كثر الحديث عن التفكير الإيجابي ، الرسائل الإيجابية ، الآباء الإيجابيون

وبعيدا عن علم البرمجة


أطرح سؤالا : كيف تساهم في المجتمع بإيجابية ؟


أو كيف تبني مجتمعا إيجابيا ؟

اختي في الله،
إن الإيجابية امر شرعي في الإسلام والشواهد من القرآن والسنة كثيرة جداً. لكن المشكلة ان تجار الإيجابية والجذب (او الجدب) يستغلون الناس كي يبيعوهم الوهم. لبناء مجتمع إيجابي، لا بد لنا من العمل على رفع المتوسط العملي في المجتمع ككل (نهضة شاملة) بدل ان نضيع اوقاتنا واموالنا مع تجار الوهم.

يقول الله سبحانه (ومن اراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً ويقول وتعالى ايضاً (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)


يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير كما يقول سددوا وقاربوا ويقول بشروا ولا تنفروا وقال أيضا:"من قال هلك الناس فهو أهلكهم" وصدق رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذ يقول:"إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرها سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقى في ربه ولا يصل في رحمه ولا يعلم الله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء".

كما ان هناك حديثاً عجيباً جداً في هذا المجال حيث يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: عجبت لأمر المؤمن فكل شأنه خير. وفي الحديث الآخر يحرص الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على التذكير اكثر من مرة بتحصيل المؤمن للقوة: (( احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ )).

سأنقل هنا كلاماً للأخ مقاوم ايضاً

إن المسلم مطالب دوما بالتطور والرقي نحو الأفضل والأسمى في كل شيء. والشواهد على هذا من كتاب الله والسنة كثيرة ومتنوعة، فقد قال تعالى :{وقل ربي زدني علما{، وقال أيضا :{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:{إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره دنيها وسفسافها}، وفي كل هذا حث واضح على الاغتراف من العلم وتطوير القدرات وتوسعة المدارك والآفاق.

ولا يتحقق هذا إلا إذا توفرت في المرء مزايا ومواصفات معينة تتيح له طلب ذلك وتجعله في متناوله، وجماع ذلك كله: علو الهمة. قال الإمام الماوردي في أدب الدنيا والدين :{ أما علو الهمة فهو الباعث على التقدم، وداع إلى التخصيص، أنفة من خمول الضعة، واستنكارا لمهانة النقص{.

وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" لا تصغرن هممكم، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم".

يقول معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه: من اراد العظيم خاطر بعظيمه.


لكن المشكلة ان المجتمع ككل والأمة تعاني هذه الأيام يجب ان نبدأ من حيث انتهى الآخرون لا من حيث بدأوا، وحتى لا نضيع فرصا ونحن نحسب أننا نحسن صنعا، ولا بد من تطوير الوسائل والأساليب والنظم والمناهج، ولكن في إطار الفهم الصحيح لأصول منهج التغيير في الإسلام.

أستشف مما ذكرت الآتي


1- طبعا الإيمان قبل كل شيء وتغذية الأرواح بالقرآن والأحاديث وسيرة رسول الله وصحابته والاستعانة بالله والرضا بالقضاء والقدر

2- نهتم بالعلم الشرعي وهو للجميع أما علوم الدنيا نهتم بالتخصصات فيها

3-نهتم بقوة أجسامنا " فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ... وفي كل خير " بالغذاء الطيب والتدريبات المستمرة وليركز الفتيان والشباب على ركوب الخيل والسباحة والرماية وبالحرص على المشي لما فيه من فوائد جمة

4- الحرص على ما ينفع والعمل به ، لا تثبيط ولا تواكل وإصرار على العمل بهمة عالية وإرادة قوية وعزيمة ماضية
ولا نستسلم للمثبطات الموهنات للعزائم مما يطور قدراتنا وينمي إبداعنا

5- صلة الرحم وأهميتها في بناء المجتمع الإيجابي .......
وقد فقدت في المجتمعات الأكثر تحضرا لأسباب الانشغال بالبحث عن الرزق والاكتفاء بالأسرة عن العائلة أو القبيلة

6- الصدقة بالذات على الرحم

7- أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونطور من الأساليب والمناهج



أسأل كيف نساهم بهذا كله ونحن ليس لنا إلا أبناءنا ؟!

هل إن كنت لا أملك إلا بيتي علي أن أقف

فكرت مرة في أهل الباطل وأهل الحق

لم أهل الباطل لا يتعبون وأهل الحق من أول مواجهة يتوقفون

وصلت لجزء أتصوره أن جزء من النتيجة :

لأن أهل الباطل تؤزهم شياطينهم أزا

وأهل الحق توسوس لهم شياطين الإنس ليتوقفوا

لكن هل يجب أن يتوقفوا ؟!

هل ممكن أن أحدث وأنا فرد أي تغيير إيجابي ؟!

بل ان تملكين الكثير يا اختي. تملكين قلمك وفسحات كبيرة جداً من التعبير لإيصال الرسالة للناس.