Hassano
11-14-2010, 02:07 PM
بلدة القلمون دخلت على خط الزلازل في عبوة جسر البلمند والكمين الذي أُعّد للجيش اللبناني على مداخلها
الساحة السنية موزّعة بين السلفيين و «الجماعة الاسلامية» وابراهيم قبيطر المعتقل أحد وجوه «القاعدة»
لجأ اليها وليد البستاني شيخ القاعدة الذي لعب دوراً في
دموع الاسمر
منذ عدة سنوات ما إن تذكر مدينة القلمون جنوبي مدينة طرابلس حتى يتبادر الى الذهن الالتزام الديني ـ الاسلامي ـ السني ومن ثم باتت المدينة محور اهتمام وسائل الاعلام العالمية والمحلية منذ حادثة «طريق البلمند» التي كانت تستهدف المطارنة الارثوذكس القادمين من بلاد الصرب.. ولاحقا قضية فتح الاسلام فيى العام 2007.
والقلمون هي البلدة المعروفة بأنها مدينة العلم والعلماء وتكاد تكون المدينة الوحيدة في لبنان التي انتصرت على الأمية.. أيضا هي البلدة التي استهوتها الاحزاب والحركات من كافة الاتجاهات العلمانية والدينية، فعلى سبيل المثال كان أبناؤها من أوائل الذين انتموا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي فشهدت البلدة انتماء واسعا للحزب الى درجة أن الزعيم انطون سعادة أطلق على مديريتها من بين كل مديريات الحزب اسما استثنائيا هو «مديرية الثبات» وذلك لثبات أعضاء الحزب على عقيدتهم رغم كل الظروف والمحن التي مرت على الحزب.
كما كانت القلمون من أوائل البلدات التي انتشرت فيها الجماعة الاسلامية في الستينيات، اضافة الى انتشار حزب البعث العربي الاشتراكي «جناح العراق».
اليوم تتجول في شوارع القلمون فترى المشهد الفسيفسائي فيها، القوميون على قوميتهم والاصوليون على اصوليتهم وتنامي حركة الالتزام الديني بشكل واضح تراه من خلال تيار سلفي بدأ يأخذ مكانه في وسط المجتمع القلموني. هذا التيار بدأت ملامحه الاولى قرابة 1991 في أول عملٍ أمني متهور حسب ما اعلنت عنه يومها الجماعة الاسلامية عندما أقدم ثلاثة من أعضاء الجماعة الاسلامية على محاولة وضع عبوة ناسفة تحت جسر البلمند الذي يؤدي الى الدير الارثوذكسي الشهير وحيث مقر البطريركية الارثوذكسية في الكورة، وحينها كان من المقرر عقد مؤتمر عام للمطارنة الارثوذكس ومنهم وفد المطارنة الصرب، هؤلاء الشبان الثلاثة خططوا للرد حسب أهوائهم على أزمة البوسنة والهرسك لكن شاء القدر ان تنفجر العبوة بهم واكتشاف أمرهم فأصيب أحدهم عبد الحكيم حليحل بالعمى ومقتل الثاني عبد الله الحلو واعتقال بلال كسن الذي كان يبلغ من لعمر حينها 17 سنة مع حليحل الذي خرج من السجن بعد خمس سنوات من التوقيف بسبب اصابته بالعمى فيما خرج كسن من السجن منذ حوالي السنتين.
التيارات السلفية
في تلك الاثناء تنصلت الجماعة الاسلامية من المجموعة المذكورة مما أدى الى ردة فعل في اوساط عدد من اعضاء الجماعة في القلمون والذين لاحقا تنامت حالتهم وتطورت نحو التيارات السلفية، لا بل كان لظهور تنظيم القاعدة واسامة بن لادن الدور الابرز في استقطاب الشبان رغم ان احدا منهم لم يتمكن من التواصل من القاعدة. الى ان أتت احداث مخيم نهر البارد وظهور فتح الاسلام في نهاية 2006 فبدأت تشهد القلمون حركة استقطاب لشبان سلفيين وحصلت حادثة الاعتداء على دورية الجيش اللبناني على طريق القلمون في عمل اجرامي قتل حينها عدد من عناصر الجيش على ايدي مجموعة ملثمة مما اقتضى عملية مسح شاملة للقلمون بما فيها التلال المحيطة فيها. وجرى اعتقال عددا من السلفيين كان ابرزهم ابراهيم قبيطر الذي ذكرت بعض المعلومات انه كان على علاقة بتنظيم القاعدة بطريقة ما، خاصة وانه احتضن احد عناصر القاعدة الشيخ وليد البستاني وهو اصلا من بلدة ببنين العكارية الذي عثرت عليه عناصر الجيش اللبناني متواريا في خزان المياه في منزل قبيطر بعد جريمة القلمون. كما اعتقال شقيق ابراهيم قبيطر احمد قبيطر المتهم ايضا بعلاقة ملتبسة مع تنظيم القاعدة، ولا يزال هؤلاء قيد الاعتقال.
