من هناك
07-21-2010, 08:31 PM
" إن كان الخمر يذهب العقل ، ففي الغناء غفلة القلب "
http://bawady.maktoobblog.com/1609537/%d8%a5%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b1-%d9%8a%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%8c-%d9%81%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d8%a7%d8%a 1-%d8%ba%d9%81/ (http://bawady.maktoobblog.com/1609537/%d8%a5%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b1-%d9%8a%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%8c-%d9%81%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d8%a7%d8%a 1-%d8%ba%d9%81/)
بقلم / أحمد بوادي
" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
لن يكون مقالي هذا للإستدلال على حكم الغناء انطلاقا من الأدلة والنصوص الشرعية
التي تناولها المحرمون وردها المبيحون على أنها أدلة غير صريحة أوغير صحيحة ،
وإنما ردا على المبيحين للغناء تنزلا معهم على أنها مباحة في زعمهم عدم وجود النص
الشرعي الدال على تحريم الغناء فيبقى الأصل على أنها مباحة .
مع أن عدم وجود نص صحيح أو صريح من الكتاب والسنة ، لا يلزم منه كون الأشياء مباحة باطلاق وإلا لوجب عليهم اباحة المخدرات
والتدخين وإباحة قيادة المرأة للسيارة لمن يقول بحرمتها فقد يصير المباح غير مباح بما يترتب عليه من نتائج لا من حيث كونه مباحا
قيادة المرأة جائزة بالأصل ولا يوجد دليل يحرم عليها ذلك
لكن لما كانت قيادة المرأة يترتب عليها مفاسد عظيمة دلت النصوص
العامة وقواعد أهل العلم على منعها مع ما قد يصاحبها من بعض الضوابط
التي تجعل المفسدة أقل من غيرها منعها بعض أهل العلم ، فما بالك بالغناء والاستماع إليه من النساء ومخنثة الرجال وحصول المفسدة متحقق
فلا يصح على أي حال
اغفال مقاصد الشريعة وإهمال أصولها وعدم النظر إلى قواعد وضوابط هذا العلم الشريف
الذي من شأنه حفظ الدين على أهله مع الأخذ بعين الاعتبارالمفاسد المترتبة على اطلاق
هذا القول على أن ذلك الأمر مباح ، لعدم وجود نص صريح وصحيح دال على التحريم
فالمباح إن كان ذريعة لممنوع فهو ممنوع من باب سد الذرائع ، لا من جهة كونه مباحا ،
كما أن المباح قد يتعلق به ما يصير به غير مباح كالمال إذا لم تؤد زكاته والخيل إذا ربطها تعففا ولكن نسي حق الله في رقابها
وقد يكون المباح ذريعة إلى منهي عنه فيكون من تلك الجهة مطلوب الترك
وكما أن الإباحة بحسب الكلية والجزئية تتجاذبها الأحكام
فالمباح بالجزء ، قد يكون مطلوبا بالكل على جهة الوجوب
كالطعام والشراب والبيع والشراء
كما أن المباح بالجزء قد يكون منهيا عنه بالكل على جهة المنع
فيكون الغناء من هذا الجزء إن سلمنا لهم باباحته وعدم وجود نص على تحريمه
وكما قيل أن ابليس يفتح للمرء تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من الشر .
قال تعالى : " لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، إنما يأمركمبالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .
