من هناك
12-04-2010, 03:36 PM
http://www.aawsat.com//2010/11/30/images/religion1.597396.jpg
أُصبنا في الرياض أيام العيد لوفاة خمس فتيات مسلمات مؤمنات في حادث انقلاب سيارة، أسأل الله أن يقبلهن شهيدات عنده، يُستقبلن في جنته مع مريم وآسية وخديجة وفاطمة وعائشة في ضيافة الحور العين في جنات النعيم. وعزاؤنا للأُسر الكريمات التي فقدت هؤلاء الفتيات، أنزل الله على أهلهن الصبر والسلوان والسكينة والرضوان، وكل مسلم ومسلمة آلمه وقع الخبر وشعر بصدمة المصيبة على كل والد ووالدة وأخ وأخت، ولكن «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأبشّر ذويهن بأن أهل العلم ألحقوا المتوفى في حوادث السيارات بأهل الهدم والغرق والحريق والمتردي الذين هم شهداء عند الله، وما دمنا سوف نذهب جميعا من هذه الدنيا شئنا أم أبينا فذهاب بشهادة خير من موت على فراش، وكل منا عنده بنت أو أخت يتصور أنها إحدى الفتيات الخمس في عمر الزهور وفي مقتبل العمر، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى.
خرجت هذه الفتيات الخمس مع زميلاتهن في نزهة بعد العيد بعد أن صُمن من أيام العشر وأردن أن يجتمعن في فرحة بهذه المناسبة، فكانت نهاية الفرحة الجنة - إن شاء الله - وكانت ليلة الزفاف في مقعد صدق عند الله بإذن الله. وواجبنا جميعا أن نشارك الأُسر الكريمات في الرياض مصابهم ونمسح دموعهم ونقف معهم بالدعاء ونذكّرهم بما عند الله من الأجر العظيم والنعيم المقيم.
ولكن العجب أنه ما زال عندنا في مجتمعاتنا سفهاء أوباش وحمقى وأوغاد يكتب بعضهم في النت أن انقلاب الفتيات بالسيارة عقوبة من الله بسبب سماعهن الغناء، فهل اطلع على الغيب وعرف أسرار القضاء والقدر؟ ثم ما هذه الشتيمة والشماتة أيها الجبناء؟ ألسن مسلمات مؤمنات؟ وعلى فرض أن مسلما أو مسلمة صدر منه ذنب أو خطيئة ثم مات بعدها أو في أثنائها فهل خرج من الملة؟ هل يحرم من الجنة؟ هل يمنع من الرحمة؟ وما علمنا على أولئك الفتيات إلا كل خير وفضل وعفاف، فبيوتهن معروفة بالاستقامة والشرف والنبل والصيانة والديانة.
إن خفافيش الإنترنت الذين لا يكتبون إلا في الظلام ليس لهم عمل إلا الولوغ في الأعراض كما يلغ الكلب في الإناء، وإذا كان سماع الغناء حراما فهل غيبتكم وسبّكم وشتمكم وقذفكم للمسلمين والمسلمات حلال؟ بل أنتم المذنبون حقيقة وأنتم أصحاب الكبائر علانية. ثم أين البعد الإسلامي عندكم وأين البعد الإنساني لديكم؟ فالبعد الإسلامي يدعوكم للاستغفار لموتى المسلمين من المؤمنين والمؤمنات من أهل الذنوب والخطايا، وكلنا أصحاب ذنوب وخطايا، والبعد الإنساني يدعوكم للمشاركة الوجدانية والرحمة الإنسانية والشعور بالأسى لمصيبة إخواننا من عباد الله.
وأقول لأُسر الفقيدات الشهيدات إن مما يخفف المصاب تذكّر المسلم والمسلمة ما وعد الله أولياءه من ثواب ونعيم في جواره، وفقيداتكم الشهيدات أملنا في الله أن يلبسهن في ليلة زفاف الجنة أجمل الحلي وأحسن لباس في أجل نعيم، حيث الخلود بلا موت والصحة بلا سقم والشباب بلا هرم والسرور بلا هم، وما الدماء التي سالت من خدود ونحور الفتيات الشهيدات إلا مسك طيب وعطر فواح وحنوط مبارك بحفلة عرس الجنة ليذهبن مع الشهيدة الكبرى والمؤمنة المجاهدة الصابرة المحتسبة آسية امرأة فرعون التي صرخت في وجه زوجها الطاغية المستبد بـ«لا إله إلا الله» وهو الذي يقول: «ما علمت لكم من إله غيري»، فرفضت هي قصوره ودُوره وخدمه وحشمه وبنوده وجنوده، ورفعت كفيها إلى السماء تقول في موقف الخاشع بطرف دامع: «رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»، فماتت تحت سياط الجلاد وفاضت روحها مع دمائها وهي تردد أعظم وأجلّ وأجمل كلمة في العالم «لا إله إلا الله»، وبقي اسمها في الخالدين، وروحها في عليين. أما الآثم المفتري زوجها فرعون اللعين فمع الطغاة المدحورين والظلمة الممقوتين.