كما توقيف حسين صـهيون وعبد الرحـمن بيضا بتـهمة اخفاء معلومات ولعلاقة ما بمجموعات فتح الاسـلام الـتي كانت متوارية في الكهوف المحيطة بالقلمون.
السلفية الدعوية
هذه الاحداث وضعت القلمون تحت المجهر وباتت الحركات الاصولية وبشكل خاص التيار السلفي احد أبرز التيارات الناشطة على الساحة القلمونية والى اليوم ويعتبر الشيخ علي الظنط من أبرز الوجوه السلفية في البلدة لكن لم يتعد نشاطهم أكثر من التعليم الديني السلفي والدعوة الى الالتزام الديني. والتيار السلفي الناشط في القلمون لم يصل الى درجة السلفية الجهادية التي تلتقي مع تنظيم القاعدة فبقيت محصورة في السلفية الدعوية، خاصة وان الظروف التي احاطت بالاوضاع العامة، أدت الى تحجيم دورهم الجهادي ولعدم تجاوب قيادة تنظيم القاعدة مع بعض الرموز التي اتهمت بأنها على علاقة معها.
المطلعون في القلمون ومنهم من هو مقرب من التيار السلفي أكدوا ان لا وجود للقاعدة في القلمون باستثناء قبيطر الذي لا يزال في السجن، والسلفيون في القلمون باتوا ينشطون في مساجد البلدة واتخذوا من المسجد الغربي مركزا دعويا دائما لهم حتى بات يعرف بأنه مسجد السلفيين.
ويذكر ان الساحة الاسلامية السنية في القلمون باتت موزعة ما بين الجماعة الاسلامية الذي أسس لها غسان حبلص موقعا في البلدة من جهة، وبين التيار السلفي عبر الشيخ الظمط.
البعض يعتبر ان السلفية في كافة الاحوال هي الارض الخصبة التي تنبت فيها القاعدة، لكن توجد خلافات في وجهة النظر بين سلفية دعوية وسلفية جهادية لم تحظ حتى الان السلفية الجهادية بمكانة لها في القلمون بعد احداث فتح الاسلام وبعد توقيف قبيطر والبستاني.
الساحة السنية موزّعة بين السلفيين و «الجماعة الاسلامية» وابراهيم قبيطر المعتقل أحد وجوه «القاعدة»
لجأ اليها وليد البستاني شيخ القاعدة الذي لعب دوراً في
دموع الاسمر
منذ عدة سنوات ما إن تذكر مدينة القلمون جنوبي مدينة طرابلس حتى يتبادر الى الذهن الالتزام الديني ـ الاسلامي ـ السني ومن ثم باتت المدينة محور اهتمام وسائل الاعلام العالمية والمحلية منذ حادثة «طريق البلمند» التي كانت تستهدف المطارنة الارثوذكس القادمين من بلاد الصرب.. ولاحقا قضية فتح الاسلام فيى العام 2007.
والقلمون هي البلدة المعروفة بأنها مدينة العلم والعلماء وتكاد تكون المدينة الوحيدة في لبنان التي انتصرت على الأمية.. أيضا هي البلدة التي استهوتها الاحزاب والحركات من كافة الاتجاهات العلمانية والدينية، فعلى سبيل المثال كان أبناؤها من أوائل الذين انتموا الى الحزب السوري القومي الاجتماعي فشهدت البلدة انتماء واسعا للحزب الى درجة أن الزعيم انطون سعادة أطلق على مديريتها من بين كل مديريات الحزب اسما استثنائيا هو «مديرية الثبات» وذلك لثبات أعضاء الحزب على عقيدتهم رغم كل الظروف والمحن التي مرت على الحزب.
كما كانت القلمون من أوائل البلدات التي انتشرت فيها الجماعة الاسلامية في الستينيات، اضافة الى انتشار حزب البعث العربي الاشتراكي «جناح العراق».
