المتأمل
11-04-2003, 11:10 PM
................................... ..............
لابد لنا وبكل واقعية أن نعترف بأن المنهج التربوي والتعليمي الذي يعايشه أبناءنا في المدارس والجامعات وماتبثه الجماعات السياسية الإسلامية فيه خلل عظيم أدى بطريقة أو بأخرى لتفريخ بعض العينات المجرمة في حق نفسها وحق مجتمعاتها ...
ليس من الحكمة أن نبكي كما يقولون على اللبن المسكوب .. لكن ليس من الحكمة أيضا أن نترك مثل هذه العبر تمر علينا دون أن نستفيد منها لمعرفة أخطائنا وكيف يمكن تدارك ما يمكن تداركه .. ومع أن السعيد من اتعظ بغيره , فقد سمحنا نحن المسلمين لغيرنا أن يكون هو السعيد الذي أتعظ بأخطائنا ..
.................................
أولا : ماهي المشكلة ...؟؟
................................
مجموعات من الشباب المسلمين تربوا على الحقد على المجتمعات التي تخالفهم , غذّتهم تربيتهم في الجماعات الاسلامية السياسية على أن يعالجوا خلافهم مع الآخرين بالعنف .. معتمدين على نصوص شرعية مبتورة من هنا وهناك تدعم مفهومهم القاصر عن الاسلام والجهاد ..
قام هؤلاء الشباب فرحين بأعمال انتحارية غدرت بالأبرياء من جميع الأديان كبارا وصغارا نساءا ورجالا .. مدنيين وعسكريين .. وروعوا الآمنين والمعاهدين , فسكتت الأمة عليهم مرات , وصفقت لهم مرات , حتى وصلت أعمالهم الى عمق أقوى دولة كفر في العالم وهي في ذروة نشوة انتصارها وتمكنها ... فكان ذلك أكبر عليها وعلى العالم أجمع ... وأكبر من أن تتحمله .. فانطلقت غزواتها المدمرة على العالم الإسلامي بدءا من أفغانستان ومرورا بالعراق .. ولا ندري الدور القادم على من ..؟؟
ولم يكتف أولئك الشباب الحمقى بأعمالهم خارج العالم الإسلامي بل وصلت حماقتهم للرياض والمغرب .. وفي النهاية إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة .. ولا يستطيع عاقل مهما كانت تبريراته أن يدافع عن هذه الأعمال الحمقاء التي لم ترحم حتى جنود المرور .. وقاطني العمائر السكنية من المسلمين ..!!
................................... .....
ثانيا : أسباب المشكلة
................................... ....
يتحمل الجميع للأسف - ما أظنه - مسؤولية تفريخ هؤلاء الشباب المتهورين , ناقصي العلم الشرعي .. والذين يدينون الله ( بالخطأ ) بقتل وترويع المسلمين والآمنين والمعاهدين وغير الحربيين ..
وسأذكر هنا على شكل رؤوس أقلام الأسباب التي تحضرني الآن ، والتي أرى أنها كانت وراء نشوءهم وتصاعد أعمالهم حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه ..
1- المنهج التربوي والتعليمي الخاطيء لجماعات التيار السياسي الاسلامي , والتي دأبت على تربية أتباعها على الانعزالية عن المجتمعات .. وشحنت أنفسهم من خلال معلمي المدارس والخطب و كاسيتات المحاضرات والأناشيد المليئة بمعاني العدوانية على كل مخالف في الرأي حتى لو كان مسلما .. وغرست العنف في نفوسهم الغضة وأنه الحل الأمثل لكل مشاكل العالم ..
2- تقاعس دور العلماء المعتبرين والمستقلين ( عن تيارات الجماعات السياسية الاسلامية ) :
- تقاعسهم : عن النزول للمجتمعات , والدعوة الى الاسلام الحق الخالي من الطقوس التي فرضتها الجماعات الاسلامية .. وبالتالي غياب المرجعية الشرعية الدينية التي يثق فيها الناس ويرجعوا اليها عند الملمات ... وللانصاف فأن بعضهم حاول ذلك لكنه لم يوفق لأسباب لا مجال هنا لذكرها ..
- وتقاعسهم : عن ملازمة أهل السلطة ونصحهم , الأمر الذي أفقدهم الدور الذي كانوا يمارسه العلماء على مر التاريخ الاسلامي مع الحكام ترغيبا وترهيبا ..
3- تقصير أهل السلطة مع الشباب , فالبطالة , والفراغ الرهيب الذي يعيشه الشباب , ولا يجدون ما يملأونه به سوى الانحراف الأخلاقي , أو الانحراف الديني كما حصل من هؤلاء الشباب .. كان هذا الفراغ سببا رئيسا في دفع الشباب الغض نحو هذه الجماعات والانخراط فيها ..
