مشاهدة النسخة كاملة : لبنان في وثائق ويكيليكس
سائر في رحاب الله
12-02-2010, 09:44 PM
نشرت صحف لبنانية وثائق تخص الساحة اللبنانية حصلت عليها من موقع ويكيليكس، وقد انصب معظمها على قصة وزير الدفاع إلياس المر فضلا عن قضايا أخرى.
فحسب صحيفة الأخبار التي تقول إنها حصلت على الوثائق بشكل حصري، فإن المر قال قبل أحداث السابع من مايو/أيار 2008 (الاشتباكات بين المعارضة والموالاة في بيروت) للأميركيين إنه إذا ما أرادت إسرائيل أن تشن حربا جديدة على لبنان فستكون حربا على حزب الله وليس على لبنان.
وقالت مراسلة الجزيرة في بيروت سلام خضر إن المر أبلغ الأميركيين –حسب الوثائق المنشورة- أنه ربما على إسرائيل أن تتجنب قصف المناطق الخاضعة للقرار 1701 والبنى التحتية والمناطق المسيحية، وتركز بدلا عن ذلك على المناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية.
غير أن المر نفى تلك المعلومات -وفق سلام خضر- وقال إنها تهدف إلى إثارة الفتنة في لبنان وفي دول المنطقة، مؤكدا على ثوابته وهي أنه لا يساوم على سيادة لبنان وتسليح الجيش والحفاظ على السلم الأهلي.
وأضافت المراسلة أن الوثائق تحدثت أيضا عن مروان حميدي الذي كان يشغل منصب وزير الاتصالات حين صدر قرار الحكومة بمصادرة شبكة اتصالات حزب الله عام 2008.
وفي رده على هذه التسريبات، قال حميدي إن تلك المعلومات من نسيج خيال السفيرة الأميركية آنذاك ميشال سيسلي، مؤكدا أنه من الأفضل أن تكون المؤسسات هي الحامي للبنان.
ووفقا للوثائق أيضا فإن الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي كان مستعدا للانضمام للمعسكر المناهض لحزب الله في لبنان لكنه اشترط لذلك أن يُسقط القضاء اللبناني الاتهامات التي وجهها للطفيلي نفسه.
"سوريا ولبنان
وكانت صحيفة الأخبار قد نقلت عن تلك الوثائق أن زعيم الأغلبية البرلمانية سعد الحريري ومستشاره غطاس خوري اتهما رئيس الاستخبارات السورية آصف شوكت ورجل الأعمال السوري رامي مخلوف بمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على نقل أموال من سوريا إلى دبي.
كما نقلت عن المحقق الدولي دانييل بلمار قوله إن السلطات السورية تعاملت مع محققي اللجنة الدولية وكأنهم تلاميذ مدارس من خلال تسليمهم مرارا ما يزيد عن أربعين ألف صفحة باللغة العربية ثم يتبين للمحققين أنها لا تحتوي على ما يريدون.
وعبّر بلمار -حسب الوثائق- عن ضيقه من عدم استجابة واشنطن لطلب اللجنة الحصول على معلومات استخباراتية.
من جانبها نقلت صحيفة السفير عن وثائق تقول إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان اشتكى من حجب السعودية دعمها المالي عن فريق الرابع عشر من آذار في لبنان وعن السلطة الفلسطينية.
المصدر:الجزيرة
سائر في رحاب الله
12-02-2010, 09:48 PM
يريد وزير الدفاع الياس المر أن يبقى الجيش على الحياد، فيما لو شنت إسرائيل حرباً على حزب الله. فلينتظر لتتخلص إسرائيل من الميليشيا في البقاع
يوم 10 آذار 2008، استقبل نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر في منزله في الرابية القائمة بالأعمال ميشال سيسون، ورئيس مكتب التعاون الدفاعي والملحق العسكري (في السفارة الأميركية في بيروت). مناخ الاجتماع كان ودياً.
