هذا التعريف إضافة إلى أبنائهم.
ويستفيد من خدماتها عدة فئات من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين المحليين؛ فهناك لاجئو عام 1948 وأبناؤهم، وهناك نازحون داخل مناطق 48، ونازحون نتيجة حرب 1967. لكن الأونروا تغطي اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في 5 مناطق فقط، هي: الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسورية.
مكتب الجيل مكتب صحافة في غزة.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"