وللأسف كان هذا بمباركة من الآباء الذين أرادوا أن يمنعوا أبنائهم من الأنحراف الأخلاقي فشجعوهم بحسن نية نحو الانحراف الديني ..
4- غياب وضعف الفهم الشرعي الصحيح عند هؤلاء الشباب خاصة , والمجتمع بشكل عام ... الناتج من الترتيب الخاطيء للأولويات ...
وكما قيل من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين .. وعالم مقصّر في العبادة خير من عابد جاهل ..
5- الظلم والاستكبار اليهودي والعالمي ... وما يراه هؤلاء الشباب من عدوان بشع على المسلمين في شتى بقاع العالم ..
وهناك أسباب جانبية أو أخرى تندرج فيما ذكرناه ..
................................... ...................
ثالثا : ماهو الحل في نظري .......؟؟؟؟
................................... ..................
لن أدّعي أني سأضع الحل السحري الذي يعالج هذا الخلل الخطير الذي وقع فيه مجتمعنا ... لكنها لبنات أفكار , أرتبها حسب فهمي للمشكلة وأسبابها , قد أصيب فيها فيكون ذلك من توفيق رب العباد .. وقد أخطيء في أخرى فيكون ذلك من نفسي القاصرة ..
والأمر من عظم خطورته على الأمة يحتاج الى رؤية , وتفهم , واخلاص أصحاب البصائر .. يساهموا في دراسته والعمل على تنفيذ مايمكن تنفيذه منه .. كل في مجاله وحسب امكانياته .. :
1- مبادرة جميع رموز الجماعات والتيارات السياسية الاسلامية نحو حلّ وانهاء خلايا جماعاتهم العلنية والسرية , وعلى كل المستويات , وانهاء وصايتهم المباشرة والغير مباشرة على أتباعهم .... وتوجيههم نحو الانخراط في المجتمعات الاسلامية تحت المرجعية الشرعية الرسمية والمعتبرة في كل بلد اسلامي أو غير اسلامي ..
2- قيام المؤسسات الدينية الرسمية بدورها نحو التوعية الشرعية الصحيحة للمجتمع .. ومحو أمية الشعوب الاسلامية وما التصق بها من مفاهيم صحوجية مغلوطة ... من خلال برامج دعوية حقيقية مكثفة , يشرف عليها علماء مستقلين وبعيدين عن المناهج الحركية والجهادية المعاصرة ..
3- توجه أهل السلطة نحو الشفافية في أمور الحكم , اداريا , وماليا ... والاستعانة بأهل العلم المخلصين في أداء الأمانة الملقاة على رقابهم , حتى لا يقابلوا ربهم وهم غاشين لأمتهم وخاذلين لها .. وليفتحوا أبواب العمل الحكومي والخاص أمام قطاعات الشباب حتى لا تدفعهم البطالة لأعمال إنتقامية من مجتمعاتهم تحت دعاوى شرعية باطلة ..!!
4- سحب جميع الأعمال الدعوية والشرعية المنظمة من الجماعات الاسلامية , ووضعها تحت ادارة المرجعيات الشرعية الدينية الرسمية .. ووضع الميزانيات والخطط اللازمة لسد الفراغ الذي يمكن أن يترتب على هذه الخطوة ..
5- تشكيل لجان شرعية وتربوية مستقلة وبأمر ملكي لتراجع وتعدّل جميع المواد الدينية والثقافية التي يستغلها بعض المعلمين والمعلمات من أتباع الجماعات السياسية الإسلامية لتفريغ الدين من مقاصده السمحة .
6- أخيرا , لكن قبل كل شيء علينا بالدعاء , والدعاء , والدعاء , واللجوء الى الله سبحانه وتعالى , الحنان المنان , اللطيف الخبير , الحي القيوم , أن يلهم الأمة رشدها , وأن يقيها شر الغوائل .. وأن يكفيها السوء وأهله بما شاء وكيف شاء ..
................................
والحقيقة أن هذه الحلول المقترحة , تستلزم تعاون كل أفراد المجتمع حكاما ومحكومين على تطبيقها .. وتستلزم ترك حظوظ النفس وشهوات التملك والتسلط ..
ومالم نستشعر الخطر ونتداركه ونعالج الاسباب التي أدت لهذه الانتكاسة الكبيرة لعقول وقلوب بعض شبابنا .. فقد تقع فتن لا قدر الله , فوق طاقة الأمة وأمكانياتها .. وقد تذهب بالأخضر واليابس .. وساعتها لا ينفع الندم ..
اللهم هل بلغت ..اللهم فاشهد .