ـــــ أبلغَنا بعض المتصلين بنا، كأمين الجميل ووليد جنبلاط في الآونة الأخيرة أن الشيعة، وبالتحديد شخصيات رفيعة في حزب الله، بدأوا بتملك أراض أو استئجار منازل في المناطق المسيحية في جزين وجبل الريحان وجونية وزحلة، كما في المناطق الدرزية. سبّب هذا الأمر إنذاراً بين السكان المسيحيين في هذه المناطق، وينظر إليه البعض كعلامة على أن حزب الله يخطط للحرب.
ـــــ وزير الدفاع المر قال لنا إنه لاحق عدداً من هذه الشائعات، وجدياً تبين أنّ من المستحيل العثور على ممتلكات مستأجرة. وبالنسبة إلى النشاطات في جزين، أكد لنا المر أنها لا تعدو كونها استثمارات في لبنان من متمولين لبنانيين شيعة يعملون في غرب أفريقيا. وبالنسبة إلى شراء أراضي المسيحيين، أفادنا المر بأن المسيحيين يريدون بيع ممتلكاتهم ليتمكنوا من مغادرة لبنان. على كل الأحوال، لم يجد المر رابطاً بين عمليات بيع المنازل في جزين والخطط العسكرية لحزب الله.
ـــــ بالنسبة إلى المناطق الشمالية، ككسروان والمتن، أكد المر أن أعداداً كبيرة من الشيعة يستأجرون فيها، بسبب شعورهم بأن إسرائيل ستشن هجوماً في وقت قريب. وحذر المر من وقوع هجوم مماثل في نيسان 2008. وقال لنا المر إن ابن عم حسن نصر الله نقل عائلته من الضاحية الجنوبية لبيروت، واستأجر شاليه في منتجع فاريا لمدة عام واحد. وبرأي المر، فإن هذا يعني أن نصر الله مستنفر بنسبة عالية.
ـــــ إضافة إلى استئجار منازل في هذه المناطق، يحاول حزب الله عدم استفزاز المسيحيين الذين يعيشون في هذه المناطق. وفي اجتماع عقد قبل ثلاثة أسابيع بين مسؤولين رفيعي المستوى من حزب الله، كوفيق صفا وأعضاء في قوى 14 آذار في مبنى وزارة الدفاع في اليرزة، وافق حزب الله على كل مطالب المسيحيين. أبرز تنازلين كانا أن حزب الله لن يرفع صوراً لنبيه بري أو حسن نصر الله في هذه الأماكن، ولن يكون لحزب الله وجود ظاهر فيها. يظن المر أن حزب الله وافق على هذه التنازلات، لأنه يريد تجنب المشاكل الداخلية وتكاليفها، في الوقت الذي يُعدّ فيه لقتال خارجي مع إسرائيل.
في الاجتماع ذاته، علم أعضاء قوى 14 آذار أن حزب الله يملك صواريخ يصل مداها إلى نحو 200 كليومتر.
حزب الله غير واثق بقدرته على الانتصار
ـــــ قال لنا المر إن حزب الله ليس متيقناً في داخله بأنه يستطيع الفوز هذه المرة. عام 2006، كان متيقناً من الفوز. توقع المر أن حرب حزب الله وإسرائيل لن تكون كما تلك التي جرت عام 2006، وأن القتال في وادي البقاع سيكون مختلفاً. وقال المر إن إسرائيل دفعت الثمن في الحرب السابقة عبر القتال داخل القرى، وليس لديك شك في أن إسرائيل لن تدخل نفسها في شرك القرى مرة ثانية. وبدلاً من ذلك، يظن المر أن الإسرائيليين سيتخطون القرى لملاحقة القوة الرئيسية لحزب الله، أي الصواريخ.
ـــــ «أنا متأكد من أن حزب الله مرتعب، وهو يجهز نفسه لدرس صعب هذه المرة»، قال المر. حزب الله يجب أن يرد على اغتيال مغنية، لكنه يعرف أن ذلك سيأتي بعواقب. يرى المر أن هجوماً في غرب أفريقيا أو أميركا اللاتينية سيكون سهلاً على حزب الله، إلا أنه يعتقد أن نصر الله يفضل تنفيذ هجوم داخل إسرائيل إذا كان ذلك ممكناً. أضاف أن حزب الله يريد إدخال سوريا لامتصاص جزء من رد فعل حزب الله على هجومهم.
