من هناك
07-12-2010, 07:53 PM
تي 25 سيارة صغيرة جدا.. ومختلفة كليا
http://images.alwatanvoice.com/news/large/2557782148.jpg
غوردن موراي مصمم شهير للسيارات، وقبل أكثر من 20 سنة صمم في بريطانيا أول سيارة متفوقة في العالم بلغت سرعتها القصوى 240 ميلا في الساعة، وأحدثت آنذاك ضجة كبيرة في أوساط السيارات لم تهدأ عاصفتها حتى اليوم. وكان سعر هذه السيارة يقارب مليون دولار تقريبا. ميزة هذه السيارة، «مكلارين إف1 السوبر» أنها صنعت على مثال سيارات سباقات الجائزة الكبرى التي تعتبر شركة «مكلارين» من كبرى المشاركات في صناعتها ومن أشهرها.
لكن موراي قرر قبل فترة من الزمن أن يستبدل بالقوة والسرعة سيارة صغيرة جدا من حجم «الميني»، ضعيفة المحرك، رخيصة السعر، واقتصادية جدا على صعيدي الكلفة والاستهلاك، ومخصصة للسير في شوارع المدن الضيقة المكتظة بحركة المرور.. فجاءت مغايرة تماما للصورة الأولى لسياراته.
هذه السيارة الصغيرة، التي سميت «تي 25»، تشبه شقيقتها القديمة الكبيرة والقوية من جهة اتساعها لراكبين فقط، إضافة إلى سائقها الذي يجلس بينهما، وهما يتراجعان قليلا عنه. وجاء مظهرها الخارجي أشبه بفقاعة كبيرة، لكن روعي فيها أن تكون عملية من كل الوجوه الأخرى.
المهم أيضا أن «تي 25» شرعت منذ فترة قريبة في اختباراتها الأولية على الطرقات. وتبين من الملاحظات والتقارير الأولى إنها تعادل شقيقتها الأولى «مكلارين إف1» على صعيد التطوير والابتكارات، وإن كان على الصعيد الآخر الأكثر تواضعا طبعا. لكن هذه المرة سيجري إنتاجها في شركة التصميم التي بات يمتلكها حاليا غوردن موراي بعدما عمل طويلا في خدمة «مكلارين» وساعدها في إنتاج «إف1»، وقبلها في تطوير سيارات السباق الخاصة بالجائزة الكبرى (غراند بري).
كانت خطوة موراي الأولى التخلي عن التصاميم التقليدية التي طبعت صناعات السيارات فترة طويلة من الزمن. كما راعى فيها مسألة الراحة والمرونة وقدرة السائق على النظر والرؤية إلى مختلف الاتجاهات. والنظرة الأولى إليها تجعلك تتساءل ما إذا كان صغر الحجم هذا يجعل منها مركبة عملية فعلا، فطولها لا يتعدى الـ8 أقدام، وعرضها يزيد بقليل عن 4 أقدام، أي أنها أقصر من سيارة «سمارت فورتو» التي تتسع لراكبين فقط، وأقل عرضا منها بثماني بوصات. وهذه الميزات ساعدت «سمارت فورتو» على اقتحام طرق المدن الأوروبية، وخصوصا العاصمة الفرنسية باريس، حيث باتت تشاهد اليوم في منعطف كل شارع تقريبا. ولكن مع كل هذا الحجم الصغير، فإنها في الواقع تجذبك إليها، وتدعوك إلى قيادتها من الوهلة الأولى. وتتيح قياساتها وقفها وركنها في الأماكن الضيقة وبشكل متعامد مع أرصفة الطرقات، وليس بمحاذاتها، كما تفعل السيارات الأخرى.
مظهرها الأنيق من الخارج ليس مصادفة أيضا، بل جاء نتيجة دراسة معمقة. فسيارات المدن الصغيرة التي باتت تقليعة جديدة تكون عادة قبيحة الشكل، كما يقول موراي في مشغله في مقاطعة ساري البريطانية في ضواحي لندن. فهي تبدو أشبه بأكشاك الهاتف ولكن على عجلات، على حد وصفه.
وكان موراي قد حقق شهرته في العمل كمهندس لأفضل سيارات سباق الجائزة الكبرى وأسرعها. لكن قضى الكثير من سنوات العقد الأخير في دراسة بعض أبطأ السيارات وأصغرها حتى توصل الآن إلى إنجازه الأخير. كما توصل إلى حل بعض مشكلاتها، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، أن سائقيها ينسون مثلا أين تقع فتحة التزود بالوقود، هل هي على جانب اليمين أم اليسار، وجاء حل موراي بأن جعلها في مؤخرة المركبة، بحيث لا يهم سائقها أين يوقفها لدى تموينها.
