من هناك
11-28-2010, 03:24 AM
عتب في قلب طرابلس... بعد مشهديّ عكار وصيدا
لماذا غاب الطيب... وابن الرفيق عن «الفيحاء المحروسة»؟
غسان ريفي طرابلس:
بينما كان الرئيس نجيب ميقاتي يبلغ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عتب طرابلس على عدم قيامه بزيارتها، وذلك خلال لقائه معه مساء امس الأول في مقر إقامته في فندق فينيسيا في بيروت، كانت ورش البلدية في المدينة تعمل على إزالة غابة صور الرئيس أردوغان ولافتات الترحيب به من الشوارع والساحات العامة، بعدما بقيت بعيدة جداً عن مواقع الاستقبال، وذلك وسط غصّة اجتاحت الطرابلسيين على هذا الاستثناء غير المبرر من حفيد السلاطين الذين لم يقصروا يوما بحق «محروستهم طرابلس» ومن إبن الشهيد رفيق الحريري الذي قفز فوق الفيحاء الى عكار متناسيا ما قدمته العاصمة الثانية لدعم مسيرته ومنحه الاكثرية في المجلس النيابي.
ولا يلتقي اثنان في طرابلس إلا ويكون حديث غياب طرابلس عن برنامج الزيارة الرئاسية التركية ثالثهما، خصوصا أن جولات الرئيس رجب طيب أردوغان شملت لبنان من أقصى جنوبه الى أقصى شماله، من دون أن يعرّج على طرابلس ذات الحضور التركي التاريخي المميز بآثارها ومعالمها وأبنيتها وبعض عائلاتها التي تتخذ تسميتها من مناصب عثمانية شغلتها أجدادها «تحصلدار، خزندار، سنجقدار...» وغيرها، الأمر الذي تفاعل في الأوساط الطرابلسية، وترك بالغ الأثر في نفوس أبناء المدينة وتحول الى عتب عارم على الامعان في تهميش طرابلس وحرمانها من ان يكون لها دور فاعل في استقبال «ضيف لبنان» وتقديم مدن ومناطق أخرى عليها، وتجاهلها كعاصمة ثانية ذات ثقل سني كبير قدمت للبنان ثلاث رؤساء حكومات منهم من قضى شهيداً وهو في سدة الحكم.
بالرغم من انتهاء زيارة أردوغان ومغادرته لبنان، ودخول البلاد في أجواء زيارة الرئيس سعد الحريري الى طهران، ما زالت عشرات الاسئلة حاضرة في كل الأوساط السياسية الطرابلسية والمجتمع المدني الذي كان موعودا بهذه الزيارة قبل نحو ثلاثة أشهر أي منذ بداية التحضير لها، بهدف افتتاح التكية المولوية التي تمول إعادة تأهيلها مؤسسة «تيكا» التابعة لوزارة الأوقاف التركية.
وتتوالى الأسئلة: لماذا لم يزر الرئيس رجب طيب أردوغان طرابلس؟ هل هو موقف تركي من المدينة التي تتغنى بتاريخها العثماني؟ أم أن عدم انتهاء مشروع تأهيل التكية المولوية أدى الى تأجيل الزيارة لحين مجيء رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول؟ وإذا كان هناك من إصرار على الزيارة الطرابلسية هل سيقف في وجهها بعض التشطيبات النهائية على مشروع التكية المولوية؟
هل أن عكار بالنسبة للرئيس سعد الحريري أهم من طرابلس؟... أم أن الرئيس الحريري حرص على أن يأخذ ضيفه الى حيث جمهوره «المستقبلي» الصرف، في حين سيكون مضطرا في طرابلس إلى شراكة مع الرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ما يظهر التنوع في المدينة والجمهور السنيّ المتعدد الاتجاهات؟... هل أراد الرئيس الحريري أن يظهر أمام الرئيس أردوغان أنه الزعيم السني الاوحد في لبنان من خلال مهرجانيّ عكار وصيدا، وأن يستفيد من هذا الحشد الشعبي الكبير في زيارته الى طهران؟...
هذه الأسئلة وغيرها كثيرة تترافق مع عتب أيضا على الرئيس الحريري الذي لم يتجاوز طرابلس بالزيارة الرئاسية التركية فحسب، بل نسيها أو تناساها في خطابيه في الكواشرة وعيدمون فعبّر عن امتنانه لأهل عكار الأوفياء بالرغم من وجود الآلاف من المشاركين من طرابلس والمنية والضنية، كما جدد وعوده بتنفيذ المشاريع الانمائية لـ«عكار الحبيبة الأبية» متجاهلا طرابلس التي اعطته كما لم تعط أحدا من قبل، وهي التي تعاني من مشكلات اجتماعية لا سيما في بعض مناطقها وفي مقدمتها التبانة التي دافعت عن الرئيس الحريري ومشروعه ودفعت دماً ودماراً!!...
أمام هذا الواقع عبّرت طرابلس عن احتجاجها على استثنائها من زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الى لبنان، فظهرت في الشوارع عدد من اللافتات لعدد من الهيئات المدنية والاسلامية وفي مقدمتها اللجان الاهلية وحركة التوحيد الاسلامي تؤكد «ان طرابلس هي بوابة الشمال»، وتعتبر «أن تغييب طرابلس عن هذه الزيارة هي مصادرة دورها ونضالاتها وعلاقاتها المميزة مع تركيا... بدءا من السلطنة العثمانية وصولا الى الرئيس أروغان».
كذلك فقد صدر العديد من ردود الفعل اهمها ما جاء على لسان الرئيس نجيب ميقاتي الذي أبلغ الرئيس أردوغان صراحة عتب طرابلس وأهلها، الى غيرها من المواقف.