ـــــ قال المر إن حزب الله لا يريد أن يتحرك في منطقة جنوبي الليطاني، أو أن يسبب خلافات مع اليونيفيل. لكن خرق إسرائيل لوقف العمليات الحربية المنصوص عليها في القرار 1701، سيدفع حزب الله إلى أن يستغل هذه الفرصة للدخول إلى هذه المنطقة. وإذا لم تدخل إسرائيل إلى منطقة الـ1701، فإن حزب الله لن يدخلها.
ـــــ وبالعودة إلى قضية مخاوف حزب الله، فإن المر قال لنا «إن حزب الله خائف ومرتعب. هو يعلم أن إسرائيل لن تخسر مجدداً». وبرأي المر، فإن إيهود باراك هو وزير دفاع مختلف عن ذلك الذي حاول أن ينتصر في حرب مستخدماً القوة الجوية. إضافة إلى ذلك، يعلم حزب الله أن الرئيس بوش سيأتي إلى إسرائيل في أيار المقبل، وبالتالي، يعتقد الحزب أن الحرب يجب أن تكون قد جرت قبل حلول ذلك الموعد.
ميشال عون فقد عقله
ــــ عندما سئل عن الدور الذي يؤديه رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون حالياً، أجاب المر جازماً: «لقد فقد عقله». العميد المتقاعد فؤاد الأشقر، أحد مستشاري عون منذ أن كان الأخير قائداً للجيش، زار المر يوم التاسع من آذار (2008) للبحث معه في رخص السلاح الممنوحة لحراس عون. قال المر للأشقر إنه منح عون عشر رخص سلاح. اتصل عون أخيراً بوالد المر، محاولاً الضغط على وزير الدفاع للحصول على 15 رخصة سلاح. قال المر بجلافة للأشقر: «اذهبوا واحصلوا على انتحاريين من حزب الله ليخدموا حراساً لديكم».
ـــــ وضع المر ضوابط على تحركات زوار منزل عون في الرابية. يسمح المر حصراً للزوار الرسميين، كالنواب، بالوصول إلى منزل عون، أما الآخرون فعليهم ركن سياراتهم بعيداً واستخدام باصات. يقول المر إن سكان الرابية ممتعضون من كون عون جاراً لهم، وفي الوقت عينه يدعم حزب الله خلافاً للتقاليد المسيحية.
ـــــ يؤكد المر أن عون «فقد عقله». يستجيب دائماً لطلبات جبران باسيل وابنتيه، بغض النظر عن لامنطقية الأفكار. لديه حساسية مفرطة تجاه قائد الجيش ميشال سليمان، ولا يستطيع قبول وصول سليمان إلى رئاسة الجمهورية. كل ذلك، يضيف المر، وسط تناول 5 جرعات من الإنسولين يومياً لمحاولة السيطرة على مرض السكري.
إسرائيل لا تزال تقلقني
ـــــ بعد توضيح أنه ليس مسؤولاً عن نقل رسائل إلى إسرائيل، قال المر إن بإمكان إسرائيل القيام بخطوتين جيدتين عندما يتعلق الأمر بحزب الله. الأول هو ألا تمس الخط الأزرق والمنطقة الخاضعة للقرار 1701، ومن شأن ذلك أن يبقي حزب الله بعيداً عن هذه المنطقة. أما الثاني فهو أن إسرائيل يجب ألا تدمر الجسور والبنى التحتية في المناطق المسيحية. فالمسيحيون كانوا يؤيدون إسرائيل عام 2006، إلى أن قصفت إسرائل جسورهم. إذا كان على إسرائيل أن تقصف هذه الأماكن في المناطق الشيعية، فهذه مشكلة حزب الله. وبرأي المر، إن هذه الحرب ليست ضد لبنان، بل ضد حزب الله. وقال المر أيضاً إن هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية غير مسبوق منذ عام 1982. وآخر مرة شهد لبنان فيها هذا العدد من الطلعات الجوية الإسرائيلية كان خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
المر لسليمان: إنها ليست حربنا
ـــــ قال المر إنه التقى قائد الجيش ميشال سليمان لمناقشة التحضيرات المتعقلة بنزاع حزب الله مع إسرائيل في السابع من آذار. كان المر قلقاً على نحو خاص بالنسبة إلى اللواءين الأول والثامن المنتشرين في وادي البقاع. يعتقد المر أن هذين اللواءين سينعزلان عن دعم القيادة عندما تشن إسرائيل عملياتها على حزب الله في البقاع. وبذلك، فإنهما سيطلبان الطعام والماء (إلخ...) من السكان المحليين. وبما أن السكان المحليين مؤيدون لحزب الله في معظمهم، يخشى المر استدراج هذين اللواءين إلى المعركة، وهذه هي الكارثة الكبرى التي يأمل المر تجنبها. ومن أجل ذلك، يحاول المر التثبت من مدى طول المدة التي سيتطلبها الهجوم للتخلص من حزب الله في البقاع. أضاف المر أن الجيش سيبدأ على نحو سري بتزويد هذين اللواءين بطعام ومال وماء احتياطي، لكي يتمكن اللواءان من البقاء داخل قواعدهما عندما تهجم إسرائيل على حزب الله.