كذلك لا توجد في السيارة أبواب تقليدية، إذ اعتمد مهندسها غطاء علويا كبيرا مركبا في مقدمتها يفتح ويغلق عموديا لدخول الركاب إليها مع أمتعتهم براحة تامة، مما يعني الحاجة إلى فسحة بامتداد 16 بوصة بينها وبين السيارات الأخرى المتوقفة بالقرب منها، بينما تحتاج السيارات الأخرى الاعتيادية إلى 31 بوصة. وإذا شاء سائقها التحول من ناقل حركتها الأوتوماتيكي إلى اليدوي، فهناك الدواسات الصغيرة التي تعمل بالأصابع المركبة على مقودها الرياضي. وتستطيع «تي25» قطع 400 ميل بين تعبئة وأخرى للخزان، بحيث تبث 88 غراما من ثاني أكسيد الكربون للكيلومتر الواحد من المسافة المقطوعة. أما سعرها فيتوقع أن لا يتجاوز الـ6500 جنيه إسترليني في حال طرحها في الأسواق قريبا.
وهناك أيضا خطط لإنتاج النسخة الكهربائية الكاملة منها باسم «تي 27» التي استقطبت استثمارا بقيمة 4.5 مليون إسترليني من الحكومة البريطانية لدعم استراتيجيتها على صعيد الطاقة النظيفة. وينوي موراي بعد استكمال تطويرها بيع تراخيص إنتاجها لشركات أخرى وطنية، أو أجنبية ترغب في استثمارها، خصوصا النسخة الكهربائية منها «تي27» التي أعلن عنها أخيرا خدمة للبيئة، ورأفة بسائقي المدن الذين تتحطم أعصابهم عشرات المرات في اليوم الواحد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السيارة غنية بالنوافذ الزجاجية والقوائم الرفيعة، مما يجعل الرؤية الخارجية واضحة فسيحة وقيادتها ميسرة. كما أن لوحات هيكلها الخارجي مصنوعة من بلاستيك القناني العادية الذي يمكن تدويره، والذي يخفض من وزن السيارة بنحو 600 كيلوغرام، أي أقل من وزن سيارة «سمارت» بنسبة 25 في المائة. وينبعث من محرك السيارة الثلاثي الأسطوانات سعة 660 سنتيمترا مكعبا 88 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر من المسافة المقطوعة. وهذا ما يجعلها صديقة فعلية للبيئة.
وأخيرا وليس آخرا فإن بمقدور هذه الصغيرة الاستدارة ضمن دائرة ضيقة جدا، أي أقل من دائرة تاكسيات لندن الشهيرة بنحو 20 قدما. أما واقي الصدمات الأمامي فهو مجزأ إلى أربعة أقسام يمكن تثبيتها بالعزقات، مما يسهل كثيرا تصليحها لدى تعرضها للصدمات البسيطة بكلفة متدنية جدا.
http://images.alwatanvoice.com/news/large/2557782148.jpg
غوردن موراي مصمم شهير للسيارات، وقبل أكثر من 20 سنة صمم في بريطانيا أول سيارة متفوقة في العالم بلغت سرعتها القصوى 240 ميلا في الساعة، وأحدثت آنذاك ضجة كبيرة في أوساط السيارات لم تهدأ عاصفتها حتى اليوم. وكان سعر هذه السيارة يقارب مليون دولار تقريبا. ميزة هذه السيارة، «مكلارين إف1 السوبر» أنها صنعت على مثال سيارات سباقات الجائزة الكبرى التي تعتبر شركة «مكلارين» من كبرى المشاركات في صناعتها ومن أشهرها.
لكن موراي قرر قبل فترة من الزمن أن يستبدل بالقوة والسرعة سيارة صغيرة جدا من حجم «الميني»، ضعيفة المحرك، رخيصة السعر، واقتصادية جدا على صعيدي الكلفة والاستهلاك، ومخصصة للسير في شوارع المدن الضيقة المكتظة بحركة المرور.. فجاءت مغايرة تماما للصورة الأولى لسياراته.
هذه السيارة الصغيرة، التي سميت «تي 25»، تشبه شقيقتها القديمة الكبيرة والقوية من جهة اتساعها لراكبين فقط، إضافة إلى سائقها الذي يجلس بينهما، وهما يتراجعان قليلا عنه. وجاء مظهرها الخارجي أشبه بفقاعة كبيرة، لكن روعي فيها أن تكون عملية من كل الوجوه الأخرى.
المهم أيضا أن «تي 25» شرعت منذ فترة قريبة في اختباراتها الأولية على الطرقات. وتبين من الملاحظات والتقارير الأولى إنها تعادل شقيقتها الأولى «مكلارين إف1» على صعيد التطوير والابتكارات، وإن كان على الصعيد الآخر الأكثر تواضعا طبعا. لكن هذه المرة سيجري إنتاجها في شركة التصميم التي بات يمتلكها حاليا غوردن موراي بعدما عمل طويلا في خدمة «مكلارين» وساعدها في إنتاج «إف1»، وقبلها في تطوير سيارات السباق الخاصة بالجائزة الكبرى (غراند بري).