قال الغزالي رحمه الله :" إن المداومة على المباح قد تصيره صغيره ، كما أن المداومة على الصغيرةتصيرها كبيرة "
. ومن هنا قيل : لا صغيرة مع الإصرار "
، وما ذكرته آنفا من مسائل متعلقة بالمباح
قد تكلم عليه وبسطها الشاطبي في مبحث المباح بموافقاته 1 / 95 فليرجع إليه لأهميته
وقد تناولت جزءا من الحديث حول المباح في مقالي
” اغلقوا هذا الباب “ (http://bawady.maktoobblog.com/1609340/%d8%a7%d8%ba%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a 7-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8-2/)
وما أروع ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين 1 / 87
" أن صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي انعم بها على عباده بل
ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما ، بل هما ساقا الإسلام ،
وقيامه عليهما ، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد ، يميز به بين الصحيح والفاسد ،
والحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، ويمده حسن القصد ، وتحري الحق ،
وتقوى الرب في السر والعلانية ، ويقطع مادته إتباع الهوى ، وإيثار الدنيا ، وطلب محمدة
الخلق وترك التقوى00ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم الحقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الواقع 00" انتهى
لقد أمرنا الشرع بالعمل على تغيير المنكر ، والمطربين والمطربات في عصرنا هم دعاة منكر ورذيلة وانحطاط
دعاة فحشاء وسوء ،إنهم الشرذمة المنحلة في مجالات العفة والكرامة والدين ، الذين عملوا ومازالوايعملون في انصهار أخلاق المسلمين
لإبعادهم واقتلاعهم من عقيدتهم وأخلاقهم الكريمةا لنبيلة
انظروا إليهم في حفلات الرقص والغناء والأفلام ، انظروا إليهم في مسابقات الغناء
هؤلاء كما قال عنهم محمد قطب :
" ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترفيه والترويح عن الجماهير كلهم بطبيعة
الحال من الذين انحلت أخلاقهم من قبل ، فكان الانحلال ذاته هو المؤهل الذي يؤهلهم
لدخول عالم الفن وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة نجوما وأبطالا يسعى الجميع إلى تقليدهم
والتشبه بهم ولا يكف المجتمع عن التطلع إليهم ، والإشادة بهم والتحدث عنهم والاهتمام بشأنهم
بل أصبحوا الطبقة المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير !!
فأي شيء من حياة الناس لا تشكله أيدي المنسلخينمن الدين الداعين إلى التغريب تحت
عنوان من العناوين؟!! " انتهى
فكان من الواجب على المخلصين من أبناء الأمة ودعاتها التحذير منهم ومن فساد أخلاقهم وهم يروجون لهذه المنكرات عن طريق الغناء ،
بدلا من دعوة الناس للإستماع إليهم وإصدار الفتاوى لهم . بل بلغ الأمر عند أحدهم
أنه أنكر على أحد السائلين قوله : أنني أمنع أولادي من سماع هيفاء وهبي فقال له اتق الله لا تحرم عليهم شيئا أباحه الله لهم .
فهل غدت قلوب هؤلاء الدعاة سوداء مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرفون معروف
ولا ينكرون منكراً إلا ما أشرب من هواهم
وكأني بالقائلين على جواز الغناء وسماع الموسيقى يعيشون بمعزل
عن المجتمع الذي نعيش به ، وجهل بما يترتب على هذا السماع من فساد بسبب هذا الغناء التي غرقت الأمة به