ـــــ أعطى المر نصيحة لسليمان، مفادها أن الجيش اللبناني يجب ألا يتدخل «عندما تأتي إسرائيل». هذه النصيحة أتت بعد أربعة أيام من توجيه سليمان أوامر إلى ضباطه لكي يستعدوا. قال لنا المر إنه وعد سليمان بتوفير الغطاء السياسي لعدم تحرك الجيش. يرى المر أن هجوماً إسرائيلياً على حزب الله لن يكون هجوماًُ على لبنان، وأن سوريا وإيران لم تطلبا إذناً من لبنان لإمداد حزب الله بالصواريخ. بناءً على ذلك، تلقى الجيش اللبناني أوامر بعدم التورط في أي معركة، وأن يؤدي الدور الكامل للدفاع المدني، كالمساعدات الإنسانية، في حال حصول المعارك. قال لنا المر إنه سيتحدث شخصياً مع الضباط الشيعة في الجيش اللبناني، ليتأكد من أنهم يفهمون جيداً سبب عدم تدخل الجيش اللبناني. بالنسبة إلى المر، إن الهدف الاستراتيجي للجيش اللبناني كان البقاء من دون أي أضرار لمدة ثلاثة أسابيع، والبقاء قادراً على أخذ زمام الأمور عندما تتدمر ميليشيا حزب الله. وقال المر: «لا أريد للآلاف من جنودنا أن يموتوا من دون سبب».
تعليق السفارة الأميركية
إن المر قلق جداً بشأن حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل. إن الوقت التي استغرقه الحديث عن هذا الأمر بالنسبة إلى الشؤون السياسية الأخرى في لبنان على مدى ساعتين ونصف ساعة من الحوار، هو دليل على مدى القلق الموجود لديه. يبدو المر هادفاً إلى التثبت من أن الجيش سيقف جانباً لكي يتلقى حزب الله كامل ثقل الهجوم الإسرائيلي. وفيما لاحظنا ارتفاع عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية، بينها واحدة فوق وسط بيروت يوم الجمعة، 7 آذار، إلا أننا لم نلحظ معطيات تثبت قلق المر من هجوم إسرائيلي وشيك.
التوقيع: سيسون
11/ 3/ 2008 04:08
المصدر: سفارة بيروت
المضمون: سري
سائر في رحاب الله
12-02-2010, 09:51 PM
المسيحيون صالحون لمكافحة الإرهاب، لأن الإرهابيين هم إما شيعة و سُنة. هذا ما تنقله وثيقة السفارة الأميركية عن وزير الدفاع عام 2008
في الأول من نيسان 2008، عقدت اجتماعات بين مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة، مايكل فايكرز، وقائد قوات العمليات الخاصة مايكل مولهولاند والقائمة بالأعمال ميشال سيسون والملحق العسكري، ووزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش ميشال سليمان ومدير الاستخبارات العميد جورج خوري. كان جو اللقاء ترحيبياً، وتضمن تقديراً عالياًَ للدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة الأميركية. واستضاف الجنرال سليمان الوفد على الغداء في نادي الضباط في اليرزة، وهو شرف يخصّ به ضيوفه المهمين.