كانت خطوة موراي الأولى التخلي عن التصاميم التقليدية التي طبعت صناعات السيارات فترة طويلة من الزمن. كما راعى فيها مسألة الراحة والمرونة وقدرة السائق على النظر والرؤية إلى مختلف الاتجاهات. والنظرة الأولى إليها تجعلك تتساءل ما إذا كان صغر الحجم هذا يجعل منها مركبة عملية فعلا، فطولها لا يتعدى الـ8 أقدام، وعرضها يزيد بقليل عن 4 أقدام، أي أنها أقصر من سيارة «سمارت فورتو» التي تتسع لراكبين فقط، وأقل عرضا منها بثماني بوصات. وهذه الميزات ساعدت «سمارت فورتو» على اقتحام طرق المدن الأوروبية، وخصوصا العاصمة الفرنسية باريس، حيث باتت تشاهد اليوم في منعطف كل شارع تقريبا. ولكن مع كل هذا الحجم الصغير، فإنها في الواقع تجذبك إليها، وتدعوك إلى قيادتها من الوهلة الأولى. وتتيح قياساتها وقفها وركنها في الأماكن الضيقة وبشكل متعامد مع أرصفة الطرقات، وليس بمحاذاتها، كما تفعل السيارات الأخرى.
مظهرها الأنيق من الخارج ليس مصادفة أيضا، بل جاء نتيجة دراسة معمقة. فسيارات المدن الصغيرة التي باتت تقليعة جديدة تكون عادة قبيحة الشكل، كما يقول موراي في مشغله في مقاطعة ساري البريطانية في ضواحي لندن. فهي تبدو أشبه بأكشاك الهاتف ولكن على عجلات، على حد وصفه.
وكان موراي قد حقق شهرته في العمل كمهندس لأفضل سيارات سباق الجائزة الكبرى وأسرعها. لكن قضى الكثير من سنوات العقد الأخير في دراسة بعض أبطأ السيارات وأصغرها حتى توصل الآن إلى إنجازه الأخير. كما توصل إلى حل بعض مشكلاتها، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، أن سائقيها ينسون مثلا أين تقع فتحة التزود بالوقود، هل هي على جانب اليمين أم اليسار، وجاء حل موراي بأن جعلها في مؤخرة المركبة، بحيث لا يهم سائقها أين يوقفها لدى تموينها.
كذلك لا توجد في السيارة أبواب تقليدية، إذ اعتمد مهندسها غطاء علويا كبيرا مركبا في مقدمتها يفتح ويغلق عموديا لدخول الركاب إليها مع أمتعتهم براحة تامة، مما يعني الحاجة إلى فسحة بامتداد 16 بوصة بينها وبين السيارات الأخرى المتوقفة بالقرب منها، بينما تحتاج السيارات الأخرى الاعتيادية إلى 31 بوصة. وإذا شاء سائقها التحول من ناقل حركتها الأوتوماتيكي إلى اليدوي، فهناك الدواسات الصغيرة التي تعمل بالأصابع المركبة على مقودها الرياضي. وتستطيع «تي25» قطع 400 ميل بين تعبئة وأخرى للخزان، بحيث تبث 88 غراما من ثاني أكسيد الكربون للكيلومتر الواحد من المسافة المقطوعة. أما سعرها فيتوقع أن لا يتجاوز الـ6500 جنيه إسترليني في حال طرحها في الأسواق قريبا.
وهناك أيضا خطط لإنتاج النسخة الكهربائية الكاملة منها باسم «تي 27» التي استقطبت استثمارا بقيمة 4.5 مليون إسترليني من الحكومة البريطانية لدعم استراتيجيتها على صعيد الطاقة النظيفة. وينوي موراي بعد استكمال تطويرها بيع تراخيص إنتاجها لشركات أخرى وطنية، أو أجنبية ترغب في استثمارها، خصوصا النسخة الكهربائية منها «تي27» التي أعلن عنها أخيرا خدمة للبيئة، ورأفة بسائقي المدن الذين تتحطم أعصابهم عشرات المرات في اليوم الواحد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السيارة غنية بالنوافذ الزجاجية والقوائم الرفيعة، مما يجعل الرؤية الخارجية واضحة فسيحة وقيادتها ميسرة. كما أن لوحات هيكلها الخارجي مصنوعة من بلاستيك القناني العادية الذي يمكن تدويره، والذي يخفض من وزن السيارة بنحو 600 كيلوغرام، أي أقل من وزن سيارة «سمارت» بنسبة 25 في المائة. وينبعث من محرك السيارة الثلاثي الأسطوانات سعة 660 سنتيمترا مكعبا 88 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر من المسافة المقطوعة. وهذا ما يجعلها صديقة فعلية للبيئة.
وأخيرا وليس آخرا فإن بمقدور هذه الصغيرة الاستدارة ضمن دائرة ضيقة جدا، أي أقل من دائرة تاكسيات لندن الشهيرة بنحو 20 قدما. أما واقي الصدمات الأمامي فهو مجزأ إلى أربعة أقسام يمكن تثبيتها بالعزقات، مما يسهل كثيرا تصليحها لدى تعرضها للصدمات البسيطة بكلفة متدنية جدا.