أم صدق فيهم قول الشاعر وهم يبيحون الغناء
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا فارغا فتمكنا
وكأني بهم وهم يفتون بذلك يقولون للمطربين والمطربات
نصرناكم ونحن أولياؤكم ، وسنقف ضد من يحاربكم ويقف في وجه غناكم
فتاوينا جاهزة للرد عليهم والوقوف بوجوههم
وكأني بهم وهم يتسابقون ويصرون على فتاويهم بإباحة الغناء يقولون لأمة الإسلام
لا حرج عليكم بعد اليوم استمعوا إلى الغناء وصوت المطربين والمطربات
املؤوا المدرجات ، وانشروا الأشرطة والسيديات
فالأمة متعطشة لسماع أصواتكم والتمايل على طرب الحانكم
بعد أن حرمت الفتاوى على أسماعكم سماع عذوبة أصواتكم
زيدوا في لهوهم ، اشبعوا غرائزهم ، عوضوهم عن سنوات الضياع والحرمان
حب القرآن والغناء لا يجتمعان في قلب مسلم
فإن كان الخمر فيه ذهاب العقل ، ففي الغناء غفلة للقلب
اسألوا التائبين ماذا فعلت بهم أغاني أم كلثوم ، وإلى أي حال
وصل بهم الأمر من أغاني عبد الحليم ، وكيف أسكرت قلوبهم فيروز
والله ما عرفنا طريق الحق الإستقامة وطريق القرآن والإستقامة إلا بعد أن ابدلنا
اشرطة الغناء بأشرطة القرآن والمحاضرات وسماع كلام أهل العلم بفضل الله علينا
والله ما تبدل أحوال الطالحين من الفساد إلى الصلاح إلا بعد ترك سماع الغناء
وما تبدل حال أهل الصلاح إلا الفساد إلا بعد الاستماع إلى الغناء
والله كان الواحد منا لا ينام إلا على صوت أم كلثوم ، والأرواح تصعد لبارئها بأصوات الطرب والغناء بدلا من النوم على سماع آيات
الله البينات والاستيقاظ على صوت فيروز
هذا ضياع وخسران يا أخوة ،
لماذا ينكر على من يفعل ذلك طالما أن هذا مباح ، لكن هذا المباح الذي زعموه فيه ضياع وهلاك
ليجعل الفؤاد منشغلا بالمعشوقة والحبيبة والصديقة ويصبح همه معرفة الصوت الجديد والأجمل والطرب والتلذذ بعذوبة الصوت
ليصبح الجلوس على المسلسلات والأفلام والمسرحيات ، وحضور المهرجانات والإحتفالات أمر لا حرج فيه
تخيل رجلا كان ذا هيبة ووقار ولحية بيضاء قاريء ومرتل للقرآن آناء الليل وأطراف النهاروقد اغرورقت عيناه من البكاء خشية
وخوفا من الله قبل سماع الغناء
أصبحت تسمع من داره أو سيارته صوت أم كلثوم أمل حياتي وبعيد عنك حياتي عذاب
أين ستذهب تلك الهيبة وأين سيصبح ذلك الوقار ، وترتيله القرآن ناهيك عن سماع لغيرها
من الفاجرات ومخنثة الرجال
دعاتنا ومشائخنا وأخواننا من أهل الصلاح ، هل نبحث عنهم بمجالس الذكر ، وحلق القرآن
أم نتواعد معهم في الملاهي والمهرجانات ؟؟!!!
ائتوني بمطرب واحد فقط غير فاسق لا يجالس النساء المتبرجات
ولا يتورع عن الجلوس في أماكن شرب الخمور وائتوني بمطربة واحدة فقط
غير متبرجة ، أو ليست فاجرة فاسقة ، ولا تخالط الرجال أو تمتنع عن الجلوس على موائد
الخمور إن لم تكن تضرب به الكؤوس مع المطربين من الرجال
هل هؤلاء الذين يدعوننا هؤلاء الدعاة لسماع أصواتهم بدلا من الإنكار عليهم
بخ بخ ، أنها لقسمة ضيزى ما أريد بها وجه الله
أين الحب في الله ، والبغض في الله ، أين الولاء والبراء مما يفعله هؤلاء
بفتاويهم ، أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ألا تخجل من الله أولا ومن الناس ثانيا ومن نفسك ثالثا
يا من تدعو إلى سماع الغناء من هؤلاء . وممن الغناء إن لم يكن منهم ؟؟!!!