رحم الله الفتيات الشهيدات، وعزاؤنا للأُسر الكريمات، والحمد لله على ما قدّر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أُصبنا في الرياض أيام العيد لوفاة خمس فتيات مسلمات مؤمنات في حادث انقلاب سيارة، أسأل الله أن يقبلهن شهيدات عنده، يُستقبلن في جنته مع مريم وآسية وخديجة وفاطمة وعائشة في ضيافة الحور العين في جنات النعيم. وعزاؤنا للأُسر الكريمات التي فقدت هؤلاء الفتيات، أنزل الله على أهلهن الصبر والسلوان والسكينة والرضوان، وكل مسلم ومسلمة آلمه وقع الخبر وشعر بصدمة المصيبة على كل والد ووالدة وأخ وأخت، ولكن «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأبشّر ذويهن بأن أهل العلم ألحقوا المتوفى في حوادث السيارات بأهل الهدم والغرق والحريق والمتردي الذين هم شهداء عند الله، وما دمنا سوف نذهب جميعا من هذه الدنيا شئنا أم أبينا فذهاب بشهادة خير من موت على فراش، وكل منا عنده بنت أو أخت يتصور أنها إحدى الفتيات الخمس في عمر الزهور وفي مقتبل العمر، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى.
خرجت هذه الفتيات الخمس مع زميلاتهن في نزهة بعد العيد بعد أن صُمن من أيام العشر وأردن أن يجتمعن في فرحة بهذه المناسبة، فكانت نهاية الفرحة الجنة - إن شاء الله - وكانت ليلة الزفاف في مقعد صدق عند الله بإذن الله. وواجبنا جميعا أن نشارك الأُسر الكريمات في الرياض مصابهم ونمسح دموعهم ونقف معهم بالدعاء ونذكّرهم بما عند الله من الأجر العظيم والنعيم المقيم.
ولكن العجب أنه ما زال عندنا في مجتمعاتنا سفهاء أوباش وحمقى وأوغاد يكتب بعضهم في النت أن انقلاب الفتيات بالسيارة عقوبة من الله بسبب سماعهن الغناء، فهل اطلع على الغيب وعرف أسرار القضاء والقدر؟ ثم ما هذه الشتيمة والشماتة أيها الجبناء؟ ألسن مسلمات مؤمنات؟ وعلى فرض أن مسلما أو مسلمة صدر منه ذنب أو خطيئة ثم مات بعدها أو في أثنائها فهل خرج من الملة؟ هل يحرم من الجنة؟ هل يمنع من الرحمة؟ وما علمنا على أولئك الفتيات إلا كل خير وفضل وعفاف، فبيوتهن معروفة بالاستقامة والشرف والنبل والصيانة والديانة.
إن خفافيش الإنترنت الذين لا يكتبون إلا في الظلام ليس لهم عمل إلا الولوغ في الأعراض كما يلغ الكلب في الإناء، وإذا كان سماع الغناء حراما فهل غيبتكم وسبّكم وشتمكم وقذفكم للمسلمين والمسلمات حلال؟ بل أنتم المذنبون حقيقة وأنتم أصحاب الكبائر علانية. ثم أين البعد الإسلامي عندكم وأين البعد الإنساني لديكم؟ فالبعد الإسلامي يدعوكم للاستغفار لموتى المسلمين من المؤمنين والمؤمنات من أهل الذنوب والخطايا، وكلنا أصحاب ذنوب وخطايا، والبعد الإنساني يدعوكم للمشاركة الوجدانية والرحمة الإنسانية والشعور بالأسى لمصيبة إخواننا من عباد الله.
وأقول لأُسر الفقيدات الشهيدات إن مما يخفف المصاب تذكّر المسلم والمسلمة ما وعد الله أولياءه من ثواب ونعيم في جواره، وفقيداتكم الشهيدات أملنا في الله أن يلبسهن في ليلة زفاف الجنة أجمل الحلي وأحسن لباس في أجل نعيم، حيث الخلود بلا موت والصحة بلا سقم والشباب بلا هرم والسرور بلا هم، وما الدماء التي سالت من خدود ونحور الفتيات الشهيدات إلا مسك طيب وعطر فواح وحنوط مبارك بحفلة عرس الجنة ليذهبن مع الشهيدة الكبرى والمؤمنة المجاهدة الصابرة المحتسبة آسية امرأة فرعون التي صرخت في وجه زوجها الطاغية المستبد بـ«لا إله إلا الله» وهو الذي يقول: «ما علمت لكم من إله غيري»، فرفضت هي قصوره ودُوره وخدمه وحشمه وبنوده وجنوده، ورفعت كفيها إلى السماء تقول في موقف الخاشع بطرف دامع: «رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»، فماتت تحت سياط الجلاد وفاضت روحها مع دمائها وهي تردد أعظم وأجلّ وأجمل كلمة في العالم «لا إله إلا الله»، وبقي اسمها في الخالدين، وروحها في عليين. أما الآثم المفتري زوجها فرعون اللعين فمع الطغاة المدحورين والظلمة الممقوتين.
رحم الله الفتيات الشهيدات، وعزاؤنا للأُسر الكريمات، والحمد لله على ما قدّر، وحسبنا الله ونعم الوكيل.