لابد لنا وبكل واقعية أن نعترف بأن المنهج التربوي والتعليمي الذي يعايشه أبناءنا في المدارس والجامعات وماتبثه الجماعات السياسية الإسلامية فيه خلل عظيم أدى بطريقة أو بأخرى لتفريخ بعض العينات المجرمة في حق نفسها وحق مجتمعاتها ...
ليس من الحكمة أن نبكي كما يقولون على اللبن المسكوب .. لكن ليس من الحكمة أيضا أن نترك مثل هذه العبر تمر علينا دون أن نستفيد منها لمعرفة أخطائنا وكيف يمكن تدارك ما يمكن تداركه .. ومع أن السعيد من اتعظ بغيره , فقد سمحنا نحن المسلمين لغيرنا أن يكون هو السعيد الذي أتعظ بأخطائنا ..
.................................
أولا : ماهي المشكلة ...؟؟
................................
مجموعات من الشباب المسلمين تربوا على الحقد على المجتمعات التي تخالفهم , غذّتهم تربيتهم في الجماعات الاسلامية السياسية على أن يعالجوا خلافهم مع الآخرين بالعنف .. معتمدين على نصوص شرعية مبتورة من هنا وهناك تدعم مفهومهم القاصر عن الاسلام والجهاد ..
قام هؤلاء الشباب فرحين بأعمال انتحارية غدرت بالأبرياء من جميع الأديان كبارا وصغارا نساءا ورجالا .. مدنيين وعسكريين .. وروعوا الآمنين والمعاهدين , فسكتت الأمة عليهم مرات , وصفقت لهم مرات , حتى وصلت أعمالهم الى عمق أقوى دولة كفر في العالم وهي في ذروة نشوة انتصارها وتمكنها ... فكان ذلك أكبر عليها وعلى العالم أجمع ... وأكبر من أن تتحمله .. فانطلقت غزواتها المدمرة على العالم الإسلامي بدءا من أفغانستان ومرورا بالعراق .. ولا ندري الدور القادم على من ..؟؟
ولم يكتف أولئك الشباب الحمقى بأعمالهم خارج العالم الإسلامي بل وصلت حماقتهم للرياض والمغرب .. وفي النهاية إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة .. ولا يستطيع عاقل مهما كانت تبريراته أن يدافع عن هذه الأعمال الحمقاء التي لم ترحم حتى جنود المرور .. وقاطني العمائر السكنية من المسلمين ..!!
................................... .....
ثانيا : أسباب المشكلة
................................... ....
يتحمل الجميع للأسف - ما أظنه - مسؤولية تفريخ هؤلاء الشباب المتهورين , ناقصي العلم الشرعي .. والذين يدينون الله ( بالخطأ ) بقتل وترويع المسلمين والآمنين والمعاهدين وغير الحربيين ..
وسأذكر هنا على شكل رؤوس أقلام الأسباب التي تحضرني الآن ، والتي أرى أنها كانت وراء نشوءهم وتصاعد أعمالهم حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه ..
1- المنهج التربوي والتعليمي الخاطيء لجماعات التيار السياسي الاسلامي , والتي دأبت على تربية أتباعها على الانعزالية عن المجتمعات .. وشحنت أنفسهم من خلال معلمي المدارس والخطب و كاسيتات المحاضرات والأناشيد المليئة بمعاني العدوانية على كل مخالف في الرأي حتى لو كان مسلما .. وغرست العنف في نفوسهم الغضة وأنه الحل الأمثل لكل مشاكل العالم ..
2- تقاعس دور العلماء المعتبرين والمستقلين ( عن تيارات الجماعات السياسية الاسلامية ) :
- تقاعسهم : عن النزول للمجتمعات , والدعوة الى الاسلام الحق الخالي من الطقوس التي فرضتها الجماعات الاسلامية .. وبالتالي غياب المرجعية الشرعية الدينية التي يثق فيها الناس ويرجعوا اليها عند الملمات ... وللانصاف فأن بعضهم حاول ذلك لكنه لم يوفق لأسباب لا مجال هنا لذكرها ..
- وتقاعسهم : عن ملازمة أهل السلطة ونصحهم , الأمر الذي أفقدهم الدور الذي كانوا يمارسه العلماء على مر التاريخ الاسلامي مع الحكام ترغيبا وترهيبا ..
3- تقصير أهل السلطة مع الشباب , فالبطالة , والفراغ الرهيب الذي يعيشه الشباب , ولا يجدون ما يملأونه به سوى الانحراف الأخلاقي , أو الانحراف الديني كما حصل من هؤلاء الشباب .. كان هذا الفراغ سببا رئيسا في دفع الشباب الغض نحو هذه الجماعات والانخراط فيها ..