يكفيك من الغناء قبحه وفساده أنه لا يفعله إلا أهل الفسق والمجون ، والتمايل
وأصحاب الهوى والشهوات والملذات
هل هؤلاء من تدعوننا إلى الإستماع إليهم
أليس من الغيرة على الدين والحب في الله والبغض به
أن لا تتعلق قلوبنا بسماع اغانيهم
والله لو لم يوجد دليل على تحريم الغناء لكان ما يترتب عليه من مفاسد
لكاف للقول بحرمته
أخي المسلم :
إذا نظرت إلى المبيحين للغناء نجد أن معظمهم في عصرنا
ممن يذهبون إلى الأقوال الشاذة ، ممن يقولون بجواز مصافحة الرجل للمرأة وممن يفتون للمثلات
التائبات للرجوع إلى التمثيل على أنه جائز ومباح حتى مع الرجال والمكياج
وتجدهم ممن يمنعون الجهاد ، وتحاط بكثير منهم الشبهات ، من الجالسين مع المتبرجات
فهل تظن أنهم ينكرون الغناء وهم لا ينكرون على الجالسات معهم تبرجهن
فهل بعد كل هذا ننتظر منهم فتوى على تحريم الغناء
لا يعقل أن يصدر هذا أبدا من أصحاب الهوى والشهوات
وإن كان الغناء مباحا فهل يفتي لنا المبيحون له سماع أغاني المطربات ومخنة الرجال من المطربين سماعه
بالمسجد ، هل من فعل ذلك يصبح آثما
ومن ذهب إلى جواز سماع الغناء فهل يفتي للنساء بالغناء ، وسماع الرجال لهن
فإن كان لا يفتي لهن فكيف يسوغ للناس سماع اصواتهن
وإن كان يذهب إلى جواز الغناء للمرأة وسماع الرجال لهن فكيف يستقيم هذا القول
مع قول الله تعالى : " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ "
وأي فتنة أعظم للرجل من سماع صوت المرأة وهي ترقق صوتها
وتطرب السامعين بلذة انغام الحانها وكلمات الحب والعشق والغرام وذكر المحبوب
فكيف إن اجتمع مع الغناء هذه الأيام العري والفسق والمجون والتمايل
أم ستقول للمستمع لا تنظر إليها واستمع إلى صوتها
قليلا من الخجل والحياء يا من تسمون أنفسكم دعاة ومفتون
الغناء قديما لم يكن في هيأنه وصورته التي أصبح عليها الآن حتى نتناوله على أنه مباح
ونستدل بأقوال من أباحه على واقعنا اليوم
فقد أصبح تعلق الناس به أكثر من تعلقهم بطعامهم وشرابهم وملبسهم ونومهم
أصبح الغناء يرافقهم بكل أماكن حياتهم بمنازلهم ، بالشوارع ، بالسيارات ، بالمدارس
نغمات الهاتف ، منبه الهاتف للعمل ، وفي العمل ، وفي المدرسة ، وفي الرحلة ، وعند النوم والإستيقاظ
حتى أنهم يطربون وهم جالسون لقضاء حاجتهم ، وكل مرافق الحياة سماعات الهاتف لا تغادر آذانهم وهم يستمعون إلى الغناء
فهذا بلاء عظيم يجب العمل للتخلص منه لا العمل على انتشاره وزيادة تغلغله ،
طالما أنه حلال من يمنع هؤلاء عن التوقف عن سماعه في ظل الفتاوى التي نسمعها
والأمة غارقة من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها بالغناء المؤدي إلى الفساد والرذيلة والفحشاء
تخيل لو منع الغناء ، هل سنرى الكاسيات العاريات اللاتي اعتادت الأمة على رأيتهن
هل سنجد مسارح الرقص والمهرجانات التي تنتشر بها الرذيلة ويكثر فيها المتبرجات وسقط الناس
كيف سيكون اقبال الناس على استماع القرآن وحضور مجالس الذكر ، وصلاح الأمة
والله لن تصلح الأمة إلا أذا تركت الغناء ، وستغرق بالفساد والبعد عن الله
طالما أنها تستمع إلى الغناء
وإن أردنا أن نتحدث عن سماع الغناء قديما لمن كان يفعله لم يكن حاله كاليوم
ونحن نحسن الظن بهؤلاء العلماء المتقدمون ممن قالوا بجواز الإستماع للغناء
على أنهم لن يتأخروا بالقول على حرمته بالصورة التي هي عليه الآن
فقد كان مقتصرا على الجواري وفي المجالس الخاصة ، ولم يكن في صورته الحالية
لم تكن الأمة متعلقة به كما هو الحال الآن ، ولم يكن الغناء تعد له المسابقات والمهرجانات
من ولم يكن من فعل الأحرار ومن فعله من الرجال كان يعد مخنثا
ولم يكن منتشرا بين الناس في أشرطة يستمع إليها في كل لحظة وكل حين
" وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ "
http://bawady.maktoobblog.com/1609537/%d8%a5%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b1-%d9%8a%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%8c-%d9%81%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d8%a7%d8%a 1-%d8%ba%d9%81/ (http://bawady.maktoobblog.com/1609537/%d8%a5%d9%86-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%85%d8%b1-%d9%8a%d8%b0%d9%87%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%8c-%d9%81%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%86%d8%a7%d8%a 1-%d8%ba%d9%81/)
بقلم / أحمد بوادي
" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
لن يكون مقالي هذا للإستدلال على حكم الغناء انطلاقا من الأدلة والنصوص الشرعية
التي تناولها المحرمون وردها المبيحون على أنها أدلة غير صريحة أوغير صحيحة ،
وإنما ردا على المبيحين للغناء تنزلا معهم على أنها مباحة في زعمهم عدم وجود النص
الشرعي الدال على تحريم الغناء فيبقى الأصل على أنها مباحة .