ـــــ استهل المر الاجتماع بالتذكير بالصعوبات التي واجهها الجيش اللبناني خلال حملة نهر البارد في صيف 2007. خسر الجيش اللبناني 176 عنصراً نتيجة للمعركة. شرح المر أن الجيش قضى وقتاً عصيباً بسبب ضيق الطرق داخل المخيم، ونقص التجهيزات والذخائر. وأكد المر أيضاً أن بنية الجيش وتدريباته لم ترقَ بعد إلى مستوى المتطلبات الوطنية.
ـــــ قال المر إن الجيش تعلم دورساً عديدة من نهر البارد. على المستوى الاستراتيجي، قال المر إن الجيش بحاجة إلى تحويل تدريبه وتجهيزه للتركيز على دعم عمليات مكافحة الإرهاب. كان المر حازماً عندما قال: «لسنا بحاجة إلى هذا الجيش الثقيل الذي درّبته وجهّزته الولايات المتحدة عام 1983. لقد تغيّرت الأوضاع منذ 11 أيلول، ونحتاج إلى الاعتماد أكثر على القوات الخاصة وألوية أقل ثقلاً. نحتاج إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وطائرات مروحية هجومية لدعم القوات البرية». خلص المر إلى القول إنه بحاجة إلى ما بين 10 آلاف و15 ألف جندي في قوات خاصة موزعين على ما بين 10 إلى 15 كتيبة مدعومين بما بين 20 ألفاً و25 ألف جندي. هو يظن أن العديد الحالي للجيش، 60 ألف جندي، كبير جداً بالنسبة إلى المهمات المطلوبة منه.
المخيمات الفلسطينية: مليئة بالإرهابيين
ـــــ الهدف الأول لهذا التحول في الجيش يجب أن يكون التصدي للتهديدات الإرهابية داخل لبنان. قال لنا المر إن سوريا لا تزال تساعد الإرهابيين الموجودين في المخيمات الفلسطينية الثلاثة عشر. وبحسب ما قال المر، فإن دولاً عربية أخرى تستخدم المخيمات كأرض خرجة «لمواطنيهم القذرين». إن أحد الأمور المثيرة في نهر البارد كانت أن أياً من أعضاء فتح الإسلام الثلاثين الذين قتلوا والثلاثين الآخرين الذين قبض عليهم، لم يكن اسمه موجوداً في قواعد بيانات وكالات الاستخبارات الأميركية والأوروبية والعربية.
ـــــ «إذا نظرتم إلى عين الحلوة، فقد نواجه «نهر بارد» آخر في أي وقت. يجب أن نكون مدربين وجاهزين». بحسب معلومات المر، فإن عين الحلوة يتحول إلى نهر بارد آخر، لكنه أكثر سوءاً. إذا اندلع قتال غداً في عين الحلوة، فسيكون على المر أن ينقل إليه مئة في المئة من قواته الخاصة. وهذا سيتركه من دون أي احتياط للتصدّي لأي طارئ قد يحدث. وإذا اندلعت المعركة في مخيمين في الوقت نفسه، فإن الجيش اللبناني لن يتمكن من السيطرة على أيّ منهما. لهذا السبب، يريد المر الانتقال سريعاً من أجل تحويل الجيش اللبناني إلى جيش مرتكز على القوات الخاصة.
ـــــ شرح المر أنه يريد رفع عدد المسيحيين في الجيش، عبر استقطابهم للتوظيف في وحدات القوات الخاصة. مستنداً إلى إمكان الاعتماد عليهم، والثقة بهم، ورغبتهم في التطوع في القوات الخاصة، أخبرنا المر أن المسيحيين هم مثاليون لهذه المهمة، آخذاً في الاعتبار بعض وجهات نظر زائريه. انتقل المر إلى شرح أسباب حاجته إلى تطويع مسيحيين. وبحسب المر، فإن المسيحيين لن يتطوعوا ليكونوا جنوداً عاديين يخدمون في الجنوب أو على الحدود بعيداً عن عائلاتهم التي تعيش في معظمها قرب بيروت. والأكثر أهمية، بالنسبة إلى المر، أن القانون اللبناني يتطلب أن يكون عديد الجيش مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. وهناك أماكن شاغرة تسمح لعديد المسيحيين في الجيش بأن يكبر.