اليوم تتجول في شوارع القلمون فترى المشهد الفسيفسائي فيها، القوميون على قوميتهم والاصوليون على اصوليتهم وتنامي حركة الالتزام الديني بشكل واضح تراه من خلال تيار سلفي بدأ يأخذ مكانه في وسط المجتمع القلموني. هذا التيار بدأت ملامحه الاولى قرابة 1991 في أول عملٍ أمني متهور حسب ما اعلنت عنه يومها الجماعة الاسلامية عندما أقدم ثلاثة من أعضاء الجماعة الاسلامية على محاولة وضع عبوة ناسفة تحت جسر البلمند الذي يؤدي الى الدير الارثوذكسي الشهير وحيث مقر البطريركية الارثوذكسية في الكورة، وحينها كان من المقرر عقد مؤتمر عام للمطارنة الارثوذكس ومنهم وفد المطارنة الصرب، هؤلاء الشبان الثلاثة خططوا للرد حسب أهوائهم على أزمة البوسنة والهرسك لكن شاء القدر ان تنفجر العبوة بهم واكتشاف أمرهم فأصيب أحدهم عبد الحكيم حليحل بالعمى ومقتل الثاني عبد الله الحلو واعتقال بلال كسن الذي كان يبلغ من لعمر حينها 17 سنة مع حليحل الذي خرج من السجن بعد خمس سنوات من التوقيف بسبب اصابته بالعمى فيما خرج كسن من السجن منذ حوالي السنتين.
التيارات السلفية
في تلك الاثناء تنصلت الجماعة الاسلامية من المجموعة المذكورة مما أدى الى ردة فعل في اوساط عدد من اعضاء الجماعة في القلمون والذين لاحقا تنامت حالتهم وتطورت نحو التيارات السلفية، لا بل كان لظهور تنظيم القاعدة واسامة بن لادن الدور الابرز في استقطاب الشبان رغم ان احدا منهم لم يتمكن من التواصل من القاعدة. الى ان أتت احداث مخيم نهر البارد وظهور فتح الاسلام في نهاية 2006 فبدأت تشهد القلمون حركة استقطاب لشبان سلفيين وحصلت حادثة الاعتداء على دورية الجيش اللبناني على طريق القلمون في عمل اجرامي قتل حينها عدد من عناصر الجيش على ايدي مجموعة ملثمة مما اقتضى عملية مسح شاملة للقلمون بما فيها التلال المحيطة فيها. وجرى اعتقال عددا من السلفيين كان ابرزهم ابراهيم قبيطر الذي ذكرت بعض المعلومات انه كان على علاقة بتنظيم القاعدة بطريقة ما، خاصة وانه احتضن احد عناصر القاعدة الشيخ وليد البستاني وهو اصلا من بلدة ببنين العكارية الذي عثرت عليه عناصر الجيش اللبناني متواريا في خزان المياه في منزل قبيطر بعد جريمة القلمون. كما اعتقال شقيق ابراهيم قبيطر احمد قبيطر المتهم ايضا بعلاقة ملتبسة مع تنظيم القاعدة، ولا يزال هؤلاء قيد الاعتقال.
كما توقيف حسين صـهيون وعبد الرحـمن بيضا بتـهمة اخفاء معلومات ولعلاقة ما بمجموعات فتح الاسـلام الـتي كانت متوارية في الكهوف المحيطة بالقلمون.
السلفية الدعوية
هذه الاحداث وضعت القلمون تحت المجهر وباتت الحركات الاصولية وبشكل خاص التيار السلفي احد أبرز التيارات الناشطة على الساحة القلمونية والى اليوم ويعتبر الشيخ علي الظنط من أبرز الوجوه السلفية في البلدة لكن لم يتعد نشاطهم أكثر من التعليم الديني السلفي والدعوة الى الالتزام الديني. والتيار السلفي الناشط في القلمون لم يصل الى درجة السلفية الجهادية التي تلتقي مع تنظيم القاعدة فبقيت محصورة في السلفية الدعوية، خاصة وان الظروف التي احاطت بالاوضاع العامة، أدت الى تحجيم دورهم الجهادي ولعدم تجاوب قيادة تنظيم القاعدة مع بعض الرموز التي اتهمت بأنها على علاقة معها.
المطلعون في القلمون ومنهم من هو مقرب من التيار السلفي أكدوا ان لا وجود للقاعدة في القلمون باستثناء قبيطر الذي لا يزال في السجن، والسلفيون في القلمون باتوا ينشطون في مساجد البلدة واتخذوا من المسجد الغربي مركزا دعويا دائما لهم حتى بات يعرف بأنه مسجد السلفيين.
ويذكر ان الساحة الاسلامية السنية في القلمون باتت موزعة ما بين الجماعة الاسلامية الذي أسس لها غسان حبلص موقعا في البلدة من جهة، وبين التيار السلفي عبر الشيخ الظمط.
البعض يعتبر ان السلفية في كافة الاحوال هي الارض الخصبة التي تنبت فيها القاعدة، لكن توجد خلافات في وجهة النظر بين سلفية دعوية وسلفية جهادية لم تحظ حتى الان السلفية الجهادية بمكانة لها في القلمون بعد احداث فتح الاسلام وبعد توقيف قبيطر والبستاني.