مع أن عدم وجود نص صحيح أو صريح من الكتاب والسنة ، لا يلزم منه كون الأشياء مباحة باطلاق وإلا لوجب عليهم اباحة المخدرات
والتدخين وإباحة قيادة المرأة للسيارة لمن يقول بحرمتها فقد يصير المباح غير مباح بما يترتب عليه من نتائج لا من حيث كونه مباحا
قيادة المرأة جائزة بالأصل ولا يوجد دليل يحرم عليها ذلك
لكن لما كانت قيادة المرأة يترتب عليها مفاسد عظيمة دلت النصوص
العامة وقواعد أهل العلم على منعها مع ما قد يصاحبها من بعض الضوابط
التي تجعل المفسدة أقل من غيرها منعها بعض أهل العلم ، فما بالك بالغناء والاستماع إليه من النساء ومخنثة الرجال وحصول المفسدة متحقق
فلا يصح على أي حال
اغفال مقاصد الشريعة وإهمال أصولها وعدم النظر إلى قواعد وضوابط هذا العلم الشريف
الذي من شأنه حفظ الدين على أهله مع الأخذ بعين الاعتبارالمفاسد المترتبة على اطلاق
هذا القول على أن ذلك الأمر مباح ، لعدم وجود نص صريح وصحيح دال على التحريم
فالمباح إن كان ذريعة لممنوع فهو ممنوع من باب سد الذرائع ، لا من جهة كونه مباحا ،
كما أن المباح قد يتعلق به ما يصير به غير مباح كالمال إذا لم تؤد زكاته والخيل إذا ربطها تعففا ولكن نسي حق الله في رقابها
وقد يكون المباح ذريعة إلى منهي عنه فيكون من تلك الجهة مطلوب الترك
وكما أن الإباحة بحسب الكلية والجزئية تتجاذبها الأحكام
فالمباح بالجزء ، قد يكون مطلوبا بالكل على جهة الوجوب
كالطعام والشراب والبيع والشراء
كما أن المباح بالجزء قد يكون منهيا عنه بالكل على جهة المنع
فيكون الغناء من هذا الجزء إن سلمنا لهم باباحته وعدم وجود نص على تحريمه
وكما قيل أن ابليس يفتح للمرء تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من الشر .
قال تعالى : " لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، إنما يأمركمبالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .
قال الغزالي رحمه الله :" إن المداومة على المباح قد تصيره صغيره ، كما أن المداومة على الصغيرةتصيرها كبيرة "
. ومن هنا قيل : لا صغيرة مع الإصرار "
، وما ذكرته آنفا من مسائل متعلقة بالمباح
قد تكلم عليه وبسطها الشاطبي في مبحث المباح بموافقاته 1 / 95 فليرجع إليه لأهميته
وقد تناولت جزءا من الحديث حول المباح في مقالي
” اغلقوا هذا الباب “ (http://bawady.maktoobblog.com/1609340/%d8%a7%d8%ba%d9%84%d9%82%d9%88%d8%a 7-%d9%87%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8-2/)
وما أروع ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين 1 / 87
" أن صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي انعم بها على عباده بل
ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما ، بل هما ساقا الإسلام ،
وقيامه عليهما ، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد ، يميز به بين الصحيح والفاسد ،
والحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، ويمده حسن القصد ، وتحري الحق ،
وتقوى الرب في السر والعلانية ، ويقطع مادته إتباع الهوى ، وإيثار الدنيا ، وطلب محمدة
الخلق وترك التقوى00ولا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم الحقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علما .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الواقع 00" انتهى
لقد أمرنا الشرع بالعمل على تغيير المنكر ، والمطربين والمطربات في عصرنا هم دعاة منكر ورذيلة وانحطاط
دعاة فحشاء وسوء ،إنهم الشرذمة المنحلة في مجالات العفة والكرامة والدين ، الذين عملوا ومازالوايعملون في انصهار أخلاق المسلمين
لإبعادهم واقتلاعهم من عقيدتهم وأخلاقهم الكريمةا لنبيلة
انظروا إليهم في حفلات الرقص والغناء والأفلام ، انظروا إليهم في مسابقات الغناء
هؤلاء كما قال عنهم محمد قطب :
" ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترفيه والترويح عن الجماهير كلهم بطبيعة
الحال من الذين انحلت أخلاقهم من قبل ، فكان الانحلال ذاته هو المؤهل الذي يؤهلهم
لدخول عالم الفن وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة نجوما وأبطالا يسعى الجميع إلى تقليدهم
والتشبه بهم ولا يكف المجتمع عن التطلع إليهم ، والإشادة بهم والتحدث عنهم والاهتمام بشأنهم
بل أصبحوا الطبقة المرموقة التي تحظى بالاحترام وتحظى بالتقدير !!
فأي شيء من حياة الناس لا تشكله أيدي المنسلخينمن الدين الداعين إلى التغريب تحت
عنوان من العناوين؟!! " انتهى
فكان من الواجب على المخلصين من أبناء الأمة ودعاتها التحذير منهم ومن فساد أخلاقهم وهم يروجون لهذه المنكرات عن طريق الغناء ،
بدلا من دعوة الناس للإستماع إليهم وإصدار الفتاوى لهم . بل بلغ الأمر عند أحدهم
أنه أنكر على أحد السائلين قوله : أنني أمنع أولادي من سماع هيفاء وهبي فقال له اتق الله لا تحرم عليهم شيئا أباحه الله لهم .
فهل غدت قلوب هؤلاء الدعاة سوداء مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرفون معروف
ولا ينكرون منكراً إلا ما أشرب من هواهم
وكأني بالقائلين على جواز الغناء وسماع الموسيقى يعيشون بمعزل
عن المجتمع الذي نعيش به ، وجهل بما يترتب على هذا السماع من فساد بسبب هذا الغناء التي غرقت الأمة به