ـــــ بحسب ما يقول المر، فإن الجيش فتح باب التطوع في القوات الخاصة خلال معارك نهر البارد، ليستطلع مدى الاستجابة لهذا النداء. تقدم نحو 27 ألفاً للخدمة في نهر البارد. وخلال عملية تطويع أخيرة لنحو 5 آلاف، تقدم خمسون ألفاً. وبين هؤلاء، 45 ألفاً أبدوا رغبتهم في الخدمة في القوات الخاصة. كان بينهم 8600 مسيحي من جبل لبنان، منطقة مسيحية، تقدموا للتطوع في القوات الخاصة. وبحسب المر، «إنك عندما تقاتل الإرهابيين، تقاتل سنّة أو شيعة؛ أنت بحاجة إلى مسيحيين في القوات الخاصة للقيام بهذه المهمة. إذا ضاعفت عدد المسيحيين، فستحصل على أفضل نتائج».
نسب الطوائف في الجيش
ـــــ قال لنا المر إن جهوده التطويعية خلال السنتين الماضيتين أدت إلى إدخال 20 ألف جندي جديد إلى الجيش، في الوقت الذي غادر فيه عدد من المجندين الجيش. عندما بدأت هذه العملية، كانت نسبة الشيعة 58 في المئة من المتقدمين. الآن نسبتهم 25 في المئة. في الوقت ذاته، كان المر قادراً على رفع نسبة المسيحيين إلى 25 في المئة، والسنّة والدروز إلى نحو 50 في المئة. يؤكد المر أن الشيعة لم يعودوا «يمثّلون تهديداً» للجيش، حتى لو طلب منهم نصر الله أن يتركوا الجيش.
ـــــ بالنسبة إلى الجنود السنّة في الجيش، وصفهم المر بأنهم «شديدو الولاء». معظم الجنود السنّة يأتون من منطقة عكار الفقيرة في شمال لبنان. كل واحد من أبناء الشمال الذين ينضمون إلى الجيش لديه شبكة من أعضاء عائلته داخل الجيش. بالنسبة إلى الشيعة، يقول المر «إنهم يأتون إلى الجيش من أجل الراتب والأكل. المسيحيون يأتون بدافع من حسّ خدمة المجتمع. لهذا السبب النخبة تريد أن تخدم في القوات الخاصة. لن تسمعوا هذا الكلام من الجيش، لكن هذه هي حقيقتهم».
ـــــ أخبرنا المر أن مخيم عين الحلوة هو أكبر تجمع للمجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط. في عين الحلوة منظمات متشددة دينياً ومذهبياً، وهو يؤدي أيضاً دور الحاضن لإرهابيين فرنسيين وألمان. وبما أن الأمم المتحدة لن تدخل إلى المخيمات، يشعر المر بأن الحكومة اللبنانية مجبرة على الاستمرار بتغذية النزاعات الفلسطينية الداخلية، لإبقاء مختلف المجموعات غير واثقة بوضعها. مستنداً إلى القرار 1701 كنص يشرّع القيام بخطوات داخل المخيمات، يخطط المر لإرسال قواته الخاصة لتوقيف الإرهابيين داخل المخيمات.
سليمان ودروس نهر البارد
ـــــ قائد الجيش ميشال سليمان قال إن الجيش تعلم دروساً عدة من نهر البارد. الدرس الأول أن المخيمات جزء من «شبكة إجرامية» مسؤولة عن تفجيرات في لبنان. في حالة نهر البارد، كان على الجيش أن يوقف المجرمين. الدرس الثاني هو أن الجيش لم تكن لديه فكرة عما هو موجود في باقي المخيمات، وعليهم أن يكونوا جاهزين لملاحقة المجرمين في تلك المخيمات أيضاً. «نحن بحاجة إلى حل. نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا وعن المواطنين اللبنانيين في وجه هؤلاء المجرمين»، يقول سليمان. مخيم عين الحلوة يمثّل مشكلة لجهة أن جيرانه في مدينة صيدا متآلفون مع سكان المخيم. وهذه الحالة معاكسة للحالة في نهر البارد صيف عام 2007، حيث كان السكان المحليّون غير مساعدين للفلسطينيين.