لماذا غاب الطيب... وابن الرفيق عن «الفيحاء المحروسة»؟
غسان ريفي طرابلس:
بينما كان الرئيس نجيب ميقاتي يبلغ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عتب طرابلس على عدم قيامه بزيارتها، وذلك خلال لقائه معه مساء امس الأول في مقر إقامته في فندق فينيسيا في بيروت، كانت ورش البلدية في المدينة تعمل على إزالة غابة صور الرئيس أردوغان ولافتات الترحيب به من الشوارع والساحات العامة، بعدما بقيت بعيدة جداً عن مواقع الاستقبال، وذلك وسط غصّة اجتاحت الطرابلسيين على هذا الاستثناء غير المبرر من حفيد السلاطين الذين لم يقصروا يوما بحق «محروستهم طرابلس» ومن إبن الشهيد رفيق الحريري الذي قفز فوق الفيحاء الى عكار متناسيا ما قدمته العاصمة الثانية لدعم مسيرته ومنحه الاكثرية في المجلس النيابي.
ولا يلتقي اثنان في طرابلس إلا ويكون حديث غياب طرابلس عن برنامج الزيارة الرئاسية التركية ثالثهما، خصوصا أن جولات الرئيس رجب طيب أردوغان شملت لبنان من أقصى جنوبه الى أقصى شماله، من دون أن يعرّج على طرابلس ذات الحضور التركي التاريخي المميز بآثارها ومعالمها وأبنيتها وبعض عائلاتها التي تتخذ تسميتها من مناصب عثمانية شغلتها أجدادها «تحصلدار، خزندار، سنجقدار...» وغيرها، الأمر الذي تفاعل في الأوساط الطرابلسية، وترك بالغ الأثر في نفوس أبناء المدينة وتحول الى عتب عارم على الامعان في تهميش طرابلس وحرمانها من ان يكون لها دور فاعل في استقبال «ضيف لبنان» وتقديم مدن ومناطق أخرى عليها، وتجاهلها كعاصمة ثانية ذات ثقل سني كبير قدمت للبنان ثلاث رؤساء حكومات منهم من قضى شهيداً وهو في سدة الحكم.
بالرغم من انتهاء زيارة أردوغان ومغادرته لبنان، ودخول البلاد في أجواء زيارة الرئيس سعد الحريري الى طهران، ما زالت عشرات الاسئلة حاضرة في كل الأوساط السياسية الطرابلسية والمجتمع المدني الذي كان موعودا بهذه الزيارة قبل نحو ثلاثة أشهر أي منذ بداية التحضير لها، بهدف افتتاح التكية المولوية التي تمول إعادة تأهيلها مؤسسة «تيكا» التابعة لوزارة الأوقاف التركية.
وتتوالى الأسئلة: لماذا لم يزر الرئيس رجب طيب أردوغان طرابلس؟ هل هو موقف تركي من المدينة التي تتغنى بتاريخها العثماني؟ أم أن عدم انتهاء مشروع تأهيل التكية المولوية أدى الى تأجيل الزيارة لحين مجيء رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول؟ وإذا كان هناك من إصرار على الزيارة الطرابلسية هل سيقف في وجهها بعض التشطيبات النهائية على مشروع التكية المولوية؟
هل أن عكار بالنسبة للرئيس سعد الحريري أهم من طرابلس؟... أم أن الرئيس الحريري حرص على أن يأخذ ضيفه الى حيث جمهوره «المستقبلي» الصرف، في حين سيكون مضطرا في طرابلس إلى شراكة مع الرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ما يظهر التنوع في المدينة والجمهور السنيّ المتعدد الاتجاهات؟... هل أراد الرئيس الحريري أن يظهر أمام الرئيس أردوغان أنه الزعيم السني الاوحد في لبنان من خلال مهرجانيّ عكار وصيدا، وأن يستفيد من هذا الحشد الشعبي الكبير في زيارته الى طهران؟...
هذه الأسئلة وغيرها كثيرة تترافق مع عتب أيضا على الرئيس الحريري الذي لم يتجاوز طرابلس بالزيارة الرئاسية التركية فحسب، بل نسيها أو تناساها في خطابيه في الكواشرة وعيدمون فعبّر عن امتنانه لأهل عكار الأوفياء بالرغم من وجود الآلاف من المشاركين من طرابلس والمنية والضنية، كما جدد وعوده بتنفيذ المشاريع الانمائية لـ«عكار الحبيبة الأبية» متجاهلا طرابلس التي اعطته كما لم تعط أحدا من قبل، وهي التي تعاني من مشكلات اجتماعية لا سيما في بعض مناطقها وفي مقدمتها التبانة التي دافعت عن الرئيس الحريري ومشروعه ودفعت دماً ودماراً!!...
أمام هذا الواقع عبّرت طرابلس عن احتجاجها على استثنائها من زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الى لبنان، فظهرت في الشوارع عدد من اللافتات لعدد من الهيئات المدنية والاسلامية وفي مقدمتها اللجان الاهلية وحركة التوحيد الاسلامي تؤكد «ان طرابلس هي بوابة الشمال»، وتعتبر «أن تغييب طرابلس عن هذه الزيارة هي مصادرة دورها ونضالاتها وعلاقاتها المميزة مع تركيا... بدءا من السلطنة العثمانية وصولا الى الرئيس أروغان».
كذلك فقد صدر العديد من ردود الفعل اهمها ما جاء على لسان الرئيس نجيب ميقاتي الذي أبلغ الرئيس أردوغان صراحة عتب طرابلس وأهلها، الى غيرها من المواقف.