أم صدق فيهم قول الشاعر وهم يبيحون الغناء
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا فارغا فتمكنا
وكأني بهم وهم يفتون بذلك يقولون للمطربين والمطربات
نصرناكم ونحن أولياؤكم ، وسنقف ضد من يحاربكم ويقف في وجه غناكم
فتاوينا جاهزة للرد عليهم والوقوف بوجوههم
وكأني بهم وهم يتسابقون ويصرون على فتاويهم بإباحة الغناء يقولون لأمة الإسلام
لا حرج عليكم بعد اليوم استمعوا إلى الغناء وصوت المطربين والمطربات
املؤوا المدرجات ، وانشروا الأشرطة والسيديات
فالأمة متعطشة لسماع أصواتكم والتمايل على طرب الحانكم
بعد أن حرمت الفتاوى على أسماعكم سماع عذوبة أصواتكم
زيدوا في لهوهم ، اشبعوا غرائزهم ، عوضوهم عن سنوات الضياع والحرمان
حب القرآن والغناء لا يجتمعان في قلب مسلم
فإن كان الخمر فيه ذهاب العقل ، ففي الغناء غفلة للقلب
اسألوا التائبين ماذا فعلت بهم أغاني أم كلثوم ، وإلى أي حال
وصل بهم الأمر من أغاني عبد الحليم ، وكيف أسكرت قلوبهم فيروز
والله ما عرفنا طريق الحق الإستقامة وطريق القرآن والإستقامة إلا بعد أن ابدلنا
اشرطة الغناء بأشرطة القرآن والمحاضرات وسماع كلام أهل العلم بفضل الله علينا
والله ما تبدل أحوال الطالحين من الفساد إلى الصلاح إلا بعد ترك سماع الغناء
وما تبدل حال أهل الصلاح إلا الفساد إلا بعد الاستماع إلى الغناء
والله كان الواحد منا لا ينام إلا على صوت أم كلثوم ، والأرواح تصعد لبارئها بأصوات الطرب والغناء بدلا من النوم على سماع آيات
الله البينات والاستيقاظ على صوت فيروز
هذا ضياع وخسران يا أخوة ،
لماذا ينكر على من يفعل ذلك طالما أن هذا مباح ، لكن هذا المباح الذي زعموه فيه ضياع وهلاك
ليجعل الفؤاد منشغلا بالمعشوقة والحبيبة والصديقة ويصبح همه معرفة الصوت الجديد والأجمل والطرب والتلذذ بعذوبة الصوت
ليصبح الجلوس على المسلسلات والأفلام والمسرحيات ، وحضور المهرجانات والإحتفالات أمر لا حرج فيه
تخيل رجلا كان ذا هيبة ووقار ولحية بيضاء قاريء ومرتل للقرآن آناء الليل وأطراف النهاروقد اغرورقت عيناه من البكاء خشية
وخوفا من الله قبل سماع الغناء
أصبحت تسمع من داره أو سيارته صوت أم كلثوم أمل حياتي وبعيد عنك حياتي عذاب
أين ستذهب تلك الهيبة وأين سيصبح ذلك الوقار ، وترتيله القرآن ناهيك عن سماع لغيرها
من الفاجرات ومخنثة الرجال
دعاتنا ومشائخنا وأخواننا من أهل الصلاح ، هل نبحث عنهم بمجالس الذكر ، وحلق القرآن
أم نتواعد معهم في الملاهي والمهرجانات ؟؟!!!
ائتوني بمطرب واحد فقط غير فاسق لا يجالس النساء المتبرجات
ولا يتورع عن الجلوس في أماكن شرب الخمور وائتوني بمطربة واحدة فقط
غير متبرجة ، أو ليست فاجرة فاسقة ، ولا تخالط الرجال أو تمتنع عن الجلوس على موائد
الخمور إن لم تكن تضرب به الكؤوس مع المطربين من الرجال
هل هؤلاء الذين يدعوننا هؤلاء الدعاة لسماع أصواتهم بدلا من الإنكار عليهم
بخ بخ ، أنها لقسمة ضيزى ما أريد بها وجه الله
أين الحب في الله ، والبغض في الله ، أين الولاء والبراء مما يفعله هؤلاء
بفتاويهم ، أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ألا تخجل من الله أولا ومن الناس ثانيا ومن نفسك ثالثا
يا من تدعو إلى سماع الغناء من هؤلاء . وممن الغناء إن لم يكن منهم ؟؟!!!