شركاء ضد الإرهاب
ـــــ افتتح (مدير استخبارات الجيش العميد جورج) خوري اللقاء بتوجيه شكر إلى مساعد وزير الدفاع فايكرز على الدعم المتواصل للمؤسسات اللبنانية، سواء لناحية التجهيز أو المساعدة الاستخبارية. ومن موقعه، قال لنا خوري إن هذا التعاون الاستخباري سمح للجيش بأن يكون أكثر فعالية في مواجهة الإرهاب، وبالتالي، مساعدة الدولة. أكد خوري أن الجيش هو القوة الوحيدة القادرة على التعامل بفعالية مع الإرهاب. «بمساعدتكم»، قال خوري، «سنكون القوة الوحيدة في لبنان، ولن يكون هناك ميليشيات»، في إشارة واضحة إلى حزب الله.
ـــــ قال لنا خوري إن تهديد الإرهابيين داخل المخيمات هو جدّي وفي تصاعد. متحدّثاً عن 57 عاماً من تاريخ وكالته في جمع ملفات استخبارية عن المخيمات، يشعر خوري بأن مديريته هي في الموقع الأفضل لتنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب في لبنان. ومع أن القتال في نهر البارد قد انتهى، أكد خوري أن ثمة مجموعات عديدة آتية إلى لبنان عبر سوريا متآلفة مع الإرهاب، وهذه المجموعات تتمركز في المخيمات الفلسطينية. يرى خوري وجود علاقات استراتيجية تمتد من باكستان إلى المغرب تربط هذه المجموعات بعضها ببعض. يعتقد خوري أن تنظيم القاعدة يسعى إلى دعم عمليات انطلاقاً من المخيمات الفلسطينية. خوري مستعد لتلقّي أي دعم أو تدريب تقدمه حكومة الولايات المتحدة، لكي نتمكن من «محاربة الإرهاب في سبيل مصلحة العالم أجمع».
تاريخ المذكرة: 2 نيسان 2008
المصدر: سفارة بيروت
التصنيف: سري
عدد الخميس ٢ كانون الأول ٢٠١٠
عن جريدة الأخبار
سائر في رحاب الله
12-02-2010, 10:13 PM
وثائق مهمة ..... تفضح بالوثائق......
أهم ما ورد ..... يتناول المخيمات الفلسطينيه ..... وتدعيم الجيش بعناصر مسيحيه من أجل قتال الإرهاب .....
كذلك .... قول إلياس المر عن أن حزب الله غير واثق بنصره إذا ما تم شن حرب على لبنان .... وعليه فيجب على الجيش أن يبق على الحياد إذا ما بدأت الحرب ......
من هناك
12-03-2010, 02:50 AM
المفارقة الكبرى ان المر يكذب الوثائق
لكن السفير الكندي في افغانستان اعترف ان الوثائق صحيحة وهو يريد ان يستقيل لأنه لا يستطيع ان يسحب كلامه
مقاوم
12-05-2010, 05:35 AM
هذه الوثائق تكاد تكون كالإهانة التي تتبع الجرح. وذلك بسبب ضعفنا وذلنا وعدم قدرتنا على التعامل مع مفاعيلها بالقوة والحزم المطلوبين.
من هناك
12-06-2010, 10:32 AM
كل ما نشرته الوثائق عن فضائح العربان شبه معروف ولكن المشكلة انه لا يوجد اي نظام في البلد للإحتكام إليه والمطالبة بمعاقبة المسيئين والشعب غير قادر اصلاً على رفع العين
سائر في رحاب الله
12-06-2010, 02:48 PM
يا أخ من هناك ..... لا شك أنه لا يخفى على ذي عقل مدى العمالة التي وصلت إليها الأنظمة ......
لكن هذه الوثائق ..... تفضح أمام العلن .... وتبرهن بالأدلة والتاريخ والمكان والزمان ......
أخ مقاوم ..... الله المستعان .....
النقطة الأهم برأيي .... هي بما يتعلق بمخيم عين الحلوة ..... هل سيحصل ما حصل في نهر البارد .....