وللأسف كان هذا بمباركة من الآباء الذين أرادوا أن يمنعوا أبنائهم من الأنحراف الأخلاقي فشجعوهم بحسن نية نحو الانحراف الديني ..
4- غياب وضعف الفهم الشرعي الصحيح عند هؤلاء الشباب خاصة , والمجتمع بشكل عام ... الناتج من الترتيب الخاطيء للأولويات ...
وكما قيل من يرد به الله خيرا يفقهه في الدين .. وعالم مقصّر في العبادة خير من عابد جاهل ..
5- الظلم والاستكبار اليهودي والعالمي ... وما يراه هؤلاء الشباب من عدوان بشع على المسلمين في شتى بقاع العالم ..
وهناك أسباب جانبية أو أخرى تندرج فيما ذكرناه ..
................................... ...................
ثالثا : ماهو الحل في نظري .......؟؟؟؟
................................... ..................
لن أدّعي أني سأضع الحل السحري الذي يعالج هذا الخلل الخطير الذي وقع فيه مجتمعنا ... لكنها لبنات أفكار , أرتبها حسب فهمي للمشكلة وأسبابها , قد أصيب فيها فيكون ذلك من توفيق رب العباد .. وقد أخطيء في أخرى فيكون ذلك من نفسي القاصرة ..
والأمر من عظم خطورته على الأمة يحتاج الى رؤية , وتفهم , واخلاص أصحاب البصائر .. يساهموا في دراسته والعمل على تنفيذ مايمكن تنفيذه منه .. كل في مجاله وحسب امكانياته .. :
1- مبادرة جميع رموز الجماعات والتيارات السياسية الاسلامية نحو حلّ وانهاء خلايا جماعاتهم العلنية والسرية , وعلى كل المستويات , وانهاء وصايتهم المباشرة والغير مباشرة على أتباعهم .... وتوجيههم نحو الانخراط في المجتمعات الاسلامية تحت المرجعية الشرعية الرسمية والمعتبرة في كل بلد اسلامي أو غير اسلامي ..
2- قيام المؤسسات الدينية الرسمية بدورها نحو التوعية الشرعية الصحيحة للمجتمع .. ومحو أمية الشعوب الاسلامية وما التصق بها من مفاهيم صحوجية مغلوطة ... من خلال برامج دعوية حقيقية مكثفة , يشرف عليها علماء مستقلين وبعيدين عن المناهج الحركية والجهادية المعاصرة ..
3- توجه أهل السلطة نحو الشفافية في أمور الحكم , اداريا , وماليا ... والاستعانة بأهل العلم المخلصين في أداء الأمانة الملقاة على رقابهم , حتى لا يقابلوا ربهم وهم غاشين لأمتهم وخاذلين لها .. وليفتحوا أبواب العمل الحكومي والخاص أمام قطاعات الشباب حتى لا تدفعهم البطالة لأعمال إنتقامية من مجتمعاتهم تحت دعاوى شرعية باطلة ..!!
4- سحب جميع الأعمال الدعوية والشرعية المنظمة من الجماعات الاسلامية , ووضعها تحت ادارة المرجعيات الشرعية الدينية الرسمية .. ووضع الميزانيات والخطط اللازمة لسد الفراغ الذي يمكن أن يترتب على هذه الخطوة ..
5- تشكيل لجان شرعية وتربوية مستقلة وبأمر ملكي لتراجع وتعدّل جميع المواد الدينية والثقافية التي يستغلها بعض المعلمين والمعلمات من أتباع الجماعات السياسية الإسلامية لتفريغ الدين من مقاصده السمحة .
6- أخيرا , لكن قبل كل شيء علينا بالدعاء , والدعاء , والدعاء , واللجوء الى الله سبحانه وتعالى , الحنان المنان , اللطيف الخبير , الحي القيوم , أن يلهم الأمة رشدها , وأن يقيها شر الغوائل .. وأن يكفيها السوء وأهله بما شاء وكيف شاء ..
................................
والحقيقة أن هذه الحلول المقترحة , تستلزم تعاون كل أفراد المجتمع حكاما ومحكومين على تطبيقها .. وتستلزم ترك حظوظ النفس وشهوات التملك والتسلط ..
ومالم نستشعر الخطر ونتداركه ونعالج الاسباب التي أدت لهذه الانتكاسة الكبيرة لعقول وقلوب بعض شبابنا .. فقد تقع فتن لا قدر الله , فوق طاقة الأمة وأمكانياتها .. وقد تذهب بالأخضر واليابس .. وساعتها لا ينفع الندم ..
اللهم هل بلغت ..اللهم فاشهد .