يكفيك من الغناء قبحه وفساده أنه لا يفعله إلا أهل الفسق والمجون ، والتمايل
وأصحاب الهوى والشهوات والملذات
هل هؤلاء من تدعوننا إلى الإستماع إليهم
أليس من الغيرة على الدين والحب في الله والبغض به
أن لا تتعلق قلوبنا بسماع اغانيهم
والله لو لم يوجد دليل على تحريم الغناء لكان ما يترتب عليه من مفاسد
لكاف للقول بحرمته
أخي المسلم :
إذا نظرت إلى المبيحين للغناء نجد أن معظمهم في عصرنا
ممن يذهبون إلى الأقوال الشاذة ، ممن يقولون بجواز مصافحة الرجل للمرأة وممن يفتون للمثلات
التائبات للرجوع إلى التمثيل على أنه جائز ومباح حتى مع الرجال والمكياج
وتجدهم ممن يمنعون الجهاد ، وتحاط بكثير منهم الشبهات ، من الجالسين مع المتبرجات
فهل تظن أنهم ينكرون الغناء وهم لا ينكرون على الجالسات معهم تبرجهن
فهل بعد كل هذا ننتظر منهم فتوى على تحريم الغناء
لا يعقل أن يصدر هذا أبدا من أصحاب الهوى والشهوات
وإن كان الغناء مباحا فهل يفتي لنا المبيحون له سماع أغاني المطربات ومخنة الرجال من المطربين سماعه
بالمسجد ، هل من فعل ذلك يصبح آثما
ومن ذهب إلى جواز سماع الغناء فهل يفتي للنساء بالغناء ، وسماع الرجال لهن
فإن كان لا يفتي لهن فكيف يسوغ للناس سماع اصواتهن
وإن كان يذهب إلى جواز الغناء للمرأة وسماع الرجال لهن فكيف يستقيم هذا القول
مع قول الله تعالى : " فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ "
وأي فتنة أعظم للرجل من سماع صوت المرأة وهي ترقق صوتها
وتطرب السامعين بلذة انغام الحانها وكلمات الحب والعشق والغرام وذكر المحبوب
فكيف إن اجتمع مع الغناء هذه الأيام العري والفسق والمجون والتمايل
أم ستقول للمستمع لا تنظر إليها واستمع إلى صوتها
قليلا من الخجل والحياء يا من تسمون أنفسكم دعاة ومفتون
الغناء قديما لم يكن في هيأنه وصورته التي أصبح عليها الآن حتى نتناوله على أنه مباح
ونستدل بأقوال من أباحه على واقعنا اليوم
فقد أصبح تعلق الناس به أكثر من تعلقهم بطعامهم وشرابهم وملبسهم ونومهم
أصبح الغناء يرافقهم بكل أماكن حياتهم بمنازلهم ، بالشوارع ، بالسيارات ، بالمدارس
نغمات الهاتف ، منبه الهاتف للعمل ، وفي العمل ، وفي المدرسة ، وفي الرحلة ، وعند النوم والإستيقاظ
حتى أنهم يطربون وهم جالسون لقضاء حاجتهم ، وكل مرافق الحياة سماعات الهاتف لا تغادر آذانهم وهم يستمعون إلى الغناء
فهذا بلاء عظيم يجب العمل للتخلص منه لا العمل على انتشاره وزيادة تغلغله ،
طالما أنه حلال من يمنع هؤلاء عن التوقف عن سماعه في ظل الفتاوى التي نسمعها
والأمة غارقة من مفرق رأسها إلى أخمص قدميها بالغناء المؤدي إلى الفساد والرذيلة والفحشاء
تخيل لو منع الغناء ، هل سنرى الكاسيات العاريات اللاتي اعتادت الأمة على رأيتهن
هل سنجد مسارح الرقص والمهرجانات التي تنتشر بها الرذيلة ويكثر فيها المتبرجات وسقط الناس
كيف سيكون اقبال الناس على استماع القرآن وحضور مجالس الذكر ، وصلاح الأمة
والله لن تصلح الأمة إلا أذا تركت الغناء ، وستغرق بالفساد والبعد عن الله
طالما أنها تستمع إلى الغناء
وإن أردنا أن نتحدث عن سماع الغناء قديما لمن كان يفعله لم يكن حاله كاليوم
ونحن نحسن الظن بهؤلاء العلماء المتقدمون ممن قالوا بجواز الإستماع للغناء
على أنهم لن يتأخروا بالقول على حرمته بالصورة التي هي عليه الآن
فقد كان مقتصرا على الجواري وفي المجالس الخاصة ، ولم يكن في صورته الحالية
لم تكن الأمة متعلقة به كما هو الحال الآن ، ولم يكن الغناء تعد له المسابقات والمهرجانات
من ولم يكن من فعل الأحرار ومن فعله من الرجال كان يعد مخنثا
ولم يكن منتشرا بين الناس في أشرطة يستمع إليها في كل لحظة وكل حين
" وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ "